الاثنين، ديسمبر 21، 2020

أنا الذى يشكرك ياأخى على اهتمامك وقراءتك الناضجة الناقدة للموضوع .. وأوافقك بأن أهل الكتاب من اليهود والنصارى قالوا بأن الولد العاق يام هو "كنعان"، لكن هل هذا صحيح .. ؟؟ ركز الشهيد سيد قطب حين تعرض لتفسير الآيات التى ورد بها ذكر ابن نوح العاق بسورة هود فى كتابه "فى ظلال القرآن" وكذلك فعل الشيخ محمد متولى الشعراوى فى كتابه "قصص الأنبياء" على جوهر نص تلك الآيات الكريمات وحكمتها ، ولم يتطرقا إلى إسم هذا الولد العاق إن كان يام أو كنعان .. فى حين ذكر الطبرى والقرطبى أنه "يام" ، وقال ابن كثير فى كتابه "قصص الأنبياء" أنه : "يام ويسميه أهل الكتاب كنعان ، وهو الذى غرق" .. وقد علّق الأٍستاذ سعيد اللحام فى الحاشية ص 84 (سعيد اللحام أصدر طبعة جديدة من كتاب ابن كثير صادرة عام 1993 عن دار مكتبة الحياة) علّق على ذلك بقوله : كيف يكون كنعان وقد غرق ومن أين جاء الكنعانيون إذن ؟ ، إن هذا إلا باطل الإسرائيليات وعداوتهم لبنى كنعان والعرب ... وكنعان كما هو معروف هو ابن سام ، وفى قول آخر هو ابن حام كما جاء فى الموسوعة العربية الميسرة الصادرة عن دار إحياء التراث العربى .. أى أنه ليس "يام" كما يدعى أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، ويعتبر المؤرخون العرب القدامى أن الكنعانيين أبناء كنعان من العرب البائدة ، وكان العرب الكنعانيون هم أول السكان المعروفين لفلسطين ، وأرض كنعان هى التى خرج إليها بنى إسرائيل هربا من فرعون مصر ، وهى أرض فلسطين حاليا . فكيف نشأ أهل كنعان إن كان كنعان قد غرق طبقا لرواية البعض .. و جاء فى لسان العرب لابن منظور : اليمُّ هو البحر الذى لايدرك قعره ولا شطاه ، وتم اشتقاقها من "يام" ابن نوح ، وزعم بعضهم أنها لغة سريانية فعربته العرب ، وأصله يَـماَّ . ونعلم أن اللغة السيريانية كانت لهجة من لهجات شمال بلاد مابين النهرين التى تعرف حاليا بالعراق ، ويؤكد أهل الكتاب أن هذا المكان هو مكان نشأة سيدنا نوح ، ويشاركهم هذا الرأى مؤرخى اليونان القدامى .. ويقول الشيخ محمد الغزالى فى كتابه " نظرات فى القرآن" : إن روح القصص القرآنى هو احتواؤه على جملة من سنن الله الكونية ، ويتناول القرآن الكريم قصص الأنبياء والمرسلين ويذكر طرفا من معجزاتهم ، ومن المقرر أنه ليس الغرض من ذلك استقراء الوقائع ، ولاتحديد الأزمان ، ولا تناول الظروف والمناسبات ، ولا تسجيل مجرد للحوادث والأشخاص ، ولا البحث التاريخى الإصطلاحى والفنى ، وإنما الغرض من ذلك الهداية والعظة والعبرة ، وتقرير قواعد هذه الهداية فى النفوس ... الخ . إذن فيجب أن نحذر مما يسميه البعض بالحقائق التاريخية التى أصبحت لعبة فى يد أعداء كل حقيقة . وأصبح للأسف تصنيع وتلفيق تاريخ الإسلام والعروبة يتم خصيصا لنا فى مطبخ الفكر الصهيونى العالمى الذى يقود النظام العالمى الكئيب فى زمننا هذا ، حيث اصطنع الصهاينة تاريخا أسطوريا لهم على حساب تاريخ العرب والإسلام .. كمافعلوا ذلك تماما فى الماضى مع ظهور الإسلام حين تم دس بعض الأخبار والأحداث على الفكر الإسلامى بعد أن تم اصطناعها وطبخها فى مطبخ الإسرائيليات والفكر الإسرائلى .. لايعرف التاريخ ياأخى أمة وضعت تاريخها اصطناعا بيدها كما فعل اليهود ، فقد صاغته فى إطار من المقدسات والغيبيات وجعلته كله وحيا من السماء نافذا بإرادة الله ، ومن ثم فهو فوق كل جدل ونقاش .. وكان من الطبيعى أن يلجأ اليهود فى تدوين نشأتهم الأولى إلى مزيج من الخرافات والأساطير والمأثورات الشعبية للأمم القديمة ، ثم يضيفون عليه ماتبقى فى ذاكرتهم المريضة من الحكايات الفلكلورية منذ بداياتهم الأولى . والهدف من ذلك هو ترسيخ فكرة اختيار بنى إسرائيل واصطفاؤهم الأبدى وتسليمهم دور البطولة على مسرح الإنسانية ، أما باقى الأمم والشعوب فهى ليست إلا شخوصا مكملة لملحمتهم التخريفية .. وإذا سلمنا جدلا بهذا التاريخ الأسطورى الذى اصطنعه اليهود بخيالهم السقيم ، نجد أنهم أنفسهم قد اختلفوا فيه ، فتباينت آراؤهم عن أصولهم الأولى وعن لغتهم العبرية القديمة أو الحديثة التى أخذت إسمها من تسميتهم الأولى " بالعبرانيين" .. وقد تحدثت من قبل أن تلك المجموعة البشرية أخذت أسماءً مختلفة عبر التاريخ ، فقد سُموا أولا

 أنا الذى يشكرك ياأخى على اهتمامك وقراءتك الناضجة الناقدة للموضوع .. وأوافقك بأن أهل الكتاب من اليهود والنصارى قالوا بأن الولد العاق يام هو "كنعان"، لكن هل هذا صحيح .. ؟؟

ركز الشهيد سيد قطب حين تعرض لتفسير الآيات التى ورد بها ذكر ابن نوح العاق بسورة هود فى كتابه "فى ظلال القرآن" وكذلك فعل الشيخ محمد متولى الشعراوى فى كتابه "قصص الأنبياء" على جوهر نص تلك الآيات الكريمات وحكمتها ، ولم يتطرقا إلى إسم هذا الولد العاق إن كان يام أو كنعان .. فى حين ذكر الطبرى والقرطبى أنه "يام" ، وقال ابن كثير فى كتابه "قصص الأنبياء" أنه : "يام ويسميه أهل الكتاب كنعان ، وهو الذى غرق" .. وقد علّق الأٍستاذ سعيد اللحام فى الحاشية ص 84 (سعيد اللحام أصدر طبعة جديدة من كتاب ابن كثير صادرة عام 1993 عن دار مكتبة  الحياة) علّق على ذلك بقوله : كيف يكون كنعان وقد غرق ومن أين جاء الكنعانيون إذن ؟ ، إن هذا إلا باطل الإسرائيليات وعداوتهم لبنى كنعان والعرب ...  

وكنعان كما هو معروف هو ابن سام ، وفى قول آخر هو ابن حام كما جاء فى الموسوعة العربية الميسرة الصادرة عن دار إحياء التراث العربى .. أى أنه ليس "يام" كما يدعى أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، ويعتبر المؤرخون العرب القدامى أن الكنعانيين أبناء كنعان من العرب البائدة ، وكان العرب الكنعانيون هم أول السكان المعروفين لفلسطين ، وأرض كنعان هى التى خرج إليها بنى إسرائيل هربا من فرعون مصر ، وهى أرض فلسطين حاليا . فكيف نشأ أهل كنعان إن كان كنعان قد غرق طبقا لرواية البعض ..

و جاء فى لسان العرب لابن منظور : اليمُّ هو البحر الذى لايدرك قعره ولا شطاه ، وتم اشتقاقها من "يام" ابن نوح ، وزعم بعضهم أنها لغة سريانية فعربته العرب ، وأصله يَـماَّ . ونعلم أن اللغة السيريانية كانت لهجة من لهجات شمال بلاد مابين النهرين التى تعرف حاليا بالعراق ، ويؤكد أهل الكتاب أن هذا المكان هو مكان نشأة سيدنا نوح ، ويشاركهم هذا الرأى مؤرخى اليونان القدامى ..

ويقول الشيخ محمد الغزالى فى كتابه " نظرات فى القرآن" : إن روح القصص القرآنى هو احتواؤه على جملة من سنن الله الكونية ، ويتناول القرآن الكريم قصص الأنبياء والمرسلين ويذكر طرفا من معجزاتهم ، ومن المقرر أنه ليس الغرض من ذلك استقراء الوقائع ، ولاتحديد الأزمان ، ولا تناول الظروف والمناسبات ، ولا تسجيل مجرد للحوادث والأشخاص ، ولا البحث التاريخى الإصطلاحى والفنى ، وإنما الغرض من ذلك الهداية والعظة والعبرة ، وتقرير قواعد هذه الهداية فى النفوس ... الخ .

إذن فيجب أن نحذر مما يسميه البعض بالحقائق التاريخية التى أصبحت لعبة فى يد أعداء كل حقيقة . وأصبح للأسف تصنيع وتلفيق تاريخ الإسلام والعروبة يتم خصيصا لنا فى مطبخ الفكر الصهيونى العالمى الذى يقود النظام العالمى الكئيب فى زمننا هذا ، حيث اصطنع الصهاينة تاريخا أسطوريا لهم على حساب تاريخ العرب والإسلام .. كمافعلوا ذلك تماما فى الماضى مع ظهور الإسلام حين تم دس بعض الأخبار والأحداث على الفكر الإسلامى بعد أن تم  اصطناعها وطبخها  فى مطبخ الإسرائيليات والفكر الإسرائلى  ..

لايعرف التاريخ ياأخى أمة وضعت تاريخها اصطناعا بيدها كما فعل اليهود ، فقد صاغته فى إطار من المقدسات والغيبيات وجعلته كله وحيا من السماء نافذا بإرادة الله ، ومن ثم فهو فوق كل جدل ونقاش .. وكان من الطبيعى أن يلجأ اليهود فى تدوين نشأتهم الأولى إلى مزيج من الخرافات والأساطير والمأثورات الشعبية للأمم القديمة ، ثم يضيفون عليه ماتبقى فى ذاكرتهم المريضة من الحكايات الفلكلورية منذ بداياتهم الأولى . والهدف من ذلك هو ترسيخ فكرة اختيار بنى إسرائيل واصطفاؤهم الأبدى وتسليمهم دور البطولة على مسرح الإنسانية ، أما باقى الأمم والشعوب فهى ليست إلا شخوصا مكملة لملحمتهم التخريفية ..

وإذا سلمنا جدلا بهذا التاريخ الأسطورى الذى اصطنعه اليهود بخيالهم السقيم ، نجد أنهم أنفسهم قد اختلفوا فيه ، فتباينت آراؤهم عن أصولهم الأولى وعن لغتهم العبرية القديمة أو الحديثة التى أخذت إسمها من تسميتهم الأولى " بالعبرانيين" .. وقد تحدثت من قبل أن تلك المجموعة البشرية أخذت أسماءً مختلفة عبر التاريخ ، فقد سُموا أولا فقد سُموا أولا "عبرانيون" ، ثم قيل عنهم "بنو إسرائيل" ، ثم عُرفوا "باليهود" ..  أنها تسميات غير مترادفات ، فكل تسمية منها لها تاريخ مختلف عن الأخرى ، ولها معنى وظروف نشأة تختلف فيها عن الأخرى .


ليست هناك تعليقات: