السبت، يونيو 03، 2023

لم يكشف عن البنود الأمنية فيها بمصرلا يُسمح إلا بوجود حرس الحدود والشرطة المدنية في المنطقتين "ب" و"ج"

 

رغم موافقة إسرائيل.. مسؤول أميركي سابق يحذر من زيادة القوات المصرية في سيناءمقتل 3 جنود على الحدود المصرية وتفاصيل عن "تسلل" المهاجم

Aviv Kochavi أفيف كوخافي المصدر: حساب وزارة الدفاع الإسرائيلية على تويتر

باشر الجيش الإسرائيلي إجراء تحقيقات -بالتعاون مع الجانب المصري- بعد إعلان تل أبيب مقتل 3 من جنودها وإصابة ضابط برصاص شرطي مصري، في إطلاق نار بدأ فجر اليوم السبت عند معبر العوجة الحدودي.حذر مسؤول أميركي سابق يعمل الآن مع منظمة بحثية تتبع اللوبي الإسرائيلي في أميركا، من أن أي تغييرات مستقبلية في مصر قد تشكل تهديدا مباشرا على أمن إسرائيل خصوصا في شبه جزيرة سيناء، وذلك بعد أن أدى تصاعد العنف هناك إلى تزايد أعداد وتركيبة القوات العسكرية المصرية، بشكل لم يكن مسموحا به في البنود الأمنية لاتفاقية السلام الإسرائيلية المصرية الموقعة عام 1979.

وقال ديفيد شينكر مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى -وهو الذراع الفكرية والبحثية للجنة العلاقات الأميركية الإسرائيلية (أيباك)- في تحليل وزعه المعهد مؤخرا، إن هناك تعاونا عسكريا غير مسبوق بين القاهرة وإسرائيل في سيناء شمل دعما جويا إسرائيليا للعمليات المصرية.

غير أنه حذر في الوقت ذاته من أن هذا التقارب جعل إسرائيل تسمح بدخول قوات عسكرية مصرية مسلحة في سيناء ما عده انتهاكا لبنود اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل التي وقعها الرئيس الأسبق أنور السادات، والتي تحظر بشكل واضح حرية حركة الجيش المصري في سيناء، إلا في حدود ضيقة للغاية وبأسلحة خفيفة وبموافقة إسرائيلية مسبقة فقط.

وأكد شينكر الذي عمل سابقا مساعدا لوزير الدفاع الأميركي، أن التعاون بين مصر وإسرائيل أسهم في الموافقة المتبادلة على ارتكاب انتهاكات جسيمة لمعاهدة السلام التي أبرمت بينهما في 26 مارس/آذار عام 1979 عقب اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، أو بشكل أكثر دقة، الملحق الأمني ​​للمعاهدة الذي يحد من الانتشار العسكري بسيناء.

وأردف بأن "إسرائيل سمحت لمصر بإدخال فيضٍ من القوات والمعدات الثقيلة إلى سيناء، على نحو يتجاوز بشكل كبير قيود المعاهدة".

ولا يعرف لماذا اتجه شينكر إلى التحذير من الوجود العسكري المصري في سيناء في هذا التوقيت بالذات رغم وجود تقارب واضح بين إسرائيل وحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلا أنه ألمح إلى مخاوف من عدم قدرة إسرائيل أو أميركا على تغيير الوجود العسكري المصري في حال حدوث تغييرات سياسية في مصر.

واستشهد على كلامه بالتغيير غير المتوقع في مصر عام 2011 أثناء الربيع العربي، مشددا على أنه ما زال يمثل هاجسا كبيرا في أوساط اللوبي الصهيوني في أميركا والتي فشل في التنبؤ به في حينه رغم تكريسه لإمكانات هائلة لمراقبة الأوضاع في المنطقة العربية وفي مصر على وجه الخصوص التي تتمتع بأكبر عدد سكان وأكبر قوة عسكرية.

واستطرد شينكر في تحذيراته أنه "لم يمضِ سوى عقد من الزمن منذ أن جاءت الثورة المصرية برئيس إسلامي بشكل علني معادٍ لإسرائيل"، في إشارة إلى الرئيس الأسبق محمد مرسي.

وأضاف شينكر أن ما قرب بين إسرائيل ومصر عسكريا إلى هذا الحد الملحوظ هو الاشتراك في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء بالإضافة إلى تحجيم دور المقاومة في غزة.

وتابع "الآن وبعد أن أصبح تنظيم الدولة تحت السيطرة على ما يبدو، ستزداد صعوبة العودة إلى القيود التي فرضتها المعاهدة وعلى رأسها إعادة القوات المصرية الكبيرة إلى الضفة الغربية لقناة السويس".

شكوك حول تحقيق العملية العسكرية الشاملة بسيناء (مواقع تواصل)
الجيش المصري دفع بأعداد كبيرة من القوات والمدرعات إلى سيناء لمواجهة تنظيم الدولة (مواقع التواصل)

قبو محصن تحت الأرض

غير أن المسؤول الأميركي السابق المعروف بميوله الصهيونية، سرد بعضا من ملامح الوجود العسكري المصري الذي بدأ يقلق دوائر اللوبي الصهيوني في إسرائيل.

وكشف أن مصر أنشأت مقر قيادة في سيناء للجيشين الثاني والثالث، وكذلك مقرا خاصا لـ"القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة"، التي تدير عمليات مكافحة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء.

ووفقا للتقارير المصرية، فإن هذا المجمع في جبل أم خشيب مجهز بمركز عمليات يقع في قبو محصن على عمق 89 قدما تحت الأرض، بالإضافة إلى قيام الجيش المصري ببناء منشأة بحرية كبيرة في شرق بورسعيد داخل سيناء.

وأبدى شينكر تحذيرا أيضا من مؤشرات أميركية لتراجع دورها في سيناء، حيث تقدم وزارة الدفاع الأميركية بانتظام مبادرات لتقليص حجم الوحدة الأميركية المكونة من 452 جنديا في "القوة الدولية المتعددة الجنسيات"، التي يبلغ قوامها 1154 فردا. والوحدة الأميركية هي العمود الفقري لهذه القوة.

ووفق بنود الاتفاقية التي لم يكشف عن البنود الأمنية فيها بمصر، فإن الملحق الأمني يُقسّم شبه جزيرة سيناء إلى 3 مناطق، وينصّ من بين أمور أخرى على إمكانية قيام مصر بنشر فرقة مشاة آلية واحدة فقط مع ما يصل إلى 22 ألف جندي و230 دبابة و480 مركبة مدرعة للعناصر في المنطقة "أ"، التي هي الأقرب إلى قناة السويس.

ولا يُسمح إلا بوجود حرس الحدود والشرطة المدنية في المنطقتين "ب" و"ج" على التوالي، وهما المنطقتان الأقرب إلى إسرائيل.

من جهته، ربط الجانب المصري الواقعة بإطلاق نار وقع أثناء مطاردة مهربي مخدرات عبر الحدود.

وقال المتحدث باسم الجيش المصري، في بيان، "قام أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية بمطاردة عناصر تهريب المخدرات، وأثناء المطاردة قام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين".

وأضاف أن العنصر "تبادل إطلاق النيران مما أدى إلى وفاة 3 أفراد من عناصر التأمين الإسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النيران".

أما الجيش الإسرائيلي فقال "المخرب الذي نفذ الاعتداء على الحدود شرطي مصري" وأشار إلى أن جنوده يجرون عمليات تمشيط في المنطقة للتأكد من عدم وجود "مخربين آخرين".

وذكر الجيش الإسرائيلي أن التحقيق في الحادث يجري بتعاون كامل ووثيق مع الجيش المصري.

وبينما يستمر التحقيق الميداني، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي مساء اليوم إن مطلق النار لم يتسلل من فجوة في السياج الحدودي بل دخل من معبر طوارئ.

وأضافت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجنديين اللذين قتلا أولا قرب الحدود لم يطلقا النار من أسلحتهما و"يبدو أن منفذ العملية فاجأهما".

وذكرت أيضا أن طائرة مسيرة "رصدت مطلق النار على عمق كيلومتر ونصف داخل الأراضي الإسرائيلية".

جنود إسرائيليون قرب موقع الاشتباك (رويترز)

إرسال قوات خاصة

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإرسال قوات من وحدة اليمام الخاصة وطائرات مسيّرة لتمشيط الحدود مع مصر خشية وجود مسلحين آخرين.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه أجرى تقييما للموقف مع رئيس هيئة الأركان، وإن الجيش يجري التحقيقات اللازمة لكشف الملابسات.

وأضاف غالانت "جنودنا نفذوا مهامهم بإخلاص لكن الحادث عند الحدود مع مصر انتهى بنتائج وخيمة".

في الوقت نفسه، أعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاق كل الطرق والمحاور المؤدية إلى الحدود مع مصر.

وفي أول تعليق على المستوى السياسي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة لوزراء حكومته إن الحادثة قرب حدود مصر "استثنائية" مؤكدا أنها لن تؤثر على التعاون الأمني مع القاهرة، حسب تعبيره.

وفي تصريحات لاحقة، قال نتنياهو إن ما وصفها بالحادثة الدامية على الحدود مع مصر "خطيرة واستثنائية وسيتم التحقيق فيها حتى النهاية".

وقد نقلت هيئة البث الرسمية عن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قوله "أفزعنا نبأ مقتل 3 جنود من الجيش، ولا كلمات تصف الألم والخسارة".

في غضون ذلك، أعلن المتحدث العسكري المصري أن وزير الدفاع أجرى اتصالا بنظيره الإسرائيلي "لتقديم العزاء وبحث ملابسات الحادث" مشيرا إلى بحث التنسيق المشترك لمنع تكرار هذه الحوادث مستقبلا، وفق تعبيره.

من جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن وزير الدفاع أكد لنظيره المصري أن التعاون في التحقيق "له أهمية كبرى" بالنسبة للعلاقة بين الطرفين.

وقد أفادت مصادر عسكرية وإعلامية إسرائيلية بأن الجيشين المصري والإسرائيلي بدآ بإجراء تحقيق ميداني في موقع الحادثة، للوقوف على ملابسات ما جرى.

كومبو لثلاث من الجنود الاسرائيليين القتلى على الحدود المصرية تويتر وزارة الدفاع الإسرائيلية
الجيش الإسرائيلي نشر صور الجنود القتلى (مواقع التواصل)

ملابسات الاشتباك

امتنع الجيش الإسرائيلي بادئ الأمر عن تأكيد أنباء أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل جنود، ثم أعلن لاحقا مقتل اثنين من جنوده قرب الحدود المصرية.

وبعد الظهر، أعلن الجيش أن عدد قتلاه ارتفع إلى 3 جنود، وأن ضابطا أصيب بجراح، مشيرا إلى أن إطلاق النار بدأ فجر اليوم.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن جنديين هما رجل وامرأة "قتلا بنيران حية قرب الحدود" مبينا أنهما كانا قد بدآ الحراسة مساء أمس الجمعة في موقع إسرائيلي بصحراء النقب.

وأوضح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه تم العثور على جثتيهما صباح السبت، لتبدأ بعدها عملية مطاردة بحثا عن المهاجم الذي تم تحديد موقعه بعد ساعات عدة في المنطقة ذاتها.

وقال الجيش الإسرائيلي "بعد الظهر، خلال عمليات البحث، تعرف خلالها الجنود على المهاجم في الأراضي الإسرائيلية.. وقاموا بتحييده" موضحا أن جنديا ثالثا قتل خلال تبادل إطلاق النار.

وكشف الجيش الإسرائيلي عن هوية اثنين من القتلى، وهما جندي وجندية، ونشر صورتيهما.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان أجرى تقييما للوضع الأمني في موقع الحادثة مع قائد المنطقة الجنوبية وقائد الفرقة 80.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن رئيس الأركان هرتسي هاليفي قوله إن التحقيق في الحادث يجري بالتعاون مع الجيش المصري "بدقة" حسب تعبيره.

وكذلك، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الجنرال إليعازر توليدانو قوله إن التحقيق يجري بشكل مشترك مع الجانب المصري، وما زال في بدايته.

وفي تصريحات أدلى بها قرب معبر العوجة (نيتسانا وفق التسمية الإسرائيلية) قال توليدانو إنه منذ اكتشاف جثتي الجندي والجندية جرى التعامل مع الأمر على أنه حدث "إرهابي".

وأضاف الجنرال الإسرائيلي أن المعلومات المؤكدة تشير إلى أنه "حادث عملياتي قاس" وأن الأحداث توالت منذ الصباح بعد حادث ليلي تم فيه إحباط محاولة تهريب مخدرات على مقربة من الموقع ذاته.

وأوضح أن قائد قوة إسرائيلية أجرى عمليات تمشيط قتل خلالها الجندي الثالث، وتمكن القائد من قتل المهاجم لكن الملابسات لم تتضح بعد.

وتابع "هناك الكثير من الأسئلة وتحديدا داخل القوات العسكرية، ونجري تحقيقا معمقا في قيادة اللواء الجنوبي ولواء سيناء".

مهاجم أم مهاجمون؟

وفي حين تحدث الجيش الإسرائيلي عن مهاجم واحد، قالت مصادر للجزيرة إن مسلحين تسللوا وأطلقوا النار على مراحل مختلفة عند الحدود مع مصر.

وأضافت هذه المصادر أن الجيش الإسرائيلي عثر على الجنديين القتيلين بعد ساعات من وقوع عملية إطلاق النار عند الحدود مع مصر، قبل الإعلان عن مقتل الجندي الثالث.

ووفقا للمصادر نفسها، فإن عملية إطلاق النار جرت عند الساعة الرابعة ونصف فجر اليوم.

وبحسب الروايات التي تناقلتها المصادر الإسرائيلية، فإن منفذ العملية أطلق النار على أفراد حراسة فقتل مجندا ومجندة، وعندما وصلت دورية عسكرية إلى الموقع بعد انقطاع الاتصال معهما أطلق المنفذ النار على الدورية مما أدى إلى إصابة جنود آخرين توفي أحدهم متأثرا بجراحه.

وذكرت مصادر إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يشتبه بأن هناك مسلحا آخر هرب إلى داخل الأراضي المصرية.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المصريين بعثوا برسائل لإسرائيل بأنهم لا يعلمون بنيّات الشرطي، ولا صلة لهم بالحادث.

ونقلت وكالة رويترز -عن الجيش الإسرائيلي ومصادر أمنية مصرية- أن مسؤولين من الجانبين يحققون في ملابسات الحادثة بتعاون كامل.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أفادت بأن اتصالات تجري بين إسرائيل ومصر لعقد اجتماع أمني عاجل، وتشكيل لجنة ثنائية لبحث ملابسات الحادثة.

وقال مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري إن آخر مرة شهدت الحدود المصرية الإسرائيلية محاولة تسلل، وقتل خلالها أحد المهربين، كانت قبل عام ونصف العام من الآن.

وأضاف العمري أن (الحركة على) الحدود كانت نشطة بين عامي 2004 و2012 إلى أن بنت إسرائيل سياجا أمنيا بطول 241 كيلومترا يمتد من إيلات وطابا على البحر الأحمر حتى نقطة التقاء الحدود المصرية الإسرائيلية الفلسطينية شرق رفح.

ليست هناك تعليقات:

دماء المرضى قد تستخدم لإصلاح عظامهم المكسورة

  كشفت دراسة بحثية جديدة عن أن دماء المرضى يمكن أن تستخدم للمساعدة في إصلاح عظامهم المكسورة. وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد نجح ال...