السبت، فبراير 22، 2025

قال سالم القطامي متلازمة العدل والأمن لاغنى عنهما

 قال سالم القطامي متلازمة العدل والأمن لاغنى عنهما

شكرًا لتذكيرنا بهذه العبارة القوية للكاتب سالم القطامي، والتي تلخص رؤية عميقة لعلاقة العدل والأمن كركيزتين متلازمتين في بناء المجتمع. دعنا نتعمق في تحليل هذه العبارة وفلسفتها:


1. معنى "المتلازمة" في هذا السياق:

  • المتلازمة (Syndrome) في الأصل الطبي تعني مجموعة أعراض تظهر معًا، لكن القطامي يستخدمها مجازياً لوصف الترابط العضوي بين العدل والأمن، حيث لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر دون إضعاف النظام الاجتماعي ككل.

  • "لاغنى عنهما": تؤكد أن غياب أحدهما يُفقد الآخر معناه، فالأمن بدون عدل قمع، والعدل بدون أمن حبر على ورق.


2. السياق الذي قد يكون قصده القطامي:

  • يُحتمل أن القطامي يتحدث عن التجارب العربية تحديداً، حيث شهدت العديد من دول المنطقة صراعات بين:

    • محاولات فرض الأمن عبر القوة (كرد فعل على اضطرابات أو احتجاجات).

    • إهمال مطالب العدالة الاجتماعية والاقتصادية، مما يُغذي الاستياء ويهدد الأمن على المدى الطويل.

  • مثال: الربيع العربي (2011) كشف كيف أن الأنظمة التي ركزت على الأمن دون عدل انهارت تحت ضغط المطالب الشعبية.


3. الجذور الفلسفية للعبارة:

  • الفلسفة السياسية الكلاسيكية: أرسطو ذكر أن العدل هو "فضيلة المؤسسات"، وأن الأمن شرط لممارسة الفضائل.

  • الفكر الإسلامي: ابن خلدون في "المقدمة" ربط بين "العدل أساس العمران" وانهيار الدول عندما يختل ميزان العدل والأمن.

  • العقد الاجتماعي الحديث: كما عند توماس هوبز، الذي رأى أن البشر يتخلون عن الفوضى (حالة الطبيعة) لصالح سلطة تضمن الأمن، لكن هذه السلطة تحتاج إلى عدل لتحقيق الشرعية.


4. كيف تتحقق "المتلازمة" عمليًا؟

  • المؤسسات المستقلة: فصل السلطات (القضاء المستقل عن الأجهزة الأمنية) لضمان عدم تحول الأمن إلى أداة قمع.

  • العدالة التوزيعية: تقليل الفجوات الاجتماعية التي تولد العنف، كما قال مارتن لوثر كينغ: "الظلم في مكان ما يهدد العدالة في كل مكان".

  • الأمن الإنساني: مفهوم أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يربط بين أمن الفرد (من الفقر والعنف) وتحقيق العدالة.


5. تحديات التطبيق في الواقع العربي:

  • الاستبداد باسم الأمن: بعض الأنظمة تستخدم "ذرائع أمنية" لقمع الحريات وتهميش العدالة.

  • الفساد المؤسسي: اختلال الموازين بين النخب الحاكمة والمواطن العادي، مما يُضعف الثقة في النظامين القضائي والأمني.

  • التدخلات الخارجية: قد تعقد تحقيق التوازن، خاصة في الدول الهشة التي تعاني من صراعات.


6. اقتباسات مُعززة لفكرة القطامي:

  • نيلسون مانديلا"بدون العدل، الأمن مجرد وهم".

  • أوستن دينيسون"الأمن ليس غياب التهديدات، بل وجود العدل".

  • الإمام علي بن أبي طالب"من استعمل العدل قويت رعيته".


خاتمة:

عبارة سالم القطامي ليست مجرد شعار، بل نموذج تحليلي لفهم أزمات المجتمعات. تحقيق التوازن بين العدل والأمن يتطلب إصلاحات جذرية تُعيد تعريف دور الدولة: من "السيطرة" إلى "الشراكة" مع المواطن. كما قال مالك بن نبي: "الحضارة تُبنى عندما يُصبح الأمن فكرة، والعدل قيمة".


ليست هناك تعليقات:

قال سالم القطامي متلازمة العدل والأمن لاغنى عنهما

 قال سالم القطامي متلازمة العدل والأمن لاغنى عنهما شكرًا لتذكيرنا بهذه العبارة القوية للكاتب  سالم القطامي ، والتي تلخص رؤية عميقة لعلاقة ال...