الدكتور محمد عمارة : التطرف في الكنيسة الأرثوذكسية أزمة "مؤسسية" وليس خطأ أفراد
قال المفكر الإسلامي الكبير وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور محمد عمارة أن التطرف الذي تشهده الكنيسة الأرثوذكسية في مصر الآن هو انحراف "مؤسسي" وليس خطأ عارضا أو فرديا للأنبا بيشوي أو غيره ، وبصراحته المعهودة حمل عمارة البابا شنودة مسؤولية تنامي تلك النزعات المتطرفة داخل الكنيسة ، مشيرا إلى أنه كتب كلاما مطابقا لكلام الأنبا بيشوي في كتاب منشور له ، كما صرح به في مجلات وصحف عديدة مثل مجلة الهلال وصحيفة الأسبوع حاول فيها أن يلوي نصوص القرآن لكي يظهرها مؤيدة للعقيدة المسيحية ، وتساءل عمارة في حديثه إلى برنامج "الحصاد" بقناة الجزيرة الفضائية بثته مساء أمس السبت : لماذا لم تكن فى مصر فتنة طائفية قبل تولى البابا شنودة رئاسة الكنيسة , ولماذا لا يثير المسيحيون الكاثوليك أو الإنجيليون أو غيرهم من الطوائف المسيحية الأخرى الفتنة مثلما تفعل الكنيسة الأرثوذكسية ، مؤكدا أن الموقف الحاسم وليس المتردد من الدولة هو الذي يمكنه وقف هذه الفتن والتحرشات التي يقوم بها بعض رجال الكنيسة .
وطالب عمارة بعودة الكنيسة الأرثوذكسية إلى سابق عهدها بالعناية بالرسالة الروحية والإبتعاد عن السياسة , والتوقف عن الإستقواء بالغرب , كما حذر الكنيسة مما أسماه بجر مصر إلى فتنة تهددها وتمزقها على غرار ما يحدث فى العراق ولبنان , وقال عمارة منفعلا إن الكنيسة أصبحت دولة فوق الدولة لدرجة أن البابا تحدى الدولة وتحدى القانون ورفض تنفيذ أحكام القضاء وأدلى بتصريحات لو صدرت من شيخ الأزهر أو أى قاضى لقامت الدنيا ولم تقعد , وتطرق إلى الإجتماع الذى عقده مجمع البحوث الإسلامية الدكتور برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والذى يعد عمارة أحد أعضائه يوم السبت لمناقشة تصريحات بيشوى بخصوص القرآن الكريم , وأكد أن غالبية أعضاء مجمع البحوث حريصون على الوحدة الوطنية ولكنهم فى نفس الوقت يحذرون من المساس بالعقيدة الإسلامية وأكدوا أنها خط أحمر لا يجوز لأحد الإقتراب منه .
وكانت التصريحات المتطرفة من الرجل الثاني في الكنيسة قد أثارت غضبا واسعا بين علماء الأزهر وقيادته ، أدت إلى الدعوة إلى اجتماع عاجل عقد صباح أمس ناقش تصريحات الأنبا بيشوي المتطاولة على القرآن الكريم ، وصدر على إثر الاجتماع الذي امتد لثلاث ساعات بيان انتقد بشدة تلك التصريحات ، واعتبر البيان أن مثل هذه التصريحات مماثلة للتصريحات العدوانية التي تتحرش بالإسلام والمسلمين في بعض البلدان الأوربية وغيرها وحذر من أنها تضر بشدة بالوحدة الوطنية ، مشيرا إلى أن مصر دولة إسلامية بنص دستورها الذي يمثل العقد الاجتماعي للشعب والدولة وأن احترام هوية مصر المسلمة هو من بديهيات التزام الأقليات التي تعيش في داخلها ، وأضاف البيان ما نصه :
اجتمع مجمع البحوث الإسلامية فى جلسة طارئة السبت 16 من شوال 1431ﻫ الموافق 25 من سبتمبر 2010 م وأصدر البيان التالى:
"لقد صُدم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بما نُشر أخيراً منسوباً إلى أحد كبار رجال الكنيسة الأرثوذكسية بمصر من طعن على القرآن الكريم وتزييف على علماء المسلمين، الأمر الذى أثار غضب جماهير المسلمين فى مصر، وخارجها واستنكار عقلاء المسيحيين فى مصر على وجه الخصوص، والمجمع إذ يؤكد على أن هذه التصرفات غير المسئولة إنما تهدد فى المقام الأول الوحدة الوطنية فى وقت نحن فى أشد الحاجة فيه لصيانتها ودعمها، فإنه ينبه إلى أن هذه التجاوزات إنما تخدم الأهداف العدائية المعلنة عالمياً على الإسلام والمسلمين وثقافتهم وحضارتهم، مما يوجب على أصحاب هذه التجاوزات أن يرتقوا إلى مستوى المسئولية الوطنية، وأن يراجعوا أنفسهم وأن يثوبوا إلى رشدهم".
هذا وإن رفض مجمع البحوث الإسلامية هذه التصرفات غير المسئولة إنما ينبع أولاً من حرصه على أمن الوطن بمسلميه ومسيحييه وحماية الوحدة الوطنية ومواجهة الفتن التى يمكن أن تثيرها هذه التصرفات التى تهدد أمن الوطن واستقراره".
ويؤكد المجمع على حقيقة أن مصر دولة إسلامية بنص دستورها الذى يمثل العقد الاجتماعى بين أهلها، ومن هنا فإن حقوق المواطنة التى علمنا إياها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فى عهده لنصارى نجران والذى قرر فيه أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين – هذه الحقوق مشروطة باحترام الهوية الإسلامية وحقوق المواطنة التى نص عليها الدستور.
وإذا كان عقلاء العالم قد استنكروا فى استهجان شديد إساءة بعض الغربيين للقرآن الكريم، فإن عقلاء مصر بمفكريها ومثقفيها من المسلمين والمسيحيين مطالبون بالتصدى لأية محاولة تسىء إلى الأديان السماوية الثلاثة ورموزها ومقدساتها، كما أنهم مطالبون باليقظة وبتفويت الفرصة على المتربصين بأمن مصر واستقرارها وسلامتها، وبأن يعتبروا العقائد الدينية للمصريين جميعاً خطاً أحمر لا يجوز المساس به من قريب أو بعيد". في إعلان "مدفوع الأجر" بـ "الأهرام".. المستشار لبيب حليم نائب رئيس مجلس الدولة: بيشوي "أحد القلائل الذين يجود بهم الزمان" وكلامه "يعيد إلى النفوس ذكريات الآباء الأولين"
يبدو أن تصريحات الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، التي اعتبر فيها أن الأقباط هم "أصل البلد"، وأن المسلمين "ضيوف عليهم" وتهديده بـ "الاستشهاد" في مواجهة الدعوات بإخضاع الأديرة لرقابة الدولة أسوة بالمساجد صادفت هوى لدى الأقباط، حتى بين النخبة منهم .
ففي أعقاب تصريحاته التي أثارت جدلاً واسعًا وأتبعها بتصريحات أكثر إثارة عبر الزعم بتحريف آيات القرآن الكريم التي "تكفر" المسيحيين خلال مؤتمر تثبيت العقيدة بالفيوم، نشر المستشار لبيب حليم، نائب رئيس مجلس الدولة، تهنئة مدفوعة الأجر للأنبا بيشوي، بمناسبة مرور 38 عامًا على سيامته، اعتبر فيها كلامه "يعيد إلى النفوس ذكريات الآباء الأولين"، واعتبره "أحد القلائل الذين يجود بهم الزمان"، على حد وصفه.
الإعلان المنشور على الصفحة التاسعة بجريدة "الأهرام في باب "الاجتماعيات" في العدد 45216 الصادر الخميس 23/9/2010 جاء في نصه: "المستشار لبيب حليم لبيب نائب رئيس مجلس الدولة يهنئ من أعماق قلبه أباه الروحي المملوء بالروح القدس، المدافع عن الإيمان والمقاتل لأجل الحق، الذي يعيد إلى النفوس ذكريات الآباء الأولين والأحبار القديسين أحد القلائل الذين يجود الزمان بهم الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ وسكرتير المجمع المقدس بعيد سيامته الـ 38 طالبًا من السيد المسيح أن يديم رئاسته سنين طويلة وأن يجعل عهده عهد سلام وبنيان وليعطنا بصلواته أياما كلها سعادة وخير بركة".
ويعتبر المستشار لبيب حليم من أشد المقربين من الأنبا بيشوي، وهي العلاقة التي تحولت من الهجوم عليه في كتاباته وآرائه إلى الدفاع عنه، وتوطدت إلى حد أنه سعى إلى الصلح بين سكرتير المجمع المقدس وبعض الصحفيين، بل لتوسط لعقد صلح بينه ومجموعة العلمانيين بزعامة رأسهم كمال زاخر.
وهو عضو نشط داخل الكنيسة، وقد تبنى مجموعة من مشاريع القوانين الخاصة بالكنيسة، ومنها مشروع لائحة جديدة لانتخاب بطريرك الأرثوذكس، لتحل محل اللائحة الحالية والمعمول بها منذ عام ١٩٥٧، كان قد صرح بأنه يعتزم رفعها إلى مكتب الشئون القانونية التابع للرئيس حسني مبارك.
وبرر ذلك في تصريحات نشرت عام 2007 بأنه "من العار على الكنيسة الأرثوذكسية معلمة الدنيا كلها أن يكون لها في هذا العصر لائحة مخالفة للقوانين الكنيسة نصًا وروحًا"، وطالب بضرورة الإسراع بإقرار تلك اللائحة في حياة البابا شنودة، لأنه في حالة خلو الكرسي البابوي لن يجوز تعديل اللائحة الحالية، لذا فلابد من الإسراع بإصدار لائحة جديدة في عهد البابا الحالي.
وطالب في مشروع لائحته بأن يحترم كل أسقف ارتباطه بأبرشيته وعدم السماح له بالترشح لنصب البطريرك، بما فيها منصب الأسقف العام، وأن يزيد سن المرشح على ٥٠ عامًا وأن تزيد مدة الرهبنة التي يجب أن يقضيها المرشح في الدير إلى ٢٥ عامًا ولا يعتد بأي مدة يقضيها خارج الدير، وعلى ضرورة مشاركة كل قبطي تخطي ١٨ سنة من عمرة في الانتخابات الكنسية.
كما قدم مشروع قانون للمحاكمة الكنسية (لائحة الجزاءات التأديبية للإكليروس)، لتكون متمشية مع "مبادئ التأديب المتضمنة فى الكتب المقدسة وقوانين الرسل والدسقولية وأحكام المجامع المسكونية وأقوال الآباء"، ينص على أنه في حال صدور قرار جزاء من البابا البطريرك فإن الطعن عليه يكون أمام المجمع المقدس، فإذا صدر قرار سواء من مجلس الإيبارشية أو المجمع المقدس برفض طلب إلغاء قرار الجزاء فإن من حق المتظلم اللجوء إلى محكمة القضاء الإداري، وتكون الأحكام الصادرة فيها قابلة للطعن أمام المحكمة الإدارية العليا. حذروا من أنها "تؤجج نار الفتنة".. "الإخوان" يطالبون "عقلاء المسيحيين" إلى التبرؤ من بيشوي وتصريحاته ويدعون الحكومة لممارسة صلاحياتها
طالبت جماعة "الإخوان المسلمين"، الكنيسة المصرية بالرد على تصريحات الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، واستنكار وتكذيب تصريحاته فى مؤتمر "تثبيت العقيدة" بالفيوم الأربعاء الماضي بشأن مزاعمه عن "تحريف" القرآن الكريم، في أعقاب وصفه المسلمين الذين يمثلون الغالبية العظمى من الشعب المصري بأنهم ضيوف على المسيحيين في مصر، وإعلانه أن القساوسة على استعداد للاستشهاد، لمواجهة إخضاع الأديرة لرقابة الدولة أسوة بالمساجد.
ودعت الجماعة في بيان أصدرته السبت حمل توقيع الدكتور محمد بديع المرشد العام لـ "الإخوان المسلمين"، "العقلاء من إخواننا المسيحيين في مصر إلى الضرب على أيدي هؤلاء المسيحيين المتعصِّبين حتى لا يمزقوا النسيج الاجتماعي لمصر، ولا يحرقوا الجسور المتواصلة بين المصريين".
وحذرت من أن التصريحات المتزامنة مع بعض المتطرفين في الغرب عن عزمهم إحراق القرآن الكريم؛ "قد تؤجِّج نار فتنة لا نرجوها لمصرنا التي يتربَّص بها أعداؤها من الصهاينة وأعوانهم، وتؤثِّر في أمن واستقرار الوطن الذي يعاني أبناؤه المسلمون والمسيحيون من كثير من المشكلات، ولذلك فإننا نُحذر من مثل هذه المهاترات والتصريحات المتخبطة"، على حد قولها.
وكانت تصريحات الأنبا بيشوي فجرت غضبًا واسعًا بين المسلمين في مصر وفاقمت من حدة الاحتقان الطائفي بالبلاد في وقت تتصاعد فيه الاحتجاجات على اختفاء كاميليا شحاتة المحتجزة داخل الكنيسة الأرثوذكسية منذ شهرين، بعد القبض عليها إثر توجهها إلى الأزهر لتوثيق إسلامها.
وطالب "الإخوان" في بيانهم من الكنيسة ضرورة "استنكارها هذا الكلام، وتخطِّئه، وأنه لا يمثلها، وأن تحاسب صاحب هذه الافتراءات" ودعت "العقلاء من إخواننا المسيحيين في مصر أن يأخذوا على أيدي هؤلاء المتعصبين؛ حتى لا يمزِّقوا النسيج الاجتماعي لمصر الذي دام عبر القرون، ولا يحرقوا الجسور المتواصلة بين المصريين".
ودعت الجماعة في الوقت ذاته الحكومة المصرية إلى "ممارسة صلاحياتها الدستورية والقانونية، بالعدل والحق والحكمة"، وناشدت علماء المسلمين ومؤسسة الأزهر الشريف "دحض أباطيل هذا القسيس".
كما دعت المسلمين عامة إلى "عدم الاستدراج والتذرُّع بالصبر؛ حتى نفوِّت على أرباب الفتنة النافخين في نيرانها أغراضهم الشريرة، ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ (الأنبياء: 18). وختم البيان قائلا: حفظ الله مصر وكل أبنائها من كل سوء وجنَّبها الفتن. تم توزيعها خلال مؤتمر تثبيت العقيدة الذي عقد مؤخرا بالفيوم .. منشورات تحريضية تدعو الأقباط إلى "الاستشهاد" تأييدا لتصريحات الأنبا بيشوي
بمواكبة الأجواء الطائفية التي خيمت على مؤتمر "تثبيت العقيدة" الذي اختتم بالفيوم يوم الخميس الماضي، في أعقاب تصريحات الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس التي شكك فيها بعصمة القرآن زاعمًا أنه تعرض للتحريف، وأن كبار المفسرين أيدوا صلب المسيح بحسب ادعاءاته، كشف مشاركون في المؤتمر عن منشورات تم توزيعها على الحاضرين في اليوم الأخير من المؤتمر تحض الأقباط على "الاستشهاد" استجابة لكلمات الأنبا بيشوي في حواره /الأزمة ، وهو ما يدعم منحاه الطائفي بهذا الخصوص خاصة بعد أن أدلى بتصريحات صحفية اعتبر فيها أن الأقباط "أصل البلد" وأن المسلمين" ضيوف عليهم"، وقال إنه على استعداد للاستشهاد إذا ما قررت الدولة إخضاع الأديرة لإشرافها أسوة بالمساجد.
وشهد اليوم الختامي للمؤتمر توزيع حوالي 5 آلاف نسخة من تلك المنشورات التحريضية على كافة الحضور من قيادات الكنيسة والأقباط الذي قدموا للمؤتمر من مختلف محافظات مصر، وحتى يقوم هؤلاء بدورهم بتوزيعها على الكنائس وغيرهم من رجال الكنيسة، في تطور ينذر بمزيد من التوتر في ظل الاحتقان الطائفي الذي يهيمن على الأجواء في مصر منذ أسابيع، بسبب موقف الكنيسة من قضية احتجاز كاميليا شحاتة، زوجة كاهن دير مواس منذ شهرين ورفضها إطلاق سراحها.
وحملت المنشورات التحريضية- التي حصلت "المصريون" على نسخة منها- عنوان: "هيا نعيد عصر الاستشهاد"، وجاء فيها: "علينا أن نقدم نماذج للبطولة وللصبر وللثبات علي الإيمان ولمحبة المسيح والارتباط بالإيمان به وعدم التفريط في العقيدة وعدم التزعزع، والكنيسة بهذا تريد أن تضع أمام أنظار شعبها بطولة وقداسة هؤلاء الشهداء حتى تكون باستمرار أمثال هذه الأعياد حافزًا لنا أن نكون نحن أيضا ثابتين على إيماننا إذا تعرضت حياتنا لنوع من الضيق أو الألم أو الاضطهاد حتى إذا فترنا في لحظة من اللحظات أو ضعفنا وضعف إيماننا وخارت قوانا نعود فنتشجع و نتقوى فنثبت"، وهي أحد المقولات الشهيرة للأنبا جريجوريوس أسقف البحث العلمي الشهير.
من جانب آخر، بدأت الكنيسة حملة لتبييض وجه الأنبا بيشوي علي قناتها "أغابي" من خلال برنامج "نبض الكنيسة" الذي يشرف عليه الأنبا أرميا السكرتير الشخصي للبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية.
ففي الوقت الذي شن فيه القمص بطرس بطرس، وكيل الأنبا بيشوي هجوما على المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا، ردًا على تصريحاته التي طالب فيها بمحاكمة سكرتير المجمع المقدس في أعقاب تصريحاته التي اعتبرها مثيرة للفتنة الطائفية بشأن الأقباط في مصر، حرص في المقابل على إظهار حسن نية "الرجل الثاني" بالكنيسة وعدم سعيه للإساءة للمسلمين ورفضه المقارنة بين التصريحين.
وتلقي البرنامج مكالمات من أساقفة المجمع المقدس المشاركين في مؤتمر العقيدة الأخير، والذي تضمن الكتاب الرسمي به المحاضرة التي تسببت في الأزمة الحالية لما تضمنته من تساؤلات واستنتاجات مسيئة للقرآن ومشككة في عصمته، شدد خلالها المتحدثون وهم: الأنبا موسي وبنيامين وروفائيل على الصفات الطيبة التي يتمتع بها بيشوي والمراكز التي يشغلها في الكنيسة والدور الهام الذي يلعبه داخل مصر وخارجها، متهمين وسائل الإعلام بتضخيم آرائه.
غير أن تصريحات الأنبا بيشوي، المعروف بمواقفه المتشددة داخل الكنيسة قللت من فرصه كما رجحت مصادر قبطية من خلافته البابا شنودة في المقعد البابوي، بعد كشفه عن تطرفه الشديد في مواقفه تجاه المسلمين، خصوصًا وأنه لم يتراجع عن خطه الهجومي وصعد عبر التشكيك في القرآن الكريم الكتاب المقدس للمسلمين، رغم أنه كان قد أدلى في تصريحات قبلها قال فيها إن المسلمون "ضيوف" على مصر. إسرائيل تحتفي بـ "انتصارها" على مصر بوكالة الطاقة.. ليبرمان يعتبره "انتصار الأخلاق" ضد النفاق وبيريز يشكر" أصدقاء إسرائيل"
قابلت الحكومة الإسرائيلية تصويت الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة بالرفض على اقتراح مصري عربي يدعو إلى انضمام إسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار النووي، وإخضاع مفاعلاتها النووي لرقابة المفتشين الدوليين، باعتباره "انتصارًا دبلوماسيًا لها".
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، تصويت الوكالة بأغلبية ضئيلة ضد دعوة إسرائيل للانضمام للمعاهدة بأنه "انتصار" لتل أبيب على ما دعاه بـ "التطرف والنفاق"، قائلا في تصريحات صحيفة "معاريف" العبرية إن الحديث يدور عن انتصار هام لما أسماه بـ "الموقف الأخلاقي".
وأوضح ليبرمان أن وزارته شهدت الأيام الأخيرة جهودا جبارة ومكثفة لمنع الوكالة الدولية للطاقة من إصدار قرار بتوقيع إسرائيل على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي ، كاشفا عن قيامه بإجراء اتصالات ومحادثات مع عدد من وزراء الخارجية والمسئولين الأجانب لمنع اتخاذ القرار.
وخلال اجتماع الجمعية العمومية لوكالة الطاقة الجمعة، أيدت 46 دولة القرار الذي رفضته 51 دولة وامتنعت عن التصويت عليه 23 دولة في اجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تضم 151 دولة.
وكانت حرب كلامية اندلعت بين مندوبي مصر وإسرائيل اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الأخيرة بفيينا، حيث هاجم المندوب الإسرائيلي شاؤول حوريب مصر لمطالبتها إسرائيل بالتوقيع على حظر انتشار السلاح النووي في الوقت الذي ترفض فيه الالتزام بنفس المبدأ فيما يتعلق بإفريقيا وإخلائها من السلاح الذري، وهو ما عقبت عليه البعثة المصرية بوصف تصريحاته بأنها تعبر عن "وقاحة إسرائيلية".
وقادت الولايات المتحدة الدول الأعضاء للتصويت ضد القرار غير الملزم، بزعم أنه قد يعطل جهودًا أوسع نطاقًا لحظر مثل هذه الأسلحة في الشرق الأوسط، كما أنه يبعث برسالة سلبية إلى عملية السلام الفلسطينية "الإسرائيلية" التي استؤنفت مؤخرًا.
وقال جلين ديفيز المبعوث الأمريكي بالوكالة الدولية : "الفائز هنا هو عملية السلام.. الفائز هو فرصة التحرك قدما بمنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط"
بدوره، قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أنه كانت هناك محاولة لاتخاذ إجراء معاد لإسرائيل- في إشارة إلى مساعي مصر وعدد من الدول العربية لإصدار قرار من الوكالة بتفتيش مفاعلات إسرائيل الذرية- "لكن بفضل أصدقائنا تم إجهاض هذه المحاولة"، موجها شكره لهؤلاء "الأصدقاء".
وفي إشارة إلى مشروع القرار العربي، اعتبر بيريز أن "هذه محاولة أخرى لاستغلال الحلبة الدولية واتخاذ قرار معاد لتل أبيب لا أساس له لكن إسرائيل والاتحاد الأوروبي ودول صديقة أخرى قاموا بإجهاض هذه المحاولة ولهذا نتوجه بالشكر لهم"، مؤكدا أنه خلال فترة تواجده الحالية بالولايات المتحدة قام بعقد لقاءات مع عدد من القادة لإحباط مشروع القرار المقدم من الدول العربية. كاميليا ووفاء وعقلية التنظيمات السرية
محمود سلطان | 26-09-2010 02:27
ما تعرضت له كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين وماري عبدالله وغيرهن، لا يمكن أن يصدر إلا من "عصابة" لاخبرة لها إلا العمل السري والتنظيمات المسلحة واختطاف "المخالفين" والتعاطي مع الرأي العام على طريقة اعلام "تنظيم القاعدة".
يعتقد الناس أن تنظيم الجماعة الأمة القبطية المتطرف، قد انتهى بعد اعتقال قياداته وتصفيتهم داخل السجن في ظروف غامضة عام 1954.. هذا غير صحيح لأن الانقلاب الدموي الذي قاده التنظيم حين اقتحم بالأسلحة مقر البابوي في شارع كلوت بك، واختطافه البطريرك يوساب الثاني، وحمله على الاستقالة تحت أسنة الأسلحة.. هذا الانقلاب قد نجخ فعلا وهو الذي رسم سياسات الكنيسة المصرية خلال الخمسين عاما الماضية.
المهم أن البعض يعتقد أن هذا التنظيم القبطي الدموي والمتطرف، قد تم تشكيله خارج الكنيسة.. وهذا ايضا غير صجيج ولقد اعترف المحامي ابراهيم فهمي الذي يصفه الأقباط بأنه مؤسس التنظيم، بأن البابا يوساب نفسه كان يدعم التنظيم بأموال ضخمة قبل أن يكون هو أول ضحاياه.
الانقلاب اطاح بـ"يوساب الثاني" وجاء بـ"كيرلس".. والأخير هو الذى أخفى اعضاء التنظيم الهاربين من الملاحقات الأمنية بعد انقلاب "كلوت بك" داخل الأديرة وأواهم وأسند إليهم بعض المهام الدينية الرسمية وقلدهم مناصب كهنوتية، حتى نجحوا ـ فيما بعد ـ في تنظيم انقلاب عنيف على القيادة الأرثوذكسية المعتدلة المتمثلة في الأنبا متى المسكين، لتستولي من بعده على مقاليد إدارة الكنيسة والهيمنة على العقل الجمعي القبطي و"تثويره" طائفيا.
كتاب ومثقفون أقباط أكدوا ـ في مؤلفات لهم ـ أن أجندة هذا التنظيم الدموي، خرجت منذ سبعينيات القرن الماضي "العشرين" من الأدراج السرية إلى العلن بعد أن تولى نشطاؤه الحركيون رسميا مهمة إدارة الشأن القبطي الروحي والسياسي.
ولخصوا أجندته في أن مصر بلد مسيحي دستوره الإنجيل وأن موتهم في سبيل المسيح هو أسمى أمانيهم.. وصنعوا علما وشعارا لدولتهم "المسيحية الافتراضية" عبارة عن صليب مغروس في الإنجيل وشعار "غدا سنلتقي"! فيما حددوا مطالبهم المرحلية والتكتيكية ريثما يكتب لهم التمكين وطرد المصريين المسلمين من مصر، وهي الغاء المادة الثانية من الدستور وان يتولى قبطي منصب نائب الرئيس والمطالبة باللغة الفبطية لغة رسمية للبلاد!
ما حدث لوفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة وغيرهن.. ومراقبة اداء الكنيسة وما يصدر من كبار قادتها الدينيين في الفترة الأخيرة.. يؤكد أن تنظيم الجماعة القبطية المتطرف.. لم ينتهي وإنما لا يزال حيا يرزق ويجري تسمينه وتزغيطه داخل الأديرة تمهيدا لـ"يوم التحرير" وربنا يستر. حالة الذهول التي أصابت الرأي العام المصري من توالي التصريحات المتطرفة والطائفية لقيادات كنسية رفيعة ، وهو ذهول شمل شخصيات ليبرالية أو يسارية أو رسمية ، تؤكد على أن كثيرين في مصر كانوا في غيبوبة حقيقية عن تبصر تنامي موجات التطرف داخل الكنيسة المصرية في السنوات الأخيرة ، وكانت السطحية الشديدة التي يتعامل بها قطاع كبير من المثقفين مع تنامي هذا التيار تمثل دعما سلبيا له ، وتغطية على استفحاله وتهديده لاستقرار الوطن ، وفي الوقت ذاته كان ذلك الصمت إهانة متزايدة للشعور الإسلامي الذي يرى أنه يهان في وطنه وفي بلده ، وفي دولة يتزين دستورها بأنها "دولة دينها الإسلام والشريعة الإسلامية هي المصدر الأساس للتشريع" فيها ، بينما الواقع يشهد الإهانات المتتالية والاستباحة لمقدسات المسلمين في الوقت الذي تحظى فيه الكنيسة بحماية استثنائية سواء في الإعلام أو الحياة الثقافية أو حتى سيادة الدولة على المؤسسات الدينية ، وقد بح صوتنا من التحذير من ظاهرة استعراض العضلات الطائفية من قبل الكنيسة ورجالها في الشارع ودور العبادة بالتظاهر والسباب والتهييج ، وأن السكوت على هذه الظاهرة ، سواء من البابا نفسه أو من الدولة أو المثقفين أو الإعلام ، هو دعوة للطرف الآخر لاستعراض طائفي مقابل ، لأن الشارع ليس ملكا لطرف دون الآخر ، ويكون الأمر أكثر خطورة عندما تستفز الغالبية الساحقة من أبناء الوطن في أعز ما يقدسون ، ثم كان الأخطر أن تقدم الدولة سلسلة متوالية من التنازلات لهذا الابتزاز الطائفي ، وصلت إلى إلقاء القبض خارج إطار القانون على مواطنين أشهروا إسلامهم وتسليمهم للكنيسة حيث يتم عزلهم وسجنهم داخل الأديرة سنوات طويلة من غير أن يعلم أحد عن مصيرهم شيئا ، وكانت واقعة "وفاء قسطنطين" هي الفاجعة التي لفتت الانتباه أكثر من غيرها لهذا الابتزاز الخطير للدولة أمام التمدد الطائفي للكنيسة في ما يمثل صميم سيادة الدولة وقانونها ورعايتها وحمايتها لمواطنيها ، أيضا حذرنا من صمت المثقفين والمؤسسات الحقوقية والإعلام الرسمي والخاص خوفا من "جرح مشاعر الكهنة" وأحيانا خوفا من جرح مشاعر المال الطائفي المتغلغل في مؤسسات صحفية وإعلامية خاصة ، وأن هذا الصمت هو تواطؤ فعلي مع هذا الابتزاز ، وهو رسالة شديدة السلبية للطرف الآخر ، بأن ينزل إلى الشارع هو الآخر ويبسط مطالبه ، والمثير للدهشة أن الإعلام والمثقفين لم يبدأوا التعليق أو الانتباه إلا عندما بدأ الطرف الآخر يتحرك ، أما عندما كان التمدد الطائفي الكنسي يتعاظم ، كانوا في غيبوبة أو تجاهل عمدي ، وكان لافتا في المظاهرات الإسلامية الأخيرة بروز الشعارات المنددة بالإعلام وعدم حياديته مع الأزمات الأخيرة ، وكنا نحذر مرارا وتكرارا من خطورة عمليات التحرش بالإسلام ومقدساته ورموزه من شخصيات داخل مصر وخارجها محسوبة على الكنيسة ، وأن القيادة الكنسية ترفض إدانة هؤلاء رغم فحش كلامهم وجرأته على نبي الإسلام والقرآن الكريم ، وكنا على يقين من أن هذه "البذاءات الطائفية" لا يمكن أن تنتشر بهذه الصورة إلا بناء على ضوء أخضر من الداخل ، وصمت موحي بالموافقة ، ثم ها هي الأحداث الجديدة تكشف عن أن هذا التحرش يملك مرجعيته داخل بعض قيادات الكنيسة ، فالرجل الثاني للكنيسة يردد نفس مقولات قساوسة التطرف ومهيجي أقباط المهجر ضد الإسلام والقرآن والاتهامات الزائفة ، وإن حاول التراجع عنها تحت وطأة اتساع دائرة الغضب ، كما ردد نفس الأساطير التي تتفشى بين أقباط المهجر عن العرب الغزاة والمسلمين الضيوف والنصارى أهل مصر ، بما يؤكد أن خطاب المتطرفين من أقباط المهجر كان مصدره هنا ، الآن كشف الغطاء عن هذا الخطر الذي يهدد نسيجنا الاجتماعي ، وظهرت التقرحات وخرج "الصديد" الطائفي عاريا ، وهو ما مثل صدمة للرأي العام وحرك مخاوف المثقفين على الوطن ووحدته ، وحرك مخاوف الأزهر نفسه الذي شعر علماؤه بالإهانة من ابتزاز صمتهم تجاه التطاول الطائفي بالطعن حتى في القرآن الكريم ، كما أني على ثقة من أنه أحرج مؤسسات رسمية عديدة ، وهذا كله مؤشر صحي ـ كما قدمنا ـ شريطة أن نبحث عن علاج جاد ، ينطلق من التصدي للغلو الطائفي أيا كان مصدره ، وبسط سيادة الدولة على كافة المؤسسات الدينية ، مسيحية أو مسلمة ، وبسط سيادة القانون على الجميع ، ومنع التعرض لاختيارات المواطنين الدينية ، ومنع أي مؤسسة دينية من احتجاز مواطنين تحت أي ذريعة ، ومحاسبة أي مسؤول يصدر قرارا بتسليم مواطنين للكنيسة أو غيرها من الجهات التي لم يخولها القانون ذلك ، ومنع التعرض لأي مواطن على خلفية توجهه الديني إلا من خلال القضاء والنيابة العامة ، وإلزام الكنيسة بإطلاق سراح أي مواطن أو مواطنة تحتجزهم ، مع التعهد بمنع التعرض لهم أو منع حركتهم أو تقييد حريتهم بأي قيد ، وإلزام الكنيسة ـ كمؤسسة ـ بالامتناع عن التدخل في شؤون الأحزاب والنقابات أو الانتخابات العامة النيابية أو الرئاسية ، بوصفها مؤسسة روحية دينية لا شأن لها بذلك ، كل هذه أوضاع كانت خاطئة وتراكمت بفعل انسحاب الدولة ، وتصرف "البعض" معها بمنطق الصفقات السياسية ، وما لم يتم تصحيح تلك الأوضاع فإن الفتنة ستظل مهددة لوحدة الوطن .
قال المفكر الإسلامي الكبير وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور محمد عمارة أن التطرف الذي تشهده الكنيسة الأرثوذكسية في مصر الآن هو انحراف "مؤسسي" وليس خطأ عارضا أو فرديا للأنبا بيشوي أو غيره ، وبصراحته المعهودة حمل عمارة البابا شنودة مسؤولية تنامي تلك النزعات المتطرفة داخل الكنيسة ، مشيرا إلى أنه كتب كلاما مطابقا لكلام الأنبا بيشوي في كتاب منشور له ، كما صرح به في مجلات وصحف عديدة مثل مجلة الهلال وصحيفة الأسبوع حاول فيها أن يلوي نصوص القرآن لكي يظهرها مؤيدة للعقيدة المسيحية ، وتساءل عمارة في حديثه إلى برنامج "الحصاد" بقناة الجزيرة الفضائية بثته مساء أمس السبت : لماذا لم تكن فى مصر فتنة طائفية قبل تولى البابا شنودة رئاسة الكنيسة , ولماذا لا يثير المسيحيون الكاثوليك أو الإنجيليون أو غيرهم من الطوائف المسيحية الأخرى الفتنة مثلما تفعل الكنيسة الأرثوذكسية ، مؤكدا أن الموقف الحاسم وليس المتردد من الدولة هو الذي يمكنه وقف هذه الفتن والتحرشات التي يقوم بها بعض رجال الكنيسة .
وطالب عمارة بعودة الكنيسة الأرثوذكسية إلى سابق عهدها بالعناية بالرسالة الروحية والإبتعاد عن السياسة , والتوقف عن الإستقواء بالغرب , كما حذر الكنيسة مما أسماه بجر مصر إلى فتنة تهددها وتمزقها على غرار ما يحدث فى العراق ولبنان , وقال عمارة منفعلا إن الكنيسة أصبحت دولة فوق الدولة لدرجة أن البابا تحدى الدولة وتحدى القانون ورفض تنفيذ أحكام القضاء وأدلى بتصريحات لو صدرت من شيخ الأزهر أو أى قاضى لقامت الدنيا ولم تقعد , وتطرق إلى الإجتماع الذى عقده مجمع البحوث الإسلامية الدكتور برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والذى يعد عمارة أحد أعضائه يوم السبت لمناقشة تصريحات بيشوى بخصوص القرآن الكريم , وأكد أن غالبية أعضاء مجمع البحوث حريصون على الوحدة الوطنية ولكنهم فى نفس الوقت يحذرون من المساس بالعقيدة الإسلامية وأكدوا أنها خط أحمر لا يجوز لأحد الإقتراب منه .
وكانت التصريحات المتطرفة من الرجل الثاني في الكنيسة قد أثارت غضبا واسعا بين علماء الأزهر وقيادته ، أدت إلى الدعوة إلى اجتماع عاجل عقد صباح أمس ناقش تصريحات الأنبا بيشوي المتطاولة على القرآن الكريم ، وصدر على إثر الاجتماع الذي امتد لثلاث ساعات بيان انتقد بشدة تلك التصريحات ، واعتبر البيان أن مثل هذه التصريحات مماثلة للتصريحات العدوانية التي تتحرش بالإسلام والمسلمين في بعض البلدان الأوربية وغيرها وحذر من أنها تضر بشدة بالوحدة الوطنية ، مشيرا إلى أن مصر دولة إسلامية بنص دستورها الذي يمثل العقد الاجتماعي للشعب والدولة وأن احترام هوية مصر المسلمة هو من بديهيات التزام الأقليات التي تعيش في داخلها ، وأضاف البيان ما نصه :
اجتمع مجمع البحوث الإسلامية فى جلسة طارئة السبت 16 من شوال 1431ﻫ الموافق 25 من سبتمبر 2010 م وأصدر البيان التالى:
"لقد صُدم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بما نُشر أخيراً منسوباً إلى أحد كبار رجال الكنيسة الأرثوذكسية بمصر من طعن على القرآن الكريم وتزييف على علماء المسلمين، الأمر الذى أثار غضب جماهير المسلمين فى مصر، وخارجها واستنكار عقلاء المسيحيين فى مصر على وجه الخصوص، والمجمع إذ يؤكد على أن هذه التصرفات غير المسئولة إنما تهدد فى المقام الأول الوحدة الوطنية فى وقت نحن فى أشد الحاجة فيه لصيانتها ودعمها، فإنه ينبه إلى أن هذه التجاوزات إنما تخدم الأهداف العدائية المعلنة عالمياً على الإسلام والمسلمين وثقافتهم وحضارتهم، مما يوجب على أصحاب هذه التجاوزات أن يرتقوا إلى مستوى المسئولية الوطنية، وأن يراجعوا أنفسهم وأن يثوبوا إلى رشدهم".
هذا وإن رفض مجمع البحوث الإسلامية هذه التصرفات غير المسئولة إنما ينبع أولاً من حرصه على أمن الوطن بمسلميه ومسيحييه وحماية الوحدة الوطنية ومواجهة الفتن التى يمكن أن تثيرها هذه التصرفات التى تهدد أمن الوطن واستقراره".
ويؤكد المجمع على حقيقة أن مصر دولة إسلامية بنص دستورها الذى يمثل العقد الاجتماعى بين أهلها، ومن هنا فإن حقوق المواطنة التى علمنا إياها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فى عهده لنصارى نجران والذى قرر فيه أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين – هذه الحقوق مشروطة باحترام الهوية الإسلامية وحقوق المواطنة التى نص عليها الدستور.
وإذا كان عقلاء العالم قد استنكروا فى استهجان شديد إساءة بعض الغربيين للقرآن الكريم، فإن عقلاء مصر بمفكريها ومثقفيها من المسلمين والمسيحيين مطالبون بالتصدى لأية محاولة تسىء إلى الأديان السماوية الثلاثة ورموزها ومقدساتها، كما أنهم مطالبون باليقظة وبتفويت الفرصة على المتربصين بأمن مصر واستقرارها وسلامتها، وبأن يعتبروا العقائد الدينية للمصريين جميعاً خطاً أحمر لا يجوز المساس به من قريب أو بعيد". في إعلان "مدفوع الأجر" بـ "الأهرام".. المستشار لبيب حليم نائب رئيس مجلس الدولة: بيشوي "أحد القلائل الذين يجود بهم الزمان" وكلامه "يعيد إلى النفوس ذكريات الآباء الأولين"
يبدو أن تصريحات الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، التي اعتبر فيها أن الأقباط هم "أصل البلد"، وأن المسلمين "ضيوف عليهم" وتهديده بـ "الاستشهاد" في مواجهة الدعوات بإخضاع الأديرة لرقابة الدولة أسوة بالمساجد صادفت هوى لدى الأقباط، حتى بين النخبة منهم .
ففي أعقاب تصريحاته التي أثارت جدلاً واسعًا وأتبعها بتصريحات أكثر إثارة عبر الزعم بتحريف آيات القرآن الكريم التي "تكفر" المسيحيين خلال مؤتمر تثبيت العقيدة بالفيوم، نشر المستشار لبيب حليم، نائب رئيس مجلس الدولة، تهنئة مدفوعة الأجر للأنبا بيشوي، بمناسبة مرور 38 عامًا على سيامته، اعتبر فيها كلامه "يعيد إلى النفوس ذكريات الآباء الأولين"، واعتبره "أحد القلائل الذين يجود بهم الزمان"، على حد وصفه.
الإعلان المنشور على الصفحة التاسعة بجريدة "الأهرام في باب "الاجتماعيات" في العدد 45216 الصادر الخميس 23/9/2010 جاء في نصه: "المستشار لبيب حليم لبيب نائب رئيس مجلس الدولة يهنئ من أعماق قلبه أباه الروحي المملوء بالروح القدس، المدافع عن الإيمان والمقاتل لأجل الحق، الذي يعيد إلى النفوس ذكريات الآباء الأولين والأحبار القديسين أحد القلائل الذين يجود الزمان بهم الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ وسكرتير المجمع المقدس بعيد سيامته الـ 38 طالبًا من السيد المسيح أن يديم رئاسته سنين طويلة وأن يجعل عهده عهد سلام وبنيان وليعطنا بصلواته أياما كلها سعادة وخير بركة".
ويعتبر المستشار لبيب حليم من أشد المقربين من الأنبا بيشوي، وهي العلاقة التي تحولت من الهجوم عليه في كتاباته وآرائه إلى الدفاع عنه، وتوطدت إلى حد أنه سعى إلى الصلح بين سكرتير المجمع المقدس وبعض الصحفيين، بل لتوسط لعقد صلح بينه ومجموعة العلمانيين بزعامة رأسهم كمال زاخر.
وهو عضو نشط داخل الكنيسة، وقد تبنى مجموعة من مشاريع القوانين الخاصة بالكنيسة، ومنها مشروع لائحة جديدة لانتخاب بطريرك الأرثوذكس، لتحل محل اللائحة الحالية والمعمول بها منذ عام ١٩٥٧، كان قد صرح بأنه يعتزم رفعها إلى مكتب الشئون القانونية التابع للرئيس حسني مبارك.
وبرر ذلك في تصريحات نشرت عام 2007 بأنه "من العار على الكنيسة الأرثوذكسية معلمة الدنيا كلها أن يكون لها في هذا العصر لائحة مخالفة للقوانين الكنيسة نصًا وروحًا"، وطالب بضرورة الإسراع بإقرار تلك اللائحة في حياة البابا شنودة، لأنه في حالة خلو الكرسي البابوي لن يجوز تعديل اللائحة الحالية، لذا فلابد من الإسراع بإصدار لائحة جديدة في عهد البابا الحالي.
وطالب في مشروع لائحته بأن يحترم كل أسقف ارتباطه بأبرشيته وعدم السماح له بالترشح لنصب البطريرك، بما فيها منصب الأسقف العام، وأن يزيد سن المرشح على ٥٠ عامًا وأن تزيد مدة الرهبنة التي يجب أن يقضيها المرشح في الدير إلى ٢٥ عامًا ولا يعتد بأي مدة يقضيها خارج الدير، وعلى ضرورة مشاركة كل قبطي تخطي ١٨ سنة من عمرة في الانتخابات الكنسية.
كما قدم مشروع قانون للمحاكمة الكنسية (لائحة الجزاءات التأديبية للإكليروس)، لتكون متمشية مع "مبادئ التأديب المتضمنة فى الكتب المقدسة وقوانين الرسل والدسقولية وأحكام المجامع المسكونية وأقوال الآباء"، ينص على أنه في حال صدور قرار جزاء من البابا البطريرك فإن الطعن عليه يكون أمام المجمع المقدس، فإذا صدر قرار سواء من مجلس الإيبارشية أو المجمع المقدس برفض طلب إلغاء قرار الجزاء فإن من حق المتظلم اللجوء إلى محكمة القضاء الإداري، وتكون الأحكام الصادرة فيها قابلة للطعن أمام المحكمة الإدارية العليا. حذروا من أنها "تؤجج نار الفتنة".. "الإخوان" يطالبون "عقلاء المسيحيين" إلى التبرؤ من بيشوي وتصريحاته ويدعون الحكومة لممارسة صلاحياتها
طالبت جماعة "الإخوان المسلمين"، الكنيسة المصرية بالرد على تصريحات الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، واستنكار وتكذيب تصريحاته فى مؤتمر "تثبيت العقيدة" بالفيوم الأربعاء الماضي بشأن مزاعمه عن "تحريف" القرآن الكريم، في أعقاب وصفه المسلمين الذين يمثلون الغالبية العظمى من الشعب المصري بأنهم ضيوف على المسيحيين في مصر، وإعلانه أن القساوسة على استعداد للاستشهاد، لمواجهة إخضاع الأديرة لرقابة الدولة أسوة بالمساجد.
ودعت الجماعة في بيان أصدرته السبت حمل توقيع الدكتور محمد بديع المرشد العام لـ "الإخوان المسلمين"، "العقلاء من إخواننا المسيحيين في مصر إلى الضرب على أيدي هؤلاء المسيحيين المتعصِّبين حتى لا يمزقوا النسيج الاجتماعي لمصر، ولا يحرقوا الجسور المتواصلة بين المصريين".
وحذرت من أن التصريحات المتزامنة مع بعض المتطرفين في الغرب عن عزمهم إحراق القرآن الكريم؛ "قد تؤجِّج نار فتنة لا نرجوها لمصرنا التي يتربَّص بها أعداؤها من الصهاينة وأعوانهم، وتؤثِّر في أمن واستقرار الوطن الذي يعاني أبناؤه المسلمون والمسيحيون من كثير من المشكلات، ولذلك فإننا نُحذر من مثل هذه المهاترات والتصريحات المتخبطة"، على حد قولها.
وكانت تصريحات الأنبا بيشوي فجرت غضبًا واسعًا بين المسلمين في مصر وفاقمت من حدة الاحتقان الطائفي بالبلاد في وقت تتصاعد فيه الاحتجاجات على اختفاء كاميليا شحاتة المحتجزة داخل الكنيسة الأرثوذكسية منذ شهرين، بعد القبض عليها إثر توجهها إلى الأزهر لتوثيق إسلامها.
وطالب "الإخوان" في بيانهم من الكنيسة ضرورة "استنكارها هذا الكلام، وتخطِّئه، وأنه لا يمثلها، وأن تحاسب صاحب هذه الافتراءات" ودعت "العقلاء من إخواننا المسيحيين في مصر أن يأخذوا على أيدي هؤلاء المتعصبين؛ حتى لا يمزِّقوا النسيج الاجتماعي لمصر الذي دام عبر القرون، ولا يحرقوا الجسور المتواصلة بين المصريين".
ودعت الجماعة في الوقت ذاته الحكومة المصرية إلى "ممارسة صلاحياتها الدستورية والقانونية، بالعدل والحق والحكمة"، وناشدت علماء المسلمين ومؤسسة الأزهر الشريف "دحض أباطيل هذا القسيس".
كما دعت المسلمين عامة إلى "عدم الاستدراج والتذرُّع بالصبر؛ حتى نفوِّت على أرباب الفتنة النافخين في نيرانها أغراضهم الشريرة، ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ (الأنبياء: 18). وختم البيان قائلا: حفظ الله مصر وكل أبنائها من كل سوء وجنَّبها الفتن. تم توزيعها خلال مؤتمر تثبيت العقيدة الذي عقد مؤخرا بالفيوم .. منشورات تحريضية تدعو الأقباط إلى "الاستشهاد" تأييدا لتصريحات الأنبا بيشوي
بمواكبة الأجواء الطائفية التي خيمت على مؤتمر "تثبيت العقيدة" الذي اختتم بالفيوم يوم الخميس الماضي، في أعقاب تصريحات الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس التي شكك فيها بعصمة القرآن زاعمًا أنه تعرض للتحريف، وأن كبار المفسرين أيدوا صلب المسيح بحسب ادعاءاته، كشف مشاركون في المؤتمر عن منشورات تم توزيعها على الحاضرين في اليوم الأخير من المؤتمر تحض الأقباط على "الاستشهاد" استجابة لكلمات الأنبا بيشوي في حواره /الأزمة ، وهو ما يدعم منحاه الطائفي بهذا الخصوص خاصة بعد أن أدلى بتصريحات صحفية اعتبر فيها أن الأقباط "أصل البلد" وأن المسلمين" ضيوف عليهم"، وقال إنه على استعداد للاستشهاد إذا ما قررت الدولة إخضاع الأديرة لإشرافها أسوة بالمساجد.
وشهد اليوم الختامي للمؤتمر توزيع حوالي 5 آلاف نسخة من تلك المنشورات التحريضية على كافة الحضور من قيادات الكنيسة والأقباط الذي قدموا للمؤتمر من مختلف محافظات مصر، وحتى يقوم هؤلاء بدورهم بتوزيعها على الكنائس وغيرهم من رجال الكنيسة، في تطور ينذر بمزيد من التوتر في ظل الاحتقان الطائفي الذي يهيمن على الأجواء في مصر منذ أسابيع، بسبب موقف الكنيسة من قضية احتجاز كاميليا شحاتة، زوجة كاهن دير مواس منذ شهرين ورفضها إطلاق سراحها.
وحملت المنشورات التحريضية- التي حصلت "المصريون" على نسخة منها- عنوان: "هيا نعيد عصر الاستشهاد"، وجاء فيها: "علينا أن نقدم نماذج للبطولة وللصبر وللثبات علي الإيمان ولمحبة المسيح والارتباط بالإيمان به وعدم التفريط في العقيدة وعدم التزعزع، والكنيسة بهذا تريد أن تضع أمام أنظار شعبها بطولة وقداسة هؤلاء الشهداء حتى تكون باستمرار أمثال هذه الأعياد حافزًا لنا أن نكون نحن أيضا ثابتين على إيماننا إذا تعرضت حياتنا لنوع من الضيق أو الألم أو الاضطهاد حتى إذا فترنا في لحظة من اللحظات أو ضعفنا وضعف إيماننا وخارت قوانا نعود فنتشجع و نتقوى فنثبت"، وهي أحد المقولات الشهيرة للأنبا جريجوريوس أسقف البحث العلمي الشهير.
من جانب آخر، بدأت الكنيسة حملة لتبييض وجه الأنبا بيشوي علي قناتها "أغابي" من خلال برنامج "نبض الكنيسة" الذي يشرف عليه الأنبا أرميا السكرتير الشخصي للبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية.
ففي الوقت الذي شن فيه القمص بطرس بطرس، وكيل الأنبا بيشوي هجوما على المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا، ردًا على تصريحاته التي طالب فيها بمحاكمة سكرتير المجمع المقدس في أعقاب تصريحاته التي اعتبرها مثيرة للفتنة الطائفية بشأن الأقباط في مصر، حرص في المقابل على إظهار حسن نية "الرجل الثاني" بالكنيسة وعدم سعيه للإساءة للمسلمين ورفضه المقارنة بين التصريحين.
وتلقي البرنامج مكالمات من أساقفة المجمع المقدس المشاركين في مؤتمر العقيدة الأخير، والذي تضمن الكتاب الرسمي به المحاضرة التي تسببت في الأزمة الحالية لما تضمنته من تساؤلات واستنتاجات مسيئة للقرآن ومشككة في عصمته، شدد خلالها المتحدثون وهم: الأنبا موسي وبنيامين وروفائيل على الصفات الطيبة التي يتمتع بها بيشوي والمراكز التي يشغلها في الكنيسة والدور الهام الذي يلعبه داخل مصر وخارجها، متهمين وسائل الإعلام بتضخيم آرائه.
غير أن تصريحات الأنبا بيشوي، المعروف بمواقفه المتشددة داخل الكنيسة قللت من فرصه كما رجحت مصادر قبطية من خلافته البابا شنودة في المقعد البابوي، بعد كشفه عن تطرفه الشديد في مواقفه تجاه المسلمين، خصوصًا وأنه لم يتراجع عن خطه الهجومي وصعد عبر التشكيك في القرآن الكريم الكتاب المقدس للمسلمين، رغم أنه كان قد أدلى في تصريحات قبلها قال فيها إن المسلمون "ضيوف" على مصر. إسرائيل تحتفي بـ "انتصارها" على مصر بوكالة الطاقة.. ليبرمان يعتبره "انتصار الأخلاق" ضد النفاق وبيريز يشكر" أصدقاء إسرائيل"
قابلت الحكومة الإسرائيلية تصويت الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة بالرفض على اقتراح مصري عربي يدعو إلى انضمام إسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار النووي، وإخضاع مفاعلاتها النووي لرقابة المفتشين الدوليين، باعتباره "انتصارًا دبلوماسيًا لها".
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، تصويت الوكالة بأغلبية ضئيلة ضد دعوة إسرائيل للانضمام للمعاهدة بأنه "انتصار" لتل أبيب على ما دعاه بـ "التطرف والنفاق"، قائلا في تصريحات صحيفة "معاريف" العبرية إن الحديث يدور عن انتصار هام لما أسماه بـ "الموقف الأخلاقي".
وأوضح ليبرمان أن وزارته شهدت الأيام الأخيرة جهودا جبارة ومكثفة لمنع الوكالة الدولية للطاقة من إصدار قرار بتوقيع إسرائيل على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي ، كاشفا عن قيامه بإجراء اتصالات ومحادثات مع عدد من وزراء الخارجية والمسئولين الأجانب لمنع اتخاذ القرار.
وخلال اجتماع الجمعية العمومية لوكالة الطاقة الجمعة، أيدت 46 دولة القرار الذي رفضته 51 دولة وامتنعت عن التصويت عليه 23 دولة في اجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تضم 151 دولة.
وكانت حرب كلامية اندلعت بين مندوبي مصر وإسرائيل اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الأخيرة بفيينا، حيث هاجم المندوب الإسرائيلي شاؤول حوريب مصر لمطالبتها إسرائيل بالتوقيع على حظر انتشار السلاح النووي في الوقت الذي ترفض فيه الالتزام بنفس المبدأ فيما يتعلق بإفريقيا وإخلائها من السلاح الذري، وهو ما عقبت عليه البعثة المصرية بوصف تصريحاته بأنها تعبر عن "وقاحة إسرائيلية".
وقادت الولايات المتحدة الدول الأعضاء للتصويت ضد القرار غير الملزم، بزعم أنه قد يعطل جهودًا أوسع نطاقًا لحظر مثل هذه الأسلحة في الشرق الأوسط، كما أنه يبعث برسالة سلبية إلى عملية السلام الفلسطينية "الإسرائيلية" التي استؤنفت مؤخرًا.
وقال جلين ديفيز المبعوث الأمريكي بالوكالة الدولية : "الفائز هنا هو عملية السلام.. الفائز هو فرصة التحرك قدما بمنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط"
بدوره، قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أنه كانت هناك محاولة لاتخاذ إجراء معاد لإسرائيل- في إشارة إلى مساعي مصر وعدد من الدول العربية لإصدار قرار من الوكالة بتفتيش مفاعلات إسرائيل الذرية- "لكن بفضل أصدقائنا تم إجهاض هذه المحاولة"، موجها شكره لهؤلاء "الأصدقاء".
وفي إشارة إلى مشروع القرار العربي، اعتبر بيريز أن "هذه محاولة أخرى لاستغلال الحلبة الدولية واتخاذ قرار معاد لتل أبيب لا أساس له لكن إسرائيل والاتحاد الأوروبي ودول صديقة أخرى قاموا بإجهاض هذه المحاولة ولهذا نتوجه بالشكر لهم"، مؤكدا أنه خلال فترة تواجده الحالية بالولايات المتحدة قام بعقد لقاءات مع عدد من القادة لإحباط مشروع القرار المقدم من الدول العربية. كاميليا ووفاء وعقلية التنظيمات السرية
محمود سلطان | 26-09-2010 02:27
ما تعرضت له كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين وماري عبدالله وغيرهن، لا يمكن أن يصدر إلا من "عصابة" لاخبرة لها إلا العمل السري والتنظيمات المسلحة واختطاف "المخالفين" والتعاطي مع الرأي العام على طريقة اعلام "تنظيم القاعدة".
يعتقد الناس أن تنظيم الجماعة الأمة القبطية المتطرف، قد انتهى بعد اعتقال قياداته وتصفيتهم داخل السجن في ظروف غامضة عام 1954.. هذا غير صحيح لأن الانقلاب الدموي الذي قاده التنظيم حين اقتحم بالأسلحة مقر البابوي في شارع كلوت بك، واختطافه البطريرك يوساب الثاني، وحمله على الاستقالة تحت أسنة الأسلحة.. هذا الانقلاب قد نجخ فعلا وهو الذي رسم سياسات الكنيسة المصرية خلال الخمسين عاما الماضية.
المهم أن البعض يعتقد أن هذا التنظيم القبطي الدموي والمتطرف، قد تم تشكيله خارج الكنيسة.. وهذا ايضا غير صجيج ولقد اعترف المحامي ابراهيم فهمي الذي يصفه الأقباط بأنه مؤسس التنظيم، بأن البابا يوساب نفسه كان يدعم التنظيم بأموال ضخمة قبل أن يكون هو أول ضحاياه.
الانقلاب اطاح بـ"يوساب الثاني" وجاء بـ"كيرلس".. والأخير هو الذى أخفى اعضاء التنظيم الهاربين من الملاحقات الأمنية بعد انقلاب "كلوت بك" داخل الأديرة وأواهم وأسند إليهم بعض المهام الدينية الرسمية وقلدهم مناصب كهنوتية، حتى نجحوا ـ فيما بعد ـ في تنظيم انقلاب عنيف على القيادة الأرثوذكسية المعتدلة المتمثلة في الأنبا متى المسكين، لتستولي من بعده على مقاليد إدارة الكنيسة والهيمنة على العقل الجمعي القبطي و"تثويره" طائفيا.
كتاب ومثقفون أقباط أكدوا ـ في مؤلفات لهم ـ أن أجندة هذا التنظيم الدموي، خرجت منذ سبعينيات القرن الماضي "العشرين" من الأدراج السرية إلى العلن بعد أن تولى نشطاؤه الحركيون رسميا مهمة إدارة الشأن القبطي الروحي والسياسي.
ولخصوا أجندته في أن مصر بلد مسيحي دستوره الإنجيل وأن موتهم في سبيل المسيح هو أسمى أمانيهم.. وصنعوا علما وشعارا لدولتهم "المسيحية الافتراضية" عبارة عن صليب مغروس في الإنجيل وشعار "غدا سنلتقي"! فيما حددوا مطالبهم المرحلية والتكتيكية ريثما يكتب لهم التمكين وطرد المصريين المسلمين من مصر، وهي الغاء المادة الثانية من الدستور وان يتولى قبطي منصب نائب الرئيس والمطالبة باللغة الفبطية لغة رسمية للبلاد!
ما حدث لوفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة وغيرهن.. ومراقبة اداء الكنيسة وما يصدر من كبار قادتها الدينيين في الفترة الأخيرة.. يؤكد أن تنظيم الجماعة القبطية المتطرف.. لم ينتهي وإنما لا يزال حيا يرزق ويجري تسمينه وتزغيطه داخل الأديرة تمهيدا لـ"يوم التحرير" وربنا يستر. حالة الذهول التي أصابت الرأي العام المصري من توالي التصريحات المتطرفة والطائفية لقيادات كنسية رفيعة ، وهو ذهول شمل شخصيات ليبرالية أو يسارية أو رسمية ، تؤكد على أن كثيرين في مصر كانوا في غيبوبة حقيقية عن تبصر تنامي موجات التطرف داخل الكنيسة المصرية في السنوات الأخيرة ، وكانت السطحية الشديدة التي يتعامل بها قطاع كبير من المثقفين مع تنامي هذا التيار تمثل دعما سلبيا له ، وتغطية على استفحاله وتهديده لاستقرار الوطن ، وفي الوقت ذاته كان ذلك الصمت إهانة متزايدة للشعور الإسلامي الذي يرى أنه يهان في وطنه وفي بلده ، وفي دولة يتزين دستورها بأنها "دولة دينها الإسلام والشريعة الإسلامية هي المصدر الأساس للتشريع" فيها ، بينما الواقع يشهد الإهانات المتتالية والاستباحة لمقدسات المسلمين في الوقت الذي تحظى فيه الكنيسة بحماية استثنائية سواء في الإعلام أو الحياة الثقافية أو حتى سيادة الدولة على المؤسسات الدينية ، وقد بح صوتنا من التحذير من ظاهرة استعراض العضلات الطائفية من قبل الكنيسة ورجالها في الشارع ودور العبادة بالتظاهر والسباب والتهييج ، وأن السكوت على هذه الظاهرة ، سواء من البابا نفسه أو من الدولة أو المثقفين أو الإعلام ، هو دعوة للطرف الآخر لاستعراض طائفي مقابل ، لأن الشارع ليس ملكا لطرف دون الآخر ، ويكون الأمر أكثر خطورة عندما تستفز الغالبية الساحقة من أبناء الوطن في أعز ما يقدسون ، ثم كان الأخطر أن تقدم الدولة سلسلة متوالية من التنازلات لهذا الابتزاز الطائفي ، وصلت إلى إلقاء القبض خارج إطار القانون على مواطنين أشهروا إسلامهم وتسليمهم للكنيسة حيث يتم عزلهم وسجنهم داخل الأديرة سنوات طويلة من غير أن يعلم أحد عن مصيرهم شيئا ، وكانت واقعة "وفاء قسطنطين" هي الفاجعة التي لفتت الانتباه أكثر من غيرها لهذا الابتزاز الخطير للدولة أمام التمدد الطائفي للكنيسة في ما يمثل صميم سيادة الدولة وقانونها ورعايتها وحمايتها لمواطنيها ، أيضا حذرنا من صمت المثقفين والمؤسسات الحقوقية والإعلام الرسمي والخاص خوفا من "جرح مشاعر الكهنة" وأحيانا خوفا من جرح مشاعر المال الطائفي المتغلغل في مؤسسات صحفية وإعلامية خاصة ، وأن هذا الصمت هو تواطؤ فعلي مع هذا الابتزاز ، وهو رسالة شديدة السلبية للطرف الآخر ، بأن ينزل إلى الشارع هو الآخر ويبسط مطالبه ، والمثير للدهشة أن الإعلام والمثقفين لم يبدأوا التعليق أو الانتباه إلا عندما بدأ الطرف الآخر يتحرك ، أما عندما كان التمدد الطائفي الكنسي يتعاظم ، كانوا في غيبوبة أو تجاهل عمدي ، وكان لافتا في المظاهرات الإسلامية الأخيرة بروز الشعارات المنددة بالإعلام وعدم حياديته مع الأزمات الأخيرة ، وكنا نحذر مرارا وتكرارا من خطورة عمليات التحرش بالإسلام ومقدساته ورموزه من شخصيات داخل مصر وخارجها محسوبة على الكنيسة ، وأن القيادة الكنسية ترفض إدانة هؤلاء رغم فحش كلامهم وجرأته على نبي الإسلام والقرآن الكريم ، وكنا على يقين من أن هذه "البذاءات الطائفية" لا يمكن أن تنتشر بهذه الصورة إلا بناء على ضوء أخضر من الداخل ، وصمت موحي بالموافقة ، ثم ها هي الأحداث الجديدة تكشف عن أن هذا التحرش يملك مرجعيته داخل بعض قيادات الكنيسة ، فالرجل الثاني للكنيسة يردد نفس مقولات قساوسة التطرف ومهيجي أقباط المهجر ضد الإسلام والقرآن والاتهامات الزائفة ، وإن حاول التراجع عنها تحت وطأة اتساع دائرة الغضب ، كما ردد نفس الأساطير التي تتفشى بين أقباط المهجر عن العرب الغزاة والمسلمين الضيوف والنصارى أهل مصر ، بما يؤكد أن خطاب المتطرفين من أقباط المهجر كان مصدره هنا ، الآن كشف الغطاء عن هذا الخطر الذي يهدد نسيجنا الاجتماعي ، وظهرت التقرحات وخرج "الصديد" الطائفي عاريا ، وهو ما مثل صدمة للرأي العام وحرك مخاوف المثقفين على الوطن ووحدته ، وحرك مخاوف الأزهر نفسه الذي شعر علماؤه بالإهانة من ابتزاز صمتهم تجاه التطاول الطائفي بالطعن حتى في القرآن الكريم ، كما أني على ثقة من أنه أحرج مؤسسات رسمية عديدة ، وهذا كله مؤشر صحي ـ كما قدمنا ـ شريطة أن نبحث عن علاج جاد ، ينطلق من التصدي للغلو الطائفي أيا كان مصدره ، وبسط سيادة الدولة على كافة المؤسسات الدينية ، مسيحية أو مسلمة ، وبسط سيادة القانون على الجميع ، ومنع التعرض لاختيارات المواطنين الدينية ، ومنع أي مؤسسة دينية من احتجاز مواطنين تحت أي ذريعة ، ومحاسبة أي مسؤول يصدر قرارا بتسليم مواطنين للكنيسة أو غيرها من الجهات التي لم يخولها القانون ذلك ، ومنع التعرض لأي مواطن على خلفية توجهه الديني إلا من خلال القضاء والنيابة العامة ، وإلزام الكنيسة بإطلاق سراح أي مواطن أو مواطنة تحتجزهم ، مع التعهد بمنع التعرض لهم أو منع حركتهم أو تقييد حريتهم بأي قيد ، وإلزام الكنيسة ـ كمؤسسة ـ بالامتناع عن التدخل في شؤون الأحزاب والنقابات أو الانتخابات العامة النيابية أو الرئاسية ، بوصفها مؤسسة روحية دينية لا شأن لها بذلك ، كل هذه أوضاع كانت خاطئة وتراكمت بفعل انسحاب الدولة ، وتصرف "البعض" معها بمنطق الصفقات السياسية ، وما لم يتم تصحيح تلك الأوضاع فإن الفتنة ستظل مهددة لوحدة الوطن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق