السبت، فبراير 11، 2012

إخلع نعلك وإركب بغلك !سالم القطامي



يوم سقوط الطاغية.. أطول ١٢ ساعة فى تاريخ مصر


 نيويورك تايمز: تنحى مبارك إنجاز مذهل وينبغى إيجاد لنظام ديمقراطى جديد

ـ واشنطن بوست: التعاون الاستخباراتى بين مصر وأمريكا أصبح معلقًا بعد تنحى مبارك، ومخابرات مصر كانت تغطى غزة والسودان!!

ـ لوس أنجلوس تايمز: أوباما ضغط بشكل غير مباشر على الديكتاتور أن يتنحى

ـ الجارديان: لولا الجيش المصرى ما تنحى مبارك الذى مارس الابتزاز العاطفى على شعب

ـ الإندبندنت: مصير الثورة المصرية بيد جنرالات الجيش

ـ يديعوت أحرونوت: تل أبيب لن تتدخل فى شئون مصر.. والشعب سيحكم نفسه

ـ معاريف: جنرال سابق: إسرائيل ستضطر لإعداد خطط عسكرية مختلفة تمامًا

ـ الإذاعة الإسرائيلية: تل أبيب تأمل فى الحفاظ على معاهدة السلام القائمة مع مصر

ـ هاآرتس: لن يطرأ أى تغيير جوهرى فى العلاقات بين تل أبيب والقاهرة

ـ دير شبيجل: الغرب خسر الطاغية



كان خلع الرئيس مبارك حدثًا مدويًا، استقبلته وسائل الإعلام باهتمام بالغ، ليس فى مصر فقط، بل فى مختلف الصحف ووسائل العالمية، والإسرائيلية بصفة خاصة، وأفردت له الصحف الصفحات بين تحليلات وتعليقات وتفسيرات، ونعيد هنا نشر عناوين الصحف الصادرة فى اليوم التالى للحدث الذى اهتز له العالم شرقه وغربه، ونبدأ بمانشيتات الصحف المصرية أولا:

عناوين الأهرام يوم السبت 12 فبراير 2011:

ـ الشعب أسقط النظام

ـ القوات المسلحة تدير شئون الدولة

ـ شباب مصر أجبر مبارك على الرحيل

ـ المصريون يحتفلون حتى الصباح بانتصار أول ثورة شعبية فى تاريخهم.

ـ سويسرا تجمد أى أرصدة محتملة للرئيس السابق وأعوانه.

ـ المصريون يحتفلون بتنحى مبارك.. أفراح غامرة فى القاهرة والمحافظات بنجاح الثورة.

ـ دماء الشهداء كتبت شهادة ميلاد جديدة لمصر.

ـ المجلس العسكرى ليس بديلا للشرعية التى يرتضيها الشعب

ـ ثورة الفيس بوك تطيح بمبارك ورموزه

أخبار اليوم:

ـ ورحل مبارك

ـ قواتنا المسلحة: أنا الشعب

ـ تكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.

ـ مبارك يتخلى عن الرئاسة ويكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.

ـ المجلس الأعلى للقوات المسلحة: سلام على الشهداء.. المجلس ليس بديلا للشرعية التى يرتضيها الشعب

عناوين جريدة الجمهورية:

ـ وانتصرت ثورة 25 يناير.. مبارك يتنحى.. والجيش يحكم 

ـ القوات المسلحة تحيى مبارك على ما قدمه للبلاد حربا وسلما وتؤكد أنها ليست بديلا للشرعية 

الوفد:

ـ الشعب يحتفل بسقوط مبارك

ـ انتصرت إرادة الأمة.. وتحية عسكرية لأرواح الشهداء

ـ الاحتفالات تعم مصر ابتهاجًا بنجاح الثورة

ـ المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدير شئون البلاد ويقول: لسنا بديلا عن الشرعية التى يرتضيها الشعب

ـ سويسرا تعلن تجميد أرصدة الرئيس وأسرته.

ـ ارفع رأسك.. أنت مصرى

ـ فرحة تاريخية عاشها المصريون ليلة سقوط مبارك

ـ الناطق باسم الجيش يؤدى التحية العسكرية لروح الشهداء

الشروق:

ـ وانتصر الشعب 

ـ الثورة تسقط مبارك.. والمجلس الأعلى للقوات المسلحة يتولى الحكم.

ـ أول هتافات بعد نجاح الثورة: ارفع رأسك أنت مصرى

ـ الشعب يريد بناء نظام جديد.

ـ مصر اليوم فى عيد

ـ مسيرات الغضب تتحول إلى مواكب احتفالية فى كل المحافظات.

ـ من الجيش للشعب: لسنا بديلا عن الشرعية

ـ بدء التحقيقات مع الوزراء والمعزولين خلال ساعات.

المصرى اليوم:

ـ الشعب أراد وأسقط النظام

ـ مبارك يتنحى ويفوض الجيش بإدارة شئون البلاد.. والأفراح تعم أنحاء مصر

ـ المجلس الأعلى للقوات المسلحة: لسنا بديلا عن الشرعية التى يرتضيها الشعب.. وسويسرا تقرر تجميد حسابات الرئيس السابق والمقربين منه

ـ أوباما: المصريون غيروا العالم.. والتحرير يعنى لنا الكثير

الدستور:

ـ أخيرًا تنحى

ـ الجيش يتعهد بإدارة البلاد

الأهرام المسائى:

ـ عهد جديد

ـ الرئيس مبارك يتخلى عن سلطاته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة

ـ الجيش يؤكد: لسنا بديلا عن الشرعية ونتطلع إلى تحقيق آمال شعبنا العظيم

ـ المجلس الأعلى للقوات المسلحة يقدم التحية والتقدير للرئيس.. ويحيى الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء للحرية

ـ فرحة الملايين.. المصريون يخرجون فى مظاهرات فرح بجميع المحافظات احتفالا بنجاح الثورة.. الإسماعيلاوية يغنون على السمسمية والشراقوة يرقصون بالخيول

المساء:

ـ وانتصرت إرادة الشعب

ـ الفرحة عمت أنحاء الجمهورية بعد تنحى الرئيس وتولى القوات المسلحة إدارة البلاد

ـ زغاريد فى ميدان التحرير والأحياء الشعبية.. ومسيرات شبابية فى الشوارع حتى الصباح

ـ المواطنون تبادلوا رسائل التهانى على المحمول.. وأولاد البلاد أطلقوا الأعيرة النارية.

ـ هتافات لم تنقطع: الشعب يريد محاكمة النظام.. واللى يحب مصر ما يخربش مصر

ـ رجال الجيش شاركوا الجماهير مشاعر البهجة والسعادة

ـ البيان الثالث للمجلس الأعلى للقوات المسلحة: الجيش ليس بديلا عن الشرعية التى يرتضيها الشعب.

عناوين صحيفة اليوم السابع:

شمس مصر تشرق على المصريون بدون مبارك بعد حكم دام 30 عامًا وتهاوى فى 18 يومًا. المتظاهرون يواصلون الاحتفال وينتظرون البيان الرابع.

الصحف الأمريكية:

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نشرت فى عدد 12 فبراير 2011 وفى افتتاحيتها موضوعًا تحت عنوان "لحظة مصر"، تحدثت فيه عما حققه الشباب المصرى من إنجاز تاريخى حقيقى، وقالت إن المصريين استحقوا أن يحتفلوا فى ميدان التحرير، لأن تنحى الرئيس مبارك يعد إنجازًا مذهلا لم يتوقعه أحد من المعارضة الشبابية، ففى أقل من ثلاثة أسابيع تمكنوا سلميًا من وضع نهاية لاستبداد دام لـ30 عامًا.

وقالت إن الأمريكيين احتفلوا بهذا الإنجاز إلا أنهم شعروا بالقلق بشأن خضوع البلاد لسيطرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى مصر، ورغم أن زعماء الجيش أصدروا بيانًا تحدثوا فيه عن العمل لنقل السلطة نحو مجتمع حر ديمقراطى، إلا أنهم لم يذكروا كيف سيفعلون هذا أو متى؟

ورأت "نيويورك تايمز" أنه ينبغى العمل الجاد فى مصر لبناء نظام ديمقراطى جديد ليحل محل القديم، وسيتطلب ذلك نفس اليقظة والعزيمة والانضباط التى أظهرها المتظاهرون خلال الأيام والليالى التى قضوها فى الميدان.

وقالت إن الولايات المتحدة والدول الديمقراطية الأخرى ينبغى عليها أن تكون مستعدة لتغيير ديمقراطى كامل، ويجب أن تستخدم واشنطن التى تمنح مصر 1.5 مليار دولار سنويًا فى صورة معونة عسكرية واقتصادية جميع علاقاتها الشخصية وكل نفوذها للتأكد من أن فترة السيطرة العسكرية وجيزة قدر الإمكان. 

وأشارت إلى أن الجيش هو أقوى مؤسسة فى مصر، بل ويعمل فيها كثير من أبناء الشعب المصرى، ولطالما كانت محط احترام وتقدير، وأكسبها نهجها الذى تبنته خلال الثورة المزيد من الشعبى، حتى أن المتظاهرين هتفوا قائلين "الشعب والجيش إيد واحدة".

وختمت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بالإشارة إلى أن المصريين تمكنوا من الحصول على فرصة لخلق مجتمع عادل وحر.

وبخلاف الافتتاحية نشرت الصحيفة فى ذات العدد مقالا للكاتب الأمريكى "توماس فريدمان" أشاد فيه بأجواء البهجة والفخر والوطنية التى استشعرها كل مواطن مصرى، وقال إن خطورة وقوة الحركة الديمقراطية تكمن فى شرعيتها، الأمر الذى بات مصدرًا لقلق وخوف الملوك والاستبداديين من شمال إفريقيا إلى بكين، وذلك ليس فقط لأن الشعب تمكن من إسقاط ديكتاتور، وإنما لأن الطريقة التى سقط بها من السهل جدًا محاكاتها.

وقال إن المشاعر التى هيمنت على المصريين بعد سماع بيان التنحى كانت جياشة، فطالما قللت الحكومة والنظام المصرى من شأنهم، والآن شعروا بقوة التمكين الشخصى، مشيرًا إلى أن وجودهم فى الميدان واستشعارهم بالطاقة والفخر يعد امتيازا يفخرون به.

أما صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فذكرت فى صفحتها الأولى يوم 12 فبراير 2011 أن المصريين نجحوا فى التعبير عن رغبتهم ليس فقط فى تغيير الحكومة وإنما فى إحداث ثورة ديمقراطية، ومنحوا احتمال الإصلاح السياسى صدى عالياً من شأنه أن ينتشر فى منطقة لطالما افتقرت إليه (تقصد الشرق الأوسط)، وقالت إن الثورة المصرية من شأنها تغيير العالم العربى للأبد، ولكنها لم تكتمل بعد لأن هذه مجرد بداية. 

وواصلت الصحيفة: إن هذه الانتفاضة وضعت نهاية لعقود مضت فى جمود، ورأت أن ما حدث ليس فقط نجاح قوة الشعب وإنما انقلاب عسكرى، وينبغى على المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يعلن عن خططه للأيام المقبلة، رغم أن أحد بياناته المقتضبة تؤيد "المجتمع الديمقراطى".

وحثت الصحيفة الولايات المتحدة وكبرى الدول الغربية على دعم الثورة والضغط على القيادة العسكرية المصرية لدعوة ممثلى الحركات السياسية للانضمام إلى المباحثات لخلق حكومة ائتلافية، وفى تدخل مباشر من الصحيفة فى الشأن المصرى، رأت أن الإدارة الأمريكية يمكنها أن تضع إطارًا لخارطة الطريق للديمقراطية وإجراء الانتخابات، وذهبت إلى أن هذه العملية ينبغى أن تكون أكيدة وإنما لا يجب استعجالها، مما يعنى أن الدستور الحالى ينبغى أن يوضع جانبًا.

وفى اليوم التالى (13 فبراير) ذكرت "واشنطن بوست" على صدر صفحتها الأولى أن مستقبل التعاون الاستخباراتى بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر بات معلقًا بعد تنحى الرئيس مبارك، وقالت إن الحكومة المصرية لطالما كانت طيلة عقود شريكا ضروريا لوكالات الاستخبارات الأمريكية، وعكفت على مشاركة المعلومات عن الجماعات المتشددة مثل القاعدة وساهمت فى عمليات مكافحة الإرهاب.

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه مع رحيل مبارك، الذى كان من أقرب حلفاء واشنطن فى المنطقة، ستتأثر بالتأكيد العلاقات المصرية الأمريكية، ويرى المحللون أن الحكومة المصرية الديمقراطية لن تجد سبيلا آخر سوى الاستجابة لمطالب الجماهير التى ربما تعارض مثل هذه الصلات الخاصة والوثيقة مع الولايات المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن آرون ديفيد ميلر، خبير سابق فى الخارجية الأمريكية معنى بدراسات الشرق الأوسط، قوله "كيف سيتطور التعاون مع الولايات المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب فى إطار القيود الجديدة؟ أعتقد أن المساحة ستتقلص".

وأشارت الصحيفة إلى أن تعاون مصر الاستخباراتى كان مكثفًا، فأجهزتها الأمنية لديها مصادر متعددة فى أماكن لا تملك الولايات المتحدة مصادر فيها مثل غزة والسودان، وفقًا للمحللين.

أما صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" فنشرت فى 13 فبراير الماضى أن مكالمة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما التليفونية للرئيس مبارك توصف بأنها واحدة من أكثر المحدثات التى أجراها الأول مع رئيس دولة أجنبية، لاسيما أن الولايات المتحدة لم تطلب قط من مبارك أن يتنحى خشية أن يسفر هذا الأسلوب عن نتائج عكسية، وذهبت إلى أن الضغط دون تدخل كان إطار إستراتيجية أوباما المتبعة مع مصر.

وذكرت الصحيفة أن أوباما شاهد على متن طائرته وهو فى طريقه إلى واشنطن من ميتشجان، نظيره المصرى يدلى بخطاب أذهله، فهو لم يتنح، وكان أوباما قد قال فى وقت سابق من نفس اليوم "نحن نشاهد التاريخ يصنع أمامنا" فى إشارة على أنه فهم أن الرئيس مبارك سيتنحى، وعاد أوباما إلى البيت الأبيض ودعا نائبه "جو بايدن" وكبار مستشاريه للسياسة الخارجية ليعلن عن ارتباكه بشأن خطاب مبارك، كما بحثوا فى خطاب النائب عمر سليمان الذى ألقاه بعدها بقليل فى محاولة لتبين أى سلطات نقلها الرئيس إلى نائبه.

ورأت "لوس أنجلوس تايمز" أن طريقة تعامل البيت الأبيض مع هذه اللحظة كشف النقاب عن الإستراتيجية الأمريكية التى طورت بعد اندلاع ثورة 25 يناير، والقائمة على دعم "الجانب الصحيح من التاريخ"، دون التدخل فى شئون مصر السياسية، أوباما أراد الضغط على الديكتاتور، ودفعه إلى تسليم السلطة وبدأ عملية انتقال السلطة نحو دولة ديمقراطية، ولكن أوباما لم يطلب قط علنيا من مبارك أن يتنحى.

واشنطن بوست: 

ـ استقالة مبارك تخلق فراغًا استراتيجيًا فى الشرق الأوسط. 

ـ الجيش أجبر مبارك على التنحى بالقوة.

وقالت الصحيفة إن البنتاجون والاستخبارات الأمريكية CIA كانا على علم بخطة الجيش المصرى للحد من صلاحيات الرئيس، أما بالتنحى أو نقل الصلاحيات، ولكن خطاب مبارك الأخير الذى ظهر فيه بأنه مصرا على البقاء أدهش الجميع فى الداخل والخارج مما جعل الجيش يوجه إنذارًا الى مبارك يطالبه فيه بالتنحى طواعية وإلا سيجبره على التخلى.

نيويورك تايمز: 

ـ مصر تنفجر من البهجة لتنحى مبارك، وقامت بوصف موجات الفرح فى ربوع مصر برحيل عقود القمع بعد إسقاط 30 سنة من الحكم الاستبدادى فى مصر، كما جاء أيضًا إن عددًا كبير من الإسرائيليين أبدوا إعجابهم بالثورة المصرية. 

ونقلت الصحيفة عن بن كاسبيت المعلق الإسرائيلى البارز لصحيفة معاريف قوله: الأمل والتفاؤل يتدفقان إلى مصر، شجاعة الجماهير جعلتنا نعجب بالمصريين، لقد استطاعوا الوقوف فى وجه الرئيس مبارك الشعب المصرى من أعظم الأبطال، فقد وقفوا فى وجه واحد من أقوى الحكام والأكثر كرها فى التاريخ الحديث لمصر.

شبكة CNN الإخبارية:

لأول مرة نرى شعبا يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعدها.



الصحف الأوروبية.

ونشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية التعليق على تطورات الأحداث فى مصر فى افتتاحيتها يوم 14 فبراير بعد تنحى المخلوع بيومين، وقالت تحت عنوان "مصير الثورة بيد جنرالات الجيش" عن الإجراءات التى اتخذها الجيش، والتى كان أولها إخلاء ميدان التحرير من المتظاهرين، وثانيها حل البرلمان وتعطيل الدستور، والتى بعثت على الراحة بشأن مدى سيطرة الجيش على مجريات الأمور، ورأت الصحيفة أن كلا الإجراءين كان له مبرراته، فإذا كانت البلاد فى طريقها لاستعادة الحياة الطبيعية، ليس من الناحية الاقتصادية على الأقل، فإنه يجب إخلاء وسط العاصمة الذى حاصرته حشود المحتجين على مدار الأيام الماضية، وبالنسبة للدستور وحل البرلمان، فليس من المحتمل أن يشعر أحد بالحنين لأى منهما، فيما عدا قليلين من أنصار الرئيس السابق حسنى مبارك.

التايمز البريطانية:

مبارك تنحى عن الحكم الليلة وكلف المجلس العسكرى بإدارة أمور البلاد.. والحدث قوبل باحتفالات صاخبة فى كافة ميادين وشوارع القاهرة والمحافظات.

بى بى سى‏:‏

سويسرا ستجمد أرصدة مبارك - ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى أن الحكومة قررت تجميد أى أرصدة محتملة للرئيس السابق حسنى مبارك‏.‏

الجارديان:

تحت عنوان "الإطاحة بفرعون مصر وسط الرصاص والدم" كتبت الصحيفة فى لهجة ازدراء واضحة عمن تسميه بالفرعون الذى يتصرف منذ ثلاثين عامًا كالملك الذى نصبته العناية الإلهية منقذا لمصر، وقالت الصحيفة إن المحللين يرجحون تنحيته من طرف الجيش، لأنه لم يكن ينوى الرحيل بل إنه كان يمارس الابتزاز العاطفى والشفقة على الشعب.

كما جاء موضوع آخر فيها يقول "30 ثانية وضعت نهاية حكم استمر 30 عاما"، وذلك فى إشارة إلى المدة التى استغرقتها كلمة اللواء عمر سليمان، التى أعلن فيها تنحى مبارك.



الانترناشيونال هيرالد تريبيون:

كان المانشيت الرئيسى لها يقول: مبارك يتنحى 

ديلى تليجراف البريطانية:

قوة الشعب تصنع التاريخ فى مصر

ليبراسيون الفرنسية: 

تناولت الحدث تحت عنوان "إنهم أحرار" وقالت: لقد هبت رياح الحرية وتخلص الشعب المصرى من فرعونه العاجز، والدور آت على أكثر من بلد عربى، لأن حقوق الإنسان فيروس المستقبل وعدواه لا تقاوم.

لوفيجارو:

خصصت نصف صفحة كاملة لحادث سقوط مبارك، كما وصفت الصحيفة ما حدث فى مصر بأنه نصر للشارع المصرى فى وجه مبارك.

مجلة دير شبيجل الألمانية: 

نشرت فى صفحتها الأولى تقريرًا تحت عنوان "الغرب خسر الطاغية" وجاء فى التقريرأن المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية حددوا المصير المحتوم لمبارك، ولكن الغرب وقفوا إلى جانب الطاغية حتى قرب النهاية، على الرغم من أنه حول بلاده إلى دولة بوليسية ونهب اقتصادها، كما تناول التقرير فرحة المصريين بالحرية، وترديد بعض الشعارات مثل الله أكبر.



الصحف الإسرائيلية

وفى إسرائيل تصدر خبر تنحى حسنى مبارك الصفحات الأولى من الصحف الإسرائيلية الصادرة فى صباح السبت 12 فبراير 2011 حيث خرجت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بالبنط العريض تحت عنوان "انتصر الشعب المصرى وسقط مبارك.. وتل أبيب تترقب".

وزعم محللون سياسيون إسرائيليون أن مكانة النائب عمر سليمان باتت غير واضحة بعد تنحى مبارك عن رئاسة مصر، مشيرين إلى أن من يقف على رأس الهرم الآن هو رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير "محمد حسين طنطاوى"، حتى يتضح الأمر السياسى والقانونى.

وبث الإعلام الإسرائيلى يوم 12 فبراير 2011 تقارير مختلفة عن الحدث، حيث ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن تل أبيب أعربت عن أملها فى أن تقوم القيادة المصرية القادمة بالحفاظ على معاهدة السلام القائمة بينها وبين القاهرة، داعية المجتمع الدولى إلى العمل نحو تحقيق هذه الغاية، وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" تعليماته إلى أعضاء الحكومة بالامتناع عن الإدلاء بأى تصريحات تخص التطورات الحاصلة فى مصر.

وكشفت وسائل الإعلام العبرية عن أنه يتم اطلاع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته أفيجادور ليبرمان، باستمرار على آخر المستجدات فى مصر، حيث أعرب نتنياهو فى ختام مؤتمر صحفى عقده قبل ساعات من صباح يوم التنحى عن الخطوات الاقتصادية التى تنوى حكومته اتخاذها، وعن تقييمه وأمله فى أن تكون أى حكومة مصرية ملتزمة بمعاهدة السلام الإسرائيلية المصرية.

فى حين أكد وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك أن تل أبيب يجب ألا تتدخل فيما يجرى فى مصر، مشيرا إلى أن إسرائيل قوية ولكنه يجب متابعة التطورات وتعزيز الأمن على المدى البعيد، مضيفًا أنه رغم التطورات الأخيرة فى المنطقة فيتوجب على إسرائيل المضى قدماً فى عملية السلام مع الفلسطينيين.

وفى مقابلة مع شبكة التليفزيون الأمريكية "ABC" قال باراك إن إجراء الانتخابات فى مصر بعد فترة قصيرة من الآن قد يؤدى إلى انتصار جماعة الإخوان المسلمين، وأضاف أنه يجب على العالم أن يشجع مصر على إدخال تعديلات جديدة، غير أنه يتوجب أيضًا إعطاءها متسعًا من الوقت لتفادى سيطرة العناصر الأصولية عليها فى إشارة إلى جماعة الإخوان.

وقالت يديعوت إن المشير طنطاوى أصبح مسئولا عن الجانب الأمنى فى مصر، لمنع انتشار الفوضى العارمة والحفاظ على مقدرات الشعب المصرى، بعدما قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة حل الحكومة ومجلسى الشعب والشورى.

وعبَر مسئول إسرائيلى رفيع المستوى للصحيفة عن أمله بأن تكون الفترة الانتقالية فى مصر بعد استقالة مبارك من منصبه كرئيس، أن تكون هادئة وبعيدة عن المفاجآت، مشددًا على ضرورة الحفاظ على اتفاقية السلام التى وقعت بين البلدين عام 1979، وظلت باقية لمدة 30 عامًا، قائلا "هذا الاتفاق يخدم مصالح البلدين، وهو ضمانة لخلق استقرار فى المنطقة كلها".

وفى السياق نفسه ناشدت الولايات المتحدة القيادة المصرية الجديدة احترام اتفاقات السلام المعقودة مع إسرائيل، وقال الناطق بلسان البيت الأبيض روبرت جيتس: "إنه من الأهمية بمكان أن تعترف الحكومة المصرية القادمة بالاتفاقات الموقعة مع حكومة إسرائيل".

ونشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريرًا على لسان رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق الجنرال عاموس يدلين أنه فى حال تحقيق التوقعات السلبية لنتائج الثورة الشعبية فى مصر ضد النظام الحاكم فإن إسرائيل ستكون مضطرة لإعداد ميزانية دفاع جديدة وبناء قوات إضافية وإعداد خطط عسكرية مختلفة تمامًا.

وفى اليوم التالى نشرت صحيفة معاريف على لسان هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية وصية لكافة الإسرائيليين المقيمين فى الخارج باتخاذ إجراءات من الحيطة والحذر، مع اقتراب ذكرى اغتيال القياديين فى حزب الله اللبنانى "عماد مغنية" و"عباس موسوى"، وكشفت عن أنه من الدول التى أدرجتها هيئة مكافحة الإرهاب على قائمة المواقع الأشد خطراً بالنسبة للإسرائيليين، كل من مصر وتركيا وجورجيا وأرمينيا وفنزويلا وموريتانيا.

وأضافت الصحيفة أنه نظراً لتزايد الخوف من تعرض الإسرائيليين واليهود فى الخارج لاعتداءات، فقد نصحت الهيئة بعدم ارتياد المواقع التى غالباً ما يتجمع فيها الإسرائيليون، والامتثال لتوجيهات الجهات الأمنية المحلية.

أما صحيفة صحيفة "ها آرتس" الإسرائيلية فقد ذكرت فى عدد 12 فبراير 2011 أن كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" ووزير خارجيته "أفيجادور ليبرمان" يتابعان الأوضاع فى مصر فى أعقاب تنحى مبارك.

وكشفت هاآرتس، أن مستشار الأمن القوم "عوزى أراد" اجتمع فى واشنطن مع نظيره الأمريكى "توم دونيلون" وغيره من المسئولين وبحث معهم الأوضاع فى مصر.



الصحافة الإسرائيلية:

ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية يوم السبت 12/2/2011 أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أعطى تعليمات لوزرائه بعدم الإدلاء بتصريحات علنية حول الأحداث فى مصر ثم توالت ردود الأفعال الإسرائيلية على تنحى الرئيس المصرى السابق مبارك وتخليه عن السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، والتى اتسمت معظمها بالقلق على مستقبل السلام والعلاقات بين تل أبيب والقاهرة، فى ظل تخوفات إسرائيلية من صعود الإسلاميين للسلطة.

صحيفة جورزاليم بوست الإسرائيلية:

قالت فى تقريرها عن تنحى الرئيس مبارك إن المتظاهرين هتفوا لشعب أسقط النظام، بعد 18 يوماً من بداية الاحتجاجات التى اجتاحت مصر فى 25 يناير، مما أدخل مصر فى أزمة لم تستطع الحكومة الاستبدادية التعامل معها.

ـ أصدر المكتب الإسرائيلى لمكافحة الإرهاب بيانًا حذر فيه الإسرائيليين ممن ينوون السفر إلى الخارج من خطر تعرّضهم لهجمات خصوصًا فى مصر، وطلب مكتب الإرهاب المرتبط بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى من المسافرين، تجنب تجمعات الإسرائيليين فى مصر، وتركيا وأذربيجان، وأرمينيا، وجورجيا، ومالى، وفنزويلا، وساحل العاج، بسبب الاضطرابات فى هذه البلاد.

ـ فى تصريح لمسئول حكومى إسرائيلى رافضا ذكر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية فرنس برس قال: نأمل أن تتم العملية الانتقالية نحو الديمقراطية بهدوء من أجل مصر وجميع جيرانها أيضًا، وشدد على ضرورة الحفاظ على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التى وقعت العام 1979، وأضاف أن هذه المعاهدة تخدم مصالح البلدين وتشكل ضمانًا للاستقرار فى المنطقة برمتها، مؤكدًا أن اللحظة لا تزال مبكرة للقيام بتحليلات، وأقر بأن المسئولين المصريين يشعرون بقلق معين فى مواجهة الغموض الذى خلفه تنحى مبارك.

وذكر الوزير السابق والنائب العمالى بنيامين بن اليعازر، أنه تحدث هاتفيًّا إلى مبارك قبل أن يلقى كلمته، الخميس وأن الجيش الذى كان يعوِّل عليه مبارك أبلغه أنه لا يستطيع الدفاع عنه، وهو أمر مؤسف فى رأيى، كما أوضح أن مبارك أبلغه الخميس، أنه يبحث عن مَخرج مشرف، كما أعرب مبارك عن تخوفه من صعود الإسلام الراديكالى إلى العالم العربى كله إذا وصل إلى سدة الحكم فى مصر.

يديعوت أحرونوت:

فى تقرير منفصل لها من إمكانية وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة عقب رحيل مبارك، أشارت إلى أن ذلك سيغير سياسات مصر الخارجية بعدما كان يحافظ مبارك على السلام ويطارد الإخوان المسلمين، وأضافت أن ذلك سيدفع إسرائيل إلى إعادة حساباتها من أول وجديد.

معاريف:

نشرت مقالا للكاتب الإسرائيلى عاميت كوهين قال فيه: إن مصر بعد مبارك قد تتجه نحو الفوضى، لاسيما بعد رحيل سليمان أيضًا عن الحكم، وعلى المصريين أن يقرروا فى أقرب فرصة ممكنة إلى أين يتجهون بدولتهم، كما توقع كوهين حدوث صدام بين الجيش والإخوان المسلمين إذا وصل الإخوان إلى سدة الحكم.

ونقلت الصحيفة عن تسيفى مزال، السفير الإسرائيلى السابق، فى القاهرة قوله: إن إسرائيل بعد رحيل مبارك باتت تواجه وضعًا معاديا فى المنطقة، مشيرا إلى أن أحدًا لا يمكنه أن يتوقع ماذا سيحدث من ثورات أخرى فى المنطقة، وهذا يعنى أننا أمام عالم مختلف، وأن هناك أسبابًا كثيرة لأن تقلق إسرائيل. 

هاآرتس:

نشرت مقالا لتسيفى برئيل قال فيه: إن مصر بها ديمقراطية يديرها الجيش، وأن ثورة المصريين لم تكتمل بعد، فقد حصلوا على دولة يديرها الجيش البعيد عن قواعد الديمقراطية بعدما تخلصوا من حاكم طاغية، وبالنسبة للعلاقات بين مصر وإسرائيل، رأى برئيل أنه طالما أن الجيش هو الذى يدير الدولة فإن العلاقة بين مصر وإسرائيل ستظل مستقرة، لكن بعد انتقال السلطة لحكم مدنى سيظل الاتفاق المصرى ـ الإسرائيلي، حجر الزاوية فى علاقات مصر مع إسرائيل من جانب وعلاقات مصر مع الولايات المتحدة من جانب آخر.

الصحف العربية

القــدس العــربى: شكرًا لشعب مصر العظيم 

كتب رئيس تحرير الصحيفة عبدالبارى عطوان مقالا قال فيه: إن سقوط مبارك ونظامه هو سقوط مرحلة بكاملها، سقوط ما يسمى بمحور الاعتدال، سقوط اتفاقات كامب ديفيد وكل ملحقاتها المذلة للعرب والمسلمين.

الشرق الأوسط اللندنية: 

فعلها الشباب وتنحى مبارك 

التليفزيون السورى:

أعلن ليلة التنحى أن مصر عادت إلى الصف العربى، داعيًا إلى إنهاء البنود التى تفقد الشرعية فى اتفاقية كامب ديفيد. 

ـ عصام العربى: الجيش حول أبراج دباباته تجاه القصر الجمهورى بعد أن كانت موجهة ناحيتنا وقام بإلقاء الحلوى علينا

ـ عمرو حامد: كنا ننتظر خطاب التنحى لكن لم نصدقه لأن الصورة لم تكن واضحة المعالم

ـ حمادة الكاشف: يوم تنحى مبارك هو بحق يوم مشهود فى تاريخ مصر ولا يمكن أن ننساه من ذاكرتنا

ـ شريف الروبى: ذهبنا إلى القصر الجمهورى وفى أذهاننا إما النصر على الطغاة وإما الشهادة على أعتابه





المكان: ميدان التحرير بوسط القاهرة الذى أصبح من أشهر ميادين العالم بسبب هذا الحدث

الزمان: فجر يوم الجمعة الموافق ١١ فبراير عام ٢٠١١

الحدث: استمرار الاعتصامات فى ميدان التحرير وفى كل ميادين مصر

الهدف: إسقاط مبارك ورجال نظامه ومحاكمتهم على كل جرائمهم التى ارتكبوها فى حق مصر والمصريين.



كان المشهد مهيبا بحق كأنه يوم الحشر، اجتمع له الناس من كل حدب وصوب، والكل أجمع على خلع من استباح أموال وأعراض ودماء مصر برجالها ونسائها وشبابها وشيوخها وأطفالها على مر ثلاثين عاما مضت.

الجميع كان هدفهم واحد .. ولم يكن ثمة شخص واحد عنده استعداد للتراجع أو المهادنة، الكل كان يطالب بإسقاط نظام مبارك مهما كان الثمن، ومها كان حجم التضحيات، حتى ولو كان الثمن هو عدم عودتهم جميعا إلى منازلهم مرة أخرى، واعتبروا أنفسهم شهداء فى سبيل الوطن، وفى مقابل حصول أبنائه على حريتهم، وهى الغاية الأسمى التى خرجوا من أجلها.

تعتبرالفترة من بعد صلاة فجر يوم الجمعة الموافق ١١ فبراير٢٠١١ وحتى إلقاء اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت، بيان تخلى مبارك عن الحكم فى الساعة السادسة من مساء هذا اليوم، بحق من أطول 12 ساعة فى تاريخ مصر، فقد أصيبت كل مرافق مصر بالشلل التام، وحاصر الثوار مبنى ماسبيروا ومنعوا العاملين به من الدخول والخروج، وقرروا الزحف إلى القصر الجمهورى عصر يوم الجمعة إذا لم يتنح مبارك عن الحكم، وتعالت هتافاتهم المدوية: بينا على القصر بعد صلاة العصر .. ع القصر رايحيين شهداء بالملايين.

فى ذاك اليوم التاريخى شارك عدد غير مسبوق فى صلاة الجمعة، وكانت ثالث جمعة تقام منذ اندلاع الثورة، ووصف خطيب الجمعة فى ميدان التحرير المعتصمين فيه بـ "مرافعين أقوياء عن الحرية" ودعاهم إلى أن يثبتوا فى مواقعهم .

ووجه الخطيب رسالة إلى الجيش المصرى ودعاه إلى الثبات وتقوى الله تعالى، وألا يخاف من أحد وأن يكون مع الشعب، وعقب الصلاة انطلقت مسيرات حاشدة بالآلاف إلى قصر العروبة الذى كان محاطا بمدرعات تابعة للحرس الجمهورى والأسلاك الشائكة ذات الكثافة العالية.

وعن ذكريات هذا اليوم، يقول عصام العربى، أحد معتصمى ميدان التحرير: كنت متواجدا فى الميدان منذ بداية الاعتصامات يوم ٢٥ يناير، انتظر كغيرى من ملايين المصريين فى بداية الاعتصامات تنحى مبارك عن السلطة، ولكنه تشبث بها إلى آخر رمق فيه، وانتظرت أن يلقى خطاب التنحى يوم الخميس الموافق ١٠ فبراير، ولكنه ظهر حوالى الحادية عشرة مساء فى خطابه المتلفز ليقول إنه سوف يفعل كذا وكذا، فخيب آمال الجميع، مؤكدا أنه كغيره من الملايين كان يتمنى أن يذهب إلى القصر الجمهورى لإسقاط مبارك حتى حانت له الفرصة وذهب مع مئات الآلاف غيره إلى القصر بعد أن بات ليلته فى ميدان التحرير فى انتظار اللحظة الحاسمة.

وأضاف العربى، أن كل من كان فى ميدان التحرير يتأهب إلى الذهاب إلى القصر الجمهورى، وبدأت بالفعل أعداد غفيرة تتجه صوب القصر بعد صلاة الجمعة، وكانت الخطبة التى ألقاها الخطيب فى الميدان قد ألهبت حماسنا جميعا، مؤكدا أننا لم نكن نقصد القصر كمبنى قائم بعد أن ترددت أنباء عن ترك مبارك القصر وسفره إلى شرم الشيخ ولكن المعنى المقصود هو رمز السلطة وعنوانها المتمثل فى القصر لأنه المقر الرئاسى.

وعن الهتافات التى كان يرددها المتظاهرون وهم فى طريقهم إلى القصر الجمهورى قال العربى كنا نردد "على القصر رايحيين شهداء بالملايين"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"يسقط يسقط حسنى مبارك" ونحن فى طريقنا إلى القصر كانت كل الطرق المؤدية إليه مغلقة بحواجز حديدية وأسلاكا شائكة، ومع ذلك تقدمنا إلى أن وصلنا إلى أقرب مكان من القصر وكان أمامنا مباشرة قوات الحرس الجمهورى من الدبابات والمصفحات وتأتى من بعدها مدرعات الجيش والفاصل بيننا وبينهم أسلاك شائكة.

وفى لحظة من الصعب وصفها لروعتها كما يقول العربى، اتخذ الجيش قرارا بأن يكون مع الثوار، وأدار أبراج دباباته ومدافعه ناحية القصر، بعد أن كانت موجهة ناحية المواطنين العزل، وقام الجيش بعد ذلك بإلقاء الحلوى علينا، وصفقنا جميعا للجيش على موقفه الذى اتخذه بالانضمام إلى الشعب فى مطالبه المشروعة، وعندما أردنا التقدم إلى الأمام وتخطى الحواجز التى أمامنا طالبنا أحد ضباط الجيش بالانتظار قليلا قبل فعل أى شيء، لأن هناك بيانا مهما سيخرج من رئاسة الجمهورية بعد صلاة المغرب ثم بعد ذلك افعلوا ما تريدون.

وفى نبرة مفعمة بالفرح والسرور قال العربى: ثم جاءت اللحظة الحاسمة التى انتظرناها طويلا، ففى تمام الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة ١١ فبراير ٢٠١١، ظهر عمر سليمان نائب مبارك، وألقى بيانه التاريخى الذى لم يستغرق دقيقة واحدة وأعلن تخلى مبارك عن الحكم، بعدها هللنا وكبرنا جميعا، ورددنا فى صوت واحد "الله أكبر .. الله أكبر"، وعندما أردنا العودة إلى ميدان التحرير لكى نحتفل بتنحى مبارك مع المعتصمين فيه قابلنى الشيخ صفوت حجازى وقال لى إن هذه شائعة أراد النظام ترويجها لكى نترك أماكننا ونرحل من أمام القصر .

وأكد لى أنه لن يترك مكانه حتى يتأكد من هذا الأمر فأقسمت له بالله بأننى رأيت بيان التنحى يلقيه عمر سليمان بعينى فى جهاز محمول أحد الأصدقاء الذى يمكن أن ترى فيه قنوات التليفزيون، فحلفنى بالله مرة أخرى بأنى رأيت خطاب التنحى بعينى فأقسمت له بالله مرة أخرى بأنى رأيت الخطاب بعينى وعندها أخذنا الشيخ وعدنا إلى ميدان التحرير مرة أخرى للاحتفال بالنصر الذى منا الله به علينا وتنحى الفرعون وتهاوى ملكه.

ومن جانبه قال عمرو حامد أحد المعتصمين فى ميدان التحرير إنه أصيب بالإحباط وخيبة الأمل من خطاب مبارك الذى ألقاه يوم الخميس بأنه باق فى السلطة وسوف يقوم بعمل إصلاحات سياسية واقتصادية .

ويكمل حامد كلامه قائلا: قضيت ليلتى كغيرى من الملايين فى انتظار الفرج، وكنا واثقين فى الله بأن النصر آت لا محالة والأجواء وقتها كانت لا توصف، فكان المصريون فى كل مكان متحدين فى سبيل تحقيق هدف واحد، وهو القضاء على نظام فرعون، فقبل يوم الجمعة التى ألقى فيها عمر سليمان خطاب تخلى مبارك عن الحكم كان هناك حصار من جانب المتظاهرين للتليفزيون، وكذلك كان هناك اعتصام مفتوح أمام مجلس الوزراء، وأيضا أمام مجلس الشعب، والميدان ممتلئ على آخره، وكانت هناك ترتيبات للزحف نحو القصر الجمهورى، ووسط كل ذلك كنا ننتظر خطاب التنحى بين اللحظة والأخري.

وكانت المفاجأة كما يؤكد حامد، هى ظهور عمر سليمان ليلقى خطاب تخلى مبارك عن الحكم، فالمفاجأة هى أننا كنا ننتظر تخلى مبارك أو تنحيه عن الحكم لكن لم نكن نصدقه، لأن الصورة لم تكن واضحة المعالم، فكانت السماء مازالت ملبدة بالغيوم، فبعد أن أدينا صلاة الجمعة فى الميدان وبدأنا نتحرك بعد الصلاة نحو القصر الجمهورى للقضاء على رأس النظام.

وأوضح حامد، بأننا سمعنا خطاب التنحى عبر الراديو. وبعد انتهاء سليمان من إلقاء البيان أعلنت الصيحات بالتكبير والتهليل، وغمرت الفرحة آلاف الموجودين أمام القصر بجانب الملايين فى جميع أنحاء مصر، وغمرتنا الدموع فرحا وابتهاجا، وتبادلنا التهانى والاحضان والقبلات بهذا الانجاز العظيم، فهو بحق يوم مشهود فى تاريخ مصر لا يمكن أن ننساه من ذاكرتنا .

ويقول حمادة الكاشف، أحد المعتصمين فى ميدان التحرير: خلال أيام ثورة يناير، كنت متواجدا فى ميدان التحرير، بل كنت مقيما فيه، وكنت المسئول عن الإذاعة العامة داخل الميدان التى تذيع كل الأخبار، وتعريف المتواجدين داخل الميدان بكل ما يجرى خارجه من أحداث، لأن الميدان كان يعتبر منطقة معزولة عن المحيط الخارجى بسبب التشويش المتعمد من جانب نظام مبارك على الاتصالات وقطع خدمات الانترنت .

وأكد الكاشف، أن خطاب مبارك يوم الخميس أصابنى بخيبة أمل كبيرة وصدمة، بسبب إصرار مبارك على البقاء فى منصبه فكانت الاستعدادات تجرى على قدم وساق لمحاصرة القصر الجمهورى، ودخلنا فى سباق مع الزمن بعد هذا الخطاب فى إعداد العدة للتوجه بعد عصر غدا الجمعة الموافق ١١ فبراير ٢٠١١ إلى القصر الجمهورى، وبدأت الحشود تتوافد من كل شبر من أرض مصر للانضمام إلى المعتصمين فى الميدان صباح يوم الجمعة وبعدها يتوجهون نحو القصر الجمهورى، وردد الملايين فى الميدان هتافات "يالا بينا على القصر بعد صلاة العصر"، و "ع القصر رايحين شهداء بالملايين"، وبعد صلاة الجمعة بدأت الجموع الحاشدة فى التوجه ناحية القصر الجمهورى كالشلال المتدفق، وفى لحظة فارقة فى تاريخ مصر بعد صلاة المغرب كنت متواجدا فى الميدان نتابع الأخبار أولا بأول فى الراديو، وهنا صمت الميدان كله لمتابعة ما سيسفر عنه بيان عمر سليمان وكله فى ترقب وانتظار وقلق وخوف، إلى أن جاءت البشرى التى أثلجت صدورنا جميعا بتخلى مبارك عن منصبه وتفويض المجلس العسكرى بادارة شئون البلاد، فعمت الفرحة الميدان وكل مصر، وتبدل الخوف فرحا بعد أن كنا نتوجس خيفة من استخدام الجيش لضربنا.

ومن جانبه قال شريف الروبى، كنت مع الملايين فى ميدان التحرير مطالبين بإسقاط نظام مبارك الذى افسد مصر ونهب خيراتها وثرواتها، فكنا متأكدين أن خطاب التنحى آت لا محالة، لكن لم نكن نعلم توقيته تحديدا، فبعد أن سمعنا خطاب الخميس وإصراره على البقاء فى منصبه وعدم تركه للسلطة أصابنا احباط كبير، ولكن لم نيأس من مواصلة المشوار، وبالفعل اتخذنا القرار بالذهاب إلى القصر بعد صلاة العصر، حتى يكون هذا هو أخر المشوار، إما النصر على الفرعون أو أعوانه من الطغاة والمتجبرين أو الشهادة على أعتاب القصر.

وأضاف، أن الفرصة ملأت قلوبنا جميعا، ولم نكن نصدق ما جاء فى البيان الذى ألقاه عمر سليمان رغم توقعنا له، وانطلقنا نهنئ بعضنا البعض بالانجاز التاريخى الذى تحقق بعد فترة عصيبة مرت بها البلاد وعمت الفرحة مصر كلها بهذا الخبر.
الرئيس الأمريكى باراك أوباما:
يجب أن نربى أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر

سيلفيو برلسكونى رئيس وزراء إيطاليا:
لا جديد فى مصر فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة

ستولنبرج رئيس وزراء النرويج: اليوم كلنا مصريون

هاينز فيشر رئيس ألمانيا:
شعب مصر أعظم شعوب الأرض و يستحق جائزة نوبل للسلام

وزير الخارجية الألمانى فيستر فيليه:
أتطلع إلى زيارة مصر والحديث مع الذين قاموا بالثورة

السفير الألمانى بالقاهرة:
الثورة المصرية تشبه ثورة وحدة ألمانيا منذ 20 عاماً 

رئيس أركان جيش الحرب الإسرائيلى الأسبق:
الأحداث فى مصر تثبت أنه يتوجب علينا التواضع والحذر فى تقديراتنا للعالم العربى

نجم الكرة العالمى رونالدو:
أتابع أخبار الثورة المصرية أكثر من أخبار برشلو نة

لم يكن هناك أى اختلاف فى ردود الفعل التى أعقبت بيان التنحى، سواء فى مصر أو خارج مصر، فقد أجمع الكل على النرحيب بهذه الخطوة، وخرجت البيانات من كل حكومات العالم شرقه وغربه تشارك المصريين فرحتهم بالحدث الكبير، ونعرض هنا بعض ردود الفعل:

فى الولايات المتحدة، أشاد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالثورة المصرية فى كلمة ألقاها يوم الجمعة 11/2/2011 وأكد أن المصريين لن يقبلوا مستقبلاً بغير ديمقراطية كاملة، كما أشاد بدور الجيش فى حماية الثورة و أكد أن الولايات المتحدة، مستمرة كشريك لمصر، وأضاف الرئيس الأمريكى أن الروح الجيدة التى أبداها المصريون ستساعدهم على الانطلاق و التقدم سريعا، موضحا أن مصر الديمقراطية يمكنها أن تلعب دورا مهما ليس فى المنطقة العربية فقط و لكن فى العالم أجمع، وقال أوباما إن المصريين ألهمونا بفكرة أن العدالة يمكن أن تتحقق وتنجح دون عنف وأن الشعب المصرى صنع التاريخ، وسيغير المنطقة وأن مصر لن تعود كما كانت أبدا.
وقال نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن، باستقالة الرئيس المصرى حسنى مبارك، فى ما اعتبره يوما تاريخيا تشهده مصر. وقال بايدن، فى أول رد فعل أمريكى على تنحى مبارك بعد نحو ثلاثين عاما فى السلطة، اليوم هو يوم تاريخى للمصرييين.
ورحب الرئيس الفرنسى نيكولاى ساركوزى، بقرار الرئيس حسنى مبارك ووصف قراره بـالشجاع والضرورى معربًا عن الأمل فى أن تنظم السلطات المصرية الجديدة انتخابات حرة وشفافة، تنبثق عنها مؤسسات ديموقراطية.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، ترحيبه بتنحى مبارك مؤكدًا أن الشعب المصرى أسمع صوته وأضاف، تعليقًا على استقالة مبارك: أحترم قرارًا صعبًا تم اتخاذه لمصلحة الشعب المصرى وتابع: فى هذه اللحظة التاريخية، أجدد دعوتى إلى عملية انتقالية شفافة ومنظمة وسلمية.
وأشاد الاتحاد الأوروبى، بتنحى مبارك ورحب بالقرار الذى اتخذه واستمع إلى أصوات الشعب المصرى، وفتح الطريق لانتقال منظم إلى الديمقراطية، كما حيا الاتحاد الأوروبى شجاعة الشعب المصرى، الذى قام بحملته من أجل التغيير الديمقراطى بصورة سلمية، وأن الاتحاد الأوروبى يقف مستعدا للمساعدة بكل ما لديه من أدوات.
وأعلن مجلس النواب الروسى (الدوما)، بتنحى الرئيس المصرى حسنى مبارك، وفقا لما ذكر الإعلام المحلى عن ليونيد سلاتسكى.
وفى فلسطين المحتلة أصدرعرب 48 بيانا أعلنوا فيه أنهم سيقيمون غدا احتفالية تبدأ من ساحة العين فى الناصرة وتنتهى بمهرجان احتفالى فى قاعة أبو ماهر بمناسبة انتصار الثورة المصرية، وقال البيان إن انتصار الثورة المصرية حدث عظيم وتاريخى ولحظة مفصلية فى تاريخ الشعب المصرى الشقيق والأمة العربية، لقد انتصرت فى هذه الثورة الإرادة الشعبية الطامحة إلى الحرية والعدالة والديمقراطية. 
وتوالت ردود الأفعال الدولية على هذا النحو:
الإمارات العربية المتحدة:
أكدت دعمها لمصر و ثقتها فى المجلس العسكرى 

تونس:
أعربت الحكومة الانتقالية التونسية، عن ثقتها فى قدرة مصر بفضل كفاءات أبنائها ووعيهم الوطنى على تخطى هذه المرحلة البارزة من تاريخها بكل أمان واقتدار واستعادة قوتها وعافيتها ومكانتها المتميزة على الساحتين الإقليمية والدولية.

السودان:
أعلن ترحيبه بتنحى مبارك وتسليم السلطة للجيش، مؤكدًا احترامه لخيار وإرادة الشعب المصرى لتحقيق تطلعاته المشروعة فى الحرية والاستقرار والسلام.

قطر:
أعلنت فى بيان صادر عن الديوان الأميرى ترحيبها بنقل السلطة فى مصر إلى المجلس العسكرى.

البحرين:
أعلن وزير الخارجية البحرينى، أن مصر تأخذ العالم العربى نحو عصر جديد. 

السلطة الفلسطينية:
أعلن نبيل شعث، المسئول بالسلطة الفلسطينية، عضو اللجنة المركزية فى حركة فتح أن الشعب الفلسطينى يدعم تطلعات وأمانى الشعب المصرى. 

الأردن:
صرح وزير الخارجية الأردنى ناصر جودة بأن مصر هى الدعامة فى المنطقة، متمنيا لها الأمن والاستقرار والازدهار. 

إيران:
وصفت إيران تنحى مبارك بالصدفة السعيدة حيث وافق تاريخها الذكرى 32 لانتصار الثورة الإسلامية فى إيران. 

الهولندى مارك فوتا المدير الفنى للإسماعيلي:
الثورة فى عيون أوروبا تعبر عن رقى مصر، وتوضح أن الشعب أراد الحرية ولم يرتض دونها.

رئيس المبادرة الإسلامية فى بريطانيا محمد صوالحة:
جماهير مصر العظيمة تصنع اليوم التاريخ ليس فقط لشعب مصر بل للعالم العربى والإسلامى كله.

رجال مال عرب للشرق الأوسط:
الثورة أعطت دفعة كبيرة للمناخ الاقتصادى والاستثمارى فى مصر.

بنك سي.آي.كابيتال:
المستثمرون الأجانب ينظرون إيجابياً للتطورات فى مصر.

الكاتب البريطانى الشهيرروبرت فيسك: هب المصريون ونفضوا عنهم خوفهم وطردوا الرجل، الذى يحبه الغرب ويعتبره زعيما معتدلا.. نعم ليست شعوب أوروبا الشرقية وحدها القادرة على مواجهة الوحشية وتحديها.

الأديب والمستعرب الإسبانى خوان غويتيسول: 
المصريون شعروا فى الميدان بأنهم ملاك مستقبلهم ومصيرهم. 
 
الروائى البرازيلى الشهير بولو كويلهو والملقب بساحر الصحراء:
العالم يتحول للأفضل لأن هناك شعوبا تخاطر بأرواحها لجعله أفضل .. شكرا يا مصريون .

الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل: 
الشعب المصرى أصبح أقوى من النظام نفسه

الكاتب الصحفى فهمى هويدي: 
إن ما يميز الثورة المصرية أن الشعب هو الذى استدعى الجيش وليس العكس.
مبارك هو آخر حاكم خلعه شعبه، وسقط سقوطا مدويا يوم 11 فبراير 2011، لكنه لم يكن أول حاكم لقى هذا المصير، فقبله عشرات سقطوا وسجل التاريخ لهم هذه النهاية المؤلمة، ونقدم هنا بعض نماذج من الذين أسقطتهم شعوبهم، ومنهم من تم خلعه وتسريحه مثل شاة إيران، ومنهم من تم خلعه وحوكم وقضت المحكمة بإعدامه وتم تنفيذ الحكم فيه مثل الرئيس الرومانى شاوسيسكو، ومنهم من قتله شعبه مثل معمر القذافى.

ونبدأ بمصر، فعلى مر تاريخها القديم والحديث لقى حكام كثيرين نفس المصير، لكن بصور مختلفة، فخلال عهد المماليك كان القتل هو نهاية كثيرين من أمرائهم، فطبيعتهم التآمر والخداع والدسائس، وأول أمراء دولة المماليك كانت الملكة شجرة الدر، وهى قد تنتمى إلى الدولة الأيوبية، لكنها بعد موت زوجها الملك نجم الدين أيوب، وبصفتها فى الأصل كانت جاريته، فيعتبرها بعض المؤرخين أنها أول ملوك الدولة المملوكية، ولقد لقيت مصرعها ضربا بالقباقيب، بتحريض من أرملة الملك عز الدين أيبك، الذى سبق وتآمرت عليه هى الأخرى وقتلته.



أربعة حكام أسقطهم المصريون فى أقل من أربع سنوات بعد جلاء الحملة الفرنسية

محمد باشا خسرو

نبدأ منذ جلاء الحملة الفرنسية على مصر، فى يوليو سنة 1801، وكان أول حاكم على مصر معين من قبل الباب العالى العثمانى هو محمد باشا خسرو، الذى حضر إلى مصر موفدا من قبل السلطان العثمانى فى 9 أكتوبر سنة 1801، وكان جبارا دمويا ظلوما غشوما، فثار ضده الشعب، حتى اضطر إلى الرحيل عن مصر، وكانت مدة ولايتة على مصر سنة وثلاثة أشهر وواحداً وعشرين يوماً.

وعنه يقول الجبرتى فى تاريخه: "كان سيئ التدبير ولا يحسن التصرف ويحب سفك الدماء ولا يتروى فى ذلك، ولا يضع شيئاً فى محله ويتكرم على من لا يستحق، ويبخل على من يستحق، وفى آخر مدته داخله الغرور وطاوع قرناء السوء المحدقين به والتفت إلى المظالم والفرد (الجبايات) على الناس وأهل القرى، وقيل أشنع من ذلك فأنقذ الله منه عباده وسلط عليه جنده وعساكره، وخرج مرغوماً مقهوراً على هذه الصورة، ولم يزل فى سيره إلى أن نزل بقليوب بعد الغروب فعشاه الشواربى شيخ قليوب، ثم سار ليلاً إلى دجوة فأنزل الحريم والأثقال فى ثلاثة مراكب وسار هو إلى جهة بنها، وغالبية جماعته تخلفوا عنه بمصر، وكذلك الكتخدا وديوان أفندى والخازندار الذى كان بالقلعة والسلحدار وخليل أفندى خزنة كاتب".

ويواصل الجبرتى: "ولم يزل فى سيره حتى وصل إلى المنصورة وفرد على أهلها تسعين ألف ريال، وكذلك فرد على ما أمكنه من بلاد الدقهلية والغربية فرداً ومظالم وكلفاً، وصادف فى طريقه بعض المعينين حاضرين بمبالغ الفردة السابقة فأخذها منهم".

لقد بلغ جبروت خسرو باشا، أنه وهو خارج من مصر مطرودا مهزوما كان يجمع الأموال بالقوة من سكان القرى التى يمر بها رغم زوال سلطانه، وتلك من نوادر الزمان !!.

طاهر باشا

وجاء من بعده طاهر باشا، ثانى والى عثمانى على مصر بعد الحملة، وكانت مدة ولايته 26 يوما، ومارس الظلم والطغيان مثل سلفه، فثار الأهالى عليه وقتلوه، وفى ذلك يقول الجبرتى:

"فلما كان فى هذا اليوم ركب الجماعة المذكورون من جامع الظاهر وهم نحو المائتين وخمسين نفراً بعددهم وأسلحتهم كما هى عادتهم وخلفهم كبراؤهم، وهم إسماعيل أغا ومعه آخر يقال له موسى أغا وآخر فذهبوا إلى طاهر باشا وسألوه فى جماكيهم فقال لهم ليس لكم عندى إلا من وقت ولايتى وإن كان لكم شىء مكسور فهو مطلوب لكم من باشتكم محمد باشا، فألحوا عليه فنتر فيهم فعاجلوه بالحسام، وضربه أحدهم فطير رأسه ورماها من الشباك إلى الحوش، وسحبت طوائفهم الأسلحة وهاجوا فى أتباعه فقتل منهم جماعة واشتعلت النار فى الأسلحة والبارود الذى فى أماكن أتباعه، فوقع الحريق والنهب فى الدار، ووقع فى الناس كرشات وخرجت العساكر الانكشارية وبأيديهم السيوف المسلولة ومعهم ما خطفوه من النهب فانزعجت الناس وأغلقوا الأسواق والدكاكين وهربوا إلى الدور وأغلقوا الأبواب وهم لا يعلمون ما الخبر".

ويقول الجبرتى: "هذا والنهب والحريق عمال فى بيت طاهر باشا وفرج الله عن المعتقلين والمحبوسين على المغارم والمصادرات، وبقيت جثة طاهر باشا مرمية لم يلتفت إليها أحد ولم يجسر أحد من أتباعه على الدخول إلى البيت وإخراجها ودفنها، وزالت دولته وانقضت سلطنته فى لحظة، فكانت مدة غلبته ستة وعشرين يوماً، ولو طال عمره زيادة على ذلك لأهلك الحرث والنسل، وكان صفته أسمر اللون نحيف البدن أسود اللحية قليل الكلام بالتركى فضلاً عن العربى ويغلب عليه لغة الأرنؤدية وفيه هوس وانسلاب وميل للمسلوبين والمجاذيب والدراويش، وعمل له خلوة بالشيخونية وكان يبيت فيها كثيراً ويصعد مع الشيخ عبد الله الكردى إلى السطح فى الليل ويذكر معه، ثم سكن هناك بحريمه، وقد كان تزوج بامرأة من نساء الأمراء، وكان يجتمع عنده أشكال مختلفة الصور فيذكر معهم، ولما رأوا منه ذلك خرج الكثير من الأوباش وتزيا بما سولت له نفسه وشيطانه ولبس له طرطوراً طويلاً ومرقعة ودلفاً وعلق له جلاجل وبهرجان وعصا مصبوغة وفيها شخاشيخ وشراريب وطبلة يدق عليها ويصرخ ويزعق ويتكلم بكلمات مستهجنة وألفاظ موهمة بأنه من أرباب الأحوال، ونحو ذلك.

ولما قتل أقام مرمياً إلى ثانى يوم لم يدفن، ثم دفنوه من غير رأس بقبة عند بركة الفيل وأخذ بعض الينكجرية رأسه وذهبوا بها ليوصلوها إلى محمد باشا يأخذوا منه البقشيش، فلحقهم جماعة من الأرنؤد فقتلوهم وأخذوا الرأس منهم ورجعوا بها ودفنوها مع جثته، وكتب أحمد باشا مكتوباً إلى محمد باشا يعلمه بصورة الواقعة ويستعجله للحضور، وكذلك المحروقى وسعيد أغا أرسل كل واحد مكتوباً بمعنى ذلك وظنوا تمام المنصف، ولما نهبوا بيته نهبوا ما جاوره من دور الناس من الحبانية إلى ضلع السمكة إلى درب الجماميز". (ا.هـ)

أحمد باشا

وكان ثالث والى على مصر بعد خروج الحملة هو أحمد باشا، ومدة ولايته كانت يوما واحدا، وفى ذلك يقول الجبرتى: 

"ولما أصبح نهار الخميس (27 مايو 1803م) مر الوالى والأغا ينادون بالأمان برسم حكم أحمد باشا، ثم أن أحمد باشا أرسل أوراقاً إلى المشايخ بالحضور فذهبوا إليه فقال لهم أريد منكم أن تجمعوا الناس والرعية وتأمروهم بالخروج على الأرنؤود وقتلهم، فقالوا سمعاً وطاعة وأخذوا فى القيام، فقال لهم لا تذهبوا وكونوا عندى وأرسلوا للناس كما أمرتكم، فقالوا له إن عادتنا أن يكون جلوسنا فى المهمات بالجامع الأزهر ونجتمع به ونرسل إلى الرعية فإنهم عند ذلك لا يخالفون، وكان مصطفى أغا الوكيل حاضراً فراددهم فى ذلك وعرف منهم الانفكاك فلم يزالوا حتى تخلصوا وخرجوا.

وكان أحمد باشا أرسل أحضر الدفتردار ويوسف كتخدا الباشا وعبد الله أفندى رامز الروزنامجى وغالب أكابر العثمانية ومصطفى أغا الوكيل كان مرهوناً عند شيخ السادات، كما تقدم، فعندما سمع بقتل طاهر باشا ركب بجماعته وأبهته وأخذ معه عدة من الانكشارية وذهب إلى عند أحمد باشا ووقف بين يديه يعاضده ويقويه، وأما محمد على (حاكم مصر بعد ذلك) والأرنؤود فإنهم مالكون القلعة الكبيرة ويجمعون أمرهم ويراسلون الأمراء.

فلما أصبح ذلك اليوم عدى الكثير من المماليك والكشاف إلى بر مصر ومروا فى الأسواق، وعدى أيضاً محمد على وقابلهم فى بر الجيزة ورجع، وعدى الكثير منهم من ناحية انبابة (إمبابة) ومعهم عربان كثيرة وساروا إلى جهة خارج باب النصر وباب الفتوح وأقاموا هناك.

وأرسل إبراهيم بك ورقة إلى أحمد باشا يقول فيها إنه بلغنا موت المرحوم طاهر باشا عليه الرحمة والرضوان، فأنتم تكونون مع أتباعكم الأرنؤود حالاً واحداً ولا تتداخلوا مع الانكشارية، فلما كان ضحوة النهار ذهب جماعة من الانكشارية إلى جهة الرميلة فضربوا عليهم من القلعة مدافع فولوا وذهبوا ثم بعد حصة ضربوا أيضاً عدة مدافع متراسلة على جهة بيت أحمد باشا وكان ساكناً فى بيت على بك الكبير بالداودية، فعند ذلك أخذ أمره فى الانحلال وتفرق عنه غالب الانكشارية البلدية ووافق أن المشايخ لما خرجوا من عنده وركبوا لم يزالوا سائرين إلى أن وصلوا جامع الغورية فنزلوا به وجلسوا وهم فى حيرة متفكرين فيما يصنعون، فعندما سمعوا صوت المدافع قاموا وتفرقوا وذهبوا إلى بيوتهم، ثم أن إبراهيم بك أرسل ورقة إلى أحمد باشا قبيل العصر يأمره فيها بتسليم الذين قتلوا طاهر باشا ويخرج إلى خارج البلد ومعه مهلة إلى حادى عشر ساعة من النهار ولا يقيم إلى الليل وإن خالف فلا يلومن إلا نفسه، فلما رأى حال نفسه مضمحلاً لم يجد بداً من الامتثال، إلا أنه لم يجد جمالاً يحمل عليها أثقاله فقال للرسول سلم عليه وقل له يرسل لى جمالاً وأنا أخرج وأما تسليم القاتلين، فلا يمكن فقال له أما بحضور الجمال فغير متيسر فى هذا الوقت لبعد المسافة، فقال له وكيف يكون العمل فقال يركب حضرتكم ويخرج ووقت ما حضرت الجمال الليلة أوغداً حملت الأثقال ولحقتكم خارج البلد، فعند ذلك قام وركب وقت العصر وتفرق من كان معه من أعيان العثمانية مثل الدفتردار وكتخدا بك والروزنامجى وذهبوا إلى محمد على والتجؤوا إليه، فأظهر لهم البشر والقبول.

وخرج أحمد باشا فى حالة شنيعة وأتباعه مشاة بين يديه وهم يعدون فى مشيهم وعلى أكتافهم وسائد وأمتعة خفيفة، فعندما خرج من البيت دخل الأرنؤود ونهبوا جميع ما فيه، ولم يزل سائراً حتى خرج من المدينة من باب الفتوح فوجد العسكر والعربان وبعض كشاف ومماليك مصرية محدقة بالطرق فدخل مع الانكشارية إلى قلعة الظاهر وأغلقوها عليهم، وخرج خلفهم عدة وافرة من الأرنؤود والكشاف المصرلية والعرب والغز وأحاطوا بهم، وأقاموا على ذلك تلك الليلة، وبعد العشاء مر الوالى وأمامه المناداة بالأمان حسب ما رسم إبراهيم بك حاكم الولاية وأفندينا محمد على فكانت مدة الولاية لأحمد باشا يوماً وليلة لا غير.

وكان ثالث وإلى على مصر بعد الحملة هو على باشا الطرابلسى، وقد تم قتله وهو فى طريقه قادما من الإسكندرية إلى القاهرة ليتسلم مهام عمله، وكان ذلك يوم 2 فبراير سنة 1804، وعنه يقول الجبرتى:

"كان أصله من الجزائر مملوك محمد باشا حاكم الجزائر، فلما مات محمد باشا وتولى مكانه صهره أرسله بمراسلة إلى حسين قبطان باشا، وكان أخوه المعروف بالسيد على مملوكاً للدولة ومذكوراً عند قبطان باشا ومتولى الريالة (الأسطول)، فنوه بذكره، فقلده قبطان باشا ولاية طرابلس وأعطاه فرمانات ويرق (أسلحة)، فذهب إليها وجيش له جيوشاً ومراكب، وأغار على متوليها وهو أخو حمودة باشا صاحب تونس وحاربه عدة شهور حتى ملكها بمخامرة أهلها، لعلمهم أنه متوليها من طرف الدولة، وهرب أخو حمودة باشا عند أخيه بتونس، فلما استولى على باشا المذكور على طرابلس أباحها لعسكره ففعلوا بها أشنع وأقبح من التمرلكنية (جنود تيمورلنك) من النهب وهتك النساء والفسق والفجور وسبه حريم متوليها وأخذهن أسرى وفضحهن بين عسكره، ثم طالبهم بالأموال، وأخذ أموال التجار وفرد على أهل البلد وأخذ أموالهم، ثم أن المنفصل حشد وجمع جموعاً ورجع إلى طرابلس وحاصره أشد المحاصرة، وقام معه المغرضون له من أهل البلدة والمقروصون من على باشا، فلما رأى الغلبة على نفسه نزل إلى المراكب بما جمعه من الأموال والذخائر وأخذ معه غلامين جميلين من أولاد الأعيان شبه الرهائن وهرب إلى إسكندرية، وحضر إلى مصر، والتجأ إلى مراد بك فأكرمه وأنزله منزلاً حسناً عنده بالجيزة وصار خصيصاً به، وسبب مجيئه إلى مصر ولم يرجع إلى القبطان علمه أنه صار ممقوتاً فى الدولة، لأن من قواعد دولة العثمانيين أنهم إذا أمروا أميراً فى الولاية ولم يفلح، مقتوه وسلبوه وربما قتلوه وخصوصاً إذا كان ذا مال" ا.هـ.

خورشيد باشا

ومن بعده جاء أحمد باشا خورشيد، فتآمر محمد على ضده بالاشتراك مع بعذ أمراء المماليك والمشايخ، ونجح فى إثارة الشعب ضده، ليكون هو الحاكم على مصر، وفى ذلك يقول الجبرتى:

"فلما أصبحوا يوم الاثنين (13مايو 1805م)، اجتمعوا ببيت القاضي، وكذلك اجتمع الكثير من العامة فمنعوهم من الدخول إلى بيت القاضى، وقفلوا بابيه وحضر إليهم أيضاً سعيد أغا والجماعة، وركب الجميع وذهبوا إلى محمد على وقالوا له إنا لا نريد هذا الباشا حاكماً علينا ولا بد من عزله من الولاية، فقال ومن تريدونه يكون والياً؟ قالوا له لا نرضى إلا بك وتكون والياً علينا بشروطنا لما نتوسمه فيك من العدالة والخير، فامتنع أولاً ثم رضى وأحضروا له كركاً وعليه قفطان، وقام إليه السيد عمر والشيخ الشرقاوى فألبساه له وذلك وقت العصر ونادوا بذلك فى تلك الليلة فى المدينة.

وأرسلوا إلى أحمد باشا الخبر بذلك، فقال إنى مولى من طرف السلطان فلا أعزل بأمر الفلاحين ولا أنزل من القلعة إلا بأمر من السلطنة، وأصبح الناس وتجمعوا أيضاً فركب المشايخ ومعهم الجم الغفير من العامة وبأيديهم الأسلحة والعصى وذهبوا إلى بركة الأزبكية حتى ملأوها، وأرسل الباشا إلى مصر العتيقة فحمل جمالاً من البقسماط والذخيرة والجبخانة وأخذ غلاله من عرصة الرميلة، وطلع عمر بك الأرنؤودى الساكن ببولاق عند الباشا بالقلعة.

بعد ذلك يسرد الجبرتى بالتفصيل ماجرى من شأن أهل مصر بقيادة عمر مكرم، فى ثورتهم ضد خورشيد باشان حتى نجحوا فى طرده من مصر، ومبايعتهم لمحمد على باشا حاكما على مصر.



شاه إيران محمد رضا بهلوى

الألمان خلعوا والده عام 1941 .. ثم خلعه الخمينى عام 1979

ولد الشاه محمد رضا بهلوى فى 26 أكتوبر 1919 م فى مدينة طهران الإيرانية، وقد نودى بمحمد شاه وريثا للعرش عام 1926 ،لأنه كان الابن الأكبر لشاه إيران رضا بهلوى, وقد حكم الشاه محمد رضا بهلوى إيران فى الفترة من 1941-1979، وكان هو الشاه الأخير الذى حكم إيران ٣٨ عاما وخلعته الثورة الإسلامية بقيادة الخومينى فى إيران عام ١٩٧٩. 

محمد رضا بهلوى تلقى تعليمه فى المدرسة الداخلية السويسرية "لا روسى"، ثم أكمل تعليمه فى إيران فى الأكاديمية العسكرية فى طهران عام 1935 ، وتزوج الأميرة فوزية ابنة الملك فاروق الأول فى عام 1939، وانفصل عنها فى 1949، ثم تزوج بعدها مرتين فى 1950 و1959 م.

فى عام 1941 تخوف الحلفاء من تعاون والده رضا بهلوى (شاه إيران وقتها) مع النازية الألمانية، وخوفاً من جنوحه ناحية هتلر فى الحرب العالمية الثانية وتزويده بالنفط, مما دفعهما إلى احتلال جزء كبير من إيران، وإكراهه على التنازل عن العرش ثم نفيه خارج البلاد، واستدعوا ابنه لتولى الحكم الوريث الشرعى للعرش وبهذا أصبح محمد رضا بهلوى شاه إيران .



وفى عام 1949 نجا من محاولة اغتيال محققة من قبل أحد أعضاء حزب توده اليسارى، وفى مابين عامى 1951 ـ 1953 م شكل رئيس الوزراء الإيرانى الأسبق محمد مصدق حكومة قصيرة شغل "بختيار" فيها منصب وكيل وزارة العمل . 

ثم تطور خلاف بينه وبين محمد مصدق أحد المتحمسين القوميين، مما اضطره إلى الهرب لفترة وجيزة, لكنه سرعان ما عاد بفضل انقلاب مضاد دعمته المخابرات الأمريكية والبريطانية أيضاً، وعندما عاد الشاه محمد رضا بهلوى بالقوة إلى إيران فتح بخيتار مكتبا خاصا وعمل بالمحاماة.



حين اعتلى الشاه العرش مرة أخرى عمل على إحداث تغييرات سياسية لدعم أركان حكمه، وكان على رأسها إلغاء الأحزاب السياسية، والإبقاء على الحزب الحاكم، وأعاد جهاز «السافاك» أو الشرطة السرية للحياة، وهو الجهاز الذى قام بأعمال تتنافى مع حقوق الإنسان، غير أن ممارسات السافاك خلفت له الكثير من الأعداء، وأرغم مرة ثانية على مغادرة إيران، ولكنها كانت هذه المرة بلا رجعة، إذ فشل فى قمع المظاهرات الاحتجاجية، والحد من تأثير الخومينى على الشعب من منفاه بباريس

حاول الشاه فى يناير 1979 احتواء ثورة الإسلاميين داخل إيران، فعين بختيار رئيسا للوزراء، فانتزعت منه عضوية حزب إيران، وأثناء توليه منصبه الجديد حاول بختيار أن يقوم ببعض الإصلاحات الداخلية ففكك السافاك، وأطلق سراح المعتقلين السياسيين، وأعطى ترخيصا للعديد من الصحف المعارضة، لكن كل تلك الجهود توقفت بعد عودة آية الله الخمينى من منفاه فى فرنسا فى الأول من فبراير عام 1979، وبالرغم من الشعبية الكبيرة التى كانت للإمام الخمينى فإن بختيار ظل على موقفه المعارض لتلك الثورة التى يعتبرها مناهضة للمفاهيم الليبرالية والعلمانية الغربية التى كان يؤمن بها.



انهارت حكومة بختيار بسرعة بسبب الخلافات التى دبت بينه وبين قادة الثورة الإسلامية، فاختفى عن الأنظار إلى أن استطاع الفرار إلى فرنسا فى إبريل من العام نفسه، وهناك أسس حركة المقاومة الوطنية فى المنفى.

وفى 16 يناير 1979، هرب شاه بهلوى خارج البلاد، واتخذ الشاه "بنما" مستقراً له، ثم ساءت حالته الصحية، حيث إنه كان مريضاً بالسرطان، وذهب للعلاج فى أمريكا، فلما استقرت حالته الصحية طالبته أمريكا بمغادرة أراضيها رغم أنه عاش سنوات حكمه خادما لهم، ولم يجد من يقبله سوى الرئيس أنور السادات، فاستضافه فى مصر حتى توفى من عام 27 يوليو 1980 م.





طاغية رومانيا .. نيكولاى شاوشيسكو 

300 مواطن ينفذون حكم الإعدام فيه رميا بالرصاص 



حكم نيقولاى شاوشيسكو رومانيا خلال الفترة من عام 1965 إلى 1989 زعيمًا للحزب الشيوعى فى بلاده، ثم صار رئيسًا للدولة عام 1968، فى البداية عمل على استقلال بلاده عن الاتحاد السوفييتى (سابقًا) أكبر قوة شيوعية فى أوروبا، لكنه كان طاغية وتحكم فى حياة شعبه.

وضع برامج اقتصادية أدت إلى نقص حاد فى السلع الاستهلاكية، واستغل سلطاته للحصول على ثروات شخصية ووضع أقاربه فى مناصب حكومية عليا.

وقف شاوشيسكو فى 1989م ضد الإصلاحات الديمقراطية التى اجتاحت الدول الشيوعية الأوروبية الأخرى، احتج عشرات الآلاف ضد حكمه، وقتل آلاف المواطنين عندما حاولت قواته الأمنية سحق المتظاهرين. 

أعدم شاوشيسكو وزوجته إلينا فى 25 ديسمبر 1989م بعد أن أدانته الحكومة الجديدة بارتكاب جرائم القتل والاختلاس المالى.



وُلدَ شاوشيسكو فى سكورنيستى بالقرب من بيسينى. عمل فى اتحاد الشباب الشيوعى فى الفترة من عام 1933م إلى 1936م ثم انضم إلى الحزب الشيوعى. انتخب عضُوًا باللجنة المركزية من عام 1954م إلى 1965م. أصبح عضوًا فى المكتب السياسى عام 1955م



كانت نهاية الديكتاتور الرومانى نيوكلاى شاوشيسكو وزوجته إيلينا، درامية ومفجعة بكل المقاييس، ففى ليلة عيد الميلاد (حسب التقويم الكاثوليكى تكون 25 ديسمبر) لعام 1989 ، اقتيد الزوجان معصوبا الأعين إلى أحد معسكرات الجيش الرومانى خارج العاصمة بوخارست، وهناك أُعدما رميا بالرصاص.

قبل أسبوع واحد من هذه النهاية المأساوية كان شاوشيسكو هو الديكتاتور الذى لا ينازعه أحد، وبلغت درجة الكراهية له أن تطوع 300 رومانى لتنفيذ حكم الإعدام به وزوجته رميا بالرصاص، بينما كان العدد المطلوب ثلاثة فقط. 

كان الدافع لهذه النهاية اقتصاديا فى الأساس، فمن أجل سداد ديون بلاده التى كانت تبلغ عشرة مليارات دولار، خصص شاوشيسكو كل المنتجات الرومانية للتصدير، وكانت النتيجة جوعا عارما ومتاجر خاوية، وظل متمسكا بخط شيوعى متشدد حتى بعد انهيار سور برلين، وانتقد رفاقه فى الأحزاب الشيوعية بشرق أوروبا، لأنهم أضعفوا حلف وارسو، وظل رغم كل الاضطرابات مقتنعا بأنه يمكنه النجاة بنظامه دون تغيير. 

عقد المؤتمر الحزب الشيوعى الرومانى فى بوخارست الذى جرى فيه إعادة انتخاب شاوشيسكو لفترة رئاسية جديدة لمدة خمس سنوات أخرى، وربما شعر شاوشيسكو قبيل انعقاد المؤتمر أن هناك شيئا "غير مريح" فى الأفق فقد لاحظ الدبلوماسيين الأجانب أن المؤتمر قد عقد وسط حراسة أمنية مشددة لم يسبق لها مثيل، ومع ذلك ظل شاوشيسكو يخطب لمدة خمس ساعات متواصلة.



كان الناس يقفون طوابير طويلة أمام المتاجر لشراء احتياجاتهم، ونظام الترشيد يقضى بحصول المواطنين على الكهرباء لبضع ساعات فى اليوم، وكانت الحكومة أصدرت قانون "التغذية العلمية" الذى يحدد كمية الأغذية التى يحتاجها الجسم فى اليوم لكل فرد، حتى لا يتناول أكثر من ثلاثة آلاف سعر حرارى فى اليوم، وأقنع الشعب إذا زادت السعرات فسوف يصاب بأمراض فتاكة، وبذلك حدد القانون الحصة الرسمية من السكر لكل أسرة بنصف كيلو شهريا ومن الزيت لترين.

ولعل الطاغية أخطأ فى تقدير قدرة الشعب الرومانى أو أى شعب على الاحتمال، ونسى السيد الرئيس أن الشعب أدرك أو يدرك أنه هو الوحيد الذى يتحمل هزة المجاعة، والضغوط الشديدة والكل يسرق من حواليه، وأن التقشف يجب أن يسود على الجميع، فالشعب وحده هو الذى يتحمل، غير إن أهم ما كان يزعج المواطنين تلك الشائعات التى تتردد هنا وهناك عن حياة البذخ التي يعيشها سيادة الرئيس هو وأسرتة، وكبار المسئولين بالدولة.



وقد بد أت الأحداث فى رومانيا بحادث بسيط لم يثر اهتمام أحد، ومعظم النار من مستصغر الشرر، فقد حاولت قوات الأمن اعتقال قس من أصل مجرى، بسبب معارضته الصريحة للحكم، فسارع المواطنون بعمل سلسلة بشرية لمنع قوات الأمن من اقتحام بيته، وتطور الأمر وزاد العدد إلى مظاهرة غاضبة ضد الحكومة تطالب بالإصلاح وحرية التعبير، وتطورت الأحداث ووقع النظام فى المحظور، حيث أصدر أمرا بالضرب فى المليان، وسقط القتلى واندفع الأطفال يقودون المظاهرات، فقتل الأطفال وتقدمت الأمهات من الصفوف الخلفية وزادت المظاهرات، واستدعى شاوشيسكو وزير دفاعه وأمرة أن يزيد من كثافة النيران، وكان رد وزير الدفاع مفاجئا أن الجيش لا يستطيع قتل الشعب كله، ونفض الجيش يدة تماما من القضية، ووسط مشاعر الإحباط قرر شاوشيسكو الفرار كما ومن حوله جيش الحراسة الخاص به الذى دربه على السمع والطاعة من سنين، وتم القبض عليه، وانعقدت محكمة عسكرية استثنائية عاجلة فى 25 ديسمبر 1989، مثل المحاكم الذى كان يعقدها لمعارضية فذاق من نفس الكأس، وجاء الحكم باسم الشعب .. حكمت المحكمة حضوريا بإعدام السيد الرئيس وعائلتة 



موبوتو سيسى سيكو

طاغية الكونغو .. خلعه الشعب بقيادة لوران كابيلا

ولد جوزيف ديزى موبوتو فى ليسالا فى الكونغو البلجيكية فى 14 أكتوبر عام 1930، كان أبوه طباخا لوالى المستعمرة فى ليسالا، مات وهو فى الثامنة من عمره، ثم رباه جده وعمه، أكمل دراسته فى مدرسة كاثوليكية.

فى سن العشرين انضم إلى جيش الاستعمار البلجيكى، حيث الضباط البيض يسيطرون على الجنود السود، وحصل على شهادة المحاسبة فى لولوبرغ ثم نقل إلى قيادة البوليس فى عام 1953.

بعد رحلته فى الجيش التى أعفى كصف ضابط، وعمل صحفيًا لجريدة لبرالية فى ليبود فى عام 1957 ، تحت إشراف أحد موجهيه الصحفى أنطونى بولامبا الذى قدمه إلى باترس لومومبا، سافر لأول مرة إلى أوروبا فى مؤتمر صحفى فى بروكسل حيث بقى لبعض الوقت ليتابع التدريب، وكان فى نفس الوقت الذى يتفاوض فيه الممثلون الكونغوليون لاستقلال بلدهم، وحين وصلوا إلى بروكسل لعقد طاولة مستديرة ومعهم باتريس لومومبا، كان موبوتو يرتب مع البلجيكيين كعميل.

فى يوليو 1960 أصبح وزير الدولة للحكومة المستقلة لباترس لومومبا، واستفاد من الاختلاف بين مختلف سياسات الرجال، وتحت تأثير سفير بلجيكا فرض الاعتقال والإقامة الجبرية على لومومبا الزعيم الوطنى للبلاد المحبوب من الشعب، وكانت هذه بداية الاعتماد الكبير فى العلاقة بين البلجيكيين وموبوتو.

اتهم موبوتو لاحقا لومومبا أمام الكاميرات بالتعاطف المؤيد للشيوعية لأجل اجتذاب الدعم من الولايات المتحدة، وحاول لومومبا الهرب إلى ستانليفى لكن قبض عليه فى الطريق بواسطة رجال موبوتو، ثم أودعه فى السجن.

قام أنصار لومومبا بحرب ضد موبوتو، واحتلوا بسرعة ثلثى الكونغو، لكن مع دعم الولايات المتحدة استطاع موبوتو استعادة كل الأقاليم، وكان هذا الانتصار الذى لم يكن ليكون ممكنا بدون الدعم الغربى، كان إعدادًا ذكيا فى صالح الداخل لموبوتو، فوضع قواته على ركيزتين: الخارجية على خلفية الحرب الباردة، والداخلية للاستقرار، وألقى القبض على القوة السياسية المناوئة لحكمه.

بعد تنظيم الجيش قام بانقلاب 24 نوفمبر 1965 على الدولة ضد يوسف كاسا فوبو أول رئيس للكونغو البلجيكية، ولقى هذا الانقلاب دعما من المنظمات الطلابية وكثير من السكان سواء الكونغوليين أوالأجانب، رحبوا فورا، وكانت بلجيكا والولايات المتحدة هم أول من اعترف بالرئيس الجديد، ثم توالى اعتراف دول الغرب به، فقط الصين والاتحاد السوفييتى أظهروا الممانعة. 

مع موبوتو أصبحت الكونغو هى حصان طروادة للأمريكان ضد المد الشيوعى فى إفريقيا وخاصة فى جنوب إفريقيا، وفى ظل جماية أمريكية مارس الظلم والطغيان وذاق شعبه المرار، وفى عام 1969 قام بسحق الطلبة المتمردين على حكمه المستبد، حتى إن جثث الطلبة القتلى رميت فى مقابر جماعية و12 طالبا حكم عليهم بالإعدام، وأغلقت الجامعة عاما وجند 2000 طالبا فى الجيش، ليتعلموا الطاعة وإغلاق الفم.

أسس نظامًا استبداديًا بالحزب الأوحد فى البلاد المسمى "الحركة الشعبية للثورة" وأصبح الرئيس المارشال فى 1982.

بدل تسمية كل من الدولة والنهر والعملة تحت اسم زئير، وفى نفس السنة فرض ملابس شعبية لخلق نموذج زائيرى للزى الغربى وطالب الزائيريين اختيار اسم للنسب الإفريقى والمحلى (غير المسيحى)، ورفع شعارًا غريبًا يقول: "موبوتو المجاهد الذى سينتصر ثم ينتصر ودون أن يستطيع شخص إيقافه".

بسبب الفوضى التى ظهرت فى البلاد والانتقادات الدولية لنظام حكمه، إضافة للحرب فى رواندا المجاورة فى يونيو 1997، نجح تحالف القوات الديمقراطية من أجل تحرير الكونغو - زائير والتى يقودها لوران كابيلا فى دخول العاصمة كنشاسا، وخلع موبوتو عن السلطة.

هرب موبوتو لاحقا إلى توجو، ثم توجه إلى منفاه بالمغرب، وبقى بها حتى توفى فى 7 سبتمبر 1997 متأثرا بمرض السرطان ودفن فى مقبرة مسيحية فى العاصمة المغربية الرباط.



زين العابدين بن على 

(3 سبتمبر 1936 -)، رئيس الجمهورية التونسية منذ 7 نوفمبر 1987 إلى 14 يناير 2011، وهو الرئيس الثانى لتونس منذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 بعد الحبيب بورقيبة، عين رئيسًا للوزراء فى أكتوبر 1987 ثم تولى الرئاسة بعدها بشهر فى نوفمبر 1987 فى انقلاب غير دموى حيث أعلن أن الرئيس بورقيبة عاجز عن تولى الرئاسة، وقد أعيد انتخابه وبأغلبية ساحقة فى كل الانتخابات الرئاسية التى جرت، وآخرها كان فى 25 أكتوبر.

ولد بن على فى مدينة حمام سوسة بتاريخ 3 سبتمبر 1936، وعندما كان طالبا فى ثانوية سوسة، انضم إلى صفوف المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الفرنسى، مما أدى إلى طرده من المدرسة وأدخل السجن، ثم أكمل الدراسة الثانوية فيما بعد، ثم نال الدبلوم من مدرسة سان سير ثم من مدرسة المدفعية فى شالون سور مارن بفرنسا، وأرسله حماه الجنرال كافى بدورة إلى المدرسة العسكرية العليا للاستخبارات والأمن فى بلتيمور بالولايات المتحدة، ومدرسة المدفعية الميدانية فى تكساس ليستلم بعد انتهائها الأمن العسكرى التونسى حيث تولى رئاستها 10 سنوات.

عين سفيرا لبلاده فى وارسو لمدة أربع سنوات، ثم عين بعدها كوزير دولة، ثم وزير مفوض للشئون الداخلية قبل أن يعين وزيرا للداخلية فى 28 أبريل 1986، ثم رئيسا للوزراء فى حكومة الرئيس الحبيب بورقيبة فى أكتوبر 1987.

بعد شغله منصب رئيس الحكومة بأيام وفى فجر اليوم السابع من نوفمبر 1987، قام بانقلاب استهدف إزاحة الرئيس التونسى الحبيب بورقيبة، واستمع التونسيون عبر موجات الإذاعة لصوت الرئيس بن على وهو يقرأ نص بيانه الشهير، الذى تضمّن مُعظم تطلعات التونسيين ونُخبتهم، بعد أن أشرف النظام السياسى والاقتصادى والاجتماعى على الانهيار الكامل.

فى أجواء حرب الخليج الثانية، بدأت المواجهة بين السلطة وحركة النهضة، فكان ذلك إيذانا بنهاية سريعة لفُسحة نادرة وبداية تغيير جوهرى لأسلوب تعامل النظام مع المعارضة والمجتمع المدني، حيث بدا جليا أن زين العابدين بن على لم يكن يرغب بتداول السلطة، لكنه فى المقابل كان فى البداية، وقبل أن تستقِر أوضاعه نهائيا، يميل لإشراك أطراف عديدة فى اللّعبة، بما فى ذلك الإسلاميون، لكن بعد أن بدا له زخم التيار الإسلامى واتساع قاعدة فضل المواجهة، وبدأ الوجه الحقيقى للجنرال الرئيس يظهر على حقيقته، وأعلن حربا ضد الإسلام فى تونس قد يكون أسوأ مما فعله الفرنسيون، ومن ذلك:

ـ منع ارتداء الحجاب للفتيات وعدم تعيين المحجبة فى الدوائر الحكومية . 

ـ منع مكبرات الصوت فى المساجد وصوت الآذان 

ـ منع الصلاة فى المسجد إلا بعد مراجعة مبنى المخابرات والحصول على البطاقة الممغنطة واستخدامها فى الجهاز على أبواب المساجد

ـ منع الناس من دخول المساجد إذا لم يكن له اسم فى المخابرات وعدم وجود البطاقة الممغنطة 

ـ منع تعدد الزوجات وعدم الزواج من أكثر من واحدة حتى ولو لا تستطع الإنجاب 

ـ طلب من الدول عدم استقبال المعارضين التونسيين ولم يجدوا دول تستقبلهم وعاود إلى السجون فى تونس 

ـ منع مدارس تحفيظ القرآن فى تونس

ـ منع دراسة مادة التربية الإسلامية . 

ـ أمر بحبس أى إنسان اتبع السنة بتطويل لحيته. 

ـ استغل السلطة لتأمين مستقبل أزواج بناته حتى أصبحوا أصحاب المليارات بينما يموت الشعب من الجوع 

وأمام ظلمه واستبداده، انتفض الشعب التونسى ضده فى 18 ديسمبر 2010، مما اضطره للفرار من البلاد هاربا يوم الجمعة 14 يناير 2011، ولسخرية القدر فإن الرئيس المخلوع لم يجد دولة تستقبله ... وعندما استقبلته السعودية فإنه ذهب لبلد المآذن والمساجد التى لن يستطيع إسكات مكبرات الآذان فيها، وبلد الحجاب الذى ستجبر زوجته وبناته على ارتدائه، وبلد القرآن وتحفيظه الذى عاش سنى حكمه يمنع تحفيظه!!.

ليست هناك تعليقات: