الاثنين، سبتمبر 27، 2010

د. عمارة يصيب الهدف مباشرة
المفكر الكبير الدكتورمحمد عمارة، على قناة الجزيرة مساء أمس الأول، حدد المشكلة وبدون لف ولا دوران، واتهم البابا شنودة شخصيا بأنه هو مصدر الفتنة الطائفية في مصر.
د. عمارة لم يطلق تصريحاته تحت ضغط "الغضب" وإنما بسرد السيرة الذاتية للبابا ولمؤلفاته التي أشار إليها بالإسم، كأقوى دليل على اتهامه لرأس الكنيسة وتعمده استفزاز الرأي العام المسلم.
د. عمارة لم يتوقف كثيرا عند تصريحات الرجل الثاني في الكنيسة "الأنبا بيشوي".. ولا إلى التصريحات المشابهة لقيادات أقل مثل أسقف القوصية "توماس" والتي وصف فيها المصريين المسلمين بـ"اللصوص" وقوله بأنه يشعر بـ"الإهانة" حال وصف بأنه "عربي" ولا إلى تصريحات اسقف شبرا الأنبا "مرقس" الذي أعاد وكرر ما قاله بيشوي وغيره من قبل بأنهم ـ أي المسيحيين المصريين ـ هم أهل البلاد الأصليون وأن المصريين المسلمين "غزاة" ومحتلون" وإذا أحسنوا الأدب قالوا "ضيوفا علينا"!
المسألة إذن ـ وكما يعتقد د. عمارة ـ ليست أخطاء فردية وإنما مشروع مؤسسي كنسي تأسس على يد كاهنهم الأعظم منذ وصوله إلى الكرسي البابوي في مطلع السبعينيات.
د. عمارة أوضح أن مصر لا يوجد بها أرثوذكس فقط وإنما تشكيلة متنوعة من طوائف مسيحية مختلفة .. فيها المصريون البروتستانت والإنجليون والكاثوليك.. لا توجد بينهم وبين المصريين المسلمين أية مشاكل طائفية.. وتساءل عمارة: لماذا لا توجد فتنة إلا مع الكنيسة الأرثوذكسية فقط، ولا توجد مع الكنائس الأخرى.. ولماذا لم تظهر هذه المشاكل إلا مع تولي البابا شنودة منصب البابوية في مصر؟!
الكل يحاول تفادي البابا شنودة .. ويشنع على بيشوي وأمثاله من تلاميذ البابا، فيما تدل تواتر الوقائع بأنها مدرسة ممتدة من رأس الكنيسة إلى أطرافها وهوامشها المكونة من الكهنة والقساوسة والأساقفة وما شابه.
البابا شنودة "طنش" وعمل نفسه لا يسمع لا يرى لا يتكلم.. ولم يعقب ولو مرة واحدة على أي تصريحات مسيئة للإسلام أو للمسلمين المصريين ولا لهوية مصر وعروبتها وإسلامها.
في الفترة الأخيرة استهدف القساوسة من كبار مساعديه كل ما هو إسلامي في مصر ـ بما فيه القرآن الكريم ـ فيما التزم البابا الصمت وكأن كل هذه الانتهاكات صدرت من "الفاتيكان" وليس من كاتدرائية العباسية التي بناها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأموال المسلمين !
البابا شنودة.. عندما سأله عمرو أديب على "الأوربت" عن الفضائيات التنصيرية التي تشتم الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، قال : يبطلوا الهجوم على المسيحية أولا!.. وكأن لسان حال الرجل يقول : "واحدة بواحدة" وكأن كنيسته ـ أيضا ـ يروق لها ذلك أو ربما هي التي تقف من ورائها!
المسألة باتت اليوم من الوضوح بحيث لا تسمح بالمراوغة والطبطبة على كتف البابا وتدليع الكنيسة المختطفة اليوم من المتطرفين ومثيري الفتن والحرائق الطائفية.. اليوم مصر تحتاج إلى النبلاء والعقلاء والوطنيين الحقيقيين والشرفاء من المسلمين والمسيحيين وهم كثير لإقالتها من أسوأ عثراتها الداخلية والتي ورطتها فيها الكنيسة بطموحها السياسي والطائفي.
الدكتور محمد عمارة : التطرف في الكنيسة الأرثوذكسية أزمة "مؤسسية" وليس خطأ أفراد


قال المفكر الإسلامي الكبير وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور محمد عمارة أن التطرف الذي تشهده الكنيسة الأرثوذكسية في مصر الآن هو انحراف "مؤسسي" وليس خطأ عارضا أو فرديا للأنبا بيشوي أو غيره ، وبصراحته المعهودة حمل عمارة البابا شنودة مسؤولية تنامي تلك النزعات المتطرفة داخل الكنيسة ، مشيرا إلى أنه كتب كلاما مطابقا لكلام الأنبا بيشوي في كتاب منشور له ، كما صرح به في مجلات وصحف عديدة مثل مجلة الهلال وصحيفة الأسبوع حاول فيها أن يلوي نصوص القرآن لكي يظهرها مؤيدة للعقيدة المسيحية ، وتساءل عمارة في حديثه إلى برنامج "الحصاد" بقناة الجزيرة الفضائية بثته مساء أمس السبت : لماذا لم تكن فى مصر فتنة طائفية قبل تولى البابا شنودة رئاسة الكنيسة , ولماذا لا يثير المسيحيون الكاثوليك أو الإنجيليون أو غيرهم من الطوائف المسيحية الأخرى الفتنة مثلما تفعل الكنيسة الأرثوذكسية ، مؤكدا أن الموقف الحاسم وليس المتردد من الدولة هو الذي يمكنه وقف هذه الفتن والتحرشات التي يقوم بها بعض رجال الكنيسة .

وطالب عمارة بعودة الكنيسة الأرثوذكسية إلى سابق عهدها بالعناية بالرسالة الروحية والإبتعاد عن السياسة , والتوقف عن الإستقواء بالغرب , كما حذر الكنيسة مما أسماه بجر مصر إلى فتنة تهددها وتمزقها على غرار ما يحدث فى العراق ولبنان , وقال عمارة منفعلا إن الكنيسة أصبحت دولة فوق الدولة لدرجة أن البابا تحدى الدولة وتحدى القانون ورفض تنفيذ أحكام القضاء وأدلى بتصريحات لو صدرت من شيخ الأزهر أو أى قاضى لقامت الدنيا ولم تقعد , وتطرق إلى الإجتماع الذى عقده مجمع البحوث الإسلامية الدكتور برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والذى يعد عمارة أحد أعضائه يوم السبت لمناقشة تصريحات بيشوى بخصوص القرآن الكريم , وأكد أن غالبية أعضاء مجمع البحوث حريصون على الوحدة الوطنية ولكنهم فى نفس الوقت يحذرون من المساس بالعقيدة الإسلامية وأكدوا أنها خط أحمر لا يجوز لأحد الإقتراب منه .

وكانت التصريحات المتطرفة من الرجل الثاني في الكنيسة قد أثارت غضبا واسعا بين علماء الأزهر وقيادته ، أدت إلى الدعوة إلى اجتماع عاجل عقد صباح أمس ناقش تصريحات الأنبا بيشوي المتطاولة على القرآن الكريم ، وصدر على إثر الاجتماع الذي امتد لثلاث ساعات بيان انتقد بشدة تلك التصريحات ، واعتبر البيان أن مثل هذه التصريحات مماثلة للتصريحات العدوانية التي تتحرش بالإسلام والمسلمين في بعض البلدان الأوربية وغيرها وحذر من أنها تضر بشدة بالوحدة الوطنية ، مشيرا إلى أن مصر دولة إسلامية بنص دستورها الذي يمثل العقد الاجتماعي للشعب والدولة وأن احترام هوية مصر المسلمة هو من بديهيات التزام الأقليات التي تعيش في داخلها ، وأضاف البيان ما نصه :

اجتمع مجمع البحوث الإسلامية فى جلسة طارئة السبت 16 من شوال 1431ﻫ الموافق 25 من سبتمبر 2010 م وأصدر البيان التالى:

"لقد صُدم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بما نُشر أخيراً منسوباً إلى أحد كبار رجال الكنيسة الأرثوذكسية بمصر من طعن على القرآن الكريم وتزييف على علماء المسلمين، الأمر الذى أثار غضب جماهير المسلمين فى مصر، وخارجها واستنكار عقلاء المسيحيين فى مصر على وجه الخصوص، والمجمع إذ يؤكد على أن هذه التصرفات غير المسئولة إنما تهدد فى المقام الأول الوحدة الوطنية فى وقت نحن فى أشد الحاجة فيه لصيانتها ودعمها، فإنه ينبه إلى أن هذه التجاوزات إنما تخدم الأهداف العدائية المعلنة عالمياً على الإسلام والمسلمين وثقافتهم وحضارتهم، مما يوجب على أصحاب هذه التجاوزات أن يرتقوا إلى مستوى المسئولية الوطنية، وأن يراجعوا أنفسهم وأن يثوبوا إلى رشدهم".

هذا وإن رفض مجمع البحوث الإسلامية هذه التصرفات غير المسئولة إنما ينبع أولاً من حرصه على أمن الوطن بمسلميه ومسيحييه وحماية الوحدة الوطنية ومواجهة الفتن التى يمكن أن تثيرها هذه التصرفات التى تهدد أمن الوطن واستقراره".

ويؤكد المجمع على حقيقة أن مصر دولة إسلامية بنص دستورها الذى يمثل العقد الاجتماعى بين أهلها، ومن هنا فإن حقوق المواطنة التى علمنا إياها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فى عهده لنصارى نجران والذى قرر فيه أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين – هذه الحقوق مشروطة باحترام الهوية الإسلامية وحقوق المواطنة التى نص عليها الدستور.

وإذا كان عقلاء العالم قد استنكروا فى استهجان شديد إساءة بعض الغربيين للقرآن الكريم، فإن عقلاء مصر بمفكريها ومثقفيها من المسلمين والمسيحيين مطالبون بالتصدى لأية محاولة تسىء إلى الأديان السماوية الثلاثة ورموزها ومقدساتها، كما أنهم مطالبون باليقظة وبتفويت الفرصة على المتربصين بأمن مصر واستقرارها وسلامتها، وبأن يعتبروا العقائد الدينية للمصريين جميعاً خطاً أحمر لا يجوز المساس به من قريب أو بعيد
مسلم يكتم إيمانه !

هذه رسالة مؤثرة وصلتني من أستاذ جامعي مصري ، واضح أنه من قراء المصريون المتابعين ، وجدت أن بها بعض المعاني التي ربما تكون مهمة للرأي العام الإسلامي والمسيحي في مصر فرأيت أن أشرك الجميع معي في قراءتها ، تقول سطور الرسالة :
الأخ الأستاذ جمال سلطان ، هذه الرسالة من مسلم يكتم إيمانه منذ 15 سنة، وسبب كتمان إيمانى ربما يكون مفهوما من الأحداث الأخيرة التى أسهمتم ببراعة في كشف وقائعها، وأضيف للسبب هذا أن لى أسرة كبيرة أفقدها لو أعلنت إسلامى، وحاولت وما زلت أحاول أن آخذ بيد أسرتى إلى الإيمان (لولا الإرهاب الكنسى) خصوصا أننى مقتنع بما عبر عنه أحد كتاب المصريون من أن اعتناق المسيحي للإسلام ليس ردة عن هذا الدين السماوى ولكنه زيادة في الإيمان لأننى لم أكفر بالنصرانية أو بالمسيح ولكننى أضفت إليها الإيمان بالإسلام وبرسوله صلى الله عليهما وسلم. وأنا نشأت في بيئة غير متعصبة وكنا نعتبر كعائلة أن المسيح كلمة الله، وعرفت متأخرا وصدفة أن جدى لأمى كان مسلما يكتم إيمانه. أما الذي هدانى إلى الإسلام فهو الكنيسة نفسها!، وربما تستغرب من ذلك، فالمسيحى ينشأ في مصر في بيئة سلام ووئام ومحبة مع جيرانه وزملائه المسلمين لأن شعب مصر شعب متدين طيب ودود، حتى يبدأ في الذهاب إلى الكنيسة فينقلب حاله عندما يجد أنه مطلوب منه أن يكره أصدقاءه وجيرانه الذين يحبهم ويثق بهم فتحدث صدمة وهزة عقلية وعاطفية خطيرة، ويؤدى ذلك إلى دفع المثقفين ومن يحترمون عقولهم إلى البحث عن الحقيقة، وسبحان الله يحدث العكس ويؤدى رد الفعل والقراءة عن الإسلام إلى اعتناق المسيحي للإسلام. فالكنيسة ليس لديها المنطق أو الحجة القوية التي تقنع بها روادها، بل إن الكهنة أنفسهم ليسوا مقتنعين بدينهم اقتناعا كاملا، ويفشلون في جذب رواد الكنيسة للدين فيستعيضون عن ذلك بتنفير جمهورهم من الإسلام بادعاءات كلها كاذبة وغير منطقية. والكنيسة مخطئة في ذلك لأنها تزرع في نفوس روادها الكراهية والحقد غير المبرر بما يؤدى إلى الانعزال والفرز الطائفى بل والعقد النفسية، لأننا نعيش في وطن واحد. والسبب في ذلك معروف منذ زمن حين أقبل المصريون بعد الفتح الإسلامى على الدين الجديد المقنع أفواجا، ووجد قادة الكنيسة أنهم يفقدون جمهورهم الذى يمدهم بالمال ويتعيشون من عطاءاته فلم يجدوا سوى زرع الكراهية في الإسلام والمسلمين والقرآن الكريم لوقف هذه الظاهرة، ولم ينجحوا مع الكبار لوعيهم فتوجهوا للأطفال وأخذوا يزرعون فيهم أن المسلمين كفار وأن الاستماع إلى القرآن أو الأذان أو إلى شيوخ الإسلام حرام، وأن من يلمس القرآن أو يقرأه يحرق في نار جهنم، وأن اللغة العربية إثم، ووصل الأمر إلى الإيحاء بأن المسلمين- شركاء الوطن- يكرهوننا ويريدون التخلص منا، والتعامل معهم دون ضرورة حرام .... الخ. المهم أن هذا كان يحدث في الماضى سرا، حتى جاءت المرحلة الحالية. وما يحدث كرد فعل أن المسيحى الذى يُعمل عقله ولو قليلا يبدأ سرا في القراءة عن الإسلام ليفاجأ بكذب كهنة الكنيسة فينجذب بقوة إلى الإسلام كرد فعل، وأعتقد أنهم لو غيروا هذه السياسة الغبية وتركوا الأمور على طبيعتها لهدأت عمليات الفرار من المسيحية إلى الإسلام، ولكن ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. ولعل الإقبال الكبير من زوجات الكهنة على الإسلام سببه أنهم يعرفون حقيقتهم وأنهم (يمثلون) الإيمان على جمهور الكنيسة فيشُكون في صحة الدين المسيحى، والمهم هنا أن الدين البديل ليس ببعيد، فمن السهل التعرف على الإسلام الذى أشهد أنه قريب جدا من النفس البشرية وفطرتها فلا يستغرق الأمر أياما حتى يجد الإنسان العاقل نفسه مشدودا إلى الإسلام. وأعتقد أنه لولا الظروف الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى الإرهاب الكنسى وضعف الحكومة تجاه الكنيسة، لولا ذلك لوجدنا طوابير المسيحيين أمام الأزهر لاعتناق الإسلام. وعموما فمن ينتظرون الفرصة للإسلام كثيرون جدا، ومن يكتمون إيمانهم بالآلاف، وعندما توجد الدولة القوية التى تحمى اختيار المواطن وتمنع الإرهاب الكنسى فسوف يتحول المئات يوميا إلى الإسلام. وأنا أجد مشقة كبيرة في ممارسة العبادات لأننى أكتم إيمانى، ولولا أن ظروف عملى كأستاذ جامعى تمكننى من الغياب عن البيت بحجة السفر للخارج، أو التأخر في العمل، لصعب على صيام رمضان، والحمد لله أن نظم الاتصال الحديثة تساعدنى على إخفاء مكانى. وأعتقد يا أستاذ جمال أن التعصب على الجانبين المسيحى والإسلامى يسهم في دعم سياسة الكنيسة، وأنا أدعو إخوانى المسلمين ألا يحتفلوا بإسلام من يسلم ويتركوا الأمر على طبيعته، لأن المسيحيين المتعصبين يشعرون بأن هناك مكايدة وإهانة من الجانب الآخر فيحرقهم التعصب، فلو مر إسلام من يسلم بهدوء دون مكايدة أو مظاهر احتفالية، فهذا يحفظ للكنيسة ماء الوجه على الأقل، ويقلل من رد الفعل المتعصب. موضوع اختطاف كاميليا شحاتة وأخواتها ليس جديدا، وأعرف أن هناك المئات من الحالات المشابهة، والسبب أن الكنائس والأديرة تقع خارج سلطة الدولة وهذا خطير جدا، ... وهناك الآن سياسة نشطة للسيطرة على مساحات شاسعة من أراضى الدولة برشوة المسئولين المحليين، خصوصا في المناطق المجاورة للكنائس والمقابر والأديرة، .... وأنا أشعر من خلال احتكاكي بالمجتمع المسيحى أن هناك فتنة كبرى قادمة وأنا صراحة أخشى على أولادى رغم أنهم مازالوا نصارى، وليت العقلاء يتدخلون لأنه لا أمل في الدولة، خصوصا عقلاء النصارى لأن الخاسر الأكبر سوف يكون الجانب المسيحى، الذى يظن خطأ أن أمريكا أو إسرائيل سوف تقف معه.
وأخيرا أقول إن الدين عند الله الإسلام، ولو ترك كل إنسان لعقله وضميره دون تدخل مغرض فسوف يتحول الناس جميعا إلى الإسلام الذى يشترط الإيمان بكل الأديان السماوية السابقة، فاعتناق الإسلام لا يشكل ردة عن أى دين سماوى، ولكنه تدعيم للإيمان بالله الواحد الأحد.
انتهت رسالة الدكتور "ش ....." والذي أمهرها باسمه كاملا مع رجاء خاص بعدم نشره ، وقد نشرتها بنصها ، لأن أسلوبها يكشف عن مستوى ثقافي متميز ، ولم أحذف منها إلا بعض المعلومات ذات الحساسية والتي لا يناسب نشرها في سياق عام .
بيشوى ويهوذا الأسخريوطى


مرة أخرى يأبى الأنبا بيشوى –الرجل الثانى فى الكنيسة الأورثوذكسية المصرية والمرشح لخلافة البابا شنودة بعد أن يتنيح بعد عمر طويل - إلا أن يجر شكل المسلمين .فقد قال مؤخرا أن المسيحيين فى مصر هم المصريون وأن المسلمين المصريين ضيوف عليهم ،وهو قول متهافت قمت بالرد عليه فى مقال بعنوان "المسلمون ليسوا ضيوفا رغم أنف بيشوى "ورد عليه الكثيرون .

ولكن بيشوى أثار زوبعة أخرى .وأنا أعتقد أنه يهدف من ذلك إلى مايلى :

تخفيف الضغط والنقد الموجه للبابا شنودة على موقفه من كاميليا شحاته وأخواتها والاستنكار الشعبى العام الواقع عليه.

إلهاء الناس بالدخول بهم فى مواضيع أخرى بعيدة عن كاميليا وأخواتها حتى ينسوا هذا الموضوع.

أن يلبس ثوب البطولة بين شعبه المسيحى استعدادا لمنصبه القادم .

ولكى تعلموا أننا لن نسكت ماحيينا على موضوع وفاء ,كاميليا وأخواتها ،فهاأنذا أدعو القراء إلى التقدم بشكاوى دائمة ومستمرة ضد البابا شنودة إلى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لأنه يحتجز مواطنات بدون وجه حق ودون سند قانونى لأنهن استعملن حقهن فى تغيير ديانتهن ،مما يشكل جريمة جنائية وجريمة ضد الإنسانية .

يمكنكم كتابة شكاواكم بالعربية وإرسالها على العنوان التالى :

CP@ohchr.org

بريد الموظف المختص ورقم تليفونه لمن يرغب في التواصل معه

onojima@un.org

Tel: 1-212-963-2282

واقترح أيضا الشكوى لمنظمة العفو الدولية ومقرها لندن ،والمجلس الاوربى لحقوق الإنسان ،وإن كنت لا أعرف عناوينهما حتى الآن ,وأرجو السادة القراء مساعدتى فى العثور على العناوين وموافاتى بها لنشرها.

واقترح أيضا الشكاوى إلى السيدة سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية ،وعنوان السفارة شارع أمريكا اللاتينية القاهرة ،وسفارة الاتحاد الأوربى بالقاهرة(ابحثوا عن العنوان وانشروه فى تعليقاتكم "

******

نرررررررجع لبيشوى :

فى هذا الصدد فقد أثار بيشوى موضوعين رئيسيين :

الأول : قال أن القرآن يؤكد واقعة صلب المسيح .

الثانى : أن الآية الواردة فى القرآن التى تقول : " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ......." قد أُضيفت إلى القرآن بعد وفاة النبى "صلى الله عليه وسلم " ، ثم عدّل كلامه بعد ذلك –إزاء حملة الاستنكار الواسعة التى واجهته – وقال : دا نا كنت بسأل بس.!!

وإذا كان الأمر كذلك يابيشوى وأنت تحتج علينا بالقرآن فها نحن نرد عليك .

إعلم يابيشوى أن هناك ثوابت لاخلاف عليها بين المسلمين منذ بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم حتى الآن وإلى يوم القيامة .

أولها :إنكار قصة صلب السيد المسيح عليه السلام تماماً وكلية ًجملةً وتفصيلا ً ،وأنا أقول لك ذلك وأنا أعلم أن قصة الصلب من أسس العقيدة المسيحية ،ولكن هذا أمر يخصكم أنتم ونحن لا نؤمن به.

أنت تستشهد بالآية الكريمة " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ " كدليل عل واقعة الصلب !!وتقول:" إذا كان المقصود شخصا يشبهه لقال "شبه به لهم "وليس "شبه لهم " فالمقصود أنه خُيل إليهم لم يكن هناك من يشبهه".

وأنا الحقيقة مندهش من محاولتك إثبات صلب المسيح بالقرآن !!

لماذا القرآن بالذات وأنت لاتؤمن به أصلا؟ مالك ومال القرآن؟

هل قومك غير مقتنعين بما ورد فى كتبكم عن الصلب فتريد أن تقنعهم بالقرآن؟

مالهم ومال القرآن يابيشوى؟ أم أنت تريد أن تقنع المسلمين بصلب المسيح ؟

إذا كان الأمر كذلك فمحاولتك ساذجة وفاشلة ،فالقرآن يقول :

" وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ..."وهذه الكلمات قاطعة فى نفى قصة الصلب تماما دون فذلكة والقول شبه به لهم "وليس "شبه لهم " ..إلخ.

نحن نؤمن بأن هناك شخصا تآمر على المسيح لتسليمه لليهود ليقتلوه ، وهذا الشخص هو واحد من تلاميذ المسيح يعرف بالتلميذ الخائن للمسيح ،ويدعى (يهوذا الإسخريوطي)، ويسمى أيضا بيهوذا سمعان الإسخريوطي, وهو الذي تواطأ مع كهنة اليهود على أن يدلهم على المسيح مقابل أجر, فلما حان وقت القبض و الصلب ألقي الله على هذا الخائن يهوذا الإسخريوطي شبه المسيح ، فصلبه اليهود بدلا منه . إذن الذى صُلب هو يهوذا الإسخريوطي، ورفع الله السيد المسيح إليه.

هذا مانؤمن به ياسيد بيشوى وأنت تعرف ذلك ،فلماذا الفذلكة؟

أما أن الآية الكريمة " َقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ " قد أضيفت بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم "حتى وإن جاء ذلك على سبيل الاستفهام كما تدعى " فإن ذلك فى أقل القليل هو الهراء بعينه .

يابيشوى إنك قرأت القرآن لتحتج علينا به ، وبه أية لو أنك عقلتها ووعيتها لأدركت على الفور أن القرآن الذى بين يديك هم كلام الله تعالى الذى لم يمسه تبديل أو تحريف كالذى حصل فى الإنجيل ، و لتيقنت أن الإسلام هو دين الحق ،ولكن هيهات ." وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ "النور(40)

هذه الآية هى :" إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " الحجر 9

منذ أن نزل القرآن حتى الآن لم تنقطع محاولات اليهود والنصارى فى شتى بقاع الأرض للتلاعب فيه بالحذف والتعديل والإضافة ، لكن أنى لهم ذلك والله حافظه ؟ لقد أنفقوا المليارات تلو المليارات من الدولارات لعمل طبعات مزيفة ،(لعل آخرها مايسمى الفرقان ) ولكن الله تعالى يقيض من جنوده من يكتشفها ويكون مصيرها الإعدام حرقا .وقد صدق الله العظيم حيث قال :

"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ " الأنفال (36)

اسمع يا بيشوى ..نجيب من الآخر :



بسم الله الرحمن الرحيم

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمْ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) المائدة

****

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (171) لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (173)النساء

****

مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35)مريم

وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) مريم

****

الخلاصة : وهكذا فقد قضى الله عز وجل بكفر من يقول بأن المسيح هو الله أوابن الله أوثالث ثلاثة مع الله.

أنا ماجبتش حاجة من عندى يابيشوى قبل ما تروح وتتهمنى بازدراء الأديان.

الذى قال ذلك هو الله الحق تبارك وتعالى فى القرآن الذى قرأته أنت لتحتج علينا به. وعلى فكرة يابيشوى: الكنيسة الكاثوليكية برئاسة بابا الفاتيكان فى روما سبق أن أصدرت وثيقة بتبرئة اليهود من دم المسيح !! أيه رأيكم؟ مش دول مسيحين زيكم بل هم أكثر نسبة مسيحيين فى العالم أعلى منكم و من البروتستانت؟ وللا فاكرنا مش عارفين؟

إذن من الذى صلب المسيح؟ مشكلة !!والله خطرت على بالى فكرة إنما اللى هيّة.

أقولك انا ؟

لكى تخرجوا من هذا المطب قولوا ان المسلمين فى مصر همه اللى صلبوا المسيح

وقتلوه ..وأضيفوا ذلك فى أناجيلكم الأكثر من أربعمائة واختصرت حاليا إلى أربعة أناجيل كل منها غير الآخر،وصدقونى أنه بمرور الوقت بعد جيل واحد ستتصدر هذه المقولة أناجيلكم يابيشوى وسيصدقها الجميع ويضعونها فى تراتيلكم وصلواتكم :

" المسلمون فى مصر صلبوا المسيح وقتلوه"

عنوان إعلامى جميل يجئ على هواكم ..مزيد من الوقيعة بين المسلمين والنصارى الإنجيليين .

ولا شك أن تلك المقولة ستساعد سفاراتكم فى ماما أمريكا "أقصد منظمات أقباط المهجر هناك " على الجعجعة والعويل بأن المسلمين يضطهدون المسيحيين فى مصر لدرجة أنهم صلبوا المسيح وقتلوه.

.وسيصدقونهم !!

لسه برضح حا تشتكينى وتقول إن انا بازدرى الأديان؟ ياراجل حرام عليك..

أنا برضه؟ مش كنت تخلليك فى أناجيلك أحسن وتبعد عن القرآن؟

أخيرا يابيشوى : لقد ظهر يهوذا أسخريوطى آخر فى مصر..

إنه يتآمر أيضا للقتل !!

إذا كنت تعرفه قول له يبطل بقى أحسن له ويرجّع اللى خده ..

وإلا لحق بيهوذا الأسخريوطى الأصلى ..إلى المشنقة..أقصد إلى الصليب .

مش كده وللا أيه؟

ليست هناك تعليقات:

بعث عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيظ، الخميس، رسالة و جهها إلى 150 إماما تابعين للمسجد نفسه يطلب منهم "تلاوة أدعية لفرنسا باللغتين الفرنسية و العربية في نهاية خطبة كل يوم جمعة".

  بعث عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيظ، الخميس، رسالة و جهها إلى 150 إماما تابعين للمسجد نفسه يطلب منهم  راسل عميد   مسجد باريس الكبير ...