وتضم قائمة اللاعبين التونسيين الذين تألقوا في الدوري المصري: علي معلول مدافع النادي الأهلي حاليا، وحمزة المثلوثي لاعب الزمالك الحالي وزميله السابق في القلعة البيضاء، فرجاني ساسي وأنيس بوجلبان بطل إفريقيا مع الأهلي سابقا وغيرهم.

تعثر ثم صعود

ولم يكن سيف الدين الجزيري، المهاجم الذي تلقى تكوينه في النادي الإفريقي التونسي، إسما بارزا في الدوري التونسي الممتاز عندما لعب لثلاثة أندية وهي الإفريقي والملعب القابسي واتحاد بن قردان، بل عاش على وقع مسيرة متعثرة في البدايات كادت أن تنتهي به إلى مغادرة الملاعب.

لكن انتقاله في بداية العام 2018 إلى نادي طنطا المصري كان بمثابة نحت مسيرة جديدة لعبت فيه التضحية والعزيمة دورا كبيرا ليصبح اللاعب المولود في أحد أحياء العاصمة تونس، في العام 1993، واحدا من نجوم القلعة البيضاء والدوري المصري بشكل عام.

كسر الرقم القياسي

وبفضل تألقه بشكل لافت خلال موسم 2021 ـ 2022 في نادي الزمالك، حطم الجزيري رقما قياسيا عربيا ظل صامدا لأكثر من 50 عاما، وذلك عندما أصبح أفضل هداف عربي (غير مصري) في الدوري المصري الممتاز برصيد 37 هدفا متقدما على اللاعب اليمني السابق محسن علي، الذي سجل 35 هدفا بقميص الزمالك في الستينات من القرن الماضي.

وأحرز الجزيري، هداف العرب التاريخي في مصر، 37 هدفا في 123 مباراة خاضها بألوان ثلاثة أندية وأهدافه موزعة بين نادي طنطا (7 أهداف) والمقاولون العرب (17 هداف) ونادي الزمالك (13 هدفا)، ليكتب الجزيري قصة نجاح جديدة بعد أن كان ساهم في تتويج القلعة البيضاء بلقب الدوري المصري الممتاز لموسمين متتاليين (2021 و 2022 ) فضلا عن كأس مصر 2021.

ويعد نجاح الجزيري في فرض نفسه نجما للزمالك هذا الموسم بتسجيله 9 أهداف كثاني أفضل هدافي فريقه، تجربة ملهمة للاعبين الشبان وقصة مثيرة تخللتها الكثير من الصعوبات.

تجربة مليئة بالتحديات والصعوبات

وقال سيف الجزيري لموقع "سكاي نيوز عربية": "ما حققته حتى الآن في تجربتي بالدوري المصري وخصوصا مع الزمالك لم يكن ليتحقق لولا العمل والتضحية والعزيمة، لقد كنت عازما على التألق خصوصا عندما انتقلت إلى الزمالك قادما من نادي المقاولون، لكني لم أضع تحطيم الرقم القياسي لأفضل عداف عربي في الدوري هدفا أول لي بل كان طموحي التتويج بالألقاب والمساهمة في إحراز الزمالك على مزيد من التتويجات".

وتابع: "الحمد لله أن كلا الهدفين تحقق وهذا سيزيدني بالتأكيد إصرارا على تقديم أفضل ما لدي والاستمرار في إشعاع النادي الذي احتضنني ودعمني."

وقال: "وراء هذه المسيرة التي أعتبر أنها بداية نحو مزيد التألق هناك عديد الأطراف التي دعمتني في الفترات الصعبة وأولها عائلتي وزوجتي ثم زملائي في الزمالك ومدربي ومجلس إدارة نادي القلعة البيضاء دون استثناء، لم أكن لأسجل 9 أهداف هذا الموسم مع الزمالك بالدوري لولا مساندة كل اللاعبين."

وأضاف المهاجم الدولي التونسي: "بدايتي الكروية تخللتها عديد العقبات، إذ صعدت وأنا لم أتجاوز 18 عاما للفريق الأول في النادي الإفريقي وتوجت بلقب الدوري في 2015، لكني لم ألعب بشكل منتظم، انتقلت إلى نادي طنطا في 2018 ومنه إلى المقاولون، قبل أن أصل إلى الزمالك في 2021".

وقال: "أعتقد أن التجربة كانت مليئة بالتحديات والصعوبات لكنها ممتعة فقد أصبحت واحدا من ركائز الزمالك وانضممت للمنتخب التونسي وهو شرف كبير ومنعرج مهم في مشواري الكروي".

مدارس التدريب والدوريات والمنتخبات.. من الأفضل لمن؟