مصر في انتظار حدث غير عادي
4/20/2010
و كان من الممكن أن يكون هذا غير ذي أهمية لو كان الرئيس يتمتع بعمر أقل وصحة جيدة، ولكن الثابت والصحيح إن الرئيس منذ عام 2004 وهو لا يتمتع بصحة جيدة أو على الأقل إن حالته الصحية لا تسمح له بقيادة بلد محوري مثل مصر، ولم يكن هناك دليل على ذلك أكثر من إن الرئيس لم يكن يقوم بأكثر من عمل واحد أو اثنين وهذا حسب التصريحات الرسمية، وكان التلفزيون الرسمي يتعمد يومياً والى الآن إذاعة أخبار للقاءات قام بها الرئيس أو زيارات الى مناطق معينة لا تستغرق نصف الساعة ويعلن عنها بشكل يوحي أنها استغرقت يوماً كاملاً، كل هذا لكي يوحي للمشاهد أن الرئيس مازال في كامل صحته، والعجيب إن هذا ضد السنة البشرية في الكون، وليس بمستغرب تماماً أن يمرض الرئيس أو يتعب فهذه هي سمات البشر ولكن الغريب أن يستمر رئيسا، فلا أجد أي سبب لأن يعتزل الرئيس الحياة السياسية ويقضي باقي عمره في مكان هادئ ويكتب مذكراته، ويعطينا نحن الأجيال الجديدة الخبرة والحكمة في إدارة شؤون البلاد، ويخرج معه كل هذا الجيل الذي جعل من مصر جمهورية من جمهوريات الموز، هذا الجيل الذي أهان الشعب المصري، وجعل من مصر قلعة للاستبداد السياسي في كل شيء سواء في التشريعات الفاسدة التي كانت تتم داخل المطبخ المصلحجي للحزب الوطني ويتم الموافقة عليها حتى لو تعارضت مع مصلحة البلاد . الى كل القرارات الاقتصادية الفاشلة، وخاصة الجزء الخاص ببيع ونهب القطاع العام الى كل القرارات السياسية التي صفقت وطبلت لها الزمرة الموالية للنظام، ورفض جزء صغير من الشعب لا يتعدى الثمانين مليون مصري باستثناء الطبقة المنتفعة من الحكم.
لن أطول في شرح حالة البلاد في الحقبة الأخيرة من حكم آل مبارك فالجميع يعرف الى أي مدى وصلت مصر في الربع الأخير من القرن العشرين وفي بداية الألفية، لا يستطيع أحد أن ينكر الى أي مدى وصلت الأمور في مصر، وكل هذا لغياب الرئيس عن الحكم منذ عدة سنوات والحكم أصبح في يد حفنة من لجنة السياسيات بزعامة مبارك الابن، لا تخجل من فعل أي شيء يصب في النهاية في مصلحة الأغنياء، وأصبحت العملية السياسية تدار بعقلية مجموعة من المماليك لا يتورعون عن فعل أي شيء لكي يستمر هذا النظام في الحكم من أجل مصالح شخصية، ودفعت البلاد ثمن كل هذا من تراجع في شتى مناحي الحياة . لقد كانت اللقطات المصورة التي بثها التليفزيون المصري للرئيس مبارك من مستشفى هايدلبرغ الجامعي في ألمانيا حالة من التأكيد بأن مصر مقبلة في الأيام على أحداث غير عادية في تاريخها، ومن يرى صورة الرئيس داخل المستشفى الذي يضم أكبر مركز للأبحاث السرطانية في ألمانيا بل وقد يكون في العالم، إضافة الى اللقطات القصيرة جداً يوم عودته الى مصر في المطار، يدرك تماماً إننا على موعد مع القدر قريباً، وهذا من علم الغيب وهو بيد الله وحده ولا شماتة فيه فالكل مغادر، ولكن السؤال المطروح هو ماذا بعد؟ حتى بعد أن عاد الرئيس، فكيف لمثل هذا الرجل الذي رأيناه جميعاً أن يقود بلداً مثل مصر في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد في الداخل والخارج، إن ما سوف يحدث لو عاد الرئيس لمهام شؤون البلاد لهو انتحار سياسي تدخله مصر مرغمة بقوة الجهات الأمنية التي لا أشك إنها الآن لا تغادر مواقعها في انتظار الأيام القادمة وانتظار ما تسفر عنه الأحداث. إن مصر حبلى بأحداث لا يعلم مداها الا الله وأنا لا أريد أن اشرح في الوضع أكثر من ذلك، فالجميع يترقب، والكل ينتظر والبلاد مقبلة على منعطف خطير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق