تُوج الملك تشارلز الثالث في حفل تتويج تاريخي، هو الأول في المملكة المتحدة منذ سبعين عاماً.
وعقب تتويج الملك بوقت قصير، تم تتويج زوجته كاميلا ملكة.
وما أن وضع رئيس أساقفة كانتربيري تاج سانت إدوارد على رأس الملك حتى سمعت هتافات "حفظ الله الملك" داخل كنيسة دير وستمنستر وخارجها.
وقد أطلقت المدفعية تحية للملك في 13 موقعاً في المملكة المتحدة، بينما قرعت أجراس كنيسة دير وستمنستر لمدة دقيقتين، ورفعت الأنخاب من قبل المحتشدين في طريق "ذي مول" بلندن احتفالاً بالمناسبة.
وعقب الحفل، راقبت الحشود التي اصطفت على جانبي الطريق الذي سلكه الموكب الزوجين المتوّجين حديثاً يشقان طريقهما إلى قصر باكنغهام على متن العربة الملكية الذهبية.
قصص مقترحة نهاية
وعلى طريق "ذي مول"، أطل المجتمعون من تحت المظلات في ترقب لظهور أفراد العائلة الملكية على شرفة القصر.
لكن الخطط المتعلقة بالاستعراض الجوي فوق القصر جرى تقليصها بسبب "الظروف الجوية غير المناسبة"، كما أكدت وزارة الدفاع البريطانية.
وقد شوهد الحفل نفسه على شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم، وحضره نحو 2,300 شخص تمت دعوتهم إلى كنيسة دير وستمنستر .
وقد وصل الأمير هاري الى الحفل بصحبة ابنتي عمه الأميرة يوجين والأميرة بياتريس.
وكان الأمير هاري، دوق ساسيكس، قد وصل إلى البلاد الجمعة قادماً من الولايات على متن طائرة تجارية.
البودكاست نهاية
وهذه هي المرة الأولى، منذ نشر مذكرات الدوق، التي يشاهد فيها الأمير أمام الملأ بصحبة شقيقه الأمير ويليام، أمير ويلز، وإن كانت تفصلهما عدة صفوف من المقاعد خلال الحفل.
وعقب قداس التتويج، شوهد وهو يغادر كنيسة دير ويستمنستر وحيداً في سيارة من طراز "بي أم دبليو". وشوهد الأمير أندرو وهو يتبعه في سيارة أخرى بصحبة الأميرة يوجين وزوجها جاك بروكسبانك.
ويُعتقدُ بأن الأمير هاري سيعود بسرعة إلى الولايات المتحدة للانضمام إلى زوجته ميغان، حيث يحتفل ابنه آرتشي بعيد ميلاده الرابع اليوم.
وكان هناك حضور لافت للمدعويين من المشاهير، ومن بينهم الممثلة إيما تومبسون والمغنية الأمريكية كيتي بيري.
كما وصلت السيدة الأمريكية الأولى جيل بايدن وحفيدتها فينيغان في موكب من ثلاث سيارات. أما الرئيس جو بايدن فلم يحضر إلى المملكة المتحدة.
وكان من بين الحضور في الكنيسة أيضاً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والسيدة الأولى في أوكرانيا أولينا زيلينسكا، وكذلك رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وقادة دول الكومونويلث.
وقد حضر الاحتفال بالتتويج 90 من قادة الدول، بحسب الخارجية البريطانية.
وكانت مراسم التتويج بدأت في الساعة الحادية عشرة صباحاً بالتوقيت الصيفي وانتهت في الواحدة من بعد الظهر، وكان موضوعها الأساس أهمية الخدمة.
وقد انعكست هذه الفكرة في القسم والصلاة التي أداها الملك تشارلز، وفي العظة التي قدمها رئيس أساقفة كانتربيري، جاستن ويلبي.
فقد قال الملك تشارلز في أول صلاة له بعد وصوله إلى كنيسة الدير: "أتيت لا لكي أُخدَم بل لأخدِم".
وافتتح رئيس الأساقفة عظته بالقول: "اجتمعنا هنا لتتويج ملك، ونحن نتوج ملكاً ليخدم".
وفي الدير، أعلن عن تشارلز "ملكا حقا" (لا خلاف عليه) في المرحلة الأولى من مراحل الحفل.
ثم طُلب من المجتمعين في الحفل إظهار ولائهم وخدمتهم للملك من خلال الهتاف "حفظ الله الملك".
وكانت هناك لحظات من الصمت التام بين القسم والموسيقى مع انتهاء كل مرحلة من مراحل الحفل العريق.
وأقسم الأمير ويليام أيضاً بالولاء للملك تشارلز، قبل أن يُطلب من المجتمعين في الحفل إظهار تأييدهم للملك.
و على الرغم من الطقس الإنجليزي المعروف بتقلباته، إلا أنه كانت هناك أجواء احتفالية في "ذي مول"، مع تحية الجمهور بين الفينة والأخرى لعناصر الشرطة وحراس الأمن.
ومن بين المتفرجين كانت ألكسندرا هورنياك، البالغة من العمر 57 عاماً، من مونتريال في كندا.
وقالت لبي بي سي: "عرفت منذ سنوات أنني سأرغب بحضور هذا اليوم، وفي اليوم الذي أعلن فيه عن الموعد، كنت أقود سيارتي إلى المكتب، وزوجي اتصل بي وقال السادس من مايو/ أيار".
وأضافت "عرفت تماماً ما يعني ذلك. وسارعت إلى الهاتف لأحصل على حجز فندقي وتابعنا الموضوع من تلك اللحظة".
وقالت كارين دالي، 54 عاماً، من بيرمنغهام: "كان يمكننا القيام بهذا في البيت، لكن الأجواء جيدة للغاية والجميع سعداء حقاً."
وأضافت: "عندما توفيت الملكة، لم نستطع القدوم لأننا لم نستطع جميعاً الحصول على إجازة من العمل. وبالتالي فقد حجزنا الإجازة حالما عرفنا بموعد التتويج".
وكان تشارلز قد أصبح ملكاً للمملكة المتحدة ولـ 14 دولة اخرى في سبتمبر/ أيلول، عندما توفيت والدته إليزابيث بعد 70 عاماً من جلوسها على العرش. وكانت هناك استعدادات مكثفة منذ شهور لتنظيم الاحتفالات بالتتويج- وهو التتويج رقم 40 الذي يجري في كنيسة دير وستمنستر منذ العام 1066.
وبخلاف الطريق الذي مر منه الموكب، لم تكن هناك حشود خارج الكنيسة، حيث أنها كانت مغلقة أمام الجمهور قبيل القداس.
وترأس القداس في الكنيسة رئيس أساقفة كانتربيري جاستن ويلبي، وساعده رئيس أساقفة يورك ستيفن كوتريل.
وأكد الحفل على التنوع والدمج، بوجود عناصر متعددة الأديان أكثر من أي مراسم تتويج سابقة، بمساهمات من ممثلين عن اليهود والمسلمين والبوذيين والسيخ.
وتلا رئيس الوزراء الهندوسي ريشي سوناك درساً من الإنجيل، بينما عزفت الموسيقى ورتلت أناشيد باللغات الويلزية والاسكتلندية والغالية الإيرلندية.
وقد اجتذبت مراسم التتويج أيضاً مجموعة صغيرة من المحتجين من مجموعة "الجمهورية" وهي مجموعة تدعو إلى إلغاء الملكية، والتي احتشدت بهذه المناسبة في ميدان ترافلغار (الطرف الأغر).
ورافقت المراسم عملية أمنية ضخمة، حيث وضعت شرطة العاصمة 11,500 شرطي في الخدمة في ما تقول إنه أكبر انتشار لعناصرها في يوم واحد على الإطلاق.
ودافعت الجماعات المناهضة للملكية عن حقها في الاحتجاج، لكن الشرطة حذرت من أن "تسامحها مع أي تعطيل سواء من خلال الاحتجاج أو غير ذلك، سيكون قليلاً للغاية".
وثار جدل أيضاً حول قائمة المدعويين للمراسم، مع انتقادات لحضور نائب الرئيس الصيني هان زينغ، المتهم بالإشراف على عملية قمع الحريات المدنية في هونغ كونغ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق