الأربعاء، أغسطس 21، 2019

٢١ أغسطس ٢٠١٦ · ‏باريس‏ · كان النورمان على اتصال مع انكلترا منذ تاريخ مبكر. فلم يدمـّر الوثنيون الفايكنغ السواحل البريطانية عدة مرات فحسب، ولكن أيضاً احتلوا أغلب الموانئ الهامة على الواجهة الإنكليزية للمانش. بسط الدنماركيون هيمنتهم على عدة ممالك إنجليزية، باسثناء مملكة وسكس الساكسونية، فقد استطاع الملك ألفريد العظيم (حكم 871 - 878) الصمود أمامهم. تزوجت إيما ابنة دوق النورماندي ريتشارد الأول دوق نورماندي، من الملك الإنجليزي إثلرد الثاني. ولذا لجأ إثلرد إلى النورماندي سنة 1013، بعد أن طرده سوين فوركبيرد ملك الدانمرك. وتوفي الملك إثلرد فجاة 1016 أثناء حصار لندن ولحقه ابنه وخلفه إدموند الشجاع بعد سبعة أشهر ،و تزوجت إيما من الملك كانوت العظيم ابن زفن والذي استولى على كامل الجزيرة. و لمـّا عاد إدوارد المعترف أخيراً من لجوء والده في سنة 1041 بناءً على دعوة من أخيه غير الشقيق هارديكانوت ، جلب معه التعليم النورماني الذي تلقاه والعديد من المستشاريين والمقاتلين النورمان. وثبت أيضاً عدداً صغيراً من النورمان لتدريب وإنشاء قوة عسكرية من سلاح الفرسان الإنكليزي. وعيـّن روبير شامبير أسقف كانتربري ورالف الخجول كونت هيريفورد. دعى نسيبه يوستس الثاني إلى بلاطه في 1051، ما تسبب في أكبر الصراعات الأولى بين السكسونيون والنورمان وأدى لنفي غودوين إيرل وسكس . فارس نورماني بمعركة هاستنغس في 1066 مات إدوارد دون ذرية، ولكنه كان قد جعل من وليام دوق نورماندي وريثاً له. والذي عبر القنال الإنجليزي لحماية حقوقه، مبتدأًً استيلاء النورماني على إنكلترا. غير أن الارستقراطية الإنكليزية انتخبت في الوقت نفسه أقوى أعضاءها ملكاً، وهو هارولد الثاني الذي حكم لبضعة أشهر، حتى تشرين الأول أكتوبر، عندما قـُتل في معركة هاستينغز الشهيرة والتي قررت مصير انكلترا. بعد ما يزيد قليلاً عن الشهرين توّج وليام ملكاً من قبل رئيس أساقفة يورك قرب ويستمنستر. حلّ الغزاة النورمان ونسلهم محل أنغلوسكسون كطبقة حاكمة لإنكلترا. كان نبلاء إنكلترا جزءاً من ثقافة ناطقة بالفرنسية فقط وامتلك العديد منهم أراضي على جانبي القناة. بعد هذا الصعود المثير إلى السلطة، كان من السهل على وليام أن يعيد بناء هياكل المملكة السياسية والإدارية باستبعاده للارستقراطية الانغلوساكسونية المحلية من السلطة ومعززاً في نفس الوقت الوجود النورماني وهي سياسة ابتدأت بالفعل منذ عهد إدوارد المعترف. في أعوام حكمه العشرين أقام وليام النظام الاقطاعي الفرنسي بإنكلترا، مكافئاً بالإقطاعات نظير الخدمات المقدمة من الارستقراطية إلى حاشيته (بنيت في عهده حوالي ثمانين القلعة). بعد فترة أولى من الاستياء والتمرد، بدأ الشعبان بالانصهار، فاختلطت اللغات والتقاليد. فكان من إفرازات ذلك تحرير كتاب يوم الحِساب في عام 1086، الذي تضمن إحصاءاً بالعقارات والأشخاص في أراضي المملكة. وقد حـُرّرَ هذا المسح السكاني بلغة لاتينية غنية بالمفردات الانغلوساكسونية، وهو أحد أهم وثائق ذاك العصر على المستويات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المنطقة. كان أوائل ملوك إنكلترا من النورمان كدوقات للنورماندي مُـقطعين من ملك فرنسا. لعلـّهم لم يعتبروا بالضرورة أن إنكلترا أهم ما يملكون (رغم أنه جلب لقب الملك). الملك ريتشارد قلب الأسد الذي كثيراً ما ينظر إليه باعتباره نموذجاً لملك إنكلترا بالقرون الوسطى، كان لا يتحدث سوى الفرنسية ويقضي وقتاً أكثر في أكيتان أو بالحملات الصليبية مما كان يقضيه في إنكلترا. بدأ النورمان بتعريف أنفسهم باسم الأنغلونورمان، في حين أن اللغة الأنغلونورمانية صارت متميزة إلى حد كبير عن "الفرنسية الباريسية"، وهو ما كان موضوعاً لبعض من فكاهة جيفري تشوسر. في النهاية اختفى هذا التمييز تماماً تقريباً خلال حرب المائة عام، وأصبحت الارستقراطية الأنغلونورمانية تعرف نفسها تدريجياً بأنها إنكليزية، كما أندمجت اللغتان الأنغلوساكسونية والأنغلونورمانية لتكونا الإنكليزية الوسطى.


كان النورمان على اتصال مع انكلترا منذ تاريخ مبكر. فلم يدمـّر الوثنيون الفايكنغ السواحل البريطانية عدة مرات فحسب، ولكن أيضاً احتلوا أغلب الموانئ الهامة على الواجهة الإنكليزية للمانش.
بسط الدنماركيون هيمنتهم على عدة ممالك إنجليزية، باسثناء مملكة وسكس الساكسونية، فقد استطاع الملك ألفريد العظيم (حكم 871 - 878) الصمود أمامهم.
تزوجت إيما ابنة دوق النورماندي ريتشارد الأول دوق نورماندي، من الملك الإنجليزي إثلرد الثاني. ولذا لجأ إثلرد إلى النورماندي سنة 1013، بعد أن طرده سوين فوركبيرد ملك الدانمرك. وتوفي الملك إثلرد فجاة 1016 أثناء حصار لندن ولحقه ابنه وخلفه إدموند الشجاع بعد سبعة أشهر ،و تزوجت إيما من الملك كانوت العظيم ابن زفن والذي استولى على كامل الجزيرة.
و لمـّا عاد إدوارد المعترف أخيراً من لجوء والده في سنة 1041 بناءً على دعوة من أخيه غير الشقيق هارديكانوت ، جلب معه التعليم النورماني الذي تلقاه والعديد من المستشاريين والمقاتلين النورمان. وثبت أيضاً عدداً صغيراً من النورمان لتدريب وإنشاء قوة عسكرية من سلاح الفرسان الإنكليزي. وعيـّن روبير شامبير أسقف كانتربري ورالف الخجول كونت هيريفورد. دعى نسيبه يوستس الثاني إلى بلاطه في 1051، ما تسبب في أكبر الصراعات الأولى بين السكسونيون والنورمان وأدى لنفي غودوين إيرل وسكس .
فارس نورماني بمعركة هاستنغس
في 1066 مات إدوارد دون ذرية، ولكنه كان قد جعل من وليام دوق نورماندي وريثاً له. والذي عبر القنال الإنجليزي لحماية حقوقه، مبتدأًً استيلاء النورماني على إنكلترا. غير أن الارستقراطية الإنكليزية انتخبت في الوقت نفسه أقوى أعضاءها ملكاً، وهو هارولد الثاني الذي حكم لبضعة أشهر، حتى تشرين الأول أكتوبر، عندما قـُتل في معركة هاستينغز الشهيرة والتي قررت مصير انكلترا. بعد ما يزيد قليلاً عن الشهرين توّج وليام ملكاً من قبل رئيس أساقفة يورك قرب ويستمنستر.
حلّ الغزاة النورمان ونسلهم محل أنغلوسكسون كطبقة حاكمة لإنكلترا. كان نبلاء إنكلترا جزءاً من ثقافة ناطقة بالفرنسية فقط وامتلك العديد منهم أراضي على جانبي القناة.
بعد هذا الصعود المثير إلى السلطة، كان من السهل على وليام أن يعيد بناء هياكل المملكة السياسية والإدارية باستبعاده للارستقراطية الانغلوساكسونية المحلية من السلطة ومعززاً في نفس الوقت الوجود النورماني وهي سياسة ابتدأت بالفعل منذ عهد إدوارد المعترف. في أعوام حكمه العشرين أقام وليام النظام الاقطاعي الفرنسي بإنكلترا، مكافئاً بالإقطاعات نظير الخدمات المقدمة من الارستقراطية إلى حاشيته (بنيت في عهده حوالي ثمانين القلعة). بعد فترة أولى من الاستياء والتمرد، بدأ الشعبان بالانصهار، فاختلطت اللغات والتقاليد. فكان من إفرازات ذلك تحرير كتاب يوم الحِساب في عام 1086، الذي تضمن إحصاءاً بالعقارات والأشخاص في أراضي المملكة. وقد حـُرّرَ هذا المسح السكاني بلغة لاتينية غنية بالمفردات الانغلوساكسونية، وهو أحد أهم وثائق ذاك العصر على المستويات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المنطقة.
كان أوائل ملوك إنكلترا من النورمان كدوقات للنورماندي مُـقطعين من ملك فرنسا. لعلـّهم لم يعتبروا بالضرورة أن إنكلترا أهم ما يملكون (رغم أنه جلب لقب الملك). الملك ريتشارد قلب الأسد الذي كثيراً ما ينظر إليه باعتباره نموذجاً لملك إنكلترا بالقرون الوسطى، كان لا يتحدث سوى الفرنسية ويقضي وقتاً أكثر في أكيتان أو بالحملات الصليبية مما كان يقضيه في إنكلترا.
بدأ النورمان بتعريف أنفسهم باسم الأنغلونورمان، في حين أن اللغة الأنغلونورمانية صارت متميزة إلى حد كبير عن "الفرنسية الباريسية"، وهو ما كان موضوعاً لبعض من فكاهة جيفري تشوسر. في النهاية اختفى هذا التمييز تماماً تقريباً خلال حرب المائة عام، وأصبحت الارستقراطية الأنغلونورمانية تعرف نفسها تدريجياً بأنها إنكليزية، كما أندمجت اللغتان الأنغلوساكسونية والأنغلونورمانية لتكونا الإنكليزية الوسطى.

ليست هناك تعليقات:

الموافقة على صفقة صواريخ أميركية لمصر بـ740 مليون دولار.

  بينما يستمر التصعيد في الشرق الأوسط منذ قرابة العام ووسط واقع مشتعل في المنطقة، ما بين حرب في غزة والضفة الغربية وتوسعها لتطال لبنان، وحتى...