الجمعة، مايو 19، 2017

كـاليوبـي اسمها يعني "عذبة الصوت"..و هي أكبر إلهات الإلهام سناً،وأكثرهن حكمةً وجزماً

ملهمات الشعر و ربات الفن أو الميوزات التسع- Les neuf Muses grecques (باليونانية: Μοῦσαι)
 بحسب الميثولوجيا الإغريقية القديمة، هن إلهات أخوات (أو حوريات أو مخلوقات إلوهية)، عرفن كمصادر إلهام أثناء التأليف الموسيقي، وفي أوقات لاحقة، بملهمات جميع أنواع الفنون والشعر والعلوم، حيث اعتبرن في بعض الأحيان تجسيدات لها. كان الإغريقيون القدامى يدعون إليهن طلبًا للإلهام، ولإبراز أعمالهم بشكل مميز.
أولاً- الأصل والأسماء و المهام
 عرفت إلهات الإلهام بأسماء وأعداد مختلفة باختلاف المناطق، حتى انتشرت عبادة التسع إلهات، والتي كانت من أصول ثراقية وبوتشية، في جميع أرجاء اليونان القديمة. اختلفت الكثير من الأساطير والبحوث الحديثة في تحديد أصول إلهات الإلهام، فمنهم من يذكر أنهن بنات: غايا وأورانوس، أو إيثير وغايا، أو بيروس وأنتيوبي،
• لكن أكثر هذه الأصول شيوعًا ودقة هي من زيوس ونيموسيني.
 • وهن تسع إلهات من بنات زيوس حاكم الكون وكبير الآلهة. وأمهن هي مينموسيني إلهة الذاكرة. والميوزات هن ربات الإلهام والخيال ويعتقد أنهن ملهمات جميع الفنانين. وتختص كل ميوس بالإلهام في فن من الفنون؛ فكاليوب كانت ملهمة الشعر الملحمي، وكليو ملهمة التاريخ، ويوثيرب ملهمة الشعر الغنائي الذي يغنى بمصاحبة الناي والمزمار، وميلفومين ملهمة التراجيديا، وتيربيشور ملهمة الرقص والإنشاد الكورالي، وإياتو ملهمة قصائد الحب التي تغنى بمصاحبة العزف على القيثارة، ثم بوليمينا ملهمة الشعر المقدس، ويوراينا ملهمة علم الفلك، وتأتي أخيراً ثالا ملهمة الكوميديا. وقد قيل أن الميوزات هن رفيقات (المواهب) بنات زيوس؛ وهن آلهات ثلاثة للمرح والجاذبية والجمال. كما أن الميوزات هن صويحبات أبوللو إله الموسيقى. وللميوزات مجلس قرب عرش زيوس حيث تمجدن بغنائهن عظمته، وتسردن بالغناء أصل الكون وسكانه، وتتغنين بالأعمال المجيدة للأبطال العظام. وكانت الميوزات تعبدن في اليونان القديمة كلها وخاصة في هيليكون وبيوتيا وفي بيريا في مقدونيا.
 كذلك، فقد عرفن كتابعات لأبولو، إله الفنون، وارتبطن في بعض الأحيان بهيرميز، آرتميس، وإلهات الحُسن.
 و قد خصص لكل إلهة إلهام نوع من أنواع الفنون أو العلوم، لكن هذا التخصيص لم يظهر في الفنون إلا في الأزمان الهيلسينية المتأخرة، حيث مثلن قبل ذلك كمجموعة عوضًا عن أفراد متخصصة لهـن القـدرة على جـلاء الكـآبة والحـزن تمامًـا.
 وتمتاز الميوزات بأصوات رخيمة تبعث البهجة في النفس، وغالبًا ما يُغنين أغنيات جماعية خاصة مع إله الفنون أبولو
• و للمعلومة قد اشتق اسم المتحف من أسمائهن، حيث يرجع أصل كلمة متحف Museumm إلي أصل يوناني يرتبط بكلمة Musa بمعني (سيدة الجبل).
 • وقد ارتبطت هذه بربات الفنون التسعة حيث كانت كل منهن حامية لنوع من الفنون وراعية له وذلك علي النحو التالي:
1- كـاليوبـي
اسمها يعني "عذبة الصوت"..و هي أكبر إلهات الإلهام سناً،وأكثرهن حكمةً وجزماً
إلهة الشعر الملحمي، وإلهة النطق الفصيح و كانت تهب هذه القدرة للملوك
والأمراء.وعرفت بملهمة هومر، حيث وفرت الإلهام للإلياذة والأوديسة.
صورت في الفنون القديمة كإمرأة تحمل قيثارة، بينما صورت في الأزمان اللاحقة حاملة لفافة ورقية أو ألواح شمعية
 و هي أكبر إلهات الإلهام سنًا، وكانت تعتبر في بعض الأساطير قائدتهن. هي إلهة الشعر الملحمي، وإلهة النطق الفصيح، حيث كانت تهب هذه القدرة للملوك والأمراء.
2- اورانيــا
بمعنى (سماوي) في الاغريقية
 هي إلهة العلوم الفلكية، تصور في الفنون كإمرأة تحمل كرة أرضية وعصا تشير بها إلى الكرة. ورمزها قبة السماء والبوصلة
كما قد تضع قدمها فوق سلحفاة، دلالة على الصمت والسكوت.
 كان بإمكانها معرفة الأحداث المستقبلية عبر طرق انتظام النجوم ومواقعها، وكانت تلبس عباءة مطرزة بالنجوم وترنو إلى السماوات بشكل مستمر.
3- يـوتيريبـي
إلهة الشعر الغنائي..و رمزها "الناي".. الذي يرافقها دائما
4- كـليـو:
 بمعنى "كي تجعل الشيء مشهوراً" إلهة التاريخ، تمثل في الفنون حاملة معها لفافة ورقية مفتوحة، أو جالسة بالقرب من مجموعة من الكتب
 و هي : إلهة التاريخ، تمثل في الفنون حاملة معها لفافة ورقية مفتوحة، أو جالسة بالقرب من مجموعة من الكتب.
5- إراتــو :
 بمعنى "المحبوبة"عنيت بالشعر الغزلي والإيماء.كانت أكثر جاذبية و لفتاً للأنظار ,تصور في الفنون كامرأة تحمل معها قيثارة، وخلال عصر النهضة أيضًا، كانت متوجة بإكليل من الورود
و هي. إلهة الشعر الغزلي والإيماء، تحمل معها قيثارة.
6- بـوليهيمنيـا:
بمعنى "ترتيلة" إلهة الترانيم والترتيلات الدينية، تصور كامرأة تفكر أو تتأمل في وضع الوقوف
6- مـيلبومينـي:
 بمعنى "ذات الصوت الرخيم" أو "الاحتفال رقصاً وغناءً", و هي إلهة التراجيديا، أو الفن المسرحي المأساوي، تحمل معها قناعًا تراجيديًا أو سيفًا أو في بعض الأحيان إكليلًا من اللبلاب وجزم.
8- تيـربسـيكوري:
 بمعنى "السرور الناتج من الرقص" إلهة الأغاني الكورسية والرقص، تحمل معها ريشة موسيقية أو قيثارة.
:و هي آلهة الأغاني الكورسية (التي تغني بواسطة كورس) والرقص، تحمل معها ريشة موسيقية أو قيثارة.
9- ثـاليـا:
بمعنى "احتفال مترف" أو "تفتح الأزهار"، وهي إلهة الكوميديا والأشعار الريفية
 و هي إلهة الكوميديا والأشعار الريفية، وعلى عكس ميلوبوميني، فهي تحمل قناعًا كوميديًا، عصا الرعي، وإكليلًا من اللبلاب.
ثانياً- موقعهن من الأسطورة اليونانية:
 . والميوزات هن ربات الإلهام والخيال ويعتقد أنهن ملهمات جميع الفنانين. بما أن كل ميوس مختصة بالإلهام في فن من الفنون. وقد قيل أن الميوزات هن رفيقات (المواهب) بنات زيوس؛ وهن آلهات ثلاثة للمرح والجاذبية والجمال. كما أن الميوزات هن صويحبات أبوللو إله الموسيقى. وللميوزات مجلس قرب عرش زيوس حيث تمجدن بغنائهن عظمته، وتسردن بالغناء أصل الكون وسكانه، وتتغنين بالأعمال المجيدة للأبطال العظام. وكانت الميوزات تعبدن في اليونان القديمة كلها وخاصة في هيليكون وبيوتيا وفي بيريا في مقدونيا.
ثالثاً- الميوزات في الحضارات الإنسانية:
و هي ملهمات الشعر "الميوزات" هي ثمرات ليال من ليالي الحب بين أبيهن - تزوس- وأمهن فيموزيتا- هذه الربات تؤلف موكب شرف في حضرة أبولون وأمرهن لا يقتصر على الغناء للآلهات،
إنما تقضي الربات نهارهن عندما ينام الشعراء بالاستحمام في مياه الوعد الصافية في ينبوع عبقر وهذا الينبوع انحبس عندما ضرب الحصان العجيب بحافره سطح الجبل ضرباً إيقاعياً .
أما الليل ففيه آلهات الفن تهبط ملتفة برداء السحب وتأتي لتجلس عن نحو لا مرئي على مقربة من المصباح الذي ينير الظلام للفنانين وتحمل إلى من تلهمه الأفكار الجميلة ، والألفاظ المتناغمة ، هذه الجوقة الإلهية تعزف لتوحي بكل جوانب الابداع ، فيتجلى الشعر في أفكار بليغة، وبصورة شعرية نبيلة .
و توازي الميوزات أو ملهمات الشعر عند الإغريق ما يسمى عند العرب، شيطان الشعر الساكن في وادي عبقر.
ويقول الأصفهاني في كتاب الأغاني: العرب نسبوا كل شيء في الجودة إلى عبقر حتى أصبح يقال: لم أرَ عبقرياً مثله- واختلفوا في فهم المعنى، وتعيين نسبته، فمنهم قال: إن عبقر في أرض اليمن، أو في اليمامة ومنهم قال: إن عبقر اسم جبل في الجزيرة العربية .
أما الياقوت - في معجم البلدان فيقول : لعل عبقر كان بلداً قديماً وتخرب، ولما لم يعرفوه نسبوه إلى الجن، ونسب كل شيء جيد إلى عبقر .
أما المعاجم اللغوية تقول :
إن عبقر قرية يسكنها الجن وينسب إليها كل عمل عظيم أما الأب الكرملي يقول :
إن عبقر يونانية الأصل وهي بمعنى - الحامية، القوية القديرة .
أما الشعراء فكانوا يزعمون أن الشياطين تلقى على أفواهها الشعر، ولكل شاعر شيطانه، ومن كان شيطانه أمرد كان شعره أجود .
والعرب عرفوا صلة الشاعر بمصدر وحيه وهذا المصدر منهل العبقرية .
أما في العصور الحالية فكان الكشف عن جوهر الإلهام من الناحية النفسية من ذات الفنان المتواصلة مع ذات أخرى هي ربة شعره .
ويقول مورياك في العصر الحديث: الفنان محبوس في دائرة الفن والحب .
وهناك تعايش مدهش بين الفن والحب وعشق الروح الجميلة فالحب هو الذي ينجب الجمال، ويصحب الفن وكأنه ايقاعه الموسيقي الطبيعي .
فالابداع الشعري والالهام والموسيقا والرسم تلتقي بأن الفن يتبع بنيته النفس المحبة لأن النفس خالدة وكل ما تنطوي عليه قصص الفنانين من اخلاص إنما هو اخلاص للفن .
أما ميكيل انجلو فيقول: طغى بآثاره مما لا تستطيع الصلاة أن تقوله وحدها، ألم يكن يتعبد بيديه ؟ ويصلي بإبداعه؟
ويبقى الحب مع ذات الفنان في قلب يحترق به ، وللفن موهبة قداسة الدموع .
وتبقى المرأة الأزلية التي تجسدت فيها آلهة الفن ويبقى الفنان يحب الوعد لا الكشف والأثر الفني هو انجاز هذا الوعد .
ويقول أندريه جيد: في هذا المساق: من لا يضحي بكل شيء في سبيل الفن لن يدخل ملكوت الخلود ، وهناك الكثير من قصص الحب وتأثيرها في الابداع سواء في الشرق أو الغرب ، لور وبترارك، فاغنر ومتيلد، قيس وليلى، جميل وبثنية، ولادة وابن زيدون ، غوته وليلى ، أوغست كونت وكلوتيد ... الخ
و كل أولئك ملهمون بالشعر، أو زارت هم ملهمات الشعر.. فكتبوا للإنسانية آثاراً تشهد لهم بالعبقرية، و الإلهامهم بعبق الألوهية..

ليست هناك تعليقات: