السبت، أبريل 24، 2010

ياأهلا بالمعارك يامجد من يشارك،كفانا تأجيل للفاصلة،قتلنا الخوف،الحرب حتمية قدرية ولها ضرورات إجتماعية وديموجرافية وضرورات إقتصادية،وقديما قال جدي القطامي الأكبر،رحمه الله،تربى العضلات برفع الأثقال،وبإجهادها،فلما الخوف إذن من الحرب؟سالم القطامي

مهمة حرب. ياأهلا بالمعارك يامجد من يشارك،كفانا تأجيل للفاصلة،قتلنا الخوف،الحرب حتمية قدرية ولها ضرورات إجتماعية وديموجرافية وضرورات إقتصادية،وقديما قال جدي القطامي الأكبر،رحمه الله،تربى العضلات برفع الأثقال،وبإجهادها،فلما الخوف إذن من الحرب؟سالم القطامي. لا سلام
المعادلات الاستراتيجية تتغير بطريقة استفزازية في منطقتنا العربية، ففي الماضي كانت اسرائيل تهدد بالحروب اذا تعرضت لقصف صاروخي، من هذه الجهة او تلك، الآن باتت التهديدات لسورية باعادتها الى العصر الحجري لمجرد نقلها صواريخ الى 'حزب الله' اللبناني.
والاغرب من ذلك كله ان الولايات المتحدة الامريكية، الدولة الاعظم في العالم، باتت تؤيد اسرائيل في هذا الموقف 'الترهيبي'، وتستعد لاعطاء الضوء الاخضر لها لشن عدوان جديد يستهدف سورية ولبنان معا.
دعم سورية لحزب الله ليس وليد الساعة، كما انه ليس اكتشافا يستحق كل هذه الضجة وكأنه 'اكتشاف أرخميدس'، فالغالبــــية الساحقــــة من اسلـــحة 'حزب الله' وصواريخه القادمة من ايران خصوصا كانت تمر عبر البوابة السورية، والتحالف الثلاثي السوري ـ الايراني وحزب الله لم يعد سرا، وجرى تتويجه باللقاء الذي انعقد في دمشق قبل شهر بحضور زعمائه الثلاثة.
الجديد هو التحرش الامريكي ـ الاسرائيلي بسورية، والبحث عن ذرائع للهجوم على الاخيرة، او الضغط عليها، وبشكل ذي طابع ارهابي تخويفي، للتخلي عن حلفائها في ايران ولبنان، والدخول في عملية تفاوضية وفق الشروط الاسرائيلية.
بالامس واشنطن قالت في بيان رسمي ان سورية تزّود حزب الله بمجموعة واسعة من الصواريخ، وان احتمال تزويدها للحزب بصواريخ من نوع 'سكود' ما زال موضع دراسة.
هذه هي المرة الاولى التي نسمع فيها ان امتلاك صواريخ 'سكود' بات خرقا لكل الخطوط الحمراء، ويبعث على القلق في واشنطن وتل ابيب، وكأن هذه الصواريخ ستغير موازين القوى العسكرية في المنطقة، وتنهي التفوق الاستراتيجي الاسرائيلي في هذا المضمار.
نفهم مثل هذا القلق المفتعل لو ان سورية زوّدت حزب الله برؤوس نووية، او 'قنابل قذرة'، ولكن ما يصعب علينا فهمه هو ان هذه الضجة المفتعلة هي بسبب صواريخ لم يثبت عمليا ان سورية زوّدت حزب الله بها حتى الآن، وان هذه الصواريخ قديمة ولا تشكل اي خطر وجودي على الدولة الاسرائيلية. فقد اطلق الرئيس الراحل صدام حسين 43 صاروخا منها اثناء حرب الكويت عام 1991 ولم تحدث اي اضرار مادية او بشرية حقيقية.
' ' '
سورية ليست محاطة بدول اسكندنافية، او تحدها سويسرا في الجنوب والنمسا في الشمال، وانما ابتلاها الاستعمار الغربي بجار عدواني صلف، والحال نفسه يقال ايضا عن لبنان والدول العربية الاخرى. فاسرائيل هي مصدر العدوان الازلي على سورية ولبنان، وهي التي اغارت على الاراضي السورية اكثر من مرة تحت اعذار وحجج واهية مثل ضرب المفاعل النووي المزعوم، وهي ايضا التي غزت لبنان اكثر من مرة آخرها في تموز (يوليو) عام 2006.
من الواضح ان الولايات المتحدة في عهد ادارة الرئيس اوباما تريد 'من اسرائيل ان تعيد سورية الى العصر الحجري' مثلما هدد رئيس وزرائها، دون ان تكون لديها اي وسيلة، ولو كانت بدائية، للدفاع عن نفسها.
نشعر بالمرارة ونحن نرى سورية تواجه هذه الحملة الارهابية الامريكية ـ الاسرائيلية وحدها، ودون اي تعاطف ولو شفهي من اشقائها العرب. لم نقرأ او نسمع عن برقية تضامن واحدة من مصر او المملكة العربية السعودية او السودان او حتى ليبيا، والأكثر من ذلك ان السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية فضّل الذهاب الى الصومال للبحث عن مخرج لحربها الاهلية، وكيف نتوقع منه ذلك وهو الحريص على عدم إغضاب حلفاء امريكا في المنطقة، واحجم حتى عن زيارة المحاصرين المجوّعين في قطاع غزة بسبب ذلك.
وصول السناتور جورج ميتشل مبعوث السلام الامريكي الى الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتصاعد الحديث عن صفقة امريكية بإحياء المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، مقابل التشدد مع سورية وحزب الله، يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا، لأن هذه الزيارة التي تأتي في ظل استمرار عمليات الاستيطان في القدس، وعدم اجابة نتنياهو على الاسئلة الامريكية الاحد عشر هي نذير شؤم، وقد تكون احدى مقدمات الحرب على سورية، ولبنان وغزة، وربما ايران ايضاً.
' ' '
توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق قال في شهادته امام لجنة التحقيق بشأن الحرب على العراق انه كان يصعب على امريكا وحلفائها شن حرب على العراق عام 2003 قبل وقف الانتفاضة الفلسطينية واعادة الحياة الى عملية السلام. السناتور ميتشل جاء الى المنطقة للهدف نفسه، وحاملاً اقتراحاً بقيام دولة فلسطينية بحدود مؤقتة وتأجيل التفاوض على مستقبل القدس المحتلة واللاجئين.
لا نرى اي جدوى من مناشدة العرب بالوقوف الى جانب سورية، لان معظم هؤلاء متواطئون مع العدوان الامريكي الاسرائيلي القادم، نقولها بكل ألم وحسرة. فمثلما تركوا العراق يواجه الغزو والاحتلال وحده، وبتواطؤ عربي مع الغزاة، سيفعلون الشيء نفسه مع سورية العربية المسلمة وحلفائها.
اسرائيل لن تفلح باعادة سورية الى العصر الحجري، ولن تركّع المقاومة في لبنان وقطاع غزة، مع تسليمنا الكامل بتفوقها العسكري الكبير، فإذا كانت امريكا الدولة الاعظم في التاريخ لم تستطع الاحتفاظ بنصريها في العراق وافغانستان، فهل ستستطيع اسرائيل التعايش مع منطقة ملتهبة في اليوم الثاني لانتصارها؟
الذين رقصوا على ايقاعات نشوة النصر في العراق وافغانستان يكتوون حالياً بنار هذا الانتصار التي احرقت اصابعهم وجيوب دولهم في الوقت نفسه، ويبحثون عن مخارج مشرفة تنقذ ماء الوجه دون جدوى.
سورية وقوى المقاومة في لبنان وقطاع غزة لم تختر الحرب، ولم تقدم على اي استفزاز لاسرائيل او امريكا، واذا ارادت الاخيرتان هذه الحرب، فان الدفاع عن النفس حق مشروع كفلته كل المواثيق والاديان والقوانين الالهية والوضعية.
مرة اخرى نكررها، بان اليابان لم تُزل من الخريطة، ولم تعد الى العصر الحجري رغم القاء قنبلتين نوويتيــــن على اكــــبر مدنها، والمانيا عادت موحدة بعد الهزيمة والتقسيم، والعراق مازال العراق رغــــم الاحتـــلال والغـــزو، ولكن هل ستظل اسرائيل هي اسرائيل بعد الحرب المقبلة اذا ما أشعلت إوارها؟.
هذا هو السؤال الذي قد تجيب عليه الأشهر المقبلة
ولادة طفل عملاق في بريطانيا



ولد طفل عملاق في إحدى المدن البريطانية فاق وزنه الـ6 كيلوغرامات.
وذكرت صحيفة 'دايلي مايل' البريطانية ان الطفل هاري كروسلاند أذهل الجميع ومن بينهم والدته عندما ولد إثر جراحة قيصرية في مستشفى 'دونكاستر' الملكي وتبين ان وزنه 6.31 كيلوغرام. ولفتت إلى ان 'هاري' هو أكبر طفل يولد في هذا المستشفى على الإطلاق، وهو يرتدي ملابس يرتديها عادة طفل في الشهر السادس وليس حديث الولادة.
وقالت الوالدة شارون نيدهام، 35 سنة، وهي أم لـ5 أولاد من شريكها بول كروسلاند، 51 سنة، 'ذهلنا عندما حملته الممرضات وفكرنا انه طفل شخص آخر'. وأشارت إلى ان وزن طفلها الجديد كان يعادل وزن أولادها الأربعة معاً عند ولادتهم. وأكدت انه لم يسبق أن ولد طفل بهذا الحجم في عائلتها من قبل، معترفة بأنها كانت تتوقع بأن 'هاري' سيكون كبير الحجم لأنها بالكاد تمكنت من المشي خلال الأيام الأخيرة من الحمل وهو أمر لم تختبره خلال حملها بأولادها الآخرين وبينهم توأم.
يشار إلى ان أكبر مولــــود في بريطانيا من قبل ولد في العام 1992 وكان يزن 7 كيلوغرامات، لكن أكبر طفل ولد يوماً كان في كندا في العام 1879 وكان وزنه 10.6 كيلوغرام لكنه توفي بعد 11 ساعة على ولادته، وأحدث طفل ولد بوزن كبير كان في أيلول/سبتمبر الماضي في إندونيسيا ووزنه 8.6 كيلوغرام..
على هامش أزمة ضرب المتظاهرين بالرصاص!

غفر الله للفضائيات وتجاوز عن سيئاتها، فلولاها لقدمت اعتذاراً لأجهزة الأمن ما ظهر منها وما بطن، بسبب ما كتبته عقب أحداث السادس من نيسان ( ابريل) بمصر، فقد حملت على قوات الأمن لاعتدائها على المتظاهرين، وإذا بأحد القيادات الأمنية وهو مأمور قسم شرطة قصر النيل يشهد أمام جهات التحقيق بأن الأمن كان مجنيا عليه.
المأمور العقيد هاني جرجس ذكر ان قوات الأمن قامت بنصيحة المتظاهرين ومحاولة تهدئة ثائرة الثائرين، لكنهم رفضوا وقاموا برشق القوات بالحجارة، وعلى الرغم من أنني رأيت سيادته رأي العين أمام نقابة الصحافيين، وبعيدا عن ارض المعركة في وقت الأحداث، إلا أنني صدقته فربما كان من أهل الحظوة.. يظهر هنا ويظهر هناك في الوقت الذي ينام فيه في منزله.
وقد صدقته أيضا على الرغم من علمي بأن منطقة التظاهر لا يوجد فيها حجارة يمكن أن تستخدم في الانتفاضة ضد رجال الشرطة، لأنها كانت حيث يقع مقرا مجلسي الشعب والشورى، والأخير يرأسه الرائد متقاعد صفوت الشريف شخصيا، وأيضا حيث يوجد مبنى الحكومة المصرية، وليس من المعقول أن توجد حجارة في هذه المنطقة، إلا إذا كان البعض يظن ان المظاهرة كانت في جبال 'تورا بورا' وليس في وسط العاصمة المصرية.
كان لدي استعداد فطري لتصديق ما قاله المأمور، وتم الترويج له بواسطة إعلام السلطة، وقد فكرت في تقديم الاعتذار إلى السادة وزراء الداخلية العرب، في أول اجتماع لهم، متعاملا بمبدأ التقية، فاعتذر لهم في العلن، وأدعو الله تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول، بأن يحصيهم عددا، وان يبددهم بددا، وان يرينا فيهم عجائب قدرته، وعظيم صنعه، وان ييتم أطفالهم، ويرمل نساءهم.
تُرى كيف سيكون وضعي الاستراتيجي في المنطقة، إذا رضي عني السادة وزراء الداخلية العرب ' ليبقى ما في القلب في القلب يا كنيسة'؟!.. لكن لان 'قليل الحظ يجد العظم في الكرشة' فقد تبدد اليقين الذي اسعى لصنعه لتبرير موقفي بالصور التي بثتها الفضائيات، والتي نجحت في تسريبها بعد مصادرة كثير من الكاميرات في هذا اليوم. وقد شاهدنا عناصر من الشرطة بملابس مدنية تعتدي على المتظاهرين، وان عناصر من الشرطة بالملابس العسكرية تلقي القبض عليهم، لا نظن بطبيعة الحال ان ما جرى كان نتاج تسابق في الخيرات بين الشعب والشرطة، وان المدنيين الذين تعاملوا مع المتظاهرين بقسوة هم من عامة الشعب المصري وشعوب المنطقة!
برنامج ' العاشرة مساء' أذاع صورا للأحداث، وكذلك ' الجزيرة'، وبرنامج ' 90 دقيقة' على 'المحور'، وبعض البرامج الاخرى، والصور على الرغم من أنها شحيحة إلا أنها كانت كاشفة عن الفضيحة. وقد أعلن القوم في البيت الأبيض عن قلقهم إزاء ما جرى.. إدارة اوباما لا تخيف أحدا فهي فاقدة للهيبة اللازمة في التعامل مع أنظمة الاستبداد العربي، على العكس من الوضع عندما كانت ' تتمطع' كوندواليزا رايس، وتعلن أنها تشعر بالقلق.
منها لله هذه الفضائيات فقد حالت دون استغلالي الموقف والتقرب الى وزراء الداخلية العرب بالنوافل.

تطور لافت

رصد حسين عبد الغني مدير مكتب ' الجزيرة' بالقاهرة تطورا في تعامل المتظاهرين مع الاعتداءات الأمنية، وذلك من خلال تغطية المظاهرة التالية لمظاهرة يوم السادس من نيسان (ابريل)، أمام دار القضاء العالي.
المظاهرة كانت أمام مكتب النائب العام تدين اعتقال بعض المتظاهرين وتندد بما جرى في مظاهرة ميدان التحرير التي لم تتم، بعد ان تعاملت معها الأجهزة الأمنية بقسوة جعلت المشاهد يظن أنها قوات احتلال، فلم تميز بين شاب وفتاة، ومسيحي ومسلم، فإذا كان هاني جرجس مأمور قسم قصر النيل مسيحيا، فقد كان احد المقبوض عليهم في ميدان القتال مسيحيا أيضا، وإذا كان القوم استعانوا بالشرطة النسائية، فان من بين المجني عليهم نساء أيضا.. قسمة عدل.
أهل الحكم في مصر يتعاملون مع قضية حقوق المرأة، كما تتعامل معها قناة ' الحرة'. .كلاهما يضبطان إيقاعهما على نغمة الدكتورة نوال السعداوي: إنصاف المرأة في مواجهة المجتمع الذكوري، الذي يمثله الفكر السلفي، ولا مانع بعد هذا من ان تتم الاستعانة بأرباب السوابق للاعتداء على النساء، على النحو الذي جرى مع زميلتنا الراحلة نوال علي امام نقابة الصحافيين بالقاهرة، وما جرى كذلك مع الزميلة عبير العسكري.
ولا مانع أيضا من تزوير الانتخابات لإسقاط مرشحة لأنها من الإخوان من اجل سواد عيون احد رجال الأعمال من مرشحي الحزب الحاكم، في الوقت الذي يتم النضال فيه من اجل ان تكون المرأة قاضية، وان يتم تعديل القوانين لتحصل النساء على مكاسب مخالفة للدستور أو ما ينبغي ان يكون عليه الدستور. فالدستور المصري لم يعد قابلا للقياس عليه، بعد التعديلات الجبارة التي ادخلها القوم على نصوصه، والتي وصفها الفقهاء بالخطايا.
قومنا يضبطون إيقاعهم على نغمة المنظمات المانحة، وبيوت الدعم الأمريكي.. أما 'الحرة' فلديها أكثر من برنامج عن المرأة، تستولي على احدهم مذيعة سعودية تكتب فتذكرنا بكتابة مراهقة متحررة تعيش في البادية في كنف منظومة قيم صارمة.
صاحبتنا تركت المملكة واستقرت في واشنطن ولا تزال تعاني العقدة.. وتركت سن المراهقة وتلعب في دوري الخمسين ولا تزال تعيش الفكرة.. وتغيرت المملكة العربية السعودية ولا تزال المذيعة تعيش اللحظة السابقة.. كتبت سيادتها ذات مرة عن فوران جسدها واشتياقه لوصلة رقص فقامت ورقصت.. ونعم التحرر. ومن يومها وعندما أشاهدها في برنامجها انتظر ان تمتع المشاهدين فلا تفعل.
' الحرة' قناة أمريكية تخاطب العرب، لكن برامجها من هذه الفصيلة هي لمخاطبة الأمريكان أنفسهم، وتحتفي ' الغندورة' في كل حلقة بمن دخلن السلك النسائي على سبيل الخطأ، ويكون الحديث مكررا في كل مرة عن قمع المجتمع الذكوري للمرأة، لكن لا حديث عن قمع الأنظمة التي تفترس النساء كما تفترس الرجال!
حسين عبد الغني قال في رصده، ان هناك تطورا لافتا في تعامل المتظاهرين مع الاعتداء البوليسي عليهم.. في كل مرة يعتدي رجال الأمن، ويخضع المتظاهرون لهذه القسوة.. صور مظاهرة السادس من نيسان (ابريل) نموذج حي لذلك، لكن هذه المرة، وكما سجلت كاميرا 'الجزيرة' وقال مراسلها، فإن هناك محاولة للدفاع عن النفس..
يوم السادس من الشهر الجاري شاهدنا البواسل وهم يمسكون بأحد المتظاهرين كما لو كانوا يمسكون لصا متواضعا سرق دجاجة، أو 'حرامي غسيل'، فاللصوص الكبار يدخلون ويخرجون من صالة كبار الزوار.. تحفظهم السلامة.
لكن الشباب اختلفوا هذه المرة، شاهدت احدهم في محاولة دفاع عن النفس، وسجلت كاميرا 'الجزيرة' 'الجاكيت' الذي يرتديه وقد أصبح بين أيدي من يعتدون عليه فلم يستسلم.
نخشى أن تتسع رقعة التجرؤ هذه... وهذا ما لا نريده.. نعم لا نريده فأنا من دعاة التغيير بوسيلتين إما عن طريق صناديق الانتخاب، او بتدخل عزرائيل.. ادعو الله وانتم موقنون بالإجابة ان يموت القوم 'موتة' جماعية بواسطة 'توك توك' متمرد، حتى تكون 'موتة' تحمل قدرا هائلا من المهانة.

بالرصاص الحي

بمناسبة الدفاع عن النفس، فقد أضحكنا الدكتور احمد فتحي سرور رئيس البرلمان المصري، في مداخلته عبر برنامج ' 90 دقيقة'، وفي سعيه الحثيث لتبرئة ساحة عضو مجلس الشعب عن الحزب الحاكم، الذي توجه بعتاب رقيق لوزارة الداخلية المصرية لأنها لم تضرب المتظاهرين بالرصاص الحي.
سرور قال إن مطالبة النائب كانت في حالة الدفاع الشرعي عن النفس، مع ان الجلسة التي شهدت إطلاق هذه الدعوة كانت لمناقشة استجواب نواب الإخوان عن الاعتداء الذي جرى من قبل أجهزة الأمن ضد المتظاهرين في يوم السادس من نيسان (ابريل)، وحسب ما نقلته الفضائيات فقد كان المتظاهرون مجنيا عليهم.
سرور قال 'احنا مش بنهزر .. دا برلمان'. وكانت مداخلته محاولة للتستر على هذا النائب، الذي يتستر عليه حزبه لأنه كان ' يجامل في فرح العمدة'، ولم يغضب لدعوته الحزب الحاكم وقادته الأشاوس، وبدلا من ان يعتذر هذا الحزب للشعب، كان القرار بالتحايل.. مرة يقولون انه لم يدع إلى ما دعا إليه، وان الإعلام هو الذي شوهه، ومرة يقولون انه دعا الى الضرب بالرصاص في حال دفاع الشرطة عن نفسها.
هذا حزب اقل من ان يتحمل المسؤولية، فقد اعترف النائب بنفسه في برنامج 'لميس الحديدي' بأنه قال ما نسب إليه وذلك قبل ثورة الشارع المصري والمنظمات الحقوقية.
مداخلة الدكتور فتحي سرور كانت مبهجة، لكن حديث احد نواب الحزب الحاكم في الأستوديو لم يكن اقل منها في بعث البهجة في النفوس، فقد ذكر ان الخوف من المظاهرات مرده الى الخوف من 'القلة المندسة'، التي يخافون من ان 'تندس' وسط المتظاهرين وتقوم بالتخريب.. كلام ينتمي الى العصر الحجري، إلا ان النائب الذي تبين انه قيادة أمنية سابقة لا يزال يردده بثقة.. ان هذا أمر طبيعي في ظل حكم حزب يقوم بـ 'بولسة' الحياة السياسية.. على وزن 'عسكرة'.

'حقيقي إحنا بنهزر يا دكتور سرور'.
أرض جو

مضى أكثر من شهر ولم يتحفنا محمود سعد بتصريحاته المعتادة بأنه سيترك التلفزيون المصري.. يبدو أن أحدا لم يعد يأخذ تصريحاته على محمل الجد، وان الجماهير العريضة لم تخرج لتطالبه بعدم التنحي.
إبراهيم عيسى بدأ في تقديم برنامج ' توك شو' على احدى محطات نجيب ساويرس.. ومصطفى بكري سيقدم برنامج ' توك شو' أيضا على فضائية 'الحياة'.. ومجدي الدقاق وعبد الله كمال سيقدمان برنامج من فصيلة ' التوك شو' كذلك.. يبدو انني سأكون المشاهد الوحيد.
تقرير هيئة المفوضين بمجلس الدولة جاء متوافقا مع صحيح القانون عندما رأى إلغاء حكم محكمة أول درجة القاضي بوقف برامج احمد شوبير.. القانون يعاقب على السب والقذف بعقوبات تصل الى السجن، لكن ليس بإلغاء البرامج، ووقف المحطات، وقطع الألسن.
خبراء: تعقب اي تهريب لصواريخ سكود الى حزب الله ليس بالامر السهل



  في ظل الاتهامات التي تواجهها سورية بنقل صواريخ سكود الى حزب الله يؤكد خبراء ان تعقب ورصد هذه الاسلحة ليس بالامر السهل، وهو الدرس الذي تعلمته القوات الامريكية والبريطانية خلال حرب الخليج الاولى.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته ان تهريب صواريخ سكود وقاذفاتها المتحركة الى لبنان من دون علم اجهزة الاستخبارات الامريكية او الاسرائيلية هو امر 'ممكن ولكنه صعب'.
الا ان خبراء يؤكدون انه يمكن تفكيك الصواريخ والمنصات المتحركة لتجنب رصدها. وقال انتوني كوردزمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن 'كل ما عليكم فعله هو فصل الذيل عن الصاروخ، وهو امر يمكن القيام به بسهولة، وبعدها نقله الى عربة اخرى'.
واتهمت اسرائيل سورية بتزويد حزب الله بصواريخ بالستية، وهي تهمة نفتها سورية بشدة. غير ان الادارة الامريكية اكدت انها في الوقت الراهن غير قادرة على تأكيد او نفي ما اذا كانت هذه الاسلحة قد وصلت الى الميليشيا الشيعية اللبنانية.
وخلال حرب الخليج الاولى 1990 ـ 1991 جهدت طائرات الحلفاء في الجو وعملاء اجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية في البر لكشف اماكن المنصات المتحركة لصواريخ سكود والتي عمد الجيش العراقي في حينه الى اخفائها في مجاري الانهار وقنوات المياه فكانت تطلق الصواريخ وتعود بسرعة لتختفي في مخابئها.
وقال بروس رايدل الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الامريكية 'سي آي ايه' والخبير في معهد بروكينغز 'لقد نفذنا آلاف المهمات الجوية في محاولاتنا لتدمير صواريخ سكود التي كان يملكها صدام حسين ويطلقها على اسرائيل والسعودية، وبعد الحرب اكتشفنا اننا اخفقنا في كل تلك المهمات'. ولكن مذاك تطورت اجهزة الرصد والاستشعار كثيرا فضلا عن ان مساحة لبنان اصغر بكثير من مساحة العراق ما يجعل مهمة المراقبة والرصد اسهل.
اضافة الى هذا فان اسرائيل تمتلك 'استخبارات جيدة جدا هناك (في لبنان)' كما يؤكد رايدل، مضيفا 'بالتالي فانهم قد يبلون بلاء افضل على الارجح'.
وما ان تصل هذه الصواريخ والمنصات المفككة الى لبنان حتى يمكن لحزب الله ان يجمعها ويخفيها الى حين يقرر استخدامها، بحسب رايدل الذي يؤكد ان 'هشاشة الصواريخ تكون في اعلى مستوى لها عندما تكون في طور التجهيز للاطلاق. ولكن مع هذا فانه من الصعوبة بمكان تدمير كل منصة لاطلاق الصواريخ قبل الاطلاق'.
وصورايخ سكود التي صممها وانتجها اولا الاتحاد السوفياتي يبلغ طولها 11 مترا ومداها الاقصى 300 كلم، علما ان بعض طرازات هذه الصواريخ قد يتجاوز مداه 500 كلم.
ويرى محللون ان من شأن حيازة حزب الله لهذه الصواريخ ان يعزز مكانته رغم ان تفوق اسرائيل العسكري لا يزال قائما. واضاف كوردزمان ان هذه الصواريخ 'لا تغير المعادلة جذريا ولكنها تعني ان بامكان حزب الله استهداف اي مكان في اسرائيل'.
ولكن الخبراء يؤكدون ان الخوف الاكبر لدى اسرائيل هو ان تكون هذه الصواريخ مزودة برؤوس كيميائية، علما ان ما من طرف حتى الساعة تحدث عن هذه الامكانية.
ولكن بغض النظر عما اذا كانت هذه الصواريخ قد سلمت الى حزب الله ام لا، فان ادارة اوباما مقتنعة بان سورية تزيد من دعمها العسكري لحزب الله، كما يؤكد مسؤولون امريكيون.
وقال مسؤول امريكي للصحافيين طالبا عدم الكشف عن هويته ان 'هناك مسألة محددة تتعلق بصورايخ سكود ولكن هناك قلقا اكبر يتعلق بالاسلحة المتطورة'. واضاف ان 'التعاون بين سورية وحزب الله يتزايد ونعتقد انه من الممكن ان يزعزع الاستقرار ويزيد الاخطار في منطقة لديها اصلا ما يكفي من الاخطار'.
ولفت المحللون الى انه لا يزال غير معروف بعد لماذا عمد الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس شخصيا الى اتهام سورية بتزويد حزب الله بصواريخ سكود ولم يترك هذا الامر للمسؤولين في الجيش او الاستخبارات لتقديم ادلة على هذا الاتهام. وقال كوردزمان انه 'امر غريب على بيريس ان يدلي بهكذا تصريح'.
واستند عدد من اعضاء الكونغرس الى اتهامات بيريز لانتقاد ادارة اوباما على انفتاحها الدبلوماسي على سورية. وعين الرئيس باراك اوباما في شباط (فبراير) روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة في دمشق، ولكن هذا التعيين لا يزال ينتظر موافقة مجلس الشيوخ عليه. واذا حصلت هذه الموافقة فان فورد سيصبح اول سفير امريكي في سورية منذ خمس سنوات.
وكتب ستيفن هايدمان من المعهد الامريكي للسلام ان خيار سورية تزويد حزب الله بأسلحة اكثر قوة ينسجم مع وضع تبدو فيه سورية وقد اعتمدت 'ذهنية المنتصر'. واضاف المحلل السياسي على الموقع الالكتروني لمجلة فورين بوليسي (السياسة الخارجية) ان الجهود الدبلوماسية الامريكية والاوروبية فشلت حتى الآن في اقناع سورية بالابتعاد عن ايران والاقتراب من الغرب. واضاف 'بدلا عن هذا فقد جنى قادة سورية المكاسب ورفعوا الرهان وعززوا ترسانة حزب الله وعمقوا علاقاتهم الاستراتيجية مع ايرا
نوال السعداوي: لا يوجد شيء اسمه انثوية اسلامية والجميع يهاجمونني والنقاد لا يعرفون قراءة النص

ffنوال السعداوي: لا يوجد شيء اسمه انثوية اسلامية والجميع يهاجمونني والنقاد لا يعرفون قراءة النصfff

ابراهيم درويش

الدكتورة نوال السعداوي ليس من السهل الحديث عنها دون اثارة الجدل او فتح الباب امام النقد والشجب، فقصتها هي قصة خمسين عاما من القتال والدفاع عن قضايا تعتقد انها صحيحة تدور كلها حول المرأة والاضطهاد والقهر والختان والدين ـ الاديان، وفي جعبتها خمسون كتابا وذكريات عن السجن والمواجهات. والسعداوي ترفض ان تستسلم وتصرعلى مواجهة نقادها، اما بشجبهم او اتهامهم وتحديهم. ولا تخلو آراء السعداوي من الغرابة والاثارة وقد تتهم بمحاولتها الدعوة للاثارة والاستقواء بالاجنبي مع انها تتهم امريكا بتكميم حريتها وملاحقتها. لكن مشكلتها الرئيسية تظل هي المرأة العربية التي لم تتحرر بعد على الرغم من مرور قرن على صدور كتاب 'المرأة الجديدة' و' تحرير المرأة'، فهي لا ترى في التوجهات والميول الجديدة في النشاط النسوي اي تقدم بل ردة عن قيم الحركة النسوية الليبرالية ـ العلمانية التي كافحت فيها وناضلت طوال السنين الماضية. كما ان السعداوي لا تعترف بشيء اسمه الانثوية الاسلامية ولا الحجاب الذي تراه رمزا للاستغلال السياسي، وترى ان التابو في العالم العربي ما زال تابو والمخفي اعظم، مع ان القرية التي ولدت فيها وباعترافها تغيرت ولم تعد تلك القرية الهادئة التي يحكمها عمدة ينظر لنفسه مثل البقية حكومة قائمة بحد ذاتها. وفي محاولة لاستثارة بعض القضايا وتحفيز السعداوي للنقاش حولها ومحاولة استفزازها للحديث اكثر واعمق، حاولنا استثارة نقاش معها يعيدها الى كتاباتها الاولى ومواقفها ونقل آراء بعض النقاد. كان لقاء سريعاً اثناء زيارتها الاخيرة في لندن للمشاركة بمهرجان جمعية القلم الدولية والذي تحدثت فيه عن تجربتها. وفي زاوية من قاعة 'رويال فيستفال هول' حيث كانت تحضر واحدة من المحاضرات، وحيث كان اليوم احد، الجو جميل ومن الطابق السادس كانت المسلة المصرية تتعالى فوق نهر التيمز، ولكن الدكتورة نوال كانت متعبة من كثرة اللقاءات التي أجرتها والاحاديث التي تمت معها في الزيارة.

راديكالية تراجع افكارها

سألناها عن السبب الذي يدعوها الى وصف نفسها بالراديكالية وانه كلما تقدم بها العمر تشعر بالتصميم على القتال للنهاية، وان ذخيرتها لم تنفد بعد، ووجه سؤالنا ان الكاتب عندما يتقدم به العمر يعود الى دفاتره ويشذب افكاره ويعيد النظر ويراجع مجمل تجربته، خاصة ان نوال ساهمت في الرواية والمسرح والمقالة والتحليل النفسي. ومن هنا هل يتناقض مفهوم الراديكالية ـ النشاط مع العودة والمراجعة. لكن الكاتبة ترى انها لم تفقد حس القتال وانها مع ذلك تراجع كتاباتها واعمالها وفي الوقت نفسه لا تتخلى عن افكارها. وتعتقد ان المراجعة تتم عبر السفر والتدريس الجامعي والمحاضرة في الجامعات، 'طول الوقت، اراجع تجاربي واستفيد منها ومن لقاء الشباب وهذه المراجعة تقودني الى التمرد والى ان اصبح اكثر راديكالية واكثر ايمانا بأنني كنت امشي في الطريق الصحيح'. ومن هنا فهي تتعامل مع فعل النشاط والكتابة على انهما 'نضال' والكتابة الادبية نضال وبحث عن 'العدل'، وهي راديكالية، لاننا كما تقول 'نعيش في غابة'. لكن نوال السعداوي التي شجبت من كل الاطراف، المؤسسة التي عملت ووزارة الصحة والمشايخ والنقاد والصحافة تشجب كل الاطراف وترى ان الفساد هو اصل المشكلة في البلاد العربية وفساد النخب السياسية مرتبط بقهر المرأة، فقد كتبت مرة تقول في روايتها 'موت الرجل الوحيد على الارض' وعلى لسان احد ابطالها الشيخ حمزاوي قوله 'الناس كلها فسدت يا شيخ زهران والبلد لم يعد فيه اسلام او مسلمون'. وتعلق على ما قالته قبل عقود بأن الوضع لم يتغير في مصر والعالم العربي، فـ 'الهوس الديني في بلادنا تجارة، وسياسة تتجه نحو استخدام الدين للظلم ولخداع الجماهير وخدمة السلطة تحت اسم خدمة الاله، فالكهنة والمشايخ والقسس كانوا دائما في خدمة الملوك والحكومات، الازهر، شيخ الازهر كان دائما في خدمة الملك نحن نعود للوراء بسبب التجارة في الدين'. هذا الموقف المتشدد يشير الى واحد من خيوط التناقض الظاهري في تجربة السعداوي او على الاقل كما افهمه، كقارىء، من خلال المتابعة لنتاجها الروائي والفكري، فمنذ صدور كتابها الاول 'مذكرات طبيبة' عام 1958 لم يبد الدين العامل او عاملا من عوامل قهر المرأة واضطهادها. وهي ترد هنا على هذا التعليق ان الدين كان دائما حاضرا في نتاجها الروائي، مقترحة العودة الى اعمال مثل 'سقوط الامام' ، 'جنات وابليس' و 'امرأة عند نقطة الصفر'، ولو قرأت الرواية الاخيرة 'زينة' فهذه معظمها 'تستند على الدين والظلم الواقع من الدين على المرأة ومن كل الاديان الثلاث المسيحية واليهودية والاسلام'. الحديث عن ملمح التناقض يعيدنا الى ما سبق وسجله الناقد الفلسطيني عيسى بلاطة مع اعتراض البعض على تفسيره، من ان السعداوي ظلت غامضة في موقفها من الدين ومترددة من اتخاذ موقف من امرين اما الاسلام دين سماوي، موحى او انه تشكل عبر تاريخه بعوامل اقتصادية. وما يؤخذ عليها انها ايدت الثورة الايرانية عام 1979 وترد مدافعة عن هذا الموقف السابق قائلة 'انا ايدت الثورة الايرانية في الاول لانني كنت ضد الشاه وضد الاستعمار البريطاني، والثورة كانت تشمل الشيوعين والبازار والمسلمين والمثقفين، لم تكن دينية بل كانت في الاول ثورة سياسة واقتصادية واجتماعية ضد الشاه والاستعمار ثم تحولت لثورة اسلامية، الخميني ذبح كل معارضيه من اليسار واليمين والوسط وابقى المؤيدين، وانا موقفي واضح وانا ناقدة لكل الاديان منذ البداية'. ولها في هذا السياق موقفها العلماني من الدين او الاديان ومؤسساتها كما تحب الحديث فالدين يجب ان يتداخل في السياسة والمصلحة والطبقة والدين ان لم يعن العدل ولم يحرر المرأة فلا حاجة لنا اليه. في رواية 'جنات وابليس' تبدو السعداوي اكثر وضوحا في الاحالة الى الدين، المسيحية واليهودية والاسلام، والبحث في جوهر المرجعيات الدينية. وقد يفهم من كلام السعداوي انها ضد تسييس الدين وتحويله لكهنوت ومؤسسة ابوية تعمل في النهاية على قهر المرأة، ويبدو فهمها للدين اقرب منه الى ذلك الاهتمام الفردي، فهي تردد مع جدتها التي لم تقرأ القرآن في حياتها مثل ملايين الفلاحين 'ربنا هو العدل، عرفوه بالعقل'. الدين الصحيح هو العدل، فما دام اختفى العدل من الدين واستخدم لظلم المرأة والفقراء فلا يوجد دين. وفيما يتعلق ايضا بهذا الموقف تحيل الى تجربة رابعة العدوية التي قالت انها عبدت الله ليس طمعا في جنته ولا خوفا من ناره، فالسعداوي ترى ان جوهر الدين لا يتعلق بالطقوس والشعائر، فالعدل وجه رئيسي للدين ويضاف اليه وجه اخر وهو التحرر من الخوف 'فقدت الخوف من كل شيء، من الموت والمرض والجنة والنار'. وحول ما إذا كانت هي تخاف من الموت، تقول ان الموت ضروري لاستمرار الحياة الانسانية وبالنسبة لها 'لا انتظر الموت ولكن ارحب به في اي وقت.. نحن عبيد الخوف من الموت وحين نتحرر من الخوف من الموت نصبح احرارا'. في سياق ما يفهم من كلام السعداوي ان الدين او على الاقل عندما يتم التعامل معه من منظور طبقي ليس حاضنا للمرأة وحقوقها فالمرأة لا يمكن ان تتحرر من خلال الاديان الا 'اذا غيرنا الاديان' تتساءل ضاحكة.

ضد الانثوية الاسلامية

طبعا هذا الموقف يغلق الباب امام اي سؤال حول تمظهرات الحركة النسوية او الانثوية في العالم وفيما ان حدث تغيير عليها، فبالاحالة لما قدمته سلمى الخضراء الجيوسي في 'انطولوجيا السرد العربي' حيث كتبت ان السعداوي 'تعتبر من اكبر الكاتبات النسويات في العالم العربي والتي فتحت الطريق امام مناقشة مباشرة وصادقة وعلمية لحياة المرأة الجنسية وما يتعلق بسعادتها. قضايا كانت تعتبر تابو حتى الستينات من القرن الماضي'. ففي تقييمها لنضال المرأة في العقود الماضية او قل قبل قرن من الزمان ترى ان الحركة النسائية تعاني خاصة انها تعرضت لضربة في العالم وفي بلادنا'. ضربت الحركانت النسائية في العالم وفي بلادنا بسبب تصاعد اليمين السياسي الذي شجع العودة للاديان جميعا، وضرب الحركات المتقدمة والنساء والشباب واليسار والاشتراكيين فنحن نعيش في عصر الاستعمار'. بهذه المثابة لا يمكننا ان نقبل مصطلحا تم تداوله بين الناشطين والباحثين الاسلاميين او ما يعرف بالانثوية الاسلامية وهو التوجه التفسيري الذي يحاول مواجهة الاحتكار الذكوري للنص. وبالنسبة للسعداوي لا يوجد هناك شيء اسمه 'فيمينزم' 'انا لا اوافق على مسيحية او يهودية او اسلامية انثوية' تقول، 'لأن معنى الانثوية هو القضاء على النظام الطبقي والابوي والديني، فالاديان الثلاثة بالذات نشأت في عهود العبودية، العصر الطبقي والابوي، من اجل تحرير المرأة اقتصاديا وطبقيا ونفسيا واخلاقيا لا يمكن ان يتم ذلك من خلال الاديان'.

الحجاب رمز سياسي

وضمن هذا الفهم لا ترى السعداوي 'الردة' للحجاب بعد ان كانت معركة 'المرأة الجديدة' التحرر منه، الا رمزا سياسياً يستخدمه اليمين الاقتصادي والابوي الطبقي، فهي ترى ان الحجاب ليس من الاسلام بل هو يستخدم مثل الصلاة والزكاة هذه طقوس والدين ليس طقوساً.

عالم النقد والنقاد

عالم نوال السعداوي الروائي حظي باهتمام كبير من الباحثين العرب والغربيين، فهناك من اثنى على تعدد الاساليب الروائية، ومن اعجب بقدرتها على الجمع بين مقتضيات السرد الروائي ومتطلبات السيرة الذاتية. ومن ضمن الدراسات التي اشرنا اليها في محاولتنا لفهم العلاقة بين الكاتبة ـ الساردة وبطلاتها، دراسة جورج طرابيشي 'انثى ضد انثى'، حيث لاحظ ان الكاتبة في بعض الاحيان اوجدت مسافة بين البطلة، وتحديدا فردوس في 'امرأة تحت نقطة الصفر'، وبينها، ذلك ان فردوس في تلك الرواية امرأة قاتلة وسيئة السمعة، بغي. وهي مع قولها ان الرواية تعود الى 40 عاما ووصفها طرابيشي بالفرويدية الا انها ترى في النقد الادبي تعبيرا عن سوء فهم للنص، فالنقاد 'لا يفهمون النص الادبي بشكل صحيح، ولا يستخدمون عقولهم المبدعة ولكنهم يستخدمون المدارس النقدية التي تعلموها في الجامعة ويطبقونها على الرواية'، اي مثل المسطرة. وعلى العكس من الموقف الادبي فبطلات روايتها من فردوس 'امرأة تحت نقطة الصفر' وفؤادة في 'الغائب' تتحدى وجنات واخيرا 'زينة' النساء متمردات، قويات على الرغم من كونهن مقهورات. فردوس مثلا رفضت توقيع التماس لأن عندها كرامة.
في جانب آخر تبدو نساء السعداوي من كل الطبقات الاجتماعية، فقيرات وغنيات وساقطات ومتعلمات ولكن ما يجمعهن انهن غير قادرات على تغيير رؤية المجتمع لهن باعتبارهن متاعاً او جسداً، حتى عندما تتغير الادوار من المضطهد الى المقهور وعندما تلجأ المقهورة الى استخدام سلاح الظالم او المستعمر لجسدها تظل الرؤية هي العجز عن اعادة تنظيم المجتمع بناء على موقف الانثى. السعداوي ترفض هذا التحليل وتتفق ان نساءها مقهورات نعم لكنهن لسن مستسلمات 'ابدا صحيح انها مقهورة ولكنها تتحدى وتقاوم حتى الموت واذا استسلمت قادرة على التحدي'.

عالم القرية

ولدت نوال السعداوي في قرية كفر طحلة، عام 1931 وهي واحدة من عائلة كبيرة مكونة من تسعة افراد وكان والدها مسؤولا حكوميا في وزارة التعليم. وتدربت كطبيبة وعملت في مجال الطب النفسي وانشغلت في الكتابة والتأليف، حيث صدر عملها الاول 'مذكرات طبيبة' عام 1958 ومنذ ذلك الحين اصدرت 50 كتابا ما بين رواية ومسرحية ومذكرات شخصية وكتابات في الدفاع عن المرأة، ويعتبر كتابها الصادر عام 1972 'المرأة والجنس' من كلاسيكيات الكتابات النسوية العربية اضافة لاعمال اخرى مثل 'الانثى هي الاصل'. وكتبت العديد من المقالات في مجلات متخصصة مثل 'نون' التي تعتبرها من الدوريات المهمة التي تتعامل مع المرأة وتفكيرها بطريقة تختلف عن الطرق العامة والمعهودة. وتنظر السعداوي الى نفسها كروائية اولا وثانيا وثالثا كما تحدثت الى حمى خليلي 'الغارديان' ومن هنا تبرز في كتابتها عن قريتها والريف المصري صوفية وجمالية القرية والعمدية والنيل الذي يجري ويعطي ويغطي على البؤس والفقر. تكتب في رواية 'موت الرجل الوحيد على الأرض' على لسان احد ابطالها 'نحن يا عمدة لا نعرف حلاوة الشربات من مرارة الدواء' وايا كان حال الريف الذي كتبت عنه السعداوي المتغير الا انها تقول انه بات اسوأ فـ 'الفقر يزيد والهوة بين الفقراء والاغنياء تتسع. القرية تتدهور والمدينة تتدهور بسبب ضراوة الاستعمار الاجنبي والعولمة الاقتصادية الشرسة والحرب والحروب كل هذا يؤدي لتدهورفي الحياة، في الريف. الريف يعاني اكثرـ ربما اسوأ اليوم' مع اعترافها بأن الريف المختلف اليوم غير الريف في الماضي.

المرأة والجنس

كتبت الدكتورة السعداوي في 'المرأة والجنس' ان 'كل مآسي المرأة دخلت عيادتي وكل نتائج الخداع والتخلف استلقت امامي على منضدة الكشف' وعن الكيفية التي حدث بها هذا وهو ما سبق وشرحته في كل ما قدمت تقول مضيفة ان المريض النفسي والجسدي' عندما يدخل عيادتي يخلع ملابسه ويتعرى من اسراره امامي'. 'في عيادتي السريرية والنفسية فتح الرجال والنساء قلوبهم لي وحينما يكون الطبيب كاتبا يعري المجتمع- القلم مثل المشرط يعري ويفضح المجتمع'.

الاثارة فقط

العواصف والمعارك التي خاضتها السعداوي في مجال الدفاع عن المرأة والكشف عن المستخبي وطبيعة القضايا التي تناولتها جعلت البعض يرى انها اي السعداوي تغوى الجدل والاثارة، ومن هنا فهي ترد قائلة ان الجدل ايجابي، وهي تستغرب كيف يتحول الجدل الى شيء سلبي في مجتمعاتنا، ولكن عندما المحنا إلى اننا نقصد من الجدل الاثارة قالت 'كيف يؤلف شخص اكثر من 47 كتابا ويريد الشهرة؟' و'لماذا لم اعمل راقصة او مذيعة لأصبح شهيرة؟؟'. المشكلة بالنسبة لها ليست شهرة ولكن الهجوم الدائم عليها لانها 'فضحت المجتمع العربي'، و' لأني كشفت اخلاق الازدواجية. لا يغفرون لي' ولكن من هم هؤلاء الذين لم يغفروا لها؟ الجميع، الرجال والنساء الفاسدات، وتعتقد السعداوي انها 'مستهدفة من الحكومات العربية ومن الاخوان المسلمين'، لماذا الاخوان المسلمون؟ 'لانهم تيارات دينية متخلفة' والامر لا يتوقف عند هذا الحد بل الهجوم عليها يأتي من' المسيحية واليهودية من اسرائيل من الحكومة الامريكية، انا مصادرة في سي ان ان ونيويوورك تايمز' عندما كانت تدرس في امريكا وتضيف معلقة ان 'العالم كله مبني على الكذب'. وفي سياق النقد والاثارة قالت مرة في مقابلة انها ترحب بالنقد لان 'النقد احسن من لا نقد'، وتعلق بالقول انها مع النقد الايجابي الادبي. لكن من ينقدونها في بلدها والعالم العربي ومن 'تسلطهم الحكومة' هم موظفون ينفذون اوامر من اصحاب السلطة بالاجبار من ناحية عدم الترقية او التهديد بالفصل او بالاغراء بالمال والمناصب.
رغم الهجوم عليها، ومنع بعض كتبها في بعض الدول العربية، فكتبها موجودة في العالم العربي ومتوفرة خاصة الممنوعة منها ويقبل القراء عليها. وترى ان ما يجعلها تواصل الكتابة هو شعورها انها غيرت حياة الناس مع انها هنا تؤكد انها لم تقل هذا بل الناس يقولون هذا، فالكثيرون ممن تقابلهم يؤكدون لها ان كتبها غيرت حياتهم. وتقول انها تتلقى الرسائل وتقابل الكثيرين ممن تركت كتاباتها اثرا على حياتهم.

انا في القمة

كيف تنظر السعداوي إلى موقع كتابتها ضمن الكتابة النسوية العربية بشكل عام؟ هل تقارن نفسها بغيرها ممن كتبن كتابات جريئة وتجرأن على تحدي الممنوع؟ وهنا تقول انها في' القمة' 'لا اقارن نفسي بأية كاتبة، لست مغرورة ولكن لا توجد كاتبة عربية كتبت ما كتبت وانجزت الانجاز الذي حققته'. وتساءلت عن اسماء من يمكن مقارنتها في حجم الانجاز الذي قدمته، وعندما قدمنا اسماء بعض الروائيات علقت ان الامر في الحالات التي ذكرنا لا يتعدى احيانا رواية او عملا ً آخر لكن لم يكن لديهن مشروع او هكذا فهمنا من ردها.

الكتابات الجديدة

في ظل ما يحدث في العالم العربي من حراك وتطورات وظهور اصوات نسوية جديدة، تكشف عن الداخل والمستخفي في المجتمع فكيف تنظر الى هذا الحراك؟ مع انها ترحب بهذه الاصوات الا انها تضيف قائلة ان اي امرأة تمسك القلم وتكتب وعندها الشجاعة لكشف الستار عن الفساد الاخلاقي للرجال والنساء هي 'بطلة'. والسؤال الان: هل الوضع في المجتمع العربي احسن مما كان عليه في عصرها؟ تتمسك السعداوي بلهجتها المتشائمة. وفي عصر العولمة الذي كشف عن كل شيء، وقضى على المخفي، تتمسك السعداوي بوجود فكرة التابو واستمرارها في المجتمع العربي وان فكرة الختان الفرعوني الذي حاربته ليست الا وجها واحدا من وجوه التابو، وهي طرف جبل الجليد. فالتابو الذي يقهر المرأة مرتبط بمخفيات اخرى تتعلق بفساد السلطة والحكومات وشخصيات الرؤساء الذين تريد ان تكتب عنهم. وهنا تقول انها كتبت عن جورج بوش والختان في مصر وقهر المرأة. ولا تعتقد بوجود وعي في المجتمع حول الختان، ثم تسحب الوضع على الرجال وتقول ماذا عن ختان الرجال الذي تقول انه عادة يهودية وانها طقس لا علاقة له بالاسلام ولا علاقة له بالصحة الجسدية؟ 'انا ضد قطع الاطفال.. انا طبيبة بسبب المضار الطبية والاجتماعية وبكل اسف الاطباء غير واعين بهذه المضار.. انا هوجمت من الاطباء والمشايخ عندما بدأت حملة ضد ختان الاطفال. امامنا طريق صعب'. وضمن هذا الفهم ترى كاتبتنا ان السياق الاجتماعي هو من يفرض على المرأة خياراتها، فالمرأة لا تكره جنسها بسبب وضعها البيولوجي وان الدورة الشهرية او العادة وخروج الدم لا يجعل الفتاة تكره جسدها، وهي تقول ان العكس صحيح فالدم الخارج ليس نجسا، وبسبب التربية والدين يصبح الدم نجسا وان المرأة تحب جسدها، وقالت انها شاهدت فتيات في حالة حب لأجسادهنّ عندما زارت اندونيسيا. وفي النهاية توافق على ان المجتمع هو الذي يفرض على المرأة ان تحتقر جسدها.

سرت في الطريق الصحيح

السعداوي تعتقد انها فعلت الشيء الصحيح في حياتها وانها مشت على السكة الصحيحة، ولو ماتت ثم عادت من جديد للحياة لاختارت نفس الطريق. وتحب ان تصف نفسها بالانسانة الطبيعية وكونها شجاعة لان الاخرين جبناء. تشاؤم السعداوي من الوضع الحالي للحركة النسوية وتغول 'اليمين' والتسلط والفساد وغياب الوعي وانتشار الفساد ينسحب على وضعية الادب التي تقول انه مع الادباء اصبح اكثر توجها نحو 'المحافظة'، فهناك كتاب يبدأون كتاباتهم ببسم الله ويختمونها بالحمد لله كما اشارت في لقاء سابق. وهنا وضحت قائلة ان العودة للغة الدينية تذكر بالخطاب الديني في عهد السادات - الرئيس المؤمن وعودة لاستخدام الدين والمتاجرة فيه.
تظل السعداوي في حياتها وكتاباتها امرأة تسبح ضد التيار وايا كان الحكم على كتاباتها ومن كل الاطراف كونها ضحية كتاباتها وفهمها للدين والمجتمع وان غيرت كتاباتها المجتمع، فوضع المرأة بعد مئة عام على يوم المرأة العالمي لم تجد ما تحتفل به وانجازاتها نسبية مقارنة بما تطمح اليه ومن هنا نفهم تشاؤم السعداوي.وانجازها العلمي والاكاديمي والابداعي ونشاطها يجعلها ظاهرة تستحق الدراسة ايا كان الموقف من آرائها واحاديثها.
(80) ألف دولار مقابل مباراة غولف مع بيل كلينتون

  فاز مزايد في أمريكا بفرصة المشاركة في مباراة غولف أمام الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون مقابل 80 ألف دولار وذلك في مزاد أقامته دار كريستي الشهيرة للمزادات في نيويورك. وحمل المزاد اسم 'المزاد الأخضر' حيث عرض مجموعة من البضائع الفاخرة التي تقدر قيمتها بنحو 657 ألف دولار.
وجاء المزاد لصالح 'يوم الأرض' وحظي بمشاركة مجموعة كبيرة من النجوم مثل الممثلة سلمى حايك ونجم التنس جون ماكينور. وسيذهب عائد المزاد لصالح مؤسسات معنية بالبيئة.
وتتيح دار المزادات للراغبين في الفوز بلقاء شخصيات عالمية شهيرة، فرصة المشاركة في 'المزاد الأخضر' عبر الانترنت حتى السادس من الشهر المقبل.
وتشمل العروض الأخرى مباراة تنس مع جون ماكينور وأمسية مسرحية مع الممثلة سيجورني ويفر بطلة فيلم 'أفاتار' وقضاء يوم تصوير مع الممثل الأسترالي هيو جاكمان.
'القدس العربي' في ذكراها الـ21 وتأثير خطابها على الناس

مع مرور يوم غد تكون 'القدس العربي' قد أكملت عامها الواحد والعشرين، وعادة ما تكون مناسبة لإعادة التعرف عليها وعلى بعض ظروفها وأحوالها وتطورها، خاصة أنها تمثل من وجهة نظري إضافة متميزة في عالم الصحافة والتواصل الإعلامي. وهو ما أعطاها ذلك التأثير والحضور الواضح الذي ملأ الدنيا وشغل الناس. وألخص ما أريد قوله بشأنها فى السطور التالية :
أولا : نشأت 'القدس العربي' في ظروف غير عادية. وخرجت إلى النور من رحم الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وفي وقت تصور فيه النظام الرسمي العربي أنه إن لم يكن قد طوى صفحة فلسطين فقد أعطاها ظهره، وحصرها في إطار الاستهلاك الإعلامي والدعاية الحكومية. أغرته التنازلات المتتالية عن حقه وحق الفلسطينيين في فرض حل عادل ووضع نهاية منصفة للصراع العربي ـ الصهيوني. وساعد على ذلك الحال تداعيات ترتبت على تغيير ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية، وتزكية نهج التفاوض فحل تدريجيا بديلا للكفاح المسلح. هذا فضلا عن توابع الاعتراف بوجود الدولة الصهيونية وحقها في الاغتصاب. ومن يعود إلى مؤتمر القمة العربية السابق على الانتفاضة الأولى يجد أن فلسطين أهملت تماما، وما قدم من تنازلات بدا وكأنه قد أعفى النظام الرسمي العربي من مسؤوليته عنها. وانتهى الأمر بتماهي النظام الرسمي الفلسطيني في النظام الرسمي العربي. واقترب الاثنان تبعا لذلك من المشروع الصهيوني. وأخذت الخطط ومقترحات التسوية والحلول مسارا نوعيا مغايرا، وأضحت شأنا أمريكيا صرفا، بكل ما يعني ذلك من انتصار للمشروع الصهيوني.
ثانيا : أحاط النشأة مناخ نمت فيه الحاجة لمواجهة التردي الذي استقر على أكثر من جبهة عربية، ومنها الجبهة الفلسطينية، وتصاعد وتيرة الإبادة والتهجير وزيادة أعداد الفلسطينيين الذين يعيشون في المنافي وفي مخيمات اللجوء، وذلك لإفساح المجال أمام الهجرات المتزايدة من الاتحاد السوفييتي السابق في مرحلة احتضاره. هذا بجانب أن ملايين الذين فقدوا الوطن كانوا قد خلقوا بداخلهم وطنا وجدانيا. وبدلا من أن يعيشوا في وطن له حدود سياسية وجغرافية واضحة المعالم عاش الوطن فيهم، وهذا من أسرار معجزة البقاء الفلسطينية متعددة الوجوه. ولم يكن هناك بد من الرهان على الذات. وبذلك ملأت الانتفاضة الأولى فراغا أحدثه تردي النظام الرسمي العربي وتراجع المقاومة و غياب الكفاح المسلح، وكانت المقاومة أساسا للوحدة الوطنية والتماسك السياسي والتكافل الاجتماعي. والوطن بذلك المعنى كان بحاجة لوعاء وجسر عبور إلى المحيط الفلسطيني ومجاله الحيوي بمستوييه العربي والإنساني. يحافظ على الثوابت الوطنية والقومية والدينية إلى أن تحين لحظة تاريخية فاصلة تتعدل فيها الموازين وتستقيم معها الأوضاع مرة أخرى.
ثالثا: بعد النشأة ، فرض هم الاستمرار نفسه على مؤسسي المشروع. كان مطلوبا منهم أن يوفروا له الرعاية وأن يمكنوه من النمو والاكتمال. وكان هذا صعب المنال دون التوجه إلى القارئ وإلى المنتمين لفلسطين، سواء كانوا من أبنائها أو غيرهم. فالتوجه إلى هؤلاء يخفف من ضغوط وابتزازات الساسة وتعنت المسؤولين وجمودهم. وهذا ما منح 'القدس العربي' القدرة على تجاوز المعنى الضيق للفلسطينية، أعطتها معنى رحبا أحيا قيمة فلسطين الحقيقية، الأكبر والأشمل من ذلك الحيز السياسي والمساحة الجغرافية، بما تمثله كجزء عزيز من وطن عربي أكبر وعالم إسلامي أوسع، يفوق عددا وعدة أولئك السكان؛ ممن بقي منهم على أرضه أو ذهب إلى صقيع المنافي و جحيم المخيمات، واكتشف القارئ قبل غيره، من خلال 'القدس العربي' أن لفلسطين حجما معنويا وإنسانيا يتجاوز حجمها المادي بمئات المرات. قيمتها مستقرة في عقل وضمير أمة عربية تجاوز عددها 360 مليون نسمة، وتحتل مساحة جغرافية ممتدة من غرب إيران حتى شرق المحيط الأطلسي، في شمال غربي القارة السمراء. وتتسع بمساحة عالم إسلامي ممتد؛ من الجزر الاندونيسية إلى بحر الظلمات والصحراء الموريتانية. وتحتل مكانة خاصة لدى الرأي العام الإنساني وفي وجدان وضمائر الأحرار على اتساع قارات الدنيا.
رابعا : ذلك الحجم المعنوي والحضور الإنساني الكبير، حملا ملامح امبراطورية أو ما فوق امبراطورية، لكن بمحتوى مختلف. لم يكونه غاز، ولا صنعه مغــامر. بُني بقوافل الشهداء والمجاهدين، ودور العظماء والمبدعين. وتُرى تلك الملامح واضحة على الأرض وبين الناس وفي ذاكرة الأيام. وقد قيل وكُتب الكثير عن الامبراطورية اللبنانية الممتدة، والتي بنيت بنشاط المهاجرين واتسعت بمهاراتهم وقدرتهم على التواصل. وذلك الحضور اللبناني ترك بصماته في أفريقيا وأمريكا اللاتينية. أقيمت الامبراطورية اللبنانية بالتفاعل والنفوذ الاقتصادي والحضور السياسي والتأثير الأكاديمي والإعلامي ، مع دور بارز في عوالم المال والأعمال وداخل بلاط الملوك وقصور الأمراء والشيوخ في الجزيرة العربية والخليج. ومع ذلك أصبح المجال الامبراطوري الفلسطيني أوسع وأكثر تأثيرا من شقيقه اللبناني. ووعت 'القدس العربي' ذلك الحجم فحافظت عليه وزادته تأثيرا. وهذا من أسرار الالتفاف حولها. لم تكتف بأن تكون لسان حال الفلسطينيين وأضحت لسان حال كل المستضعفين والأحرار العرب؛ داخل الوطن الكبير أو خارجه على امتداد العالم.
خامسا: وإذا كانت النقاط أعلاه كاشفة للحجم والحضور والتأثير.. فماذا عن الرسالة التي حملتها 'القدس العربي' للناس؟ وتعود بي الذاكرة إلى فترة الإعداد، والحديث عما أسميناه 'الخط الغائب' في الخطابين السياسي والإعلامي العربي، وهو الخط الذي غلب على الصحف السيارة، وكان هذا معناه إحياء الخطاب الوطني الجامع، الذي يتسع لتنوع واختلاف الأفكار والآراء وتعدد الاتجاهات دون تناقض أو صدام مع الثوابت الوطنية والقومية والدينية والأخلاقية، وهي وإن بدت معادلة صعبة، ومع ذلك أمكن حلها والتعامل معها، بنشر الحقائق وتناول أكثر القضايا تعقيدا وحساسية، على قاعدة تسمية الأشياء بأسمائها، ووصف التصرفات بما يجب أن توصف به. وبذلك كُسر سياج العصمة وتحطم طوق القدسية الزائفة التي طغت على الخطاب السياسي والحكومي والأمني العربي. ولم يكن ذلك ممكنا بغير مـــواقف جسورة ودون روح قابلـــة بالتحدي، سعت لإعادة الاعتبار لثقافة المقاومة وقيم التحرر والكفاح، ولم يمنعها تجبر المنظومة الصهيو ـ غربية وتوحشها بعــد أمسكت بزمام المبادرة واعادت العالم إلى ما قبل عصر التحـرير فينا بعد صعـــود الظاهرة الاستعمارية وتــوابعها الاستيطانية والعنصرية. وبــذلك أضافت للنظــام الرسمي العــربي والعــالمي قبحا على قبحه الأصــلي. لــم يمنعــها ذلك من حمل عبء هذه الرسالة.
سادسا: ساعدت 'القدس العربي' وهي تزيح مساحيق التجميل وأقنعة التنكر عن حقيقة قوى الاستكبار. ساعدت في تعرية زيف الديمقراطية الوافدة على ظهور دبابات الغزاة والمحتلين والمستوطنين، وترويها أنهار دماء الضحايا والأبرياء، وتغطيها حمم الحديد والنار المنطلقة من القواعد والأساطيل والطائرات، وثبت أن كل ذلك القتل والدمار والتخريب والتهجير لا يمت بصلة للديمقراطية، إنما هو من قبيل الإبادة والتطهير العرقي والعدوان المستمر. كشفت أن الديمقراطية الحقة تحق الحق، وتزهق الباطل، وتقيم العدل، وتنصف المظلوم وتحرر المستضعف. وقد ساهم ذلك في اندلاع الحراك الوطني المتنامي في أكثر من بلد عربي. وها هي مصر تشهد على ما ندعي. كان لـ'القدس العربي' فضل السبق في كشف مخطط التوريث، في وقت لم يكن ممكنا فيه رؤيته بالعين المجردة، قبل أكثر من عشر سنوات. وقتها بدت اللغة مستغربة والتوقع مستبعدا، ولما لاح المخطط في أفق البيت الحاكم وشاع؛ ظهرت دعاوى السبق، مع أن جرس التحذير كان يقرع مدويا على صفحات 'القدس العربي'.. مسموعا.. وله أصداؤه في مصــر وخارجها بعــد أن ضــاقت المسافات وتعاظم التواصل بين الناس.
سابعا: وفي زمن تتبارى فيه أقلام ومطبوعات ووسائط بث إذاعي ومرئي؛ تزين محاسن الحياة في كهوف الجمود، والسباحة في مستنقعات التخلف، كانت 'القدس العربي' على العكس ترفض الجمود ولا تقبل بالتخلف، وذلك بنشر الوعي ، وتحفيز الهمم، مع الدعوة للأخذ بنواصي التقدم وأسباب القوة. ولم تهمل قيم الإخاء الديني والإنساني القائم على التسامح والبعيد عن التعصب. لذا لم تقع في فخ الإغراءات الطائفيـة والمذهبية، ولا النزوات العنصرية والانعزالية. كــان خطابها عابرا للطوائف والمذاهب والأهــواء العنصرية والانعزالية. واكبت الحراك النشط في أكثر مــن ساحة عربية. سلطت عليه الضوء ووقفت في صف المتعطشين والحالمين بالتغيير والساعين إليه.
الكتابة عن 'القدس العربي' في ذكرى تأسيسها تهدف في جانب منها استجلاء ما قد يكون قد أهمل في زحمة المشاغل والأحداث، ومع أن ظهورها واستمرارها جاءا في زمن التراجع والعجز الرسمي إلا أنها كما نشأت من رحم الانتفاضة الأولى عاشت حتى شهدت إرهاصات نهوض وطني واضح، وتصاعد حراك شعبي ينبئ بتغيير شامل تنعقد عليه الآمال في صياغة مستقبل أفضل مبرأً من فساد وأدران الواقع الحالي. وقد حافظت 'القدس العربي' على احترامها لنفسها بسبب عدم الانسياق والتهليل للتراجعات والانهيارات، والادعاء بأنها انتصارات، أو في حدها الأدنى حبل للنجاة ، إعمالا لقاعدة ليس في الإمكان أبدع مما كان. رهان صحيح، وإن بدا متمردا.. لكنه التمرد الحميد والفاعل. لذا بلغت سن رشدها مبكرا وقبل أوانه. وسن الواحد والعشرين يمثل في العادة سن الرشد لدى الإنسان، أما في 'القدس العربي' فقد أضحى سن التمكن، فقد بلغت رشدها مع لحظة ولادتها وسبقت عمرها في الدور والمكانة. ونجاحها في إحياء ذلك 'الخط الغائب' استمر بها وأثمر وتطور وأثبت نجاعته. وما كان لها أن تشق طريقها وتكون لها هذه المكانة لولا كتيبتها الجسورة، وأسرتها المتضافرة. أثبتوا جميعا أن الوعي والموقف أغنى وأكثر قوة من كنوز الأرض. وهم من جعلوا المستحيل بلا معنى أمام قوة الإرادة والعزيمة الصلبة، فأتاحوا للأفكار والآراء أن تتفتح وللورود أن تزهر.
لهم التحية وتهانينا لهم جميعا ومعهم قائد كتيبتهم الأخ والصديق الأستاذ عبد الباري عطوان
28 منظمة حقوقية مصرية تطالب برفع الحصانة عن نواب الرصاص وتعتبر ما جرى ارهاصا لثلاثة عقود من الطوارئ


القاهرة 'القدس العربي' أعلنت 28 منظمة حقوقية تضامنها مع مطالب حركة شباب 6 ابريل وكافة الحركات المطالبة بالديمقراطية مؤكدة على حق المصريين في التظاهر السلمي وحرية التعبير واختيار النظام السياسي الذي يحكمهم.
ووقعت المنظمات على بيان للتنديد بطلب نواب عن الحزب الوطني الحاكم باطلاق الرصاص على المتظاهــــــرين خلال اجتماع لجنة الدفاع والامن القومي بمجلس الشعب، واعلنوا أيضا تضامنهم مع الشبكة العـــــربية لمعلومات حقوق الانسان ازاء ما تعرضت له من هجوم على لسان اعضاء الحزب الوطني بمالجلس.
وقالت المنظمات ان ارهاصات العنف والقمع التي بدأت بالاعتقالات العشوائية للاخوان المسلمين ثم امتدت لتشمل الطلاب والمدونين والحركات الاحتجاجية المطالبة بالديمقراطية تشير الى ان هذا النظام ما عاد يستند الى شيء سوى جهازه الأمني وان فقدانه للشرعية سوف يؤدي به الى استخدام المزيد من العنف ليمر من سلسلة الانتخابات القادمة (الشورى ـ مجلس الشعب ـ الرئاسة) وهو لا يزال مسيطرا على مقاليد الحكم، وانه في سبيــــل ذلك سوف ينتهك بدون تردد كافة حقــــــوق الانسان وهو ما سوف يتجلى واضحا في شهــــر ايار/مايو حين يعلن عن المد مرة أخـــرى لحالة الطوارئ، أي استمرار للسلطة المطلقة لجهـــــازي الشرطة وأمن الدولة في قمــع المعارضين، وبالتالي استمرار الحاجة للتظـاهر والاحتجاج والاعتصام ولكافة أشكــال الاحتجاج السلمي الى ان يقرر هذا النظام أن يغير سياساته أو يرحل.
وطالبوا رئيس مجلس الشعب برفع الحصانة عن الأعضاء الثلاثة واستجواب نائب وزير الداخلية الذي يعتقد ان القانون يكفل له حق اطلاق النار على المتظاهرين، مضيفين أن الاعضاء الثلاثة اما يمثلون رأي الحزب وفي هذه الحالة يجب التحقيق ليس معهم فحسب وانما مع قيادة الحزب الوطني باعتباره يدعو الى ممارسة العنف ضد المواطنين العزل ويثير الخوف والترهيب مما يهدد أمن المواطنين، أو أن الأعضاء الثلاثة يعانون من خلل في ادارك معنى ما يتفوهون به من تصريحات وبالتالي لا يصح ان يشغلوا موقعا في هيئة يفترض فيها انها تشرع للبلاد، مشيرين الى عدم صدور اعتذار رسمي حتى الان من الحزب الحاكم او من قادته ،معتبرين ان الحزب الوطني الحاكم أفصح عن رؤيته الحقيقية لطبيعة الارهاب ورأيه في كيفية التصدي له.
فالارهاب من وجهة نظر الحزب الحاكم لا يقتصر على العمليات المسلحة أو حتى أعمال العنف وإنما يمتد ليشمل التظاهرات السلمية مثل مظاهرة شباب 6 ابريل حيث تم انتهاك عرض النساء والرجال وضربهم ضربا مبرحا واحتجازهم على غير سند من القانون في معسكرات الامن المركزي.. الخ، والتصدي للارهاب في رأي أعضاء حزب الاغلبية لا يقتصر على الاعتقالات والتعذيب والتقديم للمحاكم الاستثنائية وانما وبوضوح بإطلاق النار عليهم،وذلك بعد ثلاثة عقود من التجديد المستمر لحالة الطوارئ والدفاع المستمر عنها والترويج محليا ودوليا بأنها ضرورة للتصدي للارهاب وتجارة المخدرات، وهو ما صرح به ثلاثة من اعضاء الحزب الوطني في مجلس الشعب بل وطالبوا باستجواب وزير الداخلية 'لو ان الأمر بيدي لاستجوبت وزير الداخلية بسبب (حنيته) في التعامل مع هؤلاء الخارجين عن القانون.. يا وزير الداخلية احنا 80 مليون بناقص شلة فاسدة ومتجاوزة عايزين يرجعوا أيام انتفاضة الحرامية.. اضربوهم بالنار واستعملوا الرصاص مع المتظاهرين الخارجين عن القانون'.
هدنة بين الاحزاب المصرية تحضيرا للانتخابات



انا مخطط مصري مقيم في المانيا منذ 12 عاما كتبت وثيقة هدنة بين المعارضة المصرية ضمن بحث مكون من 4000 صفحة بعنوان اسباب تعثر حركة كفاية 2004 الى 2010 استغرق مني 6 سنوات.
شروط هذه الهدنة هي:
1- لا منافسة على منصب رئيس الجمهورية بين الاصلاحيين بل الاجتماع على شخص واحد.
2- وان تكون هناك قائمة إنتخابية واحدة فقط في الانتخابات البرلمانية القادمة هي قائمة الجمعية الوطنية المصرية تضم كل التكتلات والاحزاب والمستقلين.
3- مدة هذه الهدنة هي مدة برلمانية رئاسية واحدة بعدها يتاح للجميع من احزاب ومستقلين التنافس منفصلين على مقاعد البرلمان ومنصب رئيس الجمهورية من خلال إنتخابات ديمقراطية.
4- شروط الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية يجب ان تكون هي أيضا الشروط التي يطالب الاصلاحيون بها للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة.
5- صياغة نص بديل للمواد 76 و77 و88 من الدستور.
يتم التصويت على الهدنة اثناء مؤتمر او جلسة تجمع ممثلين للمعارضة في إطار وثيقة تأسيسية للجمعية الوطنية المصرية.
نص الوثيقة التأسيسية للجمعية الوطنية المصرية:
الآعضاء:
1- تتكون الجمعية من ممثلي تكتلات وأعضاء مستقلين (شخصيات عامة)، يحدد عدد تمثيل التكتلات بفردين لكل كتلة (شرح: مثلا يمثل الوفد فردين والاخوان فردين وكفاية فردين).
2- يقابله فردين من المستقلين على ان يتم إقتراح أسماء المستقلين من التكتلات ويتم قبول المستقلين بموجب الحد الادني للمصوتين (من ممثلي التكتلات) بنسبة 51 بالمئة (شرح: يقترح الاخوان فردين من الشخصيات العامة مثال دكتور جامعي وكاتب سياسي الخ لكن لقبول هذين الشخصين كأعضاء في الجمعية يجب ان يتم تصويت بين ممثلي التكتلات بموجب الحد الادنى للمصوتين بنسبة 51 بالمئة).
3- بعد إكتمال عدد المستقلين (الشخصيات العامة) يتم إنتخاب رئيس الجمعية بموجب الحد الادنى للمصوتين بنسبة 51 بالمئة.
4- الدكتور محمد البرادعي هو مؤسس الجمعية الوطنية المصرية ولايقوم بالتصويت لكن يمكن إنتخابه رئيسا للجمعية.
اللائحة الداخلية:
- يقر الموقعون على هذه الوثيقة بحق كل الاعضاء في الممارسة السياسية غير المنقوصة .
- يلتزم الموقعون على الوثيقة بالعمل بموجب قرارات الجمعية .
- قرارات الجمعية غير قابلة للطعن .
- يتم تمرير قرارات الجمعية بموجب الحد الادنى للمصوتين بنسبة 51 بالمئة
ينبثق عن الجمعية عدة لجان منها:
- اللجنة التشريعية ويتبعها المجلس الاعلى لصياغة الدستور ويعهد اليه صياغة دستور إنتقالي ينشر في الصحف خلال ستة أشهر من تاريخ إنتخاب رئيس الجمعية.
- لجنة ألاعداد والتعبئة وهي لجنة تختص بالتجهيز للانتخابات البرلمانية والرئاسية.
- لجنة حماية وتفعيل مطالب الجمعية الوطنية.
- لجنة التنسيق والاتصال بين الاعضاء.
ربي اشكر نعمتك التي انعمت عليّ وعلى والديّ وان اعمل صالحا ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين .
أدوية رخيصة بغير علامات تجارية
الأطباء الأسبان يجرون اول عملية جراحية لزرع وجه كامل في العالم


اعلن رئيس الطاقم الطبي خوان بيري باريت ان الاطباء الاسبان اجروا اول عملية في العالم لزرع وجه كامل. واجرى طاقم مكون من 30 خبيرا عملية زرع الوجه في مستشفى فال دي هيبرون في برشلونة لشاب اصيب في حادث قبل خمس سنوات. واوضح باريت ان المريض لم يكن يستطيع التنفس او البلع او التحدث على نحو مناسب.
وجرى زرع عضلات وجه وجلد وانف وشفاه وفك واسنان وحنك وعظام خدود للشاب في العملية التي استغرقت 22 ساعة واجريت له في العشرين من آذار/ مارس الماضي. واضاف باريت ان حالة المريض جيدة. واشار الطبيب الى انه من المتوقع ان يتمكن الشاب من العيش بشكل طبيعي بعد تماثله للشفاء من العملية.
وقال الطاقم الطبي الاسباني ان عشر عمليات لزرع وجه جرت في جميع انحاء العالم ولكن كلها كانت عمليات جزئية.
وفي لوكسمبورغ قالت محكمة العدل الأوروبية إنه تم السماح للسلطات العامة في الاتحاد الأوروبي بالترويج لاستخدام أنواع من الأدوية الرخيصة بغير علامات تجارية في المرافق الصحية الوطنية التابعة لها، في محاولة لاحتواء الأسعار.
وكانت المحكمة طولبت بإبداء رأي قانوني في دعوى رفعتها رابطة الصناعات الدوائية البريطانية ضد مشروع تبنته السلطات الصحية في انكلترا وويلز. وقالت المحكمة التي تتخذ من لوكسمبورغ مقرا لها في بيان إنه يجوز لتلك السلطات أن تحدد إذا كانت منتجات دوائية معينة تحتوي على مادة معينة فعالة تعد مفضلة على منتجات دوائية أخرى، طبقا للحالة المالية العامة.
وتبين أن المشروع الذي خضع للتدقيق ملتزم بتوجيه أوروبي يمنع بيع المنتجات الدوائية للأطباء لأن القضاة شددوا على أن السلطات العامة 'لا تسعى لتحقيق ربح أو هدف تجاري'.
لكن المحكمة الأوروبية قالت في حكمها إن السلطات لا يمكنها أن تحض الأطباء على وصف أدوية بغير علامة تجارية محلية الصنع على حساب تلك المصنوعة في دول أوروبية أخرى. وقالت أيضا إن التقييمات العلمية التي تحدد الأدوية ذات العلامة التجارية والتي يمكن استبدالها بما يسمى بالمنتجات 'العامة' لا بد أن تعلن على الملأ.
علاج جيني يشفي الكلاب من عمى الألوان


  استخدم علماء في جامعة بنسلفانيا علاجاً جينياً لاستعادة عمل الخلايا المخروطية وشبكة العين والبصر في النهار عند كلبين يعانيان من عمى الألوان.
ويعتقد الباحثون المتخصصون في طب العيون عند الحيوانات ان هذا المرض ناجم عن اضطراب جيني وهو يحصل عند البشر بمعدل واحد من كل 50 ألف شخص.
يشار إلى ان عمى الألوان يتمثل بعدم القدرة على التمييز بين بعض الألوان أو كلها، وهو وراثي في غالب الأحيان، لكن يمكن أن يحصل بسبب خلل في العين أو العصب البصري أو الدماغ أو إثر التعرض لبعض المواد الكيميائية.
وقال العلماء ان عمل الخلايا المخروطية أساسي لتمييز الألوان والتدقيق فيها بالإضافة إلى القيام بغالبية النشاطات البصرية اليومية، ما يبين أهمية العلاج الجديد الذي تم اكتشافه. وقال الباحثون ان العلاج ساهم في شفاء الكلبين والنتائج مستمرة منذ 33 شهراً ما يؤشر إلى انها دائمة.
يذكر ان البحث الذي ضم علماء من جامعات تامبل وفــــلوريدا وكورنل وألاباما نشر على موقــــع مجلة 'هيومن موليكولر جينيتيكس' على الإنترنت..
منظمات حقوقية تطلق حملة للدفاع عن طلاب الجامعات المصرية
القاهرة ـ 'القدس العربي' نظرا لما شهدته الجامعات المصرية خلال الشهور القليلة الماضية من تصاعد حدة العنف والاعتقال والاحالة الى التحقيق ومجالس التأديب ضد طلاب ، وكان ابرزها ما شهدته جامعات الاسكندرية والمنوفية والزقازيق والفيوم وعين شمس والازهر قامت عدة منظمات حقوقية بالاجتماع بهدف التشاور والوصول الى اليات لمواجهة تصاعد حدة العنف ضد طلاب الجامعات المصرية الى جانب تصاعد حملات الاعتقال التي لم تقتصر على الطلاب فقط ولكنها امتدت لتشمل اهالي الطلاب ايضا ابتداء من النصف الثاني من شهر شباط/فبراير وعلى امتداد شهر آذار/مارس والنصف الاول من شهر نيسان/ابريل 2010 حيث شهدت تلك الفترة تعرض نحو 70 طالبا للحبس، منهم من بلغت مدة حبسه أربعة أيام، ومنهم من تم تجديد الحبس له خمسة عشر يوما، في أعقاب الأربعة أيام الأولى، إلى جانب صدور قرار ضبط وإحضار لنحو 11 طالبا، من طلاب هندسة منوف، جامعة المنوفية، هذا إلى جانب نحو 59 حالة تتراوح ما بين التعرض للتحقيق والإحالة إلى مجالس التأديب والتي نجم عنها تعرض الطلاب للفصل مددا تبدأ من أسبوع وتصل في بعض الأحيان إلى شهرين، إضافة إلى وجود أربعة حالات فصل نهائي من الجامعة، بجامعة الفيوم الى جانب العديد من الإصابات، التي تعرض لها الطلاب، والتي نجمت عن اقتحام أجهزة الأمن، للحرم الجامعي للجامعات المصرية ذلك أن العنف داخل الحرم الجامعي أصبح يتم عبر تزاوج غير مسبوق، ما بين رجال الأمن، وإدارة الجامعة، إضافة إلى عمال الجامعة، وأعداد هائلة من البلطجية.
هذا وقد اجتمعت المنظمات الحقوقية بمقر مؤسسة حرية الفكر والتعبير، واتفقت على تدشين حملة تحت عنوان 'حملة الدفاع عن طلاب مصر'، تهدف إلى تقديم الدعم القانوني للطلاب، بالإضافة إلى توعية الطلاب بمختلف حقوقهم، ورصد وفضح الممارسات الأمنية والإدارية بالجامعات المصرية التي تمارس بشكل منهجي .
ودعت الحملة كافة المنظمات الحقوقية والمدونين والنشطاء والمهتمين بالدفاع عن الحقوق والحريات الطلابية داخل الجامعات المصرية، للانضمام والمشاركة في أعمال الحملة.حينما أطلق جمال عبد الناصر صرخته الشهيرة معلنا 'إن على الاستعمار أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل' لم يملك الإنكليز سوى الرضوخ وتوقيع معاهدة الجلاء عن مصر، كان ذلك في زمن تصاعدت فيه قوة مصر الخشنة والناعمة معا بفضل زعامة شابة حملت رؤية محلقة لمستقبل مصر ومكانتها وإمكاناتها، واليوم نحن في زمن مختلف تماما نستعيد، بأسى، صرخة عبد الناصر لنسددها نحو النظام الذي يحكم مصر على مدى الثلاثين عاما الماضية، ونقول له مع شباب مصر الصاعد أن عليه أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل عن مواقع القيادة، مستعيدين بذلك ما قالته منذ خمس سنوات حركة 'كفاية' التي كانت الأولى في إعلانها 'لا للتمديد لا للتوريث'. ونزلت إلى الشارع بذلك النداء في جسارة تاريخية، ومرددين لنداءات عدد من الحركات والجماعات المطالبة بالتغيير، وأقدم هنا خمسة عشر سببا تدفعنا لمطالبة النظام بأن يحمل عصاه على كاهله ويرحل:
1 ـ تقزيم دور مصر
في مجال السياسة الخارجية نجد العديد من الاخفاقات وعلى رأسها حالة الشلل والوهن العضال امام التجاوزات والتحديات الإسرائيلية، والغياب المحبط لأية مبادرات أو سياسات فعالة تحقق المصالح المصرية والعربية في العلاقة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، مع تراجع فادح لدور مصر في المنطقة مما خلق فراغا مخلا سارعت إلى احتلاله دول أخرى مثل إيران وتركيا بل وحتى السعودية وقطر، واستطاعت السياسة الخارجية المصرية أن تهبط بدور ومكانة مصر التي كانت حتى السبعينات هي الرائدة القائدة للمنطقة بأسرها بتأثيرها في دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ودورها الذكي في التأثير على القطبين العالميين في ذلك الوقت، إلى موقع بائس فقير تناطح فيه الخارجية المصرية حركات محلية مثل حزب الله وحماس، وتفشل في التأثير حتى على هذه الحركات والأحزاب.
2 ـ حالة طوارئ مستديمة
حين نترك الساحة العالمية محبطين وننكفئ داخليا نجد نظاما مضطرا إلى تمديد حالة الطوارئ على مدى ثلاثين عاما. كيف تكون هذه حالة طوارئ وقد أصبحت هي الحال الدائمة على مدى جيلين كاملين؟ إن حاجة النظام إلى إعلان وإدمان حالة الطوارئ هي إعتراف بفشله في تأمين نظام سياسي واجتماعي مستقر يسمح للمواطنين بالعيش في أمان وسلام مثل بقية شعوب الأرض، إن الكثير من دول العالم قد عانت وتعاني من عمليات إرهابية تقع في أمريكا وأوربا والهند والسند، ولكن لم تقم أي من هذه الدول بإعلان وإدمان حالة طوارئ لثلاثين عاما.
3 ـ الفشل في بناء دولة عصرية
فشل النظام في إتمام المشروعات التأسيسية الأولى لبناء دولة عصرية في مصر والتي بدأت على يد طلعت حرب من ناحية وأضاف إليها عبد الناصر في المجالات الصناعية والاجتماعية والثقافية وكان من المفروض أن يضيف النظام إلى هذه القواعد الأولى إستكمالات عديدة لتحويل مصر إلى دولة مؤسسات ولكن العكس قد حدث ووجدنا تآكلا مستمرا لمؤسسات الدولة وقدرتها على العمل الفعال، ورأينا تحول الدولة تدريجيا إلى عزبة تدار بالتليفون وإلى تجاهل مذهل للآليات القضائية والقانونية في التصدي لأحداث عنف وجرائم يقوم فيها النظام بالعودة إلى ممارسات قروية وبدوية يسميها 'جلسات المصارحة والمصالحة' في اعتراف واضح بفشله في بناء دولة القانون والمؤسسات، والنظام يؤكد هذا حينما لا ينفذ أحكام القضاء وكأنها لم تكن.
4 ـ فشل التعليم
فشل النظام فشلا كاملا في توفير وإدارة نظام تعليمي سليم يبني الاجيال القادمة والنتيجة المأساوية أمام كل من له عين ترى. ولا نعرف دولة في العالم، ربما سوى دول المجاعات الأفريقية - قد فشلت إلى هذا الحد في نظام تعليمها ولذلك لجأ المواطنون إلى نظام تعليمي بديل يدفعون فيه التكاليف الباهظة لمدرسين يدرسون في المنازل والدولة تتفرج على هذا كله في اعتراف مهين بفشلها في أقدس مهامها. ويشمل الفشل المنظومة التعليمية بأكملها من المدارس المكتظة ذات المنشآت المنهارة القذرة إلى مدرسين يمارسون الضرب والركل لتلاميذهم فيما يتقاضون مرتبات رمزية يضطرون إلى استكمالها بالدورس الخاصة إلى المناهج التي غابت عنها أساليب التعليم العصري العلمي واستعاضت عنها بالخرافات والسفاهات والإقحامات الدينية في كل مجال.
5 ـ تفاقم الفقر
يتزايد الفقر بانتظام بحسب الأرقام الصادرة عن النظام نفسه، ولكن الصراع الدامي بين المصريين الواقفين في طوابير الخبز الذي وصل إلى حد القتل في أحوال كثيرة هو شاهد عيان على ذلك، وحتى يومنا هذا هناك موظفون يتسلمون راتبا شهريا قدره مئة جنية (أي عشرون دولارا) وهو ما دفع رئيس مجلس الشعب إلى أن يجهر بعدم تصديقه لذلك. . فأجابه عدد من الصحافيين بأن هذا هو الواقع الذي لا يدري عنه النظام شيئا.
والفقر يدفع بالبعض إلى الفساد والارتشاء والسرقة والاهمال في العمل والاحباط واليأس من الحياة والمرض الجسدي والنفسي فيتحول المجتمع إلى تكدسات من البشر المطحونين غير القادرين على الإنتاج إذ هم غير قادرين على إعالة أنفسهم.
6 ـ فشل الإسكان والمرافق
تحت بصر المسؤولين وأصدقائهم من رجال المال والأعمال انتشرت داخل وحول المدن المصرية ومنها القاهرة نفسها شبكات عنكبوتية مما يطلق عليها 'العشوائيات' وهي أحياء 'سكنية' لم تصممها ولا تخدمها الدولة اضطر الفقراء والمعوزن إلى إقامتها لأنهم لم يجدوا مكانا آخر يؤويهم - فسكنوا تحت الجسور وداخل المقابر وفي كهوف الجبال وعلى الجزر النائية وعلى أطراف المدن، ظهرت هذه وانتشرت تحت سمع وبصر المسؤولين من منهدسي البلديات إلى رؤساء المحليات، فالإهمال في كل مجال وفي كل مكان. ورأينا المواطنين يقطعون الطرق الرئيسية في مصر في محاولات بائسة للفت نظر المسؤولين إلى احتياجاتهم لأساسيات غائبة مثل المياه النقية والصرف الصحي والرغيف النظيف والراتب الكافي لأساسيات المعيشة.
7 ـ إنهيار المواصلات
من عبارات تغرق بالآلاف نتيجة إهمال وفساد هائل لم يحاسب عليه صاحبه حتى اليوم إلى قطارات تحترق وتصطدم وتقتل المئات، إلى حافلات أطلقوا عليها اسم حافلات الموت لأنها تنطلق على الطرقات الداخلية والخارجية بلا حسيب أو رقيب إلى حالة تقترب من الشلل الكامل لمرور السيارات في وسط القاهرة، هذه كلها سمات ما يعاني منه المصريون بشكل يومي في القاهرة وعلى الطرق البرية والمائية والحديدية في أنحاء القطر، في علامة دامية على الفشل المستمر للنظام في الارتقاء بقطاع المواصلات والمرور إلى المستويات المعتادة في العصر الحديث.
8 ـ فشل الصحة
حينما تجد أعدادا كبيرة من كبار المسؤولين يتركون مصر ويلجأون إلى أوروبا أو الولايات المتحدة لإجراء جراحات عادية بل وحالات وضع في مستشفيات الخارج - وعلى حساب الدولة - لابد أن نجد في هذا إعترافا علنيا بالفشل في تقديم نظام فعال يخدم احتياجات المواطنين الصحية في مناخ أصبحت فيه أمراض السرطان والتلوث والأوبئة تنهش اجساد الملايين بشكل متزايد.
9 ـ الجماعة المحظورة
تعبير الجماعة المحظورة الذي يصف به المسؤولون والإعلاميون جماعة الأخوان المسلمين في مصر هو في حد ذاته كشف لفشل النظام في التعامل بجدية وعدالة مع هذا التيار الكبير المتواجد بوضوح في الشارع المصري، فهذه الجماعة المحظورة لها مقر معروف ومرشد يقابله الإعلام وينشر أخباره وأعضاء في مجلس الشعب يمثلونها. بينما يستخدم النظام ذريعة الحظر الزئبقية هذه للقبض على أعداد كبيرة من أعضاء وقيادات الجماعة من آن لآخر بتهمة الانضمام لجماعة محظورة. والواضح أن النظام ليس لديه أية وسائل للتعامل مع الأخوان سوى الوسائل الأمنية الغليظة، بينما هو لا يقدم لنا بديلا فكريا وثقافيا واجتماعيا للإخوان وكان الأجدى أن يفعل العكس، أي أن يقدم الحلول الفكرية والاجتماعية بدل الحلول الامنية، ولكن النظام أمام فكر التشدد الديني والسلفية الوهابية يقف عاريا إلا من هراوات الأمن التي لا تعالج الفكر فيما هي تزيد من إحساس أصحابه بالاضطهاد. مئات الآلاف من الشباب الذين تستهويهم شعارات وفكر الأخوان الرافع لرايات النقاء الديني يحتاجون من قادة الوطن إلى فكر عصري راشد مضيء يكشف قصور التشدد الديني ويقدم رؤية بديلة نبيلة، ولكنه لا يجد لدى النظام سوى عربات 'البوكس' البوليسية تنقل الشباب إلى السجون بلا معنى ولا خطة ولا رؤية.
10 ـ الأقباط والفتنة الطائفية
من المظاهر البائسة للفقر الفكري في الرؤية الوطنية الحقيقية لهذا النظام أنه يضع 'ملف الأقباط' أي كل ما يتعلق بأمور وحياة وحقوق ومصالح ومواطنة ومعيشة الأقلية العددية المسيحية في مصر وتضم حوالى عشرة ملايين مواطن في أيدي الأمن. . وهذه إهانة بالغة للأقباط وتدل على قصور رؤية النظام لهم وللمواطنين على مختلف مشاربهم بشكل عام، فالنظام ليس لديه سوى الحلول الأمنية لقضايا الوطن الكبرى. وبسبب هذا القصور في الرؤية يعيش الأقباط اليوم أسوأ عهودهم منذ عهد المماليك في مصر، فالنظام يقف موقف المتفرج من القضايا الاساسية والمصيرية التي تعصف بمصر وبالمنطقة وليس له دور مؤثر في أي منها، بينما تفتح أبواب مصر على مصراعيها للتيارات الدينية المتشددة كالوهابية والطالبانية لكي تغزو المجتمع المصري بأفكارها الرجعية وسلوكياتها البائسة، فأصبحت مصر بلدا مفعولا به بعد أن كان بلدا فاعلا ورائدا. وانعكس هذا على الأقباط سلبا إذ وجدوا أنفسهم محاصرين بتيارات وسلوكيات إسلامية متطرفة تنعتهم بالكفار وتلقي خطبا تدعو فيها عليهم وتتمنى هدم كنائسهم وتنشر مقالات بصحف النظام تسفه فيها معتقداتهم وتتهم كتبهم المقدسة بالتحريف، وبهذا كله خلقت مناخا بالغ العداوة والتسمم لشركاء الوطن فتزايدت حوادث العنف ضد الأقباط من قتل إلى حرق منازل ونهب متاجر ووصلت إلى ما يزيد عن خمسين حادثة في عامي 2008 و 2009 فقط أي حادثة عنف كل اسبوعين وهو معدل لم يحدث في مصر من قبل ، لقد فشل النظام تماما في كل ما يتعلق بأقباط مصر والسلام الاجتماعي ويتحمل وزر الإنشطار الطائفي'الذي يهدد أمن مصر ووحدتها بشكل بالغ الخطورة.
11 ـ المال والسلطة والفساد
لم تعرف مصر عهدا تزاوج فيه رجال المال والأعمال مع السلطة مثل العهد الحالي، والغريب أن الجميع - بما فيهم رجال وكتاب النظام والحزب الوطني أنفسهم - يتداولون هذا الأمر ويرفضه معظمهم دون أن يحدث أي تغيير لهذا الخلل بالغ الضرر. وتزاوج المال والسلطة لا يؤدي فقط إلى الفساد على المستويات العليا في إدارة الدولة - وقد رأينا عددا من الوزراء يتهمون بممارسة الفساد وسوء استغلال مناصبهم وإثراء أقاربهم بل والإضرار بصحة ملايين المواطنين وبمصالح الدولة لحساب مصالحهم الخاصة، والفساد حينما يكون ساطعا فاضحا عند كبار المسؤولين يعطي إشارة فورية لكل من هم تحتهم بأن هذا هو الأسلوب المتبع في الدولة وبالتالي يطلب صغار الموظفين الرشاوى أو الاتعاب أو 'الحلاوة' بأعين وقحة من المواطنين البسطاء الذين أصبح عليهم دفع 'المعلوم' للحصول على أبسط حقوقهم، وبذلك تتهاوى المعايير الاخلاقية وتتدنى الكرامة الشخصية ويتفشى الفساد والهوان ويصغر المواطن والإنسان، والمصريون يستحقون أفضل من هذا بكثير لأن المصري كان معدنه دائما أصيلا وكريما.
12 ـ انهيار الثقافة
فشل النظام في تصحيح المنعرج الذي بدأ في عهد السادات والذي ورث أعظم حالة حراك وإبداع وتوهج ثقافي وفني وأدبي وفكري عرفته مصر الحديثة وكان في الستينات من القرن العشرين، وكان السادات قد فرط في هذا الانجاز الثقافي - الإنساني الاجتماعي الباهر الذي تسلمه بانحرافه نحو اليمين الديني والسياسي الفكري بسياسات أسلمة المجتمع المصري والدولة المصرية المدنية بجانب سياسيات 'الانفتاح' (سداح مداح) السياسي والاقتصادي ولخمول وغياب رؤية النظام لم يحاول العودة بالمسيرة الثقافية والاجتماعية إلى جذورها المصرية الأصيلة ولكن ترك الأمور تتدهور في منحدرها الطبيعي المستسلم لقوى اليمين بتشددها الديني فرأينا الانهيار المتسارع للفنون في مصر من سينما ومسرح وفنون شعبية إلى غناء وموسيقى ورسم ونحت وأدب وشعر وفكر حتى وجدنا فنانات يعتزلن الفن لأنهن أكتشفن أنه 'حرام'. ووجدنا الثقافة الوهابية والأفغانية والباكستانية تغزو مصر التي كانت في الأمس القريب هي الرائدة المبدعة التي تصدر ثقافتها إلى هؤلاء.
13 ـ الفشل في بناء حياة سياسية سليمة
فشل النظام في مصر في أن يرسي قواعد حياة سياسية ديمقراطية سليمة، فالحزب الوطني الحاكم نفسه لم يقم على أساس شرعي سليم وإنما هو إمتداد لحزب مصر الذي أعلنه السادات بأمر رئاسي من فوق. وفشل النظام في تصحيح هذا الوضع بل زاده سوءا إذ وضع أمر الموافقة على تأسيس أي حزب جديد في يد أعضاء الحزب الحاكم . . الأمر الذي رفض الدكتور البرادعي على أساسه التقدم لهم بطلب تأسيس حزب جديد لأن قواعد اللعبة نفسها ظالمة مجحفة. أما الفضائح التي تنتجها هذه الحياة السياسية الفاسدة فلا حصر لها، فلديك حزب وطني يسميه المصريون الظرفاء 'الحزن الوطني' يضم بين أعضائه نوابا في مجلس الشعب يستخدمون البلطجة وخريجي السجون في حملاتهم الانتخابية لابتزاز مؤيديهم وترويع معارضيهم كما كشفت مذبحة نجع حمادي ضد الأقباط مؤخرا. ويقول الكاتب والسياسي أمين اسكندر عن''مجلس الشعب المصري منذ 2005 حتى الآن: 'شاهدنا' وقرأنا عن نواب التهريب والقمار والراقصات والرشاوى والمشاركة في الفتنة الطائفية والمشاركة في بيع بعض أراضي سيناء للصهاينة والمتاجرة في قوت الشعب وكذلك ممارسة الاحتكار بأوسع اشكاله والمتاجرة في العلاج على حساب الدولة، وفي بيع الأراضي بطرق غير مشروعة و أخذ القروض من البنوك والدخول كوسطاء بين رجال المال ورجال الأجهزة التنفيذية وقتل الفنانات والكثير من القضايا التي ذهب بعضها إلي القضاء مثل أكياس الدم الملوث وتهريب الموبايلات والرشاوى والقروض، إلا أن الكثير من الجرائم والجنح لم تذهب الى القضاء مثل تهريب الفياغرا، وتهريب الآثار.' أما أحدث فضائح الحزب الوطني فهو مطالبة بعض نوابه بضرب المتظاهرين من شباب مصر بالرصاص في الشوارع.
14 ـ إضاعة الشباب
فشل النظام المصري في فتح أبواب المستقبل أمام الشباب، فلم يخلقوا لهم فرص عمل لائقة ولا إمكانيات إنسانية كريمة للتربح للزواج وتأسيس أسرة فوجد الشباب الأبواب كلها مسدودة أمامهم فاضطرت أعداد مضطردة منهم إلى الهروب غير الشرعي إلى دول أوروبا وأمريكا في مغامرات تتعرض فيها حياتهم نفسها للخطر ومع ذلك يعاودون القيام بها. إلى هذا الحد خلق النظام مجتمعا ومناخا طاردا لخيرة أبنائه من الطامحين الرافضين لقبول المهانة والذل والفقر في وطنهم - ولذلك يتداول المصريون طرفة على الإنترنت تقول أن الرئيس عبد الناصر نجح في إخراج الإنجليز من مصر والرئيس السادات نجح في إخراج الإسرائيليين من مصر، والرئيس مبارك نجح في إخراج المصريين من مصر.
15 ـ إضاعة أرض مصر ومياه النيل
أرض سيناء التي ضحى الآلاف من رجال مصر لاستعادتها من إسرائيل في حرب العبور الباهرة نرى اليوم آلاف الأفدنة منها تباع لشركات مشبوهة لكي يتملك إسرائيليون بعد ذلك مساحات واسعة منها. ملايين الأمتار المربعة من صحراء مصر تمنح للأمير السعودي وليد بن طلال بامتيازات مغرية لإقامة مشروع 'توشكى' دون إلزام محدد ولا شروط تفيد الشباب المصري فيظل المشروع بلا عائد ولا أمل في الأفق، وملايين الأمتار من أراضي مصر على أطراف القاهرة والإسكندرية والساحل الشمالي والبحر الاحمر تضيع في صفقات مشبوهة أو تباع بأسعار وهمية لكي تحول مشتريها إلى أصحاب ثروات فاحشة بين ليلة وضحاها بدل أن تستغل في مشروعات وطنية حقيقية لإقامة مدن جديدة لسكن وعمل الملايين من العاطلين والفقراء في مصر. وآخر الكوارث هو فشل النظام في تأمين حصة مصر من مياه النيل التي تريد اقتطاعها دول حوض النيل الأخرى في أفريقيا بتشجيع من إسرائيل بعد أن فشلت الخارجية المصرية في إقامة علاقة مؤثرة ومفيدة مع هذه الدول على مدى الثلاثين عاما الماضية، تاركة لإسرائيل استثمار ذلك وهو التهديد الحقيقي لأمن مصر.
هذه هي الأسباب العريضة لضرورة تغيير النظام في مصر، فسواء جاء البرادعي أو غيره، المطـــــلوب هو أن يحمل هذا النظام عصاه على كاهله ويرحل بعد ثلاثين عاما من الاخفاقات الفادحة التي أوصل بها مصر إلي قاع دول العالم، ولك يا مصر السلامة.حينما أطلق جمال عبد الناصر صرخته الشهيرة معلنا 'إن على الاستعمار أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل' لم يملك الإنكليز سوى الرضوخ وتوقيع معاهدة الجلاء عن مصر، كان ذلك في زمن تصاعدت فيه قوة مصر الخشنة والناعمة معا بفضل زعامة شابة حملت رؤية محلقة لمستقبل مصر ومكانتها وإمكاناتها، واليوم نحن في زمن مختلف تماما نستعيد، بأسى، صرخة عبد الناصر لنسددها نحو النظام الذي يحكم مصر على مدى الثلاثين عاما الماضية، ونقول له مع شباب مصر الصاعد أن عليه أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل عن مواقع القيادة، مستعيدين بذلك ما قالته منذ خمس سنوات حركة 'كفاية' التي كانت الأولى في إعلانها 'لا للتمديد لا للتوريث'. ونزلت إلى الشارع بذلك النداء في جسارة تاريخية، ومرددين لنداءات عدد من الحركات والجماعات المطالبة بالتغيير، وأقدم هنا خمسة عشر سببا تدفعنا لمطالبة النظام بأن يحمل عصاه على كاهله ويرحل:
1 ـ تقزيم دور مصر
في مجال السياسة الخارجية نجد العديد من الاخفاقات وعلى رأسها حالة الشلل والوهن العضال امام التجاوزات والتحديات الإسرائيلية، والغياب المحبط لأية مبادرات أو سياسات فعالة تحقق المصالح المصرية والعربية في العلاقة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، مع تراجع فادح لدور مصر في المنطقة مما خلق فراغا مخلا سارعت إلى احتلاله دول أخرى مثل إيران وتركيا بل وحتى السعودية وقطر، واستطاعت السياسة الخارجية المصرية أن تهبط بدور ومكانة مصر التي كانت حتى السبعينات هي الرائدة القائدة للمنطقة بأسرها بتأثيرها في دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ودورها الذكي في التأثير على القطبين العالميين في ذلك الوقت، إلى موقع بائس فقير تناطح فيه الخارجية المصرية حركات محلية مثل حزب الله وحماس، وتفشل في التأثير حتى على هذه الحركات والأحزاب.
2 ـ حالة طوارئ مستديمة
حين نترك الساحة العالمية محبطين وننكفئ داخليا نجد نظاما مضطرا إلى تمديد حالة الطوارئ على مدى ثلاثين عاما. كيف تكون هذه حالة طوارئ وقد أصبحت هي الحال الدائمة على مدى جيلين كاملين؟ إن حاجة النظام إلى إعلان وإدمان حالة الطوارئ هي إعتراف بفشله في تأمين نظام سياسي واجتماعي مستقر يسمح للمواطنين بالعيش في أمان وسلام مثل بقية شعوب الأرض، إن الكثير من دول العالم قد عانت وتعاني من عمليات إرهابية تقع في أمريكا وأوربا والهند والسند، ولكن لم تقم أي من هذه الدول بإعلان وإدمان حالة طوارئ لثلاثين عاما.
3 ـ الفشل في بناء دولة عصرية
فشل النظام في إتمام المشروعات التأسيسية الأولى لبناء دولة عصرية في مصر والتي بدأت على يد طلعت حرب من ناحية وأضاف إليها عبد الناصر في المجالات الصناعية والاجتماعية والثقافية وكان من المفروض أن يضيف النظام إلى هذه القواعد الأولى إستكمالات عديدة لتحويل مصر إلى دولة مؤسسات ولكن العكس قد حدث ووجدنا تآكلا مستمرا لمؤسسات الدولة وقدرتها على العمل الفعال، ورأينا تحول الدولة تدريجيا إلى عزبة تدار بالتليفون وإلى تجاهل مذهل للآليات القضائية والقانونية في التصدي لأحداث عنف وجرائم يقوم فيها النظام بالعودة إلى ممارسات قروية وبدوية يسميها 'جلسات المصارحة والمصالحة' في اعتراف واضح بفشله في بناء دولة القانون والمؤسسات، والنظام يؤكد هذا حينما لا ينفذ أحكام القضاء وكأنها لم تكن.
4 ـ فشل التعليم
فشل النظام فشلا كاملا في توفير وإدارة نظام تعليمي سليم يبني الاجيال القادمة والنتيجة المأساوية أمام كل من له عين ترى. ولا نعرف دولة في العالم، ربما سوى دول المجاعات الأفريقية - قد فشلت إلى هذا الحد في نظام تعليمها ولذلك لجأ المواطنون إلى نظام تعليمي بديل يدفعون فيه التكاليف الباهظة لمدرسين يدرسون في المنازل والدولة تتفرج على هذا كله في اعتراف مهين بفشلها في أقدس مهامها. ويشمل الفشل المنظومة التعليمية بأكملها من المدارس المكتظة ذات المنشآت المنهارة القذرة إلى مدرسين يمارسون الضرب والركل لتلاميذهم فيما يتقاضون مرتبات رمزية يضطرون إلى استكمالها بالدورس الخاصة إلى المناهج التي غابت عنها أساليب التعليم العصري العلمي واستعاضت عنها بالخرافات والسفاهات والإقحامات الدينية في كل مجال.
5 ـ تفاقم الفقر
يتزايد الفقر بانتظام بحسب الأرقام الصادرة عن النظام نفسه، ولكن الصراع الدامي بين المصريين الواقفين في طوابير الخبز الذي وصل إلى حد القتل في أحوال كثيرة هو شاهد عيان على ذلك، وحتى يومنا هذا هناك موظفون يتسلمون راتبا شهريا قدره مئة جنية (أي عشرون دولارا) وهو ما دفع رئيس مجلس الشعب إلى أن يجهر بعدم تصديقه لذلك. . فأجابه عدد من الصحافيين بأن هذا هو الواقع الذي لا يدري عنه النظام شيئا.
والفقر يدفع بالبعض إلى الفساد والارتشاء والسرقة والاهمال في العمل والاحباط واليأس من الحياة والمرض الجسدي والنفسي فيتحول المجتمع إلى تكدسات من البشر المطحونين غير القادرين على الإنتاج إذ هم غير قادرين على إعالة أنفسهم.
6 ـ فشل الإسكان والمرافق
تحت بصر المسؤولين وأصدقائهم من رجال المال والأعمال انتشرت داخل وحول المدن المصرية ومنها القاهرة نفسها شبكات عنكبوتية مما يطلق عليها 'العشوائيات' وهي أحياء 'سكنية' لم تصممها ولا تخدمها الدولة اضطر الفقراء والمعوزن إلى إقامتها لأنهم لم يجدوا مكانا آخر يؤويهم - فسكنوا تحت الجسور وداخل المقابر وفي كهوف الجبال وعلى الجزر النائية وعلى أطراف المدن، ظهرت هذه وانتشرت تحت سمع وبصر المسؤولين من منهدسي البلديات إلى رؤساء المحليات، فالإهمال في كل مجال وفي كل مكان. ورأينا المواطنين يقطعون الطرق الرئيسية في مصر في محاولات بائسة للفت نظر المسؤولين إلى احتياجاتهم لأساسيات غائبة مثل المياه النقية والصرف الصحي والرغيف النظيف والراتب الكافي لأساسيات المعيشة.
7 ـ إنهيار المواصلات
من عبارات تغرق بالآلاف نتيجة إهمال وفساد هائل لم يحاسب عليه صاحبه حتى اليوم إلى قطارات تحترق وتصطدم وتقتل المئات، إلى حافلات أطلقوا عليها اسم حافلات الموت لأنها تنطلق على الطرقات الداخلية والخارجية بلا حسيب أو رقيب إلى حالة تقترب من الشلل الكامل لمرور السيارات في وسط القاهرة، هذه كلها سمات ما يعاني منه المصريون بشكل يومي في القاهرة وعلى الطرق البرية والمائية والحديدية في أنحاء القطر، في علامة دامية على الفشل المستمر للنظام في الارتقاء بقطاع المواصلات والمرور إلى المستويات المعتادة في العصر الحديث.
8 ـ فشل الصحة
حينما تجد أعدادا كبيرة من كبار المسؤولين يتركون مصر ويلجأون إلى أوروبا أو الولايات المتحدة لإجراء جراحات عادية بل وحالات وضع في مستشفيات الخارج - وعلى حساب الدولة - لابد أن نجد في هذا إعترافا علنيا بالفشل في تقديم نظام فعال يخدم احتياجات المواطنين الصحية في مناخ أصبحت فيه أمراض السرطان والتلوث والأوبئة تنهش اجساد الملايين بشكل متزايد.
9 ـ الجماعة المحظورة
تعبير الجماعة المحظورة الذي يصف به المسؤولون والإعلاميون جماعة الأخوان المسلمين في مصر هو في حد ذاته كشف لفشل النظام في التعامل بجدية وعدالة مع هذا التيار الكبير المتواجد بوضوح في الشارع المصري، فهذه الجماعة المحظورة لها مقر معروف ومرشد يقابله الإعلام وينشر أخباره وأعضاء في مجلس الشعب يمثلونها. بينما يستخدم النظام ذريعة الحظر الزئبقية هذه للقبض على أعداد كبيرة من أعضاء وقيادات الجماعة من آن لآخر بتهمة الانضمام لجماعة محظورة. والواضح أن النظام ليس لديه أية وسائل للتعامل مع الأخوان سوى الوسائل الأمنية الغليظة، بينما هو لا يقدم لنا بديلا فكريا وثقافيا واجتماعيا للإخوان وكان الأجدى أن يفعل العكس، أي أن يقدم الحلول الفكرية والاجتماعية بدل الحلول الامنية، ولكن النظام أمام فكر التشدد الديني والسلفية الوهابية يقف عاريا إلا من هراوات الأمن التي لا تعالج الفكر فيما هي تزيد من إحساس أصحابه بالاضطهاد. مئات الآلاف من الشباب الذين تستهويهم شعارات وفكر الأخوان الرافع لرايات النقاء الديني يحتاجون من قادة الوطن إلى فكر عصري راشد مضيء يكشف قصور التشدد الديني ويقدم رؤية بديلة نبيلة، ولكنه لا يجد لدى النظام سوى عربات 'البوكس' البوليسية تنقل الشباب إلى السجون بلا معنى ولا خطة ولا رؤية.
10 ـ الأقباط والفتنة الطائفية
من المظاهر البائسة للفقر الفكري في الرؤية الوطنية الحقيقية لهذا النظام أنه يضع 'ملف الأقباط' أي كل ما يتعلق بأمور وحياة وحقوق ومصالح ومواطنة ومعيشة الأقلية العددية المسيحية في مصر وتضم حوالى عشرة ملايين مواطن في أيدي الأمن. . وهذه إهانة بالغة للأقباط وتدل على قصور رؤية النظام لهم وللمواطنين على مختلف مشاربهم بشكل عام، فالنظام ليس لديه سوى الحلول الأمنية لقضايا الوطن الكبرى. وبسبب هذا القصور في الرؤية يعيش الأقباط اليوم أسوأ عهودهم منذ عهد المماليك في مصر، فالنظام يقف موقف المتفرج من القضايا الاساسية والمصيرية التي تعصف بمصر وبالمنطقة وليس له دور مؤثر في أي منها، بينما تفتح أبواب مصر على مصراعيها للتيارات الدينية المتشددة كالوهابية والطالبانية لكي تغزو المجتمع المصري بأفكارها الرجعية وسلوكياتها البائسة، فأصبحت مصر بلدا مفعولا به بعد أن كان بلدا فاعلا ورائدا. وانعكس هذا على الأقباط سلبا إذ وجدوا أنفسهم محاصرين بتيارات وسلوكيات إسلامية متطرفة تنعتهم بالكفار وتلقي خطبا تدعو فيها عليهم وتتمنى هدم كنائسهم وتنشر مقالات بصحف النظام تسفه فيها معتقداتهم وتتهم كتبهم المقدسة بالتحريف، وبهذا كله خلقت مناخا بالغ العداوة والتسمم لشركاء الوطن فتزايدت حوادث العنف ضد الأقباط من قتل إلى حرق منازل ونهب متاجر ووصلت إلى ما يزيد عن خمسين حادثة في عامي 2008 و 2009 فقط أي حادثة عنف كل اسبوعين وهو معدل لم يحدث في مصر من قبل ، لقد فشل النظام تماما في كل ما يتعلق بأقباط مصر والسلام الاجتماعي ويتحمل وزر الإنشطار الطائفي'الذي يهدد أمن مصر ووحدتها بشكل بالغ الخطورة.
11 ـ المال والسلطة والفساد
لم تعرف مصر عهدا تزاوج فيه رجال المال والأعمال مع السلطة مثل العهد الحالي، والغريب أن الجميع - بما فيهم رجال وكتاب النظام والحزب الوطني أنفسهم - يتداولون هذا الأمر ويرفضه معظمهم دون أن يحدث أي تغيير لهذا الخلل بالغ الضرر. وتزاوج المال والسلطة لا يؤدي فقط إلى الفساد على المستويات العليا في إدارة الدولة - وقد رأينا عددا من الوزراء يتهمون بممارسة الفساد وسوء استغلال مناصبهم وإثراء أقاربهم بل والإضرار بصحة ملايين المواطنين وبمصالح الدولة لحساب مصالحهم الخاصة، والفساد حينما يكون ساطعا فاضحا عند كبار المسؤولين يعطي إشارة فورية لكل من هم تحتهم بأن هذا هو الأسلوب المتبع في الدولة وبالتالي يطلب صغار الموظفين الرشاوى أو الاتعاب أو 'الحلاوة' بأعين وقحة من المواطنين البسطاء الذين أصبح عليهم دفع 'المعلوم' للحصول على أبسط حقوقهم، وبذلك تتهاوى المعايير الاخلاقية وتتدنى الكرامة الشخصية ويتفشى الفساد والهوان ويصغر المواطن والإنسان، والمصريون يستحقون أفضل من هذا بكثير لأن المصري كان معدنه دائما أصيلا وكريما.
12 ـ انهيار الثقافة
فشل النظام في تصحيح المنعرج الذي بدأ في عهد السادات والذي ورث أعظم حالة حراك وإبداع وتوهج ثقافي وفني وأدبي وفكري عرفته مصر الحديثة وكان في الستينات من القرن العشرين، وكان السادات قد فرط في هذا الانجاز الثقافي - الإنساني الاجتماعي الباهر الذي تسلمه بانحرافه نحو اليمين الديني والسياسي الفكري بسياسات أسلمة المجتمع المصري والدولة المصرية المدنية بجانب سياسيات 'الانفتاح' (سداح مداح) السياسي والاقتصادي ولخمول وغياب رؤية النظام لم يحاول العودة بالمسيرة الثقافية والاجتماعية إلى جذورها المصرية الأصيلة ولكن ترك الأمور تتدهور في منحدرها الطبيعي المستسلم لقوى اليمين بتشددها الديني فرأينا الانهيار المتسارع للفنون في مصر من سينما ومسرح وفنون شعبية إلى غناء وموسيقى ورسم ونحت وأدب وشعر وفكر حتى وجدنا فنانات يعتزلن الفن لأنهن أكتشفن أنه 'حرام'. ووجدنا الثقافة الوهابية والأفغانية والباكستانية تغزو مصر التي كانت في الأمس القريب هي الرائدة المبدعة التي تصدر ثقافتها إلى هؤلاء.
13 ـ الفشل في بناء حياة سياسية سليمة
فشل النظام في مصر في أن يرسي قواعد حياة سياسية ديمقراطية سليمة، فالحزب الوطني الحاكم نفسه لم يقم على أساس شرعي سليم وإنما هو إمتداد لحزب مصر الذي أعلنه السادات بأمر رئاسي من فوق. وفشل النظام في تصحيح هذا الوضع بل زاده سوءا إذ وضع أمر الموافقة على تأسيس أي حزب جديد في يد أعضاء الحزب الحاكم . . الأمر الذي رفض الدكتور البرادعي على أساسه التقدم لهم بطلب تأسيس حزب جديد لأن قواعد اللعبة نفسها ظالمة مجحفة. أما الفضائح التي تنتجها هذه الحياة السياسية الفاسدة فلا حصر لها، فلديك حزب وطني يسميه المصريون الظرفاء 'الحزن الوطني' يضم بين أعضائه نوابا في مجلس الشعب يستخدمون البلطجة وخريجي السجون في حملاتهم الانتخابية لابتزاز مؤيديهم وترويع معارضيهم كما كشفت مذبحة نجع حمادي ضد الأقباط مؤخرا. ويقول الكاتب والسياسي أمين اسكندر عن''مجلس الشعب المصري منذ 2005 حتى الآن: 'شاهدنا' وقرأنا عن نواب التهريب والقمار والراقصات والرشاوى والمشاركة في الفتنة الطائفية والمشاركة في بيع بعض أراضي سيناء للصهاينة والمتاجرة في قوت الشعب وكذلك ممارسة الاحتكار بأوسع اشكاله والمتاجرة في العلاج على حساب الدولة، وفي بيع الأراضي بطرق غير مشروعة و أخذ القروض من البنوك والدخول كوسطاء بين رجال المال ورجال الأجهزة التنفيذية وقتل الفنانات والكثير من القضايا التي ذهب بعضها إلي القضاء مثل أكياس الدم الملوث وتهريب الموبايلات والرشاوى والقروض، إلا أن الكثير من الجرائم والجنح لم تذهب الى القضاء مثل تهريب الفياغرا، وتهريب الآثار.' أما أحدث فضائح الحزب الوطني فهو مطالبة بعض نوابه بضرب المتظاهرين من شباب مصر بالرصاص في الشوارع.
14 ـ إضاعة الشباب
فشل النظام المصري في فتح أبواب المستقبل أمام الشباب، فلم يخلقوا لهم فرص عمل لائقة ولا إمكانيات إنسانية كريمة للتربح للزواج وتأسيس أسرة فوجد الشباب الأبواب كلها مسدودة أمامهم فاضطرت أعداد مضطردة منهم إلى الهروب غير الشرعي إلى دول أوروبا وأمريكا في مغامرات تتعرض فيها حياتهم نفسها للخطر ومع ذلك يعاودون القيام بها. إلى هذا الحد خلق النظام مجتمعا ومناخا طاردا لخيرة أبنائه من الطامحين الرافضين لقبول المهانة والذل والفقر في وطنهم - ولذلك يتداول المصريون طرفة على الإنترنت تقول أن الرئيس عبد الناصر نجح في إخراج الإنجليز من مصر والرئيس السادات نجح في إخراج الإسرائيليين من مصر، والرئيس مبارك نجح في إخراج المصريين من مصر.
15 ـ إضاعة أرض مصر ومياه النيل
أرض سيناء التي ضحى الآلاف من رجال مصر لاستعادتها من إسرائيل في حرب العبور الباهرة نرى اليوم آلاف الأفدنة منها تباع لشركات مشبوهة لكي يتملك إسرائيليون بعد ذلك مساحات واسعة منها. ملايين الأمتار المربعة من صحراء مصر تمنح للأمير السعودي وليد بن طلال بامتيازات مغرية لإقامة مشروع 'توشكى' دون إلزام محدد ولا شروط تفيد الشباب المصري فيظل المشروع بلا عائد ولا أمل في الأفق، وملايين الأمتار من أراضي مصر على أطراف القاهرة والإسكندرية والساحل الشمالي والبحر الاحمر تضيع في صفقات مشبوهة أو تباع بأسعار وهمية لكي تحول مشتريها إلى أصحاب ثروات فاحشة بين ليلة وضحاها بدل أن تستغل في مشروعات وطنية حقيقية لإقامة مدن جديدة لسكن وعمل الملايين من العاطلين والفقراء في مصر. وآخر الكوارث هو فشل النظام في تأمين حصة مصر من مياه النيل التي تريد اقتطاعها دول حوض النيل الأخرى في أفريقيا بتشجيع من إسرائيل بعد أن فشلت الخارجية المصرية في إقامة علاقة مؤثرة ومفيدة مع هذه الدول على مدى الثلاثين عاما الماضية، تاركة لإسرائيل استثمار ذلك وهو التهديد الحقيقي لأمن مصر.
هذه هي الأسباب العريضة لضرورة تغيير النظام في مصر، فسواء جاء البرادعي أو غيره، المطـــــلوب هو أن يحمل هذا النظام عصاه على كاهله ويرحل بعد ثلاثين عاما من الاخفاقات الفادحة التي أوصل بها مصر إلي قاع دول العالم، ولك يا مصر السلامة.

ليست هناك تعليقات:

بالطبع، نعم أشعر بخيبة أمل

  ينتهي عقد محمد صلاح البالغ 32 عاما والذي سجل 12 هدفا في جميع المسابقات هذا الموسم، الصيف المقبل ولم يتقدم ليفربول بعرض للتجديد، ساوثمبتن ف...