الثلاثاء، فبراير 14، 2012

La sexualité


تعرف الجنسانية La sexualité أو النشاط الجنسي ( بأنها مجموعة الخصائص المتعلقة بالجنس) 

الوظيفة الجنسية عند الأطفال ليست قضية جنس و لا جسم. بل هي لغة، ليست قصة مؤنث و لا مذكر. هي عبارة عن حركة غير واعية، نفسية، تدفعنا لنداء الآخر إلى ما رواء جنسه التشريحي.

كيف تتطور هذه الوظيفة عند الطفل؟

يكون هذا التطور على عدة مستويات:
ـ أدراكي
ـ نفساني
ـ عاطفي.
مما يفسر تداخل الذكاء مع الحنان والعاطفة، و مع الجنس.

تعريف الجنسانية الطفولية أو الوظيفة الجنسية عند الأطفال: La sexualité infantile


تتصف هذه الوظيفة بأنها غير متميزة و لم تنتظم بعد
. و تختلف الوظيفة الجنسية الطفولية عن الوظيفة الجنسية لبالغين بثلاثة نقاط:

1ـ إن مناطق الجسم الأكثر حساسية ليست بالضرورة المناطق الجنسية التناسلية.

2ـ الأهداف مختلفة: فالوظيفة الجنسية للطفل لا تقود شرطاً إلى العلاقة الجنسية. و لكنها عبارة نشاط أساسي للطفل سيأخذ دورا بالمستقبل لكي يسمح بتطور المتعة الأساسية.

3 ـ تميل هذه الوظيفة لكونها إثارة ذاتية قبل أن تكون موجهة نحو الآخرين و لا لهدف معين.


صُنّف هذا التطور حسب المراحل، و حفل تاريخ الأدب الطبي و النفساني بعدة أسماء اندمجت بهذا التطور بفضل النظريات التي سنسردها فيما يلي و أهمها نظريات فرويد و بياجيه و سيمون و غانيون.

هذه المراحل تتلاحق و تتشابك فيما بينها، و لا توجد أي مرحلة يمكن تخطيها و لكن الأمر ليس أكثر من تلاحق متوالي لمراحل تدور حول منطقة حسية معينة.


سنستعرض فيما يلي أهم النماذج التي عرفها تاريخ التحليل النفسي، و تسير على مبدئين:
التطور الادراكي. Développement congnitif
التطور العاطفي. Développement affectif 


من أكثر هذه النماذج التي تركت أثرها هي نظرية فرويد Freud 

يعود نموذج فرويد إلى عام 1901. و يعتبر توزيع فرويد للتطور الجنسي عند الطفل إلى مراحل واحداً من أولى البوادر الأصلية المعروفة بهذا المجال.

تستند نظرية فرويد على أن تطور شخصية الطفل يعتمد على النشاط الجنسي.

يعتبر فرويد أن الشخصية تملك بناء يتطور مع الزمن. و هذه الشخصية لها مكونات أساسية هي:

عناصر بناء الشخصية بإختصار:

ـ الـ "هذا": Le ça
وهو مكان الشبق (و هي طاقة حيوية تتمثل في جوهرها غريزة الحياة) و تظهر عند الوليد و الرضيع و هي عبارة عن ميل فطري.

الـ «أنا" le moi
و يزيد بها الوعي، و هي ما يقود شخصية الطفل. تتطور بين سن الـ 2 إلى 4 سنوات.

الـ "أنا المثالي" le surmoi
و هي مركز الأخلاقية الذي يستوعب القيم التي يلقنها الأهل. تظهر بعمر الـ 5 إلى 6 سنوات و تتطور حتى يدخل الطفل المدرسة حيث يبدأ بتطبيق القيم التي لقنه إياها والديه.



قليل من الشرح:

Le çaالـ "هذا":
الأنفعال الغير واعي.
و هو عبارة عن مبادئ الواقع، يتأقلم مع مبدأ المتعة، و يمكن السيطرة عليه.
و هو عبارة جهاز داخلي يعتمد على الحاجة، له مقدرة كبيرة.
و هو عبارة عن حلقة وصل بين ما هو عضوي و نفساني. و يمثل بالنفسية ما تشترطه العضوية. و خلفيته هي الميول الفطرية الأساسية أي:
ـ الميل الفطري للحياة Eros. 
و ظيفته المحافظة على الحياة الفردية و على حياة الصنف البشري. و يجدد محبة الغير ضمن محبة الذات.
ـ الميل الفطري للموت Thanatos.
و هي غريزة التدمير التي تمثل ميل كل حالة متطورة إلى العودة إلى سابق عهدها. أو بشكل أخر هي عودة كل ما هو عضوي إلى حالة غير عضوية، أي الحالة التي تسبق ظهور الحياة. أي حالة حيادية.

الطاقة التي تمثل هذه الميول الفطرية هي الشبق، بما يخص الميل الفطري للحياة. و المقدرة المدمّرة أو العدوانية. سنعود للشبق بفقرة خاصة به.
هاتين القوتين تتحدان ضمن الـ "هذا". 
تتطور هذه الطاقة الشبقية أو النزوة الجنسية عند الطفل، و يمكن أن نراها من خلال المراحل التي ستفصّل لاحقا.


الـ "أنا" le moi
وهو الرغبة، المؤثرات الأولية، الطاقة المندفعة التي لا يمكن السيطرة عليها. و هي تأتي من الـ "هذا" و تشكل جزأً منها. هذا الجزء هو الذي تبدل تحت التأثير المباشر للعالم الخارجي. و بفضل الوعي.
و ترتكز على الـ "أنا" مهمة الدفاع عن الشخص و تأقلمه مع محيطه.
فعالية التعّلم: هي بنفس الوقت واعية و قبل واعية. و تحتاج لعمليات ذهنية.
فعالية الدفاع: هي بنفس الوقت واعية و قبل واعية و غير واعية. و تشمل عدة طرق يتعلم خلالها الطفل أن يدافع عن نفسه و يبنيها خلال مراحل تطوره. و تشمل:
. الاندماجية، الاندفاع نحو الداخل l’introjection
. القذفية: الاندفاع نحو الخارج la projection
. التراجع la régression le refoulement
.التحول العكسي la transformation en contraire
. العودة ضد الذات le retour contre le soit
. الترفّع la sublimation



الـ "أنا المثالي" le sur moi
و هو الجانب الخاص من الشخصية الذي يشكل ينبوع العمليات الثقافية العليا. و هو ما يسمح بالسيطرة على الأنا. أي يظهر فيما بعد، وهو عبارة تغير يطرأ على الـ "أنا"
مرحلة ظهوره تتوافق مع مرحلة عقدة أوديب.
و هنا تنعكس الوظيفة الجنسية على الأبوين، ففي حين يتعلق الطفل بالجنس المعاكس. (البنت بأبيها، و الصبي بإمه)، بينما يغار من الآخر بشكل عدواني. و حل هذه العقدة يكون بتراجع داخلي للميول الشهوانية دون التخلي عن أهدافه الغرامية. مما يدفع الطفل لكي يتمثل بأحد الأبوين.
لتفهم دور الأنا و الأنا المثالي راجع الفقرة التي تتحدث عن المعنى المجرد للنزوة.

اقتباس: مراحل التطور الجنسي عند الطفل:
ميّز فرويد خمسة مراحل أو أطوار للتطور النفس الجنسي عند الطفل وهي:
ـ المرحلة الفموية
ـ المرحلة الشرجية
ـ المرحلة القضيبية
ـ مرحلة الكمون
ـ المرحلة التناسلية.
كل مرحلة من هذه المراحل تتمحور على منطقة حسية معينة بالجسم هي مركز متعته.
يتملّك الإنسان كل منطقة منه بشكل متوالي.
يعتقد فرويد أن الطريقة التي يعيش بها الشخص كل مرحلة من هذه المراحل هو ما سيحدد شخصيته. و من هنا تأتي أهمية السنوات الأولى من عمر الشخص بتأقلمه مع المستقبل.

تتابع هذه المراحل و تتداخل فيما بينها دون أن يتجاوزها الطفل، و تترك كل مرحلة بنفسيته أثرا قد يتجوهر فيما بعد.
يبدأ التطور منذ الحمل، حيث يعتقد أن الحالة النفسية للأم خلال الحمل تؤثر على وليدها.

المرحلة الفموية: stade orale


و هي مرحلة تطور الشبق Organisation Libidinal 
كما سنطوره بالفقرة الخاصة بهذه الفكرة حول الشبق.

و تدوم هذه المرحلة بالعام الأول للطفل و قد تتجاوزه للعام الرابع و ربما أكثر. خلال هذه الفترة يتركز اهتمام الطفل على الفم و ما حوله و الذي يشكل عنده مركز الإحساس و مركز المتعة. و يتصل عن طريقه بالعالم الخارجي.
ما حول الفم يشمل المنعطف التنفسي الهضمي. و أعضاء الصوت مثل الحنجرة, و أعضاء الحس من التزوق و الشم والنظر.
يؤمن الفم للطفل مقدار كبير من الرضاء، و ذلك بدأً من إرضاء الحاجة الأساسية للحياة، ألا و هي التغذية. و الهدف الأساسي لرغبة الطفل هو ثدي أمه أو ما يحل محله بحالة الإرضاع الاصطناعي.
و شيئاً فشيئاً يمكن للطفل أن ينقص أو يتخلص من قدر كبير من الضغط الذي يعاني منه بفضل حركات المضغ و المص و العض و التقبيل.

لا يقتصر الأمر على حركات الشفاه، بل أن للمس دوره.

متعة الطفل لا تقتصر على الناحية الغذائية. و أنما يرضع قبل كل شيء لأن الرضاعة تمتعه. تولد بينه و بين أمه (أو من قد يحل مكانها) حب الالتحام. 
و بغياب الأم يُدخل الطفل بهذه المتعة كل ما يحرض الفم، سواء أكان الأمر ثدي أم مصاصة أو بيبرونة. أو حتى إصبعه.

النشاط الفموي قد يأخذ منحى عدواني بالعض و برفض الطعام، و يزيد من الحالة سؤا رغبة الأمم بإجبار طفلها على الرضاعة (سنعود لهذه النقطة بفقرات لاحقة). 
و هو بهذه المرحلة لم يميز بعد بين ما هو و بين ما يملك، و هو يُشمل كل الأمور بهدف المتعة. دون أن يميز بين ما هو و بين ما له. و لا يعي بشكل واضح لما هو بالداخل و لما هو بالخارج فكل شيء عنده يتمثل بهذه الحلقة، ما له و ما لغيره.

يبحث الشخص بعد ذلك عن هذه الحلقة طوال عمره.

أن حصل عند الطفل ما يمنعه من ممارسة الحركات الفموية بهذه المرحلة، يحصل عنده نوع من الحرمان قد يصبح شيء يركز عليه بالمستقبل، و قد ينعكس على سلوكه لدى وصوله لسن البلوغ.
يُعتقد أن بعض حالات الشره المرضي "البوليميا" تجد جذورها بهذا الحرمان. كما يمكنه أن يفسر بعض نماذج السلوك الساخر لبعض الأشخاص، و هذا السلوك ليس أكثر من وسيلة لتعويض الحرمان من اللذة الفموية بعمر السنة الأولى. (حسب أراء فرويد).

و لكن بعد اكتساب هذه المرحلة يجب أن ينتقل للمرحلة التالية، و من هنا نفهم أن الفطام له دور كبير بتطور الطفل لأنه يسمح بتوالي المراحل ويقوي عنده ظاهرة الرغبة كما سنرى بالفقرة المخصصة للرغبة.
قد يعيش الطفل الفطام على أنه حركة عدوانية. أو كعقوبة. و بجميع الأحوال يترك أثرا دائما بنفسية الطفل.


المرحلة الشرجية stade anal



تمتد من نهاية السنة الأولى إلى السنة الثالثة. يصبح الطفل حساس من شرجه أكثر فأكثر خلال هذه الفترة.
يتمركز اهتمام الطفل بهذه المرحلة على البراز. يلعب و يتلذذ بإعطائه أو بحبسه. يرضي رغبته و رغبة امه التي تحضه على النظافة. لا يقرف الطفل بهذه المرحلة من برازه بل يلعب به. و قد يتعمد أن يلوث به الثياب و الحائط.
يركز الأهل جهدهم خلال هذه الفترة على تلقين طفلهم عادات النظافة، و يحاولوا أن يعلموه بأن البراز قذر. و من هنا نفهم الأهمية الكبيرة للشرج في مراحل تطور الطفل، فهو لن يُقبل بأغلب مدارس الحضانة قبل أن ينظف. و لذا يبدي الأهل فرحهم عندما يستطيع الطفل أن يقضي حاجته بالمكان الملائم. مما يلفت نظرهم لهذه المنطقة. هذا ما يفسره فرويد بأنه انتقال لمركز الاهتمام بالطفل من فمه لشرجه.
و هنا أيضا فإن تشبث الطفل بهذه المرحلة قد يخلق عنده مشاكل بالمستقبل. و بالمقابل، فأن تلقين الطفل ركلات على أردافه بهذه المرحلة التي يتعلم بها الطفل النظافة، ليس بحركة حكيمة فهي تصيبه في أكثر المناطق حساسية بتلك الفترة.
و قد يعمل الطفل عكس رغبة والديه خصيصا لكي يتقلى هذه الضربة، و كأنه يتصرف برغبة مازوشيه. (تلمس اللذة بالعذاب)
كما قد يظهر الطفل عدوانية تدل على رغبة سادية ( تلمس اللذة بتعذيب الغير) بأن يقضي حاجته، بالمكان الذي لا يرضي والديه و يغضبهم. 
يعتقد أن هذه الفتر تتميز بظهور المشاعر العدوانية و علاقتها بالنظافة الشخصية عند الطفل.
تتطور عند الطفل بهذه المرحلة أيضا فكرة المكافئة، و العقوبة و فكرة الـ "لا". الذي يترجم بحبس أو ترك الحاجة لتّغوط. و يدخل أيضا بنفسه النزاع بين الشيء و ضده: المحبة و الكره.( أحبك، أعطيك. لا أحبك، لا أعطيك). بين الحبس أو الإطلاق، بين الإملاء و الإفراغ، بين الداخل و الخارج.
كل اضطراب بهذه المرحلة قد يخلف نتائج وخيمة.
ـ الحرية الزائدة تسبب عند الطفل تراخي أخلاقي.
ـ زيادة الحماس و الغيرة و القسوة و الشدة تدفع نحو الاستيهام (فانتازم) و تربي نفسية التنسيق المفرط. وازدراء الأشخاص الآخرين باعتباره من مستوى أقل.


المرحلة القضيبية: stade phallique



تعتبر هذه المرحلة التي تمتد من سن الثلاثة إلى سن الخمسة سنوات، وهي احدة من أهم المراحل بتطور الطفل.
ينتقل بهذه المرحلة مركز الإحساس إلى الأعضاء التناسلية و يتمركز حول فكرة وجود أو غياب القضيب. 
مركز المتعة بهذه المرحلة هو التبول و حبسه.
و بهذا الطور نرى بدأ النشاط ألاستمنائي و يلاحظه الأهل أثناء الألعاب و أثناء الاستحمام. قد يكون هذا النشاط مباشرا بملامسة الأعضاء التناسلية، أو غير مباشر بحك الفخذين.
و تستيقظ الفضولية الجنسية عند الطفل بشكل عفوي. 
ما يأخذ انتباهه بهذه الفترة، هو وجود القضيب أو غيابه. يقارن نفسه مع والديه و يتساءل لماذا للذكور قضيب، و لا يوجد القضيب عند النساء. و تبقى هذه القضية لغز تربوي و ثقافي عنده.
و تطرح البنت أسئلتها لماذا لا تملك القضيب. وهل سيظهر عندها يوما أن شاهدت قضيب والدها أو أخوتها. و لا تستطيع أن تشاهد فرجها و مهبلها لأنهما داخليين. ينصح بهذه الحالة أن نعلمها أنها تملك مثله و يمكن أن تلامس بظرها، أو نفهمها أن ما يملكه الذكر من الخارج، تملكه هي من الداخل. 
أن كان لها أخ، لا ينصح أن تفهم بأن الذكر يملك شيءً لا تملكه. و إلا سيغلبها الذكر بفوقيته القضيبية.
الصبيان يتبارون أيضا بالأحجام منذ الصغر و يفتخرون بأنهم يستطيعوا التبول بعيداً. و عندما يلاحظ الصبيان أن أمهم لا تملك القضيب يتولد عندهم الخوف من أن يفقدوه، لذا يلمسوه باستمرار.

عقدة الخوف 
ترافق الطفل بكل مراحل تطوره. 
ـ بالمرحلة الفموية يخاف من أن تضيع أمه منه.
ـ بالمرحلة الشرجية يتركز خوفه على أن يضيع البراز منه. 
ـ و بالمرحلة القضيبية يخاف أن يأتي أحد و يقص قضيبه.

و من هنا تتولد عقد الخوف من الخصي. Complexe de castration 




و خاصة عند مشاهدتهم أن الأم لا قضيب لها. هذا الخوف الذي يتحول إلى استيهام ( فانتازم). 
هذه العقدة تزداد سوءً عندما يحاول الأهل منعه من ملامسة القضيب أو على الأقل محاولة إقناعه بالاستغناء عنها مما يولد الخوف من أن يعاقب بقطعه.

يترجم عن البنت بالغيرة و بالأمل بأن القضيب سينمو يوما ما. و من هنا يتولد عندها الرغبة بالقضيب. فتبحث عنه عند أبيها.

تتطور بهذه المرحلة أيضا النظريات الجنسية الطفولية. و يفسر الطفل الحقائق على مزاجه و حسب خبرته. مثال:
ـ التفسير الطفولي للخصوبة و الولادة. (الخصوبة عن طريق الفم، الولادة من السرة، أو من الشرج.... الخ)
دور البول، كأن يعتقد أن الرجل يتبول ضمن المرآة.
الألعاب التي تسمح له بعرض أعضائه التناسلية و الافتخار بها.



هذه الفكرة تلتقي مع وصف بياجيه لتطور الذكاء و المقدرة على الأستيعاب، أذ وصف الطفل بأنه Egocentrique ذاتي المركز، أنوي، أناني أجوبته تعتمد على المعرفة التي تحيط به.

كما تتولد عند الطفل بهذه المرحلة الفضولية الجنسية فيستغرب و يتلصص على ما يجري بغرفه نوم الأهل. و يتخيل بالبداية أن النشاط الجنسي عند والديه بأنه نشاط عدواني سادي بسبب الصرخات و التأوهات التتي قد يسمعها.

و يتولد عنده استيهام المسرح الأولي Fantasme de la scène primitive. سواء أشاهد والديه أو أن تخيلهم يمارسون الجنس.



يتولد عند الطفل شعور أن أهله وضعوه جانبا و استثنوه من علاقاتهم الغرامية و مشاعر المحبة.

المسرح الأولي قد يكون أولى البوادر التي تدفع الطفل لأن يطابق نفسه مع أحد الوالدين.



و تأخذ عقدة أوديب (أنظر للشرح بالفقرة الخاصة) جذورها من هذه المرحلة. 

حسب نظرية فرويد، يشغل تقمص الشخصية حيزا مهما بتكوين شخصية الطفل خلال هذه المرحلة.

فيتقمص الطفل شخصية أحد الأبوين المماثلة له بالجنس و يظهر اهتمام جنسي مع أحد والديه من الجنس المقابل. 



خلال هذه الفترة يحلم الصبي بأب له مهام مهنية خارج البيت بحيث ينام و يأكل بالخارج، مما يترك له الحقل فارغا بالمنزل كي يأخذ مكانه. بينما تحلم البنت أنها تتزوج أبيها.

الأمر قد لا يبدوا تافها بهذا الشكل، فيشاهد الصبي أبيه و يعتبره و كأنه رمز للقوة التي تهدده، و يشتعل بنفسيه شعور الخوف من أبيه بأن يخصيه.

شعور الخوف من الخصي، أمر مهم بهذه الفترة.

الأمر يضع الطفل بحالة من الغموض قد يصعب عليه تدبّيرها. فهو بنفس الوقت يرغب بأمه، ومن ناحية أخرى يخاف من قوة أبيه و مقدرته.

نتائج هذا الصراع الداخلي أنه يولد عند الطفل حالة القلق.

كيف تتطور الأمور؟ يعتقد فرويد أن الطفل يرد بطريقة دفاعية و هي تقمص الشخصية. إذ يندمج بشخصية أبيه و يحاول أن يغطي بسلوكه الشخصي على الصورة التي أخذها من أبيه.

لماذا؟ لأنه بتقمص شخصية أبيه ينقص احتمال مهاجمة الأب له. و بنفس الوقت يعتقد أنه اكتسب شيءً من مقدرة الأب و قوته.

هذه الصورة للأب الداخلي، يبدوا أنها ستكون نواة الـ "أنا المثالي".



مرحلة الكمون: Période de latence 

خلال هذه الفترة تكون الطاقة الجنسية الداخلية غير فعالة، و يبني الطفل خلال هذه الفترة علاقاته الاجتماعية على مدى واسع و يقوي من الأمور التي اكتسبها بالمراحل السابقة. كما تمتاز بأنها تتمتع بأقل قدر من التنازع.
تتميز هذه المرحلة بأنها تأخذ طابع رمي المسؤولية والمدافعة عن النفس أو بعبارة أخرى (هذه ليست غلطتي، ليس ذنبي، لست أنا المسبب...). هذه الآليات طبيعية جداً بهذا العمر، و الحقيقة أن كل ما يستعمل للدفاع عن النفس يأخذ طابعا يشوه الحقيقة بأشكال مختلفة، أقصاها هو الإنكار والنفي القاطع: (لم يحصل هذا معي). و الطريقة الأخرى أنه يحول المشكلة لأمر آخر، (كنت منرفزاً). و غالبا ما يرتكس الطفل بشكل سيء على وضع معين (لا أستطيع مواجهة الحالة، فأفرغ عدوانيتي على أول من أراه). أو يُوجد العيب بغيره (أقرأ كتاب لا أفهمه، إذن هذا الكتاب أحمق). أو يجد حجج مختلفة مثل القرف أو الحياء.



المرحلة التناسلية: stade génital 

تتظاهر عند البلوغ و تمتد خلال فترة المراهقة. حيث يأخذ التطور سيره الذي توقف عليه منذ انحلال عقدة أوديب.

تستيقظ بهذه المرحلة حالة الولع بالذات وحالات القلق الناتجة عن صعوبات أجلاء الشخصية الذاتية و تحديد نفسه، جسمه و جنسه.

نشاط الاستمناء يولد الشعور بالذنب و يقلق المراهق. كما يضطرب فكره بسبب مختلف التغيرات الفيزيائية التي تلم بجسه، من أنفه و عيونه و أعضائه التناسلية و مختلف الخواص الجنسية الثانوية التي ترافق البلوغ.. يقلق من الاستمناء الليلي العفوي، و تقلق البنت من طمثها. 

كما تتفجر حالات النزوة Pulsion أو الغريزة الجنسية 
و هي تختلف عن نزوات الطفل بالمرحلة الأولى من التطور و التي تعتمد على كل ما له علاقة بالمتعة. أول تعبير للنزوة هي ما يظهر الطفل تجاه الثدي، أو ما يحل مكانه عند الإرضاع الاصطناعي. عملية الرضاعة لا تتوقف على تأمين الرضاء الغذائي، بل تتعدها إلى الرضاء الشبقي. فيكتشف الطفل أن تحريض الشفاه بشكل مجرد يعطيه نوعا خاصا من المتعة حتى بدون مشاركة وظيفة التغذية.

بالمراحل المتوالية تتطور النزوة و تأخذ منحى جنسي بفضل النضج النفسي للطفل. و يظهر أن الاهتمام و الهدف من التركيز على الأشياء يتوجه نحو الجنس المقابل. و بشكل آخر الانفتاح على الوظيفة الجنسية للبالغين، أي أنه يتفهم الأمور الاجتماعية بشكل جديد يشابه ما نلاحظه بفترة البلوغ.

يتطلب الأمر من نفسية المراهق جهدا كبيراً كي يستوعب كل هذه المعطيات الجديدة عليه. و يتطلب منه إحداث تبدلات كبيرة بنفسيته و على جميع المستويات.

و بهذا الشكل يعتقد أن العناصر التي تسهل استيعاب المراهق للصورة التي يرسمه لنفسه، مثل الرياضة مختلف النشاطات الفيزيائية تساعده على بناء هذه الصورة بشكل جيد.



دور الشخص الثالث:
الشخص الثالث بحياة الطفل هو ما سيشكل الممنوع. و هو من سيقول للطفل "لا".

هذا و الممنوع سيبرز شخصية الطفل. سيسمح له أن ينمي "الأنا" بدل " نحن". هذا الشخص الثالث ليس حكما الأب، قد يكون العم، أبن العم، الأخ، المدرس، الجار، المهم أن يكون شخصا يساهم ببناء شخصية الطفل و يظهر له الممنوع، و يقول له "لا".
عندما تبقى الأم لوحدها مع طفلها، تشغل جميع فراغه. لن تجد الشخص الثالث الذي سيطلب منها أن تتركه، و تولد عنده الرغبة.




تطور المعنى المجرد للذات: Concept de soi

رأينا الطرق التي تسمح بتطور الشخصية حسب فرويد. و الآن كيف يمكن لشخص ما أن يبني الوعي بنفسه أنه شخص، فاعل بالمفرد.
بالأشهر الأولى من العمر يطور الطفل روابطه مع أمه و أبيه.و بنفس الوقت يبني أول قالب، أو نموذج للمعنى المجرد للذات, فعندما يلاحظ أن وجود والديه لا ينعدم حتى و لو لم يكونوا على مرأى من نظره، يساعده على أن يتفهم كيف له بنفسه كيانه الذاتي.
و من هنا أهمية بُعد الأهل عن الطفل من آن لآخر، فهذا سيساعده على تكوين شخصيته.





Michael Lewis تماشى مع فرويد وو ضع بعام 1990 ـ 1991 نظريات تقول أن الإحساس بالذات يبدأ بعمر الـ 2 إلى 3 أشهر.

الأنا الوجودي Moi existentiel 

يسمح إدراك الذات للطفل بأن يفهم بأنه شخص مميز عن الآخرين. و الـ |أنا| التي تخصه موجودة بالزمان و المكان.
تقول ميلاني كلاين أن الطفل بالبداية لا يمكن أن يفرّق بين الأم و بين الثدي، فهما بالنسبة له مصدرا للرضاء الفموي. و مع الوقت، و بفضل مختلف المهمات التي تقوم بها الأم يتميّز الحيز الذي تأخذه بحياة الطفل. و يفهم أنها موجودة حتى و لو لم تكن بجواره. و بفضل تفهمه لاستمرار وجود الآخرين يبني إحساسه بذاته.
و بهذا الشكل نتفهم أن تفاعل الشخص مع محيطه هو ما سيسمح له أن يبني تصوره للإحساس بالذت.

الأنا المختلف Le moi différentiel 

لكي يصل الطفل إلى كامل إدراكه للذات يجب أن يفهم بأنه شيءٌ ما بهذا العالم، له خواصه الشخصية، له جنس (ذكر أو أنثى) وطول وشكل و اسم، أنه مختلف عن الآخرين.


تجربة المرآة:
لتحديد المرحلة التي يبني بها الطفل الأنا المختلف أقترح المحللين النفسانيين هذه التجربة، و هي بأن يلصق على أنف الطفل أتيكت حمراء صغيرة و يوضع أمام المرآة. عندما يستطيع أن ينتزعها، نستدل أنه يتعرف على أن الشكل الذي أمامه بالمرآة هو نفسه المختلف عن الآخرين.
و هكذا نستنتج أن بناء الأنا هو أمر إدراكي، يتطور مع الوقت، و ليس فوري، و تحتاج لوسيط ألا وهو الصورة التي يرسمها الطفل عن نفسه. و هذا مختلف كليا عن الشخصية، (أنا أفكر، إذا أنا موجود).
هذه النظرية تجعل من الجسم عنصر مركزي لبناء الأنا، و على أهمية هذا الدور الذي يلعبه بتطور الطفل، و يُعتقد أن الاعتلال النفسي عند بعض الأطفال يأخذ جذوره من فشل بناء هذه التجربة، أي التعرف على الأنا المختلف.



الخلاصة:
ما قدمته نظريات فرويد له قيمة كبيرة. فهي وضعت النشاط الجنسي (الجنسانية) عند الطفل حيز الواقع بعد قرون من العناد الاجتماعي و الثقافي الذي كان يقف حاجزا أمامها.
جعلنا نرى الطفل بصورته الحقيقة، كائن حي تحت تأثير نزواته. مما يعطيه الوصف بأنه صغير منحرف الأخلاق و السلوك بأوجه عديدة Petit pervers polymorphe.

و كيف سيبني نفسه تدريجيا من خلال حالاته العصبية الطفولية. 

أهم اكتشافاته هي فكرة أن عدم الوعي تتصف الحالة النفسية الإنسانية ببدايتها ثم
1ـ يتنقل الطفل من مسرح لآخر، و على كل خشبة تتبدى له الوظيفة أو النشاط الجنسي.
2ـأهمية الشبق كدفقة جنسية خلال مراحل تطور الطفل، تترك أثرها على كل الأعمار.

العلاقة بين الأم و طفلها:
1ـ الزمن الأول: حب و كراهية مختلطة. حب بشكل مفترس. اثارة فموية. أندماج و أصهار. أو أختلاط.
2ـ الزمن الثاني: الكلام الذي يفرق. الصرخة.
3ـ فيما وراء الحاجة، تنظيم الحاجة استنادا لما ينفص.
4ـ النقص، الحرمان، الشوق... أمر ضروري لبناء الرغبة. تتنظم به مختلف المظاهر التي تمثل المتعة من نظر و عاطفة.

الانفصال، هل هو ممكن؟
1ـ الانفصال هو اختبار يقوم به الأب و يشعر الطفل أنه كائن قائم بحد ذاته.

2ـ اكتشاف الفرق بين الجنسين، و ما يمثله من انعكسات نفسانية تفتح شرخا بتفكير الطفل و تنمي عنده منعكس الخصي Complexe de castration.

3 – phallus القضيب أو رمز الإخصاب في الميتولوجيا القديمة. تتمركز حوله الجنسانية الإنسانية (الوظيفة أو النشاط الجنسي) و يرتبط به كل طفل، صبي أو بنت.

4ـ استيعاب الممنوع وهو الذي يأتي بالوظيفة الرمزية للقانون. و يربط بين السجلات الثلاثة
... الحقيقي
... الخيالي
... و الرمزي

ليست هناك تعليقات:

رسالة إلى آل سعيهود و آل شخيخ!! ردوا إلينا الحرمين وقايضوهم بالهرمين سنطالب ب #التدويل_إذا_أصروا_على_التثميل #التقديس_يتنافى_مع_التدنيس

 رسالة إلى آل سعيهود و آل شخيخ!! ردوا إلينا الحرمين وقايضوهم بالهرمين سنطالب ب #التدويل_إذا_أصروا_على_التثميل   #التقديس_يتنافى_مع_التدنيس