الأحد، سبتمبر 22، 2024

المدافع الشرس عن "النظام" و"السلطة" و"الحزم"، اتباع سياسة صارمة بشأن الهجرة

 في أجواء من الفوضى السياسية التي سادت الساحة الفرنسية، وبعدما تولت حكومة مستقيلة لمدة أسابيع تصريف الأعمال، تم الإعلان السبت عن تشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة ميشال بارنييه التي بدأت تطالها الانتقادات منذ لحظة ولادتها. وأعلن الأمين العام لقصر الإليزيه أسماء هذه التشكيلة الحكومية وهي يمينية وتضم 39 وزيرا. فيما ستكون أولى مهماتها تمرير مشروع الموازنة في ظل انتقادات لاذعة وجهتها إليها المعارضة.

Ce montage montre les membres du cabinet du Premier ministre français Michel Barnier (en haut à gauche) après l'annonce de leur nomination le 21 septembre 2024.
تظهر هذه الصورة المركّبة أعضاء حكومة رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه بعد الإعلان عن تعيينهم في 21 سبتمبر/أيلول 2024. © أ ف ب
إعلان

بعد أسابيع من الانتظار والترقب، أعلن الأمين العام لقصر الإليزيه أليكسي كولر مساء السبت أعضاء التشكيلة الحكومية لرئيس الوزراء ميشال بارنييه. وستكون أولى مهماتها تمرير مشروع الموازنة.

الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة ميشال بارنييه

هذا، وجاءت هذه الحكومة بعد 15 يوما من مباحثات مضنية قادها رئيس الوزراء ميشال بارنييه الذي كُلف بعد مخاض سياسي عسير. لكن يبدو أن التوجه اليميني طاغٍ في الحكومة. والممثل الوحيد لليسار فيها هو وزير العدل ديدييه ميغو وهو اشتراكي سابق مغمور كان قد انسحب من الحياة السياسية.

ومن جانبه، وافق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان قراره حل الجمعية الوطنية في 9 حزيران/يونيو الماضي على خلفية هزيمته في الانتخابات الأوروبية، قد أدخل البلاد في المجهول، على التشكيلة الحكومية السبت بعد مداولات مطولة.

ولكن سيتعين على حكومة بارنييه أن تنال الثقة في الجمعية المنبثقة عن الانتخابات التشريعية المبكرة، والمنقسمة إلى ثلاث تكتلات كبرى لا يمكن التوفيق بينها: اليسار الذي حل في المرتبة الأولى في الانتخابات وغير الممثل في الحكومة، ويمين الوسط (معسكر ماكرون) واليمين المتطرف. وستعقد الحكومة أول اجتماعاتها عصر الإثنين.

وزير الداخلية...محافظ ومتشدد

ويشار إلى أنه ومن بين الشخصيات البارزة في الحكومة الجديدة، وزير الداخلية الجديد برونو ريتايو الذي يثير حفيظة اليسار والوسطيين، بما في ذلك معسكر ماكرون. إذ يعتزم ريتايو المنتمي لليمين الليبرالي المحافظ والمدافع الشرس عن "النظام" و"السلطة" و"الحزم"، اتباع سياسة صارمة بشأن الهجرة، وهو ملف يثير قلق الفرنسيين ويشعل بانتظام سجالات سياسية.

أما من معسكر ماكرون، فتم تعيين الوسطي جان نويل بارو وزيرا للخارجية. وسيتعين على هذا المسؤول الشاب البالغ 41 عاما والذي سبق أن شغل منصب وزير الشؤون الأوروبية، أن يثبت حضوره سريعا في ساحة دولية متفجّرة يطبعها نزاعا أوكرانيا والشرق الأوسط.

من هم أبرز أعضاء الحكومة الفرنسية الجديدة؟

 

ويبقى وزير الجيوش سيباستيان لوكورنو، حليف ماكرون، في منصبه، وهو واحد من القلائل الذين احتفظوا بحقيبتهم، وستكون وزارته واحدة من وزارات قليلة ستستفيد من زيادة حادة في الميزانية في سياق من الأزمات الدولية. إلى جانب رشيدة داتي وهي شخصية مثيرة للجدل، التي احتفظت أيضا بحقيبة الثقافة.

"تحت رحمة اليمين المتطرف"

أما اليسار، الذي فاز في الانتخابات التشريعية، فيندد منذ أسابيع بـ"انتخابات مسروقة" وينتقد، على غرار عضو البرلمان الأوروبي من حزب فرنسا الأبية مانون أوبري، الفريق الذي سيكون، وفقا لها "تحت رحمة اليمين المتطرف".

ونظم السبت نحو ستين تجمعا في مختلف أنحاء فرنسا، بدعوة من "فرنسا الأبية" وحزب الخضر وجمعيات ومنظمات طالبية وبيئية ونسوية، ضد "حكومة ماكرون-بارنييه". كما يعتزم حزب فرنسا الأبية "زيادة الضغط الشعبي" بعد يوم احتجاجي نظم في السابع من أيلول/سبتمبر الماضي.

 وسرعان ما تعالت الأصوات في الساحة السياسية الفرنسية منددة بهذه الحكومة، إذ اعتبر زعيم "التجمع الوطني" اليميني المتطرف جوردان بارديلا أن الحكومة "تؤشر إلى عودة الماكرونية" (نسبة للرئيس إيمانويل ماكرون)، و"لا مستقبل لها".

ومن جانبه دعا زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري جان-لوك ميلنشون الى "التخلص في أسرع وقت ممكن" من هذه الحكومة.

وقال زعيم  الحزب الاشتراكي أوليفييه فور إنها "حكومة رجعية " تستخف بالديمقراطية.

وتابع "موعدنا جلسة التصويت على الثقة" إذ يقول اليسار إنه يسعى لإطاحة الحكومة في الجمعية الوطنية، علما بأن هذا الأمر يتطلب أصوات اليمين المتطرف أيضا.

وإلى ذلك، يُنتظر أن يلقي بارنييه خطابه بشأن السياسة العامة في الأول من تشرين الأول/أكتوبر المقبل. وتتلخص المهمة الأولى والأكثر إلحاحا لحكومته بتمرير الموازنة، في حين تواجه فرنسا مديونية عامة كبيرة وتستهدفها إجراءات أوروبية بسبب العجز المفرط الذي تعاني منه البلاد.

ليست هناك تعليقات:

المدافع الشرس عن "النظام" و"السلطة" و"الحزم"، اتباع سياسة صارمة بشأن الهجرة

  في أجواء من الفوضى السياسية التي سادت الساحة الفرنسية، وبعدما تولت حكومة مستقيلة لمدة أسابيع تصريف الأعمال، تم الإعلان السبت عن تشكيلة الح...