سجل المنتخب المغربي لكرة القدم مساء السبت في مدينة مراكش فوزا عريضا على نظيره الجزائري ضمن الجولة الرابعة للتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2012 وثأر عن هزيمته (1-0) في عنابة في 27 مارس/آذار الماضي، التي قيل حينها إن سببها الظروف التي أحاطت بالمباراة، وأذل خصمه برباعية نظيفة سيشهد عليها تاريخ المواجهات بين المنتخبين. ولم يتمكن زملاء كريم زياني العائد بعد غيابه عن لقاء الذهاب أبدا من رفع مستوى أدائهم، وتحول "محاربي الصحراء" إلى ثعالب افتقدت حنكتها وضاق بها أرض ملعب مراكش الجديد، الذي أراده مصمميه تحفة نضاف إلى تألق المغرب على حساب الجزائر
الجمهور يطالب بثلاثية و"الأسود" يردون برباعية
وكانت جماهير "أسود الأطلس" قد تعالت هتافاتها طول المباراة وقدمت قبل إعطاء الحكم الإفواري صافرة الانطلاقة
طلبا للاعبيها مفاده أن "الشعب يريد ثلاثة صفر"، وكأنه تنبأ لا بنتيجة المباراة ولكن بعزيمة خرجة ورفاقه على
زلزلة الأرض تحت أقدام خصومهم. فلبى "الأسود" الطلب وسحقوا الجزائريين، الذين صبروا أقل من عشرين دقيقة من مباراة لن ينسوها، وأهينوا بهزيمة نكراء لن يسكت عنها أنصارهم وسيروح ضحيتها لا محال مدربهم عبد الحق بن شيخة
طلبا للاعبيها مفاده أن "الشعب يريد ثلاثة صفر"، وكأنه تنبأ لا بنتيجة المباراة ولكن بعزيمة خرجة ورفاقه على
زلزلة الأرض تحت أقدام خصومهم. فلبى "الأسود" الطلب وسحقوا الجزائريين، الذين صبروا أقل من عشرين دقيقة من مباراة لن ينسوها، وأهينوا بهزيمة نكراء لن يسكت عنها أنصارهم وسيروح ضحيتها لا محال مدربهم عبد الحق بن شيخة
المدرب الجزائري صرح قبل المباراة أن الضغط سيكون على المنتخب المغربي، بحكم نتيجة الذهاب وكونه سجل عدة غيابات في صفوف أبرزها بصير وكارسيلا والسويداني، وعلى مدربه البلجيكي إيريك غيريتس. وأضاف بن شيخة أنه درس بدقة طريقة لعب المنتخب المغربي، مستعينا في ذلك بمختصين فرنسيين، وقد انتابه شعور بأنه سيعود إلى الجزائر بنقطة على أسوء تقدير.
لكن غريتس حسب للمباراة ألف حساب ورد على بن شيخة بالمثل، وأعد له فخا سقط فيه هو وكتيبته، وقد شدد البلجيكي على ممارسة ضغط رهيب على حامل الكرة وسرعان ما اختنق خط وسط "الخضر"، ليبادر المغربيون بهجمات متتالية كأسهم عديدة بلغت جسد المنتخب الجزائري من دون انقطاع. فراح المدافع المهدي بنعطية يفتتح مهرجان الأهداف كان أبطاله مروان الشماخ ويوسف حجي وأسامة السعيدي، واستمرت هجمات "الأسود" وتصاعدت واشتدت وكأنهم أدركوا أن من لم يسجل خلال هذه المباراة أمام الجزائر سيصعب عليه أن يصبح مهاجما في وقت لاحق
انهار "الخضر" وضاعوا داخل الملعب
قدم أشبال غريتس، الذي توقعت الصحافة المغربية رحيله بعد مباراة الجزائر، أداء باهرا أدهش ملعب مراكش الجديد، وانهار الجزائريون تماما كما انهارت أعصاب مناصريهم، الذين نسوا معنى كلمة الروح الرياضية، وبدؤوا يقذفون الجماهير المغربية بقارورات الماء التي غمروا الملعب بها وأثاروا استياء الجميع وكأنهم أرادوا التأكيد على سوء سمعتهم. وقال سعيد الشراط، مدير جريدة "العالم الرياضي" إن "المنتخب الجزائري لم يكن له وجود داخل الملعب خلال هذه المباراة ولم تكن له الروح القتالية التي اعتدنا أن نشاهدها خلال سنوات رابح سعدان -المدرب السابق
لقد أظهر "الخضر" ضعفا كبيرا وارتباكا مدهشا لدى منتخب شارك قبل عام في مونديال جنوب أفريقيا ومثل المغرب والعرب وصفق له المغاربة كلهم أجمعين، وفقدوا توازنهم بصورة كاملة فور افتتاح بن عطية باب التسجيل في الدقيقة 26 من زمن الشوط الأول، تاركين مجال اللعب لـ "الأسود
فلم نشاهد كريم زياني ولم نر مجيد بوقرة ولم نلمح وجود عنتر يحي ولم يكن لدفاعه وخط وسطه اللذين خافاهما المناصرين المغربيين قبل المباراة. فظهر المنتخب الجزائري هاملا كأنه يبحث عن شيء لم يجده أبدا، وظل يتساءل طوال اللقاء هل هو في الملعب أم لا، هل هو يدافع عن سمعة مشارك في مونديال جنوب أفريقيا أم لا، لتأتيه الأجوبة في شاشة الملعب الجديد الكبرى، التي تم تحديث نتيجة المباراة فيها أربع مرات.
كانت تلك حقيقة لن يناقشها أحد: "أسود" تعهدوا بافتراس "ثعالب" بن شيخة وفعلوا، "أسود" استيقظوا صباح اليوم الأحد، وهو يوم عطلة في المغرب، بيقين أنهم هم المرشحون للتأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2012 بحكم اعتلاءهم صدارة الترتيب بسبعة نقاط قبل جولتين من نهاية التصفيات وذلك في انتظار إجراء المباراة الثانية في الفوج الرابع اليوم بين منتخبي أفريقيا الوسطى وتنزانيا
مراكش تحتفل وتنفجر فرحا وسرورا
شارك "الأسود" مناصريهم فرحتهم العارمة حتى الساعات المتأخرة من الليل، وخرج سكان مراكش، كبيرهم وصغيرهم، رجالهم ونسائهم، للاحتفال بالفوز الساحق ضد الجارة الشرقية المجروحة. وعمت الفرحة والبهجة شوارع المدينة، الشباب يهتف ويرقص ويسخر والنساء يزغردن ويباركن ويصفقن، واكتظت أزقة المدينة وشوارعها بالزحام ليصيبها الشلل وتظهر على وجوه سكانها علامات فرح انتظروه كثيرا وتشوقوا له منذ سنوات، منذ فوزهم الأخير على المنتخب الجزائري في نهائيات كأس الأمم الأفريقية بتونس وفوزه عليها 2-1 في ربع النهائي
والتقينا كمال، وهو تاجر جاء على متن سيارته من مدينة الدار البيضاء برفقة زوجته وولدهما، وقال لنا بتواضع رجل متأن إن الاحتفال سيكون بسيطا، معترفا بكل روح رياضية تفوق منتخب بلده على نظيره الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق