الأحد، سبتمبر 26، 2010

سوزان مبارك (سوزان صالح ثابت) تمت بصلة قرابة من ناحية أمها اليهودية ليلي ماي بالمر Lily May Palmer لأم جيهان السادات (جلاديس كوتريل اليهودية) من أصل مالطي وجدهما واحد هو اليهودي Charles Henry http://www.egy.com/historica/egyptianconsorts.shtml

من جيهان السادات إلى سوزان مبارك – بقلم: د. يحي القزاز

جاءتنى الرسالة التالية وأعتذر عن نشرها بدون استئذان

من جيهان السادات إلى سوزان مبارك

عزيزتى صاحبة العصمة السيدة سوزان مبارك حرم رئيس مصر الحالى

أكتب إليك وأنا لست مضطرة للكتابة، وأنت لست بحاجة إلى عناء القراءة، لكنه الظرف الزمانى الذى عشته والمكانى الذى أقمت فيه، يدفعاننى للتبصير ومحاولة تجنب أخطاء وقعت فيها وقت أن كنت حرما لرئيس الجمهورية، وكان المسئولون حولى يحومون كالفراشات، وكل سعيد بأن يفقد روحه بالقرب من وهجى المتقد وضوئى الساطع، ويعتبرونه استشهادا فى حب الوطن. أسمعوننى من المديح مالم يسمعه الحواريون لسيدنا عيسى عليه السلام، ولا الصحابة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وأسبغوا على من الألقاب النفيسة ما تنوء الجبال بحمله، ووصفونى بحكمة تفوق حكمة سقراط وإفلاطون وأرسطو.. وللأسف صدقتهم. وبعد أن اغتيل زوجى الرئيس السادات، تواريت عن الأنظار، وانطفأت هالات النور المشعة، وتبدل الحال، اكتشفت أن الفراشات الهائمة ما هى إلا كائنات صدئة ذوات قلوب جامدة، تتلون بهتانا وزورا حسب الطلب والمصلحة. وأنا فى الظل –بعيدا عن الحكم- لم يتصل بى أحد تعبيرا عن مودة ولاعرفانا بجميل. وكان أول شيء استهل به العهد التالى لحكم السادات، عهد مبارك، هو محاكمة أقرب الناس للرئيس السادات –شقيقه- بتهمة التربح  باستغلال النفوذ، وفرضت الحراسة على أمواله. وما فعله شقيق السادات وحوكم بسببه، يتضاءل حتى التلاشى ويعتبر فضيلة أمام ما يصنعه النظام الحاكم الآن من نهب وسلب واغتصاب.

تعرفين الداعى لرسالتى هو النصح والنصيحة وتجنب الوقوع فى مستنقع النفاق السياسى، والتعفف عن استلام جائزة مشبوهة (الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة) يوم الخميس 16/9/2010. وتدركين أننى وقعت فى نفس ما أحذرك منه بصورة مصغرة، فمدة حكم زوجى لاتعادل ثلث مدة حكم زوجك. ولوعاد بى الزمن ثانية لعلقت المشانق لكل المنافقين الآفاقين الذين يسعون للوصول إلى أعلى المناصب وتحقيق الثروات عن طريق نفاق الحكام وزوجاتهم وأبنائهم. وسمعت أن الدنيا فى جامعة القاهرة قائمة على قدم وساق استعدادا للاحتفال بك فى جامعة القاهرة وقت منحك وتسلمك درجة الدكتوراه الفخرية تقديرا لمجهودات مزعومة. وألفت نظرك، إشفاقا بلا حقد ولاموجدة عليك، ومن خلال تجربة عريضة خضتها، وحياة طويلة مكنتنى من العيش ما يقرب من ثلاثين عاما بعيدة عن أضواء الرئاسة بعد اغتيال زوجى، ألفت نظرك إلى وضعى الآن، وأين المحيطون بى من الماضى، وستكتشفين أنهم ثلة من المنافقين واصحاب المصالح، ولو تغير النظام السياسى الحاكم قبل استلامك الدكتوراه الفخرية أو المخزية (على حد تعبير البعض)، لمنعوها عنك، وصاروا فى ركاب الحكم الجديد، وماذا تنتظرين من آفاقين تأكدوا أن الصعود وتحقيق المصالح يمر عبر بوابة وحيدة اسمها بوابة التفاق؟!! وما كانوا يعبرونها إلا لعلمهم أنها بوابة مصنوعة من معدن النفاق الرخيص الخالص، ومخصصة لأهل النفاق فقط، فى غياب الشفافية وانعدام تكافؤ الفرص.

لكل ذلك أطلب منك أن ترفضين جائزة مشبوهة (الدكتوراه الفخرية)، ومن يؤدى واجبا وطنيا لايستحق عليه لا شكر ولا مكافأة إلا المأجورين والطامعين فى شرف لايستحقونه. واصغِ إلى صوت من قالوا لك لإن يقول الناس رفضت السيدة سوزان مبارك الجائزة خير من أن يقولوا قبلتها، وهى ليست أهل لها. وأنت تعرفين أنك لست مدام كورى (مارى كورى) التى تستحق دكتوراه فخرية على اكتشافها أحد العناصر المشعة وعملت مع زوجها فى الحقل العلمى وحصدوا جائزة نوبل مرتين.

وحتى لا تظنين بى السوء وتعتبريننى حاقدة عليك، أرجو أن تستديرى بوجهك للوراء.. منذ أكثر من ثلاثين عاما، وقت أن كنت أنت حرم نائب رئيس الجمهورية، وتعيشين فى الظل، وكنت أنا حرم رئيس الجمهورية ملء السمع والبصر، وكانت مشروعاتى التى أشرف عليها والمسماه باسمى لا تعد ولا تحصى، ولعلك تذكرين مشروع الوفاء والأمل الذى دشنته من أجل العاجزين صحيا.. بنظرة بسيطة إلى الماضى والحاضر تدركين الفارق.. أن كل ماصنعته من مجد تبخر وكان مرهونا ببقاء زوجى فى الحكم. وتعرفين أكثر من غيرك كيف أنت وزوجك وحاشية الحكم عاملتموننى وأنا فى السلطة، وكيف تعاملوننى الآن.. تجاهل وجحود ونكران للجميل. ولست بنادمة لأننى اكتشفت المعادن على حقيقتها، ولا ألوم أحدا على نفاقه، فلولا أنهم رأوا ثغرات ينفذون منها ما صنعوا ذلك، فالعيب فيمن يستحسن إطراء المنافقين، ويستبد برأيه وينحى القانون، وينفر من كل نصيحة مخلصة وإن كانت جافة. بنظرة بسيطة لحالك معى قبل وبعد تكتشفين الحقيقة المرة، ولو كان هناك وفاء حقيقى لظلت مشروعاتى باقية أشرف عليها حتى الآن، ولتم تكريمى فى غياب سلطة زوجى كنوع من الوفاء.. لكنه النفاق الذى يسلب الألباب، ويدير الرؤوس، ويصدقه ضعاف النفوس.

إذا جاء التكريم من مؤسسة على رأسها شقيق لوزير ولمستشارة ثقافية فى أمريكا -وكأن مصر لم تنجنب سوى هؤلاء الثلاثة- فلا يمكن للمرءأن يطمئن إلى شرف منحه  علبة بسكويت وليست دكتوراه فخرية. قريبا جدا، وانا اشتم رائحة التغيير قادمة، ستتأكدين من صدق قولى، فانجو بنفسك وارفضى وافضحى الآفاقيين المنافقين، وإلا صرتى شريكة لهم.  تجنبى الشبهات، وحتى لايقال عنك: أن سوزان مبارك فى أثناء حكم زوجها كانت امرأة متجبرة أنانية حاقدة تشتهى كل ما لدى الآخرين وتستحوذ عليه. واعلمى أن الجامعة ليست “محل كوافير” ولا “محل جواهرجى” لتزيين النساء بالمساحيق والجواهر.

أعلم أنك ماضية إلى هدفك المشبوه، وقد تتهميننى بالسوء، عند هذا الحد تذكرى وضعى ومجدى الماضيين فى عز سلطة زوجى الرئيس الراحل، وانظرى إلى حالى اليوم وأنا أرملة الرئيس الراحل. ساعتها تكتشفين حجم النفاق ممن يحيطون بك. قبل فوات الآوان لديك فرصة ذهبية لتعليم المنافقين والآفاقين درسا لاينسى عندما ترفضين الجائزة. وفى أحيانا كثيرة تكون قيمة المرء بما يرفض لا بما يملك. ويحيى باشا ابراهيم لم يخلده التاريخ إلا لأنه خسر الانتخابات البرلمانية التى أجراها عام 1924  وهو الباشا رئيس وزراء مصر آنذاك أمام حسن بك مرعى، والقيمة إعلاء قيمة الشفافية والمصداقية، والترفع عن الصغائر واحترام رأى الأمة على المجد الشخصى الزائل.

ملحوظة: سنلتقى قريبا فى أمريكا ونجتر زكرياتنا، وأتمنى أن يكون حالك أحسن من حالى.

تحياتى

جيهان السادات

حرم رئيس الجمهورية السابق وأرملته حاليا

أنشر هذه الرسالة التى جاءتنى فى المنام، وأعتذر للسيدة جيهان السادات عن النشر قبل المراجعة وبدون استئذان. رسائل المنام لا تنتظر.. تقض المضجع، وتكسر القيود.. تزعج من تنسب إليهم، لكنه المنام والعقل الباطن الذى لا يهدا ولا ينام.

سوزان مبارك بين الدكتوراه الفخرية والمخزية – بقلم: د. يحي القزاز

 
فى نفس البوم الذى يحال فيه الإعلامى الكبير الأستاذ حمدى قنديل إلى محكمة الجنايات بتهمة سب وقذف السيد أحمد أبو الغيط وزير خارجية حسنى مبارك، نتأكد من صحة خبر قرار مجلس جامعة القاهرة بمنح حرم الرئيس مبارك (سوزان مبارك) درجة الدكتوراه الفخرية عن دورها الاجتماعى فى الدولة. يالها من مفارقة تدعو للكتابة. تحمست الهمة .. ثم فترت، وقررت ألا أكتب، ليس -لا سامح الله- لأن الحدثين لايستحقان، فالأول يمس حرية الرأى والتعبير للكتاب والصحفيين، والثانى يتعرض لاستقلال الجامعة. وحرية الرأى والتعبير واستقلال الجامعة من الأركان الهامة فى نهضة أى أمة. آثرت عدم الكتابة ترفعا وخشية ان يجرنى الصغار لا الكبار إلى قاعات المحاكم بتهم سب وقذف ملفقة، وإن صحت فهم أهل لها بامتياز من جراء أفعالهم، لذلك أنازل الرأس المدبر وابتعد عن الذنب المتحرك، فأنظمة الحكم تفسد كما تفسد السمكة من رأسها.
المفارقة تستلزم التراجع عن قرار خاطئ، والخوض فى بحر الكتابة ضد التيار. طرف المفارقة الأول استقر فى قاعات المحاكم، والفصل فيه للقضاء العادل، ولن نتطرق إليه الآن. والطرف الثانى – الدكتوراه الفخرية- ومازال معلقا بين المانح والممنوح.. بين جامعة القاهرة وصاحبة العصمة السيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية. ومن المفيد معرفة الحيثيات التى أدت بجامعة القاهرة إلى اتخاذ قرار منح حرم رئيس الجمهورية درجة الدكتوراه الفخرية. القصة بدأت بتوصية ترشحها من مجلس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة (والتوصية غير ملزمة لما يتلوها من مجالس)، وافق عليها مجلس الكلية ثم أقرها مجلس الجامعة. وماجاء فى حيثيات المنح من دور مميز وبارز لصاحبة العصمة السيدة “سوزان مبارك” فى مجال العمل الاجتماعى واضح وصحيح ولا ينكره إلا مكابر. فهى تمتلك قوى دافعة بصفتها حرم الرئيس فى نظام ديكتاتورى يسهل لها كل صعب ويفتح لها كل مسدود. ولا أعتقد أن لديها مؤهلات تتجاوز صفتها التى تجعلها تترأس هيئات أهلية محلية ودولية. أدوارها عديدة فى مشروعات مكتبة الأسرة ودعم مستشفيات سرطان الأطفال، وتطبيق المعايير الدولية على المجتمع المصرى فيما يخص المرأة والرجل. أدوار واضحة تسد عين الشمس، ولاتترك مجالا لأحد سواها، ويصعب حصرها.. تتقدم الوزراء فى افتتاح الأعمال الاجتماعية، وصورها واسمها عناوين دور كثيرة من مدارس ومستشفيات. وهى صاحبة نفوذ لا تخطئه عين، فإن رضيت منحت وزارات، وإن غضبت أوحت بضرورة العقاب واجب التنفيذ، وإحالة الاستاذ ابراهيم عيسى للمحاكمة خير دليل على جبروتها النافذ، نال جزاءه، ثم عفى عنه مولانا المعظم حاكم مصر (منذ ثمانينات القرن الماضى وحتى الآن). تارة تبدو أنها شجرة الدر وأخرى وكأنها الملكة نازلى أى الملكة الزوجة والملكة الأم، فمشروعها لاغتصاب حكم مصر من أجل توريثه لنجلها جمال بعد أبيه مبارك مازال قائما على قدم وساق.. تدافع عنه بشراسة. إنها المرأة الخارقة لكل السدود والعوائق، والمرأة الفولاذية للدفاع عن مصالح الأسرة. وسيذكر التاريخ القادم فى صفحاته أن هذا العصر هو عصر سوزان مبارك.
الجزئية المعلقة بين المانح والممنوح تحوى بداخلها أسئلة مركبة: ما الداعى فى هذا التوقيت لترشيح المرشحة؟ ومن صاحب الفكرة العبقرية؟ وهل هى خالصة لوجه الله أم هو نوع من النفاق الرخيص أفصح عنه انتهازي متسلق ناشئ طامع فى صدارة الجامعة، ومباركة من رئاسة الجامعة طامعة فى منصب أعلى أم أنه إيحاء وإيعاز من صاحبة العصمة عن طريق مواليها؟ نترك الأسئلة لحال سبيلها، وكل وضميره وأمنياته فى الإجابة والاستجابة، ودعونا نتفق –حقيقة وليس جدلا- أن ماتقوم به السيدة جهد واضح غير منكور، ودعونا نفصل الأمر بمزيد من الأسئلة: هل ماتقوم به “سوزان مبارك” هو نوع من الإلزام والالتزام باعتباره واجب لابد منه؟ وهل المال الذى تنفقه من حر مالها؟ وهل الوقت الذى تجود به مستقطع من عملها وعلى حساب صحتها وأسرتها أم لاعمل لها ولديها متسع من الوقت تريد استغلاله حسبما يروق لها، تمارس فيه ترفا اجتماعيا، وتلوح فيه بالعصا والجزرة، وتسير منتفخة الأوداج تتفقد مشروعاتها الاجتماعية وتسبق رجال الدولة الرسميين؟ وهل لو سيدة غيرها تقوم بهذا الدور كان سيفرد لها كل تلك المساحة ويسلط عليها كل هذا الضوء وتتقدم مواكب كبار رجال الدولة، وتمنح ولو بكالوريوس فخرى؟
ماتقوم به السيدة صاحبة العصمة من عمل تطوعى يمكن التجاوز والقول زورا أنه جهد مشكور غير مأجور، لأنه دور مؤسسات الدولة من وزارات الثقافة والصحة والتضامن الاجتماعى. وهو دور قامت به مؤسسات الدولة فى الخمسينات والسيتنات بدون تدخل حرم الرئيس. ماتصنعه صاحبة العصمة هو سطو واغتصاب لدور الدولة، ويصح القول أنه دور غير مطلوب منها، وبالتالى يكون دورا غير مشكور وغير مأجور. والأساس فى الإخلاص وحب الوطن والعمل العام هو التجرد والعمل فى صمت والجود بكل ما يملك المواطن دون دعاية وإعلان، وهو ماصنعه الصحفى العظيم الأستاذ أمين الرافعى فى أوائل القرن العشرين عندما عز عليه ورفض أن ينشر خبر “إعلان الحماية البريطانية على مصر” وتوقفت جريدته عن الصدور، مع استمراره فى دفع مرتبات العاملين معه إلى أن مات فقيرا.  لم يُعرف عن حرم مبارك يوما الدفاع عن الجامعة، ولا الدفاع عن حقوق الإنسان المصرى، ولعلها تعرف كما يعرف العالم أجمع قصة بلطجة الشرطة وانتهاكهم عرض الصحفية الشابة “نوال على” فى 25 مايو 2005، خسرت الصحفية -آنذاك- بيت الزوجية، وماتت فى عام 2009 كمدا متأثرة بما حاق بها من ظلم، وعدم محاسبة المجرمين من الشرطة. السيدة سوزان مبارك تستغل صفتها (حرم الرئيس) وتفعل ماتريد، ولولا هذه الصفة ما قدر لها الاستمرار فى بؤرة الضوء ولا منُحت تسهيلات لمدة ثانية واحدة. وبنظرة للماضى القريب ولدور السيدة “جيهان السادات” حرم الرئيس الراحل أنور السادات فى عهده، ندرك على الفور ارتهان دور وسلطة حرم رئيس الجمهورية ببقاء زوجها فى الحكم. وليدلنى عاقل على مشروعات السيدة “جيهان السادات التى انطفأت وتبخرت برحيل بعلها. نفس المنافقين لعصر السادات يمارسون دورهم حفاظا على مصالحهم ومقاعدهم مع إضافة عناصر شابة جديدة.
ومن باب النصيحة لتبيض وجوه اسودت من ظلم المصريين، اتمنى أن ترفضين الدكتوراه الفخرية يا سيدتى لما يشوبها من شبهتين: النفاق من أصحاب القرار فى الجامعة، والإيحاء والإيعاز منك باغتصاب شيئ ليس من حقك ولايليق بك. ومن يؤدى واجيه ليس بحاجة إلى تكريم، والمنافق هو من يطالب بتكريمه نظير جهده. ولعلك تتفقين معى أنك لست “جان دارك” القديسة الشهيدة التى احرقها الأعداء وهى تدافع عن وطنها فرنسا، ولست الشهيدة دلال المغربى الفلسطينية،  ولا المناضلة الجزائرية الثائرة “جميلة بو حرد” (جميلة ابو حريد)، التى كانت تصيح تحت سياط التعذيب من المحتليين الفرنسيين، وتبدل بكاءها نشيدا “تحيا الجزائر” وترفض الرحمة مقابل إعلانها “تحيا فرنسا”. أعمال بطولية فدائية ليست واجبة على السيدات، وكلهن يستحقن أعظم من الدكتوراهات الفخرية.   لم تكن واحدة زوجة رئيس ولم تحصل إحداهن على الدكتوراه الفخرية، ومازالت المناضلة العربية الأصيلة “جميلة بوحرد” تعيش فى الجزائر على الكفاف ولا تجد ثمن علاجها فى شيخوختها. ولم تطالب بحقها فيما تستحقه من تكريم، لأنها تعلم علم اليقين أن هذا واجب، ولا تكريم على واجب. قد يكون رائعا عندما ترفضين الجائزة المشبوهة، وبذلك تخطين جملة بيضاء فى كتاب طوله ثلاثة عقود.. صفحاته أشد سوادا من قبعة القس. وأكون حالما وأقترح وقت رفضك الجائزة المشبوهة، أن تعلنى ترشيحك لمن تستحق الجائزة وهى السيدة “جميلة بوحرد” لما قدمته لوطنها وأمتها العربية من تضحيات، ساعتها تكتسب الجائزة أهمية، ويكون الفخر متبادل بين المانح والممنوح، ويُكرم من يسيتحق التكريم ويتواضع من فى يده السلطة.
انتهت المسألة ولم يبق إلا تحديد موعد استلام الدكتوراه الفخرية فى احتفال مهيب بعد افتتاح العام الدراسى الجديد 2010/2011، وقد يخطب البعض ويطالب بان يكون هذا اليوم عيدا قوميا للجامعة بسبب تفضل وتعطف وحضور صاحبة العصمة “سوزان مبارك” إلى جامعة القاهرة وتشريفها، وتكرمها باستلام الدكتوراه الفخرية التى لن تضيف لك جديدا. والدكتوراه الفخرية ليست عقدا ماسيا يزين جيدك، ولاتحفة توضع فى صدر القصر. إنها منحة استثنائية من جامعة أكاديمية -وليست رابطة مهنية- لمن قدم عملا استثنائيا وتضحيات نادرة غير مفروضة عليه، وإضافة علمية حقيقية تقديرا لدوره واعترافا بفضله، ولا أظن أن أى مصرى يؤدى واجبه المنوط به بحاجة إلى تكريم أو منحه دكتوراه فخرية. الجامعة ليست دكانا يبيع جوائز ذوات قيم مختلفة، وعلينا ان نحافظ على استقلالها الأكاديمى الذى تجلى  فى واقعتين الأولى: عندما استقال لطفى السيد من الجامعة فى 1932 احتجاجا على نقل عميد الأدب العربى د.طه حسين من عمادة كلية الآداب إلى وزارة المعارف ورأى فيه اعتداء على حرية واستقلال الجامعة، والثانية فى عام 1943 عندما أرسل الملك فاروق خطابا لمجلس جامعة القاهرة (جامعة فؤاد آنذاك) يطلب فيه منح الدكتوراه الفخرية لشاه إيران لما احدثه من تطوير فى إيران، وبعد انتهاء اجتماع المجلس سأل المهتمون د.طه حسين عن منح شاه إيران الدكتورته الفخرية من جامعة القاهرة (جامعة فؤاد) فأجاب أن شاه إيران لم يعرف عنه تطوير التعليم فى مصر، ولم يمنح.
السبب واضح وراء استغلال الجامعات منح الدكتوراه الفخرية لبعض الشخصيات للحصول على مناصب أعلى (نوع من النفاق الرخيص) وعلى دعم مادى بعد أن تقلصت ميزانية التعليم العالى، وصار شعار النظام كل جامعة عليها بتدبير ميزانيتها من مواردها الخاصة، وهذا ما فعلته جامعة القاهرة العام الماضى عندما منحت وزير البحث العلمى الألمانى تلك الشهادة للحصول على دعم مادى وقد كان. أخشى ان ياتى يوم تمنح هذه الشهادة إلى كل لص يمكن أن يتبرع بمال لدعم الجامعة
الرجاء موصول برفض المشبوه، وأنه خير لك ياسيدتى أن يقال عنك أنك رفضتى دكتوراه فخرية مشبوهة على أن يقال أنك أسرفت فى العند وأصررتى على الحصول على دكتوراه فخرية مشبوهة. جاءنا من أزماننا الغابرة مثلان شائعان: اثنان لايشبعان طالب علم وطالب مال، ولا   نريد أن يضيف هذا الزمن مثله الثالث فى أنانى حاقد يشتهى كل ما عند الآخرين ويسطو عليه. لدى أحساس دفين أن رفضك للمشبوه أقرب من قبوله، وليكن درسا لشلة المنافقين. وكفاكم آل مبارك ما تقترفوه من أوزار فى حق الشعب، وحتى لا يقال: الابن جمال مبارك حصل على مبنى جمعية المستقبل بالمخالفة لكل الأعراف والقوانين فى جامعة القاهرة، وهاهى والدته تحصل على شهادة الدكتوراه الفخرية من نفس الجامعة، وكأن الجامعة صارت هيئة اهلية فى خدمة آل مبارك. مرة واحدة اعطوا المثل والقدوة فى احترام حق الشعب ومشاعره والنزول على رغبته.
لدى كلام كثير، أتمنى أن يوقفه حسن تصرفك، وليكن الشعار بيدى لابيد عمرو، فالجماعة الأكاديمية لا ولن ترحب بهذا المنح، ولن تدعه يمر بسلام، فالجامعة ليست ملهى لإرضاء رغبات الرؤساء وزوجاتهم وابنائهم. وآمل أن تظل الجامعة حرة مستقلة تمنح فى أضيق الظروف ولمن يستحق دكتوراه فخرية، وإن أسرفنا ستفقد الدكتوراه الفخرية قيمتها وتتحول إلى دكتوراه مخزية تكون عبئا على حاملها وتشينه قبل ان تشرفه لإصدارها من جماعة مشبوهة وليست جامعة مستقلة.
د. يحيى القزاز


ليست هناك تعليقات:

سنهوت البرك عبدالباسط عبدالعزيز دياب م من مدينة بورسعيد

  سنهوت البرك  م من مدينة بورسعيد  أثار ظهور الفنان عمرو دياب في إعلان إحدى شركات الاتصالات رفقة أبناء عمه الحاج أيمن دياب والحاج سيد دياب إ...