كشفت صحيفة "واشنطن بوست" تفاصيل جديدة تتعلق بالمحادثات التي جرت بين مراقب الحركة الجوية في مطار ريغان وطاقم الطائرة التابعة لشركة "أميركان أيرلاينز" والتي تحطمت بعد اصطدامها بمروحية عسكرية في واشنطن مساء الأربعاء.
وقالت الصحيفة إنه قبل وقت قصير من الاصطدام طُلب من طياري الطائرة تغيير مسار هبوطهم من مدرج إلى آخر، بحسب تسجيلات صوتية للمحادثات بين مراقب الحركة الجوية والطيارين وشخص مطلع على الحادث.
ووفقا للمصدر المطلع والتسجيلات الصوتية فقد حصلت الطائرة المنكوبة في البداية على تصريح من برج مراقبة الحركة الجوية في مطار ريغان للهبوط على المدرج الرئيسي للمطار، المعروف باسم "المدرج 1".
لكن التسجيلات أظهرت أنه في اللحظات الأخيرة من الرحلة، طُلب من طيار الطائرة بدلا من ذلك تنفيذ هبوط دائري على مدرج آخر متقاطع، وهو "المدرج 33".
ووفقا للشخص المطلع على الحادث وشخصين آخرين على دراية بحركة الطيران في المطار، فإن هذا القرار يحدث بشكل روتيني عندما يتعلق الأمر بالطائرات المحلية، وربما تم اتخاذه للمساعدة في تقليل الازدحام على المدرج الرئيسي.
وسقطت الطائرتان في نهر بوتومك بعد اصطدامهما في الجو بالقرب من مطار ريغان الوطني في واشنطن.
وأكدت "أمريكان إيرلاينز" أن 60 شخصا وطاقما من أربعة أفراد كانوا على متن الطائرة، بينما كان هناك ثلاثة جنود على متن الهليكوبتر في مهمة تدريبية.
ومن المتوقع أن تكون هذه الواقعة هي الكارثة الجوية الأكثر دموية في الولايات المتحدة منذ نوفمبر 2001، عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة "أمريكان إيرلاينز" بعد إقلاعها من مطار جون إف كينيدي الدولي في نيويورك، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 260 شخصا وخمسة أشخاص على الأرض.
ومطار ريغان الوطني الذي يعد مطارا رئيسيا يقع على مسافة قريبة من وسط واشنطن والبيت الأبيض والبنتاغون. وتشهد سماء المنطقة تحركا كثيفا عادة للطائرات المدنية والعسكرية.
وعلى مدى العامين الماضيين، أثارت سلسلة من الحوادث التي كانت وشيكة وجرى تفاديها مخاوف بشأن سلامة الطيران في الولايات المتحدة وسلطت الضوء على الضغوط على عمليات مراقبة الحركة الجوية التي تعاني من نقص الموظفين.
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حادثة الاصطدام بأنها "مأساة حقيقية"، متعهدا بالعمل على عدم تكرارها مستقبلا.
وقال ترامب في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض: "لا نعرف ما الذي أدى إلى هذا الحادث، لكن لدينا بعض الآراء والأفكار القوية للغاية".
وأضاف قائلا: "سنعمل على معرفة أسباب الحادثة والتأكد من عدم تكرارها".
وأكد ترامب مصرع جميع ضحايا الحادثة، مشيرا إلى أن "العمل تحوّل الآن إلى مهمة لانتشال الجثث".
ولفت ترامب إلى أن المروحية العسكرية التي اصطدمت بالطائرة كان موقعها "سيئا بما يفوق التصور".
واتهم ترامب الرئيسين جو بايدن وباراك أوباما بخفض معايير السلامة الجوية من خلال التوظيف وفقا لمبدأ التنوّع.
ولم ترد أي تفاصيل بعد عن سبب الحادثة إذ قال مسؤولون في قطاع النقل إن الطائرة والمروحية كانتا في مسار طيران عادي في ليلة صافية مع رؤية جيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق