سواء بوطين أو طرامب أو ميلوني أو راسبوطين أعداء تاريخيين للمسلمين فكل الجنس الأوروبي وإن تنازعوا تكتيكيا أو أيدولوجيا إلا إنه جنس كاره لكل نصر ولو رياضي لأي مسلم أو عربيأدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتصريحات مستفزة تشكك في أنوثة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، معتبرا فوزها بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس، “غير عادل” و”هراء”.
وقال بوتين خلال لقائه مع طلاب مدارس في كيزيل، إن فوز الملاكمة الجزائرية إيمان خليف “غير عادل” و”هراء”. مضيفا: “إنهم يقتلون الرياضة النسائية (..) يمكن لأي رجل ببساطة أن يعلن نفسه امرأة ويشارك في أي رياضة دون إعطاء أي فرصة للنساء للفوز بمراكز الميداليات ناهيك عن المراكز الأولى”، بحسب ما أوردت “أسوشيتد برس”، الاثنين.
وأردف: “قال رجل إيطالي ذو لحية إنه أعلن نفسه امرأة لكي يلكم وجه ذلك الشخص الذي كسر أنف المرأة الإيطالية”. وكان بوتين يلمح إلى تقارير في وسائل الإعلام الروسية بشأن تصريحات ملاكم إيطالي عن رغبته في قتال إيمان.
ورغم أن بوتين لم يذكر إيمان بالاسم، إلا أنه كان يقصدها بشكل مباشر، معيدا بذلك ما كان ممثل بلده في مجلس الأمن قد ردده حول الملاكمة الجزائرية في 8 آب/أغسطس الماضي.
وكان ممثل روسيا في تلك الجلسة التي تضمنت إحاطة حول موضوع “الحفاظ على الالتزامات لصالح المرأة، السلام والأمن في سياق الانسحاب السريع لبعثات السلام”، قد خرج عن النص، موجها اتهامات ضمنية للملاكمة الجزائرية بأنها رجل سُمح له بالنزال مع النساء، من قبل المجموعات الغربية التي تدعم حسبه “مجتمع الميم”. واستند الدبلوماسي الروسي إلى تقرير الاتحاد الدولي للملاكمة الذي يخوض حربا شعواء ضد البطلة الجزائرية منذ بداية منافسات الأولمبياد.
وأمام هذه الاتهامات الخطيرة، لم يفوت ممثل الجزائر واجب الرد، فكان أن طلب الكلمة، موجها عبارات قوية للممثل الروسي. وذكر الدبلوماسي الجزائري أن “الملاكمة الشجاعة، الآنسة إيمان خليف ولدت أنثى، عاشت طفولتها بنتا يافعة، مارست الرياضة كامرأة بكامل المقاييس”، مبرزا أنه “لا يوجد أدنى شك حول ذلك، إلا من له أجندة سياسية لا ندري مقاصدها”. وأضاف قائلا: “أكتفي بإحالة الجميع إلى اللجنة الأولمبية الدولية نفسها والتي بكامل الوضوح وبشهادتها تقصم ظهر كل مشكك في بطلتنا الشجاعة الآبية، حفيدة النساء الجزائريات الحرائر”.
ورغم الغضب الذي أثاره ممثل روسيا، إلا أن موقف موسكو لمن تابعوا القصة بتفاصيلها من البداية، لم يكن مستغربا، بالنظر للعلاقة الحميمة التي تجمع رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة عمر كريمليف، بالمسؤولين الروس. وهناك من يتحدث عن علاقة خاصة بين هذا الشخص والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سبق له تكريمه وإهدائه وساما، ناهيك عن كون روسيا من ممولي هذا الاتحاد.
والمعروف أن خليف واجهت حملة استفزاز شنيعة قادها الاتحاد الدولي للملاكمة (منظمة على خلاف مع اللجنة الأولمبية) الذي ذهب إلى حد تقديم جائزة مالية للملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني بعد انسحابها أمام منافستها الجزائرية إيمان خليف في النزال الأول لدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.
وذكر رئيس الاتحاد عمر كريمليف، مظهرا شفقته على الإيطالية: “لم أستطع النظر إلى دموعها.. ويمكنني أن أؤكد أننا سنحمي كل ملاكم. لا أفهم لماذا يقتلون الملاكمة النسائية. يجب على الرياضيات المؤهلات فقط التنافس في الحلبة من أجل السلامة”.
وبعد تأهلها للدور ربع النهائي، نظم الاتحاد الدولي للملاكمة ندوة صحافية في باريس للحديث عن إيمان خليف والتشكيك في هويتها الجنسية. ويأتي هذا الموقف على خلاف ما أكدته اللجنة الأولمبية في أكثر من مناسبة حول أهلية إيمان خليف للمنافسة والذي تكرر على لسان مسؤوليها في الأولمبياد الحالي.
وكان هذا الاتحاد قد حرم البطلة الجزائرية في آذار/ مارس 2023، من النزال في نهائي البطولة العالمية للملاكمة (أقل من 66 كلغ) التي أقيمت في الهند، لأسباب طبية، تتعلق بمعدلات التستسترون، وهو المعيار الذي رفضته تماما اللجنة الأولمبية التي أقرت مشاركتها دون إشكال.
ووفق ما ذكره محللون للموقف الروسي، فإن موسكو تلعب على وتر إظهار الغرب في حالة انحطاط أخلاقي عبر سماحه بإجراء عمليات التحول الجنسي ودعم مجتمع الميم. لكن إقحام الجزائر في هذه المسائل الجندرية بدا مستغربا كون الجزائر وباقي الدول الإسلامية لديها تصور بعيد تماما عن الغرب في هذه المسائل، ما يجعل الادعاء بأن إيمان خليف متحولة جنسيا مثيرا للسخرية.
وخلال الأولمبياد، قادت شخصيات عالمية كبيرة في الغرب، حملة تشكيك في هوية البطالة الجزائرية الجنسية عبر اتهامها بأنها “رجل”، وصلت حدّ المطالبة باستبعادها من منافسات الأولمبياد. وذكر الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة برسالة على منصته “تروث سوشيال”، في هذا السياق، أنه “سيستبعد الرجال من منافسات النساء” إذا تم انتخابه في تشرين الثاني/ نوفمبر، مرفقا كلامه بمقطع فيديو للنزال بين إيمان خليف وأنجيلا كاريني.
كما شنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ومواطنها الوزير المتطرف ماتيو سالفيني هجوما على اللجنة الأولمبية بسبب سماحها للملاكمة الجزائرية بالنزال.
وتحولت الشبكة الاجتماعية “إكس” إلى منصة هجوم على البطلة الجزائرية، بدءا بمالكها الملياردير إيلون ماسك الذي ترك كل شيء وتفرغ للتعليق على إيمان خليف والتفاعل مع كل ما ينشر حول الادعاء بأنها رجل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق