تسلق العسكري النفر شبه الأمي زين المتسلقين بن على سلم السلطة من أدنى درجاته إلى أعلاها،بأصغريه،لسانه وقضيبه،فوظفهما أحسن توظيف،كراسبوتين وكازانوفا وفالنتينو، ،خصوصا أنه خدم في بيوت الكبار،الذين يملكون السلطة والثروة والنفوذ،ولكن بناتهم لاتملك إلا القبح والدمامة،فكانت نقطة الضعف التي أحسن إستغلالها والثغرة التي نفذ منها إلى فروج الدميمات،ومنها إلى عقول أبائهن،درأ للفضيحة،هذا ماحدث مع بنت الجنرال الكافي
في 7 نوفمبر 1987 رئيس الوزراء المغمور زين العاهرين بن علي يطيح بالرئيس الحبيب بورقيبة؛ولي نعمته في انقلاب نسائي،بتدبير عشيقته الدميمة،سعيدة ساسي،بنت أخت بورقيبة، ويتولى الرئاسة في تونس،وماأن تمكن من تثبيت أركان نظامه،فأنقلب على العشيقة،وأطاح بها كماسبق وأطاح بزوجته الأولى،بنت الجنرال الكافي و التي رفعته من مجرد نفر لرتبة جنرال،وأوقعه حظه العاثر في إمرأة ليل حلاقة جاهلة وعاهرة لعوب كل مؤهلاتها جنسية وبورنوجرافية،بنت بائع متجول للخضر والفواكه،إسمها ليلى الطرابلسي وصعدت على أكتافه من راسبة إبتدائية لحاصلة على درجة دوكتوراه مزيفة بأمر العشيق الذي تحول لزوج·وفي 14يناير 2011 فر كالجرذ المصاب بالطاعون إلى المنفى،تحت ضغط الثوار الأحرار،بدون أسف أوإعتذارعلى هذا الغوار!سالم القطامي(7 نوفمبر)
إرادة الشعوب فوق إرادة الجيوش والعروش،سيفعلها الفقراء وحدهم،ولن يهدأوا قبل القضاء على باراك السادس عشر وسوزي أنطوانيت،فأيا كانت التضحيات فلابد من بذلها للخلاص والإنعتاق!إن الثورات تنسخ وتلغي الدساتير التي يتشدق بإحترامها محمد الغنوشي خيال ظل زين الظالمين بن إيلي،ولقد فهم الشعب الواعي،أنها مناورة لقتل روح الثورة وإطفاء شعلتها،وبث روح الفتنة والتفرقة بين الثوار،ومحاولة للإنبطاح أمام رياح التغيير،،ثم معاودة الإلتفاف والإنقضاض على الثوار لتصفيتهم وعودة الطاغية سواء بشخصه أوإستنساخه بإسم جديد،فياأحرار تونس لاتهادنوا ولاتنخدعوا،وأكنسوا كل فضلات إبن علي،وأعيدوا كتابة دوستوركم مستلهمين مواده من إسلامكم وعروبتكم وتجنبوا العجمة والفرنسة فهم أعداؤكم التاريخيين ومدعمي مستبديكم!الله ونحن معكم،وعلى دربكم سائرين،لتحرير ماتبقى من ولايات الوطن العربي الواحد!سالم القطامي
في 7 نوفمبر 1987 رئيس الوزراء التونسي زين العابدين بن علي يطيح بالرئيس الحبيب بورقيبة في انقلاب أبيض ويتولى الرئاسة في تونسمحمدمزالي··
في 7 نوفمبر 1987 رئيس الوزراء المغمور زين العاهرين بن علي يطيح بالرئيس الحبيب بورقيبة؛ولي نعمته في انقلاب نسائي،بتدبير عشيقته الدميمة،سعيدة ساسي،بنت أخت بورقيبة، ويتولى الرئاسة في تونس،وماأن تمكن من تثبيت أركان نظامه،فأنقلب على العشيقة،وأطاح بها كماسبق وأطاح بزوجته الأولى،بنت الجنرال الكافي و التي رفعته من مجرد نفر لرتبة جنرال،وأوقعه حظه العاثر في إمرأة ليل حلاقة جاهلة وعاهرة لعوب كل مؤهلاتها جنسية وبورنوجرافية،بنت بائع متجول للخضر والفواكه،إسمها ليلى الطرابلسي وصعدت على أكتافه من راسبة إبتدائية لحاصلة على درجة دوكتوراه مزيفة بأمر العشيق الذي تحول لزوج·وفي 14يناير 2011 فر كالجرذ المصاب بالطاعون إلى المنفى،تحت ضغط الثوار الأحرار،بدون أسف أوإعتذارعلى هذا الغوار!سالم القطامي(7 نوفمبر)
ضحية امرأتين
ت
صدرت في القاهرة الطبعة العربية من مذكرات الكاتب والمفكر ورجل الدولة التونسي محمد مزالي، الذي شغل عدة مواقع وزارية، ثم ''وزيراً أول'' أي رئيس وزراء في عهد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، وكان بورقيبة قد رشح مزالي ليكون خليفة له، وكان موضع ثقته، ثم أقصاه فجأة عن كل مواقعه يوم 8 يوليو (تموز) ،1986 واضطر الى أن يغادر بلاده في 3 سبتمبر (أيلول) من نفس العام.
وتكشف المذكرات أن العالم العربي واحد في أنماط السلطة، فبعد أن عاد مزالي من مكتبه وجلس بالمنزل وحيداً يستمع الى نشرة الأخبار، سمع المذيعة تعلن برتابة أن الرئيس قرر إقالته وتعيين رشيد صفر مكانه، فقد أخذ بهذه الطريقة التي تخلو من اللياقة وتمتلئ بالفظاظة وتركه الرئيس يعلم بالأمر من خلال التليفزيون ولم يكلف نفسه إبلاغه به قبلها.
مشهد متكرر
وقد حدث مثل هذا المشهد كثيراً في معظم الدول العربية، خاصة في مصر، ونحن نذكر ما رواه د. محمد حلمي مراد الذي كان وزيراً للتربية والتعليم والتعليم العالي في أواخر الستينات، وذات صباح وهو يتهيأ للتوجه الى مكتبة سمع من الإذاعة أن الرئيس عبدالناصر قبل استقالته وهو التعبير المهذب للعزل أو الإقالة. وحكى د. بطرس غالي في مذكراته أنه علم بخبر تعيينه وزيراً من صحفية في ''الأهرام'' اتصلت تهنئه بعد أن أذيع الخبر في التليفزيون.
المهم أن مزالي فور سماعه النبأ ولأنه ملم بقانون اللعبة اتصل بخلفه ليهنئه ويتمنى له النجاح ويتفق معه على تسليم مهام العمل له، وفي اليوم التالي ذهب الى مكتبه فاستقبله خلفه بتجهم وفظاظة، بينما كان الأمر غير ذلك بالمرة، حين كان مرؤوساً له، وأخذ يتأكد وهو يجمع أوراقه وكتبه أنها شخصية وليست متعلقة بالمكتب.
ثم ذهب مزالي الى الرئيس بورقيبة يشكره، وأخذ يحدثه عن أنه خدم البلاد تحت قيادته لمدة خمسين عاماً، وكان مزالي يريد أن يعرف سبباً للاطاحة المفاجئة به، وكان بورقيبة لطيفاً معه وقال له: ياسي محمد عربت كثيراً التعليم وقلت لك: ''لا تعرب'' وقد أذهله ذلك القول، ولكن الحكومة الجديدة في أول اجتماع لها اتخذت أول قرار وهو أن يبدأ التعليم بالفرنسية من الصف الثالث الابتدائي بدلاً من الصف الرابع، وهو قرار اعتبره مزالي متعجلاً، فلم يكن هناك عدد كاف من المعلمين ليقوموا بذلك، فضلاً عن خطورة ذلك على القومية والوطنية في بلد عربي لغته هي العربية وثقافته عربية إسلامية.
بين امرأتين
لكن قول بورقيبة لم يكن مقنعاً له، ذلك أن سياسة التعريب التي اتبعها كان قد مضى عليها أربع سنوات وتمت بموافقة بورقيبة ولم تجر من خلف ظهره.
ويقضي التعديل الدستوري الذي كان بورقيبة قد وضعه بأن يشغل الوزير الأول موقع رئيس الجمهورية تلقائياً اذا شغر ذلك الموقع بالوفاة أو المرض أو العجز، وعرض ذلك التعديل أي ''وزير أول'' لدسائس الحاشية وانتقامها، وحدث ذلك مع مزالي ومع من سبقه في ذلك الموقع منذ الهادي نويرة، ولكن في حالته هو ازدادت الحرب عليه، لأن الرئيس أعلن أكثر من مرة ثقته به، وكان بورقيبة قد بلغ حداً من الشيخوخة والوهن جعله غير قادر على الالمام بكل شيء، ويضاف الى الحاشية في حالة مزالي امرأتان، لا يجمع بينهما إلا حقد دفين متبادل. لكنهما اجتمعتا في هذه المرة على أمر واحد هو العمل على تنحيه مزالي الذي يقول: لم أكن بالطبع تحت جناح الأولى الملقبة بالماجدة، ولا تحت حماية الثانية المعروفة ببنت الأخت. وبنت الأخت هي سعيدة ساس ابنة أخت بورقيبة وكانت تقيم في القصر الرئاسي ولها تأثير كبير على خالها في اختيار معاونيه، وحتى حينما وقع خلاف بينها وبين الماجدة وسيلة زوجة الرئيس نفسه فإنه أخرج وسيلة من القصر. وقد توفيت سعيدة منذ أشهر عن عمر يناهز الستين.
ويرصد مزالي موقفاً يرى أنه سبب غضب بنت الأخت عليه، ففي 19 يونيو (حزيران) 1986 عقد مؤتمر الحزب الاشتراكي الدستوري وأمام الصحفيين والسفراء وكبار المسؤولين بتونس قال بورقيبة بالحرف ''إن محمد مزالي هو ابني، وأهل لثقتي اليوم وغداً''. ويقول مزالي: هذه الكلمات جددت ''الشراسة التي استقبل بها المتكالبون على الحكم تعييني كخليفة للرئيس''، وكان من المفروض أن يلقي بورقيبة خطاباً في افتتاح المؤتمر، واتفق مزالي مع بورقيبة على الخطوط العريضة للخطاب وقام بكتابته الشاذلي القليبي.
ويحكي مزالي قائلاً: ''ليلة المؤتمر صرخت سعيدة ساس حانقة وقالت: ''ما هذا الخطاب؟ إن الرئيس غاضب، ما هذا الذي قلته عن فلسطين؟ لقد قال لي خالي: ''إن هذه ليست سياسة بورقيبة''، ثم أردفت: ''لماذا أدنت إسرائيل؟'' وأجبت: ''أدنت الاعتداء الاسرائيلي على حمام الشط''، فردت: ''صدقني ياسي محمد ليس لتونس من صديق الا إسرائيل وهي الوحيدة التي يمكن ان تنفعنا، أما الفلسطينيون فلا حاجة لاعطائهم أي قيمة''.. فرد عليها مزالي: ''لكن يا سيدتي لم نفعل غير ترديد موقف بورقيبة من هذه القضية، وموقف الشعب التونسي الذي ساند دائماً نضال الشعب الفلسطيني. صحيح أن الرئيس نادى بسياسة المراحل، أو باستراتيجية عقلانية، لكنه لم يحد أبداً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني''.
فردت عليه: لا.. وقطعت المكالمة، وفي مساء ذلك اليوم دعا الرئيس اثنين من معاونيه وطلب منهما صياغة خطاب آخر، وقد كان هذا السلوك طريقة لاثارة بورقيبة ضدي بدعوى أنني أردت الضغط عليه، وأنني بالغت في توجهاتي العربية. وطوال المذكرات يكرر مزالي أنه أبعد بسبب توجهاته العربية والاسلامية''.
ويرصد مزالي الكثير من مواقف الحاشية وبنت الأخت ضده، وبعض هذه المواقف يكشف غباء وتفاهة الحاشية، مثل السيدة التي أدخلتها بنت الأخت الحاشية ليلتفت اليها بورقيبة ويبعد زوجته ونال زوج تلك السيدة المكافأة بأن عينه في منصب مرموق، وهو ذكر الوقائع بالاسماء كاملة، وهي تكشف فساد الحاشية، وذلك كله متوقع في أي نظام سلطوي وليس في نظام بورقيبة فقط.
ويدرك الرجل مأزق النظام السياسي الذي عمل من خلاله، فهو نظام يقوم على الحاكم الفرد فقط وليس على مؤسسات أو حتى توجهات عامة، ويقول: ''كنت أعلن أن شرعيتي جاءتني من بورقيبة، ومن بورقيبة وحده، وكنت أحدث نفسي بأنه اذا أراد إعفائي من مسؤولياتي لسبب من الاسباب، فلاشك أنه سيفعل ذلك''، ويقول إنه كان يؤمن بضرورة الدخول الى النظام لتغييره من الداخل، ولكن لم يتمكن، وهذا المعنى نسمعه ونقرأه من الكثيرين في كل بلد عربي تقريباً، وهم الذين يسعون الى السلطة بدعوى التغيير من الداخل، فيكون الحال ان يتغيروا هم، أو يخرجوا من السلطة مغضوباً عليهم.
ويرصد مزالي بدقة تحول الناس عنه وعن أسرته حين أبعد عن مناصبه ويتذكر قول الشاعر:
إذا غضبت عليك بنـــوتميم رأيت الناس كلهـــــــا غضابا.
وتكشف المذكرات أن العالم العربي واحد في أنماط السلطة، فبعد أن عاد مزالي من مكتبه وجلس بالمنزل وحيداً يستمع الى نشرة الأخبار، سمع المذيعة تعلن برتابة أن الرئيس قرر إقالته وتعيين رشيد صفر مكانه، فقد أخذ بهذه الطريقة التي تخلو من اللياقة وتمتلئ بالفظاظة وتركه الرئيس يعلم بالأمر من خلال التليفزيون ولم يكلف نفسه إبلاغه به قبلها.
مشهد متكرر
المهم أن مزالي فور سماعه النبأ ولأنه ملم بقانون اللعبة اتصل بخلفه ليهنئه ويتمنى له النجاح ويتفق معه على تسليم مهام العمل له، وفي اليوم التالي ذهب الى مكتبه فاستقبله خلفه بتجهم وفظاظة، بينما كان الأمر غير ذلك بالمرة، حين كان مرؤوساً له، وأخذ يتأكد وهو يجمع أوراقه وكتبه أنها شخصية وليست متعلقة بالمكتب.
ثم ذهب مزالي الى الرئيس بورقيبة يشكره، وأخذ يحدثه عن أنه خدم البلاد تحت قيادته لمدة خمسين عاماً، وكان مزالي يريد أن يعرف سبباً للاطاحة المفاجئة به، وكان بورقيبة لطيفاً معه وقال له: ياسي محمد عربت كثيراً التعليم وقلت لك: ''لا تعرب'' وقد أذهله ذلك القول، ولكن الحكومة الجديدة في أول اجتماع لها اتخذت أول قرار وهو أن يبدأ التعليم بالفرنسية من الصف الثالث الابتدائي بدلاً من الصف الرابع، وهو قرار اعتبره مزالي متعجلاً، فلم يكن هناك عدد كاف من المعلمين ليقوموا بذلك، فضلاً عن خطورة ذلك على القومية والوطنية في بلد عربي لغته هي العربية وثقافته عربية إسلامية.
بين امرأتين
لكن قول بورقيبة لم يكن مقنعاً له، ذلك أن سياسة التعريب التي اتبعها كان قد مضى عليها أربع سنوات وتمت بموافقة بورقيبة ولم تجر من خلف ظهره.
ويقضي التعديل الدستوري الذي كان بورقيبة قد وضعه بأن يشغل الوزير الأول موقع رئيس الجمهورية تلقائياً اذا شغر ذلك الموقع بالوفاة أو المرض أو العجز، وعرض ذلك التعديل أي ''وزير أول'' لدسائس الحاشية وانتقامها، وحدث ذلك مع مزالي ومع من سبقه في ذلك الموقع منذ الهادي نويرة، ولكن في حالته هو ازدادت الحرب عليه، لأن الرئيس أعلن أكثر من مرة ثقته به، وكان بورقيبة قد بلغ حداً من الشيخوخة والوهن جعله غير قادر على الالمام بكل شيء، ويضاف الى الحاشية في حالة مزالي امرأتان، لا يجمع بينهما إلا حقد دفين متبادل. لكنهما اجتمعتا في هذه المرة على أمر واحد هو العمل على تنحيه مزالي الذي يقول: لم أكن بالطبع تحت جناح الأولى الملقبة بالماجدة، ولا تحت حماية الثانية المعروفة ببنت الأخت. وبنت الأخت هي سعيدة ساس ابنة أخت بورقيبة وكانت تقيم في القصر الرئاسي ولها تأثير كبير على خالها في اختيار معاونيه، وحتى حينما وقع خلاف بينها وبين الماجدة وسيلة زوجة الرئيس نفسه فإنه أخرج وسيلة من القصر. وقد توفيت سعيدة منذ أشهر عن عمر يناهز الستين.
ويرصد مزالي موقفاً يرى أنه سبب غضب بنت الأخت عليه، ففي 19 يونيو (حزيران) 1986 عقد مؤتمر الحزب الاشتراكي الدستوري وأمام الصحفيين والسفراء وكبار المسؤولين بتونس قال بورقيبة بالحرف ''إن محمد مزالي هو ابني، وأهل لثقتي اليوم وغداً''. ويقول مزالي: هذه الكلمات جددت ''الشراسة التي استقبل بها المتكالبون على الحكم تعييني كخليفة للرئيس''، وكان من المفروض أن يلقي بورقيبة خطاباً في افتتاح المؤتمر، واتفق مزالي مع بورقيبة على الخطوط العريضة للخطاب وقام بكتابته الشاذلي القليبي.
ويحكي مزالي قائلاً: ''ليلة المؤتمر صرخت سعيدة ساس حانقة وقالت: ''ما هذا الخطاب؟ إن الرئيس غاضب، ما هذا الذي قلته عن فلسطين؟ لقد قال لي خالي: ''إن هذه ليست سياسة بورقيبة''، ثم أردفت: ''لماذا أدنت إسرائيل؟'' وأجبت: ''أدنت الاعتداء الاسرائيلي على حمام الشط''، فردت: ''صدقني ياسي محمد ليس لتونس من صديق الا إسرائيل وهي الوحيدة التي يمكن ان تنفعنا، أما الفلسطينيون فلا حاجة لاعطائهم أي قيمة''.. فرد عليها مزالي: ''لكن يا سيدتي لم نفعل غير ترديد موقف بورقيبة من هذه القضية، وموقف الشعب التونسي الذي ساند دائماً نضال الشعب الفلسطيني. صحيح أن الرئيس نادى بسياسة المراحل، أو باستراتيجية عقلانية، لكنه لم يحد أبداً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني''.
فردت عليه: لا.. وقطعت المكالمة، وفي مساء ذلك اليوم دعا الرئيس اثنين من معاونيه وطلب منهما صياغة خطاب آخر، وقد كان هذا السلوك طريقة لاثارة بورقيبة ضدي بدعوى أنني أردت الضغط عليه، وأنني بالغت في توجهاتي العربية. وطوال المذكرات يكرر مزالي أنه أبعد بسبب توجهاته العربية والاسلامية''.
ويرصد مزالي الكثير من مواقف الحاشية وبنت الأخت ضده، وبعض هذه المواقف يكشف غباء وتفاهة الحاشية، مثل السيدة التي أدخلتها بنت الأخت الحاشية ليلتفت اليها بورقيبة ويبعد زوجته ونال زوج تلك السيدة المكافأة بأن عينه في منصب مرموق، وهو ذكر الوقائع بالاسماء كاملة، وهي تكشف فساد الحاشية، وذلك كله متوقع في أي نظام سلطوي وليس في نظام بورقيبة فقط.
ويدرك الرجل مأزق النظام السياسي الذي عمل من خلاله، فهو نظام يقوم على الحاكم الفرد فقط وليس على مؤسسات أو حتى توجهات عامة، ويقول: ''كنت أعلن أن شرعيتي جاءتني من بورقيبة، ومن بورقيبة وحده، وكنت أحدث نفسي بأنه اذا أراد إعفائي من مسؤولياتي لسبب من الاسباب، فلاشك أنه سيفعل ذلك''، ويقول إنه كان يؤمن بضرورة الدخول الى النظام لتغييره من الداخل، ولكن لم يتمكن، وهذا المعنى نسمعه ونقرأه من الكثيرين في كل بلد عربي تقريباً، وهم الذين يسعون الى السلطة بدعوى التغيير من الداخل، فيكون الحال ان يتغيروا هم، أو يخرجوا من السلطة مغضوباً عليهم.
ويرصد مزالي بدقة تحول الناس عنه وعن أسرته حين أبعد عن مناصبه ويتذكر قول الشاعر:
إذا غضبت عليك بنـــوتميم رأيت الناس كلهـــــــا غضابا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق