فبراير 2012 |
24 |
المصدر: الأهرام -الطبعة الدولية
بقلم: نجاة عبدالنعيم
سالم القطامي |
باريس:
في الذكري الاولي لثورة التحرير- 25 يناير- جاءت اراء المصرين بباريس لتتباين بوضوح شديد من حيث التحليل والنقد لمجريات الأمور وما تشهده البلاد من مرحلة مخاض عسير للديمقراطية تارة والاستقرار والامن تارة اخري. وان كانت غالبية الاراء تكاد تجزم بأن ما يحدث في مصر شيء طبيعي بعد اندلاع ثورة اطاحت بنظام سابق من منطلق ان تاريخ الثورات حول العالم يشير بوضح الي حتمية المرور بذلك الا ان البعض يري ان تمادي التظاهر والمطالبات حتي ولو كانت مشروعة في تلك الاونة امر غير طبيعي لان تلك المرحلة تحتاج لبناء وجني ثمار الثورة وليس استمرار لحالة الثوران والهياج الذي لايعود علي البلاد الا بمزيد من التدني الاقتصادي بل ينبئ بانفجار اجتماعي وثورة جياع من شأنها الإطاحة بالأخضر واليابس. وعلي هذا الصعيد كان للاهرام اللقاء مع السيد سالم القُطامي الذي يري انه لاداعي لتجميل الأوضاع تحت ذريعة ذكري الثورة!. ويقول ان الثورة لم تكتمل بعد واننا لم نحصد سوي خُمس اهدافها. وربما اننا فرحون ان لدينا اليوم انتخابات نزيهة او ظهور احزاب كانت في يوم من الايام محظورة دون نكران انها مكاسب عظيمة جدا لان كل مصري الان اصبح له صوت. لكن مازالت كرامة المصري غير مصونة ومازالت خيرات مصر تقسم علي طبقة بعينها وتعاني فئة ليست قليلة من فقر مدقع لان ثروات مصر مازالت تقسم بين طبقة المحظوظين من اتباع النظام السابق. وحينما سألناه:
- اين هو النظام؟
قال: النظام ما زال قائما في كل وزاراتنا المصرية.
- اليس مبكرا ان نقيم نتاج الثورة الان؟.
الثورة هي تغير مفاجئ جاء ليقلب الوضع السائد رأسا علي عقب وبوتيرة سريعة ومن وجهة نظري ان الثورة هي بركان ثائر يلقي بحممه ثم علينا ان نبني ونحصد ونزرع من جديد بعدها وما يحدث في مصر لايمكن ان نطلق عليه ثورة! بل يمكننا ان نسميه انتفاضة او هوجة لان الثورة ان لم تأت بنظام عكس ما سلف وتقض علي الأسباب التي قامت من اجلها فهي ليست بثورة كاملة!!. وللاسف ان الحكومات التي تُطرح علينا مازالت بنفس العقلية القديمة.
- وما دور الجالية المصرية في مواجهة تلك الأزمة.
قال القُطامي: للاسف الجالية المصرية في فرنسا جالية مفككة جاءت بأمراضها فالكل يحقد ويغل لبعضه البعض وهذا نتاج ان النظام السابق رسخ لدينا فكرة الأنانية وانت أولا ومن بعدك الطوفان ونحن جعلنا كل واحد منا مبارك صغيرا بما يعني استبدادا.
- تطالبون بالرحيل الفوري للمجلس العسكري من يحمي مصر بعد رحيل العسكر؟.
مصر محمية بأبنائها ونحن الذين سنحميها وعلي سبيل المثال لو حدث لا قدر الله اي حرب ضد مصر نحن سنحمل السلاح كبارا وصغارا لنفديها بدمائنا مصر لن تحتاج لجيوش نظامية.
- ولماذا تصرون علي القيام بمظاهرات تجوب باريس تدعون فيها لرحيل العسكر مادام الجيش وعد بترك السلطة وتسليمها لمدنيين في يونيو المقبل؟.
أفلح المجلس العسكري لو صدق المؤسف ان المجلس العسكري لم يقدم اي تنازلات الا تحت الضغوط ومظاهراتنا هي مظاهرات سلمية لمصلحة مصر وليس لمصلحة افراد او جماعات. وانا مع احترام كل الخطوات المطروحة من اجل تسليم السلطة بما يعني الدستور ثم الانتخابات الرئاسية بعد ستة اشهر لكني اعارض محاولة العسكر تصقيع الثورة، "الثورة بركان في صدور الثائرين" وانا لي تاريخ نضالي طويل يعود الي عشر سنوات وغير مستفيد من مصر لاني اقيم بفرنسا منذ اكثر من 28 عاما ومنعت من دخول مصر لاني رشحت نفسي امام حسني مبارك عام 2005 حتي أجبرت علي سحب ترشيحي وظللت 9سنوات سالفة محروما من زيارة بلدي واهلي وكان ترشيحي امام مبارك ليس الا لكسر هذا الحاجز ومن بعدها رشح ايمن نور وغيره انفسهم.
- اذاً كيف يمكننا ان ننقذ مصر من وجهت نظرك في وقت نعلم فيه ان بلدنا مستهدف من دول غربية وعربية لاترغب سوي في هدمه؟
لا قدر الله مصر عظيمة وستظل. ونحن الذين قزمنا من شانها. اما بخصوص المساعدات الممكن تقدمها من ابناء مصر بفرنسا فيقول القطامي نحن وما نملك لمصر فمصر هي الام وكلنا عطية لها وبالطبع لدينا مشروع لمضاعفة مساهمتنا من اجل مصر فبدلا من ان تقتصر تحويلات المصريين علي 1500 دولار في العام تكون بصفة شهرية ونحن في انتظار رد وزارة الهجرة في هذا الشان ويحضرني القول بضرورة تنصيب وزير للهجرة يعلم ان المصريين في الخارج كنز لمصر وان يحترم جميع المصريين وليس كما كان يفعل الآخرون الذين كانون يأتون لمقابلة فئة بعينها من الذين حصلوا علي آلاف الأفدنة واستفادوا علي حسابنا ونحن منهم ابرياء!!. وقد سبق لنا ونحن ابناء مصر الصغار من غير المستفيدين من النظام أن قمنا وبمجهوداتنا الشخصية بتحويل 12 مليار يورو اثناء عام 2011 ذلك عبارة عن تبرعات تمت في الحملة التي تزعمها الفنان محمد صبحي من اجل مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق