أعرب مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر عن صدمته من التصريحات التي صدرت عن سكرتير المجمع المقدس والرجل الثاني في الكنيسة المصرية الأنبا بيشوي بشأن القرآن الكريم، واعتبرتها جماعة الإخوان المسلمين دعوة صريحة للفتنة الطائفية، بينما طالب محامون باعتقال الأنبا بيشوي بتهمة إشاعة الفتنة وازدراء الإسلام.
وأكد المجمع -في بيان له عقب اجتماع طارئ للرد على تصريحات الأنبا بيشوي- أن هذه التصريحات التي تطعن في القرآن الكريم أثارت غضب ملايين المسلمين في مصر وخارجها، واستنكار عقلاء المسيحيين في مصر على وجه الخصوص".
وأكد المجمع أن "هذه التصرفات غير المسؤولة إنما تهدد في المقام الأول الوحدة الوطنية، في وقت تشتد فيه الحاجة لصيانتها ودعمها"، منبها إلى أن "هذه التجاوزات إنما تخدم الأهداف العدائية المعلنة عالمياً على الإسلام والمسلمين وثقافتهم وحضارتهم"، وطالب المجمع من أصدر تلك التصريحات بمراجعتها والرجوع عنها.
وأضاف البيان الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه أنه "إذا كان عقلاء العالم قد استنكروا إساءة بعض الغربيين إلى القرآن الكريم، فإن عقلاء مصر بمفكريها ومثقفيها من المسلمين والمسيحيين مطالبون بالتصدي لأي محاولة تسيء إلى الأديان السماوية الثلاثة ورموزها ومقدساتها".
وجاء بيان المجمع بعد جلسة ساخنة عقدها بكامل أعضائه للرد على تصريحات الأنبا بيشوي التي قال فيها إنه يرجح أن بعض آيات القرآن الكريم وضعت بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ووصف شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي ترأس الاجتماع التصريحات بأنها تصريحات "غير مسؤولة". مؤكدا أن البيان صيغ بعناية شديدة بهدف المحافظة على الوحدة الوطنية واستقرار البلاد.
الإخوان ينددونمن جهتها اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين تصريحات الأنبا بيشوي "دعوة صريحة للفتنة الطائفية"، يدفع ثمنها العوام من المسلمين والمسيحيين، وانتقدت موقف الكنيسة التي لم تتحرك رغم الغضب الذي خلفته التصريحات لنفيها أو تصحيح الموقف الكنسي من هذه القضية.
و
|
محمد بديع استنكر تصريحات الأنبا بيشوي وانتقد عدم تحرك الكنيسة لنفيها (الجزيرة نت-أرشيف) |
استنكر المرشد العام للجماعة محمد
بديع -في رسالته الأسبوعية التي نشرها موقع الجماعة الإلكتروني- التعرض لسلامة وصدقية آيات المصحف الشريف، وطالب بحذف أي مادة في الدستور تتعارض مع القرآن، واستنكر أي حديث حول صدقية آياته. وأكد أن الله تعهد بحفظ القرآن، داعيا إلى التمسك بكتاب الله وحفظه، باعتباره الدستور الجامع لأحكام الإسلام.
وتعليقا على ذلك رفض عضو مجلس شورى الإخوان جمال حشمت ما قيل من أن التصريحات تعبر عن موقف فردي للأنبا، وقال إنها "تعكس مخططا تعمل عليه الكنيسة المصرية –ولا أقول الأقباط- منذ سبعينيات القرن الماضي، وتؤكده العلاقات مع أقباط المهجر والاستقواء بالخارج".
وكشف أن "محاولات الكنيسة -التي تحولت إلى مؤسسة سياسية تمارس الضغط على الدولة المصرية- تخطت المكاسب الاعتيادية التي تتزامن مع الانتخابات، إلى محاولة فرض أمر واقع على المصريين".
وحول انتقاد بعض التيارات الإسلامية موقف الإخوان من القضية واتهامهم الجماعة بمهادنة الأقباط، قال حشمت "الإخوان لن يخرجوا ببيان رسمي للرد على تصريحات أو مواقف قبطية، لأن الأمر سيتحول إلى معركة بين الإخوان والأقباط، وهو ما تريده بعض الدوائر القبطية، لكن رسالة المرشد ومن قبلها مواقف محامي الإخوان في مقاضاة الأنبا، وإعلان قيادات الجماعة على اختلاف مستوياتهم القيادية رفضهم التصريحات، يؤكد موقف الجماعة الواضح من هذه التجاوزات والتطاولات".
بلاغ
وبدورهم تقدم أكثر من 100 محام ببلاغ إلى النائب العام المصري طالبوه فيه بسرعة اعتقال الأنبا بيشوي، والتحقيق معه بتهمة "إشاعة الفتنة وازدراء الإسلام".
وقال المحامون في البلاغ، الذي قدمه المحامي الإسلامي ممدوح إسماعيل وتضامن معه 114 محاميا، إن بيشوي "حاول أن يشكك في آيات القرآن، وهو الجاهل باللغة العربية وتفسير القرآن، واختار متعمدا توقيتا يعج المناخ فيه (في مصر) بالاحتقان بقصد إثارة الفتنة وازدراء القرآن والإسلام".
"
المحامون استنكروا "السكوت الحكومي والصمت القضائي عن هذه الفتنة التي تكاد تعصف بمصر، من شخص يعتقد أنه فوق القانون"
" |
واستنكر المحامون في بلاغهم الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه السكوت الحكومي والصمت القضائي عن التحرك ضد هذه الفتنة التي تكاد تعصف بمصر، من شخص يعتقد أنه فوق القانون، مطالبين الجهات المختصة بالقبض على الأنبا بيشوي والتحقيق معه بموجب المادة 98 من قانون العقوبات "التي تعاقب بالحبس أو الغرامة كل من يزدري الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها، أو يضر بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي".وأكد البلاغ أن "التصريحات الاستفزازية التي رددها الأنبا بيشوى ضد المسلمين عندما قال كذباً إنهم ضيوف فى وطنهم، وأنه على استعداد للقتال إذا ما فرضت الدولة سلطانها القانوني على الكنيسة، قد خلقت أجواء من التوتر والاحتقان بين المسلمين والمسيحيين وتنذر بفتنه طائفية كبيرة".
وأضاف البيان أن "بيشوي لم يكتف بذلك بل خرج على الناس في مؤتمر عام بمدينة الفيوم ليتفوه بكلمات حاقدة مثيرة للفتنة، فيها طعن في الإسلام وعقيدة المسلمين والقرآن كلام الله المحفوظ منذ أكثر من 14 قرنا من الزمان لم يتغير أو يتبدل حرف منه".
وكان الأنبا بيشوي اعتبر في مؤتمر تثبيت الأديان أن بعض الآيات التي وصفها بالمسيئة إلى المسيحيين في القرآن "قد أضيفت بعد وفاة الرسول، وذلك خلال عهد الخليفة عثمان". كما قال في وقت سابق إن المسلمين ضيوف على مصر القبطية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق