أصدرت الجمعة محكمة تنفيذ الأحكام الفرنسية قرارا بالإفراج المشروط عن الناشط اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، ابتداء من يوم 6 ديسمبر/كانون الأول المقبل شريطة مغادرة البلاد وعدم العودة إليها. فيما أكدت النيابة الوطنية الفرنسية لمكافحة الإرهاب أنها ستستأنف القرار. ويقبع إبراهيم في السجن منذ 40 عاما بتهمة التواطؤ في اغتيال اثنين من الدبلوماسيين الأجانب.من المرتقب أن يصدر القضاء الفرنسي قراره بشأن طلب جديد للإفراج المشروط عن اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، الذي يقبع في السجن منذ 40 عاما، في 15 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن محاميه. ويأتي ذلك، بعد أن عُقدت جلسة استماع مغلقة معه الإثنين بحضور محاميه وممثل عن الولايات المتحدة وممثلتين للادعاء العام. وأرفق المحامي طلب الإفراج بطلب ترحيل موكله إلى لبنان، الذي يخشى على سلامته إذا بقي في فرنسا. وفي حال الرفض، أعلن أنه سيقدم طلب استئناف.
بعد أحد عشر طلبا للإفراج المشروط، وافقت محكمة تنفيذ الأحكام الفرنسية على الطلب الأخير للناشط اللبناني جورج إبراهيم عبد الله.
وأفادت النيابة الوطنية الفرنسية لمكافحة الإرهاب في بيان إن "محكمة تنفيذ الأحكام، بقرار مؤرخ اليوم، سمحت بحصول جورج إبراهيم عبد الله على إفراج مشروط ابتداء من 6 كانون الأول/ديسمبر المقبل بشرط مغادرة الأراضي الوطنية وعدم العودة إليها". لكنها أشارت لوكالة الأنباء الفرنسية بأنها ستتقدم بطلب استئناف على هذا القرار.
وقالت النيابة في بيان، إن "محكمة تنفيذ الأحكام، وبقرار مؤرخ اليوم، سمحت بحصول جورج إبراهيم عبدالله على إفراج مشروط ابتداء من 6 كانون الأول/ديسمبر المقبل بشرط مغادرة الأراضي الوطنية وعدم العودة إليها".
حكم على جورج عبد الله بالسجن مدى الحياة في 1986 لإدانته بالتواطؤ في اغتيال الدبلوماسيين الأمريكي تشارلز راي والإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف في باريس في 1982، ويقبع في سجن لانميزان في جنوب غرب فرنسا وهو يعتبر "أقدم سجين في العالم مرتبط بالصراع في الشرق الأوسط" كما يقول مؤيدوه.
ويبلغ عبد الله حاليا 73 عاما. وأصبح من الممكن إطلاق سراحه منذ 1999، بموجب القانون الفرنسي، لكن طلبات الإفراج المشروط التي تقدم بها رُفضت، باستثناء طلب واحد حين وافق القضاء في 2013 على طلب إفراج شرط أن يكرس بقرار طرد، الأمر الذي لم يصدره وزير الداخلية الفرنسي يومها مانويل فالس.
اقرأ أيضاالقضاء الفرنسي يحدد 15 أكتوبر موعدا لإصدار قراره حول طلب الإفراج المشروط عن اللبناني جورج عبد الله
وأوضح محامي عبد الله، جان لوي شالانسيه لوكالة الأنباء الفرنسية أن قرار المحكمة الجمعة ليس مشروطا باتخاذ مثل هذا القرار من قبل الحكومة، مرحبا "بانتصار قضائي وسياسي".
"ضحية قضاء الدولة"
مطلع الثمانينيات خلال الحرب الأهلية في لبنان، كان عبد الله أحد مؤسسي الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وهي مجموعة ماركسية موالية لسوريا ومعادية لإسرائيل أعلنت مسؤوليتها عن خمسة اعتداءات سقط في أربعة منها قتلى في 1981 و1982 في فرنسا.
واكتسبت التعبئة لصالح إطلاق سراح عبد الله زخما تدريجيا بعدما اقتصرت لفترة طويلة على أقصى اليسار.
وقالت آني إرنو الحائزة على جائزة نوبل للآداب، في تشرين الأول/أكتوبر في صحيفة "لومانيتيه" إن جورج عبد الله "ضحية قضاء الدولة الذي يلحق العار بفرنسا".
والخميس، عشية إصدار القرار، تجمع حوالي 200 شخص في وسط تولوز على بعد 120 كيلومترا من مركز سجن لانميزان. وفي 26 تشرين الأول/أكتوبر، بمناسبة الذكرى الأربعين لتوقيفه، تظاهر ألفا شخص أمام سجن هوت بيرينيه.
وقال توم مارتن المتحدث باسم مجموعة "فلسطين ستنتصر" Palestine vaincra إن قرار المحكمة "يعتبر خبرا جيدا، لكنه مجرد خطوة، لأن النيابة استأنفت للتو".
وتابع "لذا يجب أن تشجعنا هذه الأخبار الجيدة على تطوير وتوسيع وتكثيف حملة الدعم التي لن تتوقف إلا عندما يصبح جورج إبراهيم عبد الله حرا في بلده لبنان".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق