السبت، مارس 17، 2012

. يا محترمون


بسم الله الرحمن الرحيم

خاطرة عن التعدد 
( كسنة كونية و قانون طبيعي ، كفلسفة فى قانون الأسرة إن صح التعبير ،
أى تفسيرا و تنظيرا لقانون طبيعى موجود بالفعل ، و ليس فرضه أو وضعه)




الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ..

إن التعدد وارد فى أي مجتمع أو نوع من الكائنات الحية (قلت واردا و ليس شرطا أو واجبا) ، و لكن بشرط يضمن سلامة رعاية الصغار الذين هم الهدف من إقامة الأسرة ، هذا الشرط هو :

( من حق عائل الأسرة ذكرا كان أم أنثى أن يتأكد تماما من أن الصغار هم أبناؤه فعلا لكى يكون ذلك مبررا لرعايتهم و الكدح فى سبيلهم و الدفاع عنهم ).

لذلك نجد فى مجتمع الأسود مثلا أن التعدد يكون للذكر (عدة إناث لذكر واحد) ، لأن الأسرة هنا يقودها الذكر ، فعليه لا بد من أن يكون كل الصغار بنيه هو ، من صلبه هو ، أبناءه هو . و التعدد هنا بعدة إناث لا يعارض هذا الشرط الأساسى ، فلا تعارض بين التعدد و بين تحدر الأنساب من الأصلاب ، لذلك نجد الأسد (قائد الأسرة) يقتل أبناء غيره لأنهم ليسوا من الأسرة الذى هو بصدد أن يبنيها ، كما أنه يقتل الولادت المبكرة التى تظهر من إناث قاربهن ، لأنهم حتما ليسوا منه و إنما من ذكور قبله !!

لكن فى مجتمع القطط مثلا نجد أن التعدد يكون للأنثى (عدة ذكور لأنثى واحدة) ، لأن الأسرة هنا تحت رعاية الأنثى ، فمن حقها أن يكون كل الصغار أبناءها هي فعلا ، و لا يتعارض ذلك مع التعدد ، أي تعدد الذكور لها (عدة مرات لقاء جنسى من ذكور مختلفة خلال فترة الشبق) ، فلا تعرض بين التعدد و بين تحدر الأنساب من الأرحام ، لذلك نجدها تفتك بأبناء غيرها لو وضعوا مع صغارها !!

إذن من السابق كتمهيد يمكن صياغة قاعدة عامة لقانون موجود (لم نضعه نحن و لكنه موجود) ، هذه القاعدة هى :
البنوة قد تنسب للصلب (في مجتمعات يحكم أسرها الذكور) ،
أو قد تنسب للرحم (في مجتمعات يحكم أسرها الإناث) .


بيد أننا نجد بعض الإختلافات حسب بنية كل مجتمع . فمجتمع الأسود نجد فيه أن الإناث تبقى ملازمة (المتعددات ملازمات) ، و ذلك واجب فى حالة أن التعدد فى عدد النساء للذكر ، لعلة التأكد من استبراء الرحم من غير أبناء قائد الأسرة ، أى لا بد أن يبقى الحوض نقيا لماء واحد فقط ، و ذلك مناسب لذكر راعى ، المهم فى الأمر أنهم بنيه .

بيد أنه فى مجتمع القطط نجد فى البنية المجتمعية أن الذكور مفارقون ( المتعددون مفارقون ) ، إذ لا معنى لبقائهم ، فالقاعدة تنص هنا على أن الحوض لعدة مياه ، و ذلك مناسب لأنثى راعية ، المهم أنهم بنيها . و لو بقى الذكور بلا علة فذلك من العبث ، لأن ذكور القطط لا ترعى أسرا ، و العبث يستحيل أن يوجد (منطقا و عقلا فضلا عن أنه لا مكان له فى الكون) ، فكل شى له سر و حكمة و سبب و غاية و غرض .

كذلك نجد شيئا ، التعدد يكون سنة كونية فى المجتمعات بشرط أن يحدث ما يلي :

المجتمعات التى ذكورها أكثر ( الكلاب و القطط ) ، يكون التعدد عدة ذكور لأنثى واحدة .
المجتمعات التى إناثها أكثر ( الأسود و البشر و الطواويس و الدجاج ) ، يكون التعدد عدة إناث لذكر واحد .
-- إذن نجد أنفسنا حيال و أمام ما يحدد نسبة الجنس فى أفراد المجتمعات (أى كم ذكر إلى كم أنثى) ، و هذا أمر لا دخل لنا فيه مطلقا إذ أنه له علاقة بتزاوج الصبغيات ( الكروموسومات ) . ففى المجتمعات التى يكون إناثها أكثر ، تكون نسبة التركيب XX أعلى من التركيب XY ( للإنسان كمثال ) ، و العكس صحيح فى المجتمعات الذى تكون ذكورها أكثر .
و نظريا النسبة هى 1:1 ، و لكن عمليا يحدث ما يحافظ على بنية كل مجتمع ، و لربما يعود ذلك لعدة عوامل : درجة الأس الهيدروجينى للرحم ، مستقبلات خلوية معينة ، ...... ليس ذلك موضوعنا ، المهم هناك عوامل تحافظ على نسبة الذكور و الإناث ثابتة فى المجتمعات --


كما نجد أن المجتمعات التى يتساوى فيها عدد الذكور و الإناث (كالنسور و الحمام و اليمام و العصافير) ، نجد أن التزواج يكون من غير تعدد ، بل زوجين فقط مدى الحياة ، و موت أحدهما نذير بموت الآخر ، كالأوز و الحمام . و هنا لا داعى لمغادرة الذكر و فراقه كما فى القطط (مهمة الذكر فى المجتمع القططي و الكلابى و ما شاكلهم هي التخصيب فقط) ، بل يتعاون الذكر مع الأنثى لبناء المجتمع (الأسرة) .

و بهذا نرى الحكمة العامة فى الكون (كل شى لسبب) و إلا كان عبثا ، تعالى الله عن ذلك .

و لو حدث و انقلبت المعايير لخربت المجتمعات (و هذه لا يحدث قط لأن المجتمعات الحيوانية عفوية فطرية تلقائية ، و هذا ما جعلنى استشهد بها لأن الرؤيا أوضح عندهم منا للأسف) .
فلو منع التعدد فى الأسود (أصرت كل أنثى ألا تشاركها غيرها فى زوجها) ، لتناقص الإنجاب بشكل كبير ، و لهلكت جماعات الأسود ، و لبقيت إناث كثيرات خلال فترة الشياع (الشبق) لم يدخلن فى دورة التكاثر و الإنجاب .
و لو منع التعدد فى القطط (أصر كل ذكر على تكون القطة له وحده) لتناقص الإنجاب (فالحمل فى القطط يلزم من ثلاث إلى أربع مرات تلقيح من عدة ذكور) ، و لبقيت جماعات الذكور بلا تزاوج ، و هذا ظلم مجتمعى لا دخل لهم فيه و الله تعالى لا يعذبهم به .

إذن .. إذن .. إذن .. نصوغ قاعدة عامة :

التعدد (عند الحاجة ، أي المجتمعات التى يلزم فيها ذلك) ليس إبتداء عند البشر لصالح الذكور ، بل سنة كونية لها حكمة ، هي استمرار النوع بعدد كافي و تحقيق الدخول فى طور متقدم من التكاثر و دورة الحياة لكل أفراد المجتمع .

حسن حسن .. و جميل جميل .. أظننا سلمنا بعد هذا العرض أن التعدد ليس امتيازا جنسيا أو تحيزا لنوع دون نوع ، بل سنة كونية لها حكمة و فائدة .

إذن .. فى مجتمعاتنا نحن البشر ، هل هو إجبارى أم اختياري ؟
أو بمعنى آخر كما يقوله علماء الدين : هل الأصل هو الإفراد (فيكون التعدد اختيارى) أم التعدد
(فيكون إجباري للمستطيع) ؟

بالنظر إلى المجتمعات ، نجد أن الرد على السؤال يتبع القاعدة العامة التى ينسجم فيها الكون كله ، ( الشيء لزوم الشيء ) ، أى كل فعل لا بد أن يكون لعلة و سبب ، و إلا صار عبثا ، و العبث كما قلنا لا محل له فى الواقع أو الفكر السليم و القدرة .

نعم القدرة ، ففي المجتمعات الذى يكون التعدد فيها للذكور (عدة إناث لذكر واحد) ، نرى أنه حسب القدرة و الاستطاعة من الذكر يكون التعدد أو لا يكون ، فأسد قد يوجد له عدة إناث ، و غيره قد يوجد له أنثى واحدة فقط ، فكل حسب ترتيبه فى القطيع و سيادته .
بل حتى فى المجتمعات التى يكون التعدد فيها للأناث (عدة ذكور لأنثى واحدة) ، نرى أن الذكر القوى يكون له عدة إناث ، بينما أضعف ذكر فى المنطقة قد لا ينال أي أنثى قط .

إذن .. إذن .. إذن .. التعدد يخضع لعامل كبير و هام جدا ، و هو الإختلاف الشخصي بين الأفراد individual variation .
و ذلك له أيضا حكمة و علة ، فالذكر القوى يحمل مخزون وراثى ممتاز يلد به نسلا قويا بكثرة ، فله الأولوية ( بتنسيق سنن الكون التى وضعها الله تعالى ) ، لكى يسود النوع ( لاستمرار النوع ).

-- ملاحظة : شبهة داروين هنا التى وقع فيها أن الأسود كمثال تتعمد فعل ذلك ، أى أن القوى منها مثلا يتعمد أكل الضعيف ، و لم يلحظ أن تلك سنة كونية ، و ليست سنة تعمد إلى تغليب القوي على الضعيف كما استغلها المغفلون أمثال هتلر ، و لكنها سنة تعمد إلى الصلاح العام لكل نوع من المجتمعات --

و إذا كنا قد نظرنا إلى الحيوانات ، فلننظر أيضا إلى النباتات ، و فيها نلفي أن التعدد فيها صالح للأناث أيضا ، فالزهرة (الجزء الأنثوى فيها) هو الذى يتطور إلى ثمرة ، أى الزهرة رحم الثمرة ، لذلك يكون لها حق الرعاية ، و حق أن الثمرة بنت الزهرة ، لذلك تأخذ الطلع (حبوب اللقاح المذكرة) من عدة زهور حولها (بالطيور و الحشرات و الرياح) .
بل التعدد فى النبات مزدوج ، للذكور و الأناث ، الكل له الحق من التزاوج من الكل ، و العلة هي مضاعفة الإنتاج النباتى و ضمان وفرته لإطعام مليارات الأفواه من الحيوانات والطيور و الحشرات و الإنسان .

خلاصة القول ..

التعدد ليس امتيازا ، أو إباحية جنسية ، أو إفراط للرغبات البدنية .
فليس الذكور مثلا يعيشون للشبق ( فى مجتمعات التعدد فيها لصالحهم ) .
و ليست الإناث أدوات للشهوة ( فى مجتمعات التعدد فيها لصالحهن ) .

بل الأمر سنن كونية ، " أمم أمثالكم " ، خلقها الله تعالى ، " الذى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى " .

فالذكر الذى يعدد قوّى الله بدنه لذلك ، و جعله يتحمل مسؤولية التعدد ، و على الذكر أن يقوم بتلك المسؤولية .
و الأنثى التى تعدد قوّى الله بدنها لذلك ، و جعلها تتحمل مسؤولية التعدد ، و على الأنثى أن تقوم بهذه المسؤولية .

فالجمع بين الزوجين (أنثى و زوجين) جريمة و زنا فى الإنسان و الأسود و القرود (لذلك شرعت العدة و استبراء الرحم فى الإنسان ، و قتل الوليد المكبر فى الأسود ) .
و لكن عند القطط و الكلاب نجد أن ذلك فطرة و طبع و حكمة و عادة و جبلة .

إذن .. كل حسب قوانين مجتمعه ، كما خلقه الله تعالى ، فتبارك الله أحسن الخالقين .

-- لطيفة : و لما كان من طبع الناس ألا يرعوا أبناء غيرهم كما بيننا فيما سبق ، كانت فضيلة كبيرة أن نرعى اليتيم و المسكين و الفقير ، و ذلك من مخالفة الطبع إلى الشرع --



ملاحظات هامة 


أولا :

و الله و الله لقد كتبت هذا الموضوع بتحليل حيادى تام لما حاولت سبره من سنن كونية دون التحيز لنوعى كرجل ، و لست أدافع عن التعدد ، و لست أهاجمه ، بل فقط فسرت أصل وجوده و عللت سبب كينونته ليس فينا وحدنا ، بل فى أنواع أخرى غيرنا .
فمن لم يزل بعد يرى التعدد فى سورة رجل شهواني غليظ ، تحيط به النسوة ، و فى يده فخذ لحم يأكله كما البهيمة و هو فى حيرة من أمره من يضاجع الليلة ، فأقول له : خيالك المريض هو من صور لك ذلك ، أو حرمانك من واحدة قد ملأك حسدا على من عنده أكثر من واحدة !!!

ثانيا :
إذا كان من يطبق التعدد من الرجال قد أسرف فى سوء أدبه مع الناس و المجتمع ، فلا ينبغى قط أن نجرّم الصواب و السنة الكونية لأن من وافقها مجرم ، بل الصواب صواب و المجرم مجرم ، فلنكن موضوعيين عند بحث المشاكل ، و حياديين عند تمحيص الأمور .
( كمن يرى أن الملتحي عصبي ، و العصبية ليست إلا طبع و عادة سواء كان العصبي ملتحي أم لا ) .

ثالثا :
استشهدت بالحيوان لتهدئة حدة الحوار و تحيز كل فرد لنوعه ، لكى يقرأ من يقرأ كل الحقائق التى ذكرت مجردة فى ضوء العقل و المشاهدة بعيدا عن التعصب ، و بذلك يصل إلى الفهم الدقيق .
و لأن الحيوان عفوي تلقائي فطري ، لا يتكلف و لا يتفلسف ، بل يسير بالفطرة ، حيث أن المجتمعات الحيوانية لا تختلف طباعها ، فموضوع هام فى حياتهم كالتعدد لا يسيرون فيه بالتكلف و التفكير ، بل بالفطرة و الطبيعة .
لكننا البشر كل منا يشرب تراث مجتمعه بغض النظر عن صوابه أو حيوده ، فنرى الطفل الصغير يعتاد أن يحيل فشله على الحكومة و الدولة ، و لو قلت له من وزير الوزارة تلك لما عرف ، و إنما تعود السخط من أبيه .

و بالنظر إلى التعدد نجد أن المجتمعات الإنسانية المسلمة تنظر حسبما اعتادت ، عادة فقط .
ففى المملكة العربية السعودية مثلا - و قد عشت فيها طويلا و سبرت مجتمعها و كنت واحدا منهم بدويا و حضريا - التعدد هناك لا يثير هذه الحفيظة العظيمة لدى النساء ، ليس لقلة غيرتهن ولا لضعف أنوثتهن ، بل لأن ذلك هناك معتاد ، و من حسن حظهم أن عادتهم صادفت سنة كونية .
أما فى مصر فالمرأة تقول إن الزواج الثانى خيانة و غدر و فراق .

واضح أن كل يستمد فكره حسب عادات بيئته .



و لكن 
بعد كل هذا ، إن كنا قد ناقشنا التعدد فى المجتمعات عامة ، ثم خصصنا أنفسنا بالتمعن الفكرى كبشر ، فوجدنا أن التعدد للذكور ، فلي عدة تعقيبات :

1 ليس التعدد زياة فى الحصة الجنسية ، بل زيادة فى المسؤولية ، فى النفقات ، و التبعيات ، فالرجل الذى تزوج بعد الأولى بدافع الجنس فقط ثم يقعد لا يستطيع الإنفاق على بيتين ، فهو نذل أخرق أحمق ، ما فكر و ما عقل . لو كانت بك زيادة فى الباه و الرغبة ألا تجعلها لتلك التى عندك فتحظى عندها و تقتربون أكثر و تتوادون أكثر و تتاحبون !! أم أن القاعدة الخرقاء (الحلو هو ما ليس عندى) هى التى تحكم !! و التى جعلتنا لا نتمتع بأى شىء نحصل عليه ، بل نطمع فى غيره .

2 إن الأصل فى الأفعال هى تحرك الدافع إليها بطبعه ، لا تحريكه و لا التحامل إليه ، فإذا كان معك من النقود سعة فوسع على تلك التى عندك ، التى شاركتك أول كلمات حبك و حديثك عن رجولتك و ووجاهتك التى طالما ثرثرت بها ، فإن الوفاء من الخير .
و لكن أن تمتلك المال فتحرك النفس و تدعوها لنكاح الغير ، فذلك احتمال للأفعال و استدعاء لها .

3 لو كنت حقا تتزوج لفك العنوسة ، فما بال الثانية و الثالثة و الرابعة بنات عشرين ، و أين أنت من المحرومات من الأمومة و الحب من بنات الثلاثين و الأربعين !!
من حقك أن تتزوج ببنات العشرين ، و لكن لا تتمسح قط بشرف فك العنوسة ، فذلك يفعله الصادقون فقط .

4 لو كنت تتزوج لضم المسكينات إلى جناحك ، فأين أنت من مسكينة أرملة ، أو مسكينة ذات عيال أو مسكينة عمياء ، أو حتى معاقة .. يا صادق !!
أم أن المسكينات بنظرك فقط ، هى تلك الحسناء الشابة التى ماتت قطتها فظلت حزينة ترثيها بقصيدة أبكت كلاب الحي !!

5 و لو كنت تطيل الثرثرة بأنك قانع ولا تسعى للجنس و لكنك تتزوج لتحصين الفروج ، فلم لا تتحمل بحق نفقات زواج غيرك ، لم لا تجعل نقودك التى تنوى بها الزواج من ثانية موجهة لتزويج فقير و فقيرة – و ما أكثرهم – !! و بذلك تكون قد حصنت اثنين و فعلت فعلا عظيما يا صادق .

6 لو كنت فعلا مفرط الرغبة و الرجولة و رغبت التعدد (و هذا حقك بل يفضل لك لعفتك) ، فأين إفراط رجولتك فى المساواة و العدل و تحمل النفقات و المسؤوليات !!


قد يظن أحد أنني متحيز لمنع التعدد أو واقف مع النساء فى صفهن ، لا ، و لكنى فقط أرد بما يعادل الكم التراكمى من مخزون الرجولة المغلوط الذى جعل كل الذكور يحفظون أسباب التعدد و أنه حلال ، دون أن يذكروا شيئا من حقوق الضعيفات عندهم ، فضلا عن عدم علمهم بأركان الصلاة كمثال !!

و لكي أوفي الأمر حقه من الجانب الآخر لا بد أيضا أن تعلم النساء أن الرجل قد يحب أكثر من واحدة ، و ليس فى ذلك كذب منه على الأولى أنه ما يزال يحبها فعلا رغم حبه لأخرى ، و ليس فيه نظرة شهوانية تتهمنا بها النساء نحن معاشر الرجال ، فإذا كان لا يظن بكن أن تفهموا ما يلقى الرجل من حب للنساء فعليكم بحق أن تفئن إلى التمعن أن تلك خلقة الله تعالى للرجال ، فاقبلن بالأمر و حسب ، فإذا قبلتن ذلك علمتن أن غيرتكن و داعي الكرامة الذى يثور بكن حيال هذا الموقف إنما هما فى غير محلهما قط .

-- و هذا يقودنا لباب مطول لسنا بصدد الحديث عنه عن مشاعر فى غير محلها قد ألفناها بسوء العلم و ظلمات الجهل ، فالناس أصبحوا لا يعنفون ساب الدين و يرون ذلك من الحياء !! و أصبح الناس ينعتون الفاسق بالوجاهة و الكرامة لأنه ذا مال و حسب !! و أصبحوا يرون الفطنة و الكياسة هى أن تبيع دينك ليستمر عيشك و تستزيد من دنياك . إنها إذن مشكلة مفاهيم و أحاسيس و اختلال فى وضع الأمور فى نصابها الصحيح --

نعم تعرض الغيرة لإحداكن لو أراد بعلها غيرها ، و لكن لنجعل حتى ما نحس به موافقا للدين ، فحتى المشاعر لها تنظيم فى الدين ، فلقد نهينا عن فرط المشاعر بالحزن عند الميت مما يدعوا للطم خد أو شق جيب ، كما نهينا عن الرأفة و نحن نقيم الحد على الزناة .

و لن أخوض فى دواعي النكاح من أخرى من امرأة عاقر لا تلد أو واحدة ناشز لا تطيع ، بل أدفع الأمر لأكثر النقاط حساسية لديكن . ماذا لو أعجب زوجك بواحدة !! حاول طردها من خويصة نفسه فلم تنطرد ، حاول التسلي عنها فلم يسلها ، فماذا هو فاعل ؟! أيصل إليها فى الحرام ؟! من أول النظرات إلى حد المواقعة ، أم يصل إليها طاهرا متطهرا فى مسمع و مرأى من الناس و هو فى مرضاة من الله و مباركة منه متمتعا بما أحل الله تعالى له من التعدد ؟!
لم لا يدفعك ذلك التعدد إلى تحيّن يومك و هو عندك فتكونين له بأبهى ما تكون به المرأة لزوجها من حب و عطف و حنان و مودة و شوق و رغبة ؟

ثم هناك ما لا تقدرنه قط ، فقد يرغب الرجل فى العديد من الصبيان و البنات ، هذه فطرة فى الذكور .

-- و لو عرضنا و وقفنا لشرح الفطر و دخائل النفوس لنحن فى غيبة من العقل ، فالفطر لا تفسر قط ، بل تمارس سجية و طبعا --

و الواحدة منكن غاية ما فيها أنها تلد مرة كل سنة ، فماذا لو أراد الرجل أن يكون له فى كل عام اثنان أو اربعة من الولد ، لكى يراهم و قد شاب شعره رجالا أقوياء ، فليس أحب للشيخ الطاعن سنا من ماء بارد يشربه و أن يرى بنيه و بني بنيه يسعون حوله فيعيدون له ماء ربيع العمر في أعينهم الحانية و أيديهم القوية .

خلاص القول ..

تلك خلقة الله تعالى للرجال ، و ذلك مشروع فى دينه ، و هو تعالى أعلم بما يصح و ما يصلح لخلقه .

أما ما تلقين من غيرة تهدم البيوت و تدعو للطلاق ، فلو اتبع المجتمع رأى الأفراد لفسد ، فلو اتبعنا رأي الفساق لغدت الشوارع كلها مواخير خمر ، و لو اتبعنا رأي النساء لما أصبح هناك لكل مصر رجال يحمونه و يذودون بنفوسهم عنه ، فكل أمراة ليس هناك أهنا لها من أن يترك زوجها الميدان و يبقى لها سليما معافى يدلل مشاعرها بالحب و لواعجه .


ثم أنت كزوجة اولى ، ألا ترحمين تلك التى لم تتزوج بعد ، هبي نفسك مكانها ، و قد علق قلبك برجل له أولى !
أراك الأن ذات رأيين ، الأول رأى الأولى التى ترفض الثانية لزوجها ، و الثانى رأى الثانية التى تقبل بالأولى من قبلها .

ثم ألا تذكرن أن التعدد موجود فى الجنة أيضا ، فى دار النعيم المقيم و التكريم الكريم . و التعدد هناك يتعدى مئات الحسان و الحور العين ، و مع ذلك فليست هناك فى الأمر تنغيص للنساء حينها و لا هم ولا كدر ، بل النساء فى الجنة مكرمات منعمات يلقين ثواب الله تعالى و رحمته و إحسانه . و لو كان فى الأمر شبهة ظلم أو إهانة للنساء أو انتقاص منهن لما كان التعدد موجود فى الجنة و قد جعلها الله تعالى دار كرامته و مستقر رحمته ، للرجال سويا و النساء .

فلتنخرطن بهدوء فى انسجام مع ما شرعه الله تعالى (قلت شرعه و لم يوجبه) ، و هو تعالى أعلم ما يصلح عبيده ، فليس فى الأمر إهانة لكن أو انتقاص لأنوثة إحداكن ، و لا اتهام لها بتقصيرها فى حق زوجها ، فتلك قوانين فى الكون وضعها من يعلم السر و أخفى .

و لندع جميعا رجالا و نساء ما أقنعنا به الغرب من أن التعدد ظلم للمرأة ، فالتعدد وارد لذكور البشر لأنه ليس هناك ما يمنع منه من تناغم الأنساب و قسمة المواريث ، و القاعدة العقلية -- فضلا عن كونها قاعدة شرعية -- تنص على أن كل شىء مباح ما لم يطرأ عليه محرّم يمنعه .
و هم أنفسهم يعددون فى النساء فذلك وارد فى العقل و المنطق و التطبيق ، و لكن شتان بين تعدد المخادنة و المصادقة و العلاقات الآثمة التى تمتهن المرأة و تصيرها مقصدا للشهوة لا غير ، و تثمر صغارا محرومون من حق النسب ، و بين تعدد الزواج الطاهر الذى عرفته كل المجتمعات السوية و كل الحضارات البشرية الذى يفتح بيوتا و يرعى صغارا .



خلاصة القول
إن التعدد فينا كبشر لم يأت به القرآن الكريم كبداية ، بل حدده فقط على ألا يزيد عن أربع ، و هذه الأربع للقادر بدنيا و ماديا و اجتماعيا ، على أن يراعى كل نسائه معا بلا تفريق و لا تمييز .
فلقد كانت الشرائع قبلنا مثلا تبيح الزيادة عن أربع ، فيروى أنه كان لنبى الله سليمان عليه الصلاة و السلام مائة امرأة ، سبعون زوجة و ثلاثون جارية أو العكس .
و لعل الحكمة فى ذلك على وقتهن القلة الشديدة فى عدد الرجال مع زيادة الحروب و المجاعات ، و مع انتشار الأمراض و قلة الصحة .
أما و قد زاد عدد الذكور ، فقد حدد للرجل فقط أربع نساء إن أراد و لحكمة و علة (على أن يقوم بحقهن و يعدل بينهن) ، فكيف لرجل فى زماننا هذا أن ينكح مثلا عشرين امرأة و غيره لا يجد أصلا ؟!

أما من يعارضون التعدد أصلا بدافع معاداة الدين ، فأقول لهم افهموا سنن الكون و أمعنوا الفكر بعقل يا من أرهقتم مسامعنا بتفكير العقل !
و أما من يعارضونه بدافع احترام المرأة فأقول لهم استروا النساء أولا فى الطرقات و على شواطئ العراة يا من تحترمون المرأة !
و أنتم إما عاجزون فلا تصدقون أن رجلا قد يقوم بحق أربعة نسوة ، و هذا غير صحيح ، فأنتم لستم عاجزون ، و إما أنكم تبيحون العشيقات ، و هذا حالكم ، و هذه متروك و مرفوض ، فأى مسؤولية و أي احترام لمن تتركونه من ظهركم بلا أب ولا نسب .. يا محترمون !!
 
١- تكامل جوجل بلس ودمجها مع خدمات جوجل الاخرى:
من اهم المميزات في جوجل بلس هي دمجها مع بقية خدمات جوجل مثلما شاهدنا منذ بداية استخدامنا لها من خلال ربط كل من الايميل والمحادثة وبرفايلك الشخصي وبيكاسا (oogle talks , gmail and google profilePicasa, g) ولمن حلفه الحظ في تجربة جوجل بلس سيلاحظ ان الرسائل الخاصة في جوجل بلس هي نفسها ايميل جي ميل. لاننسى أيضاً خدمات جوجل الاخرى حيث ستشكل فارق كبير عند دمجها مع خدمة جوجل بلس.

٢- السهولة في إدارة جهات الاتصال:
دوائر جوجل “circles” من اجمل الخواص المتوفره في جوجل بلس لما تتميز من مرونة في التحكم في اضافة مجموعات الاهل او الأصدقاء بشكل سهل ومرن اكثر من المجموعات المتوفرة في الفيسبوك.

٣- تطبيقات الهواتف الذكية:

“اندرويد” نظام التشغيل المقدم من جوجل وأكثر أنظمة الهواتف الذكية استخداما في السوق بالتأكيد سيعطي الإمكانية لجوجل لتقديم تطبيقها عليها بشكل متميز في نظامها ولمن قام بتجربة تطبيق جوجل بلس على الأندرويد سيعرف ذلك من خلال سهولة التواصل والمشاركة فيه بالصور او المحادثة. ولا ننسى ان جوجل ستطور اكثر فأكثر لتجعل منه الطريق الامثل لتواصلك اجتماعياً. بينما على صعيد الفيسبوك فهي كانت دائماً متأخرة في طرح تطبيقاتها على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

٤- سهولة الحصول على أشياء جديدة ومشاركتها:

خدمة جوجل سباركس “Sparks” هي ميزة اخرى تتفوق فيها جوجل على فيسبوك. استغلت جوجل إمكانياتها و خبرتها في البحث والوصول للمعلومة من خلال جوجل سباركس حيث توفر فيه سهولة الحصول على شيئ جديد ومشاركته مع اصدقائك على عكس الفيسبوك حيث غالبا يتم تناقل الروابط من صديق لآخر ولجلب محتوى جديد لابد من تصفح مواقع خارج الفيسبوك وبكل تأكيد قد تستخدم جوجل في البحث عن ذلك.

٥- امكانية تحميل جميع بياناتك ومعلوماتك:

دارت الكثير من المشاكل حول الخصوصية في الفيسبوك وحماية ملفقان المستخدمين بينما في جوجل توفر لك ميزة جميلة جداً لتحميل بياناتك وتحديثات وصورك كلها بضغطة زر.

٦- المتابعة ونظام الصداقة:

نظام الصداقة في جوجل يشبه إلى حد كبير لنظام الصداقة في تويتر من حيث التابع والمتبوع على عكس الفيسبوك بوك حيث الصداقة من الطرفين والذي قد يسبب الإحراجات في بعض المواقف.

٧- التاقز “***s”

مستخدموا الفيسبوك يعلمون جيدا صداع التاقز ***s وظهور صور غير لائقة في ملفاتهم وحلها الوحيد هو ازالة التاجز والتي مازالت الفيسبوك لاتبدي لها اي اهتمام على الرغم من الكثير من الشكاوي من المستخدمين. بينما جوجل قدمت هذه الخدمة مع ميزة إبلاغ المستخدم مما يعطية امكانية مشاهدتها وقبولها أو رفضها قبل عرضها في ملفه.

٨- بيكاسا ومشاركة الصور.

خدمة مشاركة الصور في جوجل بلس هي بالاصل خدمة بيكاسا والتي تتميز بالكثير من الخيارات والأدوات حيث ان جوجل لم تبني خدمة مشاركة صور جديدة وانما اضافة خدمتها السابقة بمميزاتها وادواتها.

٩- المحادثة الجماعية:

من الخدمات الرائعة في جوجل بلس هي خدمة “Hangouts” وهي امكانية المحادثة والاجتماع بالفيديو لمجموعة من المستخدمين في آن واحد. لكن سرعان ما تداركت ادارة الفيسبوك بوك هذه الميزة مؤخراً عن طريق اتفاقها من سكايب لتوفير خدمة مكالمات الفيديو في محادثات الفيسبوك.

١٠- خصوصية المشاركة:

لطالما كانت الخصوصية في الشبكات الاجتماعية موضع جدل للكثير من المحللين والمستخدمين. وجوجل تنبهت لهذا الموضوع منذ البداية من خلال تنظيم الدوائر “Circles” وإمكانية اختيار الدائرة التي تريدها عند اضافة كل تحديث او كتابة شيء جديد مع امكانية اختيار اكثر من دائرة في نفس التحديث.

١١ – جوجل افضل مكان لتخزين بياناتك:

بناء شبكة اجتماعية هو عبارة عن استضافة معلومات المستخدمين على سيرفرات الشركة المستضيفة. وشركة فيسبوك حققت نمو سريع ونجاح كبير بأيدي شابه تفتقر لاحترام خصوصية المستخدم وحفظ بياناته. وفي الجانب الآخر جوجل تعتبر شركة اكثر نضجاً والتي برأيي انه يمكن الوثوق فيها اكثر من الفيسبوك. شعار جوجل المعروف “Don’t Be Evil” “لا تكن شريراً”

١٢- ماذا يمكن ان تفعل جوجل في المستقبل؟

جوجل لديها الكثير من الخدمات المتميزة والتي تدر عليها بالربح الكبير مثل الخدمات الإعلانية “Adsense , adWords” التي تتشارك في أرباحها مع الناشرين والتي ربما تقوم بدمجها في جوجل بلس كما قامت مسبقا في بلوجر ويوتيوب.

خدمة جوجل ” CheckOut” هي أيضاً خدمة دفع الكتروني مميزة قد تضيفها في شبكتها مما يعطي مجال اكبر للتداول التجاري في جوجل بلس.

بما أن محاولات شركة جوجل السابقة في الشبكات الاجتماعية مثل خدمة صدى جوجل لم يكتب لها النجاح ، فقد قامت جوجل بإنشاء شبكة اجتماعية جديدة بالكامل وهي جوجل بلس .

ما هو جوجل بلس + Google+ او Google Plus: هو موقع تواصل اجتماعي قريب جدا من الفيس بوك تقدمه شركة جوجل وكانت بداية النسخة التجريبية للموقع في 28 يونيو 2011 , والمسمى بجوجل +


مميزات الموقع:
1. البساطة وسهولة الاستخدام فيمكنك من البداية التعرف على الخدمة وتستخدمها بشكل سريع.

2. ربط خدمات جوجل مع بعضها البعض،مثلا يمكنك استخدام زر جوجل (+1 ) ليظهر في نتائج بحث محرك جوجل، ومما استفادت منه جوجل في ربط خدماتها هو امكانية الكتابة في مربع المشاركة وارفاق الصور والفيديو والروابط في أي وقت كنت تتصفح فيه خدمات جوجل.

3. ميزة الدوائر هي من أبرز ما يميز موقع جوجل+ ، وهي عبارة عن المجموعات التي تتواصل معها في الموقع من قائمة الأصدقاء مثل دائرة الأصدقاء ودائرة الأقارب ودائرة العمل ، حيث يمكنك سحب جهة الاتصال وإسقاطها في أي دائرة من هذه الدوائر.

4. نظام الإشعارات فيه تفاعلي , فيمكنك مشاهدة تفاصيل التنبيه والرد أو حتى التعليق مباشرة من نظام التنبيهات

5. إمكانية إجراء محادثة نصية أو حتى محادثة فيديو وصوت من خلال الميزة google hangouts سواءً مع الأفراد أو مع المجموعات عن طريق الدوائر .
 


يمكنك ان تقوم بجرد خدمات جوجل الكثيرة والتنبؤ كيف سيكون حال جوجل بلس لو تم دمج احد هذه الخدمات فيها.

جوجل شركة عملاقة ولديها العديد من الخدمات المميزة ذات القاعدة الكبيرة من المستخدمين ومن المعروف ان جوجل غيرت مفهوم تصفح الانترنت والبحث عن المعلومة عندما كان صعب على المستخدم البحث عنها. هل ستغير جوجل مفهوم الشبكات الاجتماعية من خلف جدران الفيسبوك الى خدمات جوجل المتعددة؟

ليست هناك تعليقات: