الثلاثاء، يناير 18، 2011


الرسالة التي يحاول النظام السوزاني أن يرسلها كانت واضحة: الثورات تسبب الفوضى، لذلك لا تهتموا بها.فهل سنبلع الطعم المسموم،أم سنثبت أن للظالم يوم نهايته على يد المظلوم؟!فجر طاقات الغضب،وحول غيظك لطاقة ثورية،ولاتعفو عن جلاديك،يوم ٢٥ يناير،يوم إقتحام الصعاب،ويوم قتل الكلاب،الذين سامونا كل صنوف العذاب،لاتخشى لاتهاب !!!سالم القطامي



قالت مجلة أمريكية بارزة أن النظام المصري يحاول جاهداً تشويه "ثورة الياسمين" التونسية في إستراتيجية للقضاء على فكرة "تأثير الدومينو"، مشيرة إلى أن هذا هو السبب في تصرف النظام بثقة تامة.

و تحت عنوان "بعد تونس، هل يأتي الدور على مصر؟" قالت مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية أنه على الرغم من تصاعد الثرثرة حول التنظيم لإحتجاجات مقررة ليوم السبت، إلا أن المشهد يبدو طبيعياً في ميداني التحرير و طلعت حرب ولا تظهر أي علامات لتدابير أمنية مشددة، مشيرة إلى أنه عندما يكون هناك حديث عن مظاهرات فإن قوات الأمن المركزي عادة ما تقوم بمحاصرة هذه المناطق بل و إغلاق حركة المرور أيضاً، ولكن بعد "ثورة الياسمين" تبدو هذه المناطق طبيعية للغاية، مؤكدة على أن هذا المظهر الطبيعي هو تماماً ما يحاول النظام الترويج له، فالأوضاع الطبيعية لا تولد ثورات شعبية.

و أكدت المجلة أن نظام الرئيس مبارك يعمل بجد من أجل دعم هذا الإحساس بالحياة الطبيعية، و ذلك من خلال المبالغة في رسم صورة للإستقرار في مصر و الإضطرابات في تونس. و أشارت إلى ظهور أحد خبراء الإقتصاد التابعين للحزب الحاكم على قناة المحور ليسلط الضوء على إرتفاع معدلات البطالة في تونس و المساواة بين الرأسمالية المصرية و تلك الأوروبية، و كأنه يحاول القول أن الأوضاع في مصر لا تستدعي قيام ثورة.

و تابعت قائلة أن التلفزيون المصري طوال يوم السبت قام بالتركيز على الفوضى في تونس و عرض مشاهد لحوادث السرقة، و وحشية الشرطة، و عمليات التخريب، مؤكدة على أن الرسالة التي يحاول النظام أن يرسلها كانت واضحة: الثورات تسبب الفوضى، لذلك لا تهتموا بها.

و لفتت المجلة إلى أن النظام يحاول حبس المعارضة في زاوية، فعندما احتشد عدد قليل من شباب حركة 6 ابريل و نشطاء حركة كفاية أمام السفارة التونسية يوم السبت لشحذ الهمم، قامت قوات الأمن على الفور بحشرهم في مساحة صغيرة على الرصيف لتحيط بهم كتيبة من قوات مكافحة الشغب و تحاصرهم صفوف من عناصر الأمن، لجعل المظاهرة غير مرئية للسيارات المارة، و تقليصها بسرعة إلى ما يقرب من 20 شخصاً.

و قالت أنه على الرغم من إبداء المصريين إعجابهم بالثورة التونسية إلا أنهم استبعدوا أن تكون الأحداث الخارجية كافية لإطلاق ثورة مماثلة في الداخل، مؤكدين على أن ما سيشعل الثورة في مصر سيكون أمراً مفاجئاً و غير متوقع و يحمل طابعاً مصرياً فريداً.

و أشارت إلى أنه على الرغم من قيام جماعة الإخوان المسلمين بإصدار بيان للإشادة بالثورة التونسية، إلا أنها تقف على الهامش خوفاً من أن يقوم أي رد فعل حاد معادي للنظام من جانبها بتقويض الدعم المحلي للتغيير، فطالما قام نظام الرئيس مبارك بإستخدام الإخوان كفزاعة لإخافة الناس و الغرب.

و نقلت عن عصام العريان، المتحدث الإعلامي باسم الجماعة، قوله بأنه إذا أساءت الجماعة تقدير اللحظة من خلال التصرف بشكل مبالغ فيه ضد النظام، فإنها قد تواجه عقوبات قاسية فمن المحتمل أن يقوم ذلك بحشد الحكومات الأجنبية و الكثير من المصريين خلف الرئيس مبارك.

إلا أن المجلة أكدت على أن النشطاء الليبراليين في مصر ليس لديهم مثل هذه المخاوف، حيث تتمثل إستراتيجيتهم في حشد الهمم ببطء لتغير النظام حتى يكون الناس مستعدين عندما تأتي اللحظة لإنتفاضة على غرار تونس.

و اعتبرت المجلة أن أفضل أمل لتكرار السيناريو التونسي في مصر من المرجح أن يأتي وقت تمرير السلطة، مشيرة إلى أن المعارضة ترفض فكرة التوريث، معتبرة أن صعود جمال مبارك للحكم سيكون وقت زعزعة الإستقرار في مصر.

و اختتمت المجلة تقريرها قائلة انه على الرغم من أن الرهان دائماً في مصر يكون على استقرار النظام، إلا أن تونس أثبتت أن كل شئ ممكن.
نظريات سقطت مع سقوط بن علي



الزلزال التونسي ، لم يطح فقط بالديكتاتور زين العابدين بن علي ، وإنما أطاح معه بالكثير من النظريات والتصورات التي رسخت في أذهان قطاع كبير من النخب العربية السياسية ونظم الحكم أيضا ، وخاصة فيما يتعلق بحجم المؤثر الخارجي في انتزاع الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي في بلادنا ، أو حتى في القدرة على تغيير نظم الحكم ، الدرس التونسي قال لنا بالعربي الفصيح أن فرضية أن الحاكم العربي الجديد يحتاج إلى مباركة أمريكية لكي يتم تنصيبه ، ويحتاج إلى سخط أمريكي لكي يتم إسقاطه هي مجرد خيال وأساطير لا صلة لها بالواقع ، وأن الشعوب وحدها هي صاحبة القرار ، إذا أرادت .

نظام بن علي القمعي والبوليسي كان مدعوما بقوة من قوتين غربيتين نافذتين في أفريقيا والشرق الأوسط ، من الإدارة الفرنسية التي كانت تعتبره سندها وذراعها في شمال أفريقيا ، ومن الولايات المتحدة التي كانت تعتبره ضمانة مفترضة ضد التيارات الإسلامية ، ومن مفارقات الأقدار أن الولايات المتحدة اختارت تونس تحديدا لكي تضع فيها مركز دعم الديمقراطية وتفعليها في الشرق الأوسط وهو مركز تابع للخارجية الأمريكية ، حيث اكتشف العالم الآن أن المركز الأمريكي لم يكن يعمل لدعم الديمقراطية أو تفعيلها ، وإنما يعمل على التستر على الطغاة والديكتاتوريات والبحث في أفضل السبل لدعم نظمهم السياسية وحمايتها من المفاجآت .

ظلت الإدارة الأمريكية ملتزمة الصمت طوال الانتفاضة التونسية الجسورة ، وإذا أصدرت بيانا فإنه من النوعية "الفشنك" ، مثل الحديث عن ضبط النفس وعن الابتعاد عن الإفراط في استخدام القوة ، حتى إذا ما انتصرت الثورة وتم خلع الديكتاتور تمطع الرئيس الأمريكي ليخرج بيانا يقول فيه أن من حق الشعب التونسي أن يختار نظامه السياسي ، والحقيقة أن الشعب التونسي لم يكن في انتظار أوباما وإدارته ، لأنه نفذ قراره بالفعل وطرد الديكتاتور رغما عن الدعم الأمريكي ، وأرسى موازنات سياسية جديدة ستغير وجه تونس وربما المنطقة العربية كلها من بعد .

الموقف الأمريكي كان أقل فجاجة وفضائحية من الموقف الفرنسي ، الذي تصرف بعدوانية شديدة ضد الشعب التونسي وانتفاضته ، حتى أن الرئيس الفرنسي ساركوزيه في بداية الانتفاضة عرض على الديكتاتور التونسي توفير الدعم له لوقف الانتفاضة أو تفكيكها ، وربما التدخل العسكري على النحو الذي فعله لإنقاذ " ادريس ديبي" من دخول المعارضة للقصر الرئاسي في العاصمة التشادية و كانت على أبوابه ، فأرسل طائراته لقصف قوات المعارضة وتمكين ديبي من السلطة ، لكن الوضع في تونس كان مختلفا ، لم يكن صراع جنرالات ، وإنما إرادة شعب ، أدرك معها بن علي أن لا الأمريكان سيسعفونه ، ولا الفرنسيون يستطيعون فعل شيء أمامها ، وظلت التصريحات الفرنسية متسمة بالتواطؤ واللاأخلاقية حتى اليوم الأخير ، وما زال الفرنسيون حتى الآن يحاولون التدخل لفرض ترتيبات محددة في رأس هرم السياسة الجديدة في تونس ، وسوف يفشلون .

الدرس التونسي مهم للغاية للحركات الوطنية والمعارضة في المشرق ، فقد اختصر لنا سنوات طويلة من القراءة والتحليل والتنظير ، انتهى الدرس ، فلا ينبغي أن يعول أحد على دعم غربي لحركات إصلاح حقيقية في المنطقة ، إلا إذا كانت حركات موالية للغرب ذاته ومحققة لأهدافه وليس لأهداف الوطن وقواه الحية ، والعواصم النافذة في الغرب ـ في المحصلة ـ لا تبحث عن قيادات وطنية وشفافة وذات قرار واستقلالية ، وإنما تحتاج إلى عملاء ، وكل الكلام الذي يقال عن دعم الديمقراطية وتفعيلها في الشرق الأوسط هو نفاق سياسي ، ومجرد قنابل دخان للتستر على التواطؤ الغربي مع الديكتاتوريات الحاكمة في المنطقة وأباطرة الفساد ، باستثناء بعض المؤسسات التي تنشط في مجال المجتمع الأهلي والمدني ، وعلى الجانب الآخر فإنه لا ينبغي أن تطرح فرضية الدور الغربي في حماية النظم القمعية كمعطل أو معوق كبير لحركة الإصلاح ، لأنها ـ مع حيوية الشعوب وإصرارها ـ تعجز عن فعل شيء .

باختصار ، الدرس التونسي قال لنا أن الحسم هو بيد الشعوب ، وأنها قادرة على فرض إرادتها ، إذا شاءت


تحول محمد البوعزيزي إلى نموذج للمقهورين للحصول على حقوقهم. في مصر احرق شخص نفسه أمام مجلس الشعب لأنه لم يستطع الحصول على الخبز لمطعمه الذي يعيش عليه هو وأسرته.

في موريتانيا أحرق شاب نفسه أمام القصر الرئاسي. وفي الجزائر وصلت حالات الحرق إلى أربعة.. كان أولهم الشاب الذي ذهب إلى البلدية ليحصل على فرصة عمل فطلب منه رئيسها أن يحرق نفسه على طريقة البوعزيزي.

الشاب التونسي لم يضرم ثورة شعب فقط، بل كان سببا في كشف حقائق مهولة عن حجم الاقتصاد الذي نهبته الطبقة المخملية المتربعة على أعلى الهرم.

الاقتصاد المنهوب كان كافيا لمنع الفقر والعشوائيات والأمراض، وانشاء آلاف المدارس، وتوفير أرقام هائلة من فرص العمل أمام الخريجين.

أسرار مهولة تتكشف لنا بعد أن حطم الشعب التونسي الستار الحديدي لقصر قرطاج، ومنها اعترافات ذليلة مرتعشة لتحالف المال والسلطة والعائلة الرئاسية، على النحو الذي كان عليه مراد الطرابلسي أثناء استجوابه من المواطنين الذين اعتقلوه كما ظهر على الفيسبوك.

تقول الصحافة الجزائرية إن عائلة بن علي استخدمت شركتين في الجزائر باسمين مستعارين لإفراغ وكالة بنكية في عنابة من العملة الصعبة ، ولا تقل الأموال المحوّلة إلى العملة الصعبة لفترة ثلاث سنوات عن 1.5 مليار دولار تقريبا، بالنظر لعدد العمليات التي جرت انطلاقا من أحد موانئ الشرق الجزائري.

تحالف المال والسلطة تمثل في حالات كثيرة في تونس، فبنك تونس المركزي عضو مجلس إدارته بلحسن طرابلسي شقيق السيدة الأولى، ورئيسته زوجة وزير الخارجية، وهو الذراع الأيمن لبن علي قبل خلعه. وتملك عائلة الطرابلسي أيضا البنك الدولي العربي التونسي والبنك الوطني الفلاحي.

ولمروان مبروك، صهر الرئيس بن علي، 17% من البنك التجاري بعد عملية الخصخصة التي مست 35 % من رأسماله.

صحيفة "لوموند" الفرنسية ذكرت مستندة إلى معلومات استخباراتية أن ليلى الطرابلسي أخرجت معها عند هروبها من تونس طنا ونصف الطن من الذهب الخالص قيمتها 45 مليون يورو، وذهبت بنفسها إلى البنك المركزي التونسي الذي تتحكم فيه عائلتها للاستيلاء على هذه الكمية.

وتقول الصحيفة إن رئيسة البنك عارضت في أول الأمر اخراج سبائك الذهب، لكن بن علي الذي كان ما يزال في قصر قرطاج تدخل هاتفيا.

الطريقة التي تم بها تهريب بن علي من قصر قرطاج بواسطة الأجهزة الأمنية الليبية فيها الكثير من العار، لأن الحقائق التي تظهر تباعا تؤكد أنه لم يتخل طواعية عن الحكم، وأنه سجل خطابا آخر يظهر به إلى الشعب بعد خطابه الأخير ليلة الخميس الماضي، لكن رشيد عمار رئيس أركان الجيش أجبره على التنازل بعد ساعات قليلة.

رشيد رفض أمرا من بن علي باطلاق النار على المتظاهرين، وقام بعد سقوط الطاغية بمطاردة الشرطة واعتقال قياداتها وضباطها الذين مارسوا التعذيب والمداهمات والاعتقالات.

الأمن الرئاسي ظل مواليا لبن علي حتى بعد رحيله، وقام بتهريبه كما تقول روايات تونسية متخفيا في زي إمرأة، ومع أنها رواية تكررت من أكثر من جهة لكن لا يمكن التأكد من صدقيتها، لكنه على أي حال هرب بطريقة مهينة فيها الكثير من العار لرجل كان يدعي أنه يعلم مكان الإبرة في أي بيت تونسي!

لم تكن لديه جهة محددة يذهب إليها كما تقول اللوموند، لكن رواية أخرى تؤكد أنه هرب بمروحية إلى جزيرة مالطا ومن هناك استقل طائرته الخاصة التي كانت في انتظاره منذ اندلاع الانتفاضة.

سليم شيبوب رئيس نادي الترجي السابق وزوج الابنة الكبرى لبن علي ما يزال موجودا في تونس حتى هذه اللحظة، وقد تحدثت إليه هاتفيا إحدى الزميلات، فطلب منها ألا تذكر على لسانه أي تصريح. كان صوته خائفا مرعوبا.

لكن صحف فرنسية قالت إنه اعترف في تحقيقات أجريت معه خلال الأيام الماضية بأن عناصر الأمن الموالية للرئيس السابق وزعت 800 سيارة مفخخة في عدن مدن.

اختفى محمد صخر الماطري زوج الابنة الكبرى لليلي، وهو الذي نافس زوج الابنة الكبرى للزوجة الأخرى "نعيمة" على "التوريث" لكنه انتصر مثلما انتصرت الكوافيرة من قبل على سيدتها وخطفت منها زوجها واجبرته على تطليقها.
انطلق كالصاروخ صاعدا إلى قمّة السلطة، فقد عيّنه الرئيس التونسى السابق الحبيب بورقيبة وزيرا للداخلية فى 28 إبريل 1986 ليكون ساعده الأيمن فى لجم الآضطرابات التى أحاطت به بعد حالة من التردّى الاقتصادي والسياسيي وغلاء المعيشة فى آخر عهده، وقد أصابه خرف الشيخوخة، وأقعده المرض. وبعد عام ونصف ترقّى وزير الداخلية إلى منصب الوزير الأول فى أكتوبر سنة 1987، ولكنه لم يمكث فى هذا المنصب أكثر من شهر واحد؛ ففى فجر السابع من العام نفسه قام بانقلاب سريع وهادئ على بورقيبة واستولى على منصبه.. وهكذا برز زين العابدين بن على ثانى رئيس للجمهورية التونسية بعد الاستقلال.. ليبقى في منصبه ثلاثة وعشرين عاما متواصلة.. 

ولكنه فى طرفة عين أيضا فقد منصبه وتحول من دكتاتور رهيب إلى فأر هارب، أمام ثورة الشعب الذى أطاح به.. فى نفس اللحظة التى ظن فيها أنه قد بلغ قمة سطوته، وأحكم قبضته على كل شيء، وأمّن حياته ومستقبله حاكما لمدى الحياة، وضمن توريث حكمه لأسرته من بعده، من خلال عمليات طويلة معقّدة من تفصيل القوانين وتعديل مواد الدستور، وإحاطة نفسه وأسرته، بجهاز أمن وحرس خاص به، وبمجموعات من الأقارب والأعوان ومن الكتاب والمثقفين والإعلاميين المنافقين يسبحون بحمده.. ويضخمون فى إنجازاته التقدمية والاقتصادية التي تفخر بها تونس على كل بلاد العرب والمسلمين..

ولم يقصّر فى إقامة نظام خادع لديمقراطية زائفة مفرّغة من المضمون، يلوح بها أمام ناقديه فى الداخل والخارج..

وقد اتضح فيما بعد أن التقدم الاقتصادي المزعوم والأرقام المذاعة عنه لا علاقة لها بحياة الغالبية المسحوقة من الشعب التونسي، الذى يعيش بعيدا عن قلب العاصمة وعن السواحل التونسية التى تغص بالسياح الغربيين الذين جاءوا يتمتعون بشمس الجزائر وبالمصايف المخصصة للعرايا ..

أما المنتفعون الحقيقيون من هذا الازدهار الاقتصادي فينحصرون فى ثلاثة أسر من أقارب الرئيس وزوجته وأقاربهما.. و مع هؤلاء فئات من الأعوان والوزراء والمرتزقة من حولهم.. لقد استحوذت الأسر الثلاثة على الثروة والسلطة، ونهبوا كل شيء.. وكرّسوا الفساد فى جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وكان لها ميلشيات خاصة بها، وعيون وجواسيس منتشرون فى الجامعات والمكتبات والمساجد، ليجمعوا المعلومات ويرصدوا حركات الشباب ويتعرفوا على توجّهاتهم وانتماءاتهم..

لقد تعلم بن على فى تونس تعليما متوسطا، ولكنه أُرسل إلى فرنسا لاستكمال تعليمه فى المدارس العسكرية، ثم ابتعثه حماهُ الجنرال (كـافـى) لدورة فى المدرسة العسكرية العليا للاستخبارات فى بلتيمور بالولايات المتحدة، وكأنه كان يدّه إعدادا ليقوم بدور ما فى تونس..

وهكذا بدأ بن على مشروعه التنويريّ فور توليه السلطة: فقد انفتح على أوربا بكل قوته، وحارب التيار السياسي الإسلامي حتى مزقه وأجبر قادته على الحياة فى المنافى مثل زعيم حزب النهضة الشيخ راشد الغنوشى.. ومن بقى منهم لفّق لهم التهم وأودعهم فى السجون.. ولكنه لم يكتفِ بذلك بل شرع يحارب الإسلام نفسه تحت عناوين مضللة منها: تنظيم مواعيد فتح المساجد ومحاربة الظلاميين والمتخلفين، وتجفيف منابع الإرهاب الديني، ومحاربة الحجاب باعتباره رمزا للطائفية البغيضة. ولكى يمتص الطاقات الدينية للشعب المسلم أفسح المجال واسعا لنشاط الفرق الصوفية والدروشة، ودعّم الكنيسة... 

ولنكمل الصورة.. نشير إلى واقعة صغيرة مر الناس عليها مرورا سريعا، دون أن تلفت نظرهم، فقد استطاع شاب تونسي أن يخترق نظام معلومات القصر الجمهوري، واكتشف وجود خبراء إسرائيليين هناك يعملون ضد جبهة التحرير الفلسطينية، التى اتخذت تونس مقرّا لها بعد تدمير مواقعها فى بيروت .. ونحن نعلم كيف اغتالت إسرائيل أبا جهاد فى تونس.. ونعلم أيضا أن الشاب التونسي اختفى من الوجود فى حادثة غامضة...!



كانت الشرارة التى أطلقت ثورة الشعب التونسى البطل مجرد حادثة صغيرة لم تكن الأولى من نوعها فقد أشعل بائع خضراوات متجول النار فى نفسه واسمه محمد بو عزيزى كان يمارس البيع كالعادة فى ركن من الشارع عندما هبط عليه شرطي فخاشنه وحاول مصادرة عربته وبضاعته بحجة أنه لا يحمل ترخيصا من البلدية، فلما أظهر المقاومة صفعه الشرطي وبصق على وجهه وسبّه بكلام مقزع أمام المارة .. فاتشاط الشاب المقهور غضبا خاصة وأنه هو العائل الوحيد الذى ينفق من تجارته البسيطة على أمه وإخوته الصغار.. فأسرع إلى المسئولين يقدّم شكواه إليهم ولكنهم سخروا منه ولم يكلفوا أنفسهم بتسلمها منه.. هنا جُنّ جنون الشاب .. وانطلق يعدو ليصب البنزين على ملابسه ويشعل النار فيها أمام مبنى المحافظة، احتجاجا صارخا مروّعا لإنسان أحاط به القهر والظلم الجائر، ولم يجد من ينصفه فى هذا العالم.. الله وحده يعلم ماذا كان يجرى فى عقله المضطرب وهو يرى الدنيا كلها من سِمّ الخياط، ولعله كان يرى بما تبقى من إدراكه المشوّش بصيصا من أمل أن يعطف عليه إنسان فيسارع بإنقاذه من الموت فى آخر لحظة، ويساعده فى استرداد حقه وكرامته المُهدرة .. ولكن الموت كان أسرع إليه من هبة الريح.. هذه الميتة المأساوية المروّعة كانت هى الشرارة التى فجرت الغضب المطمور فى قلوب الشعب التونسي فهب فى ثورة عارمة خرجت من مدينة بوزيد وأخذت تتعاظم و تتسع رقعتها وتمتدّ إلى مدن أخرى، حتى وصلت إلى العاصمة لتزلزل الأرض تحت أقدام الطاغية..

لقد سقط الشهداء صرعى برصاص قوات الأمن كل يوم ولكن ظلت الثورة مشتعلة بإصرار على مدى شهر كامل.. فلما وجد الطاغية أن قوات أمنه قد فشلت فى احتواء الثورة الزاحفة، وفوجئ برفض الجيش أن يتدخل بالسلاح لقمع الثورة.. فالجيش فى تونس حرص دائما على أن يقصر مهمته على الدفاع عن البلاد من أى عدوان خارجي، ولا يتدخل فى الاضطرابات الساسية وقد شاهد بنفسه أن ثورة الشعب ثورة سلمية وأنها تعتمد على المظاهرات الاحتجاجية والعصيان المدنى ولا تقوم بأى أعمال عنف أو تخريب فى البلاد.. فالتزم منها بموقف المحايد.. عندئذ أدرك الطاغية أنه لا سبيل أمامه غير الفرار من العاصفة التى اقتربت من قصره..

لو رأيت صورة الطاغية فى آخر خطاب له على شاشة التلفاز التونسي لدهشت للتغيير الهائل الذى طرأ عليه فبعد أن كان يظهر منتفخ الأوداج متكبرا شامخا إذا به يتحول إلى فأر ذليل مذعور يتوسل لإلى شعبه أن يمنحه فرصة أخرى ليصلح ما أفسده..! ولكن هيهات فالثورة لم يعد فى مقدور أحد أن يوقفها أو يتصدّى لها وقد تبدّدت كل حيل السحرة والمشعوذين...!

توجّه بن على إلى طائرته وهو يمنى نفسه بالوصول إلى باريس فى أسرع وقت ممكن ليستقر فى شقته الفاخرة مع أفراد أسرته ويتمتع بملياراته التى نهبها من أموال الشعب التونسي.. ولكنه يضطرإلى البقاء فى الجو ساعات مفارقة غريبة.. الشاب محمد البوعزيزي اشعل النار في جسده بعد تلقيه صفعة من موظفة حكومية في البلدية، فاشتعلت تونس كلها.. وانتهى الامر بفرار الرئيس بن علي.

.. وبعد ايام احرق الشاب الجزائري محسن بوطريف نفسه حتى الموت في مدينة «بوخضرة» المحاذية للحدود الجزائرية – التونسية، بعد ان رفض طلبه بالتوظيف من قبل رئيس البلدية ايضا الذي سخر منه ودعاه الى حرق نفسه اذا كانت لديه شجاعة البوعزيزي، فما كان من بوطريف الا ان اشعل نفسه امام الناس وتمت اقالة رئيس البلدية «المستفز».. الا ان شرارة «اشعال» الذات انتقلت الى شباب عاطل آخر في مدن جزائرية مختلفة وتم تسجيل حوالي 5 حالات لاشعال الذات.

وسارع وزير الدولة الجزائري والممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة الى نفي وجود أي تشابه بين احتراق البوعزيزي واحتراق الـ«بوطريف»!!

وفي مصر فاجأنا صباح أمس «الكهل» المصري عبده عبدالمنعم حمادة جعفر خليفة – مواليد 1962 – صاحب مطعم بمدينة القنطرة غرب باشعال النار في جسده امام بوابة مجلس الشعب وهو يصرخ «أمن الدولة يا أمن الدولة.. حقي ضايع جوا الدولة» قبل ان يهرع حرس المجلس وسائق تاكسي الى اطفاء جسده المشتعل ونقله الى المستشفى حيث قال انه اشعل نفسه احتجاجا على عدم صرف حصة الخبز الخاصة بمطعمه مما ضمه الى طابور العاطلين.

وسارع مسؤولون مصريون وإعلاميون الى نفي أي تشابه بين ظروف الشعبين التونسي والمصري، وخرجت «الفتاوى» التي تؤكد ان من ينتحر سيدخل النار في الآخرة طبعا، وسيموت كافرا ولا يمكن ان يصبح شهيدا بالتأكيد، وقد لا تجوز الصلاة على جثمانه، وكأن من يصل به الحال الى ان يسكب «الجاز» على رأسه ويشعل النار في جسده يفكر فيمن سيصلي على بقاياه!!

اعتقد جازما بضرورة اتخاذ بعض القادة والرؤساء العرب لعدة قرارات فورية وحاسمة للخروج من مأزق «اشعال الذات» الذي بدأت شرارته تسري في «اجساد» شعوبهم.

1 – منع بيع البنزين والجاز والسبرتو للافراد تحت سن 80 عاما.

2 – حظر بيع او توزيع الكبريت والولاعات.

3 – توزيع طفايات الحريق على جميع الميادين وأمام بوابات اجهزة الدولة الحساسة.

4 – تشديد عقوبة اشعال الذات في الاماكن العامة لتصل الى السجن المؤبد، ثم الاعدام حرقا في حالة تكرار المحاولة لاكثر من مرة.

5 – اصدار التعليمات لشركات الطيران الوطنية لمنح تذكرة مجانية لكل مواطن يرغب في مغادرة وطنه أو الهجرة على ان تكون ذهابا بلا عودة.

6 – توزيع ملابس مضادة للحريق على جميع افراد الشعب.

7 – توجيه اجهزة الاعلام للتكثيف من البرامج التي توضح المخاطر البيئية الناجمة عن الدخان الناتج عن احتراق الاجساد المطحونة بالفقر والظلم والمرض.

وقاكم الله وايانا شر الحرق في الدنيا والآخرة.
المفاضلة بين نظيف وعثمان والعقدة.. أنباء عن تعديل حكومي الأسبوع المقبل يشمل الإطاحة بـ 90% من الوزراء الحاليين



ترددت أنباء قوية عن اعتزام الرئيس حسني مبارك إجراء تعديل وزاري في مطلع الأسبوع القادم، فيما تدور التكهنات حول المفاضلة بين الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الحالي والدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية والدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي.

وكان مرجحا أن يتم الإعلان عن التعديل الحكومي عقب انتهاء مجلس الشعب التي جرت يومي 28 نوفمبر و5 ديسمبر الماضيين، لكن خابت التكهنات وتأخرت العملية عدة أسابيع، لكن تسريبات رجحت الإعلان في الأسبوع القادم الإعلان عن إجراء تعديل وزاري.

وبحسب تلك الأنباء فإن الرئيس مبارك سيتجه إلى استبعاد أكثر من 90 في المائة من الوزراء الحاليين، على عكس الاتجاه السابق بإجراء تعديل وزاري محدود، وهو ما اعتبرته مصادر يهدف إلى إشعار المواطن المصري بأن هناك تغييرا ودماء جديدة تم ضخها في أوصال الحكومة للعمل على تنفيذ توجهات الرئيس مبارك فيما يتعلق بتوفير الخدمات للمواطن المصري.

ولم تنف المصادر وجود علاقة بين التغيير الوزاري المرتقب والعمل على توصيل رسالة حول إجراء تغييرات تهدف لصالح المواطن، والتقليل من حدة الاحتقان جراء تفاقم الأوضاع المعيشية وطمأنة المصريين بأن النظام يهدف إلى ترجمة تطلعاتهم إلى حقائق على أرض الواقع.

غير أن المفاجأة كانت في طرح اسم الدكتور عثمان محمد عثمان، خاصة وأنه لا يعتبر من الوزراء الجماهيريين في مصر، لكن جمال مبارك أمين "السياسات" بالحزب "الوطني" أثنى عليه ووصفه بانه من أفضل الاقتصاديين في العالم.

يأتي هذا فيما من المنتظر أن تعقد هيئة مكتب الحزب "الوطني" اجتماعا خلال الأيام القادمة لمناقشة آخر الأحداث والمتغيرات على الساحتين الداخلية والخارجية.

ومن المرجح أن يخرج الاجتماع بعدد من التوصيات لمجلس الشعب والوزراء، منها تخفيض بعض السلع الغذائية والزراعية وتثبيت أسعار المحروقات والزيوت والبنزين والسولار، وعدم المساس بالدعم فى الوقت الحالي، مع إمكانية دراسة العلاج على نفقة الدولة بشكل مختلف. وأوضح مصادر حزبية أن الحزب "الوطني" يستعد لانتخابات رئاسة الجمهورية بحزمة من التخفيضات فى السلع، بهدف عدم استغلال حالة السخط الشعبي، وتعبئة الشعب المصري ضد النظام في هذا التوقيت.

من جانبه، أكد الدكتور عبد الأحد جمال الدين زعيم الأغلبية البرلمانية بمجلس الشعب لـ "المصريون" أن الكلام عن تكرار سيناريو الأحداث في تونس في مصر "كلام غريبـ لأن المصريين تربطهم علاقة وطيدة بأرضهم ويعلمون أن أي انفلات أمني سيضر بالمصلحة العامة".

وأشار إلى أن "السلطة تضع نصب عينيها المواطن المصري، وإلا لما كل هذا التعديلات سواء فى الدستور أو القوانين الأخرى، فالرئيس مبارك دائما فى قلب الأحداث وأهم ما يشغله المواطن المحدود الدخل".

ولفت إلى أن "الوضع مختلف في مصر تتمتع بقدر كبير جدا من الحرية الإعلامية والتعبير عن الرأي والرئيس مبارك يُنتقد شخصيا في الصحف إيمانا منه بأن حرية الرأي مكفولة للجميع"
استنفار حكومي وبرلماني لبحث شكوى "بوعزيزي مصر" وتلبية مطالبه



فى تطور ينذر بانتقال عدوى ثورة الشارع التونسي إلى مصر، أشعل صاحب مطعم بالإسماعيلية النار في نفسه أمام مجلس الشعب صباح أمس، وهو يردد هتافات ضد "أمن الدولة"، وذلك على طريقة الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي أضرم النار في نفسه في ديسمبر الماضي مفجرًا احتجاجات شعبية عارمة في أنحاء تونس أدت إلى الإطاحة بحكم الرئيس زين العابدين بن علي.

وحدثت الواقعة في التاسعة صباحا أمام مجلس الشعب، حين تفاجئ حراس المجلس بإقدام عبده عبد المنعم جعفر (48 عاما) وهو صاحب مطعم بمدينة القنطرة غرب بالإسماعيلية بسكب البنزين على نفسه وأشعل النار وارتمى على الأرض.

وأضاف الشهود إن الرجل بدا للحراس في بادئ الأمر كما لو كان جاء للاعتصام أمام المجلس وإن أربعة ضباط حاولوا إبعاده من المكان، وبعد أن أبعدوه أشعل النار فى نفسه. وذكر أحد الشهود أن الرجل كان يردد هتافا يقول "أمن الدولة يا أمن الدولة حقي ضايع جوا الدولة.

وسارع سائق سيارة أجرة تصادف وجوده وحراس المجلس إلى استخدام طفايات حريق لإخماد النيران التي اشتعلت بالرجل وقامت سيارة إسعاف بنقل الرجل إلى مستشفى المنيرة، وقد انتقل اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية فور إبلاغه بالحادث، وطلب منع الصحفيين المتواجدين حول المستشفى من الدخول أو تصوير الشاب.

وأكد الرجل في أقواله خلال التحقيقات التي أجراها معه فريق من محققى نيابة السيدة زينب بالمستشفى، أن إقدامه على إضرام النار في نفسه جاء تعبيرا عن احتجاجه على شعوره بالتعرض لتعسف واضطهاد من جانب المسئولين بالوحدة المحلية بحي القنطرة وبمشروع الخبز المدعم، بعد أن رفضوا منحه حصة من الخبز للمطعم الصغير الذى يحصل منه على قوته وقوت أولاده.

وأشار الى أنه أقدم على تلك الخطوة بعد أن فشلت كافة سبل تفاوضه من أجل الحصول على الخبز ولكى يلفت نظر المعنيين للاهتمام بقضيته، موضحا أنه حمل معه جركن بنزين وقام بإشعال النيران في نفسه امام مجلس الشعب لكن أحد سائقي السيارات قام بإنقاذه باستخدام طفاية الحريق الخاصة بالسيارة التى كان يستقلها.

وقام أعضاء لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس الشعب بزيارته بالمستشفى، للاطمئنان على صحته والاستماع إلى شكواه بناء على تكليف من الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس المجلس، والذى اعتبر أن المواطن قام بفعله هادفا إبلاغ شكواه إلى المجلس.

وكان سرور كلف رئيس لجنة الاقتراحات والشكاوى بالمجلس بالاستماع إلى عبد المنعم ومعرفة شكواه والاطمئنان على صحته.

وقال مجلس الشعب في بيان أصدره أمس حول الواقعة، إن عبد المنعم وقف صباح أمس بمنتصف شارع مجلس الشعب بالقرب من وزارة الزراعة، وأخذ يصيح بعبارات غير مفهومة، ثم سكب بعض البنزين بأرض الشارع وعلى جزء من ملابسه.

وأضاف: عندما اقترب أحد ضباط أمن المجلس منه لمعرفة شكواه سارع بإشعال النار بالبنزين المسكوب فأمسكت النيران بملابسه، وقام الضابط وأحد سائقي السيارات الأجرة الذي تصادف تواجده بالمكان سارع بإطفاء النار المشتعلة بملابسه وفب خلال دقائق معدودة قامت سيارة وزارة الصحة بنقلة إلى المستشفى، حيث تبين إصابته بحروق سطحية بلغت نسبتها 15% فى منطقة اليد والرقبة ويجرى علاجه بالمستشفى، وقد ردد أن له شكوى لدى بعض الجهات.

من جانبه، وصف الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة الحادث بأنه "حادث بسيط"، وقال إنه وقع في الساعة التاسعة والثلث صباح أمس حين قام المواطن عبده عبد المنعم كمال بإشعال النار في نفسه فجأة وهو يتحدث مع أمن وزارة الصحة.

وأكد الوزير أمام أعضاء مجلس الشورى أمس أن حالة المصاب مستقرة وحروقه سطحية بنسبة 15% في منطقة اليد والرقبة وسوف يغادر المستشفى خلال 48 ساعة، وأضاف أن المواطن أعرب عن أسفه له لما سببه من قلق، وأشاد بسرعة نقله لسيارة إسعاف الوزارة.

لكن النواب تعالت صيحاتهم غضبا مطالبين الوزير بمزيد من المعلومات حول أسباب الحادث، فيما حاول صفوت الشريف رئيس المجلس السيطرة على غضب النواب، قائلا إن الوزير يتحدث من خلال ما لديه من معلومات وليست وزارة الصحة جهة اختصاص.

وعندما طلب الشريف من الوزير مزيدا من المعلومات، قال الجبلي إنه ربما يكون لدى المواطن مشكلة ما مع جهة إدارية في مدينة القنطرة وليس عندي تفسير ولا أسباب ولست جهة اختصاص.

وعاد الشريف ليؤكد أن "وزارة الصحة ليست جهة تحقيق ويجب أن نتعامل مع الحادث في حجمه وربما كان للمواطن مشكلة في صرف الخبز لمطعم يمتلكه في القنطرة، ولكن ليس هناك ما يستحق أن يناقشه مجلس الشورى لأنه ليس لدينا معلومات".

من ناحيته، أعلن الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية أن الحكومة تتعهد أمام مجلس الشورى بأن توافيه بأي معلومات تتوصل إليها أجهزة التحقيق حول الأسباب والتفاصيل، لكن لا يجب أن نناقش استنتاجات وأقاويل وفقط نناقش الحقائق عندما تعلنها أجهزة التحقيق.

وأضاف: أخطر شيء أن نستبق الأحداث ونستنتج استنتاجات ونبني عليها نتائج، ولا يمكن لنا هنا أن نناقش مجرد كلام يقال هنا أو هناك، لابد من الانتظار ومعرفة الأسباب والتفاصيل بعد انتهاء التحقيق.

ويبدو أن كلام شهاب لم يكن مرضيا أيضا لأعضاء مجلس الشورى فالتقط الشريف الكلمة، وقال يبدو إن المواطن لديه مشكلة وإن جهة ما تعنتت معه ولابد للحكومة أن تحاسب المتعنتين، ولابد للمواطن أن يأخذ حقه كاملا إن كان صاحب حق.

وكان الدكتور محمد رجب ممثل الأغلبية بمجلس الشورى طلب من الحكومة إيضاح ما حدث حول إشعال مواطن النار في نفسه في شارع مجلس الشعب. وطلب رئيس المجلس من وزير الصحة إلقاء بيان حول الحادث، باعتبار أن الحادث وقع أمام وزارة الصحة.

يذكر أن الشاب التونسي محمد بو عزيزي بائع الخضار المتجول بولاية سيدي بوزيد وسط غرب تونس كان قد أشعل النار فى نفسه فى 17 ديسمبر الماضي لمصادرة الشرطة عربته التي يتكسب منها، وقد توفى في وقت لاحق، وقد أشعل الحادث ثورة غضب بالشارع التونسي انتهت برحيل الرئيس زين العابدين بن علي.
 
الزعيم الشيخ



في الوقت الذي اجتهد فيه المؤرخون العلمانيون ورموز التغريب فى "سرقة" رموز الفكر الإسلام وافتعال نسب بينهم وبين العلمانية والتغريب.. حفظت بعض الكتابات الحقائق التي تفضح هذا المسعى العلماني الخبيث..

ومن مفارقات هذا الأمر أن مسعى العلمانيين ودعاواهم قد حازت على كثير من الكتاب الإسلاميين ففرطوا ـ بجهالة ـ فى كثير من الرموز التي تربت فى مدرسة الإحياء التجديد الديني، وأسلموهم.. ببلاهة غريبة إلى أحضان العلمانية والعلمانيين!.

ومن نماذج هؤلاء الأعلام والزعماء سعد زغلول باشا (1273 ـ 1346هـ 1857ـ1927م) زعيم الأمة وقائد ثورتها فى 1919م.

لقد درس سعد زغلول في الأزهر الشريف وكان واحدًا من أنجب تلاميذ الشيخ محمد عبده (1266ـ1323هـ 1849ـ1905م) وكان جمال الدين الأفغاني (1254ـ1314هـ1838ـ1897م ) يشير إليه ـ في المراسلات ـ بعبارة "الشيخ سعد زغلول"!. ولقد كتب الإمام الشيخ محمد رشيد رضا (1282ـ 1354هـ 1865ـ1935م ) فقال: "لقد ظهرت روح الشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده فى أعمال تلاميذهما.. ومن أشهرهم سعد زغلول ..الذي أصبح عميد الحزب المدني للأستاذ الإمام وأقوى أركانه.

ولقد أنشأ سعد زغلول سنة 1907 "مدرسة القضاء الشرعي" التي مثلت مع "دار العلوم" ميدان الاجتهاد والتجديد للفكر الإسلامي فى العصر الحديث والتي طمحت إلى تخريج القضاة الشرعيين الذين ينافسون ـ فى الفكر والتنظيم ـ القضاء المدني الذي أراده الاستعمار بديلا للقضاء الشرعي!.. وجعل هذه المدرسة تحت إشراف شيخ الأزهر حسونة النواوى (1255ـ1343هـ 1840ـ1925م ).

ولقد ظل سعد زغلول ـ حتى بعد أن قاد ثورة 1919 وأصبح زعيما للأمة ـ وفياً للمنابع الفكرية التي صاغت عقله ووجدانه، ففي 1921م وبعد عودته من المفاوضات ـ فى أوروبا حول الاستقلال ـ ذهب إلى الجامع الأزهر ـ الذي تجلى فيه ـ وخطب فى المصلين فقال: "لقد جئت اليوم لأؤدي في هذا المكان الشريف فرض صلاة الجمعة، فأقدم واجبات الاحترام لمكان نشأت فيه، وكان له فضل كبير فى النهضة الحاضرة، تلقيت فيه مبادئ الاستقلال، لأن طريقته في التعليم تربى ملكة الاستقلال في النفوس، فالتلميذ يختار شيخه، والأستاذ يتأهل للتدريس بشهادة التلاميذ الذين كانوا يلتفون حول كل نابغ فيه ومتأهل له، يوجه إليه كل منهم الأسئلة التي يراها، فإن أجاب الأستاذ وخرج ناجحًا من هذا الامتحان، كان أهلا لأن يجلس مجلس التدريس، وهذه الطريقة فى الاستقلال جعلتني أتحول من مالكي إلى شافعي، حيث وجدت علماء الشافعية فى ذلك الوقت أكفأ من غيرهم".

ومن الأمور ذات الدلالة، أن سعد زغلول باشا حتى وفاته.. وبعد أن صار زعيمًا للأمة ورئيس لحكومتها.. قد اتخذ شيخًا من خريجي مدرسة القضاء الشرعى ـ هو محمد إبراهيم الجزيرى ـ سكرتيرًا خاص له، يستعين به لا فى الأعمال الإدارية فحسب، بل وفى القضايا الفكرية.. يحضر له الكتب التي يقرأها، ويملى عليه آراءه فى هذه الكتب ورسائله إلى مؤلفيها ـ وخاصة تلك الكتب التي شغلت الأمة وأشعلت المعارك الفكرية الكبرى ـ من مثل كتاب على عبد الرازق (الإسلام وأصول الحكم) وكتاب طه حسين (في الشعر الجاهلي) وكتاب فريد وجدي في نقد كتاب طه حسين..

وهكذا ظل سعد زغلول – فكريا- هو " الشيخ سعد زغلول" تلميذ محمد عبده والأفغاني.. وبعبارة رشيد رضا: "عميد الحزب المدني للأستاذ الإمام وأقوي أركانه"!.. الأمر الذي يفرض على"العقل التاريخي" ضرورة إعادة كتابة تاريخنا من جديد!
إنشاء أكبر مدينة ترفيهية في مصر بتكلفة 465.5 مليون دولار



تبدأ وزارة الطيران المدني الأسبوع القادم في إنشاء أكبر مدينة ترفيهية بجوار مطار القاهرة وبتكلفة 2.7 مليار جنيه (465.5 مليون دولار) في مرحلتها الأولى، وعلى مساحة 2.8 مليون متر مربع.

صرح بذلك إبراهيم مناع، رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، وقال: "بدأنا بالفعل في تمهيد الأرض المخصصة للمدينة".

وأضاف أن هذه المدينة تأتي في إطار سياسة وزارة الطيران لتعظيم العائد وزيادة الإيرادات وتوفير فرص عمل للشباب، حيث تم مسح السوق الاقتصادية لمعرفة احتياجاتها، حيث تتضمن المدينة عدة أنشطة ترفيهية، مثل مدينة ملاهي، ومولات تجارية، وساحات لانتظار السيارات، وفنادق، وملاعب، وكل الاحتياجات والخدمات، بحيث تكون منطقة اقتصادية جاذبة للعديد من الاستثمارات.
 

اليوم

12:58am
hello salem
ki f sar ma egypt ?


habeb hayaty
elly ahaty
btgher aleh
men day eneh


lol


khalas laeto
werftbeto
wetlam shaml elalb aleh


ya salam


akhbarek


al hamdoulilah wenta ezayak salem ?


noshkor rabena


laho alf hamd we chokr


gety fransa walla lessa


la mechit lli espana
franca inchallah fe fasl sef
lama yekoun jaw hare
wenta ma zortech masser ?.?


ana rayeh espania fi mars


ahan
mnih
madrid ?


wenty
laa andalos


kwayess


elganob
zeyra tarekhya


ei
la lissa :-(


oulely enty esmek eh


Nadia wenta ?

ليست هناك تعليقات:

إجمالي الخسائر الناجمة عن الحرائق في ولاية كاليفورنيا بلغت نحو 275 مليار دولار.

  ارتفع عدد قتلى الحرائق الهائلة في لوس أنجلوس إلى 25 قتيلا، فيما بقي 16 شخصا في عداد المفقودين، بينما ذكرت تقديرات بأن إجمالي الخسائر الناج...