دول منابع النيل تنصب فخًا جديدًا لمصر
أن الاجتماع الاستثنائى الذى دعت إليه مصر والسودان، وقررا التغيب عنه فى اللحظات الأخيرة، حضره جميع وزراء الرى من دول منابع النيل، ولم يؤجل على حد إعلان مصر والسودان.
وكشفت المصادر ــ التى رفضت الكشف عن هويتها ــ عن مجموعة من القرارات الصادرة عن اجتماع دول منابع النيل، على رأسها «انضمام إثيوبيا إلى تجمع دول البحيرات الاستوائية الذى يضم (كينيا وأوغندا وتنزانيا ورواندا وبوروندى والكونغو الديمقراطية) كعضو أساسى فى هذا التجمع بعد أن كانت مجرد عضو مراقب، وبذلك قررت الدول تشكيل تحالف قانونى ومؤسسى كامل يضم كافة الدول الموقعة على اتفاقية «عنتيبى»، بالإضافة إلى الكونغو، فى مواجهة دولتى المصب (مصر والسودان).
يذكر أن إثيوبيا لا يجمعها أى علاقة فنية بدول منابع النيل؛ لأنها لا تشترك معهم فى حوض نهرى واحد، فضلا على انضمامها لدول النيل الشرقى النابع من الهضبة الإثيوبية، وهو ما يؤكد «تغليب المصلحة السياسية وليست الفنية فى قرار دول المنابع بانضمام إثيوبيا إليها، وتشكيل تكتل مؤسسى جديد يشمل مشروعات وبرامج فنية وقانونية فى مواجهة مصر والسودان» بحسب المصادر.
وأضافت المصادر أن الاجتماع انتهى إلى إصدار ما أطلق عليه «إعلان نيروبى»، وقع عليه وزير الرى الرواندى، ستيلايس كامنزى، باعتباره رئيس المجلس الوزارى لدول البحيرات الاستوائية، ويتضمن الإعلان: التصديق على الاتفاقية الإطارية لحوض النيل «عنتيبى» لسرعة إنشاء مفوضية لحوض النيل بديلا عن المبادرة، ومواصلة النقاش مع مصر والسودان وإعطائهم مهلة 60 يوما فقط للانضمام إلى اتفاقية «عنتيبى» قبل التصديق عليها من الدول الستة.
وعبرت المصادر عن حالة من الاستياء سادت الاجتماع من عدم حضور مصر والسودان وطلبهم التأجيل فى اللحظات الأخيرة قبيل انعقاد المؤتمر، وطلبوا من وزيرة المياه الكينية، تشريتى تينجو، بصفتها رئيس المجلس الوزارى لدول حوض النيل، إبلاغ مصر والسودان بحالة الإحباط والقلق تجاه المواقف المصرية ــ السودانية. على حد قولهم.
من جانبه قال مصدر حكومى مصرى مطلع بملف حوض النيل، إن مصر «شعرت بفخ جديد من دول منابع النيل فى هذا الاجتماع»، لافتا إلى أن الاجتماع الذى ضم دول البحيرات الاستوائية إضافة إلى إثيوبيا أعلن عن انعقاده على هامش الاجتماع الاستثنائى لوزراء دول النيل، ورغم قبولهم بطلب مصر والسودان لتأجيل الاجتماع فإنهم أصروا بعد ذلك على عقد الاجتماع دون مشاركة مصر والسودان.
وعبر المصدر المسئول ــ الذى رفض ذكر اسمه ــ عن بالغ أسفه من اتخاذ دول منابع النيل قرارا بتوقيع اتفاقية جديدة بين دول المنابع خلال الاجتماع «المزعوم» أطلقوا عليها «إعلان نيروبى» للربط بين الهضبتين الإثيوبية والاستوائية وقبول انضمام إثيوبيا كعضو كامل فى منظومة تجمع البحيرات الاستوائية.
واعتبر المصدر أن هذه الخطوة بمثابة فخ جديد لمصر من دول المنابع وورقة ضغط على دولتى المصب مصر والسودان، مؤكدا أن مصر «لا تلتزم بأى من هذه الاتفاقيات أحادية الجانب طالما لم تكن شريكا فى إعدادها».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق