الخميس، مايو 30، 2013

حانة الأقدار

حانة الاقدار عربدت فيها لياليها ... ودارالنـور والهـوى صاحـى
هذه الازهار كيف نسقيها وساقيها ... بها مخمووور كيف يـا صـاح

سألت عن الحب أهـل الهـوى ... سقاة الدمـوع ندامـى الجـوى
قالـوا حنانـك مـن شـجـوه ... ومـن جـده بــك أو لـهـوه

ومـن كـدر الليـل أو صفـوه ... سلي الطير إن شئت عن شـدوه
ففـى شـدوه همسـات الهـوى ... وبرح الحنين وشـرح الجـوى

ورحت الى الطير أشكو الهـوى ... وأسألـه ســر ذاك الـجـوى
فقـال : حنانـك مـن جمـره ... ومـن نهيـه فيـك أو امــره

ومن صحـو ساقيـه او سكـره ... سلى الليل إن شئت عـن سـره
ففى الليل يبعـث أهـل الهـوى ... وفى الليل يكمن سـر الجـوى

ولما طوانى الدجـى والجـوى ... لقيت الهوى وعرفـت الهـوى
ففـى حانـة الليـل خـمـاره ... وتلـك النجيـمـات سـمـاره

وهمـس النسـائـم أســراره ... وتحـت خيـام الدجـى نـاره
وفى كل شيـئ يلـوح الهـوى ... ولكن لمـن ذاق طعـم الهـوى 

كلمات : طاهر أبو فاشا


ألحان : محمد الموجى


غناء : أم كلثوم


الحديث فى هذه القصيدة يطول ويتشعب


لا أقصد طبعاً الحديث عن كلمات القصيدة ومعانيها .. فهذه ليست مهمتى ولا تخصصى


ولكنى أقصد بالتأكيد الحديث عن اللحن


وقبل أن ابدأ فى تحليل القصيدة نغمياً .. أحب أن أقص عليكم ماسمعته .. أو على وجه الدقة ما قرأته بخصوص هذه القصيدة


فعندما سمعت أم كلثوم اللحن من محمد الموجى .. إستعادته مرة أخرى .. وعندما إنتهى .. إستعادته مرة ومرات


فخشى الموجى أن يكون باللحن شيئاً ما لم يعجب الست .. فسألها .. لماذا إستعدتى اللحن عدة مرات .. ولماذا لذتى بالصمت بعدها


قالت له .. لقد كنت أبحث عن أى غلطة فى اللحن .. ولم أجد ... إنتهت القصة


فى الحقيقة .. إن الموجى تفوق على نفسه فى هذا اللحن ولم يخيب ثقة أم كلثوم فيه


وكما قال أستاذنا عمار الشريعى .. إن هذا العمل عبارة عن عدة ألحان أو عدة أغنيات فى لحن واحد


فكل كوبليه مختلف تماماً عن الأخر ..


سنلاحظ أولاً .. أنه ليس فى اللحن أى لازمة موسيقية .. لا توجد موسيقى منفصلة .. بإستثناء المقدمة فقط


والمقدمة عبارة عن جملة موسيقية واحدة .. تقوم بها الوتريات بطريقة البستكاتو .. أو النقر بالأصبع على الأوتار


يصاحبها القانون .. وترد عليه الوتريات بطريقة الليجاتو .. أى بإستعمال القوس


سنسمع أيضاً فى هذه المقدمة الموسيقية القصيرة .. ألة المثلث .. وهى ترد خلف الموسيقى


ووجود المثلث فى المقدمة مقصود .. للإيحاء بجو الحانات وأصوات الكئوس .. هكذا يفكر ملحنى الزمن الجميل


يبدأ الكورال فى الغناء .. وجدير بالذكر أن الكورال يقوم فى هذا العمل بدور كبير جداً


حيث أنه يقوم بالربط بين الكوبليهات بدلاً من اللازمة الموسيقية


المقام المستعمل هو الكرد .. الكرد بجماله وأصالته .. وليس الكرد الذى نسمعه هذه الأيام


نسمع أيضاً فى المقدمة إيقاع السنباطى وهو إيقاع رباعى الميزان


تغنى أم كلثوم ( سألت عن الحب أهل الهوى ) من الكرد ومع إيقاع السنباطى أيضاً


وتظل مع الكرد حتى تغنى ( سل الطير إن شئت عن شدوه ) فنجدها تحولت لمقام الراست


وتظل مع الراست لنهاية الكوبليه


ويغنى الكورال ( أيكة الأطيار فى أغانيها لشاديها على الأغصان ) من الراست


ويسلم الغناء لأم كلثوم .. بدون أى لازمة موسيقية كما ذكرنا من قبل


تغنى أم كلثوم ( ورحت إلى الطير أشكو الهوى .. وأسأله سر ذاك الجوى ) من الراست أيضاً


وهنا نتوقف قليلاً .. لنعرف سر جمال وتفرد هذا اللحن


لقد أراد الموجى أن يلحن هذا الكوبليه من الراست ..


الطبيعى أن يضع الملحن لازمة موسيقية أو حتى كورالية .. ثم يسلم المطرب من المقام الذى سيغنى منه


ولكن عمنا الموجى بدأ هذه التحويلة من بدرى .. بدرى جداً


فاكرين عندما غنت أم كلثوم ( سل الطير إن شئت عن شدوه ) من الراست فى نهاية المذهب ؟


لقد بدأ الموجى الراست من نهايات المذهب .. وليس عند التسليم للمطرب


وقام بعدها الكورال بالغناء من نفس المقام لتأكيده


وهذا ماسيتبعه الموجى فى القادم من الكوبليهات .. سيبدأ التحويل للمقام الجديد .. من نهايات الكوبليه السابق


توقفنا عند أم كلثوم وهى تغنى ( ورحت إلى الطير أشكو الهوى .. وأسأله سر ذاك الجوى ) من الراست


وتظل مع الراست أيضاً حتى تصل إلى ( ففى الليل يبعث أهل الهوى .. وفى الليل يكمن سر الجوى )


فنجد تحويلة لمقام الحجاز كار .. ومن نفس درجة الكرد


وتسلم أم كلثوم للكورال الدفة .. فيغنى ( دوحة الأسرار يالياليها لواديها ) من الحجاز كار


ولقد عرفنا مما سبق أن أم كلثوم ستغنى الكوبليه القادم من نفس المقام ( الحجاز كار )


وتغنى فعلاً أم كلثوم ( ولما طوانى الدجى والجوى .. لقيت الهوى وعرفت الهوى )


وتظل مع الحجاز كار حتى تعود للكرد مرة أخرى عند ( وفى كل شئ يلوح الهوى .. ولكن لمن ذاق طعم الهوى )


ويعود الكرال للبداية مرة أخرى .. ليغنى ( حانة الأقدار عربدت فيها لياليها ) من الكرد


وتنتهى القصيدة .. واللحن الرائع البديع .. الذى يندر أن نجد مثله .. حتى فى زمن الفن الجميل


جدير بالذكر أن الإيقاعات تتغير وتتبدل مع كل كوبليه .. فنسمع السنباطى بجوار الفوكس تروت وأيضاً السماعى الدارج بجانب الواحدة الكبيرة

ليست هناك تعليقات: