ممهورة بختم "سري" وتعفي الطرف الأمريكي من مسؤولية أي تخريب .. المجلس الأعلى للآثار يوقع اتفاقية مع جمعية أمريكية لتحليل مومياوات لإثبات الأصول "اليهودية" لحكام الأسرة 18
حصلت على مستندات تكشف عن وجود اتفاقية موقعة ما بين المجلس الأعلى للآثار والجمعية الجغرافية القومية ـ أمريكية الجنسية ـ وذلك من واقع خطاب موقع من "تيري دي جارسيا" ـ نائب مدير الجمعية ـ ود. زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بتاريخ 14 يوليو 2004 وتنص بنود الاتفاقية على مشروع دراسة بعض المومياوات المصرية وتحديدًا من الأسرة 18 مثل: إخناتون والملك سمنخ قارع ونفرتيتي وإمنحتب الثالث (الفرعون) بالإضافة لبعض المومياوات الأخرى وثيقة الصلة بهذه الشخصيات الفرعونية.
وتنص الاتفاقية الموقعة بين الطرفين قبل سبع سنوات ، وتحديدا بتاريخ 30 ديسمبر عام 2003م أيضا على أن الجمعية الأمريكية اتفقت مع شركة سيمنس الألمانية المتخصصة في المعدات الإلكترونية الخاصة بالآثار على إمدادها بجهازين لدراسة الجسد البشري للمومياوات وأعضاءها على أن ترسل الشركة معداتها إلى الإسكندرية ويقوم المجلس الأعلى للآثار بنقلها وتنظيفها من وإلى مواقع العمل المتفق عليها تحت رعاية وأوامر الجمعية.
كما تتشدد الجمعية في طلبها على أن جميع المعلومات والنتائج الخاصة بدراسة هذه المومياوات في كافة الوسائل الإعلامية تكون حكرًا عليها وبذلك تكون متمتعة بحق الامتياز مدى الحياة لهذه المعلومات التي تجني من خلف توظيفها في الأفلام الوثائقية والإعلانات مليارات الدولارات سنويا بحسب تأكيد خبراء الآثار.
والمثير للدهشة والاستغراب ، أن الجمعية تشير من خلال اتفاقيتها أيضًا إلى أنها غير مسئولة لا هي كإدارة ولا عمالها ولا حتى مقاوليها عن أي أضرار قد تصيب المومياوات خلال عملها بالجهازين التقنيين السابق ذكرهما، سواء أكان ذلك عمدا أو بغير عمد، مشيرة إلى عدم مطالبتها من أي جهة مصرية بأي التزامات في حالة تسببها في أي نوع من المشاكل للمومياوات.
وتنص الاتفاقية أيضا على غل يد القضاء المصري عن أي ولاية على أي خلاف ينشأ عن هذه الاتفافية مع قصر التحاكم فيها على المحاكم الأمريكية ، حيث يلفت المستند إلى أنه في حالة حدوث أي خلافات بين الجمعية والمجلس فإن عليهما اللجوء إلى محاكم ولاية كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية كما توضح معلومات الاتفاقية أيضا أن أي تعديل في بنودها لا يتم إلا بعد موافقة الطرفين كتابة ويعلق الخبراء على هذا بأنه "عيب في حق مصر".
الاتفاقية التي كتب عليها "سري جدًا" تحدد أماكن العمل التي تستهدفها الجمعية وهي: قاعة المومياوات الملكية بالمتحف المصري بميدان التحرير، المقابر الملكية وغير الملكية بتل العمارنة بالمنيا والخاصة بعصر إخناتون، مخازن الآثار الخاصة بالمجلس الأعلى للآثار بالأقصر معبد الأقصر، معبد الكرنك، متحف الأقصر بالأقصر، ووادي الملوك بالأقصر، وهي أماكن كما يقول الخبراء غاية في الأهمية لما تحتويه من آثار عظيمة.
وعن خطورة مثل هذه الاتفاقيات على الثروة الوطنية من آثار مصر ، استشهد العديد من الخبراء بموقف الدكتور صالح بدير ـ العميد الأسبق لطب القصر العيني ـ عندما كان مديرًا عاما لمشروع المومياوات المصرية عام 2004، مؤكدين أنه استقال من منصبه بسبب رفضه المشاركة في مشروع "دراسة المومياوات" ووصفه حينها ـ حسب الخبراء ـ بـ"المشبوه" لأنه من وجهة نظره يخدم الأغراض الصهيونية ويضر بالمصالح المصرية.
وبرروا أن هدف الصهاينة من خلال عمل هذه الجمعية هو اختلاق مقارنة كاذبة بين جينات تلك المومياوات وجينات المصريين الحاليين لعدم الربط بينهما عمدا وذلك بهدف أن مومياوات الأسرة 18 ليسوا من المصريين، بل كانوا من العبرانيين الذين حكموا مصر.
وأشار الخبراء إلى أن هذه المعلومات المغرضة ستستخدم إعلاميًا وسياسيًا في الترويج لتلك الأفكار الصهيونية.
ويتساءل الخبراء: هل ستستطيع أي جهة مصرية أو يتجرأ أي فريق بحث مصري على طلب مثل هذا الأمر من الجهات الأمريكية المختصة أو المعنية بآثار وتاريخ الأمريكان تحت أي ذرائع؟! وأضافوا أن الإجابة ستكون بالنفي القاطع وقالوا: إذا كان الأمر كذلك ـ وهذا أكيد ـ فكيف يسمح المجلس الأعلى بالموافقة على تعريض آثارنا لهذا العبث التي نصت عليه الاتفاقية؟!
وانتقد الخبراء عدم وجود توقيعات من أي جهة مصرية، وتحديدًا تلك التي يسند إليها مثل هذه الاتفاقيات كما جاء بنص الدستور وهما مجلسي الدولة ورئاسة الوزراء وأيضا خلوها من أي إشارات تدل على عرضها على مجلسي الشعب والشورى، ولفت الخبراء إلى أن هذا الأمر بشكله الحالي واستمرار عمل الجمعية الأمريكية في دراستها منذ هذا التاريخ وللآن على المومياوات المصرية في أكثر من مكان لنفس الأسباب المعلنة وغير المعلنة لهو موضوع يحتاج إلى وقفة عاجلة من جهات رقابية مختصة لمعرفة الحقيقة وتقييم إعادة هذا الاتفاق واتخاذ ما يلزم بشأنه
.
حصلت على مستندات تكشف عن وجود اتفاقية موقعة ما بين المجلس الأعلى للآثار والجمعية الجغرافية القومية ـ أمريكية الجنسية ـ وذلك من واقع خطاب موقع من "تيري دي جارسيا" ـ نائب مدير الجمعية ـ ود. زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بتاريخ 14 يوليو 2004 وتنص بنود الاتفاقية على مشروع دراسة بعض المومياوات المصرية وتحديدًا من الأسرة 18 مثل: إخناتون والملك سمنخ قارع ونفرتيتي وإمنحتب الثالث (الفرعون) بالإضافة لبعض المومياوات الأخرى وثيقة الصلة بهذه الشخصيات الفرعونية.
وتنص الاتفاقية الموقعة بين الطرفين قبل سبع سنوات ، وتحديدا بتاريخ 30 ديسمبر عام 2003م أيضا على أن الجمعية الأمريكية اتفقت مع شركة سيمنس الألمانية المتخصصة في المعدات الإلكترونية الخاصة بالآثار على إمدادها بجهازين لدراسة الجسد البشري للمومياوات وأعضاءها على أن ترسل الشركة معداتها إلى الإسكندرية ويقوم المجلس الأعلى للآثار بنقلها وتنظيفها من وإلى مواقع العمل المتفق عليها تحت رعاية وأوامر الجمعية.
كما تتشدد الجمعية في طلبها على أن جميع المعلومات والنتائج الخاصة بدراسة هذه المومياوات في كافة الوسائل الإعلامية تكون حكرًا عليها وبذلك تكون متمتعة بحق الامتياز مدى الحياة لهذه المعلومات التي تجني من خلف توظيفها في الأفلام الوثائقية والإعلانات مليارات الدولارات سنويا بحسب تأكيد خبراء الآثار.
والمثير للدهشة والاستغراب ، أن الجمعية تشير من خلال اتفاقيتها أيضًا إلى أنها غير مسئولة لا هي كإدارة ولا عمالها ولا حتى مقاوليها عن أي أضرار قد تصيب المومياوات خلال عملها بالجهازين التقنيين السابق ذكرهما، سواء أكان ذلك عمدا أو بغير عمد، مشيرة إلى عدم مطالبتها من أي جهة مصرية بأي التزامات في حالة تسببها في أي نوع من المشاكل للمومياوات.
وتنص الاتفاقية أيضا على غل يد القضاء المصري عن أي ولاية على أي خلاف ينشأ عن هذه الاتفافية مع قصر التحاكم فيها على المحاكم الأمريكية ، حيث يلفت المستند إلى أنه في حالة حدوث أي خلافات بين الجمعية والمجلس فإن عليهما اللجوء إلى محاكم ولاية كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية كما توضح معلومات الاتفاقية أيضا أن أي تعديل في بنودها لا يتم إلا بعد موافقة الطرفين كتابة ويعلق الخبراء على هذا بأنه "عيب في حق مصر".
الاتفاقية التي كتب عليها "سري جدًا" تحدد أماكن العمل التي تستهدفها الجمعية وهي: قاعة المومياوات الملكية بالمتحف المصري بميدان التحرير، المقابر الملكية وغير الملكية بتل العمارنة بالمنيا والخاصة بعصر إخناتون، مخازن الآثار الخاصة بالمجلس الأعلى للآثار بالأقصر معبد الأقصر، معبد الكرنك، متحف الأقصر بالأقصر، ووادي الملوك بالأقصر، وهي أماكن كما يقول الخبراء غاية في الأهمية لما تحتويه من آثار عظيمة.
وعن خطورة مثل هذه الاتفاقيات على الثروة الوطنية من آثار مصر ، استشهد العديد من الخبراء بموقف الدكتور صالح بدير ـ العميد الأسبق لطب القصر العيني ـ عندما كان مديرًا عاما لمشروع المومياوات المصرية عام 2004، مؤكدين أنه استقال من منصبه بسبب رفضه المشاركة في مشروع "دراسة المومياوات" ووصفه حينها ـ حسب الخبراء ـ بـ"المشبوه" لأنه من وجهة نظره يخدم الأغراض الصهيونية ويضر بالمصالح المصرية.
وبرروا أن هدف الصهاينة من خلال عمل هذه الجمعية هو اختلاق مقارنة كاذبة بين جينات تلك المومياوات وجينات المصريين الحاليين لعدم الربط بينهما عمدا وذلك بهدف أن مومياوات الأسرة 18 ليسوا من المصريين، بل كانوا من العبرانيين الذين حكموا مصر.
وأشار الخبراء إلى أن هذه المعلومات المغرضة ستستخدم إعلاميًا وسياسيًا في الترويج لتلك الأفكار الصهيونية.
ويتساءل الخبراء: هل ستستطيع أي جهة مصرية أو يتجرأ أي فريق بحث مصري على طلب مثل هذا الأمر من الجهات الأمريكية المختصة أو المعنية بآثار وتاريخ الأمريكان تحت أي ذرائع؟! وأضافوا أن الإجابة ستكون بالنفي القاطع وقالوا: إذا كان الأمر كذلك ـ وهذا أكيد ـ فكيف يسمح المجلس الأعلى بالموافقة على تعريض آثارنا لهذا العبث التي نصت عليه الاتفاقية؟!
وانتقد الخبراء عدم وجود توقيعات من أي جهة مصرية، وتحديدًا تلك التي يسند إليها مثل هذه الاتفاقيات كما جاء بنص الدستور وهما مجلسي الدولة ورئاسة الوزراء وأيضا خلوها من أي إشارات تدل على عرضها على مجلسي الشعب والشورى، ولفت الخبراء إلى أن هذا الأمر بشكله الحالي واستمرار عمل الجمعية الأمريكية في دراستها منذ هذا التاريخ وللآن على المومياوات المصرية في أكثر من مكان لنفس الأسباب المعلنة وغير المعلنة لهو موضوع يحتاج إلى وقفة عاجلة من جهات رقابية مختصة لمعرفة الحقيقة وتقييم إعادة هذا الاتفاق واتخاذ ما يلزم بشأنه
كمال أبو المجد:التوجهات "الانتحارية" للكنيسة سبب "كارثة" كاميليا ووفاء | |||
| |||
محاكمة "رمزية" للأنبا بيشوي بالكاتدرائية عقب العظة الأسبوعية للبابا شنودة.. و"مصريون ضد التمييز الديني" تطالب بالتحقيق في "خطف" كاميليا شحاتة اعتبر المفكر القبطي كمال زاخر، منسق جبهة العلمانيين الأقباط، اعتذار البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عن تصريحات الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس التي شكك فيها في عصمة القرآن الكريم، يأتي من منطلق استشعاره للخطر الذي يحيط بالكاتدرائية جراء تلك التصريحات "غير المسئولة". وأكد أن الحل الوحيد هو أن يستخدم رئيس الجمهورية سلطاته ويصدر قانونًا عاجلاً بتجريم التعرض للأديان بجملتها، ويغلق هذا الباب، فالحديث عن الخلافات بين الأديان مقره قاعات البحث، وليس الطرح العام في الشارع للجمهور العادي. في الوقت الذي دعا فيه تجمع على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بقيادة الناشط بولس رمزي بمحاكمة رمزية للأنبا بيشوي في ساحة الكنيسة غدًا الأربعاء عقب العظة الأسبوعية للبابا، لأنه يدفع الآن بقوة في إشعال نيران الفتنه بين المسلمين والأقباط، ولا ينبغي أن يستمر في منصبه كسكرتير عام للمجمع المقدس، وعلى البابا أن يتخذ قرارا بعزله من جميع رتبه الكهنوتية وإعادته إلى الدير". إلى ذلك، نفى المتحدث الرسمي لمشيخة الأزهر محمد رفاعة الطهطاوي اعتزام الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر عقد مؤتمر يجمع قيادات الأزهر والكنيسة فور عودته من المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، لاحتواء الأزمة التي أشعلتها تصريحات الأنبا بيشوي، مؤكدا أن فكرة هذا المؤتمر لم يتم طرحها من الأساس. من جهتها، طالبت جماعة "مصريون ضد التمييز" الديني في بيان ضم نحو 400 توقيع حتى الآن، النائب العام المستشار عبد المجيد محمود التحقيق في "خطف" أجهزة أمن الدولة للمواطنة كاميليا شحاتة وتسليمها لقيادات كنسية للتحفظ عليها واحتجازها دون رغبة منها في مكان غير معلوم، وإعلان جميع الحقائق على الشعب. ودعت إلى محاكمة كل من يثبت مشاركته في "تضليل الجماهير ونشر الشائعات والتحريض على الكراهية بما يهدد أمن الوطن وسلامته، على ألا يستثنى من ذلك أيًا من كان سواء قيادات دينية إسلامية أو مسيحية، أو إعلاميين في الصحف والفضائيات". وطالبت الجماعة أيضًا بنشر نتائج التحقيق في قضية ضبط شحنة متفجرات على متن سفينة قادمة من إسرائيل في ميناء بورسعيد، مملوكة لنجل وكيل مطرانية بورسعيد جوزيف بطرس الجبلاوي، الذي قرر قاضى المعارضات إخلاء سبيله قبل أن يصدر له أمر اعتقال من وزير الداخلية. تقرير إسرائيلي: الرجل الثاني بالكنيسة الأرثوذكسية أثار حالة من الفوضى في مصر بإهانته الكتاب المقدس للمسلمين قال تقرير إسرائيلي إن جماعة "الإخوان المسلمين" دعت إلى مقاضاة الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، ورجل الدين البارز، بعد قيامه بإهانة القرآن، الكتاب المقدس للمسلمين، وإن هناك تخوفات من أن يقوم مجموعة من "الغوغاء" بالهجوم على أبناء الطائفة المسيحية في مصر. وبعنوان "أسقف قبطي يهين القرآن ويثير التوتر"، قال تقرير لموقع "عنيان مركازي" الإخباري الإسرائيلي، إن حالة من الغضب تنتاب المصريين المسلمين بعد قيام الأنبا بيشوي باحتقار القرآن مما دفع رؤساء الأزهر- أكبر هيئة دينية في العالم للمسلمين السنة- إلى عقد جلسة طارئة والتنديد بتصريحاته مؤكدين أن أقواله تهدد وحدة المصريين. وأضاف التقرير إن حالة من الفوضى بدأت في مصر بعد قيام بيشوي الرجل الثاني بالكنيسة الإدلاء بتصريحات خلال أحد محاضراته أكد فيها أن جزءًا من آيات القرآن تم إدخالها للكتاب المقدس عند المسلمين بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأوضح أن هذه التصريحات تناقض الإيمان والعقيدة لمسلمي مصر التي تؤمن بأن النبي تلقى كل الآيات من السماء عن طريق الوحي، في إشارة إلى آرائه التي يزعم فيها أن جرى تشكيك في آيات من القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في عهد عثمان بن عفان. تجاهل الدعوة لتفتيش الأديرة .. البابا شنودة : لست "خطًا أحمر".. ولو كنت خطًا أحمر لما كانوا شتموني وأهانوا شخصي في المظاهرات واصل البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الدفاع عن سياسة الكنيسة المثيرة للجدل، نافيًا بشدة وجود أسلحة بالكنائس والأديرة، ردًا على مطالب بإخضاعها لرقابة الدولة أسوة بالمساجد، وقال: الكنائس والأديرة ليست كهوف منعزلة بل هي قريبة من الناس ومن أعين الشرطة والأمن، وتساءل مستغربًا: وهل الدولة مغيبة عما يحدث في الأديرة والكنائس هل هذا كلام معقول؟ ، لكنه تجاهل دعوة الجهات الرسمية لتفتيش الأديرة . وأضاف في الجزء الثاني من مقابلته مع الإعلامي عبد اللطيف المناوي على التلفزيون المصري- التي جاءت بناءً على توجيهات من جهة سيادية- "الأديرة مفتوحة يدخلها أي إنسان والكل يعرف ذلك، وجميع الكنائس أيضًا مفتوحة لكننا نعيش جوًا غير صحي وحالة تحريض غير مسبوقة على جميع الجبهات"، على حد تعبيره. وتابع: "منذ أكثر من 39 عاما لم يدخل أحد كنيسة من الكنائس ووجد سلاحا وهذا الموضوع طرح منذ 20 عاما وقلت لهم أن القبطي لا يحمل سلاحا إلا في حالتين، إذا كان يخدم في الشرطة، أو في القوات المسلحة وفي هذه الحالة يحمل سلاح الدولة وليس سلاحه الخاص"، مؤكدا أن هذا الموضوع برمته قد تم فتحه للإثارة ولتهييج الناس ولا دليل عليه. وكان يشير بذلك إلى المطالب بإخضاع الكنائس والأديرة لرقابة الدولة، بعد شكوك أثيرت على نطاق واسع حول وجود "أسلحة" بداخلها، وهي الشكوك التي برزت على السطح في أعقاب المواجهات بالأسلحة بين رهبان دير أبو فانا بالمنيا والأعراب عام 2006، في إطار الصراع على قطعة أرض متنازع عليها. وتطرق البابا شنودة إلى قضية ضبط شحنة متفجرات على متن سفينة قادمة من إسرائيل في ميناء بورسعيد، مملوكة لنجل وكيل مطرانية بورسعيد جوزيف بطرس الجبلاوي، نافيًا بشكل قاطع أي علاقة للكنيسة بها، أو حصولها على دعم من إسرائيل. وتابع: هذا كلام مرسل الغرض منه الفتنة والتحريض وكيف سنتعاون مع إسرائيل ونحن لنا مواقف ضدها فلا يعقل ما يتردد حول علاقة الكنيسة بإسرائيل، ولا يوجد أي علاقة بين الأقباط وهذا الكيان الصهيوني، وأضاف: حتى لو كان هناك سفينة محملة بالسلاح هل هذا الموضوع يخص الكنيسة أم يخص أمن الدولة فهي وحدها التي تصرح مثل هذه القضايا وليست الصحافة. واستبعد تدخل إسرائيل في الشأن القبطي في مصر، لأنها "تعلم عن يقين أن الأقباط ضدها على طول الخط، لدرجة أن أحد الفلسطينيين عندما كنت في رحلتي الشرق أوسطية قال لي: إنك الشخص الوحيد الذي لم يغير رأيه في إسرائيل، رغم أن كثيرًا من الدول غيرت من مواقفها". ونفى البابا شنودة ما يتردد حول أنه يعتبر نفسه "خطًا أحمر"، وقال: لو كنت خطًا أحمر لما كانوا شتموني وأهانوا شخصي في المظاهرات، وضحك البابا: وهل لو أنا خط أحمر كنت سكت والتزمت الصمت جراء كل ما حدث من تظاهرات وإهانات نالت من شخصي في قضايا لست طرفًا فيها. وأعاد مجددًا نفي ما أثير من شكوك حول التسجيل المنسوب للسيدة كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس التي تحتجزها الكنيسة منذ أواخر يوليو الماضي، وقال البابا شنودة "ما هي الأدلة على ما يدعيه البعض تجاه هذا الحدث لكي نرد عليه.. ولكن عندما تتحدث عن التنصير نستطيع أن نرد عليه لأنني أعرف أنه لا يوجد تنصير وليحصروا لي اسم واحد تنصر عن طريقنا". ورفض أيضًا ما يتردد حول أن هناك نشاطًا تنصيريًا داخل الكنيسة، واعتبر هذا الاتهام "مثل اتهامات كثيرة لا نرد عليها مثلها مثل الاستقواء بالخارج فلا إثبات ولا حقيقة وراء هذه الاتهامات، والمراد منها تهييج الشعب، لأن الناس ممكن تسامح في كل شيء إلا المساس بالعقيدة، وكل إنسان دينه عزيز عليه لا يريد أن يمسه أحد ونحن نراعي ذلك ولا نجرح أحدًا في دينه". وتساءل: "ما الإغراء الذي يمكن أن يقدم للمسلم لكي يصير مسيحيا؟.. وإذا صار مسيحيا فذلك معناه أنه وقع فى إشكالات لا يخرج منها، ولا نستطيع إخراجه منها ويمكن أن يقبض عليه ويتهم بالردة وتحدث له مشاكل لا حصر لها". وعما إذا كان تم تقديم إغراءات مادية أو إغراءات بالسفر لمن يقال أنه تم تنصيرهم، قال البابا شنودة، "إن الكنيسة لا تملك النواحي المادية ولا يوجد لديها تنصير على الإطلاق، والذي يأتي بإغراء مادي لا يكون عنده إيمان، فالمفروض أن من ينتقل من دين إلى دين يؤمن به، فالمال لا يعطى إيمانا على الإطلاق، ومن يغير دينه يقع في إشكالات لا يعرف أن يخرج منها ومن الممكن أن تتهدد حياته بتطبيق مبدأ الردة عليه". وردا على سؤال عما إذا كانت الكنسية المصرية تحترم القوانين وأحكام القضاء المصري ولماذا نسب إليها عدم تطبيق حكم قضائي ضد العقيدة الدينية، قال البابا شنودة الثالث "نحن نحترم ونطبق أحكام القضاء المصري 1000 %"، مشيرا إلى أن القاضي يحكم ولكن ليس عليه أن يحرم إنسانًا على غير دينه من شيء موجود في جوهر عقيدته، وأن الشريعة الإسلامية تقول "احكم بينهم (غير المسلمين) بما يدينون به". وأوضح أن هذا الأمر موجود فى كل الشرائع على مر العصور فى مسائل الأحوال الشخصية، أما مسائل التجارة والمعاملات وغيرها يحكم فيها القضاء بقوانينه، متسائلا: هل يجوز أن يحكم القاضي على رجل دين أن ينفذ شيئا ضد دينه.. مثل هذا الأمر لا نقبله الحقائق .. بين البابا والصحافة حسنا ما فعله البابا شنودة بتقديمه الاعتذار إلى الشعب المصري عما قاله الأنبا بيشوي ضد القرآن الكريم ، في واقعة غير مسبوقة من قبل قيادة الكنيسة المصرية ، وهو ما أهاج الرأي العام عليه وعلى الكنيسة وعلى البابا نفسه بسبب صمته على ذلك ، لكني أستغرب جدا محاولات البابا التماس الأعذار لبيشوي والدفاع عنه بإلصاق التهم للصحافة المصرية بأنها لا تفهم ما يقال لها وأنها لا تنشر الحقائق وأنها تشوه الحوارات وأنها تلفق الكلام ، وكلام كثير قاله البابا على هذه الشاكلة في حواره مع عبد اللطيف المناوي في التليفزيون الرسمي للدولة ، وهو كلام غير لائق ، وكان يفترض أن تكون معه وقفة من الجماعة الصحفية المصرية ومن نقابة الصحفيين للتعقيب عليه ومعاتبته ، بدلا من الكلام الفارغ الذي يتحدثون فيه عن نقد تغطية الصحف المصرية للأحداث الطائفية الأخيرة ، الصحافة لا تصنع أحداثا ، ولكنها تطلع الرأي العام على الأحداث ، وهذه هي رسالة الصحافة ، ولو فتح الباب أمام كل شخص أو جهة لا يعجبها أن تنشر الصحافة عن أخطائها وانحرافاتها أن تطالب بمنع النشر في هذا الموضوع ، فالأفضل أن تغلق نقابة الصحفيين أبوابها ويتم تسريح الصحفيين للعمل في محلات بيع "الطرشي" ، وأرجو أن يتخيل أحدهم أن لو صدر هذا الكلام من شيخ الأزهر أو من المفتي ، في اتهام للصحافة المصرية بتلك الاتهامات الخطيرة والمحقرة من رسالتها ومن أمانتها ، وتخيلوا كم من المقالات الهائجة التي كنا سنقرأها ضد المفتي وشيخ الأزهر في تلك الحالة ، كما أن كلام البابا غريب جدا ، لأن حوار الأنبا بيشوي مع صحيفة المصري اليوم الذي قال فيه كلمته البشعة التي تقطر طائفية ، أن المسلمين ضيوف رحبنا بهم في بلدنا ولن نسمح لهم بأن يحكموا كنائسنا" هيج الدنيا واستفز الجميع على مدار أسبوع كامل دون أن نسمع من جهة بيشوي أي نفي لهذا الحوار أو لتلك الكلمات ، بل إنه في نهاية الزوبعة حاول "إعادة تفسير" كلامه ، بل إن بعض كبار الكهنة خرج في صحف وفضائيات من أجل أن يدافع عن كلام بيشوي ويقول أنه حقيقة تاريخية فلماذا تعترضون عليها ، وهو ما يؤكد أن الصحيفة نقلت كلامه بأمانة ، وأنه قال هذا الكلام الخطير فعلا ، وبالتالي هو مسؤول عما قاله ، ومن واجب البابا أن يدينه هو لا أن يدين الصحيفة أو يدين الصحافة المصرية كلها هكذا بشكل اعتباطي ، ومؤسف جدا أن يتعلل البابا بأنه لم يلتق بالأنبا بيشوي منذ أسبوع لكي يسأله عن حقيقة الموضوع ، فلا أعرف أن الكنيسة المصرية تحرم استخدام الهواتف الأرضية أو المحمولة لكي يسأل البابا نائبه حتى لو كان بيشوي في القطب الشمالي!! ، إن البابا نفسه مسؤول عن كلام بيشوي ، لأنه لم يبادر بتصحيحه أو الاعتذار عنه في البداية أو حتى نفيه ، رغم أن البابا متابع دقيق للغاية لما تنشره الصحافة ، وخاصة هذه الأيام ، وبعض حواراته تكشف عن قراءة دقيقة لما ننشره نحن في المصريون وغيرنا ، فلا يمكن أن نفترض أن البابا "مش واخد باله" مما حدث من الأنبا بيشوي وردود الفعل ، والأفدح في حواره أول أمس عندما سئل عن سبب امتناعه عن الاعتذار أو تلطيف الأجواء مع المسلمين بكلمة منه ، تعلل بأنه لم يكن يتخيل أن "الزوبعة" ستكون بهذا الحجم ، وهو ما يعني أن المشكلة عنده ليست في "التطاول" على الإسلام وعلى القرآن الذي حدث من الرجل الثاني في الكنيسة ، وإنما المشكلة عنده كانت في "الزوبعة" ، ولو لم يغضب الناس ، وتخرج المظاهرات ، ولو لم يكتب الكتاب غضبا من هذا التطاول ، فإنه لا مشكلة عند البابا ، وستمر الأمور ، وهذا كلام خطير وغير مسؤول ، بل إنه يمنح الشرعية الأخلاقية الكاملة للمظاهرات الغاضبة التي خرجت ضد الكنيسة في الأسابيع الأخيرة ، لأنها هي التي جعلت البابا شنوده "ينتبه" إلى خطورة السلوكيات والتصريحات المستفزة لقيادات الكنيسة ، وهي التي أجبرت البابا على الاعتذار عن أخطاء كهنته تجاه الإسلام والمسلمين ، إن القيادة الدينية المسؤولة هي التي تستشف مواطن الإثارة لشركاء الوطن فتبعد عنها وتلزم رجالها بتحاشيها ، وليس بمثل هذه المراوغات التي تعتمد على "جس نبض" الطرف الآخر ، ومعرفة ردود فعله ، فإن ابتلع الإهانة يمكن أن نكررها ونزيد فيها ، وإن غضب واحتج نرجع خطوة إلى الوراء ، أيضا لم يكن مناسبا من البابا أن ينفي أن تكون هناك مظاهرات تخرج من الكنائس ، ثم يقلل من أهميتها وينفي أن تكون فيها إهانات ، رغم أن الجميع يعرف أن المظاهرات الإسلامية الغاضبة لم تخرج من المساجد إلا بعد سنوات من استمرار التظاهرات الطائفية المستمرة أسبوعيا في الكنائس وفي الكاتدرائية ، منذ واقعة اختفاء "وفاء قسطنطين" وحتى الأسابيع الأخيرة على أي شيء صغير أو كبير ، وما حدث فيها من تطاول وهتافات لا يقولها مصري من الأساس ، لأن فيها استعداء العدو التاريخي لمصر واستغاثة به ، وهو ـ مع الأسف ـ ما لم يدنه البابا شنودة في وقته ، وتجاهله كأنه لم يسمع به ولم يبلغه ..
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق