وصلنا متأخرين. فبادرنا بالمصافحة صاحبا الدعوة: الأب بطرس دانيال، مدير المركز الكاثوليكى المصرى للسينما، ود.عاطف عبداللطيف، سفيرُ النوايا الحسنة للتبادل الثقافى والحضارى، واندمجنا مع الحضور. هل أجملُ من أن تتناول إفطارك بين بشر آمنوا بأن الدينَ لله، والوطنَ والمحبةَ والتآخى لجميع المصريين؟ لهذا كان اسم الدعوة التى تتكرر كلَّ رمضان: «إفطار المحبة»، وجاء شعار هذا العام: «مصرى وبس».
أىُّ مائدة إفطار طيبة تلك التى تجمع الداعيةَ الإسلامى المستنير الطبيب الشيخ د. أسامة القوصى جوار الأب أنطونيوس عزيز مطران الجيزة؟ أىُّ مائدةٍ ثرية تجمع الكاتبة «ماما نعم الباز»، جوار د. نادية زخارى وزير البحث العلمى، مع الكاتب محمد الغيطى، والكاتبة حنان مفيد فوزى، والكاتب الطبيب وباحث علم المصريات د. وسيم السيسى، مع الإعلامى إمام عمر، والسيناريست فيصل ندا، والمصور السينمائى رمسيس مرزوق، والشاعر شوقى حجاب، والمخرج عادل أديب، والمطرب هشام عباس، والفنانات: سميرة عبدالعزيز، ليلى طاهر، نهال عنبر، غادة إبراهيم، رجاء حسين، مادلين طبر، ميار الغيطى، وسواهن، والفنانين: مجدى صبحى، يوسف فوزى، وسواهم؟
إنها مائدةُ مصرَ الغنيّة بأبنائها الأقباط: مسلمين ومسيحيين. إنها المائدة القبطية التى تحتضن أبناءها دون أن تنظر إلى عقائدهم. لأن العقيدةَ شأنٌ خاصٌّ بين الإنسان وربّه، أما المواطَنة فشأنٌ عامٌّ بين الوطن وبين المواطنين جميعاً. العقائدُ خيوطٌ رأسية دقيقة متوازية، تصل بين «كل» إنسان على الأرض، وبين السماء. بينما المواطنةُ شبكةٌ معقدة من الخيوط الأفقية تربط بين «كل» مواطن ووطنه، وبين «كل» مواطن، والمواطن الآخر. فكيف يتضارب أو يتصارع أو يتقاتل ما هو رأسىٌّ «خيط العقيدة»، مع ما هو أفقىٌّ: «خيط المواطَنة»؟ درسٌ بسيط فى الهندسة الإقليدية التقليدية يعرفها كل طفل منذ تعلمناها من عالم الرياضيات إقليدس، الإغريقى السكندرى.
هذا طقسُ كلِّ عام يجمعنا فيه المركز الكاثوليكى للسينما على شرف رمضان الكريم. أتأملُ الآن فانوساً بديعاً من الخشب الأركيد، أهداه لى الأب بطرس، كيلا أنسى أبداً أن شيئاً لن يفرق بيننا، نحن أبناء مصر الطيبة. كل سنة ومصرُ، مصرُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق