طوابير المصريين الراغبين فى الهجرة أمام السفارات والتى اعتدنا أن نراها كثيرا قبل 25 يناير بسبب تفاقم الأوضاع الاقتصادية وتدنى مستوى المعيشة فى البلاد قبل الثورة، وتوقعنا أن تختفى أو حتى قل بعد الثورة، زادت للأسف تلك الطوابير على خلفية دوامة الانفلات الأمنى وارتفاع نسبة الفقر إلى 2,25٪ عن العام الماضى حسب البيانات الرسمية.. حيث تكرر مشهد طوابير السفارات أملا فى الحصول على تأشيرة الهروب من هذه الأوضاع الصعبة.. «روزاليوسف» استطلعت آراء بعض من هؤلاء الراغبين فى الهجرة وحققت فى أسبابها.
• 500 طلب يومى للهجرة :
من خلال اتصالنا بإحدى السفارات اكتشفنا أن طلبات المصريين للحصول على تأشيرة للهجرة خارج البلد بلغت 500 طلب كحد أدنى يوميا ! حسب ما أكده لنا أحد المسئولين بالسفارة التركية بأن عام 2011 شهد زيادة فى عدد الطلبات المقدمة للقنصلية، يتزامن ذلك مع آخر تقرير أصدره مكتب المنظمة الدولية للهجرة بالقاهرة قبل شهور قليلة.. أكد بأن تغيير النظام فى مصر لم يؤثر كثيرا على نوايا الشباب المصرى الراغب فى الهجرة.
حيث أكد التقرير أن الشباب الذين شملهم استطلاع أجرته المنظمة أشاروا إلى أن الأوضاع الحالية تجعلهم راغبين فى الهجرة، وأنهم قلقون بشأن الحصول على وظائف سواء فى مصر أو فى الخارج.
كما كشف التقرير عن أن الدول العربية مازالت الوجهة الأساسية للشباب المصريين الراغبين فى الهجرة والسفر للعمل خصوصا السعودية «26٪» والإمارات «23٪» والكويت «11٪» ثم الولايات المتحدة «12٪» وإيطاليا «5٪».
وارجع التقرير رغبة هؤلاء الشباب فى الهجرة رغم الثورة لعدة أسباب فى مقدمتها الفساد، انفلات الأمن، تدنى الأجور وأخيرا عدم الإصلاح الدستورى.
• العاطلون الملحدون أمام السفارات :
فبخلاف نسبة البطالة القائمة اقتحم العاطلون الجدد الذين فقدوا وظائفهم سوق العمل، ليزداد الوضع سوءًا تزامنا مع وصول التيارات الإسلامية إلى الحكم مما أدى إلى ارتفاع موجة الهجرة حتى بين الفئات ميسورة الحال التى بدأ البعض منها بالتفكير فى هجرة البلاد نظرًا لعدم الاستقرار والتوقعات بكبت الحريات على حد ما أكد عدد منهم مثل نور عبدالمعز حامد -28 عاما - الذى ترك وظيفته فى مجال سيارات النقل الثقيل كما أكد لنا وذلك للإقامة مع زوجته فى الإمارات، حيث أكد أنه خطط للبقاء فى دبى وأنه لن يعود حتى تتحسن الأوضاع قائلا : لا أستطيع توقع المستقبل، ولكنى أرى أن المجلس العسكرى كان سيئًا فى إدارة شئون البلاد مما جعلنى أشعر أن مستقبل هذا البلد أصبح غامضًا مع صعود التيارات المتطرفة، والوضع الأمنى السىء.
عدد من الشباب الذين يطلقون على أنفسهم «اللا دينيين» لجأ بعضهم إلى السفارة الكندية مؤخرا، كان بينهم محسن. م -20 سنة - ذهب إلى إحدى السفارات لتحقيق حلمه بالهجرة، لكنه اكتشف أن الأمر ليس سهلاً كما كان يعتقد حيث يستلزم منه أن يستكمل دراسته وأن يحقق الاستقلالية عن أسرته، أكد لى أنه يرغب فى الهجرة لأى بلد أجنبى وليس عربيا.
يقول: إن البلاد الأجنبية ومنها كندا على سبيل المثال تعطى حق اللجوء للمصرى مسيحى الديانة بسهولة.. أما اللا دينيين والمثليون جنسيًا فلابد أن يقدموا ما يثبت وقوع اعتداء عليهم أو أضرار تهدد حياتهم لأن موافقة القنصلية لغير الأقباط تستلزم وقتا كبيرا.
ومع ذلك فهو يرى أن إسرائيل ستكون كفيلة بتحقيق حلمه، خصوصا أن اللجوء إليها سهل وتمتاز بفرص عمل متاحة للمصريين، والأهم أنها دولة تحترم حرية التعبير والرأى لأنها مجتمع علمانى - على حد وصفه لدولة إسرائيل !
مراد. أ - 22 سنة - شاب آخر لا يعانى من أزمات مادية بدأ حديثه قائلا : الهجرة أصبحت هدفا لكل الشباب خاصة بعد الثورة ! لطلب اللجوء الدينى من البلاد الأجنبية ويضيف قائلاً: المصريون أغفلوا أهم مبادئ حقوق الإنسان التى ينص عليها الإعلان العالمى لحقوق الإنسان وهى حرية الحياة والاعتقاد والتعبير عن الرأى.
شادى رأفت - 24 سنة - دوافعه للهجرة ليست مادية أيضا، لكن أزمته لها علاقة بعدم احترام المجتمع لاختلافه عنه، ودلل على ذلك بأنه اضطر لاستخدام الفيس بوك بحساب وهمى حتى يستطيع أن يعبر عن أفكاره.
وأكد أنه ذهب إلى سفارة أستراليا لطلب اللجوء لأنه لن يجد قوانين تحميه فى مصر بسبب اختلافه سياسيًا ودينيًا - على حد تعبيره.
حسام وهبى - 22 سنة - خريج حقوق.. أكد أنه ألحد مثل كثير من المصريين، ويواجه أزمة كبيرة بسبب ذلك.
ويضيف حسام قائلا: أنا بحب مصر ومش عايز أتركها، لكن لدىَّ أسبابى التى تجبرنى على مغادرتها بسبب فكرة الخوف إزاء الإفصاح عن أفكارى فى مجتمع لا يقبل أى أفكار مختلفة ولا يحترم حق الآخر فى الحرية والتعبير، خصوصا بعد صعود التيار الإسلامى.
ويستكمل: الثورة جاءت بمناخ من الحرية وتأثيرها جعل المجتمع يتحدث بصوت عالٍ ويعبر عن كبت عانى منه المصريون على مدار 60 عاما، هذا طبيعى بعد الثورة، لكن السؤال الذى يلح فى ذهنى: هل سيظل هذا المناخ موجودا فى ظل الحكم الإسلامى؟
تشير الإحصاءات الأخيرة إلى زيادة طلبات الهجرة بعد الأحداث الدامية ثم تراجعها بعد ذلك، فمن خلال مسح ميدانى بسؤال مسئولى بعض السفارات رصدنا ارتفاع طلبات الهجرة بين المسيحيين المصريين خلال شهور مارس وأبريل ومايو فى عام 2011 ثم تراجعت ثم عادت مرة ثانية للارتفاع خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر خاصة بعد واقعة ماسبيرو التى شهدت أعلى نسبة طلبات الهجرة إلى الولايات المتحدة قبل غلق مكتب تلقى طلبات الراغبين فى السفر خارج مصر.
كما أكد «جون ديمترى» - صاحب شركة كاميرات مراقبة - 24 سنة أن أحداث ماسبيرو دفعت نسبة كبيرة من الشباب للتفكير فى الهجرة عبر مساعدات كنسية أو عن طريق دعم الأهل والأصدقاء المقيمين بالخارج.
ويقول ميشيل عبدالمسيح - 26 عاما، مترجم - إن بعض الكنائس تساهم فى مساعدة الشباب للهجرة إلى أمريكا وكندا، أبرزها كنيسة العذراء بالمعادى.
• شروط الهجرة:
جميل جورج - مهندس - قال: إن سفارة كندا تتعامل مع الراغبين فى السفر إليها بدون تمييز، لأنها تضع حدًا معينًا للمهاجرين إليها كل عام، ووفقا للوائح يركز مكتب تلقى الطلبات على التعليم العالى والقدرات اللغوية والخبرات العملية بدلا من التركيز فقط على الخبرة فى وظيفة معينة، ويتم تقييم طلبات الهجرة للعمالة بناءً على عدة عوامل ومن خلالها تتم موافقة السفارة على طلب الهجرة فى حالة حصول الشخص على عدد معين من النقاط فى التعليم واللغة والخبرة والسن والوظيفة، وبالتالى فالسفارة هنا تختار وفق تلك الاشتراطات وليس هناك أى تمييز.
أما بالنسبة للأقباط فالتسهيلات تأتى عن طريق الكنائس القبطية بالخارج أو الجالية القبطية هناك، ولا علاقة للسفارة بذلك لأن السفارة تمثل الدولة الكندية التى تختار وفق النظام الذى ذكرته.
فى الوقت الذى نفت فيه كنيسة العذراء بالمعادى قيامها بتشجيع الأقباط على الهجرة للخارج، وأكد مصدر كنسى داخلها أن الكلام عارٍ تماما من الصحة.
ورغم طلبات الهجرة المتزايدة من الأقباط عقب الأحداث المختلفة فإن القس إكرام لمعى - رئيس مجلس الإعلام بالكنيسة الإنجيلية - أكد تراجع رغبة الأقباط فى الهجرة فى نهاية عام 2011 ومع بداية 2012 بتأثير شباب الثورة وإصرارهم على استمرار مطالبها وانخراط الشباب القبطى فى العمل السياسى.
ويضيف قائلاً: ساهم ذلك فى تلاشى السلبيات لدى نسبة كبيرة منهم كانت ترغب فى الهجرة لأنها كانت تشعر بأنه مع وصول التيارات الدينية للحكم ستصبح مهمشة فى بلدها وأصابها الهلع من أن تتحول مصر إلى أفغانستان جديدة، فاندفعت إلى السفارات للحصول على الموافقة للهجرة.
ويرى لمعى أن موقف الكنيسة القبطية لم يعد له تأثير بعد الثورة بعدما أصبح الشباب القبطى يشارك فى العمل السياسى خارج أسوارها، مشيرا إلى أن الرغبة فى الهجرة لم تعد مقصورة على الأقباط، بل المصريون عموما بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية من غلاء وبطالة ومستقبل غامض.
• الهجرة وسماسرة الموت:
ومن جانب آخر سجلت الإحصاءات الأمنية بالإدارة العامة لمباحث الأموال العامة وزيادة أعداد الهجرة غير المشروعة بعد قيام الثورة، حيث بلغت أعداد الشباب المرحلين من دولة إيطاليا إلى مصر عام 2011 وفقا للإحصائية نحو «1123» شابا، ومن دولة اليونان نحو «201» شاب، وبلغ عدد الحالات التى تم إحباط محاولات الهروب فيها نحو «44» عملية تضم «1283» شابا، مقارنة بعام 2010 حيث بلغت أعداد الشباب المرحلين من إيطاليا «438» شابا، ومن اليونان «73» شابا، والحالات التى تم إحباطها «27» حالة تضم «521» شابا.
فعلى الرغم من استمرار غرق الكثيرين بشواطئ البحر المتوسط وانتشال جثثهم وهم فى طريقهم إلى إيطاليا، نجد ممدوح شلبى - 23 سنة - من محافظة الفيوم - مازال لديه حلم الهجرة حتى رغم اعترافه بأن المغامرة غير محسوبة، لكنه لن يتراجع عن قراره بعد أن سدد 40000 جنيه لأحد الوسطاء التابع لأحد المكاتب السياحية قائلاً: الثورة ليست العصا السحرية التى يمكن أن تحل جميع مشكلات مصر فى عدة أشهر.
وقد أرجع رمضان عثمان - وكيل وزارة القوى العاملة والهجرة - ارتفاع نسبة طلبات الهجرة إلى الظروف التى تمر بها البلاد وعدم الاستقرار، مشيرًا إلى أن ذلك مرتبط بالحالة الاقتصادية وانخفاض مستوى المعيشة لعدد من الأسر، إلى جانب توقف عدد من الأنشطة وأهمها السياحة التى نتج عنها البطالة لأعداد كبيرة من الشباب.
من خلال اتصالنا بإحدى السفارات اكتشفنا أن طلبات المصريين للحصول على تأشيرة للهجرة خارج البلد بلغت 500 طلب كحد أدنى يوميا ! حسب ما أكده لنا أحد المسئولين بالسفارة التركية بأن عام 2011 شهد زيادة فى عدد الطلبات المقدمة للقنصلية، يتزامن ذلك مع آخر تقرير أصدره مكتب المنظمة الدولية للهجرة بالقاهرة قبل شهور قليلة.. أكد بأن تغيير النظام فى مصر لم يؤثر كثيرا على نوايا الشباب المصرى الراغب فى الهجرة.
حيث أكد التقرير أن الشباب الذين شملهم استطلاع أجرته المنظمة أشاروا إلى أن الأوضاع الحالية تجعلهم راغبين فى الهجرة، وأنهم قلقون بشأن الحصول على وظائف سواء فى مصر أو فى الخارج.
كما كشف التقرير عن أن الدول العربية مازالت الوجهة الأساسية للشباب المصريين الراغبين فى الهجرة والسفر للعمل خصوصا السعودية «26٪» والإمارات «23٪» والكويت «11٪» ثم الولايات المتحدة «12٪» وإيطاليا «5٪».
وارجع التقرير رغبة هؤلاء الشباب فى الهجرة رغم الثورة لعدة أسباب فى مقدمتها الفساد، انفلات الأمن، تدنى الأجور وأخيرا عدم الإصلاح الدستورى.
• العاطلون الملحدون أمام السفارات :
فبخلاف نسبة البطالة القائمة اقتحم العاطلون الجدد الذين فقدوا وظائفهم سوق العمل، ليزداد الوضع سوءًا تزامنا مع وصول التيارات الإسلامية إلى الحكم مما أدى إلى ارتفاع موجة الهجرة حتى بين الفئات ميسورة الحال التى بدأ البعض منها بالتفكير فى هجرة البلاد نظرًا لعدم الاستقرار والتوقعات بكبت الحريات على حد ما أكد عدد منهم مثل نور عبدالمعز حامد -28 عاما - الذى ترك وظيفته فى مجال سيارات النقل الثقيل كما أكد لنا وذلك للإقامة مع زوجته فى الإمارات، حيث أكد أنه خطط للبقاء فى دبى وأنه لن يعود حتى تتحسن الأوضاع قائلا : لا أستطيع توقع المستقبل، ولكنى أرى أن المجلس العسكرى كان سيئًا فى إدارة شئون البلاد مما جعلنى أشعر أن مستقبل هذا البلد أصبح غامضًا مع صعود التيارات المتطرفة، والوضع الأمنى السىء.
عدد من الشباب الذين يطلقون على أنفسهم «اللا دينيين» لجأ بعضهم إلى السفارة الكندية مؤخرا، كان بينهم محسن. م -20 سنة - ذهب إلى إحدى السفارات لتحقيق حلمه بالهجرة، لكنه اكتشف أن الأمر ليس سهلاً كما كان يعتقد حيث يستلزم منه أن يستكمل دراسته وأن يحقق الاستقلالية عن أسرته، أكد لى أنه يرغب فى الهجرة لأى بلد أجنبى وليس عربيا.
يقول: إن البلاد الأجنبية ومنها كندا على سبيل المثال تعطى حق اللجوء للمصرى مسيحى الديانة بسهولة.. أما اللا دينيين والمثليون جنسيًا فلابد أن يقدموا ما يثبت وقوع اعتداء عليهم أو أضرار تهدد حياتهم لأن موافقة القنصلية لغير الأقباط تستلزم وقتا كبيرا.
ومع ذلك فهو يرى أن إسرائيل ستكون كفيلة بتحقيق حلمه، خصوصا أن اللجوء إليها سهل وتمتاز بفرص عمل متاحة للمصريين، والأهم أنها دولة تحترم حرية التعبير والرأى لأنها مجتمع علمانى - على حد وصفه لدولة إسرائيل !
مراد. أ - 22 سنة - شاب آخر لا يعانى من أزمات مادية بدأ حديثه قائلا : الهجرة أصبحت هدفا لكل الشباب خاصة بعد الثورة ! لطلب اللجوء الدينى من البلاد الأجنبية ويضيف قائلاً: المصريون أغفلوا أهم مبادئ حقوق الإنسان التى ينص عليها الإعلان العالمى لحقوق الإنسان وهى حرية الحياة والاعتقاد والتعبير عن الرأى.
شادى رأفت - 24 سنة - دوافعه للهجرة ليست مادية أيضا، لكن أزمته لها علاقة بعدم احترام المجتمع لاختلافه عنه، ودلل على ذلك بأنه اضطر لاستخدام الفيس بوك بحساب وهمى حتى يستطيع أن يعبر عن أفكاره.
وأكد أنه ذهب إلى سفارة أستراليا لطلب اللجوء لأنه لن يجد قوانين تحميه فى مصر بسبب اختلافه سياسيًا ودينيًا - على حد تعبيره.
حسام وهبى - 22 سنة - خريج حقوق.. أكد أنه ألحد مثل كثير من المصريين، ويواجه أزمة كبيرة بسبب ذلك.
ويضيف حسام قائلا: أنا بحب مصر ومش عايز أتركها، لكن لدىَّ أسبابى التى تجبرنى على مغادرتها بسبب فكرة الخوف إزاء الإفصاح عن أفكارى فى مجتمع لا يقبل أى أفكار مختلفة ولا يحترم حق الآخر فى الحرية والتعبير، خصوصا بعد صعود التيار الإسلامى.
ويستكمل: الثورة جاءت بمناخ من الحرية وتأثيرها جعل المجتمع يتحدث بصوت عالٍ ويعبر عن كبت عانى منه المصريون على مدار 60 عاما، هذا طبيعى بعد الثورة، لكن السؤال الذى يلح فى ذهنى: هل سيظل هذا المناخ موجودا فى ظل الحكم الإسلامى؟
تشير الإحصاءات الأخيرة إلى زيادة طلبات الهجرة بعد الأحداث الدامية ثم تراجعها بعد ذلك، فمن خلال مسح ميدانى بسؤال مسئولى بعض السفارات رصدنا ارتفاع طلبات الهجرة بين المسيحيين المصريين خلال شهور مارس وأبريل ومايو فى عام 2011 ثم تراجعت ثم عادت مرة ثانية للارتفاع خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر خاصة بعد واقعة ماسبيرو التى شهدت أعلى نسبة طلبات الهجرة إلى الولايات المتحدة قبل غلق مكتب تلقى طلبات الراغبين فى السفر خارج مصر.
كما أكد «جون ديمترى» - صاحب شركة كاميرات مراقبة - 24 سنة أن أحداث ماسبيرو دفعت نسبة كبيرة من الشباب للتفكير فى الهجرة عبر مساعدات كنسية أو عن طريق دعم الأهل والأصدقاء المقيمين بالخارج.
ويقول ميشيل عبدالمسيح - 26 عاما، مترجم - إن بعض الكنائس تساهم فى مساعدة الشباب للهجرة إلى أمريكا وكندا، أبرزها كنيسة العذراء بالمعادى.
• شروط الهجرة:
جميل جورج - مهندس - قال: إن سفارة كندا تتعامل مع الراغبين فى السفر إليها بدون تمييز، لأنها تضع حدًا معينًا للمهاجرين إليها كل عام، ووفقا للوائح يركز مكتب تلقى الطلبات على التعليم العالى والقدرات اللغوية والخبرات العملية بدلا من التركيز فقط على الخبرة فى وظيفة معينة، ويتم تقييم طلبات الهجرة للعمالة بناءً على عدة عوامل ومن خلالها تتم موافقة السفارة على طلب الهجرة فى حالة حصول الشخص على عدد معين من النقاط فى التعليم واللغة والخبرة والسن والوظيفة، وبالتالى فالسفارة هنا تختار وفق تلك الاشتراطات وليس هناك أى تمييز.
أما بالنسبة للأقباط فالتسهيلات تأتى عن طريق الكنائس القبطية بالخارج أو الجالية القبطية هناك، ولا علاقة للسفارة بذلك لأن السفارة تمثل الدولة الكندية التى تختار وفق النظام الذى ذكرته.
فى الوقت الذى نفت فيه كنيسة العذراء بالمعادى قيامها بتشجيع الأقباط على الهجرة للخارج، وأكد مصدر كنسى داخلها أن الكلام عارٍ تماما من الصحة.
ورغم طلبات الهجرة المتزايدة من الأقباط عقب الأحداث المختلفة فإن القس إكرام لمعى - رئيس مجلس الإعلام بالكنيسة الإنجيلية - أكد تراجع رغبة الأقباط فى الهجرة فى نهاية عام 2011 ومع بداية 2012 بتأثير شباب الثورة وإصرارهم على استمرار مطالبها وانخراط الشباب القبطى فى العمل السياسى.
ويضيف قائلاً: ساهم ذلك فى تلاشى السلبيات لدى نسبة كبيرة منهم كانت ترغب فى الهجرة لأنها كانت تشعر بأنه مع وصول التيارات الدينية للحكم ستصبح مهمشة فى بلدها وأصابها الهلع من أن تتحول مصر إلى أفغانستان جديدة، فاندفعت إلى السفارات للحصول على الموافقة للهجرة.
ويرى لمعى أن موقف الكنيسة القبطية لم يعد له تأثير بعد الثورة بعدما أصبح الشباب القبطى يشارك فى العمل السياسى خارج أسوارها، مشيرا إلى أن الرغبة فى الهجرة لم تعد مقصورة على الأقباط، بل المصريون عموما بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية من غلاء وبطالة ومستقبل غامض.
• الهجرة وسماسرة الموت:
ومن جانب آخر سجلت الإحصاءات الأمنية بالإدارة العامة لمباحث الأموال العامة وزيادة أعداد الهجرة غير المشروعة بعد قيام الثورة، حيث بلغت أعداد الشباب المرحلين من دولة إيطاليا إلى مصر عام 2011 وفقا للإحصائية نحو «1123» شابا، ومن دولة اليونان نحو «201» شاب، وبلغ عدد الحالات التى تم إحباط محاولات الهروب فيها نحو «44» عملية تضم «1283» شابا، مقارنة بعام 2010 حيث بلغت أعداد الشباب المرحلين من إيطاليا «438» شابا، ومن اليونان «73» شابا، والحالات التى تم إحباطها «27» حالة تضم «521» شابا.
فعلى الرغم من استمرار غرق الكثيرين بشواطئ البحر المتوسط وانتشال جثثهم وهم فى طريقهم إلى إيطاليا، نجد ممدوح شلبى - 23 سنة - من محافظة الفيوم - مازال لديه حلم الهجرة حتى رغم اعترافه بأن المغامرة غير محسوبة، لكنه لن يتراجع عن قراره بعد أن سدد 40000 جنيه لأحد الوسطاء التابع لأحد المكاتب السياحية قائلاً: الثورة ليست العصا السحرية التى يمكن أن تحل جميع مشكلات مصر فى عدة أشهر.
وقد أرجع رمضان عثمان - وكيل وزارة القوى العاملة والهجرة - ارتفاع نسبة طلبات الهجرة إلى الظروف التى تمر بها البلاد وعدم الاستقرار، مشيرًا إلى أن ذلك مرتبط بالحالة الاقتصادية وانخفاض مستوى المعيشة لعدد من الأسر، إلى جانب توقف عدد من الأنشطة وأهمها السياحة التى نتج عنها البطالة لأعداد كبيرة من الشباب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق