الأربعاء، يناير 19، 2011

ليس هدم للهدم، ولكنه هدم للبناء"فعلتها تونس 15 يناير وسنفعلها في مصر يوم 25 يناير". استنفار أمني سوزاني بسبب دعوات على "فيسبوك" للتظاهر بمختلف ميادين مصر يوم 25 يناير!! البورصة تخسر 29 مليار جنيه في 72 ساعة.. وتواصل التراجع إلي 3.1 % استنكر اللواء فؤاد علام وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق ما وصفها بـ "دعوات مجهولة تخرج من أفراد غير مقدرين عواقب ما يفعلونه، أو تخرج من جهات خارجية تهدف إلى زعزعة واستقرار البلد، وللأسف هناك الكثيرون ينجرفون وراء هذه الدعوات بدون وعي أو تفكير" .وحذر من أن عدم استقرار البلد ستكون له عواقب وخيمة، منها هروب المستثمرين الأجانب من مصر، وبالتالي زيادة عدد العاطلين وعدم توافر "العملة الصعبة"، البورصة تخسر 29 مليار جنيه في 72 ساعة.. وتواصل التراجع إلي 3.1 % كما ستتأثر السياحة التي تعد موردا مهما للدخل القومي والتي تفتح بيوت مواطنين كثيرين في مصر جراء حالة عدم الاستقرار.طالما مش عايزين تسيبوها بالذوق ،هنهدها على أدمغتكم ونرجع نبنيها بسواعدناعلى أسس سليمة وعادلة،تصون للمواطن كرامته بضمان حقوقه الأساسية،من مأكل ومشرب ومسكن وتعليم وتوظيف ورعاية صحية وتثقيف وترفيه ،هكذا يتم تطبيق عقد إجتماعي جديد،يضمن حقوق المواطنيين،ليقوموا بواجبهم تجاه الدولة،بدافع الشعور الجارف بالإنتماء والوطنية المخلصة!!إستشهاد أول شعلة حرية مصرية،الشهيد الخالد المواطن أحمد هاشم السيد (25 سنة) عاطل، و الذى أشعل النيران فى نفسه صباح اليوم.فهل ننتظر ألف شهيد لإعلان التمرد والتزمر والسخط والإنتفاض لإشعال نيران الثورة في كل أنحاء مصر،ليس إجباريا الإنتظار ليوم ٢٥ يناير،نستطيع أن نبدأ الآن وفي أي مكان أينما وحيثما ووقتما وجد ظلم قاهر يستدعي الإسراع بالثورة.كل كلاب الحكام غير الشرعيين سيجتمعوا في شرم سوزان الأحمر،فلنحاصرهم ولنحاول التخلص منهم دفعة واحدة،أوندعهم يلجئون لربيبتهم إسرائيل الذين طالما تفانوا في خدمتها ضد مصالح بلادهم.لاتفوتوا الفرصة.ولاتدع الشجاعة تخونك،فالنصر صبر ساعة،ونحن لها بإذن الله!عدلى حسين: الأقباط أصل البلد.. وأحداث تونس لن تتكرر فى مصر!أرأيتم التزلف لشنودة وعبدته عسه يحنن قلب أمريكا والغرب الصليبيعلى دعم النظام ضد مسلمي مصر،ولاأقول إسلامييها،وكذا محاولة تطمين نفوسهم وتيئيسنا من تكرار ماحدث في تونس،لكن هيهات وألف هيهات فلم نعد نلدغ من نفس الجحر منذ ٣٠سنة!سالم القطامي


 البورصة تخسر 29 مليار جنيه في 72 ساعة.. وتواصل التراجع إلي 3.1 %

ست محاولات انتحار بمصر خلال 48 ساعة وشاب بالإسكندرية أول الضحايا

خسرت البورصة المصرية 29 مليار جنيه خلال 72 ساعة متأثرة بحالة البيع العشوائي التي سيطرت علي التعاملات أمس والتي دفعت المؤشر الرئيسي EGX30 إلي التراجع بمقدار 3.1%.

وسجل رأس المال السوقي 475 مليار جنيه مقابل إغلاق 504 مليارات أول أمس بعد اتجاه الأجانب والمصريين للعرب للبيع خوفًا من الخسائر التي ضربت البورصة خلال يومين.

في السياق ذاته أعلنت شركة أوراسكوم تيلكوم القابضة موافقة الدائنين علي إعطائها مهلة جديدة للسداد لحين الانتهاء من بيع «جيزي» الجزائرية».

وقال مصدر بالشركة إن أوراسكوم حصلت علي دعم مفوضيها المرتهنين الرئيسيين للتغاضي عن بعض الشروط الخاصة بالتعهدات والضمانات والإقرارات الواردة بعقود القروض المتعلقة بشركتها التابعة في الجزائر «جيزي» لإعطائها فرصة ومرونة في تقدير خيارات البيع.

وقال ألدوماروز رئيس القطاع المالي: إن أوراسكوم سوف تستخدم جزءًا من حاصل بيع شركتها التابعة في تونس «توينزيانا» لسداد مديونياتها الرئيسية.


{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (القصص:4-6).

يقال: «استبد بالأمر يستبد به استبدادًا» إذا تفرد به دون غيره ويقال: «استبد بأمر فلان» إذا غلبه على أمره فلم يقدر المغلوب على ضبط من استبد به أو إيقافه عند حده، و«التبديد» هو التفريق فكأنَّ المستبد يفرّق أولا بينه وبين الآخرين فيجعل من نفسه أعلى منهم ويفرَّقهم ليتمكّن من البقاء في موقع علوه واستعلائه وليظلوا في مواقع الخضوع له مفرَّقين مبدَّدين.

وملاحظة من قص الله –تبارك وتعالى- علينا أخبارهم من المستبدين توضح لنا «طبائع الاستبداد» فحين استبد فرعون بقومه استعلى عليهم وجعل أعزة القوم أذلتهم وجعلهم شيعًا وفرقًا لكنّهم جميعًا يدورون حوله وقد بلغ به استبداده واستعلاؤه أن رفض مبدأ وجود إله بكل قوة وبكل ما أوتي من قوة وبكل ما أوتي من طاقة فأعلن في قومه {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} (القصص:38) وحين تجرّأ منهم من تجرّأ وقال له: بأن هناك آلهة أو أرباب آخرين قال في منتهى الاستهتار: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} (النازعات:24) وذلك يعني في زعمه ودعواه أنّ الأصل أنّه لا رب للناس غيره. ولو فرض أنّ لهم ربًا سواه فهو يدعي أنّه ربهم الأعلى فكل أولئك الذين لو فرض وجودهم فهم دونه. وحين نراجع نموذجًا آخر من نماذج المستبدين نجد ذلك الذي حاج إبراهيم في ربه مغرورا مخدوعا بما أوتيه من ملك قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (البقرة:258) إنّ الاستبداد يجعل المستبد مليئًا بالغرور والإحساس بالفوقيَّة والاستعلاء والشعور بالقدرة والاستنكاف من احترام آراء الآخرين أو نصائحهم فيستقل برأيه ويستبد بأمته ويستعلي عليها ويورثها الشقاء ويلغي حقوقها وينال من قيمها والمستبد حين يعايش الاستبداد فترة من الزمن يتحوّل إلى إنسان مصادر لكل حقوق الآخرين لا يفكر بعاقبة ولا يخشى تبعة وقد شعر في قرارة نفسه بأنَّه فوق البشر يقول أحدهم:

وإنّي لمن قوم كأن نفوسهم *** بها أنف أن تسكن اللحم والعظم

ويقول آخر:

إذا بلغ الفطام لنا صبيٌّ *** تخر له الجبابر ساجدينا

ونشرب إن وردنا الماء رنقا *** ويشرب غيرنا كدرا وطينا

هذا الإحساس بالنسبة للمستبد ولمن حوله يعد إحساسا عاديا يستعلي به ويستكبر عن النصيحة؛ حتى بلغ بأحد المستبدين أن أعلن في الناس قولة فاجرة: «من قال لي: اتق الله قطعت عنقه» ويقول مستبد آخر في خطابه العام: «إنّي لأرى رؤوسًا قد أينعت وحان قطافها وإنّي لصاحبها» ويقول مستبد آخر في نهاية خطبته لعيد الأضحى: «قوموا إلى أضاحيكم أمّا أنا فإنّي مضحٍّ بالجعد بن درهم» ويقول آخر من منافقي المستبدين للمستبد الحاكم بأمر الله الفاطمي:

ما شِئْتَ لا ما شاءت الأقدار *** فاحكم فأنت الواحد القهار

ويقول شاعر آخر لمستبد معاصر سقط قبل سنوات قلائل:

تبارك وجهك القدسيّ فينا *** كوجه الله ينضح بالجلال

هنا يصبح المستبد متألّهًا يمكن أن يدعي الألوهيّة ويمكن أن يدعي علم الغيب ويمكن أن يدعي بأنّه من يرزق شعبه. وقد تسوّل له نفسه أنّ حياة شعبه لا قيمة لها إذ لم يكن المستبدّ على رأسه. وأنّ الفراغ الذي يتركه الزعيم الضرورة لن يملأ وأنّه وأنّه.

ولقد حكى لي وزير أحد المستبدين أنّ رئيسه المستبد سأله ذات يوم: في لفحة تدُّين أصابته أتجب علي الزكاة فقال له: «نعم يا سيادة الرئيس إذا بلغ مالك النصاب، فهز الرئيس رأسه وقال: ألا يكفي أو يغني عن الزكاة أنّي أطعم جميع الملايين من أبناء الشعب؟» فهذا الدكتاتور المستبد والذي كان معدمًا قبل التسلّط والاستبداد بالسلطة لا يكاد يملك قوت يومه صار ينظر إلى شعبه أنّهم مجموعة من الأفواه الآكلة التي يطعمها هو دون أي إحساس أو شعور بأنّه إنّما يسرق ثروات هؤلاء ويستبد بهم ويلقي إليه الفتات.

والاستبداد استعباد؛ يقول سيدنا موسى لفرعون وهو يعدد ما اعتبره مكارم له عليه في قوله: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} (الشعراء:18) أجابه موسى بقوله: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ} (الشعراء:22) أي: استعبدت قومي وتبنَّيتني.

والمستبد لا يرضيه أن تخرج أيّة سلطة من السلطات عن قبضته فهو الحاكم الفرد وهو القائد الأعلى وهو المسئول عن المؤسسات –كافّة- ينشؤها ويلغيها.

والمستبد إنسان ضعيف يحمل مجموعة من الأمراض النفسية تكمن وراء طغيانه واستبداده وتكون تصرفاته الطاغية المستبدة ستارا لأمراضه ومكونات ضعفه التي يحاول تغطيتها بذلك الاستبداد وما فيه من تظاهر بالقدرة المطلقة والاستعلاء التام والانفصال عن طبقة المستضعفين الذين يحكمهم. ومن الصعب على هؤلاء حتى حين تفاجؤهم أعراض بشريّة كالمرض ونحوه أن يشعروا بأنّهم بشر ممن خلق الله يعتيريهم ما يعتري البشر من ضعف فلا يسلمون بحقيقة بشريّتهم ولا يرون أنّ أمتهم يمكن أن تعيش بدونهم. ولقد ابتكر سدنة الاستبداد المعاصرون خاصة مصطلحات تعزز نزعة الاستبداد وتدعمها من هذه المصطلحات «الفراغ السياسي» «خوف الفوضى» «اختفى زعيم اللحظة» «التاريخيّة» أو «زعيم الضرورة» وغير ذلك، ولقد عشت في العراق زمنا كان الناس يتصورون فيه أنه بمجرد موت نوري السعيد أو سقوطه فإن العراق سوف يعيش في فراغ يؤدي به إلى التحطم والتفكك. ومات نوري السعيد وجاء مستبدون آخرون وملأوا الفراغ بشكل استبدادي وجاوزوا استبداد السعيد وقيل عن عبد الكريم قاسم: لو حدث له شيء فسينتهي العراق لضخامة الفراغ الذي سيتركه وقتل عبد الكريم وربط جسده في قضيب من قضبان السكة الحديد وألقي بليل في نهر دجلة طعاما لسمكها ولم يحدث فراغ، وجاء مستبدون آخرون وملأوا الفراغ بشكل أو بآخر!! وهكذا دوليك.

وأسطورة الفراغ الذي يتركه المستبد كانت حاضرة في ذهن فرعون حين نادى في قومه {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} (القصص:38) وحواشي المستبدين أشد خطورة على ضحايا الاستبداد من المستبدين أنفسهم فهم يتلونون تلون الحرباء ويخذّلون الناس عن مقاومة الاستبداد مرة بنسبة المستبد إلى العبقريّة والتفوق الذي يجعله فوق البشر، ومرة بالحط من أقدار الشعوب وإشعارها بأنّها ضعيفة ذليلة عاجزة لن تكون قادرة لو زال المستبد على تدبير أمورها أو تنظيم شئونها. ولقد عاصرت بعض المستبدين ومنهم عبد الكريم قاسم الذي حكم العراق بمفرده على سبيل الحقيقة أربع سنوات ونصف وصفه الانتهازيُّون والنفعيُّون من حاشيته بكل أوصاف التعظيم التي عرفتها البشريَّة ولم يتركوا مناسبة من المناسبات إلا وظفوها لإبراز عبقريَّته وتفوقه فحين يحتفل المعلمون بيوم المعلم ينبري من أولئك المطبّلين من يهتف: «بعاش المعلم الأول عبد الكريم قاسم» غافلا أو متغافلا عن أنَّ فلاسفة اليونان قد منحوا لقب المعلم الأول قبل العديد من القرون لأرسطو. فإذا احتفل الأطباء فسيادة الزعيم ينبغي أن يكون الطبيب الأول. أمّا إذا احتفل العسكريّون فذلك أمر لا نزاع فيه أنّه العسكريّ الأول الذي لو تتلمذ عليه «مونت جومر أو رومل» لعجز عن مجاراته في علومه العسكريّة ولانحنى أمام عبقريّته!! ولقد سمعت مرة قادة قوميّين سياسيّين مدنيّين من قيادات العمل السياسيّ والأحزاب –آنذاك- في العراق وقد استوزرهما عبد الكيرم قاسم يقولان له وقد وجه إليهما سؤالا: حول مدى دستورية قرار كان يريد أن يتخذه فأجاباه معا يا سيادة الزعيم: إنّ كلامك دستور فامض إلى ما تريد ولا تلتفت إلى شيء أبدا. وقد صدّق المسكين هذه الحاشية الخبيثة الانتهازيّة فقال في خطبة من خطبه الشهيرة: «إنني قوة منطلقة في التاريخ يستمد الشعب العراقيّ القوة مني في حياتي وبعد مماتي يستمدها من خطبي وكلماتي وبيان الثورة الأول!!» وكيف لا يقول الحاكم المطلق هذا وحاشيته تطلق عليه من الألقاب ما لا يكفي لكتابته ثلاثة أسطر فهو الزعيم الأوحد والأوحد والأوحد والملهم والديمقراطيّ والمسلم الذي يقطر تديّنًا، بل ابتكر بعضهم له صفة يعرفها إخواننا المتصوفة وهي صفة «الكشف وقطع المسافات الطويلة بخطوة واحدة» وأشاعوها بين الناس؟! لم يكن الرجل يصلي –فيما نعلم- لكن الإعلام والحاشية المتملقة أقنعت السنّة منهم بأن الزعيم لا نراه يصلي لأنه لا يريد أن يراه أحد وهو يفعل فيحسبه على السنة إذا وضع يديه على بعضهما أو من الشيعة إذا أرسلهما فيذهب إلى الصلاة في الكعبة بخطوة واحدة ويعود ويتوضأ من زمزم!! أما إخواننا الشيعة فقد يسيطر الحماس على بعضهم فيقول: شاهدناه في حضرة الحسين في كربلاء يصلي العصر أو الظهر أو يجمع بينهما وبعضهم يذهب به إلى النجف ليصلي المغرب وهكذا والرجل كان يرى الصلاة مجرد نظافة قلب ونقاء وجدان فقط لا غير!!

إن المستبد تخدعه قوته وسطوته وحاشيته وتغشّي على بصره وقلبه فلا يستطيع أن يرى أنَّه مجرد بشر ممن خلق الله أوله نطفة مذرة وآخرة جيفة قذرة تنتهي إلى حفرة تضم رفاته إلى أن يأذن الله ببعثه. لقد خدع الاستبداد الفراعنة وأوجد في نفوسهم رفضا للدفن في باطن الأرض فجعلوا قبورهم عليها وفوقها لا في باطنها فهل أغنى ذلك عنهم شيئا؟! كما ابتكروا التحنيط وبنوا الأهرام واخترعوا مراكب الشمس فما أغنى ذلك عنهم شيئا حين أخذ الله بعضهم وجنودهم ونبذهم في اليم {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} (القصص:41-42)، وتلك هي عاقبة الاستبداد فهل أغنى عن فرعون قوله: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} (القصص:38) أو قوله: {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} (النازعات:24) لم تغن هذه الدعاوى عنهم شيئا ولم يستطيعوا أن يغنوا عن جماهيرهم الغافلة المذعنة المنقادة الخانعة المستسلمة التي تحمل جزءً كبيرا من مسئولية انخداع الطغاة واستبدادهم فما يخدع الطغاة شيء مثل ما تخدعهم غفلة الجماهير وذلتها وطاعتها وانقيادها ومديحها وهتافها وثناؤها. فما الطاغية في الحقيقة إلا فرد لا يملك قوة ولا سلطانًا إنّما هي الجماهير الغافلة الذلول التي أحنت له ظهورها فركب ومدت بين يديه أعناقها فجر وسحب وأحنت له رؤوسها فاستعلى وتنازلت عن حقوقها في العزة والكرامة والحرية والعدالة والمساواة فطغى. والجماهير حين تفعل ذلك مع أيّ مستبد على وجه الأرض إنّما تفعله بدوافع الأوهام التي يصنعها في عقولهم إعلام الطاغية وتدبيرات الحاشية، مرة بالخوف على الشعب وثانية بالخوف من المجهول، وثالثة بالخوف من الفراغ!! وذلك كله على منافاة التوحيد ومناقضة الإيمان وعدم الإحساس بوجود الخالق ووحدانيّته وتفرده بالألوهيّة والربوبيّة والتدبير والتقدير فالأوهام التي يصنعها الإعلام والحواشي تصور الطاغية وهو فرد بأنّه أقوى من الملايين من أبناء شعبه وتحول بينها وبين أيّ وعي يمكن أن يحررها من الخوف لأنها لو زايلها الخوف لشعرت بإنسانيَّتها وكرامتها وعزتها وحريّتها ولشعر كل فرد منها أنه كفء للطاغية من حيث القوة ومساو له من حيث البشريّة وأنّه أي الطاغية المستبد لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا إلا ما شاء الله وإن حاول إعلامه وحاشيته خداعها وإيهامها بأنّ المستبد يملك لها شيئا وما يقلق الطغاة شيء مثل ما تقلقهم وحدة أمتهم وتكاتف شعوبهمن ولذلك جعل الفراعنة أهل مصر شيعا وطبقات مستعلية ومستضعفة إذ لا يمكن للاستبداد والطغيان أن يستقر في أمة كريمة أبدا أو يستمر في أمة موحدة ذات وعي ورشد، إذ يستحيل أن يطغى فرد في أمة راشدة تعرف ربها وتؤمن به وتوحده وتأبى أن تستعبد لواحد من خلقه لا يملك لها ضرا ولا رشدا وقد يستمر المستبد في استبداده وتستمر الأمم في خضوعها وخنوعها وذلتها وانسحاقها فلا تتقبل الوعي إلا في حياة أخرى حين لا ينفع الوعي ولا يجدي الندم فيقف المستبد إلى جانب الشيطان ليقول لقومه مثل ما قال الشيطان: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (إبراهيم:22) ولا ينجو –آنذاك- إلا المقاومون الموحدون الذين آمنوا بالله ورضوا به إلهًا وربًا وخالقًا متفردًا في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله هؤلاء الذين يقال فيهم يوم القيامة: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ * وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ * وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ * قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ * إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} (غافر:45-51). لقد أعماهم الطغاة وحواشيهم عن أن الله –تبارك وتعالى- سينصر رسله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، فاستهتروا بوعد الله وتقبلوا أوهام الإعلام وحواشي الطغاة والمستبدين فلم يثقوا بنصر الله فانهزموا أمام الطغاة واندحروا أمام المستبدين فخسروا دنياهم التي أوهموا بأنّهم سوف يحافظون عليها بانحيازهم للمستبدين واستزلامهم للطغاة وخسروا الآخرة فلا نفعهم الاستبداد في الحياة الدنيا ولا أغنى عنهم شيئا في الدار الآخرة التي هي الحيوان لو كانوا يعلمون.

ولا علاج للاستبداد إلا وعي الأمة «بالتوحيد» وعيا كاملا شاملا ودقيقا فذلك الوعي هو الضمانة الحقيقية لرفض الاستبداد ومقاومته ولذلك جعل الله –تبارك وتعالى- التوحيد أهم ما اشتملت عليه رسالات الأنبياء وأهم ما قامت عليه دعواتهم {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} (النحل:36) والاستبداد قد يقع بقوة الحكم والسلطان وقد يقع بقوة المال والعلم إذا خلا من مراقبة الله تعالى.

ولقد ضرب الله -تبارك وتعالى- لنا في القرآن أمثلة عديدة منها مَثَل فرعون الذي أوتي القوة والسلطان فعَلا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} (القصص:4) وضرب لنا مثل العلو والاستعلاء والطغيان بالمال والعلم بقارون الذي كان من قوم موسى فاستبد على بني إسرائيل وبغى عليهم بما أوتيه من مال وعلم جعلاه يتوهم أنه قد انفصل عن البشر وصار فريدًا لا يجمع بينه وبينهم جامع فقال: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} (القصص:78) ونسي الله في حين قال فرعون {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} (القصص:38) كلمة شديدة الفجور تكاد السموات يتفطرن منها وتنشق الأرض وتخر الجبال هدًا ومع ذلك تلقاها الملأ بالإقرار والتسليم ولم يصدر عن أيّ منهم أيّ اعتراض. ثم تظاهرا بالجد وقال: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ} (غافر:36-37) ليوهم أولئك الأغبياء المستضعفين بأنّه إنسان موضوعيّ ومتألّه متواضع يبحث عن الحقيقة بوسائلها ولا يقول إلا عن علم وبحث.

أحداث تونس:

لقد أثبتت أحداث تونس الأخيرة ضعف الطغاة وذلتهم وكذب نفختهم وانتفاشهم الخادع، فطاغية تونس وقف في آخر خطاب ألقاه يتوسل الجماهير التي ضللها وأذلها وركب على أعناقها ثلاثا وعشرين عاما أن يغفروا له جهله وغباءه وانعدام ذكائه، فقد اعترف بأنّه غبيٌّ جاهل لا يعرف الذكاء سبيلا إلى عقله، فلم يفهم إلا وهو يرى شباب البلد يفضلون الموت حرقا بأيديهم على أن يستمر حكمه وحكم جنوده وحاشيته وأهل بيته، هذا الموقف المخزي في خطبته الثانية تنصّل من حاشيته واتهمها بأنّها كانت تضلله ولا تريه حقيقة الأمر، ويفترض بالطغاة أنّهم هم الذين يضلّلون شعوبهم ولا يُرونهم إلا ما يَرون، ولكن الرجل كان يريد أن يأخذ فرصة أخرى ولو إلى عام (2014) لكن استمرار الزخم الثوريّ في الشارع التونسيّ لم يعطه هذه الفرصة، فاضطرت حاشيته أن تزين له الانسحاب، واضطر أن يتقبل الهزيمة وينسحب بشروط تافهة هي الإبقاء على حياته التي يفترض أنه لم يعد لها طعم لها بعد ذلك العز، فبعد أن كان السيد المطاع يصبح مجرد لاجئ طريد يبحث عن ملجأ آمن!! في خطبته الأخيرة كان يناشد الجماهير ويقول لهم «الأن فهمتكم وفهمت ما تريدون» وهو اعتراف صريح بأنه حكم (23) عاما جماهير لم يكن يعرف عنها شيئا فلم يعرف ماذا تريد ولم يشعر بآلامها ولا بما هي في حاجة إليه، وذلك شأن الطغاة، يشعرون بالاستغناء عن جماهيرهم والاستعلاء على شعوبهم فيطغون وهم طائرون بجناحي «الاستغناء الاستعلاء».

إن جوهر ثورة الشارع التونسي وانتفاضته أنّها حملت للطاغية رسالة تقول له: إذا حسبت أنَّك قد استغنيت عنّا فقد أخطأت، فأنت في حاجة إلى كل فرد منّا، ها أنت تزور الشاب الذي أقدم على إحراق نفسه بعد أن صادرت الولاية العربة التي اضطر إلى العمل عليها لكسب لقمة عيش، فحينما حيل بينه وبين لقمة العيش حتى في هذا العمل المجهد ورفض الطغاة الصغار أن يعرفوا لهذا وأمثاله حقوقهم أحرق نفسه فشعرت أنَّك بحاجة إلى أن تزوره بنفسك وتقف أمامه ذليلا، لقد كان في سرير موته ولفافات حروقه أعز منك وانت تقف وقد تكتفت ووضعت يدا على أخرى أمام ذلك السرير الذي ينام عليه جسد محترق، لماذا ينتظر الطغاة لكي يتنازلوا عن طغيانهم أن تحرق شعوبهم نفسها بعد أن أحرقوها في أفران الذل والحرمان وتسليط الأشرار والاستبداد بأمورها والاستعلاء عليها؟! لكنّني لا أرى الطغاة يتعظون، فكم من طاغية اليوم ينظر إلى «ابن علي» على أنّه غيره وأنّ ما وقع له لا يمكن أن يقع للطاغية الآخر، فالطاغية الآخر يمكن أن يتلافى ذلك أو يحتويه أو يفعل أو يقدم أو يؤخر، كم كنت أتمنى أن يقف «ابن علي» كما وقف في المرات الثلاث قبل مغادرة تونس ليقول لشعبه: لقد اقتنعت بأنكم الأغنياء عنّي وأنّني الفقير إلى رضاكم وقد اقتنعت بأنّي لم أكن أهلا ولو ليوم واحد لأن أحكمكم لكنّني كنت غبيًّا واستغللت الظروف وركبت على أعناقكم وتحكمت فيكم فسامحوني، وليته فعل ذلك ثم أتبع ذلك بقوله: وأما الآن فإنّي قد قررت الانسحاب من حياتكم وإيكال أموركم إليكم تنظمونها كما تشاؤون سامحوني وأستودعكم الله. لكنه لم يفعل وخرج منها خائفا يترقب، خائفا مِن مَن؟ من أولئك الذين اخافهم سنين واستذلهم أعوامًا، فهل من مدكر؟! لا أظن، فنحن نشيّع الأموات يوميًّا ونضعهم في قبورهم ونوقن بأنّ يومًا لا بد أن يأتي سنكون نحن من يُشيَّع ونحن من يُوضع في القبر ولكن ترى الناس يعودون إلى حياتهم وكأنّهم لم يشيّعوا ميتًا أو يدفنوا عزيزًا، وكذلك الطغاة لا أظنّهم يأخذون درسًا أو يتعلمون من بعضهم البعض لتبلَّد المشاعر وتبلُّد الأحاسيس وانعدام الفهم والذكاء فضلا عن انعدام الخوف من الله تعالى.

الأزهر: الانتحار للتعبير عن الغضب حرام والمضطرب نفسيا معذور


السفير محمد رفاعة الطهطاوى المتحدث الرسمى باسم الأزهر الشريفالسفير محمد رفاعة الطهطاوى المتحدث الرسمى باسم الأزهر الشريف

أكد المتحدث الرسمى باسم الأزهر الشريف السفير محمد رفاعة الطهطاوى، أن القاعدة الشرعية العامة تؤكد أن الإسلام يحرم الانتحار تحريما قطعيا لأى سبب كان، ولا يبيح للإنسان أن يزهق روحه كتعبير عن ضيق أو احتجاج أو غضب.

وأضاف المتحدث باسم الأزهر الشريف، أن الأزهر لا يمكن أن يعلق على حالات الأشخاص الذين يقومون بحرق أنفسهم باعتبار أنه ربما يكون هؤلاء فى حالة من الاضطراب العقلى أو الضيق النفسى اضطرهم إلى فعل ذلك، وهم فى غير كامل قواهم العقلية، ولا نستطيع أن نحكم عليهم وأمرهم إلى الله، وندعو لهم بالمغفرة، مشيرا إلى أن الإسلام يحرم الانتحار بصفة عامة كقاعدة شرعية لأى سبب كان.
إنّ عمر بن الخطاب كان يقول «لو أنَّ جملا على شط الفرات زلق فهلك ضياعا لخشيت أن يُسأل عنه عمر لِمَ لم يمهد له الطريق» ويموت من الجوع عشرات يوميا من أبناء الأمّة المسلمة في شرق الأرض وغربها ولا يهز ذلك من الطغاة شعرة وتنتهك الأعراض وتمتلئ الشوارع بالمشردين والفقراء والذين يحيون حياة دونها حياة الحيوانات لا أقول الحيوانات الأليفة لأنّها مدللة أكثر من الإنسان وقد قال شاعر

يا مدلّعين الكلاب والآدمي منسي ** نفسي أدخل في جنس الكلاب والعن أبو جنسي

هؤلاء الذين جعلوا شعوبهم تتمنى أن تكون كلابًا مدلّلة أو غير مدللة على أن تحيا الحياة الإنسانيّة التي لم تعد حياة إنسانيّة في ظل الاستبداد والطغيان.

إنّ الاستبداد لا يعيش مع «التوحيد» في قلب واحد، والمستبد أيًّا كان لا يمكن أن ينسب إلى إيمان أو إسلام وإن صام وصلى وزعم أنّه مسلم، إنّ المستبد إنسان يعلن أنّه شريك لله –جلّ شأنه- فلا ينبغي للجماهير أن تقبل الاستبداد أو ترضى به أو تنخدع بوعوده فضلا أن تكون من عبيده أو جنوده.

وقف شرطيّ للحسن البصري وهو يلقي درسه فقال له: يا شيخ وكان الحجاج يحكم العراق وعبد الملك بن مروان خليفة على المسلمين، فقال: يا شيخ أتراني من الذين ركنوا إلى الذين ظلموا بكوني شرطيًّا من شرطة الحجاج؟ قال: يا بني أنت منهم ولكن من يخيط لك ثيابك أو يطبخ لك طعامك أو يرعى لك دابتك يكون من الذين ركنوا إلى الذين ظلموا. فتأمل!! يرحم الله شهداء تونس ويحفظ جماهيرها ويحميها من أي طغيان جديد أو استبداد يدّمر شخصيتها ويذهب بريحها.

وفق الله إخواننا في تونس للتي هي أحسن وللتي هي أقوم لعلّهم كما قدموا نموذجا في مقاومة الجماهير العزلاء للطغيان المسلح حتى النهاية أن يقدموا نموذجا لدولة ونظام تعلوا فيه كلمة الله ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ويسود فيه العدل وتنتصر فيه الحريّة. إنّه سميع مجيب.
 
 أن مصر تسعى للحصول على موافقة الدول العربية المشاركة في القمة الاقتصادية التي ستعقد في منتجع شرم الشيخ اليوم على بيان يدعو الغرب إلى عدم التدخل في الشئون الداخلية لدول المنطقة، ويستنكر ما اعتبرتها محاولة لإثارة قضايا الأقليات من أجل ابتزاز تلك الدول.

وتهدف مصر بذلك إلى منع تكرار السيناريو التونسي أو امتداده إلى دول عربية أخرى، عبر استغلاله من قبل قوى خارجية ترغب في حدوث ما تسمى بـ "الثورات الملونة" بالمنطقة العربية، على غرار ما جرى منذ أعوام في دول الجوار الروسي مثل أوكرانيا وجورجيا وقرغيزستان.

وتقود تلك المساعي الدبلوماسية المصرية المستاءة بشدة مما يتردد عن احتمالات انتقال العدوى التونسية إلى مصر، والرافضة بشدة للتدخل في الملف القبطي على خلفية التفجير الذي وقع في كنيسة القديسين في الإسكندرية منذ عدة أسابيع. إذ يمارس وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ضغوطا مشددة على نظرائه العرب لانتزاع بيان قوي ضد التدخلات الأجنبية في شئون دول المنطقة.

وعرضت مصر خلال الاجتماعات التي عقدت على مستوى المندوبين والوزراء تحضيرا للقمة الاقتصادية، تصورا لما أطلق عليه "حائط صد لمنع تكرار السيناريو التونسي في أي من دول الجوار".

فقد طالبت مصر الدول العربية باتخاذ إجراءات سياسية وأمنية واقتصادية لمنع تفجر الأوضاع، مع التعهد بإمدادها بأي خبرات أمنية خصوصا لدول مجاورة لها، لمنع حدوث انفجارات شعبية بها، مشددة على أهمية التعامل بحساسية، خاصة مع أي مشاكل قد تطرأ ومحاولة تطويقها في مهدها.

وتخشى مصر التي يعتقد محللون أنها أكثر الدول العربية المرشحة بقوة لتكرار سيناريو الانتفاضة الشعبية في تونس من إمكانية استغلال الولايات المتحدة وحلفائها للأحداث الأخيرة لابتزاز دول المنطقة، أو إجبارها على تبني حزمة إصلاحات قد تفكك من هيمنة النظم الحاكمة.

من جهته، اعتبر السفير أمين يسري مساعد وزير الخارجية السابق لـ "المصريون"، أن سعي مصر لإيجاد حشد عربي مضاد للتدخلات الغربية بالشئون الداخلية المصرية يعكس قلقا شديدا لدى دوائر صنع القرار في مصر من إمكانية تكرار السيناريو التونسي في أي من دول الجوار.

لكنه أعرب عن اعتقاده بأن "حائط الصد" الذي تسعى مصر لتشكيله في مواجهة التدخللات الغربية لن يؤدي إلى منع تفجر اضطرابات شعبية أو ثورات على النهج التونسي، بعدما انطلق قطار الثورات من المحطة التونسية، وينتظر أن يواصل المسير ليصل إلى محطات أخرى، إن لم يكن اليوم ففي أيام أخرى.

وقال إنه وبدلا من السعي لإيجاد هذا الحشد، فإنه ينبغي على مصر والدول العربية أن تقوم باتخاذ خطوات إصلاحية جادة تعمل على التخفيف من قبضتها على السلطة وتمنع حالة الاحتقان بدلا من التعويل على إجراءات لن تفيد ولن تستطيع منع حدوث ثورات شعبية ضد الظلم والتهميش والاستبداد.
 
سجلت مصر الثلاثاء سقوط أول قتيل متأثرًا بحروقه جراء إضرام النار في نفسه، من بين ستة محاولات شهدتها خلال اليومين الماضيين، وذلك لشاب عاطل عن العمل بالإسكندرية اعتلى سطح منزله بمنطقة خورشيد وقام بإحراق نفسه وتم نقله إلى المستشفى في حالة سيئة حيث أعلن وفاته لاحقًا، ليصبح بذلك أحمد هاشم السيد (25 عاما) أول مصري يلفي حتفه، على طريقة الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه في منتصف ديسمبر الماضي مفجرًا احتجاجات شعبية عارمة في تونس أدت إلى الإطاحة بحكم الرئيس زين العابدين بن علي.

وبالإضافة إلى شاب الإسكندرية، قام محام بإشعال النار نفسه ويدعى محمد فاروق محمد حسين 50 سنه أمام مجلس الشعب أمس، في ثاني محاولة انتحار أمام مبنى البرلمان خلال 24 ساعة، كما حاول محاسب بالمعاش يدعى سيد علي سيد 65 سنة يقيم بمدينة السلام إشعال النيران في نفسه لكن تم إنقاذه أمام مجلس الشعب بعد محاولته بدقائق، وهدد موظف بشركة مـصر للطيران يدعى محمد عاشور بحرق 53 سنة بإحراق نفسه أمام نقابة الصحفيين اعتراضا على عدم تنفيذ رئيس قطاع الأمن بمصر للطيران الأحكام القضائية التي حصل عليها برفع الجزاءات التأديبية عنه، كما قام شاب آخر من الإسماعيلية بحرق نفسه أمام المارة بعد أن بلغ عامه الثامن والثلاثين دون أن يتمكن من الزواج حتى الآن، بسبب عدم مقدرته على تحمل تكاليف الزواج.

ففي منطقة خورشيد بالإسكندرية، غافل الشاب أحمد هاشم السيد أسرته صباح الثلاثاء وصعد إلى سطح منزله وسكب الكيروسين على ملابسه وأشعل النيران فى نفسه، وتم نقله إلى مستشفى رأس التين العام مصابا بحروق من الدرجة الثالثة، وقد لفظت أنفاسه بعد وصوله المستشفى.

وقالت والدة الشاب المنتحر إنه صعد إلى سطح المنزل وأشعل النار في نفسه وفشلت محاولات الجيران في إنقاذه، وذكرت أنه سبق وحاول الانتحار، عبر محاولته قطع شرايين يده بعد أن عجز عن إيجاد فرصة عمل يعول بها إخوته.

وذكرت أن ابنها خريج كلية الحقوق استمر يعمل في حمل الرمال والطوب في أعمال البناء لكنه عمل غير مستدام، وكان يتطلع للزواج وتأسيس أسرته لكن كان من المستحيل حتى مجرد الحلم بذلك. لكن جهات الأمن بالإسكندرية زعمت نقلا عن والد الشاب المنتحر أنه كان مريضا نفسيا.

وفي القاهرة، أشعل محام يدعى محمد فاروق محمد حسن عمر (50 عاما) يقيم بمنطقة السيدة زينب النار في نفسه محاولا الانتحار أمام مجلس الشعب، بعد أن سكب الكيروسين على نفسه وأشعل النار وقد نقل إلى مستشفى المنيرة العام القريب للعلاج.

وذكرت مصادر حراسة مجلس الشعب أن الرجل أشعل النار في ساقيه في شارع قصر العيني المجاور وأخذ يركض بينما النار مشتعلة فيه الى أن دخل شارع مجلس الشعب ثم استغاث بالمارة الذين عملوا على إطفائه.

وأضاف أنه لم يبد سببا لما فعل وقت إمساك النار به أو خلال نقله الى المستشفى، لكن مصادر قالت إنه فعل ذلك بسبب مروره بضائقة مالية، وبعد أن تقدم بشكوى لتغيب ابنته قبل ثلاثة شهور، فيما ذكرت مصادر أنه ردد هتافات ضد الاسعار المرتفعة قبل أن يشعل النار في نفسه.

وجاء الحادث على الرغم من التعزيزات الأمنية بشارع مجلس الشعب وأمام وزارة الصحة ومجلس الوزراء لعدم القيام بحوادث مماثلة بعد أن أضرم عبده عبد المنعم النار في نفسه صباح الاثنين، لكن مع ذلك قام المحامي باختراق تلك التعزيزات الأمنية وأشعل النار في نفسه.سقط مؤشر البورصة أمس الأول.. متأثرًا بمحاولة بائع السندويتشات الإسماعيلاوي أن يحرق نفسه، دخل الأجانب في موجة بيع مهولة.. فهبط المؤشر ما يزيد علي 2.5%.. ثم لحقه هبوط جديد بالأمس في حدود 3.1%.. وعزا البعض هذا الذي يجري لأسباب تتعلق بتوترات الشرق الأوسط.

طالعت تقارير في «روزاليوسف» وقرأت ما نشرته جريدة «المال».. واكتشفت أن بورصتنا رقيقة وناعمة أكثر من اللازم.. تتأذي من نسمة هواء عابرة.. وتصاب بإنفلونزا الخنازير لو تخيلت أن المياه التي أمامها هناك احتمال أن تتعكر بعد عقدين.. ومن ثم فلا بد أن تعامل بكل هدوء.. وأن يتم تقديم القرابين لها من حين لآخر.. فهل الهرولة السياسية من الحكومة تجاه الشخص الذي حرق نفسه أول من أمس كانت لإرسال معني اطمئنان للبورصة.. أم أن تلك التصرفات أدت إلي زيادة الإحساس بالقلق.

يقولون.. أي المحللين.. الذين شاورتهم في الأمر بالأمس قبل أن أكتب.. إن تلك هي طبيعة البورصات الناشئة.. تتأثر بأي شيء.. حتي لو كان الأمر يتعلق بأي متغير في بلد بعيد. لدي البورصة المصرية ثلاث مشكلات.. بخلاف أنها رقيقة إلي هذه الدرجة التي تعبر عن نفسها من حين لآخر.

أولاً: إن كثيرًا من المستثمرين يتبعون تصرفات الأجانب في السوق. وهكذا تجد أن الأغلبية تتبع وتقلد الأقلية.. بمعني أن 80% من المتعاملين الذين هم مصريون.. يمشون وراء الـ20% من الأجانب.

ثانيًا: إن نسبة وجود المؤسسات المستثمرة في السوق تتراوح بين 30% و40%.. في حين يفترض أن تكون ما بين 70% و80%.. الواقع الحالي هو أن عدد الأفراد أكبر.. وهؤلاء قد يبنون القرارات علي معلومات غير صحيحة ومشاعر مرتبكة.

ثالثًا: إن تقارير وتوقعات المحللين إذا ما استشرفت أن مؤشر البورصة سوف ينخفض.. فإن هذا يؤدي بالفعل إلي انخفاضه.. ويقود حقًا إلي تدهور مضاعف.

الذي حدث بالطبع ليس انهيارًا.. مجرد هبوط ملموس في المؤشر.. أعطي انطباعًا محددًا بشأن تأثر البورصة المتزايد بالمناخ النفسي العام.. والأجواء الإعلامية.. وأوحي بالتأكيد بما يمكن أن تصادفه في السوق من تخبطات يكون لها تأثير علي الاقتصاد.

البورصة من عناوين الاقتصاد والسوق في مصر، وهي تحتاج إلي مزيد من التحسب والدقة في التصرفات التي تقوم بها الحكومة في تعاملها مع الأحداث العامة.. لأنه قد تفاجأ بهذه (الرقيقة) المسماة بورصة قد وقعت في معضلة كبيرة.. ومعضلتها لها أبعاد مختلفة.

عمومًا، الأمر لا يقف عند هذا الحد.. الملابسات الاقتصادية برمتها سوف تكون حاضرة.. في التفاعلات المقبلة.. ضغوط الأزمة الدولية مؤثرة جدًا.. حتي لو كانت المؤسسات صامدة.. والنظام الاقتصادي متوازن.. ولكن هناك استحقاقات لا بد أن تلبي.. وفواتير لابد أن تدفع.. بينما الأسعار ترتفع والموارد تتراجع.. هذا ليس حالنا وحدنا ولكنه حال كثير من الدول.. بما في ذلك أكثرها ثراءً.

وإذا كانت حكومة نظيف قد عبرت من الموجات الأولي للأزمة.. فإنها تواجه تحديات حقيقية مع وصول موجات جديدة.. الأمر يتطلب حكمة.. وتماسكًا.. ورباطة جأش.. وتعاملا يقظا مع كل المتغيرات.. لأن لكل تصرف دلالة.. سواء علي مستوي الشارع.. أو علي مستوي البورصة.. أو علي مستوي السمعة الاقتصادية برمتها.


وقد تم إبلاغ رئيسي مجلسي الشعب الدكتور أحمد فتحي سرور والشورى صفوت الشريف والدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة بالحادث الذي وقع بالأمس.

وبعد ثلاث ساعات من وقوع الحادث، أحبطت الحراسة المنتشرة بشاره مجلس الشعب محاولة قيام مواطن آخر ويدعى سيد علي بإشعال النار في نفسه، بعد أن اشتبهت فيه وقامت بتفتيش حقيبته، حيث عثر معه على زجاجتين من "السبرتو" وبرر وجود "السبرتو" معه بأنه يستخدمه في عمل القهوة على "السبرتاية" وتم اقتياده إلى قسم شرطة السيدة زينب.

وكشف ممدوح إسماعيل عضو مجلس نقابة المحامين، أن المحامي محمد فاروق الذي زاره بمستشفى المنيرة للاطمئنان على حالته الصحية كان يعاني منذ فتره طويلة من مشاكل مالية شديدة جدا ولا يجد قوت أولاده.

وذكر إسماعيل لـ "المصريون"، أنه قام من قبل بتوجيه رسالة إلى رئيس الجمهورية هنأه فيه بعيد ميلاده وشرح له فيه مشكلاته وأنه يعاني من الفقر وتراكم الديون عليه ومن القضايا التي رفعت عليه بسبب ذلك، وأنه لا يجد قوت يومه هو وأسرته، فردت الرئاسة بعد شهرين برسالة شكر علي التهنئة بعيد الميلاد دون أن ترد على شكواه من الفقر والديون، كما أوضح له المحامي.

وقال إن "الدنيا اسودت في وجهه وبذل كل ما يستطيع عمله فقد عمل في كافة المهن ولم يستطع أن يوفر لقمة عيش لأولاده، وفي الشهور الأخيرة أغوى شاب ابنته وخطفها وأبلغ أجهزة الأمن بالواقعة لكنه لم تساعده، لأن الشاب "من ذوي النفوذ"، وقد بذل كل ما يستطيع مع أجهزة الأمن لكن لم يصل لشئ"، وأضاف أن خطف ابنته "قسم ظهره مع الفقر والحاجة، لذا قرر أن يقوم بما فعله".

ووصف إسماعيل، المحامي محمد فاروق بأنه "رجل واع وعلى درجه عالية من الثقافة ومتدين"، وذكر له في روايته حول ما حدث أنه "ذهب وأمسك بحديد أسوار مجلس الشعب وقال لهم انه سيحرق نفسه كي يبلغ لأعضائه رسالة وكي يسمعوا ويشعروا بمعاناته ومعاناة الناس في المجتمع".

وكانت أجهزة الأمن فرضت سياجا على مستشفى المنيرة حيث نقل المحامي، وقال إسماعيل إنه فوجئ عند دخوله المستشفى بعدا كبير من ضباط الأمن بمختلف فروع الأمن من مباحث أمن دولة والأمن العام يسيطرون علي المستشفي وحاولوا منعه من الدخول، وعندما تحدث مع مدير المستشفي أوضح له أنه فاقد السيطرة على هذا الموضوع وليس له قرار، وبعد مداولات مع الأمن وإيضاح أنه عضو مجلس النقابة العامة ومن حق محمد فاروق كمحام أن يراه زملاؤه لمعرفة أسباب الحادث فتم السماح له بالدخول.

وصرح مدير مستشفى المنيرة العام محمد شوقي للصحفيين أن نسبة الحروق في المناطق المصابة من جسم حسن خمسة في المائة وأنه سيغادر المستشفى خلال الساعات المقبلة. لكن طبيبه المعالج كشف أن نسبة الحروق عشرة في المائة ووصفها بأنها "حروق نارية عميقة في الساق اليمني تحتاج لعلاج أكثر من 20 يوما".

وكان عبده عبد المنعم (50 عاما) أضرم النار في نفسه الاثنين أمام مقر مجلس الشعب في القاهرة. وقال الرجل وهو صاحب معطم من مدينة القنطرة بالإسماعيلية في تحقيقات النيابة العامة إنه قام بذلك احتجاجا على ما لحق به من اهانة أثناء سعيه للحصول على حصة أسرته من الخبز المدعم.

منذ سنوات، كتب روائي يساري مصري معروف، في جريدة "الأسبوع" معلنا عن غبطته وسعادته لأنه لم يشاهد في تونس ـ أثناء زياراته لها ـ أية سيدة محجبة.. واعتبر ذلك انتصارا لـ"التنوير" على "الظلامية" و"انجازا" عظيما يُضاف إلى "رصيد" زين العابدين بن على!
كان الرئيس التونسي المخلوع، وثنا سياسيا يعبده المتطرفون العلمانيون في مصر، وكان "رمزا" و"قائدا" لمشروعهم السياسي والثقافي الفاشي.. وكانت تونس قبلة للحظائريين المصريين، يتساقطون عليها كسفا، لنيل "عطايا" و"جوائز" الديكتاتور الذي أحصى على الناس أنفاسهم، وعزل بلده عن العالم، وضرب حولها جدارا حديديا، وأغلقها بالضبة والمفتاح، خوفا من نسائم الحرية، ورياح التغيير!.
كانت صحف اليسار المصري (يسار الوسط واليسار المتطرف)، لا يمر عليها أسبوع إلا وتنشر إعلانات تتحدث عن "ديمقراطية" بن علي وتنزله منزلة المناضلين التاريخيين من أجل الإعلاء من حقوق الإنسان وتقديس الحريات العامة!
كانت "الرشاوى" التي تتلقاها صحف "التنوير" في مصر، عن "داعية حقوق الإنسان في تونس "زين العابدين بن على" في صورة إعلانات.. من الفجاجة والجلافة ما جعل زملاء تونسيين يجاهرون في نقابة الصحفيين المصريين بغضبهم وحزنهم بل وتعمد إيلام "المرتشين" التنويريين بكلام جارح وقاس لعل الأجساد المتبلدة تشعر أو تحس بمحنة تونس تحت سياط جلاديها.. وأن تقاوم شهوة العيش على لحوم المعذبين داخل زنازين ومعتقلات بن على.
سقوط طاغية "قرطاج" لم يكن فقط سقوطا لرئيس ديكتاتوري وفاسد، وإنما كان سقوطا لمنظومة كبيرة تتجاوز السياسي إلى الثقافي والفكري والإيديولوجي.. كان سقوط بن على نهاية لحقبة مظلمة من التطرف العلماني والشعوذة والدجل والنصب الذي مارسه "مثقفون" عاشوا في محاضن الأنظمة الفاسدة وأكلوا على موائدها.. ونظّروا ودافعوا عن فسادها وسرقاتها ونهبها لثروات شعوبها.
قيمة ثورة تونس.. أنها لم تُسقط صنما واحدا.. وإنما أنهت عصرا "جاهليا" و"ظلاميا" صنعه المتطرفون العلمانيون وأجهزت على "خرافة" التنوير على طريقة بورقيبة وبن على وبقية خلاياهم النائمة على امتداد العالم العربي.
انتصرت ثورة تونس على كل من حاول أن يتهم الشعوب العربية بأنها عاجزة عن صناعة التاريخ وتفكيك الديكتاتوريات.. بزعم أنها شعوب موغلة في "ثقافة الخرافة" و" الغيبيات" و"التدين الشكلي" واتباع سنن "فقهاء السلطان"..وما شابه من أفيهات خاض بها الجهلة واللصوص العلمانيون في "عرض" تلك الشعوب النبيلة، لإحباطها وإذلالها واخضاعها كسيرة لكي تطئها أحذية الأنظمة الوحشية بلا مشقة أو عناء. 

"الجارديان" ترصد ردود الأفعال فى مصر على الثورة التونسية


الرئيس حسنى مبارك الرئيس حسنى مبارك

رصدت صحيفة "الجارديان" رد الفعل فى مصر وعدد من الدول العربية الأخرى على الثورة التونسية، وقالت إن الفرحة التى سادت مصر لما جرى فى تونس قابلتها حالة من الخوف، حيث اعتبرت الانتفاضة التونسية فرصة نادرة لكسر أغلال الحكم الاستبدادى الذى يمكن أن يدفع بالبلاد إلى المجهول.

وتحدثت الصحيفة عن تراجع البورصة المصرية مع اندلاع المظاهرات فى تونس، وأشارت إلى انتشار قوات الأمن بأعداد أكبر فى جميع أنحاء القاهرة، حيث بدأ شباب العاصمة يتحدث بتفاؤل عن ثورة شعبية ثانية فى بلاد المغرب العربى.

كما لفتت الصحيفة إلى النشاط الذى شهدته مواقع التواصل الاجتماعى على الإنترنت كجهة حاشدة للأصوات، ويتم إرسال الرسائل من خلالها أيضا، وشملت الموضوعات التى طرحت للنقاش المخاطر التى يواجهها الطغاة العرب الذين يفقدون تواصلهم مع شعوبهم، وقدرة المظاهرات على فرض التغيير.

وتعتقد الجارديان، أن نظام الرئيس حسنى مبارك يعى جيدا احتمالات تصاعد اضطرابات الشارع، والتى تمثل أكبر تهديد لحكمه المستمر منذ 30 عاماً، ويقول بعض المحللين: إن على المصريين أن يتوخوا الحذر إزاء ما يتمنونه.

ويشير عبد الله الأشعل، أستاذ القانون الدولى والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إلى أن هناك اختلافا بين الآمال والموقف الفعلى، وأوضح أن التغيير الجذرى ضرورياً فى مصر، ولكن ليس بالطريقة التى حدثت فى تونس.

وعن تأثير ثورة الياسمين التونسية على ليبيا،تقول الصحيفة بالرغم من وجود مشكلة بطالة فى الجماهيرية، إلا أن ثروتها النفطية تمكنها من امتصاص الغضب الشعبى، كما أن قوات الشرطة والجيش موالية للرئيس معمر القذافى، وبالتالى ستنهى بقوة أى احتجاجات تمثل تهديدا لحكمة.

ليست هناك تعليقات:

"اللهم احفظ فرنسا وكل شعبها ومؤسسات الجمهورية، واجعل فرنسا بلدا آمنا مطمئنا، تتعايش فيه كل الجالية الوطنية بمختلف فئاتها وطوائفها في أمن وسلام".

  وجّه عميد المسجد الكبير في العاصمة الفرنسية، باريس، شمس الدين حفيظ، الخميس، رسالة إلى كافة الأئمة التابعين للمسجد، البالغ عددهم 150 إماما،...