الجمعة، يناير 14، 2011

التنصير في تونس يتحالف مع ثالوث الديكتاتورية والامبريالية والجهل بالإسلام




المسيحية الصهيونية والتحالف المقدس بين البروتستانتية واليهودية
الصهيونية المسيحية والتحالف المقدس المسيحيين
شبكة النبأ: لا يمكننا الحديث عن الصهيونية المسيحية دون التطرق للكنيسة البروتستانتية. ويبدو أن الدارس للأولى لا ينفك يجد نفسه يغوص في تاريخ ظهور الثانية. بعض المصادر التاريخية تؤكد على العلاقة العضوية بين الاثنتين رغم إصرار مصادر أخرى على أن الصهيونية المسيحية سبقت التيار البروتستانتي بقرون وتربطها بحملة تنصير اليهود في الأندلس. 
وقد تأثرت العقيدة البروتستانتية كثيرا باليهودية، ونتج عن هذا التأثر تعايش يشبه التحالف المقدس بين البروتستانتية واليهودية بصورة عامة، وخلقت علاقة أكثر خصوصية بين الصهيونية اليهودية والبروتستانتية الأصولية.
وهذا تقرير موسع نشره موقع تقرير واشنطن يستعرض ابعاد هذه العلاقة واهم المفاهيم التي تتبناه الصهيونية المسيحية.
لوثر والثورة على الكاثوليكية 
البروتستانتية إحدى طوائف الدين المسيحي نشأت على يد القس الألماني مارتن لوثر في القرن السادس عشر، أما اصطلاح البروتستانتية فيعني لغويا الاحتجاج والاعتراض.
ولد القس مارتن لوثر في مدينة إيسليبن بمقاطعة ساكس الألمانية سنة 1483 لأب فلاح كانت أمنيته أن يدرس ابنه القانون ويصبح قاضيا، لكن مارتن لوثر حصل على الدكتوراه في اللاهوت من جامعة فيتنبرج.
زار لوثر في العام 1510 روما للتبرك بالمقر الرسولي، وكان يتمنى رؤية القديسين والرهبان الزهاد. غير أنه ما إن حل بروما حتى فوجئ بمدى الفساد المنتشر داخل الكنيسة الكاثوليكية حتى على أعلى المستويات. 
كانت الكنيسة آنذاك تبيع صكوك غفران الذنوب وصكوك التوبة، بل إن بعض الرهبان كانوا يحددون المدة التي سيقضيها الإنسان المخطئ في النار قبل أن يمنحوه صكوك الغفران التي تعتقه وتسمح له بالمرور إلى الجنة!
وقد أثرت تلك الصور كثيرا في نفسية مارتن لوثر المتحمس فأحس بالغبن وقرر إصلاح الكنيسة وتقويض سلطة البابا.
قام مارتن لوثر بتعليق احتجاج صارخ على باب كنيسة مدينة فيتنبرج في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 1517 تضمن 95 نقطة طالب فيه بإلغاء النظام البابوي لأنه يمنح قدسية كبيرة للبشر قد يسيؤون استعمالها تماما كما كان شائعا في الكنيسة الكاثوليكية آنذاك.
كما رفض لوثر أن يبقى القسيس بلا زواج مدى الحياة، فأقدم على الزواج من الراهبة كاترينا فون بورا وأنجب منها ستة أطفال.
وكانت من بين مطالب لوثر أيضا المساواة بين الإكليروس "رجال اللاهوت المسيحي" والمسيحيين العاديين. غير أن ما سيؤثر على مستقبل الكنيسة الكاثوليكية بشكل عام كان دعوة مارتن لوثر إلى جعل الكتاب المقدس المصدر الوحيد للإيمان تأثرا بنظرية القديس بطرس التي تقول ما معناه أن الإنسان الذي لوثته الخطيئة لا يمكن أن يطهره من تلك الخطيئة سوى الإيمان الذي يتجلى في رحمة الرب وإرادته. 
ودعا لوثر إلى إلغاء الوساطة بين المؤمنين والرب بمعنى إقامة علاقة مباشرة بين العبد والمعبود دون المرور عبر البابا أو أي شخص آخر. 
وكان أخطر ما حملته مطالب لوثر دعوته للعودة إلى كتاب التوراة العبرانية القديمة وإعادة قراءته بطريقة جديدة بالإضافة إلى اعتماد الطقوس العبرية في الصلاة عوضا عن الطقوس الكاثوليكية المعقدة.
* كيف دخلت هذه الكتب إلى تونس في وقت يفاخر فيه وزير الثقافة بمصادرة 8 آلاف عنوان إسلامي *
[أسباب متهاوية تكشف عن ضحالة التحصيل المعرفي للضحايا وسذاجة دوافع ردتهم]
عشت في الغرب الأوروبي قبل أن أنتقل للعمل في شرقه لأسباب مهنية، عرفت أشكالا من المنصرين، من شهود يهوه، وحتى الإرساليات الكاثوليكية، وغيرها.
ناقشتهم حتى ملوا النقاش، وأصبح الكثير منهم يتجنبني،قرأت كتبهم وناقشتهم فيها،وأعطيتهم كتبا إسلامية منها كتاب "إظهار الحق " للشيخ رحمة الله الهندي، وكتاب "محاضرات في النصرانية للشيخ محمد أبو زهرة " ومجلدا يحتوي مناظرات بين علماء مسلمين وقساوسة نصارى وغيرها، فردوها إلي وهم يرتعشون،وبعضهم رحل عن المكان الذي رمى فيه شباك التنصير ليصطاد الضعفاء والجهلة، والمستعدين لبيع أرواحهم مقابل حفنة من اليورهات وغيرها من العملات.
وفقني الله لإنقاذ العشرات ولا سيما أطفال المسلمين من براثن التنصير قبل أن يستفحل الأمر.
وأرعى مع آخرين مهتدين جدد. وسمعت ومنذ سنوات عديدة عن محاولات للتنصير في تونس،وتابعت الشبكات الايطالية (1) والأميركية التي تحاول أن تغطي عن نشاطها التنصيري بأسماء مستعارة "تعليم اللغات الأجنبية "والمؤسسات الخيرية، ونوداي،بأسماء مختلفة. ورغم تكتمها على أنشطتها إلا أنها تفضح نفسها من حين لآخر، أثناء إقامة حفلات ترسيم المتنصرين الجدد في قائمة سكان جهنم.
ثالوث الإغراء:
 وقضية التنصير في تونس، لاتختلف عنها في الجزائر فهي ليست بعيدة عن ثالوث الاغراء وهو المال، والتلبيس، والجنس.
فالإغراء بالمال معروف، فكثير من الحالات التي تم كشفها في مهدها، استخدمت المال لاستمالة الناس إلى النصرانية.
أضف إلى ذلك الإغراء بالذهاب إلى أوربا للعمل، وتعمل المنظمات التنصيرية على نقل من يسقط في صنارتها إلى محاضن في الغرب، لتعيدهم بعد الاطمئنان على تشبعهم ببضاعتها لبلدانهم الأصلية مثل تونس لنشر النصرانية، مستغلة الظروف الصعبة التي تواجهها الدعوة الإسلامية في البلاد، بعدما تمكن العديد من اليساريين، ومن لا يهمهم أمر الإسلام من الوصول إلى مراكز حساسة في الدولة، تسمح لهم ليس فقط بتقديم المشورة السياسية والاجتماعية والذهنية فحسب، بل التأثير على القرار السياسي والتخطيط الاقتصادي والتوجيه الثقافي والاجتماعي.
وهؤلاء لا يهمهم إن كان الشعب التونسي مسلما أو نصرانيا أو يهوديا أو بوذيا طالما هم في مواقعهم.
وربما زينت لهم أوهامهم أن انتشار النصرانية في تونس سيساهم في تطبيق نظريتهم الفاشلة ومخططاتهم لتغيير سمت المجتمع التونسي وثقافته ودينه.
حتى أن أحدهم سأل كاتبا صحافيا أثار موضوع التنصير كيف يمكن لإنسان (تقدمي) أن يهتم بموضوع كهذا، وماذا يعني أن يدخل المسلمون في النصرانية !!! وإن كانت مسألة عرض الأموال لتنصير الشباب، يتكتم عليها في تونس، فإن ذلك ثابت فيما يتعلق بالجزائر.
وإذ علمنا أن شبكات التنصير في المغرب الإسلامي تنسق فيما بينها وتعمل في إطار واحد فإن "بعض المواقع الجزائرية تدعو الجزائريين علانية للتنصّر مقابل 7 آلاف دينار لكن الأكيد هنا أن تونس تتعامل بكل تسامح مع هذه الفئة من منطلق أن الدين مسألة شخصية ولا إكراه فيه" (2) أما التلبيس، فيتعلق بإعطاء صورة ذهنية مغلوطة للضحية، مثل لماذا تطور الغرب (المسيحي) وتأخر المسلمون.
وقد ذكر أحد الضحايا هذا الدافع لردته، وهو بالتالي لا يعلم أن الغرب لم يتطور إلا بعد صراع مرير مع الكنيسة، انتهى بدحرها وجعلها صفحة من الماضي الأليم لأوربا.
ومن ثم إبعادها عن التأثير في مجرى الحياة اليومية.
وتم البحث عن الجذور الأوروبية ما قبل النصرانية، وتم الربط بينها وبين التراث الإغريقي و اليوناني.
أما المسلمون فلم يعرفوا ازدهارا ولا قوة ولا نفوذا إلا في العصر الذهبي للإسلام.
مما يجعل السؤال حول المستوى التعليمي والثقافي للضحايا له أهمية قصوى. فعلى مدى قرون وحتى القرن التاسع عشر، ظلت الكنيسة عدوة للعلم وللعلماء.
أحرقت نستر داموس، وقتلت غاليليو، ووضعت ابن رشد أبو العقلانية في الغرب تحت أقدام توما الاكويني، وهذه الصورة لا تزال في كنيسة بايدن. ومتحف محاكم التفتيش في اسبانيا، و حروب المائة عام بين بريطانيا البروتستانتية وفرنسا الكاثوليكية شاهدة على بشاعة الحروب الدينية في أوربا و التي كانت بين مسيحيات مختلفة، فعن أي تسامح يتحدثون ؟!!!
ولنسأل عن التسامح الكنسي في القرن الواحد والعشرين،عندما ترفض الكنيسة الأرثوذكس
استقبال باب الفاتيكان،وعندما يعتبر بابا الفاتيكان، البروتستانتية، "ليست كنيسة " بمعنى غير مسيحية. وعندما يصدر وثائق الحرمان (التكفير) ضد لاهوت التحرير، بل من داخل الكنيسة الكاثوليكية نفسها مثل الراهب اللاهوتي جون سبيرينو الذي تناول حياة عيسى عليه وعلى نبينا السلام من زاوية تتعارض مع رأي الكنيسة.
كما تم حرمان القساوسة الذين تزوجوا وتركوا حياة الرهبنة.
بالتأكيد فالضحايا لا يعلمون ذلك، واليساريون لا يعلمون عن الكنيسة سوى أنها كانت مؤيدة للإقطاع، وكانت مبررة لحكم الأباطرة والملوك باسم "الحق الإلهي".
وحسبهم ذلك " فالاقتصاد "هو المحرك الوحيد للعالم في نظرهم.
وربما لهذا السبب يغضون النظر هم وغيرهم عن التنصير لعله يأتي بـ "هبة " من هنا أو هناك.
 خاصة وأن بعضهم يعمل لدى جهات إعلامية نصرانية معروفة بتعصبها وعدم تسامحها رغم محاولتها إخفاء ذلك. ولا يفوتني في هذا المقام الحديث عما جرى في وقت قريب (قبل خمسة أشهر) عندما هم بابا الفاتيكان بزيارة الجامعة الأولى في روما، فرفضه أساتذتها وطلبتها الذين نظموا يوم 21 يناير أسبوع مناهضة الاكليروس، وكان أسبوعا للحديث عن تاريخ الصراع بين العلم والمعرفة والتقدم والتطور من جهة والكنيسة من جهة ثانية (3).
إنه لأمر محزن حقا أن يحصل كل ذلك قديما وحديثا وهناك من يعتبر تساءل ذلك الجهلوت وتبريره للخسران المبين الذي وقع فيه ليس لكونه نصرانيا فحسب بل لدعوته لذلك وعدم نفض غبار الشرك ومناقضة توحيد الله الأحد، بالإيمان في ثلاثة أقانيم، والادعاء بأن لله ابنا، تولد عنه أو تمخض عنه أو ما إلى ذلك من أمور تخالف العقل والمنطق. نعم يمكن التدليل على وجود ثلاثة في إطار واحد من المحسوسات، ولكن ذلك جزء من التلبيس الذي تحدثنا عنه آنفا.
الأب والابن وروح القدس، في طلاسمهم، مختلفة اختلافا تاما عن كل ما يستشهدون به للتدليل على أن الثلاثة واحد.
مثلا لو قيل لك أن الكرسي يتكون من عدة أجزاء ولكنه كرسي واحد، فستعترف بذلك، ولكن الله ليس كرسيا، فلا ينبغي أن يكون مثل المحسوسات.
كما لو أن عيسى (جزء) نزل إلى الأرض، فهل يعني أن الله في السماء ظل ناقصا ؟!!!.
مرة أخرى يقولون أن عيسى هو الله، فهل يغني الجزء عن الكل ؟!!!
يقولون أن عيسى (الله) فدى الناس بموته على الصليب ! لكن الاحداث تؤكد بأنه لم يفعل ذلك طواعية (في حال فرضنا ذلك صحيحا وهو غير صحيح) فقد أمسك به وحمل عنوة (حسب زعمهم) وعندما رفع على الصليب (وفق روايتهم) بدأ يبكي وينتحب ويطلب من الأب إنقاذه، هل هذا هو الفداء ؟!!! وعندما مات أو في لحظة موته (وفق روايتهم وناقل الكفر ليس بكافر) هل كان العالم بدون إله.
عندما خاطب أحدهم عيسى عليه السلام ب يا صالح قال لذلك الشخص " الصالح هو الذي في السماء ".
وإذا كان عيسى إلها لماذا لم يبدأ دعوته منذ ولادته ولماذا تأخر حتى بلغ 30 سنة.
كان بالإمكان اختصارها لو كان إلها بالنزول وهو في كامل رجولته أي عمره 30 سنة ؟ ولو تركنا الموضوع للأسئلة فلن ننته.
عود على بدءونعود لموضوع غرب مسيحي متقدم ومسلمون متخلفون، ونطرح الأسئلة التالية، إذا كانت النصرانية صنو للتقدم فعلا لماذا لم يتقدم النصارى العرب، ولماذا لم يتقدم النصارى الأفارقة، ولماذا لم يتقدم النصارى في أميركا اللاتينية، وهم قد أجبروا على التحول للنصرانية بقوة المدفع مع بداية النهضة الغربية ؟!!! وفي أوربا الشرقية هناك الكثير من مظاهر التخلف التي تعود للأنظمة السياسية بالدرجة الأولى، وليس لأي شيء آخر.
بل أننا نجد شهادات على أن التنصير تم استغلاله من قبل الدول الامبريالية لتوسيع نفوذها في إفريقيا وآسيا إبان الحقبة "الاستعمارية" وحتى في الوقت الراهن وهناك مقولة تنسب لأحد القساوسة الأفارقة،ممن دخلوا في الإسلام حديثا يشير فيها لحقيقة ما يجري "كانوا يعطوننا الإنجيل ويقولون لنا أغمضوا عيونكم، وعندما نفتحها نجدهم قد استولوا على الأرض "واليوم تقع مساحات شاسعة من أراضي إفريقيا الخصبة في قبضة أولئك البيض الذين قدموا من أوربا لنشر النصرانية، ولكنهم في الحقيقة جاؤوا لتخدير الشعوب والسيطرة على ممتلكاتها. وقد يذكر البعض منا ما يحصل في بعض الدول الإفريقية من مشاكل مع أولئك المنصرين "المستعمرين".
فبعد أن نصروهم استولوا على أراضيهم. والآن يفرض الغرب حصارا على بعض تلك الدول للتراجع عن سياسة إعادة الحق لأصحابه الأفارقة.
مخططات التنصير
 الثابت هو أن الحركة التنصيرية تقوم على دراسات، وبحوث تستهدف مواقع الصراع السياسي، والحروب، ففي الحالة الأولى تكون الحكومات مستنفرة ضد الحركات الإسلامية.
وتبحث عن كل ما من شأنه إضعاف تلك الحركات.
وتجد الأطراف التي سبق ذكرها من اليساريين، والراغبين في تبوأ المناصب ومراكز التأثير في المجتمع فرصتها للحديث عن "تجفيف منابع التدين" وهي السياسة التي اتبعتها تونس في عهد بورقيبة وأخذت شكل الايدولوجيا السياسية والمخطط الاجتماعي والسياسة الثقافية والإعلامية في عهد زين العابدين بن علي.
فلم تعرف تونس ظاهرة التنصير بشكلها الأخطبوطي سوى في عهده.
وقد شجع ذلك منظمات التنصير على المجئ إلى تونس وإرسال من تم تنصيرهم ليساهموا في مشروع " تجفيف الينابيع " سالف الذكر، وسيئة على حد سواء.
وفي الوقت الذي يحارب فيه الدعاة وتطرد المحجبات من الجامعات ويسحب من فوق رؤوس الحرائر في الشارع،ويحشر الشباب المسلم في السجون، يتم السماح للتنصير بالعمل تحت لافتة " الحرية الدينية " بينما يحاصر المسلمون الملتزمون بدينهم،وتسد في وجوههم أبواب الرزق وتفرض عليهم الإقامة الجبرية،كما يفرض عليهم الحصول على ترخيص للتنقل من مكان إلى مكان آخر.
فضلا عن محاربة الكتاب الإسلامي.ولو كان بمقدورهم وقف بعض الفضائيات من الدخول إلى أجواء تونس،أو مصادرتها كما يصادرون الكتب لفعلوا ذلك.
أما مخططات التنصير فهي كثيرة وتحدث عنها في كتاب "الغارة على العالم الإسلامي"كما تناولها عمر فروخ في كتابه " التنصير والاستعمار" وغيره. " في سنة 1978 م احتضنت أمريكا الشمالية مؤتمرا يعرف بـ" مؤتمر كلورا دو."
هذا المؤتمر حضره نحو 150 من قادة الرأي والفكر، من بينهم نخبة من المنصّرين العاملين في الميدان وأكاديميين ومستشرقين لاهوتيين وأساتذة في علوم الأجناس وعلوم الاجتماع وعلم النفس والدراسات اللغوية ومن خبراء ومستشارين سياسيين وأمنيين ودبلوماسيين.
المؤتمر وُصِفَ بأنه "من المؤتمرات القادرة على تغيير مجرى التاريخ "وركز على ما يلي:
أولا: أن يجد الإنجيل طريقه إلى 720 مليون مسلم.
ثانيا: أن يتخلى المنصّرون عن أساليبهم البالية ووسائلهم الفاشلة.
ثالثا: أن تخرج الكنائس القومية عن عزلتها وتقتحم بعزم ثقافات المسلمين.
رابعا: أن يجد المسعى لتحريك المواطنين النّصارى في البلدان المعنية ليعملوا مع الإرساليات.وما يحدث اليوم في تونس، وفي المغرب العربي عموما،هو ثمرة حقيقية لهذه النقاط الأربع وخاصة النقطة الرابعة (4)
أسباب التنصر الواهية
 إلى جانب أكذوبة وجناية الربط بين النصرانية والتقدم، تبدو التبريرات التي ساقها بعض المتنصرين متهافتة وضعيفة وتبعث على الحزن.
لا سيما وأن أبواب الدعوة إلى الله مغلقة وتحارب في تونس مما جعل الكثير من الشباب عرضة للخواء الروحي الذي يستغله التنصير وغيره، على مرآي ومسمع من النظام الحاكم في تونس. بعضهم قال إن ما دفعه للتنصير هو الوضوء، ومن المؤكد أنه لم يتوضأ في حياته قط، فالوضوء يعطي البدن طاقة، تم إثباتها علميا، ليس فسيولوجيا فقط، بل معنويا،وما يسمى بالقوة الداخلية. كما يشعر المؤمن بقوة روحية بعد الوضوء، وكل من جرب ذلك من المستحيل أن يقول عن الوضوء ما تفوه به ذلك "الضحية".
لم يذكر أي من الضحايا سببا وجيها يمكن أن يكون مبررا موضوعيا، ولكن الجهل بالإسلام، وما تعيشه تونس من تضييق على الدعوة وعلى الدعاة وراء مأساة الإسلام في تونس.
فمن أجل 10 سنوات أخرى (أو 20 أو 30 سنة جدلا) حكم لبن علي تباع البلاد بهذا الشكل، ويعرض شبابها لكل هذه المخاطر في الحياة الدنيا وفي الآخرة. وما يمكن أن يجره على البلاد في المستقبل من دمار على أكثر من صعيد.
المأساة الأكبر أن بعض اليساريين، كتب مبتهجا كيف سيحكم الإسلاميون تونس، بعد تحولها للنصرانية.
وهذا الشخص يهاجم الصوم وكل ما يتعلق بفرائض الإسلام وأحكامه.
كما أن بعض الضحايا سقط في أحابيل فضائيات التنصير التي تتجنب أسلوب المناظرة مع علماء الإسلام، وتستغل الجهل بالإسلام لتكسب ضحايا جددا إلى جانبها "عشرات المواقع على شبكة الانترنت وبعض الأجانب له دور في أن تكون حركة التبشير في تونس نشيطة وتستقطب الشبان والشابات.
وفي خصوص الفضائيات سنكتفي بعرض شهادات لعدد من التونسيين تشير إلى أنهم تنصروا تحت تأثير ما يبث في هذه الفضائيات، وهذه الشهادات موجودة على الموقع الإلكتروني... ومن ضمن الكتب التي اطلعنا عليها..
كتب تمس عقيدة المسلمين ومقدساتهم والشخصيات الدينية المقدسة وتشكك في الأحاديث النبوية..
بل ويصل الأمر إلى حد التشكيك في ما نزل به القرآن. وتتضمن أيضا وثائق باللهجة التونسية ومن ضمن الوثائق التي اطلعنا عليها " ترانيم تونسية " وقصص مسيحية باللهجة التونسية ومعطيات تاريخية حول الكنيسة في شمال إفريقيا... الخ.
كما تتضمن أشرطة فيديو لتونسيين تنصروا يتحدثون عن تجربتهم في مقال له تحت عنوان "مسيحيو المغرب في حكم الإسلاميين" نشر يوم 10 أبريل 2007 على موقع إيلاف الالكتروني " يقدر الناشط المسيحي المغربي (يوسف) أن الاتصالات الشخصية مسئولة عن تنصير حوالي 60 في المائة من المجموع، بينما لا يتجاوز دور الانترنيت 30 في المائة والـعشرة في المائة المتبقية ارتدت على يد المبشرين الأجانب.. " (5)
وتتعلق هذه الإحصائيات بالمغرب الأقصى ونعتقد أنها قريبة من الوضع في تونس، خاصة إذا علمنا أن هناك خطة موحدة للتنصير في المغرب العربي، تقول بعض التقارير غير الدقيقة إن حجم الإنفاق الذي تتحمله المنظمات التنصيرية في المنطقة يجاوز 300 مليون دولار سنويا.(6)
والسؤال المطروح هو كيف دخلت هذه الكتب إلى تونس إذا لم يكن نظام 7 نوفمبر وبعض المتنفذين قد سمح بذلك، في الوقت الذي تحارب فيه الكتب الإسلامية، ويعلن وزير الثقافة مفاخرا أثناء معرض الكتاب الأخير بأنه رفض 8 آلاف عنوان اسلامي !!! كيف دخلت تلك الكتب إلى تونس، هل من تحقيق أمني، وتونس مشهورة في ذلك، أو ثقافي وهي لها اليد العليا في هذا المضمار يكشف للمسؤولين و للرأي العام حقيقة ما يجري، بدل أن تقول المعارضة رأيها في القضية.
و" هناك عدة مؤشرات ودلائل تؤكد أن بعض الأجانب بصدد القيام بدور ما في هذه الحركة،يتحدث عدد من متساكني مدينتي دوز وقبلي عن رجل إيطالي أنشأ مؤسسة لتعليم اللغة الإيطالية.. هذا الرجل نشيط في حركة التبشير" (7) وإذ كان أهالي هذه المناطق عرفوا بذلك فلا شك أن الأمن التونسي والسلطات التونسية تعلم بذلك فماذا فعلت، لا شئ. فكل الجهود موجهة لحرب الإسلام والإسلاميين وربما التنصير من ضمن تلك الجهود.
وقد بلغت الظاهرة حدا أصبح فيه المنصرون يجاهرون بذلك ولم تحرك السلطات ساكنا "شهادات عديدة بلغتنا حول ما يقوم به بعض موظفي أحد البنوك في العاصمة من تنصير ودعوة للمسيح.
هذه الشهادات وصلتنا من عدد من أصحاب سيارات التاكسي ومن مواطنين جمعتهم الصدفة بهؤلاء،توزيع الإنجيل وتوزيع أقراص ممغنطة " نيللي الكلاب " وهي مبشرة تعمل ضمن"راهبات الفرنسيسكات" وهذه الجمعية لها مقر في تونس عنوانه موجود على شبكة الانترنيت تقول في رسالة لها نشرت على موقع هذه الجمعية:
" لقد ذهبت إلى تونس وتحديدا إلى عين دراهم، قرية في تونس" بذهنية تبشير الناس لردّهم إلى المسيحية (!!!)، أثناء زيارتي الأولى طرح عليّ رجل
السؤال التالي... " ما الفرق بين القرآن والإنجيل؟.. "ولأنه كان ممنوعا عليّ التكلم عن الدين والإنجيل وسط عالم إسلامي صرف.
فوجئت بالسؤال ولكنني حاولت الإجابة ولاحظت أنهم عطشى ليتعرفوا علينا...".وتضيف: "... الناس في تونس مختلفون عن اللبنانيين. لا يربطون بين الأمور الدينية والسياسية (8) ولا شك فإن ما تقوله هذه المنصرة، وما ذكره المصدر ينسف كل ما يقال عن أن التنصير في تونس ممنوع، وأن من يقبض عليه متلبسا بجريمة التنصير يطرد من البلاد فكل ذلك من الأكاذيب التي عاهدناه من نظام بن على الكذب، وكانت وعوده الأولى كذبة كبرى.
فعناوين المنصرين معروفة وأرقام هواتفهم كذلك، فهم في حراسة وحماية نظام يحارب الإسلام، وليس مستبعدا أن يكون رأسه أو بعض رؤوسه على غير دين الشعب.
فكيف يسمى التنصير حرية تدين، والالتزام بأحكام الإسلام تطرفا ؟!!! إن لم يكن في الأمر في سر ؟
ــــــــــــــــ
 (1) انظر مقالنا : التنصير يستغل البطالة في تونس (مجلة المجتمع الكويتية، ونقل عنها عدد من المواقع الالكترونية، ووسائل اعلام أخرى) وهو موجود حاليا على شبكة الانترنت.
(2) مجلة "حقائق" (أسبوعية – تونس) بتاريخ 24 جانفي 2008 م
(3) انظر مقالنا " بابا الفاتيكان يحارب العلم في القرن 21 " مجلة المجتمع الكويتية، العدد 1788) بتاريخ 9- 15 فبراير 2008 م
(4) مجلة حقائق، مصدر سابق
(5) نفس المصدر السابق
(6) نفس المصدر السابق
(7) نفس المصدر السابق
(8) نفس المصدر السابق
تونس الملف رقم(2)

التنصير يستغل البطالة في تونس
تحاول الكنيسة الكاثوليكية منذ عقود عدة اختراق منطقة المغرب العربي، وقد حقق نشاطها التنصيري بعض النجاحات في المغرب والجزائر، إلا أن الأمر ما يزال في بدايته في تونس التي ظلت تحظر دخول منصّرين إليها رغم علمانيتها الشديدة.. وقد استمر هذا الوضع حتى أنهاه الرئيس الحالي "زين العابدين بن علي" في الأعوام الأخيرة، وفتح الأبواب التونسية للمنظمات التنصيرية، رغبةً في الحصول على دعم اقتصادي من الفاتيكان وعدد من الدول الأوروبية، وتلافياً لضغوط دولية تقولإن تونس تمارس قيوداً على حرية الأديان!
يمنع القانون التونسي التنصير ويحظر أعماله، ويعتبر أن الدعوة لاعتناق النصرانية عمل يخالف النظام العام، وقد تمّ أكثر من مرة ترحيل أجانب حاولوا القيام بأنشطة في هذا المجال، وتمت مصادرة وثائق ومواد تنصيرية كانت بحوزتهم؛ من كتب وأشرطة فيديو وكاسيت وأقراص مدمجة.. إلخ.
لكن ذلك لم يمنع المنظمات التنصيرية من التواصل والاستمرار تحت "لافتات" مختلفة، مستغلة وسائل الاتصال الحديثة من "إنترنت" وفضائيات، وأهم من ذلك اعتمادها على "تونسيين" للقيام بالدعوة إلى ما يسمونه "بشارة يسوع".. وتُوجد في المدوّنات ومنابر الحوار على شبكة الإنترنت شهادات لشبان تونسيين يتحدثون عن اعتناقهم النصرانية ويقولون: "إنهم تعرفوا على "يسوع" من خلال أصدقائهم أو أقاربهم، وإن هؤلاء هم مَن قادوهم إلى الكنيسة".
ويتحدث بعض النصارى التونسيين عن قصة شاب تونسي من جهة "المحمدية" (إحدى ضواحي العاصمة) تنصّر والتحق بالكنيسة الكاثوليكية قبل سنوات.. هذا الشاب تمكّن من تنصير "عدد كبير من الشبان" مما بوّأه مكانة خاصة لدى الكنيسة الكاثوليكية في تونس، وسافر إلى إيطاليا فاستقبله أعضاء مرموقون في الفاتيكان!
وهناك روايات أخرى وقصص عدة تشير بوضوح إلى أن مَن يقوم بالتنصير اليوم في تونس هم "تونسيون"، بعضهم تنصّر في أوروبا وعاد إلى بلاده كي "ينشر رسالة يسوع" على حد تعبيره..
وليس مصادفةً أن يتم الاعتمادُ على تونسيين للقيام بالتنصير والدعوة إلى النصرانية، حتى وإن كانوا في بداية طريقهم؛ ذلك أن المسألة مدروسة بدقة ومخطَّط لها بعناية فائقة.

صفقة تنصيرية!:
 في أواخر مارس 2005م، وافقت الحكومة التونسية على إعادة افتتاح كنيسة كاثوليكية على أرضها تحمل اسم "القديس يوسف"، كانت قد خضعت لقرار بالإغلاق صدر عام 1964م؛ بسبب نشاطها التنصيري حينذاك، وتقع في جزيرة "جربة" السياحية، التي يدّعي الفاتيكان أنها "تحمل تراثاً مسيحياً يعود إلى عصور الكنيسة الأولى".. مقابل تعهّد الفاتيكان بزيادة تنظيم الأفواج السياحية من خلال الشركات الدولية العاملة في مجال السياحة والتابعة لاستثمارات دولة الفاتيكان!
ويبدو أن هذا الصفقة قد أعطت ضوءاً أخضر للمنظمات التنصيرية (خاصة الكاثوليكية) لإعادة نشاطها للأراضي التونسية بعد أن كانت قد أوقفت هذا النشاط لعدم جدواه، فقامت سفارة الفاتيكان الموجودة في تونس منذ عقود باسم "الكرسي الرسولي" بمراجعة حسابات التنصير بين الشعب التونسي، حيث يؤكد بيان صادر عن الفاتيكان أنه تم رصد أكثر من 50 مليون دولار كمرحلة أولى لاختراق الأراضي التونسية..
وترتبط سفارة "الكرسي الرسولي" في تونس بالعديد من مؤسّسات التنصير، ومنها "إرسالية تنصير العالم العربي"، و"منظمة العون المسيحي"، و"كنيسة المسيح"، و"منظمة الرؤيا العالمية"، و"فريق الكنيسة للإسكان"، و"صندوق منظمة تير"، و"جمعية بيل جراهام"، و"لجنة مؤتمر لوزان" بسويسرا.. كما قام الفاتيكان برصد ميزانية خاصة ل"منظمة كاريتاس"، و"جمعية برنارد" لتنصير أطفال تونس.

محطة انطلاق :
وتوجد لهذه المؤسسات التنصيرية فروع في مدن تونس المختلفة، بداية من تونس العاصمة، مروراً بالمدن الكبرى مثل: "صفاقس" و"سوسة" و"جابس" و"الحمام" و"حلف الوادي" و"عين دراهم"، وصولاً إلى "كرونة" و"طبرقة" و"قرطاج".. أما محطة انطلاق هذه المنظمات فتقع في جزيرة "جربة" التي تُشتهَر بوجود بعض الكنائس والمعابد اليهودية، وتنظر إليها الكنائس الغربية (الكاثوليكية، والبروتستانتية) نظرة تقديس.
وكان العديد من مواطني الجزيرة قد فوجئوا بعودة مهاجرين تونسيين من أوروبا وقد اعتنقوا النصرانية، ولم يكتفوا بذلك، بل إنهم يسعَوْن لاستغلال ظواهر الفقر والبطالة لجذب مواطنين آخرين لاعتناق النصرانية بدعم من "منظمة إرسالية أوروبا الكبرى" المتخصصة في تنصير المهاجرين!
وما يزيد نشاطَ المنظمات التنصيرية فعاليةً قرارُ الحكومة التونسية منذ سنوات عدة برفع الحظر الذي كانت تفرضه الدولة على التنصير في تونس، وقد أدت الضغوط الدولية دوراً كبيراً في إقناعها بإصدار هذا القرار مقابل دعم اقتصادي، يتمثّل في تشجيع الشركات متعددة الجنسيات على ضخّ استثمارات هائلة في شرايين الاقتصاد التونسي.

دور مشبوه:
مارس إحدى المنظمات التنصيرية الفرنسية دوراً مشبوهاً من خلال إغراء الشباب الراغبين في الهجرة إلى أوروبا بمساعدتهم في الحصول على تأشيرات دخول لبعض دول الاتحاد الأوروبي مقابل اعتناقهم النصرانية، خصوصاً وأن الحصول على هذه التأشيرة أصبح أمراً شديد الصعوبة، بل صار مستحيلاً في الآونة الأخيرة.
وقد أدت الأوضاع الاقتصادية السيئة والتضييق على الحركات الإسلامية في تونس إلى تسهيل مهمة المنظمات التنصيرية، لدرجة أن سفارة الفاتيكان افتتحت مراكز (وإن كانت غير رسمية) لتوزيع معونات وملابس وأغطية باسم "يسوع" على الفقراء والمرضى، وتمويل مشاريع صحية وتعليمية دينية، بهدف التواصل مع المواطنين التونسيين الذين تحفّظوا على هذا الدور المتنامي للمنظمات التنصيرية في البلاد، رغم حالة تجفيف المنابع على الإسلاميين، وتراجع الوعي الديني لملايين التونسيين مدفوعين بموجة التغريب التي يروّج لها النظام منذ فترة طويلة!
ولم يعد غريباً أن ترى في المكتبات أو لدى باعة الصحف في المدن التونسية المختلفة كتباً نصرانية، وأناجيل "متّى" و"مرقص"،وسيراً ذاتية لأحبار الكنيسة الكاثوليكية.. وقد قابل المواطنون التونسيون هذا الأمر باستهجان، وقدموا بلاغات للسلطات؛ غير أنها لم تحرك ساكناً، وكأن الأمر لا يعنيها!

مجلة "حقائق" التونسية (نصف شهرية) ذكرت في عددها الصادر يوم 22يناير2008م أن بعض الشباب وطلبة الجامعات التونسيين اعتنقوا النصرانية، بل ويقومون ب"حملات تنصير في محيطهم"، مضيفةً أن مجموعة منهم أسّست موقعاً على شبكة الإنترنت لهذا الغرض أطلقت عليه اسم (البشارة).
ويتضمن الموقع شهادات لمن يقول: إنهم "تونسيون اعتنقوا النصرانية"، من بينهم فتاة تُدعى "حنان"، وتقول: "أنا من تونس العاصمة.. قبلت المسيح في يونيو 1999م، وأنتمي لكنيسة محلية ناطقة باللهجة التونسية.. المسيح هو كل شيء في حياتي، ولا أتصور حياتي من دونه"!
وكُتب على الصفحة الأولى للموقع: إن "الفصل الخامس من دستور الجمهورية التونسية يضمن حرمة الفرد وحرية المعتقَد، ويحمي حرية القيام بالشعائر الدينية ما لم تُخِل بالأمن العام".. ووضع القائمون على الموقع رقم "هاتف نقّال" بتونس وعنوان بريد إلكتروني لتسهيل الاتصال بهم، كما وضعوا رابطاً إلكترونياً لبرنامج بعنوان "عسلامة" (كلمة تعني "مرحباً" باللهجة التونسية) موضِّحين أنه "أول برنامج تونسي يُقدَّم على القنوات الفضائية النصرانية يُعنى بتقديم تعاليم السيد المسيح كما هي مكتوبة في الإنجيل"، وتبثّه قناة نصرانية تنصيرية اسمها (الحياة).

تنامي الظاهرة :
وحذّرت المجلة في تقرير بعنوان "التبشير بالمسيحية في بلدان المغرب العربي" من تنامي أعداد المتنصّرين من فئة الشباب في دول المغرب العربي (تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا)، مؤكدة أن ظاهرة التنصير بدأت تستشري بين الشباب وتخيّم بظلالها عليه؛ بوضوح أحياناً وفي الخفاء في كثير من الأحيان الأخرى..
وقالت المجلة: "إن هناك العديد من الجمعيات والمنظمات التي تنشط حالياً في أكثر من دولة مغربية لتنصير الشباب من خلال إغداق الأموال الطائلة عليهم، وذلك رغم عدم وجود أرقام محددة حول الذين تحوّلوا من الإسلام إلى النصرانية"..
 ورأت أن "تونس غير مستثناة من هذه الظاهرة رغم غياب الإحصاءات وتضارب المعلومات، حيث هناك قرابة 20 تونسياً بين معلِّمين وباحثين وطلبة وإعلاميين وموظفين، تجدهم عشيةَ السبت وصبيحةَ الأحد بالكنيسة في تونس العاصمة"..
وأضافت: "إن هؤلاء الشبان يترددون علي الكنيسة ليصلّوا إلى المسيح الذي فتح لهم ذراعيه منذ وقت غير بعيد، بعد أن سحرتهم المسيحية فأبعدتهم عن إسلامهم، ليعيشوا أجواء الصلاة علي أنغام الموسيقى الدينية"!
وأوضحت المجلة أن بعض التونسيين الذين تنصّروا لا يجدون أي حرج في الإعلان عن تنصّرهم، وتذكر أسماء البعض منهم، وشهاداتهم مثل الشاب "محمد الفاتح الزرقوني" الموظف بالبريد التونسي الذي قال: إنه اعتنق النصرانية منذ عاميْن!
غير أن السلطات التونسية تنفي بشدة أن يكون هناك تونسيون تنصّروا، وتشير إلى أن "عدد النصارى في تونس يناهز 20 ألفاً كلهم أجانب"، فيما تشير وزارة الشؤون الدينية التونسية إلى أن عدد الكنائس المنتشرة في تونس يصل إلى 11 كنيسة.

كشف القناع!
وفي 25 يناير2008م، نشرت صحيفة "الوطن" التونسية تحقيقاً تطرّق إلى أسباب إقبال فئات من الشباب التونسي على اعتناق النصرانية، موضحاً أن الفضائيات وعشرات المواقع على شبكة الإنترنت تلعب دوراً خطيراً في استقطاب الشبان والفتيات، وتنشيط حركة التنصير في تونس..
وهناك شهادات لعدد من التونسيين تشير إلى أنهم تنصّروا تحت تأثير ما يُبَثُّ في هذه الفضائيات، وهذه الشهادات موجودة على الموقع الإلكتروني لقناة "الحياة" التنصيرية.. (www.lifetv.tv)
يقول "طارق": "كنت أتابع برنامج (كشف القناع) بقناة الحياة الذي أثار العديد من الأسئلة في ذهني بخصوص إيماني المتوارث عن أمور سلَّمت بها من دون تفكير.. للحقيقة أقول: إن كمية التسامح التي ألمسها في المسيحية لم ألمسها في ديانة أخرى"!!
ويقول "نبيل": "حياتي تغيّرت بعد مشاهدتي لبعض القنوات التنويرية التي تحكي الصفات الطيبة التي يتميز بها سيدنا المسيح.. هناك قوة خفية في عقلي وقلبي تدعوني إلى الإيمان بالمسيح تولدت بعد مشاهدتي لبرامجكم"!
ويقول "رجل من تونس": "برنامج (الحياة في كلمة) هو سبب تحوّلي لقبول الإيمان المسيحي"!

أعداد المتنصّرين :
لا تتوفر إحصاءات وأرقام رسمية محددة حول عدد الكنائس، وإجمالي عدد النصارى في تونس (العرب والأجانب)، وكذلك عدد التونسيين الذين اعتنقوا النصرانية، فلا الكنائس الموجودة فيتونس قدّمت أرقاماً حول هذه النقطة، ولا الجهات الحكومية الرسمية أفادت.. غير أن هذا لا يمنعنا من استنتاج بعض الأرقام من مصادر مختلفة، نذكر منها:
 في محاضرة تحت عنوان "عرض لكنيسة تونس: إلى إخوتنا أساقفة الشرق الأوسط" لمطران تونس الأسبق "فؤاد طوال"، جاء ما يلي: "وخلال عدة سنوات، وبسبب تسارع الأحداث السياسية المتتالية، انحسر عدد المسيحيين وهبط من عدة مئات من الألوف إلى عدد ينحصر بين 20 و40 ألفاً، وعدد الكهنة الذي كان يبلغ 150 سنة 1964م، انحدر إلى حوالي الثلاثين سنة 1999م، وكانت تلك الفترة صعبة بالنسبة إلى الذين رأوا رعاياهم تزول وأصدقاءهم يرحلون"!
 قال مطران تونس الحالي "مروان لحام" في تصريح لوكالة الأنباء الإيطالية يوم 18ديسمبر2007م: "إن عدد الكاثوليك في تونس يتراوح بين 20 و22 ألف نسمة موزَّعين على نحو 60 جنسية"، لكنه لم يذكر عدد التونسيين منهم، إلى جانب أن هذا الرقم يخصّ الكاثوليك فقط.
 منذ عام تقريباً، نشرت مجلة "إفريقيا الفتاة" (جين أفريك) الأسبوعية الفرنسية ملفاً بعنوان: "المسيحية في المغرب العربي"، ومن ضمن الأرقام التي وردت في هذا الملف أن عدد التونسيين الذين اعتنقوا المسيحية خلال السنوات الأخيرة بلغ نحو 500 شخص.
 في (تقرير الحريات الدينية لوزارة الخارجية الأمريكية عن عام 2003م) جاء ما يلي: "أما الطائفة المسيحية والتي تتكون من سكان أجانب ومجموعة صغيرة من المواطنين المولودين في البلاد من أصل أوروبي أو عربي، فيبلغ عددها نحو 20 ألف شخص موزَّعين في كل أرجاء البلاد.. ويقول زعماء الكنيسة: إن عدد السكان المسيحيين الذين يمارسون شعائر الدين يبلغ نحو ألف شخص، ويضم حوالي مائتيْن من المواطنين الذين تحوّلوا عن دينهم واعتنقوا المسيحية".. كما جاء في التقرير نفسه هذه المقتطفات.
تدير الكنيسة الكاثوليكية 7 كنائس، و6 مدارس خاصة و6 مراكز ثقافية ومكتبات في كل أنحاء البلاد، بالإضافة إلى مستشفيً في تونس العاصمة.. فإلى جانب إقامة الشعائر الدينية تنظِّم الكنيسة الكاثوليكية وبحرّية نشاطات "ثقافية" وتقوم بأعمال "خيرية" في كل أرجاء البلاد.
تضم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية نحو 100 عضو ممن يمارسون شعائر دينهم، وتشغل كنيسة واحدة في تونس العاصمة، وأخرى في "بنزرت".. كذلك تشغل الكنيسة الإصلاحية الفرنسية كنيسة واحدة في تونس، تضم رعيتها نحو 140 فرداً معظمهم من الأجانب، بينما تملك الكنيسة الأنجليكانية كنيسة في تونس تضم نحو 70 عضواً أجنبياً.. وللكنيسة الأرثوذكسية اليونانية 30 عضواً، وثلاث كنائس في تونس العاصمة ومدينتَيْ "سوسة" و"جربة".
جاء في وثيقة تحمل اسم "الملاحظات الختامية للّجنة الدولية لمكافحة التمييز العنصري على التقارير الدورية التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر لتونس" وفي النقطة 167 ما يلي: (وفي رده على أسئلة وتعليقات أعضاء اللجنة، قال ممثِّل الدولة: إن هناك 5 آلاف تونسي من غير المسلمين بينهم حوالي3 آلاف من اليهود والباقي من المسيحيين)!

ليست هناك تعليقات:

ودفن يوسف ندا، الثلاثاء في بمدينة لوغانو في سويسرا

  أقامت جماعة الإخوان المسلمين مجلس عزاء وتأبين في مدينة إسطنبول التركية لمفوض العلاقات الخارجية السابق للجماعة،   يوسف ندا ، الذي وافته الم...