الأربعاء، سبتمبر 03، 2008

(بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون

جبهة علماء الأزهر : أجمعوا أمركم على استنقاذ شرف دياركم


(بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون)


إلى العالم الإسلامي كله ومصر فريدة في قلادته

وإلى الأمة العربية ومصر بموضع الدرة من تاجها

وإلى جميع طوائف مصر وزعمائها، وقادات جماعاتها وسائر تجمعاتها ومنظماتها.

اعملوا من الآن لمصر شيئا تستبقي به بقية حياتها وتلم به ما تناثر من أشلائها وشعث أمرها.

فقد أحيط بها في أرضها وسمائها، وبرها وبحرها، ونعيذكم جميعا بالله أن تسلموها بالصمت عليها لما بعد هذا البلاء على وفق سنن الله تعالى في المتخاذلين (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ) وقد فعل ( أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) ونسأله تعالى أن يوقظ الأمة على ما حل بها وما ينتظرها لتدفع عنها سخط الله وسوء عذابه، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تُودِّع منهم" وصدق الله ( انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) (الأنعام:65) وصدق رسول الله.

فلا تحسبوا أن الحكم الجائر الذي صدر في حق أهل السفينة شأنا خاصا، أو فجورا عارضا.

إنه فيما نحسب - بعد طول تباحث- قد أتى مؤسسا لمستقبل أشد سوادا مما نجد إن أسلمنا أمرَنا للمتلاعبين بالقضاء وبمستقبل أمتنا، وركنَّا إلى ما ظهر من قبيح الاحتيال به وعليه.

إنه لم يكد يخرص اللَّذين عليهما وقع اختياره ليجادلا (بالباطل ليدحضوا به الحق) في تلك القضية متذرعين بسوء الأدب في حق القدر الذي جعل الله الاعتذار به بعد الجريمة جريمة ثانية لم يكادا يخرصان حتى أعقبتهم تلك المرأة التي أتت بوقاحة على رؤوس الأشهاد ببرنامج تلفزيوني شهير تطالب بقانون يعيد إلى مصر وباء الدعارة وتحمي به عمل الداعرات !!!

ولا نرى فيما حاضت به من فمها على أوراق المصحف إلا أنه تمهيد لجريمة سياسية آتية لا ريب فيها بعد أن أصبح رفع علم مصر جريمة تستوجب من النيابة العقاب – صحيفة الدستور30 يوليو - ، وبعد أن اتُهم النظام علانية بنهب ثلاثة ترليونات من الجنيهات –بواقع أربعين ألف جنيها من كل مصري- ولم يتحرك لتحقيق تلك الجريمة أحد[ صوت الأمة العدد 396 الأستاذ أبو العز الحريري عضو مجلس الشعب في 14/7/2008 م] وفي نفس الصحيفة يكشف النائب عن جريمة خروج ونهب 750 مليون دولارا من مطار مصر في حقائب إلى سويسرا، ورفض بنوك سويسرا قبولها ولم يعلم لها مستقر بعد، ولم يتحرك كذلك حتى اليوم أحد –رغم إعادة نشر خبر الجريمة بالصوت والصورة ببرنامج تلفزيوني شهير[ الطبعة الأولى] .

إننا نرى أنه لولا أن هذه الساقطة تعمل داخل منظومة أمِنت بانحراف القضاء بقاء الانحراف واستشرائه ما جرأت على هذا الإعلان الذي وثَّقَت به على رءوس الأشهاد خُلُقَها، بعد أن بالت به على أكمة، وحاضت به على بقية معالم الشرف في الأمة، وتلك وايم الحق جريمة في حق الأمة والإنسانية صدرت من أرض مصر لا طاقة لشريف بالصمت عليها، وستتبعها بعد السكوت عليها جرائم أخر، ليس أقلها أن يكتفى لكل جريمة بمثل ما صنعوا مع هذه الساقطة، أتوا لها بشيخ ليحاورها وكأنها ديانة من الديانات التي تجهزوا لها بشيوخ أصبحوا من الأمة في مواضع لم يضعهم فيها الدين ولكن وضعتهم فيها الوظيفة، التي يأتي فيها الخزي على قدر المرتب، فيسكنون الجبب والقفاطين وكأنها دواوينهم الوظيفية لا ثيابهم الرسمية، فأصابه من رشاش نجس الساقطة ما أصابه، وتركته في ثوبه كالجندي المنهزم يحمل من هزيمته فضيحة، ومن ثوبه فضيحة أخرى بعد أن أسلمته المؤسسة الرسمية.

إن الحكم الجائر في أصحاب السفينة قد حشر مصر كلها هذه المرة في سفينة أخرى للفاجر، ثم أتي بتلك الساقطة لتبول عليهم ضنا منها عليهم أن يموتوا هذه المرة في تلك السفينة غرقى وهم طاهرون.

وهذا بعض عمل الشياطين، شياطين الجان المدعومين بشياطين الإنس في السلطة والإدارة، والتشريع، والتعليم، والإعلام، والقضاء.

وإذا كان لهؤلاء الشياطين من قوة على وفق ما قدر ربُّنا لهم فإنه جل جلاله قد جعل للإنسان من القوى التي يستظهر بها عليهم مالا طاقة للشياطين بها، ولا قرار لهم معها، إن صدقه، ولجأ إليه، واعتصم به، ولم يلتمس رضا الناس بسخطه، وأنزل القضايا العامة لأمته منزلة الضروريات والحاجة من نفسه، بل وقدمها عليها، طلبا للخير الدائم، ورغبة في حياة العزة التي جعلها الله له وأراده لها( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) فرصد له تلك القوى مجتمعة، قوة إنسانيته التي لا تتوانى الأنظمة الجائرة في إرادة اغتيالها، وقوة قلبه المؤمن الذي لا سبيل لأحد عليه إن هو استعصم بالله،( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، ثم قوى الملائكة بأنواعها، التي يعوض الله بها له ما يفقده من قواه في معركة حياته، قوى الملائكة حملة العرش أعظم مخلوق، (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) و قوة الكرام الكاتبين البررة (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ) (كِرَاماً كَاتِبِينَ ) (يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) (الانفطار 10 :12 وقوة الحفظة المدافعين (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ)، وقوة المثبتين له عند المواجهة واللقاء(إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا) ،فلا يهنون أبدا، ولا يسقطون، ولا يحزنون .

وخاب وخسر من استسلم لإرادة قوى الشياطين ومعه تلك القوى المذخورة للمخلصين المجاهدين، القائمين بالحق، الغيورين عليه" .

"إن خلاصة كل خلق وكل عقيدة وكل تكليف –كما يقول العلماء- أن يجود الإنسان بما يعز عليه، وان يفضل بعض الحرمان على بعض المتعة، وان يعصي داعي الغريزة إذا حسَّنت له كل سلامة، وكل كسب، وبغَّضت إليه كل إقدام وكل إعطاء، فإن الخير الإنساني شيء نفيس، والشيء النفيس له ثمن عزيز، وما الثمن العزيز إلا الجود بما نضن " .

ولم يعد لنا من ملجأ ولا من منجى إلا إليه، إليه وحده صاحب القوى والقدر، ما ظهر منها وما بطن.

ف"حين يقع الفساد في المُجمع عليه، ويلتوي ما كان مستقيما، وتشتبه العالية بالسافلة، ويقوم وزن الحكم على القبيح المنكر، وتجري العبرة بالرذائل والمحرمات، ولا يعجب الحاكمين إلا ما يفسدهم، ويقع ذلك منهم بموقع القانون، ويحل في محل العادة، فهناك لابد من تصدع الإنسان في كل مظاهره" كما يقول الرافعي، وحينئذ ليس لهذا الإنسان إلا أن يرجع إلى صانعه، وخالقه، فلا يرجون غيره، ولا يخاف إلا من تقصيره في حقه وحق عباده أن يكون عاقبة ذلك انسحاب عاره على شرف ذراريه وبقائه فيهم بعد أن أتى على شرفه فيلعنوه في التاريخ بلعن الله له مع اللاعنين، (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً).

إن "أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة"، ولم يجتمع للأمة قول في مثل ما اجتمع في قضية العبَّارة ومجرميها، لم يشذ عنهم إلا المنتفعون من الجريمة، الذين نالهم من سخط الأمة ولعناتها ما لن يُرَدَّ إن شاء الله، لأن "دعوة المظلوم تُحمل‘على الغمام، وتفتح لها أبواب السماوات، ويقول الرب عز وجل وعزتي لأ نصرنك ولو بعد حين" كما أخبر الصادق المصدوق، وفي تلك الجريمة صارت الدعوة معززة بدعوات مع دعواتٍ يستحي الله تعالى أن يرد أيدي الثلاثين من أصحابها صفرا، كما قال صلى الله عليه وسلم.

صاحب البغي ليس يسلم منه وعلى نفسه بغى كلُّ باغي

وشر أنواع البغي هو خذلان المظلومين، وذلك بالدفاع عن الظالمين، فإنه لا يدافع عن المجرمين إلا المجرمون، أو الضعف والاستخذاء أمام الظالمين، أو الفرار من مواجهة المجرمين، وإن حقيقة الذل ألا يعرف الذليل حقيقة نفسه.

( وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) .أجمعوا أمركم على استنقاذ شرف دياركم، خاصة بعد أن ندب للموقف من ذوي الشأن أعلاما، واختار للبدء وسمى للشرف في برنامج العاشرة مساءً أسماءً، فعززوا هذا النداء الذي أتى من الأستاذ حمدي الطحان بمثله إلى مثله، وتنادوا بإخلاص لذلك، ثم حددوا الواجبات، ووزعوا بعد ذلك المهام، وستجدونا إن شاء الله في الطليعة مشمرين، لن نتأخر عن نداء، ولن نتوانى عن أداء، وإن شاء الله لن تخذلكم أمتكم، وكلنا رجاء أن تحظى الأمة بهمة التسابق على شرف الاستجابة من الجميع، فلنا جميعا والحمد لله همة، وللأمة بجموعها قوة، والرأي الذي هو قبل شجاعة الشجعان عندكم، وعندنا إرادة، ولنا من الله العون والتأيد إن صدقنا، فإن مما قضاه ربنا وقدر، أن الإرادة إذا قويت وتحركت استدعت المراد (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ)،( وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً)، (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها) ( فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له لكاتبون). فأجمعوا على هذا أمركم، ولينوا لله في أيدي بعضكم لبعضكم، إكراما لأمتكم،وتوفية لحق بلدكم ، قبل أن يعلُونا الفسق أكثر مما على، وينزل بنا من غضب ربنا ما يتصاغر عنده ما نزل بنا من قبل وينزل مما رأينا ونرى (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (والله معكم ولن يتركم أعمالكم)

ليست هناك تعليقات:

ضربتا جزاء ضائعتان من مبابي وصلاح. المنحوس منحوس ياأبوعكة إحراز هدف بالريال أضحى كابوسإذهبغيرمأسوفعليك

  ضربتا جزاء ضائعتان من مبابي وصلاح. سجل أليكسيس ماك أليستر وكودي غاكبو في الشوط الثاني، ليفوز ليفربول الإنجليزي على ضيفه ريال مدريد الإسبان...