الأحد، مارس 11، 2012

قطف الأزهار الفلّ


في تعابيرنا الشائعة كثيراً ما نذكر الفلّ و الياسمين معاً، حتى إنّ بعض الناس يبالغون في تحيّة بعضهم بهذه العبارة: “صباح الفلّ والياسمين”.حقاً إنّ وجه القرابة لا يقتصر فقط على اللون الأبيض والرائحة الزكيّة الفوّاحة، بل إنّهما، علمياً، من نفس العائلة. بل حتى يمكن القول إنّهما أشقّاء لأنهما من نفس الجنس ( genus) ولكن النوع (species) هو الذي يختلف. فما رأيكم أن نبدأ بالتعرّف أكثر إلى الفلّ و نغرسه معاً؟
إن الفلّ و الياسمين ينتميان إلى نفس العائلة الزيتونية Oleaceae، و كلاهما من جنس الـ Jasminum ، إلا أن النوع هو الذي يختلف. فمثلاً الياسمين البلدي اسمه العلمي Jasminum grandifolium ، أمّا الفلّ الذي يشتهر في بلادنا فإسمه العلمي: Jasminum sambac .وطبعاً لا يخفى عليكم ان للياسمين أنواعاً عدّة، فغير الياسمين البلدي هناك أيضاً الياسمين الأصفر، وأنواع أخرى عديدة.
ولكن اليوم قررت أن أفرد هذا الموضوع بالحديث عن الفلّ وحده. فالفلّ هو نوع من الياسمين حتى إنه يقال عنه “الياسمين العربي” (Arabian Jasmine)، ويوجد منه عدّة أصناف (varieties) وفي الصور التالية يظهر أكثرها شيوعاً عندنا.
إنّما أمّي تفضّل صنفاً آخر من الفلّ، وهو الذي يظهر في الصورة التالية، و اسمه الشائع عندنا “فلّ مكبّس”. هذه التسمية هي شائعة عندنا في بيروت، فهل هي شائعة كذلك في الأقطار العربية الأخرى؟ على أي حال، إن نبتة الفلّ بلا شك هي من أجمل نباتات الزّينة و أبهاها و أعطرها. لا أتخّيل أن يخلو بيت من هذه النبتة ذات الرائحة الزكّية. أنظروا إليها ، أليست تبدو كالملكة؟ ترى ما السرّ فيها؟ هل هو لونها الأبيض؟ أم شكلها ” الأنيق”؟ أم رائحتها الفوّاحة؟
كفانا الآن إطراءً بنبتة الفلّ، مع أنها تستحق ذلك، و لنتكلم أكثر من الناحية العلميّة. يهمنا الآن أن نعرف ما هي احتياجات هذه النبتة لكي تنمو عندنا بشكل جيّد؟
إحتياجات نبتة الفلّ
التربة: تحتاج الى تربة خفيفة ذات تصريف جيّد، هذا يعني انها أفضل تكون قريبة الى الرملية، و بنفس الوقت غنيّة بالمواد العضوية.
الضوء: تفضّل أشعة الشمس المباشرة بما لا يقل عن 6 ساعات يومياً، كما يمكنها أن تتحمّل أقل من ذلك و لكن أن لا يقل عن 3 ساعات من الشمس المباشرة يومياً.
الري: يفضل أن تحافظ التربة على رطوبتها و لكن من دون إغراقها بالماء، لأن الري المفرط يؤذي نبتة الفل، فهي بشكل عام تتحمل قليلاً من الجفاف أكثر مما تتحمل التربة الفائضة بالماء.
التسميد: ينبغي تزويد نبتة الفلّ بالسماد المناسب من الربيع الى الصيف، و ذلك حسب اختياركم لنوع السماد. في الواقع اني أتساهل قليلاً بالنسبة لنباتات الزينة لأنها غير قابلة للاستهلاك ( كطعام) ، فلا أرى حرجاً من استعمال المخصبات الكيماوية لها ضمن المعقول، و خاصة اذا كانت ستزرع في أوعية منفردة، فستكون الكيماويات محصورة ضمن الوعاء. على أي حال مهما كان نوع السماد الكيماوي المستخدم فينبغي أن يكون معتدلاً من ناحية العناصر الأساسية و نسبته كالتالي: 10-10-10.
أما اذا كانت النبتة ستُزرع في تربة الحديقة، فعندها أفضّل أن يتم اللجوء الى الأسمدة العضوية قدر الإمكان، وذلك للمحافظة على تربة نظيفة من الكيماويات. فما العمل اذا أردنا اختيار التسميد العضوي؟ ببساطة ما عليكم إلا أن تفرشوا طبقة كومبوست عام، أو زبل مخمّر، أو كومبوست الدود، أو كومبوست المشروم، بسماكة 2-3 سم حول النبتة، و ذلك مرّة واحدة خلال فترة النمو. حتى إذا كانت النبتة في الوعاء يمكنكم القيام بذلك.
التكاثر: في الربيع قم بقص عقلات أو قصاصات من نبتة الفلّ بطول حوالي 10-12 سم، و اغرسها بالتربة الرملية. بعد حوالي أربع أسابيع أو أكثر، وعندما ترى مجموعة من الجذور قد تكوّنت يمكنك ان تغرس شتلة الفلّ حيث تريد. يمكنك أيضاً أن تقوم بعملية التكاثر في أواخر الصيف الى الخريف، بواسطة العقل الغضّة.
أما إذا أردت أن تتبع طريقة التكاثر البذري، فيمكنك زراعتها فوراً من البذور، فإن بذور الفل لا تحتاج الى تنضيد قبل زرعها.
الإزهار: تزهر نبتة الفل من شهر حزيران (يونيو) و حتى شهر أيلول ( سبتمبر) .
الرعاية: قم بتقليم نبتة الفل بعد أن تفقد أزهارها، فهذا يساهم في ابقاء النبتة بشكل جيّد، و يساعدها على النمو بشكل أفضل في الموسم القادم و يعطيها مجال أكبر للإزهار.
الآفات: ينبغي الحذر من الآفات التالية التي قد تتعرض لنبتة الفل و تجنّبها قدر المستطاع : البق الدقيقي mealy bugs، المنّ aphids ، بقع الورق leaf spots ، الحشرات القرمزية scale insects. من الطرق التي تساعد على تجنّب هذه الآفات هو تشجيع الحشرات النافعة التي تتغذى على تلك الآفات و من أشهرها حشرة الدعسوقة ( أبو العيد) فهي تساهم في القضاء على البق الدقيقي و المنّ. كما أن الحشرات القرمزية يقضي عليها الدبّور الطفيلي. و يبقى عندنا عفن الأوراق ، فهذا سببه غالباً سوء الريّ ؛ تذكّر دائماً انّك ينبغي أن ترطّب التربة وليس النبتة مباشرة، فلا توجّه رذاذ الماء مباشرة على الأوراق بقدر ما ينبغي أن تحرص على ترطيب التربة. فاحرص على أن تكون الأوراق مهوّءة و لا تتعرض كثيراً إلى الماء الذي قد يسبب العفونة.
و الآن هل تشجعتم للاعتناء بشتلات الفلّ التي عندكم؟ اذا لم يكن عندكم بعد هل تشجعتم على اقتناء واحدة؟


1 - افضل وقت لقطف الأزهار هو فى الصباح الباكر أو قبيل الغروب .
2 -  تختار الأزهار التي فى بداية التفتح أو التي تفتحت من وقت قصير .
3 - يجب أن يكون سكين القطع أو المقص حاد حتى لا تؤثر على خلايا منطقة القاع وتمزقها  وبالتالي لا تصل المياه لأعناق الأزهار .
4 - يجب أن يكون القطع مائلا بزاوية حتى لا يكون ملاصقا لقاعدة إناء التنسيق مما يؤدى إلى تلوث الأوعية الناقلة للمياه و انسدادها مما يؤثر أيضاً على فترة بقاء الزهرة بحالة جيدة .
5 - يجب أن تقطف الأزهار بسيقان ذات أطوال مناسبة حسب الطلب وهذا يتطلب معرفة الغرض الذي تقطف من اجله الأزهار
يجب عدم التخلص من جميع الأوراق النامية على سيقان الأزهار بل يجب أن يبقى جزء من الأوراق على سيقان الأزهار عند استعمالها فى التنسيق .
6 - ملحوظة : وجد أن الأزهار التي تحمل سيقانها أوراقاً يفضل أن تقطف بعد الظهر خصوصا بعد يوم صحو لزيادة فترة بقاء الزهرة بحالة جيدة مثل أزهار الورد . أما الأزهار التي تقطف بدون أوراق على سيقانها مثل النرجس وبسلة الزهور وغيرها يفضل قطفها فى الصباح الباكر حيث يسهل فصلها عن النبات الأم نتيجة لطراوة أنسجتها صباحا اكثر من بعد الظهر علاوة على احتفاظها برائحتها العطرة فى حالة الأزهار ذات الرائحة العطرة .
معاملات الأزهار بعد القطف لإطالة عمرها :
1- تقليل تبخر الماء :- عن طريق عدم وضع الأزهار فى غرف مرتفعة الحرارة رديئة التهوية أو قريبة من المدفأة أو فى ضوء الشمس المباشرة أو بعيدا عن التيارات الهوائية .

- منع العقبات التي تعترض سرعة صعود الماء من الآنية إلى الأزهار وذلك بما يلي :
 
- تجهيز إناء به ماء بارد وبمجرد قطع الأزهار من النبات خصوصا فى الصيف نغمس أعناقها فى ماء الإناء ثم تقطع قاعدة حامل الزهرة تحت الماء ثم تترك الأزهار فى الماء البارد الذي يغطى ثلث الحامل الزهري هذا مع وضع الأزهار فى مكان بارد مظلم بضع ساعات إلى أن يحين موعد تنسيقها فى الزهريات .

- عندما تقطع قاعدة حامل الزهرة ينبغي أن يكون القطع
مائلا لكي نزيد من مساحة الجزء المعرض لامتصاص الماء على عكس القطع الأفقي يجعل الزهرة ترتكز على قاع الإناء مما يؤدى لانسداد أوعية صعود الماء .

- بعض الأزهار وخصوصا أزهار الداليا وبنت القنصل نجد صعوبة فى الاحتفاظ بها يانعة نضرة مدة طويلة بسبب وجود مادة لبنية تخرج من الساق عند موضع القطع تسد مجرى الماء الصاعد لأزهار و الأوراق ولعلاج هذه الحالة تغمس قواعد أعناق هذه الأزهار وحواملها فى ماء ساخن قرب الغليان بضع ثوانً ثم نرفع الأزهار من الماء الساخن لنضعها فى ماء بارد .

- الأزهار ذات الحامل الزهري أو السيقان المتخشبة ذات الألياف الكثيرة  حول الأنسجة الموصلة للعصارة مثل الاراولة لابد من تهشيمها أو دقها قليلا  لأنه لو قطعت مباشرة بالسكين أو المقص فان الخلايا الخشبية تمزق وتعجز عن أداء وظيفتها كما أن تهشيم قواعد سيقان الأزهار أو الضغط عليها يساعد خلايا الأنسجة الموصلة للماء والغذاء لان تبقى مفتوحة وتصبح قادرة على توصيل الماء فى سهولة وبسرعة .

- يجب التخلص من البكتريا و الفطريات العالقة والمتجمعة عند قواعد أعناق الأزهار و الورود بماء الآنية بتغيير ماء الزهريات يوميا مع غسل سيقان الأزهار ثم قص جزء بسيط من قاعدة الساق بمقدار 1 سم تقريبا وتنظيف الأواني و الزهريات و تطهيرها بإضافة بعض محلول النشادر أو الفورمالين .

3- قطف الأزهار قبل أن تتم عملية التلقيح : لانه بمجرد أن تتم هذه العملية تنتهي رسالة الزهرة وتصبح حياتها فى مراحلها الأخيرة لذا فان الأزهار المقطوعة قبل أن تتم عملية التلقيح أطول عمرا من الأزهار التي تقطف بعد إتمام هذه العملية .

4- وضع أطراف أعناق الأزهار فى ماء به بعض السكر:  و للحصول على احسن نتيجة يحسن استعمال محاليل مختلفة التركيز بحسب نوع الأزهار المراد حفظها مثلا الفراولة و القرنفل يستعمل ماء به من 10 % إلى 15 % سكر و الورد يستعمل ماء به 7 % إلى 10 % سكر
ولوحظ أن الزهور غير المتفتحة تتفتح بسرعة فى المحلول السكري عما فى الماء العادي وتزداد فى حجمها كما انه يلاحظ أن المحاليل السكرية لا تلائم بعض الأزهار كالليليم و الجاردينا وبسلة الزهور فيحسن حفظها فى الماء العادي .

5- وقد أمكن إطالة بقاء الأزهار بحالة نضرة مثل القرنفل مدة 3 أيام زيادة عن المعتاد وذلك : بإضافة ربع أو نصف قرص أسبرين لكل لتر من الماء كما أمكن أيضا إضافة بعض المواد مثل مسحوق الفحم والخل وبرمنجنات البوتاسيوم بمعدل قرص لكل لتر ماء .
ما يجب مراعاة عند وصول الأزهار لمكان التنسيق :
-  يقطع من 2 - 5 سم اسفل ساق الأزهار بسكين حاد قطع مائل بزاوية وكذلك تزال المنطقة البيضاء فى بعض شماريخ الأبصال مثل النرجس .
- تغمر الزهور حتى قواعد البتلات فى ماء بارد بمجرد وصولها لمدة ساعة على الأقل ويستحسن غمرها طوال الليل مما يساعد على استقامة السيقان ويفضل وضع السيقان المتساوية فى إناء واحد .
- فى حالة الزهور الذابلة يمكن غمر سيقانها لعمق بوصة فى ماء دافئ لمدة 5 دقائق ثم تغمر بعد ذلك فى ماء بارد وهكذا لمدة 15 دقيقة .
- تزال جميع الأوراق و الأفرع الجانبية و البراعم التي توجد على جزء الساق الزهري المغمور فى الماء حتى لا تتعفن و تتحلل وينتج عنها رائحة كريهة كما تزال الأشواك الموجودة على الجزء السفلي لساق أزهار الورد حتى يسهل تنسيقها كما يجب عدم وضع الأزهار قبل أو بعد التنسيق فى مكان معرض للتيارات الهوائية أو أشعة الشمس المباشرة أو بجوار الدفايات أو أجهزة التكييف .
- تزال الأفرع و الأوراق الزائدة عن حاجة التنسيق كما تقطع السيقان الأطوال المناسبة
- أحيانا يضطر المنسق لتلوين بعض الأزهار ففي هذه الحالة يفضل الأزهار البيضاء ذات البتلات الرقيقة غير السميكة وان تكون حديثة القطف وتحتوى على عروق عديدة  رفيعة ويمكن استخدام بعض الأزهار فى ذلك مثل البسلة والنرجس و الاراولة و القرنفل .
 

ليست هناك تعليقات:

أحداث المطريه البطولية صحت الأمل فيا لشحن البطاريه الثوريه للتخلص من إبن السيسرئيليه

 أحداث المطريه البطولية صحت الأمل فيا لشحن البطاريه الثوريه للتخلص من إبن السيسرئيليه مدة الفيديو 00 minutes 46 seconds 00:46 17/11/2024 | آ...