أصدرت الشرطة الفرنسية، الجمعة، قراراً بتكثيف عناصر الأمن ونقاط التفتيش داخل العاصمة باريس وحولها، لمنع مسيرة "قافلة الحرية" من الدخول إلى المدينة. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "أعلى درجات ضبط النفس"، وشدد أن فرنسا "بحاجة إلى الوفاق والكثير من حسن النية الجماعية"، مشيرا إلى أنه "يفهم ويحترم... التعب... والغضب" المرتبطين بالأزمة الصحية.
قالت شرطة العاصمة الفرنسية الجمعة إنها ستنشر قوات تقدر بالآلاف داخل باريس وحولها، وستقيم نقاط تفتيش في محطات تحصيل الرسوم على الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة بهدف منع مسيرة لقائدي سيارات يطلقون على أنفسهم اسم "قافلة الحرية" من دخول باريس.
وعلى الرغم من إصدار الشرطة أمرا بعدم الدخول إلى العاصمة، فإن قائدي السيارات المحتجين على القيود المفروضة بسبب جائحة فيروس كورونا يعتزمون التجمع في باريس قادمين من عدة مدن من جميع أنحاء البلاد، بإلهام من المظاهرات الصاخبة الجارية حاليا في كندا.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة إلى "أعلى درجات ضبط النفس" مع توجه قوافل سيارات إلى باريس للاحتجاج على شهادة التطعيم وضد الحكومة.
وشدد ماكرون في مقابلة مع صحيفة "وست فرانس" اليومية، أن فرنسا "بحاجة إلى الوفاق والكثير من حسن النية الجماعية"، مشيرا إلى أنه "يفهم ويحترم... التعب... والغضب" المرتبطين بالأزمة الصحية.
وأضاف "لقد سئمنا جميعا ما نمر به منذ عامين. ويتم التعبير عن هذا الإرهاق بطرق عدة: عن طريق الفوضى لدى البعض، والاكتئاب لدى البعض الآخر. ونرى معاناة نفسية قوية جدا، لدى الشباب والكهول. وأحيانا يترجم هذا الإرهاق أيضا إلى غضب. أفهمه وأحترمه". وتدارك الرئيس الفرنسي "لكن، أدعو إلى أعلى درجات ضبط النفس". وخلص إلى أن "مطالب كل الأطراف مشروعة دائما. لقد حافظنا دائما على الحق في التظاهر والتعددية الديمقراطية والنقاشات البرلمانية خلال هذه الفترة. لكننا نحتاج إلى الوفاق والكثير من حسن النية الجماعية".
لكن احتجاجات "قوافل الحرية" تظهر علامات على اتحاد مجموعة مختلفة ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل شهرين على إجراء انتخابات الرئاسة في أبريل/نيسان المقبل، مع فلول حركة "السترات الصفراء" المناهضة للحكومة، التي ظهرت في عامي 2018 و2019،إلى جانب بعض الساسة من تيار اليمين المتطرف الذين احتشدوا خلف قائدي السيارات.
وقال محتج متقاعد يدعى جان-ماري أزايس، بينما كان متجها من جنوب غرب البلاد إلى باريس "كنا ندور في حلقة مفرغة على مدى ثلاثة أعوام. رأينا الكنديين وقلنا لأنفسنا إن ما يفعلونه أمر رائع.. خلال ثمانية أيام انفجرت شرارة شىء ما".
ويأتي احتجاج قائدي السيارات في أعقاب موجات من الاحتجاجات على قواعد شهادة اللقاح التي فرضتها فرنسا، والتي تطالب المواطنين بإظهار الدليل على تلقيهم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا من أجل دخول الحانات والمطاعم ودور السينما والأماكن العامة الأخرى.
وفي تولوز غادرت قافلة تضم شاحنات صغيرة وشاحنات مجهزة بأدوات السكن وسيارات ساحة لانتظار السيارات يوم الخميس حيث ودعها حشد من الجماهير يرتدون السترات البراقة التي تميزت بها مظاهرات "السترات الصفراء". ومن المتوقع أن تصل القوافل المختلفة خارج باريس في وقت لاحق من الجمعة، لكن أعدادها غير واضحة.
وستشمل القوات التي ستنشرها الشرطة ضباطا يعملون في قوة التدخل السريع على متن دراجات نارية ويقودون معدات رفع ثقيلة بهدف تفكيك أي حواجز مؤقتة ينصبها المتظاهرون على الطرق.
وقال بعض أنصار "قوافل الحرية" إنه لا ينبغي ألا يشعر المتظاهرون بالخوف من أوامر الشرطة بالبقاء خارج حدود مدينة باريس. وقالت سيدة كانت تقوم بتحية قائدي المركبات في تولوز: "لا تستطيع السلطات أن تمنع الجميع... يتعين عليهم الاستمرار في محاولات الدخول".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق