في غضون أيام قليلة، ستجتمع شركات التكنولوجيا العملاقة في معرض MWC25 في برشلونة، وهو أحد أكبر الأحداث في عالم التكنولوجيا.
كشف استطلاع جديد شمل أكثر من 10000 مستخدم للهاتف المحمول من 26 دولة كيف أن وجهات نظر المستهلكين المتغيرة واللوائح الجديدة والتأثير المتزايد للنفايات الإلكترونية تهز نموذج الأعمال التقليدي لصناعة الهاتف المحمول.
يُظهر الاستطلاع أن أكثر من 70% من المستهلكين العالميين على استعداد لدفع مبالغ إضافية مقابل الهواتف الصديقة للبيئة، مما يسلط الضوء على فرصة هائلة لصناعة الهاتف المحمول لتبني ممارسات أكثر استدامة.
ويبدو أن هذا ليس جيدًا للكوكب فحسب، بل إنه جيد للأعمال أيضًا، بحسب تقرير نشره موقع "phonearena" واطلعت عليه "العربية Business".
ويتضمن التقرير أيضًا مدخلات من 31 شركة اتصالات محمولة، مثل "T-Mobile" و"Verizon" و"AT&T"، حول العالم، مما يوضح عدد الشركات التي تتبنى بالفعل نماذج الأعمال الدائرية.
ويطبق نحو 90% من المشغلين بالفعل أحد أشكال النموذج الدائري، حيث يعتبر تجديد الأجهزة وإدارة النفايات الإلكترونية الأكثر شيوعًا، ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من المجال للنمو.
يعتقد حوالي 80% من المشغلين الذين لديهم برامج تجديد الأجهزة أن هناك الكثير من الإمكانات، مثل تقديم خطط التأجير أو الترقية التي يمكن أن تعزز الإيرادات، وتبني ولاء العملاء، وتضمن جودة المنتج.
ويتُوقع أن يصبح دمج النظام الدائري في المنتجات والعمليات التجارية أكثر أهمية ليس فقط كأجندة للاستدامة ولكن أيضًا لتعزيز القدرة التنافسية.
ومع تزايد احتمالات ندرة الموارد ومخاطر المناخ وانقطاعات سلسلة التوريد في عالم معقد ومترابط، فإن التحول إلى اقتصاد دائري من شأنه أن يحول هذه الثغرات إلى نقاط قوة.
تباطؤ مبيعات الهواتف المحمولة
في السنوات الأخيرة، تباطأت مبيعات الهواتف المحمولة، حيث ظل المستهلكون يحتفظون بأجهزتهم لمدة تزيد عن عام واحد مقارنة بما كانوا عليه قبل عقد من الزمان.
ويتجه المزيد والمزيد من الناس إلى السوق المتنامية للهواتف المستعملة والمجددة.
يقول 85% من الأشخاص حول العالم الآن إن الاستدامة تلعب دورًا كبيرًا في قرارات شراء هواتفهم، حتى أكثر من عوامل مثل التصميم (73%) أو ميزات الذكاء الاصطناعي (67%).
في فرنسا، على سبيل المثال، تم تجديد واحد من كل ستة هواتف تم بيعها العام الماضي. في الهند، قال أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع إنهم سيفكرون في شراء هاتف مجدد لعملية الشراء التالية.
وعلى مستوى العالم، اعترف ثلثا المستهلكين بأن أجهزتهم الحالية أو السابقة كانت بحاجة إلى إصلاحات.
سوق ضخم يصل حجمه لـ 150 مليار دولار
من المتوقع أن يتجاوز سوق الهواتف المجددة وخدمات الإصلاح 150 مليار دولار بحلول عام 2027، مما يفتح مصادر دخل جديدة للمصنعين ومقدمي خدمات الاتصالات.
إن بناء أجهزة أكثر متانة وصديقة للإصلاح لا يعزز ولاء العملاء فحسب، بل يحسن أيضًا سمعة العلامة التجارية، خاصة بين المستهلكين والمستثمرين المهتمين بالبيئة.
في عام 2024، تم بيع أكثر من 1.2 مليار هاتف ذكي جديد، مما أدى إلى ضخ أكثر من 60 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون أثناء عملية التصنيع.
وقد سلطت الأمم المتحدة الضوء على أن النفايات الإلكترونية التي تكلف العالم 78 مليار دولار سنويًا من الأضرار البيئية والصحية.
ومع ذلك، فإن إصلاح الأجهزة وتجديدها يمكن أن يقلل بشكل كبير من النفايات الإلكترونية، مما يقلل الانبعاثات بنسبة تصل إلى 90٪ مقارنة بصنع هواتف جديدة تمامًا.
وتتخذ بعض العلامات التجارية للهواتف الذكية خطوات نحو النموذج الدائري بالفعل.
ويعد هاتف Fairphone 5 من "Fairphone" وهاتف HMD Skyline من "HMD" من الأمثلة الرائعة للشركات التي تفكر على المدى الطويل.
كما تعمل أسماء كبيرة مثل "سامسونغ" و"أبل" على جعل سلاسل التوريد الخاصة بها أكثر صداقة للبيئة وتحسين التصميم البيئي لمنتجاتها.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت الحكومات في طرح قواعد جديدة لتعزيز الاقتصاد الدائري.
في الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، ستدخل لوائح جديدة بشأن التصميم البيئي، مع التركيز على الإصلاح والمتانة وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير، حيز التنفيذ في وقت لاحق من هذا العام، مما يجبر الشركات المصنعة على إعادة التفكير في عمليات إنتاج هواتفها.
يبدأ كل شيء باستخراج المواد الخام مثل النحاس والذهب والكوبالت والليثيوم والعناصر الأرضية النادرة، والتي تعتبر المكونات الرئيسية لصنع تلك الأجزاء الصغيرة داخل هاتفك.
بمجرد جمعها، يحولها المصنعون إلى المكونات الضرورية، والتي يتم تجميعها بعد ذلك في الجهاز الذي نعرفه جميعًا.
بعد ذلك، تشق الهواتف طريقها عبر تجار التجزئة والجملة ومشغلي الهاتف المحمول، لتصل إليك في النهاية.
عندما تنتهي حياة هاتفك، يمكن تجديده أو إعادة تدويره أو التخلص منه.
تساعد شركات التجديد وإعادة التدوير في بث حياة جديدة في الهواتف القديمة أو استعادة تلك المواد الثمينة.
تشمل رحلة الهاتف المحمول شبكة كاملة من الصناعات، من التعدين إلى النقل، وتجارة التجزئة إلى إدارة النفايات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق