الجحش عابد البغال يزور الهندوكي عابد الأبقار
نظم الآلاف من التونسيين احتجاجات مناهضة للرئيس قيس سعيد في العاصمة تونس، وذلك في ذكرى مرور 12 عاما على الإطاحة بالرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
وتزايد الغضب مؤخرا في تونس من ارتفاع الأسعار ونقص العديد من المنتجات الغذائية الأساسية.
واكتظ شارع الحبيب بورقيبة، الموقع التقليدي للتظاهرات الكبرى، بآلاف المحتجين يلوحون بالأعلام التونسية، مع ترديد هتافات مماثلة لتلك التي كانت تسمع ضد بن علي قبل 12 عاما.
وشهدت المنطقة انتشارا مكثفا لقوات الشرطة، خارج مبنى وزارة الداخلية في الشارع مع استخدام خراطيم المياه.
ويحوز الرئيس سعيد سلطات واسعة منذ إعلانه عن إجراءات استثنائية في يوليو/تموز 2021.
ونقلت وكالة رويترز عن متظاهر يدعى سعيد أنور علي، 34 عاما، قوله إن "تونس تمر بأخطر فترة في تاريخها. استولى سعيد على كل السلطات وضرب بالديمقراطية عرض الحائط. الاقتصاد ينهار. لن نصمت".
وكان المتظاهرون قد تجاوزوا حواجز الشرطة والحواجز المعدنية للوصول إلى الطريق، متحدين محاولات الشرطة في البداية لفصل عدة احتجاجات دعت إليها مختلف الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
وقالت شيماء عيسى، الناشطة التي شاركت في ثورة 2011: "كنا في (شارع) بورقيبة في يناير/كانون الثاني 2011 عندما لم يكن سعيد حاضرا... اليوم يغلق بورقيبة علينا"، بحسب رويترز.
وكان سعيد علق عمل البرلمان المنتخب في عام 2021، وبدأ وقتها في إعادة تشكيل النظام السياسي، وأجرى انتخابات عامة لاختيار برلمان جديد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكنها شهدت إقبالا منخفضا، مما عكس الشعبية الضعيفة لتغييراته.
أزمة حادة
وتواجه تونس أزمة اقتصادية حادة، مع اختفاء السلع الأساسية من المتاجر، والحكومة غير قادرة على تأمين خطة إنقاذ دولية رغم أنها معرضة للإفلاس.
وتعارض معظم القوى السياسية الرئيسية، بما في ذلك معظم الأحزاب والنقابات العمالية، مشروع الرئيس سعيد في الوقت الحالي.
ومع ذلك فقد فشلت المعارضة في تجاوز الانقسامات الأيديولوجية والشخصية العميقة التي قسمتها لسنوات.
ولا تزال العديد من الأحزاب ترفض التعامل مع حركة النهضة الإسلامية.
ويسعى الاتحاد العام للشغل إلى حوار وطني لكنه لن يدعو أي حزب يتهم سعيد بالانقلاب.
وتأتي الاحتجاجات بعد 12 عاما من اليوم التالي للإطاحة بالرئيس الراحل زين العابدين بن علي، في 14 يناير/كانون الثاني، والذي تعتبره معظم الأحزاب التونسية وجماعات المجتمع المدني احتفالا بذكرى الثورة.
ومع ذلك، غير سعيد موعد الاحتفال الرسمي بذكرى الثورة، وقال إنه يعتبر 14 يناير/كانون الثاني لحظة ضلت فيها الثورة طريقها.
علّقت بريطانيا آمالا على عدد من الزعماء الشبان العرب لقيادة مساعي الإصلاح والانتقال إلى الديمقراطية قبل 10 سنوات من بدء ثورات الربيع العربي، حسبما كشفت وثائق بريطانية.
هؤلاء الحكام هم مجموعة أُطلق عليها اسم "نادي الحكام الشبان"، الذي كان فكرة طرحها حينذاك أمير دولة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين حاليا، وفق وثائق رئاسة الوزراء البريطانية، التي أٌفرج عنها أخيرا.
وكُشف عن هذا "النادي" في أثناء الترتيب لزيارة الشيخ حمد إلى لندن في شهر يوليو/تموز عام 2000.
كانت تلك الزيارة هي الثانية للأمير البحريني، بعد أول زيارة رسمية له إلى المملكة المتحدة عام 1999 بعد ثمانية شهور فقط من توليه الإمارة. وخلال الـ 15 عاما السابقة على زيارة 1999، لم يزر أمير بحريني لندن.
وأولى البريطانيون زيارة عام 2000 أهمية كبيرة لأنها تشير، كما قالوا في الوثائق، إلى انتهاء فترة البرود في العلاقات مع الدولة الخليجية الصغيرة، التي اعتبرها مايكل تاثام، السكرتير الشخصي لرئيس الوزراء البريطاني، حينذاك، توني بلير، للشؤون الخارجية "شريكا جيدا لبريطانيا في الخليج".
اقرأ أيضا:
بريطانيا توصلت قبل 42 عاما إلى وصفة لإصلاح الأنظمة "المستبدة" قبل أن تسقطها ثورات شعبية - وثائق سرية
وبعد تحديد موعد الزيارة في الفترة بين 23 و26 من يوليو/تموز، كتب تاثام مذكرة تنصح بلير بالقضايا التي تخدم المصالح البريطانية ويجب إثارتها خلال لقاء القمة البريطاني البحريني المرتقب.
وفي مذكرته، قال تاثام إنه "رغم أنها (البحرين) تمر بعملية حذرة للانتقال إلى الليبرالية السياسية، فإن سجلها في مجال حقوق الإنسان موضع تدقيق سياسي ناقد".
وأضاف "الأمير يرى نفسه واحدا من جيل الزعماء العرب الجديد، مع عبد الله (الثاني) ملك الأردن، ومحمد (السادس) ملك المغرب".
وأنهى تاثام مذكرته بنصيحة قائلا "سوف يسعد (الشيخ حمد) بأن يظن أننا نقدر قيمة رؤاه".
البودكاست نهاية
وتكشف الوثائق عن أن وصف العلاقة بين الشيخ حمد والملكين الأردني والمغربي بأنها "ناد للحكام الشبان" قد شاع في الدوائر الدبلوماسية والسياسية في بريطانيا.
وفي توصياتها بشأن سبل الاستفادة من الزيارة الأميرية المرتقبة، والقضايا التي يجب أن يتحدث بلير مع الأمير حمد بشأنها، تحدثت وزارة الخارجية عن هذا "النادي".
وقالت "قبل تولي الشيخ حمد الإمارة كانت العلاقات الثنائية باردة بسبب تصورات البحرينيين أننا نركز على سجلهم السىء في مجال حقوق الإنسان. واستجاب الشيخ حمد لسياسة الحوار البناء وغير المعلن. والعلاقة الآن في أقوى نقطة وصلت إليها منذ سنوات عديدة".
ونصحت وزارة الخارجية بلير بألا يثير قضايا حقوق الإنسان مع الشيخ حمد "لأن بيتر هين (وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط) سيثيرها في اجتماع آخر مع الأمير".
وأوصت بلير بأن يقول للشيخ حمد "نحن نعتقد بأنك مقرب من الملك الأردني عبد اللهوالملك المغربي محمد. تبدو العلاقة مثل ناد للحكام الشبان ّ".
واقترحت الخارجية أن يسعى بلير إلى الحصول على إجابة عن السؤال التالي: "هل هذا منتدى مفيد؟".
ونبهت إلى أن الأمير "سوف يغادر المملكة المتحدة يوم 26 يوليو مع الملك الأردني عبد الله (الذي كان هو الآخر في زيارة إلى لندن) لزيارة الملك المغربي محمد. فقد شكلوا فيما بينهم ّناديا للحكام الشبان ّ غير رسمي".
لم يتحدث الشيخ حمد علنا عن هذا النادي.
في ذلك الوقت كان الأمير البحريني أكبر "أعضاء النادي" سنا، إذ كان سنه 50 عاما، بينما كان الملك الأردني في الـ 38، والملك المغربي في الـ 37 عاما.
وجاءت فكرة النادي بعد شهور من تولي الزعماء الثلاثة مقاليد الحكم في بلادهم في عام 1999.
وكان متوسط أعمار زعماء الدول العربية في ذلك الوقت حوالى 62 عاما، وأكبرهم هو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (82 عاما)، وأصغرهم غزالي عثماني رئيس جزر القمر (41 عاما).
في ذاك الوقت، ألقت بريطانيا بثقلها وراء مشروع الأمير حمد الإصلاحي رغم اعتراضات المعارضة البحرينية، التي كانت نشطة في لندن.
محتوى قد يهمك:
ووصفت وزارة الخارجية البحرين في عهد الشيخ حمد بأنها "مكان جاذب اقتصاديا ومناسب اجتماعيا لممارسة الأعمال". وأبلغت بلير بأن تقييم بريطانيا للبحرين هو أنها "أكثر نجاحا من الدول الخليجية الأخرى في تدريب مواطنيها وإدخالهم في وظائف القطاع الخاص".
الأمير والملك "رفقة روح"
وكان لبيتر فورد، السفير البريطاني لدى المنامة، إسهام واضح في شرح الوضع في البحرين لحكومته، قبل الزيارة.
فكتب يقول "الشيخ حمد حريص على تثبيت التعاون العسكري معنا". وأضاف أن الأمير "يواصل بشجاعة عملية سياسية ليبرالية".
وحسب تقدير السفير، فإن الأمير حمد سعى إلى الحصول على المساندة من زعماء عرب آخرين لمشروعه السياسي.
وقال فورد "على جبهة الشؤون الخارجية، يحرص الأمير على تعزيز "نادي" الحكام الشبان الذي شكله. وربما يجتمع مع الملك عبد الله في لندن ويطير معه إلى المغرب لحضور تتويج رفيق روحه الملك محمد".
وتكشف تقارير وزارة الخارجية عن اتصالات قوية بين الشيخ حمد وبشار الأسد ، رئيس سوريا الذي لم يكن قد مر على توليه الرئاسة خلفا لوالده الراحل حافظ الأسد عام 2000، سوى أيام قليلة.
وقال السفير فورد "الشيخ حمد على اتصال وثيق مع بشار الأسد، وهو(بشار) عضو محتمل في ّالنادي".
وفي هذا السياق، أبدى السفير تحمسه لتوجه الشيخ حمد، ونصح حكومته بضرورة الاستمرار في مساندته.
وقال" ثقة الأمير في نفسه تنمو، غير أنه لا يزال يميل إلى التردد، مع ذلك، خشية اتخاذ أي خطوات خرقاء"، ولهذا "سيكون جيدا أن نحاول دفعه لأن يمضي بسرعة في موضوع ناديه الذي يضم الحكام الشبان، وفي الإبقاء على انطباعاته عن بشار".
ويكشف السفير عن استشارات قدمتها بريطانيا للأمير بشأن الإصلاح. وقال "فيما يتعلق بحقوق الإنسان ، سيكون جيدا أن نتابع الأمر فيما يتصل بالإنهاء المتوقع للاعتقال دون محاكمة، والنصيحة التي قدمناها بشأن الانتخابات البلدية وسلطات المجلس الاستشاري".
ومع اقتراب موعد الزيارة، أوصى توم بارو، السكرتير الشخصي لوزير الخارجية، بأن يبلغ بلير الأمير حمد بأن لندن ترى أن "بداية بشار جيدة في سوريا". ونصح بأن يُسأل الأمير البحريني عن "تصوره لنهج بشار في العمل على استتباب أموره".
"قوقعة بشار"الجحش عابد البغال يزور الهندوكي عابد الأبقار
وكشف بارو، في توصياته، عن أن تقييم البريطانيين هو أن بشار "جاد في تنفيذ قرار والده الراحل بتحقيق السلام". وطلب التأكيد للزعيم البحريني على أن المملكة المتحدة "جاهزة لمساعدة (بشار) إن طُلب منها".
وبعد مداولات، تقرر أن يركز لقاء بلير والشيخ حمد، الذي استمر نصف ساعة فقط، على القضايا الاستراتيجية، على أن يناقش هين القضايا الأخرى بما فيها حقوق الإنسان ، مع الأمير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق