وتُمثّل المنحوتة البرونزية السوداء البالغ طولها مترين و10سنتيمترات ووزنها 250 كيلوغراما فيكتور هوغو ماشيا، وقد بدت على وجهه علامات التقدم في السن، لكن جسمه قوي وبارز العضلات، وفق "فرانس برس".


وبرّر رودان (1840-1917) إظهاره هوغو عاريا في منحوتته بقوله يومها لكامي كلوديل "بالنسبة لي، لا يمكن وضع معطف لإله".

ولاحظ المسؤول في متحف رودان أوغ إربان أن تمثيل هوغو عاريا "خيار متمرد لا ينسجم بالضرورة مع روح ذلك العصر"، علما بأن الأديب الراحل عاش في القرن التاسع عشر. 

 وأضاف أن رودان "كان يسعى قبل كل شيء من خلال هذا التصميم القوي جدا إلى (...) التعبير عن قدرة فيكتور هوغو الإبداعية".

وتبرعت مؤسسة بيار جيانادا السويسرية بالتمثال، إذ أراد رئيسها ليونار جيانادا تصحيح ما رآه "ظلما"، إذا لاحظ أن رودان نحتَ فيكتور هوغو في مناسبات عدة، لكن أي عمل للنحات لم يكن موجودا في مسقط رأس الكاتب.

وتتوفر من هذا التمثال البرونزي ثلاث نسخ نفذت بواسطة القالب الذي أعدّه رودان، وتحتفظ مؤسسة جيانادا في مارتيني (جنوب غرب سويسرا)بإحداها ، في حين تبقى نسخة ثانية في متحف رودان في باريس، إضافة إلى الثالثة في بيزانسون.وُلِد فكتور هوغو عام 1802 في بيزنسون في منطقة فرانش كونته، وهو الابن الثالث لـِ جوزيف ليوبولد سيجسبير هوغو (1774–1828) وصوفي تريبوشيه (1772–1821)، كما كان لديه أخوان هُما أبيل جوزيف هوغو (1798–1855) وأوجين هوغو (1800–1837).

سكن فيكتور هوغو في عدة أماكن في فرنسا وفي باريس ولكن أشهر الأماكن هي ساحة فوج فيها يوجد منزله الذي تحول إلى متحف فيكتور هوغو.

تميزت طفولة هوغو المبكرة ببعض الأحداث العظيمة، فقبل سنوات قليلة من ولادته أطيح بأسرة بوربون أثناء الثورة الفرنسية، ثم نهضت الجمهورية الأولى وسقطت وصعدت الإمبراطورية الفرنسية الأولى تحت حكم نابليون بونابرت. أصبح نابليون إمبراطورًا بعد عامين من ولادة هوغو. تمت استعادة نظام بوربون الملكي عندما كان هوغو في السابعة عشرة من عمره. كان لوالديه آراء سياسية ودينية مختلفة إذ كان والد هوغو ضابطا احتل مرتبة عالية جدًا في جيش نابليون. كان جمهوريًا واعتبر نابليون بطلاً. بينما كانت والدته ملكية كاثوليكية متطرفة. نظرًا لأن والد هوغو كان ضابطًا  كانت الأسرة تتنقل كثيرًا. تعلم فيكتور هوغو الكثير من هذه الرحلات. مكث في نابولي وروما ستة أشهر قبل أن يعود إلى باريس. كان عمره خمس سنوات فقط في ذلك الوقت لكنه كان يتذكر الرحلة جيدًا.

ذهبت والدته صوفي إلى إيطاليا مع زوجها الذي كان حاكم مقاطعة بالقرب من نابولي. كما ذهبوا إلى إسبانيا حيث حكم جوزيف ثلاث مقاطعات إسبانية، انفصلت صوفي مؤقتًا عن زوجها عام 1803 حيث كانت الحياة صعبة واستقرت في باريس ما جعلها تهيمن على تعليم هوغو لذلك فإن أعمال هوجو المبكرة وخاصة في الشعر  تُظهر له مدح الملكية والإيمان. جعلت ثورة 1848 هوغو يتمرد على تعليمه الملكي الكاثوليكي. بعد تلك الثورة فضل الجمهورية والتفكير الحر.


عندما كان صغيرًا وقع فيكتور هوغو في الحب، إذ انخرط سرا في علاقة مع صديقة طفولته أديل فوشيه (1803-1868) ضد رغبة والدته.

تزوج أديل في عام 1822 بعد وفاة والدته عام 1821، توفي طفلهما البكر ليوبولد (من مواليد 1823) في طفولته. كان لدى هوغو أربعة أطفال آخرون هم ليوبولدين (28 أغسطس 1824) وتشارلز (4 نوفمبر 1826) وفرانسوا فيكتور (28 أكتوبر 1828) وأديل (24 أغسطس 1830)، نشر هوغو روايته الأولى عام 1823 (هان ديسلاند). جاءت الثانية بعد ثلاث سنوات (1826). نشر خمسة مجلدات من الشعر بين عامي 1829 و1840 وقد ساعد ذلك على ذيوع صيته كواحد من أعظم الشعراء الرثائيين والغنائيين في عصره.جعلته جعلته وفاة ابنته الكبرى والمفضلة ليوبولدين حزينًا للغاية. توفيت عن عمر يناهز 19 عامًا عام 1843 وكان هذا بعد زواجها بوقت قصير، غرقت في نهر السين إذ شدتها تنانيرها الثقيلة إلى أسفل عندما انقلب القارب الذي كانت فيه، ثم مات زوجها وهو يحاول إنقاذها، في ذلك الوقت كان فيكتور هوغو يسافر مع عشيقته في جنوب فرنسا، وقد علم بوفاة ليوبولدين من إحدى الصحف عندما كان جالسًا في مقهى.