الاثنين، سبتمبر 17، 2012

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

   
    قصص النهاية المأساوية للذين أساءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يمهل و لا يهمل و دائما العبرة للمتقين . لذا ارجو من الاصدقاء ان يطمأنوا ان الله سبحانه لا يخذل رسوله حيا كان او عنده في الفردوس الاعلى .
كم انت عظيم يا حبيبي يا محمد - صلى الله عليك وسلم- وعظمتك من عظمة ربي ان جعلك معلما للبشرية الى يوم القيامة . احبك و احب كل من يحبك يا حبيب الله يا محمد يا جدنا ومعلمنا و شفيعنا يا محمد - صلى الله عليك وسلم .
هذه مجموعة من القصص لطمئنة المسلمين وشد ازرهم حيث أن الله نصر نبيه من المستهزئين امثال هؤولاء الذين صنعوا الفلم المسيء لحضرته.

قال تعالى : (( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ )) الأنبياء - 41

قال تعالى : (( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) التوبة - 61

قال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا )) الأحزاب - 57

قال تعالى : (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )) الزمر - 36

قال تعالى : (( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ )) الحجر - 95

قال تعالى : (( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ )) البقرة - 137

قال تعالى : (( إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ )) التوبة - 40

قال تعالى : (( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ )) الكوثر - 3

قال تعالى : (( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ )) الحج - 15

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ومن سُنَّة الله أن من لم يُمكِن المؤمنين أن يعذبوه من الذين يؤذون الله ورسوله فإن الله سبحانه ينتقم منه لرسوله ويكفيه إياه ) .

قصة الشيخ محمد شاكر مع خطيب الجمعة الذي استهزأ برسول الله :
ذكر الشيخ أحمد شاكر أن والده الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر سابقاً كَفَّرَ أحد خطباء مصر، وكان فصيحاً متكلماً مقتدراً، وأراد هذا الخطيب أن يمدح أحد أمراء مصر عندما أكرم طه حسين ، فقال في خطبته: "جاءه الأعمى فما عبس بوجهه وما تولى!" ، وهو يريد بذلك التعريض برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حيث أن القرآن ذكر قصته مع الأعمى (ابن مكتوم) فقال تعالى: ( عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَن جَاءهُ الأَعْمَى ) سورة عبس:1-2.

فبعد الخطبة أعلن الشيخ محمد شاكر للناس بأن : صلاتهم باطلة ، وأمرهم أن يعيدوا صلاتهم لأن الخطيب كفر بهذه الكلمة التي تعتبر شتم لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تعريضاً لا تصريحاً.

هذا ولم يكن الشيخ محمد شاكر رحمه الله ممن يطلقون الأحكام جزافاً، ولم يكن يفعل ذلك لمطلب دنيوي أو لمرضاة ذي سلطان ، إذ لم تكن حالة الأزهر في زمانه مثل ما هي عليه في زماننا هذا.

عاقبة هذا المجرم :
لكن الله سبحانه وتعالى لم يدع لهذا المجرم جرمه في الدنيا قبل أن يجزيه جزاءه في الآخرة.
قال الشيخ أحمد شاكر: ولكن الله لم يدعْ لهذا المجرم جرمه في الدنيا، قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى ، فأقسمُ بالله لقد رأيته - بعيني رأسي ، بعد بضع سنين ، وبعد أن كان عالياً منتفخاً ، مستعزّاً بمَن لاذ بهم من العظماء والكبراء - رأيته مهيناً ذليلاً ، خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة ، يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار ، حتى لقد خجلت أن يراني ، وأنا أعرفه وهو يعرفني ، لا شفقة عليه ، فما كان موضعاً للشفقة ، ولا شماتة فيه ؛ فالرجل النبيل يسموا على الشماتة ، ولكن لما رأيت من عبرة وعظة .

الملك الكامل ملك مصر:
لما وقع الحصار على مدينة دمياط اتفق أن أحد الكفار قد ألهج لسانه بسبّ النبي صلى الله عليه وسلم معلناً به على خنادقهم ، وكان أمره قد استفحل وقد جعل هذا الأمر ديدنه ، فلما وقعت الوقعة وانتصر المسلمون وكان هذا الكافر من ضمن الأسرى فأُخبِرَ الملك بشأنه ، فصمم الملك الكامل على إرساله إلى المدينة النبوية ، وأن يباشر قتله بذاك المحل الشريف ، فلما وصل أقيم ونودي على فعلته بين الناس فتهادته السيوف .

كلب ينتقم للرسول محمد صلى الله عليه وسلم !!!
في كتاب الدرر الكامنة لابن حجر: كان النصارى ينشرون دعاتهم بين قبائل المغول طمعاً في تنصيرهم وقد مهَّد لهم هولاكو ذلك بسبب زوجته الصليبية ( ظفرخاتون ) وذات مرة توجه جماعة من كبار النصارى لحفل بسبب تنصُّر أحد أمراء المغول فأخذ أحد من النصارى في شتم الرسول صلى الله عليه وسلم ... يشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم حقداً وكان هناك كلب صيد مربوط فلما بدأ هذا الصليبي زمجر الكلب وهاج ثم وثب عليه وخمشه بشدة فخلصوه منه بجهد ...

فقال بعض الحاضرين : هذا بكلامك في حق محمد .. فقال الصليبي : كلا بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أُشير بيدي فظن أني أريد ضربه ، ثم عاد لسب النبي صلى الله عليه وسلم وأقذع في الشتم فما كان إلا أن قطع الكلب رباطه ووثب على عنق الصليبي وقلع حلقه (أو زوره ) في الحال ( انتزاعاً ) فمات الصليبي من فوره ... فعندها أسلم نحو أربعين ألفاً من المغول .

صلاح الدين الأيوبي :
أن صلاح الدين الأيوبي نذر أن يقتل أرناط صاحب الكرك ، فأسره وكان سببه أنه مرّ به قوم من مصر في حال الهدنة, فغدر بهم فناشدوه الصلح ، فقال ما فيه استخفاف بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وقتلهم ، فجمع صلاح الدين الملوك فلما حضر أرناط ، قال: أنا أنتصر لمحمد منك ، ثم عرض عليه الإسلام فأبى، فحلّ كتفيه بخنجر .

قصة الذي أراد الشهادة العليا بسبّ رسول الله :
ذهب أحدهم لنيل شهادة عليا من خارج بلاده ، فلما أتم دراسته وكانت تتعلق بسيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، طلب منه أستاذه من النصارى أن يسجل في رسالته ما فيه انتقاص للنبي صلى الله عليه وسلم وتعريض به ثمناً لتلك الشهادة .

تردد الرجل بين القبول والرفض ولكنه فضّل اختيار الدنيا على الآخرة ، وأجابهم إلى ما أرادوا طمعاً في نيل تلك الشهادة الملوثة ، فلما عاد إلى بلده فوجئ بهلاك جميع أولاده وأهله في حادث مفاجئ . (( ولعذاب الآخرة أشد وأبقى )) .

كانوا يستبشرون بهزيمة من سبّ رسول الله :
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وإنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه ، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد ، ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول ، أهل الفقه والخبرة ، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا .

قالوا : كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه ، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه ، تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر ، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك ، ثم يفتح المكان عنوة ، ويكون فيهم ملحمة عظيمة ، قالوا : حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه ، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه. وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل الغرب - يعني المغرب - حالهم مع النصارى كذلك. أهـ (الصارم المسلول ص 116-117)
أيها الأخوة الكرام الأحبة، في وسطِ ما تعيشُهٌ أمتُنا الإسلاميةُ اليومَ من أزماتٍ وهجمةٍ شرسةٍ من أعدائِها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً في فلسطين وإريتريا والفلبين والصومال وبورما، وفي خضمِ هذه المعاناة ِالتي أحاطت بأمتنا نرى الأمل يشع بضوئه المشرق ليبعث فينا روح التفاؤل لعلنا نجد مخرجاً لما تعانيه الأمةُ.
وان المخرجَ يا عبادَ الله يتمثلُ في استعلاءِ الأمة بإيمانها و الصدقِ مع الله ومواجهة الأعداء.
واليومَ أيها الأخوة أقدم نموذجاً من النماذج الرائعة التي عملت من أجل إخراج الأمةِ من أزماتها، إنه صلاحُ الدينِ في موقعةِ حطين.
لقد كانت الأمةُ الإسلاميةُ قبلَ ولايتهِ تشكو من الظلم والفساد الذي استشرى في كل مكان، فلما تولى الوزارة َ بمصر ثم استقلَ بشؤونها رأى بتوفيق ٍ من الله أن يخطو َخطوة ً إيجابية ً هامة في توحيدِ المسلمين فبدأ بحمل شعار: إصلاحِ العقيدة وكانت عقائدُ أكثرِ الناسِ قد فسدت في زمانه، ورأى صلاحُ الدين خطورة ذلك الفسادِ في العقيدةِ والأخلاقِ وكان يؤلم نفسَهُ ما يرى من اختلافاتٍ وفرقةٍ ونزاعٍ بين المسلمين، وشعرَ صلاحُ الدين بصعوبة ما هو مُقدمٌ عليه من عمل، ولكنه كان يرى أن صلاحَ أمرِ أمته وخروجَ المسلمين من أزماتهم الطاحنة لن يتمَ إلا بهذه الخطوةِ الإيجابية، وهي أولاً صلاحُ العقيدةِ، فقام بإنشاء المدارس التي تدعو إلى مذهبِ أهلِ السنةِ والجماعةِ، وهو المذهبُ الذي يمثلُ الاتزانَ والتعقلَ من بين المذاهبِ الأخرى، ولما أحسَ صلاحُ الدين بنجاحِ هذه الخطوةِ توجه إلى توحيد بلادِ المسلمين ليتمكن بذلك من مواجهة أعداءِ الإسلام بصفٍ موحدٍ لا عداوةَ َبين أصحابه ولا خلاف، ولم يكن هذا الطريقُ ممهداً أمامَهُ، بل كان فيه كثيرٌ من العقبات، وكان من أولِ تلك العقبات أن امتنع والي حلب عن فتح أبوابها أمامَ صلاحَ الدين بل تجاوز َذلك إلى محاولة قتلِ صلاحِ الدين فأنجاه الله من كيده.
 وهنا عزم صلاحُ الدين على مواجهته بعد أن استعان والي حلب بالإفرنج ولكنهم لم يستطيعوا الصمودَ أمامَ قوةِ الجيشِ الإسلامي ثم كان تآمرُ الإفرنجِ على المسلمين، فهجموا على دمياطَ والإسكندرية ولكن الله هزمهم.
وهكذا ظلَ صلاحُ الدين يبذلُ جهودا ً كبيرة ً في توحيدِ الجبهة الإسلامية بعد أن كانت مفككةً لا ضابطَ لها ولا نظام ، ومن ثمَّ انطلقَ إلى مواجهةِ الأعداء الصليبين فقد اتفقت ضدَهُ جميعُ الدولِ الأوربية وجمعت جيوشاً كثيرة ً لمحاربةِ المسلمين فكان بينهم وبينَ صلاحُ الدين وقائعُ كثيرة انتصرَ فيها عليهم، فكانت موقعةُ حطين ثم تلاها فتحُ بيتِ المقدسِ.
ومن مواقفهِ الشهيرة من أجل تحرير بيتِ المقدس أنه كان بينه وبين أرناط أميرِ الكركِ هدنةً وفي شروطها السماحُ للقوافل الإسلامية بالانتقالِ بين مصرَ والشام دونَ التعرضِ لها ولكن أرناط لم يحترم هذا العهد، فاعتدى على قافلةٍ تجارية تابعة للمسلمين وكان ذلك عام اثنتين وسبعين وخمسمائة للهجرة، فصادرَ أموالها وأسرَ رجالَها ولم يكتفِ بذلك بل زاد عليه أن أساءَ إلى المسلمين وإلى النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم حيث قال للأسرى: إن كنتم تعتقدون في محمدٍ فادعوه الآن ليفك أسركم وليخلصَكُم من شر ما وقعَ بكم.
ولما علم صلاحُ الدين بهذا الاعتداء وهذه الإساءةِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتدَ غضبُهُ لله ولرسوله وحلفَ إن أظفره اللهُ بأرناط ليقتلنه بيده، وهنا أخذ صلاحُ الدين يعدُ جيوشَهُ ويستنفرُ هممَ المسلمين، وبعد أن أعدَ العدةَ َ اجتمع مع رجالهِ وكانت المشورة ُ عملاً بقول الله تعالى: وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلاْمْرِ [آل عمران:159]. فاتفقوا على الخروج لمحاربة الأعداء بعد صلاةِ الجمعةِ، السابعَ عشرَ من ربيعٍ الآخر سنة ثلاثٍ وثمانين وخَمسمائةٍ للهجرةِ.
وخرجَ المسلمون بعد صلاةِ الجمعةِ وهم يُكبرون ويتضرعون إلى الله والتقي الجيشان، ودارت رحى الحرب واشتدَ الحرُ على الناس ولكن اللهَ يثبتُ عبادَهُ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ[محمد:7]. وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ [الروم:47]. وكتبَ الله النصرَ للمسلمين وكان نصراً كبيراً.
وصف العمادُ الأصفهاني مشهدَ القتلى والأسرى من الأعداء بقوله: "فمن شاهدَ القتلى في ذلك اليومِ قال: ما هناك أسير، ومن شاهد الأسرى قال: ما هناك قتيل".
وبعد انتهاءِ المعركة سجدَ صلاحُ الدين شكراً لله على نعمةِ النصرِ الذي كان من عند الله ثم استعرضَ كبار الأسرى بحثاً عن أرناط الذي أساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال له: ها أنا ذا أنتصرُ لنبينا صلى الله عليه وسلم ثم عَرض عليه الإسلامَ فأبى  فقتله، ووفى بقسمه، فقتلَهُ.
هذا هو صلاح الدين في موقعة حطين وما قام به من إصلاح ومعالجةٍ لواقع المسلمين، فالعلاج يا عبادَ اللهِ ينبعُ من ذات الإسلام وعملا بالإسلام.

 

الخطبة الثانية

وفي الخبر السابق يا عباد الله نرى أن إنشاءَ المدارسِ استهدفَ إعادة َ المسلمين إلى عقيدتهم، فلقد كان عملاً كبيراً ما قام به من إصلاحِ عقيدةِ المسلمين بل إن ذلك هو الأساس في إعادة بناء القوة الإسلامية، وإلا فكيفَ يمكنُ أن يوحد شمل المسلمين إذا كانت عقيدتُهم فاسدةً وقلوبُهم مختلفة، وفي هذا الخبر السابق نرى جميعاً كيف كان صلاحُ الدين صادقاً في جهادهِ وعمله من أجل أمته.
وفي الخبر السابق نرى ماذا فعل صلاح الدين بأرناط الذي أساء للمسلمين ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا هو الغضب في الله ولله، وفي الخبر السابق نقطةً جديرةً بالتأمل والوقوف ألا وهي اجتماع صلاحُ الدين مع رجالهِ قبلَ وقوعِ المعركة، إنه أنموذجٌ صادقٌ للاجتماعِ الناجحِ الإيجابي الذي يبتعدُ عن الكلامِ المجردِ والنظرياتِ الكاذبةِ والقراراتِ الوهمية فماذا كانت النتيجةُ بعد هذا الاجتماع؟ كانت انتصاراً كبيراً للمسلمين تلاهُ فتحُ بيتِ المقدس، فماذا نقول عن واقعنا اليوم؟ أين غضبتنا لله ولرسوله؟ أين غضبتنا لقدسنا؟ أين اجتماعاتنا من هذه الاجتماعات؟ وأين قراراتُنا من تلك القرارات؟ فان ما أصابنا لم يصبنا من قلةٍ في عددنا أو ضعفٍ في إمكاناتنا، إنما أصابنا ذلك حينما لم نستعل بإيماننا، ولم نفهم حقيقةَ أعدائِنا، فما أحوجَنا اليومَ إلى أن نُمعنَ النظرَ في واقِعنا وما ألمَّ بنا وما آلَ إليه حالنُا، وكيفَ تألبت علينا أثقالُ الحياةِ ومظالمُ الناسِ الذينَ يَلبَسونَ المسوحَ ويمدونَ أياديَهم الآثمةَ بدعوى المصالحةِ والسلام،ِ وهم من هم، هم الذين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمةً وأولئك هم المعتدون، فهاهم اليهود غدروا بعهودهم ونقضوا كثيراً من بنود المعاهداتِ وسارعوا يبنون ويهدمون ما يشاؤونَ من أرضِ فلسطينَ ومن قبلةِ المسلمين الأولى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أحاطوا المدينةَ المقدسةَ بجبالٍ هائلةٍ من المباني وصادروُا أكثرَ من 80 في المائة من مجموعِ مساحةِ القدسِ فضلاً عن محاولاتِهم طمسَ المعالمِ الإسلاميةِ والعربيةِ في المدينةِ المقدسةِ، ومن ثمَّ السيطرة ُ على يمكنُهم السيطرةُ عليه، حتى المعلمَ الرئيسي حرقُوه وأكثروا الحفرَ تحته ولا يزالون، فالقدسُ وما حوَلها في خطرٍ، وهاهي في كل يوم تستصرخُ ضميرَ ووجدانَ الأمةِ لينقِذوها من التهديدِ اليهودي،ِ فالقدسُ أمانةٌ في أعناقِ أمتنا، وهاهو الأقصى ينادي ويستنجدُ، فهل من وقفةٍ لله رب العالمين ولإنقاذِ المستضعفين.
أيها الأخوةُ: إننا مع ذهولِ الموقفِ واعتصارِ الألم فإننا لا نيأسَ، وأملَنا في اللهِ تعالى كبير ثم في أمةِ الإسلام، ولن يَنضُبَ معينُ أمتنا من الخيرين ، واعملوا يا عباد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حق المسجد الأقصى: ((لا تشدُ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدٍ إلى المسجدِ الحرام وإلى مسجدي هذا، وإلى مسجد إيلياء يعني بيت المقدس)) [رواه مالك رحمه الله].
ولقد بين الله تعالى لنا قيمة المسجدِ الأقصى حينما ربطه بالبيت الحرام فقال: سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلاْقْصَى ٱلَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَـٰتِنَا إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلبَصِيرُ [الإسراء:1].

ليست هناك تعليقات:

الله يرحمك يا باكوس

  الله يرحمك يا باكوس الله يرحمك يا باكوس