اكدت السعودية وصول الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مع عدد من المسؤولين والمواطنين المصابين لاستكمال علاجهم في المملكة، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي ليل السبت الاحد.
ولم يعط البيان أي تفاصيل عن المدة المفترضة للعلاج ولا مكان تلقيهم العلاج.
واضاف "استجابة لرغبة الأخوة في الجمهورية اليمنية الشقيقة، فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بارسال فريق طبي متخصص حيث قام باجراء فحوصات طبية للرئيس علي عبدالله صالح وآخرين من مسؤولين ومواطنين ممن تعرضوا لاصابات مختلفة جراء الأحداث التي جرت مؤخرا".
واوضح "بناء على ما رآه الفريق الطبي من أنه من المناسب استكمال الرعاية الصحية التي يتلقاها الرئيس في أحد المراكز الطبية المتقدمة وموافقة فخامته على ذلك ورغبته في أن يستكمل علاجه في المملكة العربية السعودية، فقد وصل الى المملكة مساء السبت".
واشار البيان الى ان السعودية ابدت استعدادها لاستقبال المصابين اليمنيين ممن تستدعي حالاتهم العلاج مضيفا انه "بناء على ما أبلغته حكومة المملكة لكافة الأطراف في الجمهورية اليمنية من أن المملكة على استعداد لاستقبال المصابين ممن تستدعي حالاتهم العلاج خارج الجمهورية اليمنية ولديهم الرغبة في القدوم الى المملكة، فقد تم استقبال عدد من المسؤولين والمواطنين اليمنيين لتلقي الرعاية الطبية اللازمة".
وإلى ذلك، يسود غموض كبير على رأس الدولة بعد نقل الرئيس اليمني الى السعودية للعلاج فيما يحتفل الشباب الذين يقودون منذ اشهر انتفاضة واسعة ب"هروب" علي عبد الله صالح معتبرين انه "سقوط للنظام".
واكدت مصادر قريبة من الرئاسة لوكالة فرانس برس ان احمد نجل الرئيس اليمني وقائد الحرس الجمهوري، موجود في قصر الرئاسة بينما نائب الرئيس عبد ربه منصور الذي يفترض ان يدير شؤون البلاد في غياب الرئيس بموجب الدستور، موجود في منزله.واكد المصدر ان اجتماعا عقد الليلة الماضية ضم عبد ربه منصور مع ابناء واخوة وابناء اخوة الرئيس الذين يشغلون ارفع المناصب في المنظومة العسكرية والامنية في اليمن، دون ان يرشح اي شيء عن هذا الاجتماع.
وذكر المصدر ان الاجتماع ضم نائب الرئيس مع اخوي الرئيس علي صالح الاحمر مدير مكتب القائد الاعلى للقوات المسلحة وقائد العمليات العسكرية، ومحمد صالح قائد القوات الجوية.
كما ضم نجله احمد وابني اخيه طارق محمد عبد الله صالح قائد الحرس الخاص، وابن اخيه ويحيى محمد عبدالله صالح قائد الامن المركزي.
ولم يصدر اي بيان رسمي بشأن اجراءات ادارة شؤون البلاد في غياب صالح، فيما استمر التلفزيون اليمني ببث الاغاني المؤيدة للرئيس.
وفي الشارع، يحتفل الشباب ب"هروب" صالح، وب"سقوط النظام".
ويهتف عشرات المتظاهرين المتحمسين في ساحة الاعتصام في صنعاء "حرية حرية اليوم عيد الحرية" حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وهتف آخرون "خلاص، سقط النظام" واخرون "اليوم يمن جديدة".
اما في تعز (جنوب صنعاء)، فينظم الالاف مسيرة وصلت الى ساحة الاعتصام التي تمكن المحتجون من احتلالها مجددا بعد طردهم منها بالقوة الاسبوع الماضي.
ويشارك في المسيرة الالاف الرجال والنساء الذين يحتفلون بمغادرة صالح.
ويهتف المتظاهرون "حرية، حرية" و"يا شباب يا شباب علي عبدالله هرب".
واصيب صالح الجمعة في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي ونقل ليل السبت الاحد الى السعودية لتلقي العلاج مع مسؤولين كبار اصيبوا في الهجوم نفسه.
وبعد الهجوم، اعلن مسؤول مقرب من صالح ان الرئيس "اصيب بحروق وخدوش في وجهه وصدره" وحالته لا تدعو الى القلق، قبل ان يؤكد صالح بنفسه في تسجيل صوتي بثه التلفزيون اليمني انه بخير.
واكد الديون الملكي السعودي في بيان فجر الاحد ان "الرئيس صالح وصل برفقة اخرين من مسؤولين ومواطنين تعرضوا ممن تعرضوا لاصابات مختلفة لاستكمال علاجهم في المملكة جراء الاحداث التي جرت مؤخرا في اليمن".
واوضح البيان ان الرئيس اليمني نقل الى السعودية بعدما توجه فريق طبي متخصص بامر من العاهل السعودي الملك عبد الله بن العزيز و"استجابة لرغبة" اليمن، الى صنعاء.
ويعالج في السعودية ايضا مسؤولون يمنيون كبار اصيبوا في الهجوم نفسه ابرزهم رئيس الوزراء علي مجور ورئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني ونائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية صادق امين ابو راس ونظيره لشؤون الدفاع والامن راشد محمد العليمي.
وكان صالح اتهم شيوخ آل الاحمر الذين خاضوا مع قواته مواجهات دامية في صنعاء خلال الاسبوعين الماضيين، باستهدافه وتوعد بمواجهتهم ومحاربتهم، الا انهم نفوا ان يكونوا خلف الهجوم.
وميدانيا، بدا الوضع هادئا تماما في صنعاء في الصباح بعد ان سمعت طلقات نارية متقطعة خلال الليل، وتبدو الشوارع خالية تماما من حركة المرور.
وكانت مصادر قبلية اكدت السبت ان الشيخ صادق الاحمر زعيم قبائل حاشد مستعد لهدنة بعد جهود بذلتها السعودية للتهدئة.
من جهتهم، دعا "شباب الثورة السلمية" الى تشكيل لجان حماية للدفاع عن المنشآت العامة في وجه المخربين واللصوص.
واطلقت هذه الدعوة بعد ان شهدت تعز، وهي من اكبر مدن اليمن، السبت عمليات نهب وسطو تكثفت بعد انسحاب قوات الامن من وسط المدينة.
وعلى صعيد آخر، قتل تسعة جنود يمنيين في كمينين نصبهما مساء السبت عناصر من القاعدة في محيط مدينة زنجبار الجنوبية التي يسطير عليها التنظيم، حسبما افاد مسؤول عسكري لوكالة فرانس برس الاحد.
واعلن المسؤول ان قافلة عسكرية تعرضت مساء السبت "لكمين في منطقة دوفس جنوب زنجبار مما ادى الى مقتل ستة عسكريين آخريم بالاضافة الى خسائر كبيرة في العتاد".
واوضح ان القافلة قدمت من مدينة عدن (جنوب) لتعزيز اللواء الميكانيكي 25 المحاصر من قبل عناصر القاعدة في زنجبار، عاصمة محافظة ابين.
واضاف المسؤول انه في وقت لاحق "تعرضت قافلة اخرى لكمين ثان في منطقة الكود (قرب زنجبار) وادى ذلك الى مقتل ثلاثة 3 عسكريين واصابة ستة بجروح".
وقتل عشرات العسكريين والمدنيين اضافة الى عدد من عناصر القاعدة في مواجهات مستمرة بين التنظيم والقوات الامنية منذ السيطرة على زنجبار قبل اكثر من اسبوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق