هآرتس: فيروس ''ستوكسنت'' استهدفت إلحاق الأضرار بمفاعل ''نانتز'' النووي الإيراني
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية على لسان محللون وخبراء متخصصون في مجال الحواسيب وأمن المعلومات أن التقدير بهذا الشأن يستند إلى تحليل شفرة الفيروس وان الاعتقاد بأن الفيروس استهدف خصيصا موقع (نتانز) يتعزز أيضا على خلفية الانخفاض الملموس الذي سجل العام المنصرم في عدد أجهزة الطرد المركزي العاملة في الموقع.
وأوضحت ''هآرتس'' أن غالبية وسائل الإعلام في العالم اعتقدت أن الدودة الكمبيوترية (ستوكسنت) استهدفت إلحاق الأضرار بمفاعل (بوشهر) النووي وإعاقة بدء العمل فيه الشهر المقبل، إلا أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية لا ترى أن مفاعل (بوشهر) يشكل خطر فوري وعنصر هام في الجهود الإيرانية الرامية لامتلاك السلاح النووي، إنما ترى أن مفاعل (نتانز) يمثل الخطر الأكبر.
وتحدثت الصحيفة عن السيناريوهات التي تم تداولها إعلامياً خلال السنوات الأخيرة والتي توقعت بأن يكون موقع نتانز هدفا عسكريا رئيسيا لهجوم إسرائيلي أو أمريكي محتمل، مشيرة إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحدثت عن انخفاض قدرة التشغيل في موقع (نتانز) السنة الماضية بنسبة أكثر من 33% حيث تعمل فيه حاليا أقل من6000 جهاز للطرد المركزي علما بأنه كان تم تركيب 9000 جهاز من هذا القبيل.
وأضافت أن خبراء عزوا وقتها هذا الانخفاض الملحوظ إلى معدات غير صالحة قامت هيئات استخبارية غربية ببيعها للإيرانيين، إلا أن هجوم دودة ''الستاكسنت'' الخبيثة تشرح شرحاً تفصيلياً أن الفيروس اخترق نظام الحواسيب في نتانز وتمكن من إلحاق إضرار جسيمة به.
وقال الخبير في مكافحة فيروسات الكمبيوتر علي رضا احمدي ''إذا كانوا يقولون إن الهدف الوحيد هو محطة بوشهر... لا. ليس الأمر كذلك 100%. أي نظام صناعي يعمل في الوقت الحالي وخاصة النظم الرقمية يمكن أن يتأثر بهذا الفيروس''؛ مضيفاً ''يبدو أن الكثير من أنظمة الانترنت في إيران وشركات تقديم خدمة الانترنت، يقولون 60% منها تقريبا، تأثرت بهذا الفيروس''.
وأوضح احمدي أن ''أسوأ سيناريو هو أن المعلومات التي يفترض أنها محــفوظة ومحمية في المؤسسة تخترق وتنقل للخارج''.
وفي السياق نفسه، قال نائب مدير الشركة الحكومية الإيرانية لتقنيات المعلوماتية حمدي علي بور يوم الاثنين إن ''ستوكسنت'' يواصل هجماته على الأنظمة المعلوماتية الإيرانية وان نسخا جديدة من الفيروس تنتشر.
وأوضح ''نراقب تطور الفيروس ونسيطر عليه. نتوقع القضاء عليه خلال شهرين. لكن ليس مستقرا وظهرت ثلاث نسخ جديدة منه منذ أن بدأنا عمليات التطهير''.
ونقلت صحف إيرانية عن مسئولين إيرانيين قولهم بأن ''ستوكسنت'' هاجم نحو 30 ألف جهاز كمبيوتر في إيران دون أن يوقع ''أضرار جسيمة''.
وشدد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي على أن ''مكافحة الإرهاب الجرثومي أمر ضروري جداً وأعرب عن ''أسفه لنشاط دول تزعم مكافحة الإرهاب في هذا المجال''، مشيراً إلى أن مجلس الشورى الإيراني يدرس حالياً برامج لمكافحة هذا الإرهاب.
وقال في تكنولوجيا المعلومات في وزارة المناجم والثروة المعدنية الإيرانية محمود علي لوكالة ''مهر'' الإيرانية في وقت سابق إن الفيروس أصاب بالفعل 30 ألف جهاز كمبيوتر موجود في وحدات صناعية في إيران.
وأكد مدير قسم التجاوب الأمني لدى شركة ''سيمانتيك'' الأميركية المتخصصة في مضادات الفيروسات، كيفن هوجان، أن 60% من الحواسيب المصابة بفيروس ''ستوكسنت'' عالمياً، موجودة في إيران، مشيراً إلى أن المنشآت الصناعية كانت مستهدفة.
وشدد هوجان أن '' من الواضح أن مصممي الفيروس يتمتعون بموارد كبيرة؛ لا نستطيع استبعاد إمكانية وقوف دولة وراء الفيروس، الذي يقوم بشكل واسع على موارد كبيرة، وتنظيم، ومعرفة معمقة في مجالات عديدة، بما يشمل معرفة دقيقة بالمنشآت في إيران؛ يجب أن تكون دولة وراء هذا، أو لاعب غير حكومي يستطيع الدخول إلى هذا النوع من الأنظمة''.
وقال الباحث الألماني في أمن الكمبيوتر رالف لانغنر على موقعه الإلكتروني ''أهلا بكم في حرب الفضاء الالكتروني .. هذا تخريب''. ويعكف الباحث الألماني على تحليل فيروس ''ستوكسنت'' منذ العثور عليه في يوليو الماضي، وقال إن الفيروس يحمل بصمات تكنولوجية لنظام تحكم يسعى هو للعثور عليه، وان الفيروس مستعد للعمل تلقائيا في حال عثر على هدفه.
وأوضح لانغنر أن الفيروس صممه فريق من الخبراء المؤهلين يتمتعون بخبرة خاصة في أجهزة التحكم، وقال ''هذا ليس من عمل قرصان يجلس في الطابق السفلي من منزل والديه؛ إن الموارد اللازمة لهذه المرحلة من الهجوم تشير إلى دولة وراء هذا الفيروس''؛ ويعتقد الباحث أن يكون هدف فيروس ( ستوكسنت) محطة بوشهر النووية في إيران.
ونقلت (هآرتس) نعن وسائل إعلام دولية قولها في الأيام الأخيرة أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما الدولتان اللتان تملكان أعلى قدرة تكنولوجية في العالم فيما يتعلق بشن (حرب الفضاء الالكتروني المعروفة أيضا باسم (الحرب السايبرية أو الافتراضية ) والتي بإمكانها شل النظم الحاسوبية في أي دولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق