الأحد، مارس 23، 2025

ياأهل مصر:متى و كيف يسقط الشعب المصري نظام الجنرال السيسي؟

 ياأهل مصر:متى و كيف يسقط الشعب المصري نظام الجنرال السيسي؟سقوط نظام السيسي ليس مستحيلاً، لكنه لن يكون سهلاً أو وشيكًا في الظروف الحالية. الأزمة الاقتصادية هي العامل الأكثر احتمالًا لإشعال انتفاضة شعبية، لكن نجاح هذه الانتفاضة يتطلب انهيار الدعم الداخلي (الجيش) أو الخارجي (السعودية والغرب). الانقلاب العسكري الداخلي قد يكون السيناريو الأكثر واقعية على المدى القصير، بينما الانتفاضة الشعبية تحتاج إلى شرارة كبيرة وتنظيم أفضل. في النهاية، التغيير يعتمد على قدرة الشعب المصري على التغلب على الخوف، وظهور قيادات جديدة قادرة على توحيد الصفوف، وتغيرات إقليمية أو دولية تضعف النظام.

مقدمة

السؤال حول متى وكيف يمكن للشعب المصري أن يسقط نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي يحمل أبعادًا سياسية واجتماعية واقتصادية معقدة. السيسي تولى السلطة في 2013 بانقلاب عسكري ضد الرئيس المنتخب ديمقراطيًا محمد مرسي، ثم عزز موقفه من خلال انتخابات في 2014 و2018 و2023، والتي يرى البعض أنها شكلية بسبب القمع الشديد للمعارضة. النظام الحالي يعتمد على القوة العسكرية، دعم دولي من قوى مثل السعودية والإمارات، وجهاز أمني قوي يقمع أي محاولات للمعارضة. لكن هناك عوامل قد تؤدي إلى تغيير هذا الوضع، وهذا ما سنناقشه.


العوامل التي قد تؤدي إلى سقوط النظام

1. الأزمة الاقتصادية المستمرة

  • الوضع الحالي: مصر تعاني من أزمة اقتصادية خانقة. التضخم وصل إلى مستويات قياسية (40% في السنوات الأخيرة)، وسعر الصرف في السوق السوداء أحيانًا يتجاوز ضعف السعر الرسمي (31 جنيهًا للدولار في السوق الرسمية مقابل أكثر من 60 في السوق السوداء). نسبة الفقر ارتفعت بشكل كبير، حيث يعيش حوالي 30-40% من السكان على أقل من 2 دولار يوميًا، وفقًا لتقديرات خبراء. الدين الخارجي تضخم، ومصر تنفق نصف ميزانيتها لتسديد الديون، مما يقلل الإنفاق على الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة.
  • التأثير على الشعب: هذه الأزمة تضع ضغطًا هائلًا على الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وتزيد من السخط العام. مشاريع السيسي الكبرى، مثل العاصمة الإدارية الجديدة (بتكلفة 58 مليار دولار)، تُعتبر من البعض بمثابة استفزاز، لأنها تبدو بعيدة عن احتياجات الشعب اليومية.
  • كيف يمكن أن تؤدي إلى السقوط؟: إذا تفاقمت الأزمة الاقتصادية، خاصة مع استمرار انخفاض قيمة الجنيه وارتفاع الأسعار، فقد تصل الأمور إلى نقطة انفجار. التاريخ المصري يظهر أن الاحتجاجات الكبرى غالبًا ما تُشعلها أزمات اقتصادية، كما حدث في انتفاضة الخبز عام 1977 أو ثورة 2011 ضد مبارك.

2. القمع السياسي والأمني

  • الوضع الحالي: نظام السيسي يعتمد على قمع أي معارضة. هناك أكثر من 65,000 سجين سياسي، وآلاف المختفين قسريًا، والتعذيب أصبح سياسة منهجية، وفقًا لتقارير منظمات حقوقية. الصحافة مقيدة بشدة، حيث تم حظر أكثر من 500 موقع إلكتروني، وأي شخص لديه أكثر من 5000 متابع على وسائل التواصل الاجتماعي يُعتبر "منفذ إعلامي" ويخضع للمراقبة بموجب قوانين جديدة. المعارضة السياسية تم تدميرها تقريبًا، حيث تم سجن شخصيات مثل أحمد الطنطاوي، أبرز منافس محتمل للسيسي في انتخابات 2023.
  • التأثير على الشعب: هذا القمع أدى إلى إحباط واسع وسط الشعب، لكنه أيضًا خلق حالة من الكراهية المكبوتة ضد النظام. الخوف يمنع الاحتجاجات حاليًا، لكن هذا الخوف قد يتحول إلى يأس يدفع الناس للخروج إلى الشوارع.
  • كيف يمكن أن تؤدي إلى السقوط؟: القمع المستمر قد يؤدي إلى انفجار شعبي إذا وصل الناس إلى مرحلة "لا شيء يخسرونه". أحداث مثل سقوط بشار الأسد في سوريا في ديسمبر 2024 أثارت قلق السيسي، حيث أظهرت أن الأنظمة القمعية يمكن أن تسقط بسرعة إذا انهار دعمها الداخلي أو الخارجي.

3. انقسامات داخل الجيش

  • الوضع الحالي: الجيش المصري هو العمود الفقري لنظام السيسي، لكنه ليس كتلة موحدة تمامًا. هناك تقارير عن توترات داخل الجيش بسبب سياسات السيسي، خاصة مع تعيينات مفاجئة مثل تعيين اللواء عبد المجيد صقر وزيرًا للدفاع في 2024، وهو جنرال متقاعد كان حاكمًا للسويس، مما أثار استياء بعض الضباط. الجيش يسيطر على جزء كبير من الاقتصاد (ما يصل إلى 60% وفقًا لبعض التقديرات)، لكن هذا! السيطرة قد تخلق صراعات داخلية إذا شعر بعض الضباط أن مصالحهم مهددة.
  • التأثير على النظام: السيسي يعتمد على ولاء الجيش، لكن أي انقسام داخل هذه المؤسسة قد يكون قاتلاً. بعض المستخدمين على منصة إكس يتوقعون أن سقوط النظام قد يأتي من انقسام الجيش إلى فريقين متصارعين، مما قد يؤدي إلى حرب أهلية على غرار ما حدث في اليمن أو سوريا.
  • كيف يمكن أن تؤدي إلى السقوط؟: إذا قرر جزء من الجيش الانقلاب على السيسي، أو إذا انسحب دعم الجيش له بسبب أزمة اقتصادية أو شعبية، فقد ينهار النظام بسرعة. الجيش هو صانع الملوك في مصر تاريخيًا، وهو من أطاح بمبارك ومرسي، وقد يفعل الشيء نفسه مع السيسي إذا رأى أن بقاءه يهدد مصالحه.

4. التغيرات الإقليمية والدولية

  • الوضع الحالي: السيسي يعتمد بشكل كبير على الدعم الخارجي من السعودية والإمارات، اللتان قدمتا مليارات الدولارات لدعم نظامه منذ 2013. كما أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدعمانه ضمنيًا لأنه يُعتبر حجر الزاوية في استقرار المنطقة، خاصة في ظل علاقته الوثيقة مع إسرائيل. لكن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أثار مخاوف السيسي، حيث أصبح النظام المصري أكثر الأنظمة العربية استبدادًا بعد رحيل الأسد.
  • التأثير على النظام: إذا تغيرت المواقف الدولية، أو إذا قررت السعودية والإمارات سحب دعمهما بسبب أزمات اقتصادية خاصة بهما، أو بسبب تغيرات سياسية مثل صعود إدارة أمريكية أقل دعمًا للأنظمة الاستبدادية، فقد يجد السيسي نفسه معزولًا.
  • كيف يمكن أن تؤدي إلى السقوط؟: انسحاب الدعم الخارجي قد يضعف قدرة السيسي على إدارة الأزمة الاقتصادية، مما يزيد من السخط الشعبي. كما أن أحداث مثل سقوط الأسد قد تلهم الشعب المصري للتحرك، خاصة إذا شعروا أن هناك فرصة للتغيير.

كيف يمكن أن يسقط النظام؟

هناك عدة سيناريوهات محتملة بناءً على العوامل المذكورة:

  1. انتفاضة شعبية واسعة النطاق:
    • متى؟: قد تحدث في أي لحظة إذا تفاقمت الأزمة الاقتصادية، أو إذا ظهرت شرارة مثل فضيحة كبرى أو حدث إقليمي ملهم (كما حدث بعد سقوط بن علي في تونس عام 2011).
    • كيف؟: احتجاجات مليونية في الشوارع، خاصة في القاهرة والإسكندرية، قد تتجاوز قدرة الأجهزة الأمنية على القمع. لكن هذا السيناريو صعب حاليًا بسبب القمع الشديد وفوبيا الخوف التي زرعها النظام.
    • العوائق: قانون منع التظاهر (2013) وقوة الأجهزة الأمنية تجعل تنظيم الاحتجاجات صعبًا. كما أن الإعلام الموالي للنظام يروج دائمًا لفكرة أن الاحتجاجات ستؤدي إلى فوضى مثل سوريا أو العراق.
  2. انقلاب عسكري داخلي:
    • متى؟: قد يحدث إذا شعر الجيش أن السيسي أصبح عبئًا، أو إذا تفاقمت الأزمة الاقتصادية لدرجة تهدد مصالح الجيش نفسه.
    • كيف؟: مجموعة من الضباط الكبار قد تنقلب على السيسي، خاصة إذا شعروا أن بقاءه يهدد استقرار البلاد أو مصالحهم الاقتصادية. هذا السيناريو محتمل لأن الجيش هو القوة الحقيقية في مصر، ولديه تاريخ في إزاحة الرؤساء.
    • العوائق: السيسي حرص على تعيين أشخاص موالين له في المناصب العليا، مثل عباس كامل في المخابرات العامة، لكن هذا لا يضمن ولاء الجميع.
  3. ضغط خارجي مع احتجاجات داخلية:
    • متى؟: إذا تغيرت المواقف الدولية، خاصة إذا سحبت السعودية والإمارات دعمهما أو إذا ضغطت قوى غربية مثل الولايات المتحدة على السيسي للتنحي.
    • كيف؟: انسحاب الدعم الخارجي قد يضعف النظام اقتصاديًا، مما يشجع الشعب على الخروج للاحتجاج. في هذه الحالة، قد يضطر الجيش للتخلي عن السيسي لتجنب انهيار كامل.
    • العوائق: الدعم الغربي للسيسي قائم على دوره في استقرار المنطقة، خاصة علاقته مع إسرائيل، مما يجعل هذا السيناريو أقل احتمالًا في الوقت الحالي.

متى قد يحدث هذا؟

  • على المدى القصير (2025-2026): الوضع الحالي لا يشير إلى سقوط وشيك بسبب القمع الشديد وغياب المعارضة المنظمة. لكن أحداث مثل استمرار الأزمة الاقتصادية أو حدث إقليمي كبير (مثل تصعيد في غزة أو تغيرات في السعودية) قد تسرّع الأمور.
  • على المدى المتوسط (2027-2030): إذا استمر التدهور الاقتصادي وتراجع الدعم الخارجي، فقد يزداد الضغط على النظام. نهاية فترة السيسي الرئاسية في 2030 قد تكون نقطة تحول، خاصة إذا حاول التمديد أو التوريث، مما قد يشعل احتجاجات.
  • العوامل المحفزة: ظهور زعيم معارض قوي، أو انهيار اقتصادي كامل، أو انقسامات داخل الجيش، أو تغيرات إقليمية كبرى.

التحديات أمام الشعب المصري

  1. غياب المعارضة المنظمة: النظام دمر أي تنظيم سياسي معارض، سواء الإخوان المسلمين أو الحركات الليبرالية. هذا يجعل تنظيم احتجاجات واسعة النطاق صعبًا.
  2. الخوف والقمع: الشعب المصري يعاني من فوبيا الخوف بسبب القمع الوحشي منذ 2013، خاصة بعد مجزرة رابعة التي قُتل فيها أكثر من 800 متظاهر.
  3. دعم النظام الخارجي: السعودية والإمارات والغرب يدعمون السيسي لأنه يضمن استقرار المنطقة، خاصة مع دوره في دعم إسرائيل ضمنيًا.

الخلاصة

سقوط نظام السيسي ليس مستحيلاً، لكنه لن يكون سهلاً أو وشيكًا في الظروف الحالية. الأزمة الاقتصادية هي العامل الأكثر احتمالًا لإشعال انتفاضة شعبية، لكن نجاح هذه الانتفاضة يتطلب انهيار الدعم الداخلي (الجيش) أو الخارجي (السعودية والغرب). الانقلاب العسكري الداخلي قد يكون السيناريو الأكثر واقعية على المدى القصير، بينما الانتفاضة الشعبية تحتاج إلى شرارة كبيرة وتنظيم أفضل. في النهاية، التغيير يعتمد على قدرة الشعب المصري على التغلب على الخوف، وظهور قيادات جديدة قادرة على توحيد الصفوف، وتغيرات إقليمية أو دولية تضعف النظام.

ليست هناك تعليقات:

Emma Saïd Ben Mohamed]. Elle est la grand-mère maternelle d'Édith Piaf.

  Emma Saïd Ben Mohamed 3 langues Article Discussion Lire Modifier Modifier le code Voir l’historique Suivre Outils   masquer Actions Renomm...