ووفقًا لوثائق حصلت عليها منصة ملاوي للصحافة الاستقصائية ( PIJ) والاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين في عام 2020 ، حاولت شركة في دبي مرتبطة بـ “كيناهان”، تدعى Sea Dream Middle East General Trading LLC ، شراء ما يصل إلى تسعة طائرات عسكرية من طراز de Havilland Canada DHC-5 من القوات الجوية المصرية ،.
وبحسب التحقيق تُظهر مئات الوثائق إدارة كيناهان الدقيقة لعناصر الصفقة ، بما في ذلك إنشاء موقع على شبكة الإنترنت ، ومحاولة إبرام صفقات مماثلة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث استكشف شراء طائرة من طراز أنتونوف An-26 Turoprop من فنزويلا.
وقال التحقيق إن “كيناهان” سعى لشراء طائرات DHC-5 Buffalos ، المشهور بقدرات الإقلاع والهبوط القصيرة ، بينما كان يتظاهر بأنه مستشار طيران إنساني، لافتا التحقيق أنه فعل ذلك بمساعدة امرأة تقول المصادر إنها شريكته على المدى الطويل ، ومجموعة من الزملاء الذين يستخدمون شركات في دبي وسنغافورة وملاوي.
جيوبوليتيكال فيوتشر: السعودية تحولت لأكبر مركز لتجارة المخدرات في الشرق الأوسط!
مكافئة أمريكية لمن يدلي بمعلومات تؤدي لاعتقال كيانهان
وكشف التحقيق أن كيناهان الأب الذي يحمل جوازي سفر إيرلنديا وبريطانيا، قدم نفسه عبر الإنترنت كمستشار في مجال الطيران والأعمال، تحت اسم كريستوفر فينسنت، وهناك مكافأة من الحكومة الأمريكية، قدرها 5 ملايين دولار، مقابل الحصول على معلومات تدينه أو تؤدي إلى اعتقاله.
ولفت التحقيق إلى أن محاولة كيناهان شراء طائرات من مصر جزءا من محاولاته من أجل الحصول على طائرات عسكرية قديمة في أفريقيا، تحت غطاء طائرات لرحلات إغاثة وسياحة، والتجارة بقطع غيار الطائرات، وتقديم الخدمات الإنسانية للمنظمات الدولية.
وخلال سعيه لإبرام الصفقة مع القوات الجوية المصرية، كان كيناهان يواجه تهما بتزوير جواز سفر في إسبانيا، وتزوير وثائق سفر بريطانية وإيرلندية، وكان اسمه منتشرا في العديد من التقارير الإخبارية، في مسائل تتعلق بجرائمه.
ولعب شخصان يدعيان آدم لينكولن وودنجتون وود، وهما موثوقان لدى كيناهان، الدور الكبير في الصفقة، لشراء الطائرات بواسطة “سي دريم”، شركة CV Aviation Consulting Services DWC-LLC ومقرها دبي.
دبي مقر لشركات كياناهان المشبوهة
وقال التحقيق إن دبي، الملاذ الضريبي والسري في الشرق الأوسط، كانت موطنا للعديد من شركات كيناهان، وعمل تحت إطار شركات في قطاعات الأغذية والمنسوجات والطيران، لكن السلطات في دبي قالت إنها كانت على الأرجح لغسيل الأموال ونقل المخدرات.
ومن بين شركاء كيناهان رجل أعمال من عائلة إماراتية مؤثرة، يدعى سمير حسين حمدان حبيب سجواني.
حضور مؤتمر للطيران في شرم الشيخ
وحول تفاصيل الصفقة، قال التحقيق إن كيناهان و”وود” حضرا مؤتمرا للطيران في منتجع شرم الشيخ عام 2019، واستضاف برنامج الغذاء العالمي، وافتتحه وزير الطيران المدني السابق الفريق يونس المصري، الذي كان حتى عام قبله قائدا للقوات الجوية المصرية.
وكشف برنامج الغذاء العالمي لمعدي التحقيق الاستقصائي، أنه لا يملك أي سجلات لأحد المدعوين من عائلة كيناهان، وقال إن حامل جواز السفر المسمى “كريستوفر فنسنت كيناهان” مسجل باسم “كريس فنسنت” عند مكتب تسجيل الوصول في الفعالية، وعرف نفسه على أنه “مستشار” مؤسسة “صلبان وأهلة” الخيرية.
وعقب وقت قصير من المؤتمر، في 8 يناير2020، حدث اتصال بين شركة كيناهان في دبي والجيش المصري، عبر مديرها الإداري ويدعى إبراهيم الدسوقي، مع ملحق وزارة الدفاع المصرية في أبوظبي، العميد هشام نبيل منير، لشراء 9 طائرات نقل عسكري مقابل 8 ملايين دولار.
مصر عرضت على كياناهان شراء 30طائرة
وبعد شهر تقريبا، أرسل الملحق المصري قائمة إلى “سي دريم” بالطائرات المعروضة للبيع، بمخاطبة رسمية، وتكشف أن القوات المصرية عرضت بيع 30 طائرة نقل من طرازات مختلفة على كيناهان.
وقال التحقيق إن الملحق عقب فترة وجيزة صرح بأن القوات الجوية أعطت موافقة على إجراء معاينة ميدانية لكيناهان، في قاعدة ألماظة الجوية في القاهرة، وطلب نسخا من جوازات سفر فريق المعاينة الميداني، الذي كان يضم أحد أبرز الموثوقين لدى كيناهان وهو “وود”.
وخلال التفاوض بين الطرفين، استمر وود والدسوقي في التواصل مع كيناهان، وكانوا واثقين من إبرام الصفقة، لشراء 9 طائرات فقط، مشيرين إلى نقلهم ملايين الدولارات لتغطية العملية، وقال الدسوقي في مراسلات حصل عليها اتحاد الصحفيين: “سأنتظر حتى يتم تحويل 10 ملايين دولار لتغطية التكاليف”.
زيارة فريق “كياناهان” لمصر
وكشف التحقيق عن زيارتين أجراهما فريق كيناهان إلى مصر، لمعاينة الطائرات، ومناقشة الصفقة، ما بين عامين 2020-2021، والتقوا بأربعة من ضباط القوات الجوية، وخلال إحدى اللقاءات قال الضابط للزوار: “نحن هنا للتأكد من أن أحلامكم تتحقق”.
وسمحت الصفقة لشركة “سي دريم” بجلب حوالات إلى القوات الجوية، ومستودعاتها، لنقل المعدات المشتراة، ومنحت إذنا من أجل إزالة أي أعلام مصرية، أو أرقام ذيل مثبتة على الطائرات، وتضمن الاتفاق حظر الحديث عن الصفقة لوسائل الإعلام.
الطرف المصري أزال شهادة المستخدم النهائي للطائرات
وبحسب مسودة الاتفاق، أزال الطرف المصري شهادة المستخدم النهائي، التي تثبت أن المشتري المقترح هو المستلم النهائي للطائرات، ولا ينوي نقلها إلى جهة أخرى.
وبحسب التحقيق، فإنه خلال عملية إتمام الصفقة، طرأت مشكلة في التمويل، وقال الدسوقي إن الدفعة الأولى 90 بالمئة من قيمتها غير مناسبة، وحدثت محاولة لتأمين التمويل أثناء المفاوضات.
وقال الدسوقي في محضر اجتماعات، إن الصفقة ستكون في حدود 20 مليون دولار، لكنه وكيناهان كانا قادرين على أخذ 25 بالمئة فقط.
وأظهرت مسودة اقتراح بيع أن فريق كيناهان فكر في إعادة بيع ست طائرات مصرية -حتى قبل إنهاء صفقة شرائها- إلى موزمبيق مقابل 30 مليون دولار. ووفقًا للمصادر، فقد انهارت الصفقة في النهاية بسبب تعذر تمويلها. تكشف الوثائق عن انهيار المفاوضات بعد 21 شهرا وعدة محاولات لتأمين التمويل.
وتظهر لقطات شاشة من محادثة WhatsApp في سبتمبر 2021 أن كيناهان أبلغ فريقه بإلغاء الصفقة.
إلغاء الصفقة
وأعلن أن “صفقة الجاموس(الطائرات) مغلقة الآن رسميًا”، في حين ذكرت نسخة من خطاب كان من المقرر إرساله إلى وزارة الدفاع المصرية عددًا من المشكلات الفنية في الطائرة لتبرير الإلغاء.
زعيمة العصابات المكسيكية الحسناء جثة هامدة بعد ليلة حمراء .. شاهد صورتها في دبي
ووفقا للتحقيق، تُظهر المواد المشتركة ، جنبًا إلى جنب مع منشورات كيناهان على وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، أن رئيس الجريمة يبذل جهودًا متضافرة لبناء شبكة جوية أفريقية، ولكن بعد فشل الصفقة المصرية ، فقد سيطرته إلى حد كبير على شركة الطيران الصغيرة، ثم تعرض المشروع بأكمله لضربة قاضية بسبب العقوبات الأمريكية التي فرضت ضغوطًا على دبي ، قاعدة كيناهان ، لتجميد أصوله.
وقال التحقيق إن جيمس لاندون ، الذي تم تحديده في وثائق مالاوي الرسمية كمالك لأصول شركة نياسا إير، يعيش في زيمبابوي.
وأظهرت رسائل البريد الإلكتروني أنه تم اختيار لاندون كجزء من فريق زيارة مصر، ونصح كيانهان بشأن إنشاء الشركات ، وترتيب الصفقات مع شركات الاستثمار لإعادة بيع الطائرات ، والتركيز على تصميم الموقع.
بحلول أواخر كانون الأول (ديسمبر) 2020 ، من خلال القياس من تبادل واحد ، كانت العلاقة بين الاثنين متوترة ، مع تحذير كيانهان للاندون: “من فضلك لا تعبث معي ، لقد كنت دائمًا منفتحًا ومباشرًا “، ليؤشر على التوقيع في رسالته بأنه “حزين قليلا وغاضب.”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق