أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الأربعاء ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستجري في نيسان/أبريل ومايو/أيار المقبلين.
وكان ساركوزي اختار النشرة الإخبارية المسائية للقناة الفرنسية الأولى للإعلان عن قراره، قائلا: "نعم، أنا مرشح للانتخابات الرئاسية"، مؤكدا أنه اتخذ هذا القرار "لأن الوضع اليوم في فرنسا وأوروبا والعالم الذي يشهد منذ ثلاث سنوات أزمات متعاقبة لا سابق لها، يجعل من عدم السعي للحصول مجددا على ثقة الفرنسيين بمثابة تخل عن المسؤولية". وأضاف الرئيس الفرنسي الحالي أن لديه ما يقوله للفرنسيين، ولديه اقتراحات سيعرضها عليهم، مشيرا أن حملته الانتخابية ستتمحور حول "إعادة الكلمة للشعب" في إشارة إلى الاستفتاءات الشعبية التي ينوي اقتراحها لحسم بعض القضايا الاجتماعية الحساسة كمشكلة الهجرة وسياسة تقديم تعويضات مالية للعاطلين عن العمل
رغبة الفرنسيين الآن هي تغيير "ربان السفينة الذي قادها نحو الصخور".
وتوالت ردود الفعل إثر إعلان ساركوزي عن ترشحه رسميا لنيل ثقة الشعب مرة ثانية، إذ اعتبر مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند هذا الإعلان ليس بالخبر الجديد كون الجميع كان يدرك أن ساركوزي سيترشح. وأضاف هولاند الذي كان يقيم مهرجانا انتخابيا بمدينة "روان" – شمال فرنسا" أنه كان على ساركوزي بدل أن يعلن ترشحه أن يعتذر للفرنسيين على كل المشاكل التي تسبب بها خلال ولايته، مضيفا أن بعدما كان ساركوزي الرئيس المرشح أصبح اليوم المرشح والرئيس في آن واحد
من جهته، قال فرانسوا بايرو مرشح حزب الحركة الديمقراطية إن رغبة الفرنسيين الآن هي تغيير "ربان السفينة الذي قادها نحو الصخور", مضيفا " الأمر الذي أدهشني عندما شاهدت نيكولا ساركوزي هو أنه عاد إلى استخدام نفس الكلمات و الجمل و الأمثلة التي كان يستخدمها منذ أشهر عديدة، لكن في الواقع حصيلته السياسية والاقتصادية سلبية للغاية
ساركوزي يزور مصنع أجبان في مدينة "انسي"
نفس الانتقادات تقريبا وجهتها زعيمة الجبهة الوطنية المرشحة مارين لوبان، حيث اعتبرت إعلان ساركوزي ترشحه"بالخبر العادي وغير المهم". وقالت مارين لوبان "سيضاعف ساركوزي كعادته تقديم الوعود للفرنسيين لكن هذا لن ينسيهم السنوات الصعبة التي عاشوها خلال ولايته"،مشيرة أن التصويت لصالح ساركوزي لن يكون له فائدة وعليه أن يفسح المجال أمام فريق يتمتع بالجرأة والشجاعة" لإدارة شؤون البلاد
وإلى ذلك أعلن جان لوك ملنشون ممثل جبهة اليسار أن الخصم الحقيقي لليسار – أي نيكولا ساركوزي- دخل إلى ساحة الصراع، مؤكدا أن هذا الرجل، يعني نيكولا ساركوزي، هو الذي كان وراء تدهور الوضع في فرنسا خلال السنوات الخمس الماضية".
من جهتها انتقدت ممثلة حزب الخضر ايفا جولي مداخلة نيكولا ساركوزي التلفزيونية ووصفتها "بمداخلة فارغة وغير مهمة" مضيفة أنه تجنب الكلام عن حصيلته الاقتصادية التي دمرت سياسة العمل التي كانت فرنسا تتمتع بها في السابق".
ويقوم ساركوزي اليوم الخميس بزيارة مصنع أجبان بمدينة "انسي" قرب الحدود السويسرية، كما سيقيم الأحد المقبل بمدينة مرسيليا –جنوب شرق فرنسا- أول مهرجان انتخابي ضخم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق