الجمعة، أغسطس 01، 2008

نص المحاضرة التي القاها "توماس" اسقف القوصية في معهد امريكي قريب الصلة باسرائيل والتي انتقد فيهابشدة طريقة التعليم في مصر واتهمها بانها هي السبب في خلق حالةالطائفية الموجودة وقال " . معنى الأسلمة لا يقتصر فقط على دفع الناس للتحول للإسلام لكنه أيضاً يشمل أمورا عديدة تأخذ شكل إتجاهات معينة مثلما تفعل وسائل الإعلام وكذلك في المدارس التي نقضي فيها سنوات عديدة منذ حداثتنا، حيث نسمع دائما أن الإسلام هو الطريق الصحيح للحياة، وحيث يضطر صغارنا – وهم أقلية - للتعايش مع هذه الحقيقة، وأن ما يسمعونه في المدرسة والتعليم الذي يتلقونه يختلف كثيراً عما تلقوه في كنائسهم. تخيل نفسك طفلا صغيرا تذهب للمدرسة حيث تسمع شيئا ثم تعود للمنزل لتسمع شيئا مختلفا. كما أنه عليك حفظ آيات من القرآن التي تُمتحن فيها. فهل علىَّ كطفل صغير أن أدرس القرآن لكي أستطيع إجتياز الإمتحانات بنجاح؟ لكن الأطفال بالفعل يكبرون وهم محاطين بهذه الإتجاهات .. وهذا يعني أيضاً إنه عليك في إطار دراستك للتاريخ أن تدرس تاريخ انتصارات القوات الإسلامية الغازية، وإنه عليك كطفل صغير أن تمجد الغزاة العرب الذين جاءوا لبلدك، فكيف يكون شعورك في هذه الحال؟ وفي ذات الوقت أنت تدرس القليل جداً عن تاريخ الفراعنة، وعن تراثك القبطي، وعن الحياة اليومية للوطن، بينما معظم ما أنت مجبر على دراسته مشبع بهذه الإتجاهات. فنحن إذن قد نشأنا، وأنا من ضمن هؤلاء ، قد نشأت وأنا أحفظ أجزاء من القرآن والكثير من الأحاديث وتاريخ القوات الإسلامية المنتصرة .. كان علينا دراسة وحفظ هذه الأمور كي نُمتحن فيها و المفترض أن نمتدحها ونثني عليها. وهذا الأمر بالطبع يقلل من إحساس الشخص بالعدل في أعماقه. وشرح الانبا توماس المعني الحقيقي لكلمة قبطي قائلا : مصر كانت تدعى دائماً "إجيبتوس" وكان الجميع يعرفونها بهذا الإسم، وفي القرن السابع حدث تغيير في الإسم وفي البلاد ذاتها، حين جاء العرب لمصر أو بالأحرى حين قاموا بغزوها. لم يستطعوا نطق كلمة "إجيبتوس" بسبب الفروق اللغوية فغيروها الى "جبت" بعد أن اقتطعوا حرف "إ" و مقطع "أوس" وهكذا أصبحت إجيبتوس "جبت"، واستخدموا القاف فاصبحت "قبط.." وكان كل من في البلد يدعون أقباطا، ولكن بالتدريج، قام بعض الناس - لأسباب معينة سواء كانت الضرائب أو الضغوط من أي نوع أو الطموحات والرغبة في التعامل مع القادة أو الحكام – بالتحول للإسلام. هؤلاء الذين تحولوا (للإسلام) لم يعودوا بعد أقباطا، بل أصبحوا شيئا أخر ...والذين ظلوا مسيحيين هم الذين (كانوا) يدعون أقباط. وهنا سأتوقف وأضع علامة استفهام، ما الذي يجعل شخصا يغير هوية وطنه بأكمله؟ وأن يحول مركز الهوية من مصر ليصبح العرب، وبالرغم من أن الشعب والأفراد ظلوا كما هم من الناحية العرقية إلا أنهم لم يعودوا أقباطا... وهذه علامة استفهام كبيرة، وسبب كبير فيما يحدث الآن.. مصر كانت دائما بؤرة التركيز للأقباط ، فهي هويتنا، وطننا، أرضنا، لغتنا وثقافتنا، ولكن حين تحول بعض المصريين للإسلام، فإن بؤرة الإهتمام والتركيز عندهم تغيرت وبدلا من أن يكون الوطن في الداخل هو مركز الإهتمام، أصبحت شبه الجزيرة العربية المركز، وبدلا من أن ينظروا إلي حيث هم راحوا ينظرون وجهة أخري ولن يعودوا يسمون أقباطا وهذه نقلة كبيرة، كما أنها سبب هام للغاية فيما يحدث الآن.. هل هم حقا أقباط أم أصبحوا فعليا عربا. فإذا توجهت لشخص قبطي وقلت له إنه عربي فإن هذه تعتبر إساءة، بصورة ما، لأننا لسنا عربا بل مصريين وسعداء بكوننا مصريين ولن أقبل أن أكون عربيا. فمن ناحية أنا لست عربيا عرقا. وثانيا أنا أتكلم العربية، ومن الزاوية السياسية أنا جزء من بلد تم "تعريبه"، وأصبح ينتمي سياسيا للبلاد العربية ولكن كل هذا لا يجعل المرء عربيا.إذن حين نسمع كلمة "قبطي" فهذا لا يعني المسيحيين فقط، فالمعنى الحرفي هنا هو "مصري"... لكن ما الذي يجعل المصري قبطيا أو يجعله غير قبطي، ببساطة إنه التغيير الذي حدث في مصر منذ الغزو العربي، والآن حين تنظر للقبطي فأنت لا ترى مجرد مسيحي، بل ترى مصريا يحاول الحفاظ على هويته مقابل هوية أخرى مستوردة تفرض عليه. إن هذه العملية (التعريب والأسلمة) لم تتوقف ولا تزال جارية حتى الآن، فمصر – من وجهة نظرهم – لم يتم بعد أسلمتها أو تعريبهاوانتقد اسقف القوصية ما اسماه انتزاع تراث مصر الثقافي بعدم السماح وتجاهل الحقبة القبطية وعدم السماح بتدريس اللغة القبطية مبررا ذلك بانه يتعارض مع عملية التعريب لافتا الي شعور الأقباط فجأة بمسئولية الحفاظ على ثقافتهم والاستمرار فيها والكفاح لأجلها..وقال : نعم، نحن لا نزال نكافح بشدة من أجل الحفاظ على تراث مصر القوي لإننا نحب تراثنا. وهذا يعني أنه إذا كنا مثلا نريد تدريس اللغة (القبطة) في مدرسة حكومية، لن يكون متاحا، مما يعني أن الكنيسة هي التي ستحمل مسئولية احتضان هذا التراث والعمل من أجل الحفاظ عليه كأنها تضعه في "حضانة" جيدة حتى يأتي الوقت الذي يسود فيه الإنفتاح والفكر السليم ويعود هذا البلد لجذوره ويعلي من شأنها. لكن حتى يأتي ذلك الوقت فعلينا أن نحتفظ به في حضانة في الكنيسة. نحن لا نريد أن نعزله بالداخل – لكننا لا نستطيع أن نرميه خارجاً حيث لن يعتني به أحد ولهذا نحافظ عليه الآن ونعتني به، قد يبدو هذا كما لو كان إنسحابا، ولكن هذا غير حقيقي، إنه نوع من حفظ التراث في حضانة حتى يأتي الوقت المناسب الذي يمكنه فيه أن يخدم المجتمع المصري بأكمله. واتهم الانبا توماس الاسلام بانه سرق الثقافة القبطية ونسبها الي نفسه ضاربا مثال بفن اشغال الخشب " الزخارف الخشبية " الذي كان احد الحرف لدي المصريين و " فجأة اصبح فنا اسلاميا "وانتقد اسقف القوصية قيام وسائل الاعلام بفتح الباب للتلاوات القرائنية بصوت عالي والذي شبهه بانه جزء من الضغوط المحيطة وقال " . نحن لا نطالب أحد بالتوقف عن الصلاة بالطبع، و لكن ليس عليهم إجبار الجميع في الشوارع والمنازل على سماعها في أى وقت وبدون توقف وقال توماس انه مع تزايد الأصولية وتأثيراتها داخل مصر فإن مصر تجتاز مرحلة صعبة جداً من حيث التكامل أو الوحدة ما بين الأقباط والمسلمين. واكمل " يوجد لدينا أحيانا عدد من الكُتاب الذين يتجرأون بالتصدي لمثل هذه الأمور، ولكن كتاباتهم لن تنشر في وسائل الإعلام الحكومية والصحف الرسمية، فليس أمامهم الا الإتجاه للصحف المسيحية لنشر ما يريدونه ولكن ليس في نفس المكان (في الوسائل الإعلامية) التي تنشر هذا الهجوم. نحن نأمل بالطبع في علاقات أفضل، ولكن الواقع هو أن الأصولية بدأت في مصر منذ السبعينات، وأن القادة الآن هم نتاج لهذا الإتجاه ..وانتقد اسقف القوصية طريقة التعامل مع احداث ابو فانا التي صورت الوضع علي انه مجرد نزاع علي ارض في الوقت الذي تعرض فيه الرهبان للتعذيب والضرب والبصق علي صليبهم وقال " . إذا ذهبتم لزيارة مصر ومشيتم في الطرقات فلن تجدون إختلافات واضحة (تميز) بين المسلمين والمسيحيين الذين يتحركون سوياً بسلاسة ومودة في الأماكن العامة. هذه هي الطبقة السطحية للمعاملات واللقاءات، ولكن ما أن يحدث شيئ فإن الأمور تدخل في طبقة أعمق، وتتزايد إذا ما حدث الضرر لجارك، أما حين يمس الضرر عائلتك أو يصيبك شخصياً فهذا أمر مختلف تماماً.. هناك طبقات عديدة ومستويات عديدة. " ثم تطرق توماس الي احداث قرية النزلة بالفيوم التي اندلعت الشهر الماضي وراح ضحيتها عدد كبير من اهالي القرية بسبب فتاة اسلمت منذ عامين وتزوجت بمسلم ثم هربت منه وقال " هذه الفتاة كانت مسيحية تحولت للإسلام فما إن سرت شائعات بأنها ستعود لقريتها، حدث هجوم فجأة على المسيحيين من أهل هذه القرية. بسبب هذه الشائعة دفع المسيحيون هناك الثمن، تم تدمير منازلهم وسرقة محلاتهم .. والقصة لن تتوقف هنا، فللأسف إن الفتاة لم تكن بالقرية وكان على الشرطة أن تستمر في البحث عنها حتى العثور عليها وردها لزوجها - حيث عليها أن تعيش معه بقية حياتها .. ولا أعرف وفقاً لمشيئة من تجبر علي أن تعيش هناك؟؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

العنصرية الحرب السرية ضد الاسلام

07/08/2008

ما اشبه اليوم الذي نعيشه بالبارحة يأبى التاريخ الا ان يعيد نفسه بصورة تعري الكاذبين وتسقط عنهم الاقنعة وتزيل مساحيق التجميل وتكشف زيف الشعارات عن القيم والاخلاق والحضارة، لن يرحم التاريخ كل الذين يتعمدون عن قصد إلباس الانظمة العربية الديكتاتورية الطاغية لباس البراءة ولن يرحم كل من يمجدون الساقطين في وحل الخضوع والاستسلام للغرب العنصري الظالم فتراهم في طغيانهم وديكتاتوريتهم ينكلون بالفقراء ويسلبون مقدراتهم ويشيعون الخوف والرعب في النفوس وحولوا السجون والمعتقلات الى جزء ثابت في يوميات الناس واجبروا الكثيرين على الهروب بما تبقى من اعمارهم واللجوء إلى المنافي كأغراب يعيشون تحت احذية العنصرية، ويتقبلون في صمت الظلم والمهانة تحت اعلام الدول التي يمجدها الطواغيت ويسجدون اليها ويركعون وتوصفها الاقلام الاجيرة التي لايعرف لها تاريخا اواية خلفية وتنحصر قيمتها في حجم المساحة التي وفرها لهم ساداتها في الجرائد الاشبه بالمواخير واسواق النخاسة ويمجدونها على انها دول متحضرة وراعية لحقوق الانسان وداعية ومدافعة عن الخير والسلام والرحمة، عمليات غسيل للادمغة وتغييب للجيل العربي وافقاده ذاته وتضليله بتقديم الصور الزائفة اليه عن دول قد إمتلأت صدورها بالحقد والكراهية والاحتقار لكل ماهوعربي ومسلم، وجعلت من الحكام العرب مجرد مطية تستغلها لنهب ثروات الفقراء من الشعوب المصلوبة على اعمدة الفقر والجوع والقهر. الذين اجبرهم الطواغيت على مغادرة اوطانهم والفرار بعيدا عن الاهل وذكريات الروح وباتوا لايستطيعون العودة إلى مهالك الجبارين واحترقت كل اشرعة عودتهم الاختيارية يعرفون حجم الجريمة التي يرتكبها الاعلام العربي الذي يروج للحضارة الاوروبية ويضخم من انسانيتها ويغض النظر عن العنصرية التي تمارسها شعوب هذه الدول ضد المهاجرين اليها من المسلمين سواء في الشارع اوالمدرسة اوداخل المستشفيات وحالة الاتهام الدائمة التي يعيشها المهاجر مما جعله في حالة من الخوف والرعب الدائمين ففي احدى دول اوروبا التي يوصفها البعض على انها قلعة الحضارة ومنبر الحرية وحقوق الانسان ينتظر المريض اكثر من خمس سنوات لينجح في الحصول على موعد مع طبيب اخصائي مهما كانت شدة الالام التي يعاني منها وحتى لايعتقد البعض ان الامر مبالغ فيه هذا حدث معي منذ اكثر من خمس سنوات انتظر الحصول على موعد مع طبيب اخصائي ولازلت انتظر، وفي هذه الدولة الموصوفة بالحضارة والحرية والعدالة الاجتماعية لمجرد ان يتجرأ المريض المهاجر ويطالب بحقه في الحصول على الوصفة العلاجية التي تمكنه من شراء الدواء لمجرد ان يجرؤ على مناقشة عامل التمريض يتم القاء القبض عليه من داخل المستشفى وعامل التمريض هو الذي يحدد نوع الاتهام ولانه من ابناء البلد فهو الصادق في كل مايقول، وفي الدول الاوروبية المتحضرة قامت احزاب سياسية مدعومة من الدولة وحصلت على درجات مرتفعة من ترشيحات الناخبيين هذه الاحزاب احزاب عنصرية وشعاراتها وبرامجها المعلنة في جميع وسائل الاعلام هي اعادة المهاجريين وتضييق فرص الحياة امامهم حتى يجبرون على الفرار مهما كانت المشاكل التي سوف يواجهونها في بلادهم باعتبار ان الغالبية كانوا ناشطيين سياسيين في بلدانهم، العنصرية في اوروبا هي الارهاب الحقيقي، الارهاب المدعوم بسلطة دولية ويعتبر في حقيقته الجزء السري في الحرب التي تقودها امريكا وحلفاؤها في العلانية ضد الاسلام والمسلمين في عقر دارهم تفجر رؤوس اطفالهم بالقذائف الصاروخية وتهدم بيوتهم على رؤوسهم وتدمر بنيتهم التحتية وتنصب عليهم جباريين متآمريين ظالميين ينافسون الله في كبريائه وفي نفس الوقت مجرد ازلام لامريكا وحلفاؤها يزحفون االيها على البطون ويركعون ويسجدون يسبحون بحمدها رجالا على الفقراء والبسطاء من شعوبهم التي سقطت بين مطرقة القهر والظلم وسندان الفقر والجوع والمرض وعلى الجانب الاخر ضعاف مهمشون لايجرأون على مجرد مناقشة اصغر موظف في اي سفارة وان كان مجرد عامل البوفيه. خالد الهواري - السويد