الأزمة في طريقها للحل خلال ساعات .. وزارة الإعلام تشترط على القنوات الإسلامية استخدام الموسيقى وإذاعة الأفلام والمسرحيات كشرط لإعادة البث
علمت المصريون من مصادر عليمة بتطورات الأحداث التي أعقبت إيقاف بث قناة الناس وقناة الخليجية وقناتين أخريين أن الأزمة تتجه إلى الحل خلال يومين على أبعد تقدير بعد مفاوضات أجراها أصحاب تلك القنوات مع هيئة الاستثمار ، وكان وزير الإعلام أنس الفقي قد رفض مقابلة أصحاب تلك القنوات لعرض وجهة نظرهم والبحث في الشروط التي تطلبها الوزارة لإعادة إشارة البث إليها ، وطلب منهم مكتب الوزير التوجه إلى هيئة الاستثمار لتوقيع إقرارات تلتزم بها تلك القنوات وإلا تم غلقها من جديد وبدون إنذار .
وعلمت المصريون أن قرار غلق القنوات كان قد حدد يوم الخميس لبدء قطع الإشارة إلا أن جهات في ادارة النايل سات كانت متعجلة للتنفيذ فقامت بقطع إشارة البث منذ يوم الثلاثاء أي قبل موعد تنفيذ القرار بيومين كاملين وهو ما يلقي بظلال من الشك حول أهداف هذا التحرش العنيف بالقنوات الإسلامية .
وقد توجه أصحاب القنوات إلى هيئة الاستثمار بالفعل وعقدت لقاءات كان آخرها ليلة أمس السبت والتي عرضت فيها هيئة الاستثمار شروط إعادة بث القنوات وكانت بعض الشروط لا يمكن تصديقها من غرابتها والتعنت الشديد فيها ، وكانت لائحة الشروط التي طلبت هيئة الاستثمار كتابتها بخط اليد وتوقيعها من قبل أصحاب القنوات كالتالي :
عدم التعرض للمذهب الشيعي وتم التشديد على هذه النقطة تحديدا .
منع التعرض للمسيحية .
ومنع المواد التي تثير الفتنة وتنشر التشدد ، بدون تعريف محدد للتشدد أو الفتنة .
وإيجاد برامج منوعات
عدم ظهور مذيعين ملتحين في تلك القنوات .
عدم الحديث عن الأزهر أو باسم الأزهر من قريب أو بعيد .
لا تتعدى مساحة البرامج الإسلامية في القناة أكثر من 50% من خريطة القناة .
أن لا تكون هناك برامج للفتوى الشرعية مهما كان ضيف البرنامج .
تخصيص مساحة كافية لإذاعة أفلام أو أغنيات أو مسرحيات .
إشراك عناصر نسائية صوتا وصورة في الخريطة البرامجية الجديدة .
استخدام المؤثرات الصوتية الموسيقية في تترات البرامج والفواصل .
وقف أي برامج تتناول الطب البديل .
وقد اعترض أصحاب القنوات على بعض هذه الشروط واعتبروها تحكما غير عادل ، وخاصة مسألة إذاعة أفلام أو مسرحيات أو استخدام الموسيقى أو العنصر النسائي .
وكانت إدارة النايل سات تعتمد في شروطها على أن الترخيص المعطى لتلك القنوات هو ترخيص بقناة اجتماعية وليس دينية ، حيث يحظر القانون الترخيص بقنوات دينية ، وهو ما لا تستطيع النايل سات استخدامه صراحة لأن نصف قنوات القمر المصري تقريبا هي من هذه النوعية من القنوات .
واتفقت ادارة النايل سات مع ادارة نور سات على منع إعطاء هذه القنوات ترددات جديدة على قمرها نور سات إذا حاولت الانتقال إلى هناك .
وكانت الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" أغلقت يوم الثلاثاء الماضي في خطوة مفاجئة الفضائيات الأربع، بعد أيام قليلة من القرار بإغلاق قناة "البدر" إثر قرار وزير الإعلام أنس الفقي مراجعة القنوات التلفزيونية للتأكد من عدم مخالفتها شروط البث، والتزامها بشروط التعاقد معها.
لكن مسئولي عن "نايل سات" رهنوا التراجع عن قرار الإغلاق المؤقت باستجابة إدارة تلك القنوات على شروط للسماح لها باستئناف البث. وبالفعل دخلت إدارة القنوات في مفاوضات مع الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات"، وانتهت إلى موافقة الأخيرة على استئناف البث شريطة، عدم مخالفة ميثاق الشرف الإعلامي وإلا سيتم إغلاق القنوات بشكل نهائي، وهو ما تعهد ممثلو القنوات الأربع بالوفاء به.
وتخشى القنوات الإسلامية أن تكون تشديد الشركة المصرية على ضرورة بالالتزام بميثاق الشرف الصحفي مجرد تكئة للتحرش بها خلال المرحلة القادمة، لاسيما وأن قرار إغلاقها جاء بعد أن مارست الكنيسة وجهات غربية الضغوط لتضييق الخناق علي هذه القنوات التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية بين المصريين.
وجاء ذلك إثر تطرق تلك الفضائيات إلى قضايا ذات صلة بالكنيسة على خلفية استمرار احتجاز كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس بالكنيسة منذ أواخر يوليو الماضي، عقب توجهها إلى الأزهر لإشهار إسلامها، وفي أعقاب تصريحات الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس الذي وصف المسلمين بأنهم "ضيوف" على الأقباط "أصل البلد"، فضلا عن مزاعمه بتعرض القرآن الكريم للتحريف.
على صعيد آخر دشن عدد من الناشطين حملة على موقع الفيس بوك في صيغة نداء إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يناشدونه إطلاق قمر صناعي إسلامي يتيح الفرصة للقنوات الإسلامية لنشر الفضيلة والعقيدة السليمة ، وقد استقطبت المجموعة الجديدة ثلاثة آلاف مشارك في أيامها الأولىالدولار الطائفي وحكايات الهنود الخضر ..!!
من أخطر آفات« الدولار »في دنيا الناس ، أن تدفع ملياراته : بعض أصحابها إلى أن يفقدوا رشدهم ، ويلتحفوا بحماقاتهم؛فينزلون أنفسهم من الناس منازل تستند إلى : أصول من حجم استثماراتهم ،وأرصدتهم البنكية ، وعدد الشركات والموظفين، وحجم النفوذ والتسهيلات داخل دهاليز دولة الفساد !، لا إلى أصول من قيمهم وأخلاقهم أو أرصدتهم الثقافية أو الفكرية أو العلمية المتدوالة ؛وكذلك ينزله الطامعون المهرولون المنبطحون من أنفسهم : منزلة تسنتد إلى القيمة النقدية التي يمتكلها، لا إلى القيمة الفكرية والثقافية والعلمية التي ـ على الأغلب ـ لا يمتلكها ؛ فإذا نطق هذا «المليادير » ، نطق حماقة صريحة وهو لايبالي ،لماذا ؟ ! ؛ لأن حماقته مشفوعة ـ عند نفسه ـ بعبارة ضمنية : « حماقة كلماتي تبددها حكمة ممتلكاتي !!» ، وعند «شلة المنتفعين والطامعين» ـ بعبارة ضمنية أخري : « حماقة كلماته تبددها حكمة عطاياه وهباته !!» ؛ خاصة إذا شملت الممتلكات : «الميكروفون » وحامله ومحموله ،وملحقاته التكنولوجية والبشرية ..!!، ومع الاستمرار والتكرار؛ يصدّق «المسكين » نفسه ،وبالطبع لن يعدم من يزعم ـ تزلّفا ـ من شلة «المطبّلين » أنه يصدّقه ؛بل ومعجب بإخلاصه وحكمته وبُـعد نظره وعبقريته.. !إلى حد استضافته كل شهر مرة ـ تقريبا ـ في قنواته و قنوات الدولة الرسمية وغير الرسمية ؛ فيهين ـ بالصوت والصورة ـ الرموز الثقافية والقكرية والقضائية : يسب الدين مرة ، ويتوعد أحد منتقديه بأمه مرة ، ويمنح الدكتوراة ـ ومعها رضاه ـ لصعلوك مرة ، ويحجبها عن عالم وفقيه جليل مرة ، ويهدد ـ في حال لوكان رئيسا للجمهورية ـ أن «يجيب» أحد أفراد حماس من قفاه!! وأن يرسل للسودان طائراته للانتقام ممن حاولو اغتيال الرئيس !!!...وهكذا يهين ـ من خلال أبواقه وأبواق الدولة ـ الوجدان الجمعي لمن أنابوا الدولة عنهم لحماية مصالحهم وثقافتهم ووجدانهم ورموزهم ..!!
نعم قد تدعم المليارات في صاحبها طبيعة النفس التجارية التي منّ الله عليها بها ، وقد تخلف عقلا يبدع موازنة أو ميزاينة ، أما أن تصنع المليارات ـ بمجرد امتلاكها ـ من صاحبها : نفساإصلاحية ! ، أو عقلا حكيما! ، أو فكرا مثقفا !،أو زعيما سياسيا ، أو عالما متبحرا ، أو أن تمنحه ـ أو يمنح صاحبها نفسه ـ حق منح الجوائزوالشهادات لمن لا يستحقونها !!وحجبها عن علماء أجلاء !، أو حق تحديد مستوي الجرعة المناسبة من التدين أوالاعتدال أو السخرية من المظهر الإسلامي ، أوالاستخفاف بالمادة الثانية من الدستور ؛ لا شك أن من يعتقد في ذلك يدخل نفسه في دهاليز الحماقة التي أعيت من يداويها ..! وأن من يعتقد أن ملياراته تمنحه هذه المنزلة أو القدرة ؛ فقد أنزل نفسه منزلة يتعرف الحكماء على العظما ء بها ، كمايتعرفون على الكبير بالصغير أو الأمير بالخفير أو أمثال الدكتور العوا بأمثال من حجب عنه لقب مفكر أو دكتور ...!!.
وقد تدفع المليارات : « الملياردير » إلى الاهتمام بالأحداث الجارية فى بيئة أعماله الخارجية بكافة مجالاتها؛ فهذا مما تلزمه به مقتضيات الكفاءة والفعالية التخطيطية والاستثمارية و الإدارية فى تحقيق أهدافه؛ وما يلزم معه أيضا أن يكون متابعا جيدا للأحداث والفعاليات والبرامج الحوارية بمختلف القنوات ، ولا بأس أن يعبر عن وجهة نظره في شئون بلاده في برنامج حواري هنا أوهناك ، أوأن يدشن منظومته الإعلامية الخاصة به ، فيعلن بها وجهة نظره ، فيتفق أو يختلف وفق الآداب المتعارف عليها ، ودون أن يتخطى حدود الذوق والأدب والاحترام فى التعاطى مع المعتقدات والقيم والمظاهر الاجتماعية للأغلبية الساحقة من الجماهير.
أما أن ينصب نفسه مسئولا أو زعيما سياسيا أو مرشدا ؛ و يطلق لسانه فيما يلزمه الخلق القويم والذوق بحبسه ، ويعلن أن الهدف من إنشاء منظومته الإعلامية هو مكافحة المد الدينى، والذى يعرف الجميع أن المقصود به هو المد الإسلامى، وأن يبشرنا أحد حواري السيد الملياردير : بأن هذه المنظومة الإعلامية : سوف تكافح شيوخ الزوايا المقامة في «الجراجات» !بأفلام «أنجلينا جولي» ! أومقالات «نادين البريك»! أو«الفتاة اللهلوبة» مقدمة البرامج الشبابية!! ويسخر من كون الشباب سيفتقدون لمن يعلمهم الدخول إلى دورة المياه!!! وكأنه ليس هناك منتجاب لصبغة الله ـ عند هؤلاء الجهلة ـ إلا شيوخ الزوايا المقامة «بالجراجات» ،أو كيفية دخول دورة المياه! أوكأن مكافحة التطرف المزعوم ـ ويعلم الله أنهم لهم المتطرفون ـ لا تكون إلا بالتحلل وليس باللجوء إلى الأئمة العدول والعلماء الثقات ووسطية الإسلام....وعلي مايبدو فإن المستهدف ليس هو الإسلام فحسب ولكن كل قيمة أخلاقية إنسانية .!!
وجميل أن يكون الملياردير مصريا وأن يدلي برأيه ـ باعتباره مواطنا مصريا ـ حول كل شئون الوطن ، وحول الدستور المصرى، أما أن يعلن رفضه لاعتبار مبادئ الإسلام مصدرا للتشريع، ومطالبته بعلمنة الدستور فى دولة إسلامية وهو غير مسلم ويحمل الجنسية الأمريكية ، وتصريحه أكثر من مرة بمخالفة كل من قال بصلاحية مبادئ الشريعة كمصدر للتشريع، فإننا نكون أمام نوع من الاستفزاز والتحدى والتجاوز بل والجراءة التي تتناسب مع الوسام الفرنسي برتبة فارس ..!!
جميل أيضان أن يدلى السيد الملياردير, أو أحد حوارييه من جماعة الليبراليين الجدد أو المنتفعين الجدد برأيه فى شأن من الشؤون المصرية باعتباره مواطنا مصريا، أما أن يتخذ هو أو أحد حوارييه من الكتاب والمفكرين أو المقدمين والمقدمات : من الجنسية المصرية ذريعة ؛ يتذرعون بها لتجريف هوية المصريين وحضارتهم وثقافتهم، وكأنهم يريدون تحويل المصرية إلى معول هدم للإسلام ومظاهره القيمية والاجتماعية، بعد أن كانت ومازالت مصر والمصريون قلعة من قلاع الإسلام ـ بل والمسيحية ـ وحصنا من حصونه، فإننا بهذا نكون بصدد مؤامرة أيديولوجية طائفية تتجاوز مسألة الوطن والمواطنة إلى جريمة احتيال تهدف إلى حمل المصريين على الانسلاخ من دينهم وهويتهم .
إنه لامانع لدينا أن نفتخر كما يفتخرون، وأن نتغنى كما تتغنى جماعة الليبراليين الجدد! أو المنتفعين الجدد! بالأعمال الاستثمارية وكذلك الخيرية التي بشرنا بها السيد الملياردير المؤمن والمخلص !! ، ولامانع أيضا أن نتغني كما يتغنون بكرم من يعملون في خدمة الاقتصاد المصرية ـإذا كانت الخدمة حقيقية وجادة ـ أو يعملون لمكافحة البطالة إذا كانت المكافحة جادة وصادقة النوايا !.
ولكن لدينا ألف مانع ومانع أن يكون ثمن المال والاسثمار بالمليارات أوالأعمال الخيرية ـ التي نُبشّر بها ليل نهار ـ أو مكافحة البطالة هو : أن نتخلي عن ديننا أو قيمنا أو تراثنا أو أن يكون المال والأعمال الاستثمارية والخيرية هي بمثابة رشوة اجتماعية أو نفسية تستغل معاناة الناس ، وتغريهم بالرفاهية الاقتصادية ـ على طريقة مايحدث بالضفة الغربية ـ مقابل التنكر لتاريخنا والتغاضي عن حضارتنا أو عن ديننا ..!!
ليس من المعقول أو المقبول أو المستساغ : لأنه « ملياردير » ولد لأم مصرية وأب مصري وعلى أرض مصرية ، ليس من المقبول ـ تحت زريعة : أنه مصرى، ومواطن مصرى، ويخدم الاقتصاد المصرى، وناجح داخليا وخارجياـ أن يقول لا للمادة الثانية في الدستور أولا أو أن ينصب نفسه متحدثا باسم الإسلام، أو أن يسمح لنفسه أن يعلمنا ديننا!!؛ فيبين لنا ما هو حد الاعتدال وما هو حد التطرف،ومن هو الدكتور والمفكر ومن هو صاحب الروح الجميلة أو الكريهة ، ومتى نتوقف، ومتى نسير، وما هى حدود الجرعة المطلوبة من الالتزام، وما هو مدى المد الدينى المسموح به أو غير المسموح، فهذا ليس من شأنه من قريب أو من بعيد ، لأنه ببساطة فاقد الشيء لا يعطيه ، خاصة إذا كان هذا «الملياردير» تفضحه نزعته الطائفية و يحمل الجنسية الأمريكية وصديقا حميما لدحلان الذي هو بدوره صديقا لدايتون وماأدراك مادحلان ؟ وما أدراك ما دايتون ؟ثم ماأدراك بمن يصادقهم ؟ أوليس المرء على دين صديقه !!؟ .
إن المليارات إذا ما تلبست أربابها حالة من مجافاة الرشادة فأنزلو أنفسهم منزلة قدرتهم على شراء الأشياء والناس ؛ لاشك أنها تكون خطرا على الاجتماع والسياسية والاقتصاد ، أماإذا ما تلبست أربابها ـ مع ما سبق ـ االروح الطائفية والنزعة الاستقطابية والمقاصد السياسية المشبوهة ، فانطلقوا يتداولون على هدي من مشروع ثقافي تغريبي علماني وبرنامج معد سلفا ؛يهدف إلى تجريف الهوية وبعثرة الثقافة ، وإضاعة الدين فإن «المليارات» مع هكذا «مليارديرات» تكون أشد خطرا وأعظم أثرا ..... ونحن وإذاكنا الآن نبكى هواننا الثقافي والحضاري ، وغربتنا عن مقاصد ديننا ، وحال مصرنا، فى ظل تبعية، وطغيان، وتخلف، وفساد غير مسبوق فى رحاب مصر التي كانت ، فمن المتوقع أن نبكى على هذا الحال الذي نبكيه اليوم ، فى حال تمكنت تلك المليارات الطائفية ذات النزعة التجريفية ، من هويتنا وحضارتنا وثقافتنا ومصيرنا ؛ ساعتها قد نسلي أنفسنا ،في نهار رمضان! ـ إذا بقي لنا رمضان ـ وغير رمضان ، بحكايات عن : «الهنود الحمر»!!ربما تصحو غدا ولاتجد صحيفة (المصريون) موجودة أمامك علي شبكة الانترنت..بل ربما لاتجد صفحتك الخاصة علي الفيس بوك..بل أزيدك هما وغما عندما أقول لك أنه ربما أيضا لن تجد قناتك الفضائية المفضلة أو المذيع الذي تحب أن تتابعه علي الشاشة..فسوف يختفي هذا المذيع وتلك الشاشة.
هوه فيه ايه..هذا هو السؤال الذي أصبح حديث ملايين المصريين..بعد أن كشرت السلطة عن أنيابها وقررت بدون مواربة أو تزويق أن (تجيب م الآخر) وتخنق وتغلق وتشرد ماتريد من فضائيات وصحف..مثلما جري من ايقاف برنامج القاهرة اليوم وجلوس مذيعه الشهير عمرو أديب في بيته وأعقبه اعفاء ابراهيم عيسي من تقديم برنامجه علي قناة (أون تو في) ثم ماجري من مذبحة لجريدة الدستور علي يد رئيس (أكبر) حزب مصري معارض..وما أعقبه من ايقاف بث أربع قنوات فضائية وكذلك ايقاف خدمة بث الرسائل الاخبارية علي الموبايل..وماسبق ذلك من اتصالات جرت برؤساء تحرير صحف خاصة لوقف نشر مقالات بعينها وكتاب تم تحديدهم بالاسم ومنعهم عن الكتابة.
لايزال في جعبة السلطة الكثير..ولا أظن أن الأسابيع القليلة القادمة سوف تمر دون أن تزيد السلطة من تضييق الخناق أكثر وأكثر علي كافة وسائل الإعلام الخاص والمستقل..هنا يجب التنبيه الي أن الدولة لم تعد كيانا واحدا أو فردا واحدا يمكن أن نشير اليه ونتهمه بأنه وراء كل مايجري..فما كان يحدث في الماضي وتحديدا خلال الخمسينيات والستينيات وحتي السبعينيات لايمكن تطبيقه علي مايجري الآن..بعد أن ضعفت قبضة الدولة بشكل ملحوظ مما أدي معه الي ظهور قوي أخري فاعلة علي مسرح حياتنا السياسية..تلك القوي التي أصبح لها توجهاتها وأجندتها الخاصة التي ربما تعارضت مع أجندة الدولة الرسمية.
لعل أبرز تلك القوي التي ظهرت خلال العقدين الأخيرين هي (رجال الأعمال) ومايشكلونه من نفوذ وسطوة وكذلك أصبح (الخارج) ضاغطا ومؤثرا وكذلك (الكنيسة)..وبعد أن أصبحت كافت ملفاتنا السياسية في أيدي الأمن..فقد تحول بدوره الي أن يكون اللاعب الأول الآن في حياتنا السياسية ويتخذ الكثير من القرارات وفق رؤية أمنية ضيقة.
لكل ماسبق فإننا نتوقع مزيدا من تقليل هامش الحريات الضيق أصلا وأعتقد أن جناحا بعينه ومايملكه من نفوذ داخل السلطة والحزب الوطني..وهو مقبل علي اجراء انتخابات مجلس الشعب التي ستجري بعد شهر..أصبح هذا الجناح حريصا علي اخلاء الساحة أمامه -وأمام تزويره- من أية منغصات تعكر صفو ما استقروا عليه وخططوا له..خاصة أن تجربة الانتخابات البرلمانية السابقة التي جرت عام 2005 لاتزال ماثلة في الأذهان عندما لعب الاعلام الخاص والمستقل دورا كبيرا في فضح جرائم التزوير وكشفها للرأي العام المصري والعالمي..مما كشف كثيرا من عورات الحزب الحاكم ونظامه ..وقد قرر هذا الجناح في السلطة تقييد الاعلام بمساعدة من رجال الأعمال الذين تربطهم مصالحهم بهذا الجناح.عندما أراد الأستاذ أحمد أنيس رئيس مجلس إدارة "نايل سات" أن يبرر سبب إغلاق قناة الناس لم يكتف بأن يعرض سببا واحدا مفهوما ومحددا للإغلاق ، لأنه فيما يبدو لم يجد سببا من هذه النوعية ، فحاول أن يجمع لها جميع موبقات إعلام الدنيا ، الحض على الكراهية ونشر الخرافات وتعريض حياة المواطنين للخطر بالإعلان عن سلع غير مرخصة طبيا وأشياء من هذا القبيل ، رغم أن كل ما يتحدث عنه موجود في قنوات أخرى بصورة أسهل للتلبس لو أراد ، ولكن لأن قناة "الناس" تحديدا كانت مقصودة بالتنكيل فإنه قال ما قال وارتدى بدلة الزعيم عبد الناصر وراح يتكلم باسم الوطن والمواطنين وأنه لن يسمح بكذا وكذا ، وهي محض محاولة لستر فضيحة اتخاذ قرار مثل هذا لا يبرره أي شيء .
قناة الناس أثارت غيظ كثيرين في الإعلام الرسمي وفي الإعلام الخاص أيضا ، كما أنها أحرجت المؤسسة الدينية الرسمية وملحقاتها ، لأنها نجحت نجاحا لافتا ومثيرا خلال سنوات قليلة رغم أنها من الناحية الفنية والمهنية تعاني قصورا واضحا ، لكن رسالتها الاجتماعية والدينية والثقافية أنست الناس أي ملاحظات فنية ، فدخلت بيوت ملايين المواطنين بسهولة ويسر ، وأصبح هناك إقبال كبير ملحوظ عليها ، وحظيت بنسبة مشاهدة أعلى بكثير من قنوات رسمية أو قنوات خاصة ينفق عليها بسخاء ، ونجحت في أن تحوذ مساحات إعلانية مهمة ، كما أنها قدمت ألوانا من الخطاب الديني الذي ينطلق من أرضية سلفية لكنها متمازجة مع روح العصر وقضاياه بأفق سمح وانضباط علمي صارم .
مشكلة قناة الناس الأساسية أنها كسرت احتكار السلطة للدين والدنيا معا ، فقد عاش إعلام "الريادة" الذي دشنه صفوت الشريف سنوات طويلة وهو يحتكر الحديث باسم الدين ، مثلما احتكر الحديث في السياسة ، ولا يظهر في شاشات التليفزيون إلا نفر قليل من مشايخ رسميين باعتماد مباشر وصريح من الجهات الأمنية والرسمية ، وبشرط أن يكون ولاؤه التام للسلطة ، وأن يقول ما يطلب منه بدون زيادة أو نقصان حافظا لكل الخطوط الحمراء ، وبذلك تهم تهميش الآلاف من العلماء والدعاة ، حتى من داخل الأزهر نفسه ، فباستثناء عدد لا يتجاوز أصابع اليدين من علماء الأزهر المرضي عنهم رسميا تم تهميش المئات من علمائه الأفذاذ ممن لا يعرفون إلا قول الحق والصدع به ، إضافة إلى علماء ودعاة كثيرين بعيدين عن المؤسسة الرسمية وشهد لهم القاصي والداني بالعلم والفضل ، فلما ظهرت القنوات الدينية ، وفي مقدمتها قناة الناس فوجئ الملايين بأن الأزهر الشريف ليس هو حفنة الأشخاص الذين يقدمهم تليفزيون الريادة ، وإنما هناك العشرات من علماء الأزهر المهمشين يفيضون علما وأدبا على الناس من خلال دروسهم ولقاءاتهم عبر شاشة قناة الناس ، وكذلك تواصل الناس مع دعاة مرموقين من أمثال الشيخ الحويني والشيخ محمد حسان وغيرهم من العلماء والدعاة الذين دخلوا قلوب الملايين ببساطتهم وقدراتهم العلمية واللغوية العالية ، وبدأ الناس يزهدون في علماء وخطباء تليفزيون الريادة ، الذي حاول أن يطور نفسه ويحاكي في بعض برامجه تلك الطفرة الإعلامية التي أحدثتها قناة الناس وأخواتها فعجز ، فتفرغ لشتيمة القناة والتحريض عليها منذ عامين ، كما كان يفعل محمود سعد في البيت بيته ، قبل أن يستسلم هو نفسه ويشارك في قناة دينية لصديقه الشيخ خالد الجندي ويتولى رئاستها أيضا ، هذه هي جريمة قناة الناس الحقيقية التي تثير عليها حنق أحمد أنيس ورجاله ، ويتحرشون بها على مدار الشهور الماضية .
إذا كان دفاع قناة الناس عن الإسلام والمسلمين حضا على الكراهية فهناك عشرات القنوات الأخرى تفعل الأمر نفسه فهل ستغلقونها ، إذا كانت الناس جرؤت على مناقشة بعض فصول الأزمة الطائفية الأخيرة فإن قنوات رسمية وخاصة معروفة بالاسم فعلت الأمر نفسه فلماذا لم تغلقوها ، بيد أن الناس عالجت المسألة باتزان شديد وحرص ومعرفة الحدود والفواصل جيدا دفاعا عن وحدة الوطن ، وإذا كانت الإعلانات التجارية عليها ملاحظات فإن قنوات الحياة ودريم وغيرها تنشر إعلانات مشابهة وإن كانت بصيغة فنية مطورة ولم يتعرض لها أحد .
ألا يشعر أحمد أنيس بالعار وهو يترك قنوات تبث الأشرطة الإباحية عبر النايل سات ، والقنوات التي تسب أصحاب النبي وتحقر من تاريخ الإسلام ثم يفرغ نفسه ورجاله من أجل مطاردة قنوات الفضيلة . الدكتور العوا يروى تاريخ الفتح الإسلامى لمصر على الجزيرة مباشر :
بدأت قناة الجزيرة مباشر بث سلسلة محاضرات للدكتور / محمد سليم العوا تتناول علاقة المسلمين والمسيحيين في مصر وتاريخ الفتح الإسلامي في مصر وكيفية تحول مصر إلى دولة إسلامية ، وتأتي هذه المحاضرات في ظل الجدل المثار حالياً في مصر حول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين . والتى أثيرت عقب تصريحات سكرتير المجمع المقدس النبا بيشوى بأن مصر ملك للأقباط وأن المسلمين ضيوفا عليها .. وتأتى المحاضرات محاولة لشرح تاريخ مصر والتأكيد على أن مصر دولة تجمع بين الديانتين .. وقد أوضح مدير قناة الجزيرة مباشر أيمن جاب الله أن المحاضرات ستبث الأثنين من كل أسبوع الساعة التاسعة والنصف مساء بتوقيت القاهرة .. وأن قناة الجزيرة مباشر حريصة على رأب أصداء الفتنة الطائفية وترحب ببث كل مادة إعلامية فى هذا السياق
علمت المصريون من مصادر عليمة بتطورات الأحداث التي أعقبت إيقاف بث قناة الناس وقناة الخليجية وقناتين أخريين أن الأزمة تتجه إلى الحل خلال يومين على أبعد تقدير بعد مفاوضات أجراها أصحاب تلك القنوات مع هيئة الاستثمار ، وكان وزير الإعلام أنس الفقي قد رفض مقابلة أصحاب تلك القنوات لعرض وجهة نظرهم والبحث في الشروط التي تطلبها الوزارة لإعادة إشارة البث إليها ، وطلب منهم مكتب الوزير التوجه إلى هيئة الاستثمار لتوقيع إقرارات تلتزم بها تلك القنوات وإلا تم غلقها من جديد وبدون إنذار .
وعلمت المصريون أن قرار غلق القنوات كان قد حدد يوم الخميس لبدء قطع الإشارة إلا أن جهات في ادارة النايل سات كانت متعجلة للتنفيذ فقامت بقطع إشارة البث منذ يوم الثلاثاء أي قبل موعد تنفيذ القرار بيومين كاملين وهو ما يلقي بظلال من الشك حول أهداف هذا التحرش العنيف بالقنوات الإسلامية .
وقد توجه أصحاب القنوات إلى هيئة الاستثمار بالفعل وعقدت لقاءات كان آخرها ليلة أمس السبت والتي عرضت فيها هيئة الاستثمار شروط إعادة بث القنوات وكانت بعض الشروط لا يمكن تصديقها من غرابتها والتعنت الشديد فيها ، وكانت لائحة الشروط التي طلبت هيئة الاستثمار كتابتها بخط اليد وتوقيعها من قبل أصحاب القنوات كالتالي :
عدم التعرض للمذهب الشيعي وتم التشديد على هذه النقطة تحديدا .
منع التعرض للمسيحية .
ومنع المواد التي تثير الفتنة وتنشر التشدد ، بدون تعريف محدد للتشدد أو الفتنة .
وإيجاد برامج منوعات
عدم ظهور مذيعين ملتحين في تلك القنوات .
عدم الحديث عن الأزهر أو باسم الأزهر من قريب أو بعيد .
لا تتعدى مساحة البرامج الإسلامية في القناة أكثر من 50% من خريطة القناة .
أن لا تكون هناك برامج للفتوى الشرعية مهما كان ضيف البرنامج .
تخصيص مساحة كافية لإذاعة أفلام أو أغنيات أو مسرحيات .
إشراك عناصر نسائية صوتا وصورة في الخريطة البرامجية الجديدة .
استخدام المؤثرات الصوتية الموسيقية في تترات البرامج والفواصل .
وقف أي برامج تتناول الطب البديل .
وقد اعترض أصحاب القنوات على بعض هذه الشروط واعتبروها تحكما غير عادل ، وخاصة مسألة إذاعة أفلام أو مسرحيات أو استخدام الموسيقى أو العنصر النسائي .
وكانت إدارة النايل سات تعتمد في شروطها على أن الترخيص المعطى لتلك القنوات هو ترخيص بقناة اجتماعية وليس دينية ، حيث يحظر القانون الترخيص بقنوات دينية ، وهو ما لا تستطيع النايل سات استخدامه صراحة لأن نصف قنوات القمر المصري تقريبا هي من هذه النوعية من القنوات .
واتفقت ادارة النايل سات مع ادارة نور سات على منع إعطاء هذه القنوات ترددات جديدة على قمرها نور سات إذا حاولت الانتقال إلى هناك .
وكانت الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" أغلقت يوم الثلاثاء الماضي في خطوة مفاجئة الفضائيات الأربع، بعد أيام قليلة من القرار بإغلاق قناة "البدر" إثر قرار وزير الإعلام أنس الفقي مراجعة القنوات التلفزيونية للتأكد من عدم مخالفتها شروط البث، والتزامها بشروط التعاقد معها.
لكن مسئولي عن "نايل سات" رهنوا التراجع عن قرار الإغلاق المؤقت باستجابة إدارة تلك القنوات على شروط للسماح لها باستئناف البث. وبالفعل دخلت إدارة القنوات في مفاوضات مع الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات"، وانتهت إلى موافقة الأخيرة على استئناف البث شريطة، عدم مخالفة ميثاق الشرف الإعلامي وإلا سيتم إغلاق القنوات بشكل نهائي، وهو ما تعهد ممثلو القنوات الأربع بالوفاء به.
وتخشى القنوات الإسلامية أن تكون تشديد الشركة المصرية على ضرورة بالالتزام بميثاق الشرف الصحفي مجرد تكئة للتحرش بها خلال المرحلة القادمة، لاسيما وأن قرار إغلاقها جاء بعد أن مارست الكنيسة وجهات غربية الضغوط لتضييق الخناق علي هذه القنوات التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية بين المصريين.
وجاء ذلك إثر تطرق تلك الفضائيات إلى قضايا ذات صلة بالكنيسة على خلفية استمرار احتجاز كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس بالكنيسة منذ أواخر يوليو الماضي، عقب توجهها إلى الأزهر لإشهار إسلامها، وفي أعقاب تصريحات الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس الذي وصف المسلمين بأنهم "ضيوف" على الأقباط "أصل البلد"، فضلا عن مزاعمه بتعرض القرآن الكريم للتحريف.
على صعيد آخر دشن عدد من الناشطين حملة على موقع الفيس بوك في صيغة نداء إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يناشدونه إطلاق قمر صناعي إسلامي يتيح الفرصة للقنوات الإسلامية لنشر الفضيلة والعقيدة السليمة ، وقد استقطبت المجموعة الجديدة ثلاثة آلاف مشارك في أيامها الأولىالدولار الطائفي وحكايات الهنود الخضر ..!!
من أخطر آفات« الدولار »في دنيا الناس ، أن تدفع ملياراته : بعض أصحابها إلى أن يفقدوا رشدهم ، ويلتحفوا بحماقاتهم؛فينزلون أنفسهم من الناس منازل تستند إلى : أصول من حجم استثماراتهم ،وأرصدتهم البنكية ، وعدد الشركات والموظفين، وحجم النفوذ والتسهيلات داخل دهاليز دولة الفساد !، لا إلى أصول من قيمهم وأخلاقهم أو أرصدتهم الثقافية أو الفكرية أو العلمية المتدوالة ؛وكذلك ينزله الطامعون المهرولون المنبطحون من أنفسهم : منزلة تسنتد إلى القيمة النقدية التي يمتكلها، لا إلى القيمة الفكرية والثقافية والعلمية التي ـ على الأغلب ـ لا يمتلكها ؛ فإذا نطق هذا «المليادير » ، نطق حماقة صريحة وهو لايبالي ،لماذا ؟ ! ؛ لأن حماقته مشفوعة ـ عند نفسه ـ بعبارة ضمنية : « حماقة كلماتي تبددها حكمة ممتلكاتي !!» ، وعند «شلة المنتفعين والطامعين» ـ بعبارة ضمنية أخري : « حماقة كلماته تبددها حكمة عطاياه وهباته !!» ؛ خاصة إذا شملت الممتلكات : «الميكروفون » وحامله ومحموله ،وملحقاته التكنولوجية والبشرية ..!!، ومع الاستمرار والتكرار؛ يصدّق «المسكين » نفسه ،وبالطبع لن يعدم من يزعم ـ تزلّفا ـ من شلة «المطبّلين » أنه يصدّقه ؛بل ومعجب بإخلاصه وحكمته وبُـعد نظره وعبقريته.. !إلى حد استضافته كل شهر مرة ـ تقريبا ـ في قنواته و قنوات الدولة الرسمية وغير الرسمية ؛ فيهين ـ بالصوت والصورة ـ الرموز الثقافية والقكرية والقضائية : يسب الدين مرة ، ويتوعد أحد منتقديه بأمه مرة ، ويمنح الدكتوراة ـ ومعها رضاه ـ لصعلوك مرة ، ويحجبها عن عالم وفقيه جليل مرة ، ويهدد ـ في حال لوكان رئيسا للجمهورية ـ أن «يجيب» أحد أفراد حماس من قفاه!! وأن يرسل للسودان طائراته للانتقام ممن حاولو اغتيال الرئيس !!!...وهكذا يهين ـ من خلال أبواقه وأبواق الدولة ـ الوجدان الجمعي لمن أنابوا الدولة عنهم لحماية مصالحهم وثقافتهم ووجدانهم ورموزهم ..!!
نعم قد تدعم المليارات في صاحبها طبيعة النفس التجارية التي منّ الله عليها بها ، وقد تخلف عقلا يبدع موازنة أو ميزاينة ، أما أن تصنع المليارات ـ بمجرد امتلاكها ـ من صاحبها : نفساإصلاحية ! ، أو عقلا حكيما! ، أو فكرا مثقفا !،أو زعيما سياسيا ، أو عالما متبحرا ، أو أن تمنحه ـ أو يمنح صاحبها نفسه ـ حق منح الجوائزوالشهادات لمن لا يستحقونها !!وحجبها عن علماء أجلاء !، أو حق تحديد مستوي الجرعة المناسبة من التدين أوالاعتدال أو السخرية من المظهر الإسلامي ، أوالاستخفاف بالمادة الثانية من الدستور ؛ لا شك أن من يعتقد في ذلك يدخل نفسه في دهاليز الحماقة التي أعيت من يداويها ..! وأن من يعتقد أن ملياراته تمنحه هذه المنزلة أو القدرة ؛ فقد أنزل نفسه منزلة يتعرف الحكماء على العظما ء بها ، كمايتعرفون على الكبير بالصغير أو الأمير بالخفير أو أمثال الدكتور العوا بأمثال من حجب عنه لقب مفكر أو دكتور ...!!.
وقد تدفع المليارات : « الملياردير » إلى الاهتمام بالأحداث الجارية فى بيئة أعماله الخارجية بكافة مجالاتها؛ فهذا مما تلزمه به مقتضيات الكفاءة والفعالية التخطيطية والاستثمارية و الإدارية فى تحقيق أهدافه؛ وما يلزم معه أيضا أن يكون متابعا جيدا للأحداث والفعاليات والبرامج الحوارية بمختلف القنوات ، ولا بأس أن يعبر عن وجهة نظره في شئون بلاده في برنامج حواري هنا أوهناك ، أوأن يدشن منظومته الإعلامية الخاصة به ، فيعلن بها وجهة نظره ، فيتفق أو يختلف وفق الآداب المتعارف عليها ، ودون أن يتخطى حدود الذوق والأدب والاحترام فى التعاطى مع المعتقدات والقيم والمظاهر الاجتماعية للأغلبية الساحقة من الجماهير.
أما أن ينصب نفسه مسئولا أو زعيما سياسيا أو مرشدا ؛ و يطلق لسانه فيما يلزمه الخلق القويم والذوق بحبسه ، ويعلن أن الهدف من إنشاء منظومته الإعلامية هو مكافحة المد الدينى، والذى يعرف الجميع أن المقصود به هو المد الإسلامى، وأن يبشرنا أحد حواري السيد الملياردير : بأن هذه المنظومة الإعلامية : سوف تكافح شيوخ الزوايا المقامة في «الجراجات» !بأفلام «أنجلينا جولي» ! أومقالات «نادين البريك»! أو«الفتاة اللهلوبة» مقدمة البرامج الشبابية!! ويسخر من كون الشباب سيفتقدون لمن يعلمهم الدخول إلى دورة المياه!!! وكأنه ليس هناك منتجاب لصبغة الله ـ عند هؤلاء الجهلة ـ إلا شيوخ الزوايا المقامة «بالجراجات» ،أو كيفية دخول دورة المياه! أوكأن مكافحة التطرف المزعوم ـ ويعلم الله أنهم لهم المتطرفون ـ لا تكون إلا بالتحلل وليس باللجوء إلى الأئمة العدول والعلماء الثقات ووسطية الإسلام....وعلي مايبدو فإن المستهدف ليس هو الإسلام فحسب ولكن كل قيمة أخلاقية إنسانية .!!
وجميل أن يكون الملياردير مصريا وأن يدلي برأيه ـ باعتباره مواطنا مصريا ـ حول كل شئون الوطن ، وحول الدستور المصرى، أما أن يعلن رفضه لاعتبار مبادئ الإسلام مصدرا للتشريع، ومطالبته بعلمنة الدستور فى دولة إسلامية وهو غير مسلم ويحمل الجنسية الأمريكية ، وتصريحه أكثر من مرة بمخالفة كل من قال بصلاحية مبادئ الشريعة كمصدر للتشريع، فإننا نكون أمام نوع من الاستفزاز والتحدى والتجاوز بل والجراءة التي تتناسب مع الوسام الفرنسي برتبة فارس ..!!
جميل أيضان أن يدلى السيد الملياردير, أو أحد حوارييه من جماعة الليبراليين الجدد أو المنتفعين الجدد برأيه فى شأن من الشؤون المصرية باعتباره مواطنا مصريا، أما أن يتخذ هو أو أحد حوارييه من الكتاب والمفكرين أو المقدمين والمقدمات : من الجنسية المصرية ذريعة ؛ يتذرعون بها لتجريف هوية المصريين وحضارتهم وثقافتهم، وكأنهم يريدون تحويل المصرية إلى معول هدم للإسلام ومظاهره القيمية والاجتماعية، بعد أن كانت ومازالت مصر والمصريون قلعة من قلاع الإسلام ـ بل والمسيحية ـ وحصنا من حصونه، فإننا بهذا نكون بصدد مؤامرة أيديولوجية طائفية تتجاوز مسألة الوطن والمواطنة إلى جريمة احتيال تهدف إلى حمل المصريين على الانسلاخ من دينهم وهويتهم .
إنه لامانع لدينا أن نفتخر كما يفتخرون، وأن نتغنى كما تتغنى جماعة الليبراليين الجدد! أو المنتفعين الجدد! بالأعمال الاستثمارية وكذلك الخيرية التي بشرنا بها السيد الملياردير المؤمن والمخلص !! ، ولامانع أيضا أن نتغني كما يتغنون بكرم من يعملون في خدمة الاقتصاد المصرية ـإذا كانت الخدمة حقيقية وجادة ـ أو يعملون لمكافحة البطالة إذا كانت المكافحة جادة وصادقة النوايا !.
ولكن لدينا ألف مانع ومانع أن يكون ثمن المال والاسثمار بالمليارات أوالأعمال الخيرية ـ التي نُبشّر بها ليل نهار ـ أو مكافحة البطالة هو : أن نتخلي عن ديننا أو قيمنا أو تراثنا أو أن يكون المال والأعمال الاستثمارية والخيرية هي بمثابة رشوة اجتماعية أو نفسية تستغل معاناة الناس ، وتغريهم بالرفاهية الاقتصادية ـ على طريقة مايحدث بالضفة الغربية ـ مقابل التنكر لتاريخنا والتغاضي عن حضارتنا أو عن ديننا ..!!
ليس من المعقول أو المقبول أو المستساغ : لأنه « ملياردير » ولد لأم مصرية وأب مصري وعلى أرض مصرية ، ليس من المقبول ـ تحت زريعة : أنه مصرى، ومواطن مصرى، ويخدم الاقتصاد المصرى، وناجح داخليا وخارجياـ أن يقول لا للمادة الثانية في الدستور أولا أو أن ينصب نفسه متحدثا باسم الإسلام، أو أن يسمح لنفسه أن يعلمنا ديننا!!؛ فيبين لنا ما هو حد الاعتدال وما هو حد التطرف،ومن هو الدكتور والمفكر ومن هو صاحب الروح الجميلة أو الكريهة ، ومتى نتوقف، ومتى نسير، وما هى حدود الجرعة المطلوبة من الالتزام، وما هو مدى المد الدينى المسموح به أو غير المسموح، فهذا ليس من شأنه من قريب أو من بعيد ، لأنه ببساطة فاقد الشيء لا يعطيه ، خاصة إذا كان هذا «الملياردير» تفضحه نزعته الطائفية و يحمل الجنسية الأمريكية وصديقا حميما لدحلان الذي هو بدوره صديقا لدايتون وماأدراك مادحلان ؟ وما أدراك ما دايتون ؟ثم ماأدراك بمن يصادقهم ؟ أوليس المرء على دين صديقه !!؟ .
إن المليارات إذا ما تلبست أربابها حالة من مجافاة الرشادة فأنزلو أنفسهم منزلة قدرتهم على شراء الأشياء والناس ؛ لاشك أنها تكون خطرا على الاجتماع والسياسية والاقتصاد ، أماإذا ما تلبست أربابها ـ مع ما سبق ـ االروح الطائفية والنزعة الاستقطابية والمقاصد السياسية المشبوهة ، فانطلقوا يتداولون على هدي من مشروع ثقافي تغريبي علماني وبرنامج معد سلفا ؛يهدف إلى تجريف الهوية وبعثرة الثقافة ، وإضاعة الدين فإن «المليارات» مع هكذا «مليارديرات» تكون أشد خطرا وأعظم أثرا ..... ونحن وإذاكنا الآن نبكى هواننا الثقافي والحضاري ، وغربتنا عن مقاصد ديننا ، وحال مصرنا، فى ظل تبعية، وطغيان، وتخلف، وفساد غير مسبوق فى رحاب مصر التي كانت ، فمن المتوقع أن نبكى على هذا الحال الذي نبكيه اليوم ، فى حال تمكنت تلك المليارات الطائفية ذات النزعة التجريفية ، من هويتنا وحضارتنا وثقافتنا ومصيرنا ؛ ساعتها قد نسلي أنفسنا ،في نهار رمضان! ـ إذا بقي لنا رمضان ـ وغير رمضان ، بحكايات عن : «الهنود الحمر»!!ربما تصحو غدا ولاتجد صحيفة (المصريون) موجودة أمامك علي شبكة الانترنت..بل ربما لاتجد صفحتك الخاصة علي الفيس بوك..بل أزيدك هما وغما عندما أقول لك أنه ربما أيضا لن تجد قناتك الفضائية المفضلة أو المذيع الذي تحب أن تتابعه علي الشاشة..فسوف يختفي هذا المذيع وتلك الشاشة.
هوه فيه ايه..هذا هو السؤال الذي أصبح حديث ملايين المصريين..بعد أن كشرت السلطة عن أنيابها وقررت بدون مواربة أو تزويق أن (تجيب م الآخر) وتخنق وتغلق وتشرد ماتريد من فضائيات وصحف..مثلما جري من ايقاف برنامج القاهرة اليوم وجلوس مذيعه الشهير عمرو أديب في بيته وأعقبه اعفاء ابراهيم عيسي من تقديم برنامجه علي قناة (أون تو في) ثم ماجري من مذبحة لجريدة الدستور علي يد رئيس (أكبر) حزب مصري معارض..وما أعقبه من ايقاف بث أربع قنوات فضائية وكذلك ايقاف خدمة بث الرسائل الاخبارية علي الموبايل..وماسبق ذلك من اتصالات جرت برؤساء تحرير صحف خاصة لوقف نشر مقالات بعينها وكتاب تم تحديدهم بالاسم ومنعهم عن الكتابة.
لايزال في جعبة السلطة الكثير..ولا أظن أن الأسابيع القليلة القادمة سوف تمر دون أن تزيد السلطة من تضييق الخناق أكثر وأكثر علي كافة وسائل الإعلام الخاص والمستقل..هنا يجب التنبيه الي أن الدولة لم تعد كيانا واحدا أو فردا واحدا يمكن أن نشير اليه ونتهمه بأنه وراء كل مايجري..فما كان يحدث في الماضي وتحديدا خلال الخمسينيات والستينيات وحتي السبعينيات لايمكن تطبيقه علي مايجري الآن..بعد أن ضعفت قبضة الدولة بشكل ملحوظ مما أدي معه الي ظهور قوي أخري فاعلة علي مسرح حياتنا السياسية..تلك القوي التي أصبح لها توجهاتها وأجندتها الخاصة التي ربما تعارضت مع أجندة الدولة الرسمية.
لعل أبرز تلك القوي التي ظهرت خلال العقدين الأخيرين هي (رجال الأعمال) ومايشكلونه من نفوذ وسطوة وكذلك أصبح (الخارج) ضاغطا ومؤثرا وكذلك (الكنيسة)..وبعد أن أصبحت كافت ملفاتنا السياسية في أيدي الأمن..فقد تحول بدوره الي أن يكون اللاعب الأول الآن في حياتنا السياسية ويتخذ الكثير من القرارات وفق رؤية أمنية ضيقة.
لكل ماسبق فإننا نتوقع مزيدا من تقليل هامش الحريات الضيق أصلا وأعتقد أن جناحا بعينه ومايملكه من نفوذ داخل السلطة والحزب الوطني..وهو مقبل علي اجراء انتخابات مجلس الشعب التي ستجري بعد شهر..أصبح هذا الجناح حريصا علي اخلاء الساحة أمامه -وأمام تزويره- من أية منغصات تعكر صفو ما استقروا عليه وخططوا له..خاصة أن تجربة الانتخابات البرلمانية السابقة التي جرت عام 2005 لاتزال ماثلة في الأذهان عندما لعب الاعلام الخاص والمستقل دورا كبيرا في فضح جرائم التزوير وكشفها للرأي العام المصري والعالمي..مما كشف كثيرا من عورات الحزب الحاكم ونظامه ..وقد قرر هذا الجناح في السلطة تقييد الاعلام بمساعدة من رجال الأعمال الذين تربطهم مصالحهم بهذا الجناح.عندما أراد الأستاذ أحمد أنيس رئيس مجلس إدارة "نايل سات" أن يبرر سبب إغلاق قناة الناس لم يكتف بأن يعرض سببا واحدا مفهوما ومحددا للإغلاق ، لأنه فيما يبدو لم يجد سببا من هذه النوعية ، فحاول أن يجمع لها جميع موبقات إعلام الدنيا ، الحض على الكراهية ونشر الخرافات وتعريض حياة المواطنين للخطر بالإعلان عن سلع غير مرخصة طبيا وأشياء من هذا القبيل ، رغم أن كل ما يتحدث عنه موجود في قنوات أخرى بصورة أسهل للتلبس لو أراد ، ولكن لأن قناة "الناس" تحديدا كانت مقصودة بالتنكيل فإنه قال ما قال وارتدى بدلة الزعيم عبد الناصر وراح يتكلم باسم الوطن والمواطنين وأنه لن يسمح بكذا وكذا ، وهي محض محاولة لستر فضيحة اتخاذ قرار مثل هذا لا يبرره أي شيء .
قناة الناس أثارت غيظ كثيرين في الإعلام الرسمي وفي الإعلام الخاص أيضا ، كما أنها أحرجت المؤسسة الدينية الرسمية وملحقاتها ، لأنها نجحت نجاحا لافتا ومثيرا خلال سنوات قليلة رغم أنها من الناحية الفنية والمهنية تعاني قصورا واضحا ، لكن رسالتها الاجتماعية والدينية والثقافية أنست الناس أي ملاحظات فنية ، فدخلت بيوت ملايين المواطنين بسهولة ويسر ، وأصبح هناك إقبال كبير ملحوظ عليها ، وحظيت بنسبة مشاهدة أعلى بكثير من قنوات رسمية أو قنوات خاصة ينفق عليها بسخاء ، ونجحت في أن تحوذ مساحات إعلانية مهمة ، كما أنها قدمت ألوانا من الخطاب الديني الذي ينطلق من أرضية سلفية لكنها متمازجة مع روح العصر وقضاياه بأفق سمح وانضباط علمي صارم .
مشكلة قناة الناس الأساسية أنها كسرت احتكار السلطة للدين والدنيا معا ، فقد عاش إعلام "الريادة" الذي دشنه صفوت الشريف سنوات طويلة وهو يحتكر الحديث باسم الدين ، مثلما احتكر الحديث في السياسة ، ولا يظهر في شاشات التليفزيون إلا نفر قليل من مشايخ رسميين باعتماد مباشر وصريح من الجهات الأمنية والرسمية ، وبشرط أن يكون ولاؤه التام للسلطة ، وأن يقول ما يطلب منه بدون زيادة أو نقصان حافظا لكل الخطوط الحمراء ، وبذلك تهم تهميش الآلاف من العلماء والدعاة ، حتى من داخل الأزهر نفسه ، فباستثناء عدد لا يتجاوز أصابع اليدين من علماء الأزهر المرضي عنهم رسميا تم تهميش المئات من علمائه الأفذاذ ممن لا يعرفون إلا قول الحق والصدع به ، إضافة إلى علماء ودعاة كثيرين بعيدين عن المؤسسة الرسمية وشهد لهم القاصي والداني بالعلم والفضل ، فلما ظهرت القنوات الدينية ، وفي مقدمتها قناة الناس فوجئ الملايين بأن الأزهر الشريف ليس هو حفنة الأشخاص الذين يقدمهم تليفزيون الريادة ، وإنما هناك العشرات من علماء الأزهر المهمشين يفيضون علما وأدبا على الناس من خلال دروسهم ولقاءاتهم عبر شاشة قناة الناس ، وكذلك تواصل الناس مع دعاة مرموقين من أمثال الشيخ الحويني والشيخ محمد حسان وغيرهم من العلماء والدعاة الذين دخلوا قلوب الملايين ببساطتهم وقدراتهم العلمية واللغوية العالية ، وبدأ الناس يزهدون في علماء وخطباء تليفزيون الريادة ، الذي حاول أن يطور نفسه ويحاكي في بعض برامجه تلك الطفرة الإعلامية التي أحدثتها قناة الناس وأخواتها فعجز ، فتفرغ لشتيمة القناة والتحريض عليها منذ عامين ، كما كان يفعل محمود سعد في البيت بيته ، قبل أن يستسلم هو نفسه ويشارك في قناة دينية لصديقه الشيخ خالد الجندي ويتولى رئاستها أيضا ، هذه هي جريمة قناة الناس الحقيقية التي تثير عليها حنق أحمد أنيس ورجاله ، ويتحرشون بها على مدار الشهور الماضية .
إذا كان دفاع قناة الناس عن الإسلام والمسلمين حضا على الكراهية فهناك عشرات القنوات الأخرى تفعل الأمر نفسه فهل ستغلقونها ، إذا كانت الناس جرؤت على مناقشة بعض فصول الأزمة الطائفية الأخيرة فإن قنوات رسمية وخاصة معروفة بالاسم فعلت الأمر نفسه فلماذا لم تغلقوها ، بيد أن الناس عالجت المسألة باتزان شديد وحرص ومعرفة الحدود والفواصل جيدا دفاعا عن وحدة الوطن ، وإذا كانت الإعلانات التجارية عليها ملاحظات فإن قنوات الحياة ودريم وغيرها تنشر إعلانات مشابهة وإن كانت بصيغة فنية مطورة ولم يتعرض لها أحد .
ألا يشعر أحمد أنيس بالعار وهو يترك قنوات تبث الأشرطة الإباحية عبر النايل سات ، والقنوات التي تسب أصحاب النبي وتحقر من تاريخ الإسلام ثم يفرغ نفسه ورجاله من أجل مطاردة قنوات الفضيلة . الدكتور العوا يروى تاريخ الفتح الإسلامى لمصر على الجزيرة مباشر :
بدأت قناة الجزيرة مباشر بث سلسلة محاضرات للدكتور / محمد سليم العوا تتناول علاقة المسلمين والمسيحيين في مصر وتاريخ الفتح الإسلامي في مصر وكيفية تحول مصر إلى دولة إسلامية ، وتأتي هذه المحاضرات في ظل الجدل المثار حالياً في مصر حول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين . والتى أثيرت عقب تصريحات سكرتير المجمع المقدس النبا بيشوى بأن مصر ملك للأقباط وأن المسلمين ضيوفا عليها .. وتأتى المحاضرات محاولة لشرح تاريخ مصر والتأكيد على أن مصر دولة تجمع بين الديانتين .. وقد أوضح مدير قناة الجزيرة مباشر أيمن جاب الله أن المحاضرات ستبث الأثنين من كل أسبوع الساعة التاسعة والنصف مساء بتوقيت القاهرة .. وأن قناة الجزيرة مباشر حريصة على رأب أصداء الفتنة الطائفية وترحب ببث كل مادة إعلامية فى هذا السياق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق