الاثنين، نوفمبر 11، 2024

#العداء_للإنسانية أشمل وأعم من #العداء_للشامية

 #العداء_للإنسانية أشمل وأعم من #العداء_للشامية

 السياسيين في القارة تجاهلوا استفزازات مشجعي الفريق  في شوارع أمستردام عشية هذه المباراة، حيث ردّدوا هتافات عنصرية، وكلمات نابية ضد العرب والمسلمين، بما في ذلك هتافات “الموت للعرب”، “لا توجد مدارس في غزة لأنه لم يبق أطفال في غزة”. كما أن المشجعين الإسرائيليين امتنعوا، خلال المباراة، عن الوقوف حدادًا على ضحايا الفيضانات في إسبانيا، وبعد خسارة فريقهم للمباراة، نزلوا إلى شوارع أمستردام هاتفين أيضًا ضد العرب والمسلمين، وقام بعضهم بتمزيق أعلام فلسطينية كانت موضوعة على نوافذ بعض الشقق.


مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في ساحة دام في أمستردام في 10 نوفمبر 2024.


#العداء_للإنسانية أشمل وأعم من #العداء_للشامية


باريس- “القدس العربي”: أعلنت النائبة البرلمانية الفرنسية عن حزب “فرنسا الأبية” اليساري، ماري ميسمور، أنها تتعرّض، منذ يوم السبت، لموجة مضايقات وإهانات وشتائم من يمينيين متطرفين على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تغريدة لها حول الصدامات التي حصلت في أمستردام، على هامش مباراة نادي العاصمة الهولندية ونادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي.


كتبت البرلمانية اليسارية الراديكالية الفرنسية: “أتعرّض لحملة قذرة من المضايقات والإهانات من شبكات اليمين المتطرف”.


وشدّدت على أن مكافحة العنف والتمييز والعنصرية هي القصة الكاملة لالتزامها السياسي، وأنها ستواصل النضال من أجلها.




جاء في التغريدة، التي تسبّبت في تعرّض النائبة البرلمانية للهجوم: “لم يتم مهاجمة هؤلاء الأشخاص لأنهم يهود، ولكن لأنهم كانوا عنصريين ودعموا الإبادة الجماعية”.


وكانت ماري ميسمور قد ردّت على تغريدة للسكرتير العام لـ “الحزب الشيوعي”، فابيان روسيل، قال فيها: “الليلة الماضية في أمستردام، تم طرد المشجعين وتهديدهم وضربهم في أحد شوارع مدينة أوروبية لأنهم يهود. الكراهية تتزايد بشكل لا يطاق. يجب القبض على الجناة ومعاقبتهم بأقصى هذه الفظاعة”.


وتعرّضت النائبة البرلمانية اليسارية الراديكالية لسيل من الانتقادات قادمة من طيف سياسي واسع. حيث اعتبر البرلماني الأوروبي عن حزب “الجمهوريون” اليميني المحافظ، فرانسوا غزافييه بيلامي، أنه “بسبب رسائل كهذه يتعرّض العديد من مواطنينا للتهديد لأنهم يهود. لقد حان الوقت لوقف هذا الجنون”.


فيما ذهب وزير الداخلية برونو روتايو إلى القول إنه سيتخذ إجراءات قانونية بسبب “تمجيد الجريمة”.


وكان زعماء ومسؤولون أوروبيون قد سارعوا، يوم الجمعة، إلى استنكار ما وصفوه بـ “أعمال معاداة السامية”، بعد المواجهات التي حصلت بين مشجعي نادي مكابي تل أبيب وجماهير هولندية متنوعة تجمع بين أنصار نادي أياكس أمستردام ومحتجين على إسرائيل، أدّت، بحسب الشرطة الهولندية، إلى اعتقال 62 شخصاً، وإصابة 5 أشخاص.


والحقيقة أن المسؤولين الأوروبيين والعديد من السياسيين في القارة تجاهلوا استفزازات مشجعي الفريق الإسرائيلي في شوارع أمستردام عشية هذه المباراة، حيث ردّدوا هتافات عنصرية، وكلمات نابية ضد العرب والمسلمين، بما في ذلك هتافات “الموت للعرب”، “لا توجد مدارس في غزة لأنه لم يبق أطفال في غزة”. كما أن المشجعين الإسرائيليين امتنعوا، خلال المباراة، عن الوقوف حدادًا على ضحايا الفيضانات في إسبانيا، وبعد خسارة فريقهم للمباراة، نزلوا إلى شوارع أمستردام هاتفين أيضًا ضد العرب والمسلمين، وقام بعضهم بتمزيق أعلام فلسطينية كانت موضوعة على نوافذ بعض الشقق.قالت الإذاعة العبرية صباح اليوم الإثنين، إن إسرائيل الرسمية لديها خيبة أمل من انقلاب أجواء الرأي العام في هولندا حيث إن الرواية السائدة في الساعات الأخيرة تبرز دور استفزازات واعتداءات مشجعّي فريق “مكابي تل أبيب” في الهجمات الواسعة عليهم في أمستردام قبل أيام.

وكانت تقارير إعلامية قد أشارت منذ أمس أن الرأي العام في هولندا يتداول موضوع سلوك الإسرائيليين وعلاقته بما حصل، بخلاف الرواية الإسرائيلية بأن الهجمات عليهم كانت مدبرّة سلفا ودوافعها كراهية اليهود واللاسامية.

في المقابل، تواصل جهات صحافية في إسرائيل تغرّد خارج السرب وبعيدا عن الرواية المعتمدة تتحدث عن التصرفات الفظّة لمشجعي “مكابي تل أبيب” ومنهم الصحافي غدعون ليفي الذي قال في جريدة “هآرتس”: “ما أوقحنا… نحن نقتل ونبطش ونطرد ثم نستعجب كراهية العالم لنا”. ومعه زميله المعلق السياسي في “يديعوت أحرونوت” شيمعون شيفر، الذي قدّم مقاربة مشابهة، محذرّا فيها من أن كل العالم أمستردام.

واليوم تؤّكد باحثة إسرائيلية مختصة في الشؤون الهولندية، أنه لا مبرّر للعنف، لكنها تتساءل مخاطبة الإسرائيليين: “ما الذي اعتقدتم أنه سيحدث حينما هتفتم منادين بالموت للعرب في أمستردام؟”.

البادئ أظلم؟

في مقال تنشره “يديعوت أحرونوت” تتوقّف الباحثة الإسرائيلية، الصحافية سابقا، ياردين سكوب،عند ذلك بالقول: “بالنسبة إلينا، لم يبدأ الأمر يوم الخميس؛ فمنذ الأربعاء، شاهدتُ مقاطع لمشجعي فريق مكابي الإسرائيليين وهم يتجّولون في أمستردام، ويرددون هتافات عنصرية بأعلى أصواتهم، ويتسلقون أيضاً على جدران منازل، ويقومون بتمزيق الأعلام الفلسطينية، فجمدتُ في مكاني من العار، وخفت. وكما هو الحال في كل مكان في العالم، وخصوصاً منذ أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فقد صارت الحياة المشتركة معقدة في أمستردام، وبصفتي مهاجرة يهودية تعيش في حي ذي أغلبية مسلمة، فأنا أحب جيراني، سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين، ولم أواجه أبداً مشكلة أو تمظهراً من تمظهرات اللاسامية، وحين أقضي وقتي في المدينة مع أصدقاء إسرائيليين، لا أشعر أبداً بالحاجة إلى إخفاء لغتي العبرية. ومع ذلك، ومنذ صعود حكومة اليمين المتطرف إلى الحكم في هولندا، ارتفعت التوترات العرقية، ولم أرغب في أن تأتي الكراهية إلى هنا من إسرائيل، يحملها مشجّعو كرة قدم”.

وتقول إنها استيقظت في صبيحة يوم الجمعة، على رسائل قلقة من أصدقاء وأفراد عائلتي في إسرائيل، إذ سألونها: “هل أنت بخير؟”، و”ما الذي يحدث في أمستردام؟”. وعن ذلك تضيف: “حين فتحت مواقع الأخبار ورأيت أن العناوين الرئيسية تشير إلى حدوث مذبحة معادية للسامية في المدينة الليلة الماضية، لم أُفاجأ، وطمأنتُ الجميع أنني بخير، وأرسلت إليهم مقاطع الفيديو من الليلة السابقة، يوم الأربعاء، والتي تُظهر مشجعي مكابي يتسّلقون المنازل في وسط أمستردام لتمزيق العلم الفلسطيني، ويصرخون: دعوا الجيش الإسرائيلي ينتصر، سننكح المسلمين، في المحطة المركزية، وفوجئ أصدقائي في إسرائيل، إذ لم يسمع أحد منهم عن ذلك؛ فقد قدّم الإعلام الإسرائيلي الوضع كما لو أن مغاربة أشراراً كانوا ينتظرون اليهود الأبرياء الخارجين من المباراة ليفاجئوهم ويهاجموهم بلا سبب. يؤسفني أن أقول هذا، لكن في ضوء الأحداث التي شهدتها المدينة في الأيام التي سبقت الخميس من جانب الإسرائيليين، لا يمكن تصنيف مساء الخميس على أنه مذبحة معادية للسامية ضد أبرياء، إنما كان ردة فعل من سكان المدينة تجاه زوار استفزوهم بلا داعٍ”.

وتؤكد سكوب أنها ضد العنف طبعاً، ولم يكن على سكان المدينة المسلمين مهاجمة مشجعي كرة القدم الإسرائيليين، لكن كان يجب أيضاً على المشجعين الإسرائيليين عدم تسلُق جدران المنازل في المدينة وترديد شعارات عنصرية مستورَدة من إسرائيل، أو تنظيم تظاهرة كبيرة في ساحة دام باستخدام الألعاب النارية ولافتات تشجع الجنود على قتل العرب في غزة، حيث يُقتل الكثير من المدنيين، وربما أقارب سكان أمستردام العرب.

وتوضح أن العرب والمسلمين في أمستردام يشكّلون نحو 12% من السكان، وجاء المشجعون الإسرائيليون إلى المدينة وهم يهتفون “الموت للعرب” ويتهكمون على مقتل الأطفال في غزة. وتتساءل: “تخيلوا لو أن مشجعي فريق أوروبي جاؤوا إلى تل أبيب أو القدس، وساروا في الشوارع يهتفون الموت لليهود، ويستهزئون بموت الأطفال في الهولوكوست. هل كان الإسرائيليون سيقبلون ذلك من دون ردة فعل؟ ألم تكن ستخرج مجموعات من الشباب لمهاجمة هؤلاء الناس؟”.

الشرطة الهولندية

طبقا لسكوب، فإن الأكثر خطورة من ذلك، هو سلوك الشرطة الهولندية التي يبدو أنها لم تتعامل مع عنف المشجعين الإسرائيليين يوم الأربعاء.

وتتساءل: “لماذا مُنح هؤلاء المشجعون الحصانة لترديد شعارات عنصرية في مدينة أجنبية وتخريب الأملاك الخاصة؟ هل هذا قانوني؟ ربما لو كانت الشرطة قد ردت بصورة مناسبة على تصرفات المشجعين الإسرائيليين لَمَا شهدنا لاحقا هجمات من السكان المغاربة الذين ربما شعروا بأن عليهم التصرف بأنفسهم بسبب غياب ردة فعل السلطات الهولندية”.

وترى أن هناك جانبا آخر يقلقها كيهودية تعيش في أوروبا، وهو تسليع مصطلح معاداة السامية. وعن ذلك تقول: “نعم، لا تزال معاداة السامية موجودة في العالم، وأنا أستطيع فهم سبب الرعب الذي تثيره رؤية شخص ملقى على الأرض في أمستردام يصرخ لست يهودياً بينما يتعرض للركل، وما يثيره ذلك من استجابات عاطفية من الذاكرة الجماعية اليهودية للهولوكوست والمذابح، لكن هذا ليس هولوكوست ولا مذبحة، إنها أعمال شغب شارك فيها طرفان: إسرائيليون يهود جاؤوا كضيوف من دولة أجنبية، خرقوا النظام ولم يحترموا السكان المحليين، وهاجموهم، وعرب محليون يشعرون بأن النظام يميز ضدهم منذ سنوات طويلة، وقد منحت الشرطة مَن استفزهم وهاجمهم حصانة تامة من عواقب القانون”.

من المسؤول؟

ترى الباحثة الإسرائيلية أيضا أن المسؤولين عن الوضع أيضاً هم السياسيون المحليون الذين لم ينطقوا بكلمة ضد سلوك مشاغبي إسرائيل، وفعلياً اتخذوا موقفاً ولم يدافعوا عن المواطنين الذين انتخبوهم والذين من المفترض أن يخدموهم. وتقول إنه كان من الواجب أن تكون هناك إدانة للعنف من الجانبين؛ الإسرائيليين والهولنديين العرب على حد سواء.

وتضيف” “أنا أيضاً، كمواطنة في أمستردام، شعرت بالقلق من عنف المشجعين الإسرائيليين والإخلال بالنظام في المدينة الذي لم تتم معالجته، فهذا فشل للسلطة المحلية. وإلى جانب ذلك كله، فأنا أخشى أن يؤدي استخدام وصف معاداة السامية بصورة متسرعة وعشوائية لوصف هذه الأحداث إلى تقليل صدقيّتنا كيهود عندما تحدث حوادث معادية للسامية تجاه يهود أبرياء من دون أي استفزاز من جانبنا”.

وبعد التحذير من الاستخدام السياسي لـ”اللاسامية” تخلص سكوب للقول: “أعتقد أنه في السنوات القادمة سنشهد المزيد من العنف من اليمين السياسي الصاعد ضد اليهود في الخارج. أعلم أن هذه الكلمات أصبحت جوفاء في إسرائيل، لكن لدينا مسؤولية وعلينا أن نتحملها، فسكان أمستردام لا يتجولون في المدينة باحثين عن يهود عشوائيين لمهاجمتهم. وحتى آلاف السياح الإسرائيليين الذين أسمعهم يتحدثون العبرية في وسط أمستردام طوال العام الحالي، يثبتون أن الإسرائيليين لا يشعرون بالخطر في أمستردام في الوضع العادي”.نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريراً أعدته ليز كرامبتون قالت فيه إن العرب الأمريكيين في مدينة ديربورن، ميشيغان، يشعرون بالرضا من خسارة مرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس كامالا هاريس في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024.

فقد تحوّلَ سكان ديربورن عن دعمهم للديمقراطيين، وصوّتوا لدونالد ترامب المرشح الجمهوري، وكان تصويتاً احتجاجياً ضد هاريس وجو بايدن. وحذّر زعماء العرب الأمريكيين في ديربورن هاريس، ولعدة أشهر، بأنها يجب أن تبعد نفسها عن سياسة بايدن الداعمة لإسرائيل وحربها ضد غزة، وإلا فإنها ستواجه ردة فعل من مجتمع مؤثر في ولاية متأرجحة مهمة.

بالنسبة لعدد كبير من العرب الأمريكيين الذين يشعرون بأنهم مستهدفون دائماً من نظام العدالة وإنفاذ القانون، فقد تعاطفوا مع مشاكل ترامب مع القانون

وقد تم تجاهل هذه المناشدات من النائبة وحملتها، وارتكبت هاريس، بدلاً من ذلك، الخطأ الفادح، وأهانت العرب الأمريكيين الغاضبين، والذين يشعرون بحزن من تزايد حصيلة القتلى في غزة، ورفضت استضافة فلسطيني أمريكي للحديث على المنصة الرئيسية في مؤتمر الحزب الديمقراطي، في آب/أغسطس، الذي عقد في ميشيغان. وتصرفت بطريقة فجّة مع المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، الذين انتقدوا وقوفها مع سياسة بايدن من الحرب. كما أرسلت مندوبين مؤيدين لإسرائيل إلى ميشيغان.

ويشعر الكثير من العرب الأمريكيين الآن بأنهم أنقذوا، كما قال مايكل ساريني، رئيس مجلس مدينة ديربورن بأنه “تم افتداؤهم”، و”أرادوا إرسال رسالة، وقد فعلوا”، وأضاف: “هذا الموقف من الحرب التي لا تنتهي وقتل الأبرياء من النساء والأطفال يجب أن ينتهي”.

ففي الأيام التي تلت خسارة هاريس، شعر الديمقراطيون باليأس من النتائج، لكن سكان ديربورن لم يندهشوا من انتصار دونالد ترامب الحاسم، حسب مقابلات مع 12 شخصية بارزة في هذه المدينة المكتظة بالمسلمين خارج مدينة ديترويت مباشرة.

وإضافة إلى شعورهم بأنهم كانوا على حق، لم يقتصر تصويتهم الاحتجاجي على العرب الأمريكيين فقط، الذين يشكّلون جزءاً ضئيلاً من سكان الولايات المتحدة. فقد امتدَّ الغضب تجاه إدارة بايدن بشأن غزة إلى الحرم الجامعي في جميع أنحاء البلاد، وبين التقدميين من جميع الأعمار، ما أدى إلى أكبر احتجاج مناهض للحرب لم يُرَ منذ جيل.

وقال عامر زهر، وهو ناشط فلسطيني-أمريكي: “في الوقت الذي تعاملنا فيه مع ذلك الحزن، فقد أصبحنا أكثر نضجاً من الناحية السياسية”.

وبحسب النتائج غير الرسمية، فقد حصل ترامب على نسبة 42% من أصوات الناخبين، أما هاريس فقد حصلت على نسبة 36%، أي بتراجع نسبة 33% عندما كان بايدن مرشحاً في 2020، أما مرشحة حزب الخضر جيل ستين فقد حصلت على نسبة 18%.

ولو تحركت نحو الأحياء العربية الأمريكية لرصدت تدهوراً دراماتيكياً في الدعم لنائبة الرئيس. فقد حقق ترامب تقدماً كبيراً في الجزأين الشرقي والجنوبي من ديربورن. وفي هاتين المنطقتين تتركز الجالية العربية. ففي واحدة من تلك المناطق حصلت هاريس على نسبة 13% مقابل 51% لترامب.

وقال عدد من قادة العرب الأمريكيين في ديربورن إن النزعة المحافظة لترامب، وشعاره “أمريكا أولاً” الانعزالي، جعلت العرب أكثر راحة لدعمه، وخاصة بعد تخليهم عن الحزب الجمهوري في أعقاب هجمات 11/9.

وبالنسبة لعدد كبير من العرب الأمريكيين الذين يشعرون بأنهم مستهدفون دائماً من نظام العدالة وإنفاذ القانون، فقد تعاطفوا مع مشاكل ترامب مع القانون.

ومع ذلك، أكد القادة العرب في ديربورن أن التصويت لترامب لا يعني تحوّلاً نحو الحزب الجمهوري، ذلك أن هذا التجمع السكاني ظلَّ، ومن الناحية التاريخية، قاعدة ديمقراطية، بل كان تصويتاً ضد بايدن وهاريس. فقد فاز المشرعون الديمقراطيون في الكونغرس، مثل رشيدة طليب، وكذا المشرعون الديمقراطيون في مجلس الولاية.

وبحسب أسامة السبلاني، محرر صحيفة “أراب أمريكان نيوز”: “صوّتوا لترامب لأنهم كانوا يريدون معاقبة الديمقراطيين وهاريس”.

وشعر العرب الأمريكيون بالتفاؤل عندما حلّت هاريس محل بايدن في بطاقة الحزب الديمقراطي، وخاصة أنها قدّمت تصريحات مرنة عن الحرب والشرق الأوسط، وأنها قد تكون الرئيس الذي يقف أمام إسرائيل.

وفي ذلك الوقت، كانت الحرب في غزة مستمرة لمدة 9 أشهر، ورفض بايدن الدعوات لفرض حظر على الأسلحة إلى إسرائيل، وخاصة بعد المناشدات التي دعت لوقف إطلاق النار بعد تجاوز عدد الضحايا الـ 40,000. ولكن عندما حُرم الفلسطينيون الأمريكيون من فرصة التحدث في مؤتمر الحزب الديمقراطي الوطني، بعد بضعة أسابيع، شعر سكان ديربورن بالاستياء. وزاد عندما وبخت هاريس، في أغسطس/آب، محتجاً مؤيداً للفلسطينيين، قائلة له: “أنا أتحدث الآن”، وهو الحادث الذي يشير إليه العرب الأمريكيون الآن باعتباره لحظة صعبة لم تكن هاريس قادرة على التغلب عليها.

ومع تزايد عدد القتلى في الشرق الأوسط، وانتشار صور الجثث على وسائل التواصل الاجتماعي، شعر المجتمع العربي بمزيد من التهميش من قبل إدارة بايدن. وبدأوا يشعرون، على حد قولهم، بالخيانة من هاريس نفسها.

وزاد الغضب بعد غزو إسرائيل للبنان، وقال عابد حمود، مؤسس لجنة العمل السياسي للعرب الأمريكيين، إن المعارضة لهاريس “بدأت تتزايد ببطء، ولكن بثبات”. فهناك في ديربورن أعداد كبيرة من السكان جاؤوا من جنوب لبنان، حيث شاهدوا عائلاتهم تُقتل بالكامل.

وقال سام بيضون، مفوض مقاطعة وين: “أصحو في الصباح، وأستمع للأخبار لمشاهدة أي قرية تمت تسويتها بالتراب، ومن قُتل”، و”هذا هو الروتين اليومي في ميشيغان”.

وفي الأسابيع الأخيرة من حملتها الانتخابية، أرسلت هاريس وكلاء عنها إلى ميشيغان أساؤوا للمجتمع العربي الأمريكي. ومنهم الرئيس السابق بيل كلينتون، الذي قال في تجمع حاشد في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، إن الإسرائيليين كانوا في الأرض المقدسة “أولاً”.

 أرسلت هاريس وكلاء عنها إلى ميشيغان أساؤوا للمجتمع العربي الأمريكي. ومنهم بيل كلينتون، الذي قال إن “الإسرائيليين كانوا في الأرض المقدسة أولاً”

كما تذمر السكان من ظهور النائب النيويوركي ريتشي توريس، وهو مؤيد قوي لإسرائيل. وإضافة إلى الإهانة، روّجت الحملة لدعم نائب الرئيس السابق ديك تشيني، العقل المدبر وراء غزو العراق. وكانت ابنته ليز تشيني، التي كانت الشخصية الثالثة سابقاً لنواب الحزب الجمهوري في مجلس النواب وناقدة قوية لترامب، جزءاً من رسالة هاريس الختامية.

وعند هذه المرحلة بدا كلام هاريس بأنها تريد وقف الحرب في غزة، وإعادة الأسرى، أجوف، ولا قيمة لها بين العرب الأمريكيين، فقد خسرتهم.

وانتبهت حملة ترامب لمواقف العرب الأمريكيين الرافضة لهاريس، في الأسابيع الأخيرة للحملات الانتخابية. وشعر الجمهوريون أن لديهم فرصة. وقد تلقى السكان فيضاً من الرسائل المعادية لهاريس، كما يقول علي جواد، مؤسس نادي التراث اللبناني، و”لعبت دوراً”.

وزار ترامب نفسه ديربورن. ووقف في مطعم محاطاً بحشد من العرب الأمريكيين، وأعلن: “سنحصل على السلام في الشرق الأوسط، ولكن ليس مع المهرجين الذين يديرون الولايات المتحدة الآن”. ولم تزر هاريس ديربورن شخصياً، بل أرسلت مندوبين عنها في الحملة.

ويرى زهر أن الديمقراطيين هم المسؤولون عما حدث: “لقد فعل الديمقراطيون هذا”. و”خلقوا وضعاً سمح لدونالد ترامب بالتجول في مدينتنا، ويرفع قدميه، ويقبل الأطفال، ولم تدخل هاريس مجتمعنا، لقد كانت خائفة”.

وقد وحّد الألم العرب، لكنهم كانوا “منقسمين حول كيفية التعبير عن ذلك سياسياً”، وانتشرت المجموعات وأصبحت الحوارات بينهم متوترة، ولم ترفض لجنة العمل السياسي الرئيسية، التي تمثل المصالح العربية الأمريكية، تقديم تأييد رئاسي فحسب، بل حثّت السكان على عدم التصويت لهاريس أو ترامب. وقرر بعض السكان عدم التصويت في السباق الرئاسي مطلقاً.

وحدث انقسام بين رؤساء البلديات، حيث ظهر رئيس بلدية ديربورن عبد الله حمود كحليف قوي لحركة “غير ملتزم”، التحالف الذي ظهر في ميشيغان، وحشد المناهضين للحرب في الحرم الجامعي. وقد كشفت نتائج الانتخابات أن بعض المقاطعات الجامعية الليبرالية الكبرى بدا أنها لم تحقق أداءً جيداً لصالح الحزب الديمقراطي بفارق نقطة واحدة على الأقل.

ورفض حمود لقاء ترامب عندما كان في ديربورن، بسبب خلافه مع قرار الرئيس السابق حظر المسلمين وتسليح المملكة العربية السعودية، لكنه رفض أيضاً تأييد هاريس. وقام رؤساء البلديات في مدينتين متجاورتين، بهما عدد كبير من السكان العرب، ديربورن هايتس وهامترماك، بالترويج لترامب في جميع أنحاء ميشيغان.

حتى إن عمدة ديربورن هايتس بيل بازي ظهر في التجمع الانتخابي الأخير لترامب، الذي عُقد في غراند رابيدز، في الساعات التي سبقت يوم الانتخابات.

 لكن سجل ترامب – مثل حظر المسلمين ووعوده بترحيل ملايين المهاجرين – كان كافياً لإقناع البعض لتجاوز أخطاء هاريس والتصويت لها، كما فعل الناشط السياسي إسماعيل أحمد: “ضغطتُ على أنفي وصوّت لها”، ولكن “ترامب كان قادراً على قول شيء ليجعلهم يعتقدون أنه ربما يقف معهم”، كما قال أحمد، أو أنه “يستطيع إصلاح الاقتصاد بطريقة لا يمكن لأحد فعلها، وقد نجح”.


بوليتيكو: العرب الأمريكيون في ديربورن يشعرون بالرضا لانتقامهم من خيانة بايدن وهاريس لهم ولغزة

ليست هناك تعليقات:

الغموض يحيط بمصير أربع منتخبات عربية أخرى هي السودان وتونس وموريتانيا وجزر القمر

  لاعب الوسط التونسي محمد علي بن رمضان (يمين) مع لاعب الوسط الغيني الاستوائي رقم 5 عمر ماسكاريل خلال مباراة كرة القدم في تصفيات كأس العالم 2...