أعلن مكتب الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، تعيين كبير المفاوضين السابق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ميشيل بارنييه، رئيسًا جديدًا للوزراء في فرنسا، منهيًا شهرين من الجمود بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة.
وقال قصر الإليزيه، في بيان، الخميس، إن “رئيس الجمهورية عين ميشيل بارنييه رئيسا للوزراء، وعليه أن يشكل حكومة موحدة لخدمة البلاد والشعب الفرنسي"، مشيرا إلى أن تعيين بارنييه يأتي بعد "دورة غير مسبوقة من المشاورات" من أجل ضمان تشكيل حكومة مستقرة.تسلم وزير الخارجية اليميني السابق ميشال بارنييه مساء الخميس مهامه رئيسا جديدا للوزراء في فرنسا خلال حفل مراسم (التسلم والتسليم) مع سلفه غابرييل أتال بمقر رئاسة الحكومة في باريس، ساعات بعد أن كلفه الرئيس إيمانويل ماكرون الخميس بتشكيل حكومة جديدة "جامعة في خدمة البلاد"، متعهدا بالعمل مع "كل من لديهم نوايا حسنة" من أجل تحقيق المزيد من الاحترام والوحدة في بلد منقسم سياسيا بعد أشهر من الاضطراب السياسي، و"إيجاد حلول لتحديات وغضب ومعاناة" الفرنسيين.كلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس وزير الخارجية اليميني السابق ميشال بارنييه تشكيل حكومة جديدة "جامعة في خدمة البلاد"، بعد شهرين على انتخابات تشريعية مبكرة لم تسفر عن أي غالبية في البرلمان.
ويعد بارنييه (73 عاما)، مفاوض الاتحاد الأوروبي السابق في ملف بريكسيت، أكبر رئيس حكومة في تاريخ فرنسا، ويخلف في المنصب غابرييل أتال (35 عاما) الذي يصغره بنصف عمره تقريبا والذي استمرت ولايته ثمانية أشهر فقط.
"الاحترام والوحدة والتراضي"
هذا، ووعد رئيس الوزراء الفرنسي المكلف بالعمل مع "كل من لديهم نوايا حسنة" من أجل تحقيق المزيد من الاحترام والوحدة في بلد منقسم سياسيا بعد أشهر من الاضطراب السياسي، قائلا في أول خطاب له في المنصب وهو يقف في ساحة قصر ماتينيون مقر رئيس الوزراء بجوار سلفه غابرييل أتال "الفرنسيون... يحتاجون اليوم.. وقد أعربوا عن حاجتهم.. إلى الاحترام والوحدة والتراضي".
بعيدا عن السياسة منذ 2022
ابتعد بارنيه عن الساحة السياسية الفرنسية منذ فشله في ضمان دعم حزبه "الجمهوريون" لمواجهة ماكرون في الانتخابات الرئاسية عام 2022. وهو "متوافق مع ماكرون"، ولديه حظوظ في نيل تأييد البرلمان حسبما قال مستشار للرئيس لوكالة الأنباء الفرنسية طالبا عدم ذكر اسمه. وهو "يحظى بشعبية كبيرة بين أعضاء اليمين في البرلمان دون أن يكون مصدر إزعاج لليسار"، حسب مصادر أخرى رفضت الكشف عن هويتها.
ويأتي قرار ماكرون مع اقتراب انتهاء مهلة تقديم موازنة العام 2025 إلى البرلمان بحلول الأول من تشرين الاول/أكتوبر على أبعد تقدير. كما أنه دليل آخر على سعيه للإقرار بالرفض الذي قوبل به حكمه المتواصل منذ سبعة أعوام، لكن من دون التخلي عن إصلاحات كافح من أجلها، لا سيما رفع السن الرسمي للتقاعد من 62 إلى 64 عاما السنة الماضية والذي أثار استياء واسعا.
ويبدو أن الرئيس الفرنسي يعول على عدم قيام حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بزعامة المرشحة السابقة في الانتخابات الرئاسية مارين لوبان بإطاحة بارنييه في حال طرح الثقة، إذ قالت: "سننتظر سماع خطاب بارنييه بشأن السياسة العامة" أمام البرلمان قبل تحديد موقف بشأن منحه الثقة أم لا.
استياء اليسار لتعيين بارنييه
لقي نبأ تعيين السياسي المخضرم المنتمي لحزب "الجمهوريون" اليميني وغير المرتبط بحزب ماكرون الوسطي، استياء لدى اليسار. وقال جان لوك ميلنشون اليساري الراديكالي، الذي ينتمي حزبه "فرنسا الأبية" وحلفاء آخرون إلى كتلة اليسار إن تكليف ماكرون السياسي اليميني يعني أن الانتخابات قد "سُرقت من الفرنسيين".
وأفرزت الانتخابات التشريعية في 7 يوليو/تموز ائتلافا يساريا في مقدمة القوى السياسية في فرنسا لكن دون حصوله على غالبية صريحة في البرلمان. وانقسمت الجمعية الوطنية بين ثلاث كتل: تحالف الجبهة الشعبية الجديدة الذي يجمع الأحزاب اليسارية والذي يملك أكثر من 190 مقعدا، يليه معسكر الرئاسة الذي فاز بـ160 مقعدا، والتجمع الوطني اليميني المتطرف الذي يملك 140 مقعدا.
وبالتالي، فإن أيا من الكتل لم يقترب من الأغلبية التي تبلغ 289 مقعدا في المجلس الذي يتألف من 577 مقعدا.
ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بتكليف بارنييه تشكيل الحكومة الفرنسية. وقالت في منشور على إكس "أعلم أن ميشال بارنييه يضع مصلحة أوروبا وفرنسا في قلب اهتماماته، كما تظهر خبرته الطويلة. أتمنى له كل النجاح في مهمته الجديدة".بارنييه يبلغ من العمر 73 عاما، وهو من أشد المعجبين بأوروبا، هو عضو في حزب الجمهوريين الذي يمثل اليمين التقليدي، ومعروف على الساحة الدولية لدوره في التوسط في خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
ويتمتع بارنييه بخبرة تمتد 40 عامًا في السياسة الفرنسية والأوروبية، وقد شغل مناصب وزارية مختلفة في فرنسا، بما في ذلك مناصب وزراء الخارجية والزراعة والبيئة، وكذلك شغل مرتين منصب مفوض أوروبي ومستشار لرئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وفي عام 2021، أعلن بارنييه عن ترشحه للانتخابات الرئاسية لكنه فشل في حشد الدعم الكافي داخل حزبه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق