اثبتت مضخة نيوكمان نجاحها واستخدمت في مئات المناجم في جميع انحاء بريطانيا والعالم. وبالرغم من ان المضخة كانت تعمل بوتيرة بطيئة الا ان تكلفة تشغيلها اقل بكثير من الطريقة التقليدية المعتمدة على الاحصنة والخيول. بدأ المهندسون بالتعديل على مضخة نيوكمان واجراء بعض التحسينات على المكبس الاسطواني والصمامات.
في الجزء التالي سوف نتحدث عن التحسينات التي قام بها العالم جيمس وات James Watt والذي يعود له الفضل في تطور عصر تكنولوجيا البخار.
جيمس وات والمحرك البخاري
كان جيمس وات يعمل في صناعة الالات والمعدات في لندن ومن ثم انتقل كعامل في اسكتلندا بالقرب من جامعة جلاسكو. عندما تعطل احد محركات نيوكمان في الجامعة طلب من وات ان يقوم باصلاحه فوجد وات نفسه في وسط عالم المحركات وبمجرد ان بدأ في اصلاحه وتشغيله لاحظ وات ان هذا التصميم يتسبب في فقد الكثير من الوقود والبخار والوقت ايضا من خلال فكرة عمله المعتمدة على تسخين وتبريد داخل المكبس الاسطواني.
فقام وات بتطوير المحرك وجعل له اسطوانتين منفصلتين. سمحت عملية الفصل هذه للمكبس ان يبقى عند نفس درجة الحرارة عندما يدخل فيه البخار بدون ان يحدث اي فقد في الطاقة، في حين ان المكبس الاسطواني الاخر يقوم بتكثيف البخار عند درجة حرارة منخفضة مما يعني عدم الحاجة إلى تبريدها في كل مرة.
هذا ساهم في جعل عمل المحرك اسرع واقل استهلاكا للوقود ومن ثم انضم له المخترع ماثيو بولتون Matthew Boulton وقاما معا باختراعين بارعين وهو المحرك الاسطوانة المزدوجة التأثير double-acting engine ومحرك الكرة الدوارة fly-ball governor.
في هذا الفيديو توضيح لفكرة عمل محرك الاسطوانة المزدوجة التأثير
ساعد هذا التصميم بجعل المحرك البخاري اكثر كفاءة.
وفي هذا الفيديو توضيح لفكرة عمل الكرة الدوارة.
لاحظ مع زيادة سرعة الدوران يغلق الصمام وعندما يتحرك ببطء يفتح الصمام وبهذا يمكن التحكم في فتح واغلاق صمامات المحرك البخاري بطريقة اتوماتيكية.
في الجزء التالي سوف نتعرف على محرك كورنيش Cornish Engine والذي يعد بمثابة نقلة نوعية في تكنولوجيا المحركات البخارية.
محرك كورنيش Cornish Engine
الباخرة البخارية Steamship
في منتصف القرن التاسع عشر ابتكر العالم الفيزيائي البريطاني مايكل فارادي اول مولد كهربائي عرف باسم الدينامو dynamo وساهم الكثير من المخترعين في ذلك الوقت بافكار وطرق مختلفة للاستفادة من المحرك البخاري للحصول على الحركة الدورانية اللازمة لتوليد الكهرباء. ثم بسرعة اكتشفوا الحد الاقصى لعدد الدورات في الدقيقة التي يمكن ان يولدها المكبس العامل بواسطة البخار. لكن الحل لهذه المشكلة كان في التصميم الاولي الذي وضعه هيرو السكندري Hero of Alexandria في العام 75. حيث كانت الفكرة تقوم على الاستفادة من البخار المتدفق وتوجيهه على القرص الدوار للدينامو ليولد الكهرباء، وبالفعل قام المهندسون بتوجيه البخار مباشرة إلى مراوح مثتبة في قرص دوار من الحديد الصلب الا ان الحديد لم يتحمل الاجهاد الناتج عن الدوران السريع. في العام 1884 اخترع المهندس البريطاني تشارلز بارسونز ألغرنون Charles Algernon Parsons تصميم توربين من خليط حديدي قادر على الدوران بسرعة 18,000 دورة في الدقيقة. استخدم هذا التوربين الجديد في مولدات الكهرباء وانتشر استخدمها في اوروبا بشكل سريع.
مخاطر البخار Dangers of Steam
الجديد في تكنولوجيا البخار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق