الأحد، سبتمبر 26، 2010

هل هناك فرق بين إسرائيل واليهود ؟


إسرائيل دولة يتنازعها طابعان الطابع الديني والعلماني، كما أن المشروع الصهيوني نفسه استند الي الدين مثلما أكدت عليه التيارات العلمانية،ولذلك لم يفهم العرب وغيرهم معني إصرار إسرائيل علي أنها دولة يهودية. فما الفرق بين المصطلحين: دولة اليهود والدولة اليهودية؟. ولما كانت اسرائيل تريد أن تكون هي كل فلسطين فإن اسرائيل تريد أن تطرد العنصر الفلسطيني بدءابطرد فلسطينيي1948ثم ابعاد الباقي في الأراضي الفلسطينية،ولذلك وجب فك الاشتباك بين اليهودية والصهيونية.

فقد ظل الفارق بين اليهود وإسرائيل يطارد ثقافتنا ومفاهيمنا على اساس أن إسرائيل مشروع سياسى يسمي الصهونية وأن اليهود أتباع دين سماوى يسمى اليهودية ، وعلى أساس الاعتقاد بإن الصراع فى فلسطين يقوم بين جماعتين وشعبين يريد كل منهما أن تكون له الغلبة .بعد ذلك تزحزحت افكارنا رويدا رويدا بسبب أوهام السلام من إعتبار فلسطين وطن الفلسطينيين تاريخيا الى اعتبار فلسطين وطنا لشعبين ويعبرعن ذلك بعبارات جميلة وهى حل الدولتين التى يتشدق بها الجميع وتلوكها الالسنة دون ان يدرك العرب ان المشروع الصهيونى لا يعترف فى فلسطين الا لليهود .

أدى ذلك الى وقوع العقل المصرى والعربي فى مأزق خطير وهو إصراره على التمييز بين إسرائيل واليهود فكان الطعن فى المشروع السياسى دون ان ينسحب هذا الطعن علي مجمل يهود العالم خاصة وأن منهم من يرفض هذا المشروع،ويستشهد بعضهم دفاعا عن حق الشعب الفلسطينى في البقاء مثل الشابة الامريكية اليهودية راشيل التى قتلتها الجرافة الاسرائيلية.

فكيف يحل العقل العربى لغز التطابق المطلوب بين إسرائيل والدولة اليهودية الخالصة التى ترفض أن يلوثها العنصر الفلسطينى وأن تتحول الى نقائها الدينى ، على أساس أن كل إسرائيلى يهودى ،ويجب أن يكون كل يهودى إسرائيليا لان إسرائيل كما يقولون هى وطن كل اليهود .

فهل يجوز لهم غصب الارض والاعتصام بالدين ، فإن قاتلناهم نكون معارضين لأرادة الهية ومشيئة توراتية . وإن ميزنا بين إسرائيل واليهود كما نفعل حتى الان قالوا لنا أن هذه سذاجة وجهل لأن اليهودي المخلص هو الذى يقرأ فى توراته أنه كلما أزدهرت إسرائيل تحققت النبوءات التوارتية ومن ثم كان الاخلاص لاسرائيل ومناهضة خصومها وتمكينها هو واجب دينى يأثم من يخالفه أو يتركه. وإن قلنا أن إسرائيل هى اليهود كما يريدون قالوا لنا إنكم تعادون السامية ،فما هو الموقف الصحيح ؟

الحق ان اليهودية دين سماوى ونحن لا يهمنا ألا يعترف اليهود بالاسلام ،

ولكن الذى يهمنا هو أن مخططا سياسيا إنتحل من الدين ما يكفى وتستر بأستار هذا الدين حتى يمكن لمشروع الاستيلاء على أرض فلسطين ، ولذلك فإن رفع هذا الطغيان والاستلاب هو اصل من أصول كل الاديان الصحيحة وأن الموت فى سبيل هذا الحق هو إستشهاد لا مراء فيه.

ولكن كيف يقر العقل العربى بإشكالية الزعم بأن إسرائيل قامت علي أسس توارتية وهى تحقيق لمشيئة إلهية لا راد لها ، ومن ثم فهى دولة دينية ؟ وكيف يقر العقل العربى زعمهم بأن دينهم يأمرهم بقتل غيرهم والتمثيل بهم بينما يقدسون الأحياء والموتى من اليهود وحدهم ، ولدينا ترسانة كاملة من الفتاوى التى اصدرها الحاخامات فى كل العصور دعما لهذه الحقيقة ، فإن قلنا أنه صراع دينى بين اليهود والمسلمين وأنه أستئناف للصراع القديم بين نبى الاسلام ويهود المدينة قالوا اننا نشجع تسييس الدين وندخل مشايخنا ايضا الى دائرة الصراع مما يؤدى الى أنهم سيكونون قيدا على حرية الحركة السياسية للتوجه الي الحلول السلمية ، واللافت ان الأزهر تخبط في فتاواه السياسية مستخدما الدين بينما حاخاماتهم كانوا أكثر التزاما بخطهم الدينى المزعوم ،

ففى عام1956 اصدرت لجنة الفتوى بالأزهر فتوى بإن الصلح مع اليهود حرام شرعا يأثم من يأتيه لأنهم أعداء ولا يجوز مصالحتهم ، وهم أعداؤنا واعداء ديننا ، ولكن عندما شرع السادات في الصلح معهم أفتى الأزهر بأن الصلح معهم يشبه صلح الحديبية وأنه إالتزام قرآنى. وساق الأزهر من الايات ما يدعم هذا الموقف ، ثم رأينا بعد ذلك تذبذب فى النظر إاليهم يحكمه تذبذب المقياس السياسى منهم .

الحق أنه مشروع سياسي استعماري استخدم الدين ظلما وبهتانا ويجب علي أتباع كل الأديان نصرة أصحاب الحق العرب في فلسطين.

ليست هناك تعليقات:

بعث عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيظ، الخميس، رسالة و جهها إلى 150 إماما تابعين للمسجد نفسه يطلب منهم "تلاوة أدعية لفرنسا باللغتين الفرنسية و العربية في نهاية خطبة كل يوم جمعة".

  بعث عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيظ، الخميس، رسالة و جهها إلى 150 إماما تابعين للمسجد نفسه يطلب منهم  راسل عميد   مسجد باريس الكبير ...