يواجه حلم "ناسا" التكنولوجي الأكبر، وهو "إحضار عيّنات من تربة وصخور وجو المريخ"
إلى الأرض، المعتبر من أكثر المبادرات طموحا بتاريخ استكشاف الفضاء، مستقبلا غير مؤكد، وخطر يحول الحلم إلى كابوس فضائي، وفقا لما يمكن استنتاجه من تقرير نشرته مجلة TIME الأميركية، وفيه أن التكاليف المرتفعة والتحديات اللوجستية، تعرّض نجاح المهمة للخطر، بعد أن كانت بديلا آمنا واقتصاديا عن إرسال رواد إلى الكوكب الأحمر، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية.
بسبب عقبة التكاليف، أصبحت NASA مجبرة على إعادة النظر بخططها لصنع مسبار يأتي بالعيّنات إلى الأرض، لإجراء دراسات مفصلة عليها، من دون مخاطر مرتبطة بإرسال بعثات مأهولة. ولم يتم وضع استراتيجية رسمية بالتعاون مع "وكالة الفضاء الأوروبية" إلا مع هبوط مركبة Perseverance في 2021 على أديم فوهة Jezero المعتقد أنها كانت بحيرة، استضافت حياة من نوع ما قبل مليارات السنين.
تلك المركبة، تمكنت من إتمام مهمتها بنجاح في جمع عيّنات مختلفة من الكوكب وتخزينها في أنابيب من التيتانيوم، بانتظار إحضارها مستقبلا إلى الأرض. وبرغم هذا الإنجاز، فقد ثبت أن التعقيد الكامن بتصميم المسبار الذي يتضمن تطوير مركبة جمع، ووحدة إطلاق وعبور الغلاف الجوي، والانفلات من جاذبية المريخ، عقبته الرئيسية ليست فنية فقط، بل ارتفاع التكاليف بسبب حجم الطلب على الطاقة المتجددة، وهو ما اعترف به Bill Nelson مدير "ناسا" بقوله في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي، إن "التكاليف قد تزيد عن 11 مليار دولار، بينما تشير التوقعات إلى أن العيّنات لن تعود قبل 2040 على الأقل" وفق تعبيره.
ناسا تبحث عن حل
هذا الوضع الذي تفاقم أكثر، بسبب خفض ميزانية "ناسا" بين 2024 و2025 بمقدار يزيد عن 5 مليارات دولار، جعل بيل نيلسون يعلن بأن المهمة المعروفة بأحرف MSR اختصارا "لم تكن قابلة للتطبيق كما تصورناها، لأن التخطيط ظل يواجه تأخيرات، في حين استمرت التكاليف بالارتفاع" كما قال.
وفي بحثها عن حل، تفكر "ناسا" بالشراكة مع شركات خاصة، منها SpaceX إضافة إلى Blue Origin الأميركية مثلها، والمعروفتان بقدرتهما على خفض التكاليف عبر تقنية إعادة استخدام الصواريخ، طراز Falcon Heavy كما وطراز New Glenn الشهيرين، وهو ما يقلل كلفة المراحل الحرجة من مهمة Mars Sample Return بشكل كبير.
وبالإضافة إلى ذلك، يتم تقييم أنظمة أكثر إحكاما واقتصادا، منها "الرافعة السماوية" وهي تقنية تم اختبارها بالفعل مع مركبتين أخريين هبطتا على سطح المريخ. كما من الممكن أن تؤدي هذه البدائل إلى خفض الكلفة الإجمالية للمهمة بين 5.8 الى7.7 مليار دولار، مع احتمال إطلاقها في 2030 الى الكوكب.
وبرغم التحديات، فقد أثبتت مركبة "بيرسيفيرانس" القيمة العلمية لهذه البعثات، عبر جمع عيّنات يمكن أن تكشف عن أدلة حول التاريخ الجيولوجي للكوكب وإمكانية وجود حياة متبرعمة فيه. مع ذلك، تزيد المنافسة الدولية من الضغوط على "ناسا" حيث تخطط الصين لإطلاق مسبار Tianwen-3 في 2028 على الأكثر، لإحضار عيّنات مريخية خاصة بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق